حين صارت المقاومة العدو والصديق اسرائيل !

[حمدى حسام]

حين صارت المقاومة العدو والصديق اسرائيل !

http://www.masralarabia.com/%D8%A7%D...A6%D9%8A%D9%84



مصطفى النجار


اقرأ أيضا: داعش وتدمير الأثار .. اغتيال الحضارة والانسانية
لماذا يحارب الفاشلون حمزة نمرة ؟
حضرة الظابط اختار المرشحين عشان خاطر مصر !
عن إصطفافهم وإصطفافنا !
يناير 2015 ..اليوم نعرف أعداءنا


تخيل أن شهداء مصر فى حرب 67 و73 قد عادوا للحياة فى 2015 ووجدوا أن مصر تعلن أن كبرى حركات المقاومة الفلسطينية جماعة إرهابية ، تخيل أن الأسرى المغدور بهم والذين دفنتهم اسرائيل فى رمال سيناء ودهستهم عادوا ليكتشفوا أن اسرائيل هى الصديق الأقرب لنا والذى نثق به ولا نراه كيانا غاصبا وارهابيا بينما نرى المقاومين إرهابيين !

مهما تخيلنا أشد درجات الشطط لم نكن نتوقع أن نصل لهذا المستوى الغير مسبوق من تدمير ثوابت مصر تجاه القضية الفلسطينية بهذه الطريقة الفجة التى تخرج بمصر من دائرة الشقيق والمناصر والداعم الى مساحة أخرى ومربع أخر لا يليق بمصر أن ترضاه لنفسها تجاه فلسطين ، فوبيا الاخوان التى عصفت ببلادنا وضعت غشاوة على أعيننا وعقولنا فلم نعد ندرى ما نفعل وما خطورته ، ننساق وراء مجموعة من الموتورين من أصحاب الصوت العالى والصراخ البذىء لنهيل التراب على تاريخنا فى مناصرة فلسطين اعتمادا على هوى سياسى وتنابذ مراهقين لا يليق بمقام الدول الكبرى

صار الاخوان هم من يرسمون لنا سياساتنا الخارجية وتحالفاتنا ، تحت فوبيا الاخوان وكراهيتهم تتخبط سياستنا الخارجية وتصل لمرحلة بائسة سيكون لها تداعياتها الكبرى فى عزل مصر عن التأثير الاقليمى واخراجها من دائرة صنع القرار وتحويل ذلك الى دول أخرى أصغر من مصر ومكانتها بكثير

الحليف الأكبر لمصر وهو النظام السعودى أعاد تقييم سياساته فى ظل التطورات المخيفة التى تحدث بالمنطقة الأن ويعيد الأن بناء مواقفه الخارجية وتحالفاته حتى مع ألد خصومه ، وضع السعوديون فزاعة الاخوان فى حجمها الحقيقى واستفاقوا من تأثيرات الشحن الاعلامى والتهييج الغير عقلانى وانطلقوا يبحثون لبلادهم عن مكانها الصحيح فى دائرة التأثير الإقليمى والدولى

لم نتعلم من السعودية وما زلنا نعتقد أننا يمكننا الاستمرار بهذه الفزاعات والتعامل على خلفيتها وتحت تأثيرها لنخسر يوما بعد يوم كل مساحات التأثير التى كانت متآكلة من الأساس واذا بنا نصر على تقويضها بشكل كامل ، الفرحة الاسرائيلية بالقرار المصرى الأخير باعتبار حركة حماس حركة ارهابية فرحة غامرة ، فهذا ما تقوله اسرائيل على حماس وعلى كل حركات المقاومة الفلسطينية حيث تصفهم بالمخربين والارهابيين واذا وجدت أن مصر تشاركها نفس الوصف فهذا انتصار لها وتجريد للمقاومة من مشروعيتها وضوء أخضر لسحق المقاومة التى تناضل من أجل حق تقرير المصير وانهاء الاحتلال

لم نستطع حتى الان الخروج من قمقم الاخوان الذى نصر على أن نعيش فيه مدى الحياة ، لا نريد أن ننضج وننهى مرحلة الهستيريا التى نعيش فيها منذ سنتين ، رغم ما قاله اسماعيل هنية مؤخرا على أنه تلقى تطمينات سياسية مصرية بأن القرار القضائى بوصف حركة حماس بالارهابية لن يتم التعامل به سياسيا إلا أنه لن يمكن محاصرة تداعيات هذا القرار إلا بفتح صفحة جديدة يعاد فيها تقييم موقف مصر من حماس وبقية حركات المقاومة بشكل عام بعيدا عن فوبيا الاخوان وبعيدا عن الاتهامات المتكررة التى يتبناها الاعلام ولم يثبت منها اتهام واحد منذ بدء حملة التشويه والتخوين للمقاومة الفلسطينية والربط بينها وبين جرائم الارهاب فى سيناء وغيرها

نحن الأن بحاجة أكثر من أى وقت مضى لوقفة عقلانية نعيد فيها تحديد الاعداء واختيار الحلفاء والتأكيد على المواقف الاستراتيجية التى لا يمكن ان تتبدل بتغير أنظمة الحكم فى مصر وعلى رأسها الموقف من القضية الفلسطينية ، لم يعد مقبولا أن ننساق وراء بعض الموتورين الذين لم نراهم يرفعون دعاوى قضائية لادانة اسرائيل التى ***ت ألاف الفلسطينيين ودمرت بيوتهم وأحرقت أراضيهم بينما يطاردون المقاومة ويسعون لتشويهها والمستفيد الأكبر من ذلك هو اسرائيل

ستظل المقاومة أقرب لنا من أعداءنا وسنطوى هذه الصفحة البائسة من تاريخ مصر التى تخبطت فيه

[الفيلسوف]

شكرا على الموضوع استاذى الفاضل