|
إبداعات ونقاشات هادفة قسم يختص بما تخطه أيدي الأعضاء من شعر ونثر ورأي الخ... |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
(1) يَــا قَــاصِـــدًا بَــيْـــتَ اللهِ الــحَـــرَامِ .. تَـنَــبَّــــه!
إنَّ شهر ذي القعدة هو الشهر الذي يسافر فيه -غالبًا- أكثر حُجَّاج بيت الله الحرام من بلادهم قاصدين مكة والمدينة للحج والزيارة. ومن الأخطاء الشَّنيعة التي تُرتَكَب في حق الحُجاَّج أنهم يذهبون لأداء هذه الفريضة دون أن تُقدَّم لهم التَّوعية الكاملة في بلادهم قبل السَّفر، ودون أن تُصحَّح مفاهيمهم حول بعض أمور هذه العبادة. ولو تمَّت هذه التَّوعية قبل السَّفر لكان دعمًا للجهد الكبير الذي تبذله الأمانة العامَّة للتَّوعية الإسلامية في الحج بالمملكة العربية السعودية، حيث تقوم بدور التَّوعية للحُجَّاج في أماكن تواجدهم بالمملكة منذ وصولهم إليها حتى مغادرتهم أراضيها. وتصحيح المفاهيم الذي أَعنِيه في هذه الكلمة السريعة هو ما يتعلق بسلامة التَّوحيد وصيانته من صور الشِّرك المختلفة ... فإن الإسلام يُركِّز أولًا على جانب العقيدة قبل العبادات، بمعنى أن المسلم إذا لم يكن توحيده لله خالصًا من كل شوائب الشِّرك رُدَّت عليه عباداته وجعلها اللهُ يوم القيامة هباءًا منثورًا. ولو استعرضنا بعض المفاهيم الخاطئة لدى كثير من حجاج بيت الله الحرام لعلمنا أهمية التَّوعية التي نطالب بتقديمها لهم في بلادهم قبل السَّفر: - أولًا: يُسافر بعض الحُجَّاج وهم يتصوَّرون أن الغرض الأسمى من هذه الرحلة زيارة قَبر النبي صلى الله عليه وسلم! وهذا كل مفهومهم عن الحج، أما أعمال الحج ذاته فهي في نظرهم أمور فرعية! - ثانيًا: عند زيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم نرى كثيرًا من الحُجاَّج يتوجهون بدعائهم مُستقبلين القَبر بدل القِبلة! - ثالثًا: بعض الحُجَّاج يظنون أن التَّمسُّح بالنافذة المطلِّة على القبر أمر يدعو إليه الإسلام، لذلك ترى التزاحم وإيذاء المسلمين بعضهم بعضًا مما لا يرضاه اللهُ ورسوله. - رابعًا: يعتقد البعض أن مقام إبراهيم عليه السلام ضريح دُفِن فيه خليل الرحمن عليه السلام، ويتزاحمون حوله لاستلامه بأيديهم لنَيل البركات، ولا يدرون أنه الحَجَر الذي قام عليه أثناء بنائه الكعبة، بل يظن الكثيرون أن المسجد الحرام دُفِن فيه كثير من الأنبياء والمرسلين، ويرون أن أفضلية الصلاة فيه وأنها تعدل مائة ألف صلاة فيما سواه إنما كانت من أجل الرسل المدفونين فيه في زعمهم! كل هذه الأمور -وغيرها كثير- تُنافي التوحيد الخالص وتحبط عمل فاعلها، فضلًا عن جهل أكثر الحُجَّاج بجميع المناسك. جَرَعات التَّوعية اللاَّزمة للحُجَّاج وخاصَّة أنه يصدر ويعرض مع باعة الصحف قبل سفر أو فوج من أفواج الحجاج إلى الأراضي المقدسة. ونسألُ اللهَ تعالى أن يكون عملنا خالصًا لوجهه الكريم وأن يوفِّقنا لما فيه خير الإسلام والمسلمين. *********
__________________
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 16-09-2016 الساعة 03:32 AM |
#2
|
||||
|
||||
(2) وَا أَقْــصَـــــــــاهُ! في إحدى المرَّات -كالعادة- تجاذبنا أطراف الحديث أنا وزملائي المعلمين في بعض القضايا المطروحة على الساحة .. وجاء ذِكر المسجد الأقصى فألقيتُ كلمة بهذا الصدد بحزن ومرارة لما وصل إليه من حالة، فما كان من أحد الحاضرين إلاَّ ورماني بنظرة نارية وقال متهمًّا: "حاتم الإخوانجي!!" ... فسكتُ ولم أرد عليه وقلتُ لنفسي سبحان الله من هذه العقول المظلمة وكأن الأقصى صار حكرًا على الإخوان!! ... الـــــمــــــهـــــــــــم ... ففي الذكرى السابعة والأربعين لنكبة حريق المسجد الأقصى أتحدث: إنه مِن المعلوم في جميع الأوساط الإسلامية والعربية أن الصهاينة تعمل على التَّخلص من المسجد الأقصى حتى لا يكون هناك أي كيان للمسلمين في القدس الذي تهدف إلى تهويده تهويداً كاملاً. ولو عَلِم المسلمون أن ذلك مجرد (نيّة) عند إسرائيل وأنها لم تفعل شيئاً في سبيل إظهار هذه النيّة إلى حيِّز التنفيذ لكان لهم عُذرهم في وقوفهم موقف المُتفرِّج .. ولكن المسألة لم تعد نيَّة مُبيَّتة فحسب إنما بدأ الفعل الذي كان من الواجب أن يجد له رد فعل مناسب عند المسلمين عامَّة والعرب منهم خاصة .. وبدأت إسرائيل تنفيذ مخططها بجسّ نبض المسلمين منذ حوالي 47 عاماً وذلك بحادث حريق المسجد الأقصى في 21 أغسطس سنة 1969 م، ولم يكن ردّ المسلمين على ذلك إلا بالكلام سواء كان خُطَباً رنَّانة أو احتجاجات صارخة أو مقالات شديدة اللَّهجة مما طمأن إسرائيل على سلامة الخط الذي تسير فيه للتَّخلص من المسجد الأقصى! وإذا كان إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي يعد وليد حادث حريق المسجد الأقصى حيث اجتمع مؤتمر القمة الإسلامي في أعقاب هذا الحادث وقرر تكوين هذه المنظمة التي عقدت اجتماعاتها على أساس اجتماع كل خمسة أعوام .. تتنازعها السياسة العامة واتجاهات الدول الأعضاء في المنظمة .. فلم نَرَ شيئاً إيجابياً بالنسبة لقضية المسجد الأقصى التي تعتبر قضية إسلامية وليست قضية فلسطينية فحسب. وذلك رغم أن إسرائيل لم تكفّ عن مخططها العدواني للتخلص من المسجد الأقصى، والأنباء التي تُذاع وتتناقلها وكالات الأنباء تدل على ذلك، ولعلّ هذه الأنباء تشير إلى أن أعمال من يسمونهم بالمتطرفين الإسرائيليين تتم تحت إشراف الحكومة الإسرائيلية والأمر بتحريض منها .. الأمر الذي كان من المفروض أن يوقظ المسلمين في كل أنحاء العالم وينبههم إلى ضرورة التحرك الإيجابي حتى لا يضيع المسجد الأقصى. ولكن يبدو أن العالم الإسلامي عامة والعالم العربي بصفة خاصة قد نَسَى شيئاً اسمه المسجد الأقصى .. وحتى الذين يذكرونه يكتفون بالكلمات والقرارات التي يعلم الجميع أن مفعولها ينتهي بانتهاء إلقائها ... ومثال ذلك ما حدث عندنا في مصر منذ سنوات: فقد نظَّم المجلس الأعلى للشئون الإسلامية ندوة ثقافية عن القدس العربية .. شهدها سفراء الدول الإسلامية بالقاهرة وأبناء العالم الإسلامي الدَّارسون في مصر .. وتحدَّث في الندوة كبار علماء المسلمين وأساتذة الجامعات المهتمون بالشئون الدينية، وتقول صُحفُنا وهي تُعلِّق على كلمات المتحدثين: "وأجمعوا على أن القدس عربية مسلمة بشهادة القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وحكم الرِّسالات كلها .. وأكَّدوا على أن مصر تقوم بدورها كاملاً لاسترداد هذا الحق (القدس) بكافة الوسائل وفي المؤتمرات والمحافل الدولية والندوات الثقافية والدينية، وأجمع المتحدثون على ضرورة التعاون والاتحاد بين العرب لاسترداد القدس". وهذه النَّدوات والكلمات التي تُلقى فيها دومًا تنزل بَردًا وسَلاماً على إسرائيل التي لا تعبأ بقرارات الهيئات الدولية لأنها اتخذت القرصنة منهجاً لها. وإني لا أزعم أن مصر وحدها هي المسئولة عن حماية المسجد الأقصى .. ولكن المسئولية يجب أن تُلقَى على عاتق الجميع. فأين جهود العرب المسلمين...؟! مجرَّد سؤال!! *********
__________________
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 16-09-2016 الساعة 03:38 AM |
#3
|
||||
|
||||
(3) ابني ومش ابني! إذا كانت وزارة الشئون الاجتماعية في بلادنا تهتم بالنواحي الإنسانية وأعمال الخير والبِر ... فيجب أن يكون ذلك موزونًا بميزان الإسلام بحيث لا تُحلّ هذه الوزارة ما حَرَّمه اللهُ أو تُحرِّم ما أحلَّه اللهُ تعالى، لأن الالتزام بشرع الله التزامًا كاملاً يُعتبر أول واجب على أجهزة الدَّولة التي ينص دُستورها على أنها دولة مسلمة كما ينص على أن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتَّشريع. ولذلك فقد كان المفروض -على الأقل- أن تدرس القوانين الجاري العمل بها لبحث مدى تعارضها أو اتفاقها مع أحكام الإسلام كما يقول أصحاب سياسة ترقيع القوانين. ومن الأمور الإنسانية التي ترعاها وزارة الشئون الاجتماعية مسألة الأطفال بالتَّبني ... فيستطيع أي زوج أن يذهب إلى إدارة الطفولة أو ما يُسمَّى بإدارة الأُسَر البديلة بوزارة الشئون الاجتماعية ويتقدم إليها برغبته في تبني طفل ذكر أو أنثى. وسرعان ما تُيسِّر له الوزارة هذا الأمر وتنسب الطفل إلى ذلك المتبنِّي نَسَبًا قانونيًا، فتستخرج له شهادة الميلاد وتُقيّده في دفاترها منسوبًا إلى المتبنِّي حيث يُضيفه بعد ذلك إلى بطاقته العائلية وبطاقة التَّموين وجميع الأوراق والمستندات حتى ينشأ الطفل ويكبر وهو يحمل اسم مَن تبناه على أنه أبوه! وهذا التَّبني كان مَعمُولاً به في الجاهلية وفي السنوات الأولى مِن بعثة النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن أبطله اللهُ تعالى بقوله: {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ}. (الآية 5 من سورة الأحزاب) وخطورة التَّبني في أيامنا هذه أنه يُغير كثيرًا من الأحكام الشرعية كالمواريث مثلاً، فطالما حمل هذا الطفل اسم مَن تبناه وسُجِّل ذلك على الأوراق الرَّسمية واستمر ذلك في كل مراحل حياته كان طبيعيًا أن يَرِث ويُورَث دون وجه حق! **********
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
(4) إن في ذلك لعبرة لمَن يخشى! - يُحكَى أنَّ قاتـلاً قتـل قتيـلاً ورماه في حفرة، وبعد وقت طويل أراد رجل ثالث قتـل القاتـل، فهرب منه، وظل يركض ساعة ينتقل مِن مخبأ إلى مخبأ، ثم لم يجد في النهاية ما يُواريه إلا الحفرة التي رمى فيها ضحيته القديمة، فجاء الآخر فقتـله فيها! - ويُروى أنَّ جُنديًا تركيًّا انخزل عن وحدته يوم انسحاب الجيش العثماني من بغداد أمام ضغط الجيش البريطاني ووقف هذا الجندي بباب جامع أبي حنيفة، فجاء شقيٌّ فسلبه ثم قتـلـه ظلمًا أمام الباب؛ وبعد عشرين سنة تشاجر الشَّقي القاتـل مع آخر فطُعِن، فهام على وجهه من حرارة الطَّعن لا يدري ما يفعل وظلَّ يُهرول بلا وعي مئات الأمتار حتى وصل باب الجامع فخرّ ميتًا في نفس الموضع الذي قتـل فيه الجندي البريء! فهل مِن مُدَّكِر؟! *********
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
(5) أليس منكم رجل رشيد؟! الجرائد اليومية بها آيات قرآنية، وأحاديث نبوية، ومع هذا فإن كثيرًا من المسلمين يتخذها فراشًا لطعامه وشرابه! وبعضهم يستعملها في البيع والشراء! وآخرون يجعلونها تحت أقدامهم أو رؤوسهم! وغير ذلك كثير مما شاع وانتشر حتى أصبح عادة مستقرة! ومَن يفعل ذلك فإنه يهين هذه النصوص الشرعية، وفيها أسماء الله الحسنى، وإن كان في الحقيقة لا يتعمَّد ذلك ولا يحدِّث نفسه به، لكنه شأن المنكر عندما يستقر في المجتمع يصبح عادة، وقد يصير عبادة! والذي ينبغي نحو هذه الجرائد -بعد قراءتها- هو حرقها أو دفنها مع بذل النصيحة للمسلمين خصوصًا من الأئمة والخُطباء والدُّعاة والعلماء نحو هذه القضية الخطيرة. *********
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
اقتباس:
|
#7
|
||||
|
||||
اقتباس:
بل تحدّث بكل حرية .. فالمنتدى لا يُكمم الأفواه
فكل عضو له مطلق الحرية في عرض رأيه طالمًا أنه لا يخالف القوانين
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
(6) إعــلام حُـــرّ أم هـــدَّام! لا شَكَّ أن كثيرًا مِنَّا تابع تلك الهجمات الممنهجة لديننا الحنيف إعلاميًّا والتي غرضها تجفيف منابع الإسلام وليس التَّطرف كما يدَّعون! عن طريق التَّشكيك في أصول كُتبنا وتراثنا العريق وغير ذلك، وذلك تمهيداً لاستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير بإبعاد الثقافة الإسلامية من الميدان، وإحلال الثقافة العلمانية! والتي تهدف إلى إبعاد الدِّين عن الحياة! وليس القضاء على التَّطرف كما يعلنون! وتقوم خطَّة الإعلام في الهدم على تقديم المزيد من الأفلام والمسلسلات الهابطة، وتقليص مساحة البرامج الدينية الهادفة إلى أقل قدر ممكن! وتجاهل دور الأزهر تماماً في الرَّقابة الشرعية! مع السماح بنشر الإعلانات ذات الصور العارية والمثيرة جداً في الشوارع والميادين العامَّة! والهدف من وراء ذلك: نَشر الرَّذيلة وإشاعة الفاحشة في الذين آمنوا ودحض الفضيلة في هذا المجتمع المسلم! وبذلك يَصُدق فيهم قول الله جَلَّ وعَلاَ: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ ءَامَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}. (سورة النور، الآية رقم: 19) فمحاربة الدِّين والأخلاق في وسائل الإعلام قد بات أمراً واضحاً لا يفتقر إلى دليل ولا ينقصه مزيد بيان! **********
__________________
|
#9
|
||||
|
||||
(7) أزهــرنــــا الــشـــريـــــف .. عُــــــذرًا! في كلمته التي كتبها الدكتور/ على الخطيب "رئيس تحرير مجلة الأزهر" السابق، شدّ انتباهي لهذه الحقيقة المؤلمة التي نبَّه عليها في إحدى أعداد المجلة وهو يقول: "والأزهر إن دعا إلى معروف أنكروا عليه، وإن أصابتهم مصيبة بما قدَّمت أيديهم صرخوا في طلبه ... يا للتناقض المهين!" لقد حارب هؤلاء الأزهر سنوات طويلة، وشوَّهوا صورته في وسائل الإعلام، ومنعوه من أداء رسالته في المجتمع بصورة صحيحة أو كادوا أن يفعلوا! وضيَّقوا على العلماء قديماً، وقعدوا لهم كل مرصد! ومن حق كل مسلم أن يسأل: ماذا يريد هؤلاء؟! والجواب: دَحض الأزهر الشريف. إن العلمانية قد فتحت نار أقلامها على الإسلام، وأعلنت هجومها على الأزهر، وما تخفى صدورهم أكبر. والتناقض الذي أشار إليه الدكتور/ الخطيب له مضمون عجيب، فهم يقولون بلسان حالهم للعلماء: "نريد منكم القضاء على التَّطرف بشرط عدم المطالبة بتطبيق الشريعة!" والعلماء يدركون تماماً أنه لا سبيل للقضاء على التَّطرف بشِقَّيه الإفراط والتفريط إلا بتطبيق الشَّريعة. إنَّ وسائل إعلامنا تخلط عَن عَمد وسُوء قَصد بين القضاء على المتطرفين، والقضاء على أسباب التَّطرف. ثم إنها تغمض العين بخبث ودهاء عن التَّطرف الذي معناه: التَّفريط والتَّضييع لأحكام الدِّين .. وأقلامهم لا تجفّ أبداً وهم يكتبون عن التَّطرف الذي معناه الغُلو في الدِّين! فنحن أمام قضيتين تبحثان عن حلٍّ: - القضية الأولى: التَّطرف بمعنى الغُلو في الدِّين، وعلامته: ظهور بعض المفاهيم الخاطئة أو القاصرة في بعض المسائل الشرعية. - القضية الثانية: التَّطرف بمعنى التَّساهل والتَّفريط، وهو الغالب على مجتمعنا، ومن أكبر صور التطرف بهذا المعنى: ترك الصلاة المكتوبة، وتبرج النساء، وبيع الخمور، وأكل الربا، والغش، وغير ذلك من مظاهر التَّطرف اليومية المنتشرة في شوارعنا وهي كثيرة لا تُعدَّ ولا تُحصَى! ومن العجيب أن القضية الثانية هي مفتاح القضية الأولى! بمعنى أن التَّطرف الذي تتحدث عنه وسائل الإعلام يرجع إلى سببين لا ثالث لهما: الأول: وجود بعض المفاهيم الخاطئة لدى البعض. الثاني: ردّ فِعل للفساد الذي أصبح كالجراد المنتشر. وعلاج السبب الأول: مسئولية العُلَماء! وعلاج السبب الثاني: مسئولية الحُكَّام ومعهم العلماء! فالتَّضييق على العلماء دائماً في الماضي وأحياناً في الحاضر أفضى إلى عدم تمكّنهم من القيام بواجبهم في تصحيح المفاهيم، وإزالة اللّبس .. والتَّضييق ليس راجعاً إلى معناه الأمني بالدرجة الأولى، وإنما عطاء العالم لا بُدَّ أن يكون مَقروناً بالاستقرار وتوافر الإمكانات المادية التي تُهيِّئ له مناخ التَّحصيل والتَّعليم والدَّعوة. والمفاهيم الخاطئة لا يمكن التَّخلص منها أو القضاء عليها بقوة السِّــلاح! وإنما بإقامة الحُجَّة الدَّامِغة! *********
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
(8) مَن تَوَاضَع للهِ رَفَعَهُ! عَرَّف بعضُ العلماء التواضع فقال: التواضع هو: ألا يلقى العبدُ أحدًا مِن الناس إلا رأى له الفضل عليه؛ فيقول: "عسى أن يكون عند الله خيرًا مني وأرفع درجة". فإن كان صغيرًا قال: هذا لم يعصِ الله تعالى، وأنا قد عصيته فلا شك أنه خير مني. وإن كان كبيرًا قال: هذا عَبَدَ الله قبلي. وإن كان عالمًا قال: هذا أعطي ما لم أبلغ ونال ما لم أنل، وعَلِم ما جَهِلت، وهو يعمل بعلمه. وإن كان جاهلاً قال: هذا عصى الله بجهل، وأنا عصيته بعلم، ولا أدرى بم يُختم لي، وبم يُختم له. *********
__________________
|
#11
|
||||
|
||||
(9) شـبـابـنــا بـخـيـــر! لا شكَّ أن الشباب هم عصب الأُمَّة وقلبها النابض، فقيمة أية أمة من الأمم إنما هي في قيمة شبابها، وبمقدار ما عليه الشباب من قيم ومبادئ تكون الأمة، إما إلى رُقِي وتَقدُّم، وإمَّا إلى انحدار وضياع. مِن هنا كانت عودة شبابنا إلى الله تعالى، واتجاههم إلى الدين، بشيراً بالخير المنتظر، فقد مرَّت علينا فترة من الزمن كانت تيارات الإلحاد هي السائدة، وكانت هي التي تعلو فوق السطح، ولكنها - والحمد لله - كانت كالزبد الذي يعلو صفحة الماء النقي الصافي، وهكذا كانت عودة شبابنا إلى الله، عودة إلى الفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها. ومما يزيد استبشارنا بالخير أن هذه النهضة الشبابية الدينية ملتزمة إلى حدٍّ كبير بالكتاب والسنة وبالنهج القويم الذي كان عليه الصالحون مِن سَلَف هذه الأمة. ولكن هناك عقبات في طريق هذه الصحوة ... أهـمـهـــا: أنَّ الشباب لا يجد القُدوة الحَسَنة التي يبادلها الثِّقة من علمائنا، وفي هذا من الخطر ما فيه، فلو جنح بعض الشباب بفكره عن هذا النهج الذي كان عليه سلفنا الصالح ... فأين المُوجِّه الذي يثق به الشباب ليوضِّح ما يكون قد التبس على بعضهم من أمور؟! وليت الأمر يقف عند حد افتقاد القدوة والموجه، بل الأكثر من ذلك أن يحاول البعض التوجيه والإرشاد، فإذا بهم ينفرون الشباب بل والشيوخ منهم ومن فكرهم. فإذا لم يفهم الشباب الدين فهماً حقيقياً فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى نوع من سوء الفهم والانفصال عن الحياة الاجتماعية والاتجاه إلى ما يمكن أن يوصف بأنه جوانب سلبية. وإذا كان هناك تطرُّف في فكر بعض الشباب، فالوسيلة إلى علاج ذلك هي الحوار العلمي الهادئ، أما إطلاق كلمة التطرف على بعض المظاهر التي أمر بها الدين فعلاً فإن ذلك يزيد من الهوة بين الطرفين .. تلك الهوة التي كان مفروضاً ألا تحدث .. بل كان الواجب أن يحل محلها الوئام والتلاقي، حتى لا تتشتت جهود الدعاة والمصلحين وتضيع هَبَاءًا مَنْثُوراً. ولا بُدّ أن يعلم كل مَن يتصدَّى للدَّعوة إلى الله أن الله سبحانه رفع من شأن العلماء حيث يقول: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}. (سورة المجادلة، الآية رقم: 11)؛ وهذا الرَّفع لدرجات العلماء لأنهم أكثر الناس خشية لله كما يقول سبحانه {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ}. (سورة فاطر، الآية رقم: 28)؛ وهذا بالتالي يتطلَّب أن يعتبر كل منهم نفسه قُدوة حسنة لغيره، يستجيب لله تعالى في كل كبيرة وصغيرة، فيُطبِّق تعاليم الإسلام على نفسه وعلى أهله قبل أن ينصح الناس ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر .. حينئذٍ يسمع الناس لكلامه. أمَّا إن أمر ونهى دون أن يعمل هو بهذا الأمر والنهي فلن يستجيب له أحد، لأن كلامه إن وصل إلى آذان الناس فلن يتجاوزها إلى قلوبهم. وإذا ما فقدنا القُدوة الحَسَنة في مجتمعنا، ثم أخذنا نوجه اللّوم لشبابنا بحُجَّة أنهم لا يفهمون الدِّين فَهماً صحيحاً، وسُقنا الأدلة على ذلك، فإذا هي تدمغنا نحن أيضاً بأننا لا نفهم الدين فهماً صحيحاً .. فكيف يكون حال شبابنا؟! وهل يبقى على ثقته في هؤلاء الموجِّهين إن كانت هناك ثقة فيهم أصلاً؟! أم أنه يفقد هذه الثقة نهائياً؟! *********
__________________
|
#12
|
||||
|
||||
اقتباس:
تتصدر المشهد نماذج في منتهي السوء والقبح ترسخ وتؤسس لقيم بعيده عن اي دين اعلم ان فترات الحروب والثورات تنتشر الفوضي ويعم الخلل الاخلاقي وفقدان الثقه في كل ما هو ديني او قيمي لكن للاسف هناك من يدعم هذا التوجه فاصبحنا بين السندان والمطرقه اما راهب او فاجر متطرف دينيا او منحل عقائديا جزاكم الله كل خير وهدي الله شباب مصر الي ما يحبه ويرضاه |
#13
|
||||
|
||||
اقتباس:
رأي جدير بالاحترام
أصبتَ الكبد بارك الله فيكم
__________________
|
#14
|
||||
|
||||
(10) الــسَّـــعــــي فـِــي طَــلَـــب الـــــرِّزق لاَ شكّ أنَّ الرِّزق نعمة من الله سبحانه نأخذها بغير ثمن وهو ينزل من السماء ويخرج من الأرض، فالواجب على العبد أن يأخذ بأسباب الرِّزق الحلال من وظيفة أو تجارة أو صناعة أو زراعة مع اعتقاده بأنه لن يدرك من الرِّزق إلا ما قُدِّر له. واللهُ قد ضمن لنا أرزاقنا، ولم يضمن لنا الجنة، فمَن تدبر هذا وكان عاقلاً علم أنه ينبغي عليه أن يعمل للآخرة أشدّ من عمله للدنيا. وقد أعطى الله تعالى نبيَّه ورسولَه سليمان عليه السلام مُلكاً واسعاً لا ينبغي لأحد من بعده، فقال: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ}. (سورة النمل، الآية رقم: 19)؛ فكان قُدوة لأغنياء المؤمنين مِن بعده. وأعطى اللهُ عزّ وجلّ الدُّنيا لقَارُون فقال: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي}. (سورة القصص، الآية رقم: 78)؛ فخَسَف اللهُ به وبداره الأرض فلم ينصره أحد ولم ينفعه مال، وكان قُدوة للفاسقين والجاحدين. والمؤمن يرزقه اللهُ فيشكُر، ويُضيِّق عليه فيصبر؛ وآية شُكره الإنفاق مما آتاه الله، مع الاستقامة والعمل الصالح ... وآية صبره الرِّضا والقناعة مع السَّمع لله والطاعة. *********
__________________
|
#15
|
||||
|
||||
(11) هَــلْ رَبَّـيــتَ وَلَــدًا كَــهَـــذا الــوَلَـــد؟! في يومٍ رأى عمر بن عبد العزيز أحد أبنائه يوم العيد، وعليه قميص ممزَّق فبكى! فقال له ابنه: "ما يُبكيك يا أمير المؤمنين؟!" قال عمر: "يا بُنيّ أخشى أن ينكسر قلبك في يوم العيد إذا رأيتَ الصبيان في أحسن الثياب، وأنت بهذا القميص". فقال الولد: "يا أمير المؤمنين، إنما ينكسر قلب مَن أعدمه اللهُ رِضاه، أو عَقَّ أُمَّه وأَبَاه! وإني لأرجو أن يكون الله راضيًا عني برضاك". فبكى عمر، وضمَّه إليه، وقبَّله بين عينيه، ودعا له بالخير والبركة. فكان أغنى الناس بعد أبيه! فهلاَّ ربَّيتَ ولدك كهذا الولد؟! *********
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|