اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإدارى > أرشيف المنتدي

أرشيف المنتدي هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-04-2010, 04:52 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي الشعر فى العصر العباسى

إهداء إلى
الأستاذ الدكتور / محمد حلمى البادى
أبو الشيص محمد
وكميت أرّقها وَهَجُالشَّمْ
سِ وصيْفٌ يَغْلي بهاوشتاءُ
طبختها الشعرى العبوروحثَّت
نارها بالكواكبالجوزاءُ
محضتها كواكب القَيْظحتى
أقلعت عن سمائهاالأقذاءُ
هي كالسُّرْج في الزجاج إذاما
صَّبها في الزُّجاجةالوُصَفاءُ
ودم الشَّادن الذَّبيح ومايَحْ
تَلِبُ السَّاقيان منهاسواءُ
قد سقتني والليل قد فتقالصُّبْ
ح بكأسين ظَبْيةحَوْراءُ
عن بَنان كأنَّها قُضُبالفِضْ
ضَة حنَّى أطرافهاالحِنّاءُ

أبو الشيص محمد
مَلِكٌ لا يُصرف الأمروالنَّهْ
ي له دون رأيهالوزراءُ
حلَّ في الدَّوْحة التي طالتالنا
س جميعاً فما إليهاارْتقاءُ
وَسُعَتْ كفُّه الخلائقَجُوداً
فاستوى الأغنياءُوالفقراءُ
يا بني هاشم أفيقوا فإنَّالْ
مُلْكَ منكم حيث العصاوالرداءُ
ما لهارون في قريشكفيٌّ
وقريشٌ ليست لهم أكفاءُ

أبو الشيص محمد
خَلع الصِّبا عن منكَبْيهمشيبُ
فطوى الذَّوائب رأسهالمخضوبُ
نَشَر البِلى في عارِضَيْهعقارباً
بيضاً لهنَّ على القُروندبيبُ
ما كان أنْضَر عيشهوأغضَّه
أيام فَضْل ردائه مسحوبُ

أبو الشيص محمد

لكلّ مرىء ٍ رزْقٌ وللرّزْقجالِبُ
وليس يفوتُ المرء ما خطَّكاتِبُهْ
يُساق إلى ذا رزْقُه وهووادعٌ
ويُحْرم هذا الرزْقَ وهويُطالِبُه
يقول الفتى ثمَّرْتُ ماليوإنَّما
لوارثه ما ثَمّر المالكاسِبُه
يُحاسِب فيه نَفْسهبحياته
ويتركه نْهباً لمن لايُحاسِبُه
يخيب الفتى من حيث يُرزقغيره
ويعطَى الفتى من حيث يحرمصاحِبُه

أبو الشيص محمد

مَرَتْ عَينَه للشوقِ فالدمْعُمُنسَكِبْ
طلولُ ديارِ الحيِّ والحيُّمغترِب
كسا الدَّهْرُ بُرْدَيْهاالبِلى ولرُبَّما
لبسْنا جديديْها وأعلامُناقُشُبْ
فغيَّرَ مَغناها ومحَّتْرسُومَها
سَماءٌ وأرواحٌ ودهرٌ لهاعَقَبْ
تربّع في أطلالها بعدأهْلِها
زَمانٌ يُشِتُّ الشمْلَ في صرفهعجبْ
تَبدَّلتِ الظُّلمان بعدأنيسها
وسُوداً من الغِربانِ تبكيوتنتحبْ
وعهدي بها غنَّاء مخضرَّةالرُّبى
يطيبُ الهوى فيها ويُستَحْسناللَّعِبْ
وفي عَرصَاتِ الحيَّ أظْبٍكأنَّها
موائِدُ أغْصانٍ تأوّدُ فيكُثُبْ
عَواتقُ قد صانَ النَّعيمُوجوهَها
وخَفَّرها خَفْرُ الحواضنِوالحُجُبْ
عفائفُ لم يكشفن سِتراًلِغَدْرَة ٍ
ولم تَنْتِحِ الأطرافُ منهنَّبالرِّيَبْ
فأدْرجَهم طيُّ الجديدينِفانطوَوْا
كذاك انصداع الشَّعْب ينأىويقتربْ
وكأس كسا الساقي لنا بعْدهَجَعَة ٍ
حواشيَها ما مَجَّ من رِيقهِالعِنَبْ
كُمْيت أجادتْ جمرة الصيفطَبْخَها
فآبَتْ بلا نار تُحَشُّ ولاحَطَبْ
لطيمة مِسْك فُتَّ عنهاخِتامُها
مُعتَّقَة صهْباءُ حِيريَّةالنَّسَبْ
ربيبة أحْقابٍ جلا الدَّهرُوجْهَها
فليس بها إلا تلألؤَهَانَدَبْ
إذا فُرُجاتُ الكأس منهاتُخيِّلَتْ
تأمّلتَ في حافاتِها شُعَلاللَّهبْ
كأنَّ اطَّرادَ الماء فيجنَباتِها
تتبَّعُ ماءُ الدُرّ في سُبُكِالذهبْ
سقاني بها والليلُ قد شابَرأسه
غَزالٌ بحنّاء الزّجاجةمُخَتَضَبْ
يكادُ إذا ما ارتَجَّ ما فيإزاره
ومالتْ أعاليه من اللِّينينْقَضِبْ
لطيفُ الحشى عبْلُ الشَّوىمُدْمَجُ القَرى
مريضُ جفونِ العين في طيِّهِقبَبْ
أميلُ إذا ما قائد الجهلقادني
إليه وتلقاني الغوانيفتصْطَحِبْ
فورَّعني بعد الجهالةوالصّبا
عن الجهل عهدٌ بالشبيبة قدذَهَبْ
وأحداثُ شَيْبِ يَفْتَرعْنَ عنالبِلى
ودهرٌ تهِرُّ الناس أيّامُهكلِبْ
فأصبحتُ قد نكَّبْتُ عن طُرُقالصِّبا
وجانبت أحداثَ الزُّجاجةوالطَرَبْ
يحطّانِ كأساً للنديم إذاجَرتْ
عليَّ وإنْ كانت حلالاً لمنشَربْ
ولو شِئْتُ عاطاني الزجاجة َأحورٌ
طويلُ قناة ِ الصُّلْب مُنْخزِلالعَصَبْ
لياليَنا بالطَّفِّ إذْ نحنُجيرة ٌ
وإذْ للهوى فينا وفي وصْلِناأرَبْ
لياليَ تسعى بالمدامةبيْنَنا
بناتُ النَّصارى في قلائِدهاالصُّلُبْ
تُخالسني اللَّذات أيديعَواطلٍ
وجُوفٍ من العيدان تبكيوتصْطَخِبْ
إلى أنْ رَمى بالأربعينمُشِبُّها
ووقَّرني قرْعُ الحوادثوالنَّكَبْ
وكفكَفَ من غرْبي مشيبٌ وكبرَةٌ
وأحكَمني طولُ التَّجاربِوالأدَبْ
وبحر يَحارُ الطَّرفُ فيهقَطْعتُه
بمهنوءة من غير عُرٍّ ولاجَربْ
مُلاحَكة الأضلاع محبوكةالقَرى
مُداخلة الرّايات بالقاروالخشَبْ
مُوثَّقة الأَلواح لم يُدْمِمتْنَها
ولا صفحتيها عَقْدُ رَحْلِ ولاقَتبْ
عريضة ُ زَوْر الصَّدر دَهمْاءرَسْلة
سِنَادٌ خليع الرأس مزمُومةالذَّنَبْ
جَموحُ الصَّلا موَّارة ُ الصدرجَسْرَة ٌ
تكاد من الإغراق في السيرتلتهبْ
مجفّرة الجْنَبيْن جوفاءجَونْة
نَبيلة مجرى العرض في ظهرهاحَدَبْ
معلَّمة لا تشتكي الأيْنَوالوَجى
ولا تشتكي عضَّ النُّسوع ولاالدَّأبْ
ولم يَدْمَ من جذب الخشَاشةأنفها
ولا خانها رسْم المناسِبوالنَّقَبْ
مُرَقَّقَة الأخفافِ صُمٌّعِظامُها
شَديدة طيِّ الصُّلْب معصوبة ُالعَصَبْ
يشقُّ حبابَ الماءِ حَدُّجِرانِها
إذا ما تَفرَّى عن مناكبهاالحَببْ
إذا اعتلجت والريحُ في بطنلُجّة
رأيت عَجاج الموتِ من حولهايَثِبْ
ترامى بها الخلجانُ من كلِّجانبٍ
إلى متن مقتِّر المسافةمُنْجَذبْ
ومثقوبة الأخفاف تَدمىأنوفها
معرَّقة الأصْلاب مطويّةالقُرُبْ
صوادع للشّعْب الشّديدالتَيامه
شَواعِب للصّدع الذي ليسينشعبْ

أبو الشيص محمد

بغداد بعداً لاسَقَى
ساحاتها صوبُالسحابْ
عمر الإله ديارها
بالعاويات من الكلابْ

أبو الشيص محمد

لو كنْتُ أملك أنْ أفارقَمهجتي
لجعلت ناظرها عليكرقيبا
حَذَراً عليك وإنَّني بكواثِقٌ
أنْ لا ينال سوايَ منكنَصيبا

أبو الشيص محمد

وقائلة ٍ وقد بَصُرَتْبدمعٍ
على الخدّين مُنْحَدرٍسكوبِ
أتكذِبُ في البكاء وأنتخِلْوٌ
قديماً ما جَسَرْتَ علىالذُّنوبِ
قميصك والدّموع تجولفيه
وقلْبكَ ليس بالقَلْبالكئيب
نظير قميص يوسف حينجاؤوا
على ألْبابه بدمٍكذوب
فقلت لها فِداكِ أبيوأمّي
رجَمتِ بسوء ظنّك فيالغيوبِ
أَما والله لو فتَّشتِقَلْبي
بسرّكِ بالعويلوبالنَّحيب
دموعُ العاشقين إذاتلاقوا
بظَهْر الغَيْب ألْسِنة ُالقُلوب

أبو الشيص محمد

ربعُ دارٍ مُدَرَّسِالعَرَصاتِ
وطُلول مَمْحُوَّةالآياتِ
خَفَق الدّهر فوقهابجناحَيْ
ن مَريشَيْن بالبلىوالشَّتاتِ

أبو الشيص محمد

وكم مِنْ ميتة قد مِتُّفيها
ولكن كان ذاك وماشَعَرْتُ
وكنتُ إذا رأيْتُ فتى ًيبكّي
على شَجَن هزْأت إذاخَلوْتُ
وأحسبني أدال اللهمنّي
فصرتُ إذا بصرتُ بهبكَيْتُ

أبو العتاهية
لعَمْرُكَ، ما الدّنيا بدارِبَقَاءِ؛
كَفَاكَ بدارِ المَوْتِ دارَفَنَاءِ
فلا تَعشَقِ الدّنْيا، أُخيَّ،فإنّما
يُرَى عاشِقُ الدُّنيَا بجُهْدِبَلاَءِ
حَلاَوَتُهَا ممزَوجَة ٌ بمرارةٍ
ورَاحتُهَا ممزوجَة ٌ بِعَناءِ
فَلا تَمشِ يَوْماً في ثِيابِمَخيلَة ٍ
فإنَّكَ من طينٍ خلقتَ ومَاءِ
لَقَلّ امرُؤٌ تَلقاهُ للهشاكِراً؛
وقلَّ امرؤٌ يرضَى لهُ بقضَاءِ
وللّهِ نَعْمَاءٌ عَلَيناعَظيمَة ٌ،
وللهِ إحسانٌ وفضلُ عطاءِ
ومَا الدهرُ يوماً واحداً فياختِلاَفِهِ
ومَا كُلُّ أيامِ الفتىبسَوَاءِ
ومَا هُوَ إلاَّ يومُ بؤسٍ وشدةٍ
ويومُ سُرورٍ مرَّة ً ورخاءِ
وما كلّ ما لم أرْجُ أُحرَمُنَفْعَهُ؛
وما كلّ ما أرْجوهُ أهلُ رَجاءِ
أيَا عجبَا للدهرِ لاَ بَلْلريبِهِ
يخرِّمُ رَيْبُ الدَّهْرِ كُلَّإخَاءِ
وشَتّتَ رَيبُ الدّهرِ كلَّجَماعَة ٍ
وكَدّرَ رَيبُ الدّهرِ كُلَّصَفَاءِ
إذا ما خَليلي حَلّ في بَرْزَخِالبِلى ،
فَحَسْبِي بهِ نأْياً وبُعْدَلِقَاءِ
أزُورُ قبورَ المترفينَ فَلاأرَى
بَهاءً، وكانوا، قَبلُ،أهلبهاءِ
وكلُّ زَمانٍ واصِلٌ بصَريمَةٍ،
وكلُّ زَمانٍ مُلطَفٌ بجَفَاءِ
يعِزُّ دفاعُ الموتِ عن كُلِّحيلة ٍ
ويَعْيَا بداءِ المَوْتِ كلُّدَواءِ
ونفسُ الفَتَى مسرورَة ٌبنمائِهَا
وللنقْصِ تنْمُو كُلُّ ذاتِنمَاءِ
وكم من مُفدًّى ماتَ لم يَرَأهْلَهُ
حَبَوْهُ، ولا جادُوا لهُبفِداءِ
أمامَكَ، يا نَوْمانُ، دارُسَعادَة ٍ
يَدومُ البَقَا فيها، ودارُشَقاءِ
خُلقتَ لإحدى الغايَتينِ، فلاتنمْ،
وكُنْ بينَ خوفٍ منهُمَاورَجَاءُ
وفي النّاسِ شرٌّ لوْ بَدا ماتَعاشَرُوا
ولكِنْ كَسَاهُ اللهُ ثوبَغِطَاءِ

أبو العتاهية

أشدُّ الجِهَادِ جهادُالهوى
ومَا كرَّمَ المرءَ إلاَّالتُّقَى
وأخلاَقُ ذِي الفَضْلِمَعْرُوفة ٌ
ببذلِ الجمِيلِ وكفِّ الأذَى
وكُلُّ الفَكَاهاتِ ممْلُولةٌ
وطُولُ التَّعاشُرِ فيهِالقِلَى
وكلُّ طريفٍ لَهُ لَذَّةٌ
وكلُّ تَليدٍ سَريعُ البِلَى
ولاَ شَيءَ إلاَّ لَهُ آفَةٌ
وَلاَ شَيْءَ إلاَّ لَهُمُنْتَهَى
وليْسَ الغِنَى نشبٌ فِييَدٍ
ولكنْ غِنى النّفس كلُّ الغِنى
وإنَّا لَفِي صُنُعِظَاهِرٍ
يَدُلّ على صانعٍ لايُرَى

أبو العتاهية

نَصَبْتُ لَنَا دونَالتَّفَكُّرِ يَا دُنْيَا
أمَانِيَّ يَفْنَى العُمْرُمِنْ قبلِ أن تَفْنَى
مَتَى تنقَضِي حَاجَاتُ مَنْلَيْسَ وَاصِلاً
إلى حاجَة ٍ، حتى تكونَ لهُأُخرَى
لِكُلِّ امرىء ٍ فِيَما قَضَىاللهُ خُطَّة ٌ
من الأمرِ، فيها يَستَويالعَبدُ والموْلى
وإنَّ أمرءًا يسعَى لغَيْرِنِهَاية ٍ
لمنغمِسٌ في لُجَّة ِ الفَاقة ِالكُبْرَى

أبو العتاهية

أمَا منَ المَوْتِ لِحَيٍّلجَا؟
كُلُّ امرىء ٍ عَلَيْهِالفَنَا
تَبَارَكَ اللّهُ،وسُبحانَهُ،
لِكلِّ شيءٍ مُدَّة ٌوأنْقِضَا
يُقَدرُ الإنسانُ فينَفسِهِ
أمراً ويأباهُ عَليْهِالقَضَا
ويُرزَقُ الإنسانُ مِنْ حيثَلاَ
يرجُو وأحياناً يضلُّالرَّجَا
اليأسُ يحْمِي للفَتَىعِرْضَهُ
والطَّمَعُ الكاذِبُ داءٌعَيَا
ما أزينَ الحِلْمَلإصحابهِ
وغاية ُ الحِلْمِ تمامُالتُّقَى
والحمْدُ من أربَحَ كسبَالفَتَى
والشّكرُ للمَعرُوفِ نِعمالجزَا
يا آمِنَ الدّهرِ علىأهْلِهِ،
لِكُلِّ عَيْشٍ مُدَّة ٌوانتهَا
بينَا يُرَى الإنسانُ في غِبطَةٍ
أصبَحَ قد حلّ عليهِالبِلَى
لا يَفْخَرِ النّاسُبأحسابِهِمْ
فإنَّما النَّاسُ تُرابٌومَا

أبو العتاهية

للهِ أنتَ علَىجفائِكَ
ماذا أُوِملُ مِنْوَفائِكْ
إنِّي عَلَى مَا كانَمِنْكَ
لَوَاثِقٌ بجبيلِرأْيكْ
فَكّرْتُ فيماجَفَوْتَني،
فوَجدتُ ذاكَ لطولِنايِك
فرَأيتُ أنْ أسعَىإلَيْـ
ـكَ وأنْ أُبادِرَ فيلِقائِك
حتَّى أُجدَّ بِمَاتَغَيَّرَ
ـرَ لي وأخْلَقَ مِنْإخائِك

أبو العتاهية

أذَلَّ الحِرْصُ والطَّمَعُالرِّقابَا
وقَد يَعفو الكَريمُ، إذااستَرَابَا
إذا اتَّضَحَ الصَّوابُ فلاتَدْعُهُ
فإنّكَ قلّما ذُقتَالصّوابَا
وَجَدْتَ لَهُ على اللّهَواتِبَرْداً،
كَبَرْدِ الماءِ حِينَ صَفَاوطَابَا
ولَيسَ بحاكِمٍ مَنْ لايُبَالي،
أأخْطأَفِي الحُكومَة ِ أمْأصَابَا
وإن لكل تلخيصلوجها،
وإن لكل مسألةجوابا
وإنّ لكُلّ حادِثَة ٍلوَقْتاً؛
وإنّ لكُلّ ذي عَمَلٍحِسَابَا
وإنّ لكُلّ مُطّلَعٍلَحَدّاً،
وإنّ لكُلّ ذي أجَلٍكِتابَا
وكل سَلامَة ٍ تَعِدُالمَنَايَا؛
وكلُّ عِمارَة ٍ تَعِدُالخَرابَا
وكُلُّ مُمَلَّكٍ سَيَصِيرُيَوْماً،
وما مَلَكَتْ يَداهُ مَعاًتُرابَا
أبَتْ طَرَفاتُ كُلّ قَريرِعَينٍ
بِهَا إلاَّ اضطِراباًوانقِلاَبا
كأنَّ محَاسِنَ الدُّنياسَرَابٌ
وأيُّ يَدٍ تَناوَلَتِالسّرابَا
وإنْ يكُ منيَة ٌ عجِلَتْبشيءٍ
تُسَرُّ بهِ فإنَّ لَهَاذَهَابَا
فَيا عَجَبَا تَموتُ، وأنتَتَبني،
وتتَّخِذُ المصَانِعَوالقِبَابَا
أرَاكَ وكُلَّما فَتَّحْتَبَاباً
مِنَ الدُّنيَا فَتَّحَتَعليْكَ نَابَا
ألَمْ ترَ أنَّ غُدوَة َ كُلِّيومٍ
تزِيدُكَ مِنْ منيَّتكَاقترابَا
وحُقَّ لموقِنٍ بالموْتِ أنْلاَ
يُسَوّغَهُ الطّعامَ، ولاالشّرَابَا
يدبِّرُ مَا تَرَى مَلْكٌعَزِيزٌ
بِهِ شَهِدَتْ حَوَادِثُهُرِغَابَا
ألَيسَ اللّهُ في كُلٍّقَريباً؟
بلى ! من حَيثُ ما نُوديأجابَا
ولَمْ تَرَ سائلاً للهِأكْدَى
ولمْ تَرَ رَاجياً للهِخَابَا
رأَيْتَ الرُّوحَ جَدْبَالعَيْشِ لمَّا
عرَفتَ العيشَ مخضاً،واحتِلابَا
ولَسْتَ بغالِبِ الشَّهَواتِحَتَّى
تَعِدُّ لَهُنَّ صَبْراًواحْتِسَابَا
فَكُلُّ مُصِيبة ٍ عَظُمَتْوجَلَّت
تَخِفُّ إِذَا رَجَوْتَ لَهَاثَوَابَا
كَبِرْنَا أيُّهَا الأتَرابُحَتَّى
كأنّا لم نكُنْ حِيناًشَبَابَا
وكُنَّا كالغُصُونِ إِذَاتَثَنَّتْ
مِنَ الرّيحانِ مُونِعَة ًرِطَابَا
إلى كَمْ طُولُ صَبْوَتِنابدارٍ،
رَأَيْتَ لَهَا اغْتِصَاباًواسْتِلاَبَا
ألا ما للكُهُولِوللتّصابي،
إذَا مَا اغْتَرَّ مُكْتَهِلٌتَصَابَى
فزِعْتُ إلى خِضَابِ الشَّيْبِمنِّي
وإنّ نُصُولَهُ فَضَحَالخِضَابَا
مَضَى عنِّي الشَّبَابُ بِغَيرِرَدٍّ
فعنْدَ اللهِ احْتَسِبُالشَّبَابَا
وما مِنْ غايَة ٍ إلاّالمَنَايَا،
لِمَنْ خَلِقَتْ شَبيبَتُهُوشَابَا

أبو العتاهية

إذا ما خلوْتَ، الدّهرَ،يوْماً، فلا تَقُلْ
خَلَوْتَ ولكِنْ قُلْ عَلَيَّرَقِيبُ
ولاَ تحْسَبَنَّ اللهَ يغفِلُساعة
وَلا أنَ مَا يخفَى عَلَيْهِيغيب
لهَوْنَا، لَعَمرُ اللّهِ، حتىتَتابَعَتْ
ذُنوبٌ على آثارهِنّ ذُنُوبُ
فَيا لَيتَ أنّ اللّهَ يَغفِرُما مضَى ،
ويأْذَنُ فِي تَوْباتِنَافنتُوبُ
إذَا ما مضَى القَرْنُ الذِيكُنتَ فيهمِ
وخُلّفْتَ في قَرْنٍ فَأنْتغَريبُ
وإنَّ أمرءًا قَدْ سارَ خمسِينَحِجَّة ٍ
إلى مَنْهِلِ مِنْ وردِهِلقَرِيبُ
نَسِيبُكَ مَنْ ناجاكَبِالوُدِّ قَلبُهُ
ولَيسَ لمَنْ تَحتَ التّرابِنَسيبُ
فأحْسِنْ جَزاءً ما اجْتَهَدتَفإنّما
بقرضِكَ تُجْزَى والقُرُوضُضُروبُ

أبو العتاهية

لكُلّ أمرٍ جَرَى فيهِ القَضَاسَبَبُ،
والدَّهرُ فيهِ وفِي تصرِيفِهِعَجَبُ
مَا النَّاسُ إلاَّ مَعَالدُّنْيا وصَاحِبِهَا
فكيفَ مَا انقلَبَتْ يَوْماًبِهِ انقلبُوا
يُعَظّمُونَ أخا الدّنْيا، فإنْوثَبَتْ
عَلَيْهِ يَوْماً بما لايَشتَهي وَثَبُوا
لا يَحْلِبُونَ لِحَيٍّ دَرَّلَقحَتِهِ،
حتى يكونَ لهمْ صَفوُ الذيحَلَبُوا

أبو العتاهية

ألاَ للهِ أَنْتَ مَتَىتَتُوبُ
وقد صبَغَتْ ذَوائِبَكَالخُطوبُ
كأنّكَ لَستَ تَعلَمُ أيحَثٍّ
يَحُثّ بكَ الشّروقُ، كماالغُروبُ
ألَسْتَ تراكَ كُلَّ صَبَاحِيَوْمٍ
تُقابِلُ وَجْهَ نائِبَة ٍتَنُوبُ
لَعَمْرُكَ ما تَهُبّ الرّيحُ،إلاّ
نَعاكَ مُصرِّحاً ذاكَالهُبُوبُ
ألاَ للهِ أنْتَ فتى ًوَكَهْلاً
تَلُوحُ عَلَى مفارِقِكَالذُّنُوبُ
هوَ المَوْت الذي لا بُدّمنْهُ،
فلا يَلعَبْ بكَ الأمَلُالكَذوبُ
وكيفَ تريدُ أنْ تُدعىحَكيماً،
وأنتَ لِكُلِّ مَا تَهوىرَكُوبُ
وتُصْبِحُ ضاحِكاً ظَهراًلبَطنٍ،
وتذكُرُ مَا اجترمْتَ فَمَاتَتُوبُ
أراكَ تَغيبُ ثمّ تَؤوبُيَوْماً،
وتوشِكُ أنْ تغِيبَ ولاتؤُوبُ
أتطلِبُ صَاحِباً لاَ عَيْبَفِيهِ
وأيُّ النَّاسِ ليسَ لَهُعيوبُ
رأيتُ النّاسَ صاحِبُهمْقَليلٌ،
وهُمْ، واللّهُ مَحمودٌ،ضُرُوبُ
ولَسْتُ مسمياً بَشَراًوهُوباً
ولكِنَّ الإلهَ هُوَالْوَهُوبُ
تَحاشَى رَبُّنَا عَنْ كلّنَقْصٍ،
وحَاشَا سائِليهِ بأَنْيخيبُوا
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
  #2  
قديم 04-04-2010, 04:54 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

أبو العتاهية

مَا استَعبَدَ الحِرْصُ مَنْلهُ أدَبُ
للمَرْءِ في الحِرْصِ همّة ٌعَجَبُ
للّهِ عَقلُ الحَريصِ كَيفَلَهُ،
فِي جمعِ مالٍ مَا لَهُأدَبُ
مَا زالَ حِرْصُ الحرِيصِيُطْمِعُهُ
في دَرْكِهِ الشّيءَ، دونَهالطّلَبُ
مَا طابَ عيشُ الحريصِ قَطُّولاَ
فارَقَهُ التّعسُ مِنْهُوالنّصَبُ
البَغْيُ والحِرْصُ والهَوَىفِتَنٌ
لم يَنْجُ عنها عُجْمٌ ولاعَربُ
ليَسَ على المَرْءِ فيقَناعَتِهِ،
إنْ هيَ صَحّتْ، أذًى ولانَصبُ
مَن لم يكِنْ بالكَفافِمُقْتَنِعاً،
لَمْ تكفِهِ الأرْضُ كلُّهَاذَهَبُ
مَنْ أمكَنَ الشَّكَّ مِنْعزِيمتِهِ
لَمْ يَزَلِ الرأْيُ مِنْهُيضْطَرِبُ
مَنْ عَرَفَ الدَّهْرُ لمْ يزلْحذراً
يَحذرُ شِدَّاتِهِويرْتقِبُ
مَنْ لَزِمَ الحِقْدَ لم يَزَلْكَمِداً،
تُغرِقُهُ، في بُحُورِها،الكُرَبُ
المَرْءُ مُستَأنِسٌ بمَنْزِلَةٍ،
تُقْتَلُ سُكّانُها،وتُستَلَبُ
والمرءُ فِي لهوهِوباطِلِهِ
والمَوْتُ مِنْهُ فِي الكُلِّمقتَرِبُ
يا خائفَ الموتِ زالَ عنكَصِباً
والعُجْبُ واللّهْوُ مِنكَواللّعِبُ
دارُكَ تَنعَى إلَيكَساكِنَهَا،
قَصرُكَ تُبلي جَديدَهُالحِقَبُ
يا جامِعَ المالِ منذُ كانَغداً
يأْتِي عَلَى ما جمعتَهُالحرَبُ
إيَّاكَ أنْ تأْمَنَ الزَّمَانَفَمَا
زالَ عَلَيْنَا الزّمانُيَنْقَلِبُ
إيَّاكَ والظُّلْمَ إنَّهُظُلَمٌ
إيَّاكَ والظَّنُّ إِنَّهُكذِبُ
بينَا تَرَى القَوْمَ فِيمَجَلَّتِهِمْ
إذْ قيلَ بادوا، وقيلَ قَدذَهَبُوا
إنِّي رأَيْتُ الشَّرِيفَمعتَرِفاً
مُصْطَبِراً للحُقُوق، إذْتَجِبُ
وقدْ عَرَفْتُ اللِّئامَ لَيْسَلهمْ
عَهْدٌ، ولا خِلّة ٌ، ولاحَسَبُ
احذَرْ عَلَيْكَ اللِّئامَإنَّهُمُ
لَيسَ يُبالُونَ منكَ مارَكِبُوا
فنِصْفُ خَلْقِ اللِّئامِ مُذْخُلِقُوا
ذُلٌّ ذَليلٌ، ونِصْفُهُشَغَبُ
فِرَّ مِنَ اللُّؤْمِواللِّئامِ وَلاَ
تَدْنُ إليْهِمْ فَإنَّهُمْجَرَبُ

أبو العتاهية

أيا إخوتي آجالُناتتقرَّبُ
ونحْنُ معَ الأهلينَ نَلْهُوونَلْعَبُ
أُعَدّدُ أيّامي، وأُحْصِيحِسابَها،
ومَا غَفْلَتِي عَمَّا أعُدُّوَأحسِبُ
غَداً إنَّا منْ ذَا اليومِأدْنَى إلى الفَنَا
وبَعْدَ غَد إليهِ أدنىوأقرَبُ

أبو العتاهية

يا نَفسُ أينَ أبي، وأينَ أبوأبي،
وأبُوهُ عدِّي لا أبَا لكِواحْسُبِي
عُدّي، فإنّي قد نَظَرْتُ، فلمأجدْ
بينِي وبيْنَ أبيكِ آدَمَ مِنْأبِ
أفأنْتِ تَرْجينَ السّلامَة َبَعدَهمْ،
هَلاّ هُديتِ لسَمتِ وجهِالمَطلَبِ
قَدْ ماتَ ما بينَ الجنينِ إلىالرَّضيعِ
إلىالفطِيْمِ إلى الكبيرِالأشيبِ
فإلى متَى هذَا أرانِيلاعباً
وأرَى َ المنِّية َ إنْ أتَتْلم تلعَبِ

أبو العتاهية

بكيْتُ على الشّبابِ بدمعِعيني
فلم يُغنِ البُكاءُ ولاالنّحيبُ
فَيا أسَفاً أسِفْتُ علىشَبابٍ،
نَعاهُ الشّيبُ والرّأسُالخَضِيبُ
عريتُ منَ الشّبابِ وكنتُغضاً
كمَا يَعرَى منَ الوَرَقِالقَضيبُ
فيَا لَيتَ الشّبابَ يَعُودُيَوْماً،
فأُخبرَهُ بمَا فَعَلَالمَشيبُ

أبو العتاهية

لِدُوا للموتِ وابنُوالِلخُرابِ
فكُلّكُمُ يَصِيرُ إلىتَبابِ
لمنْ نبنِي ونحنُ إلىترابِ
نصِيرُ كمَا خُلِقْنَا منْترابِ
ألا يا مَوْتُ! لم أرَ منكَبُدّاً،
أتيتَ وما تحِيفُ وماتُحَابِي
كأنّكَ قد هَجَمتَ علىمَشيبي،
كَما هَجَمَ المَشيبُ علىشَبابي
أيا دُنيايَ! ما ليَ لاأراني
أسُومُكِ منزِلاً ألا نبَابِي
ألا وأراكَ تَبذُلُ، يازَماني،
لِيَ الدُّنيا وتسرِعُباستلابِي
وإنَّكِ يا زمانُ لذُوصروفُ
وإنَّكَ يا زمانُ لذُوانقلابِ
فما لي لستُ أحلِبُ منكَشَطراً،
فأحْمَدَ منكَ عاقِبَة َالحِلابِ
وما ليَ لا أُلِحّ عَلَيكَ،إلاّ
بَعَثْتَ الهَمّ لي مِنْ كلّبابِ
أراكِ وإنْ طلِبْتِ بكلِّوجْهٍ
كحُلمِ النّوْمِ، أوْ ظِلِّالسّحابِ
أو الأمسِ الذي ولَّىذهَاباً
وليسَ يَعودُ، أوْ لمعِالسّرابِ
وهذا الخلقُ منكِ علىوفاءِ
وارجلُهُمْ جميعاً فيالرِّكابِ
وموعِدُ كلِّ ذِي عملٍوسعيٍ
بمَا أسدَى ، غداً دارالثّوَابِ
نقلَّدت العِظامُ منَالبرايَا
كأنّي قد أمِنْتُ مِنَالعِقاب
ومَهما دُمتُ في الدّنْياحَريصاً،
فإني لا أفِيقُ إلىالصوابِ
سأسألُ عنْ أمورٍ كُنْتُفِيهَا
فَما عذرِي هُنَاكَ وَمَاجوَابِي
بأيّة ِ حُجّة ٍ أحْتَجّ يَوْمَالـ
ـحِسابِ، إذا دُعيتُ إلىالحسابِ
هُما أمْرانِ يُوضِحُ عَنْهُمالي
كتابي، حِينَ أنْظُرُ فيكتابي
فَإمَّا أنْ أخَلَّدَ فينعِيْم
وإمَّا أنْ أحَلَّدَ فيعذابِي

أبو العتاهية

لمَ لاَ نبادِرُ مَا نراهُيفُوتُ
إذْ نحْنُ نعلمُ أنَّنَاسنمُوتُ
مَنْ لم يُوالِ الله والرُّسْلَالتي
نصَحتْ لهُ، فوَليُّهُالطّاغوتُ
عُلَماؤنَا مِنّا يَرَوْنَعَجائِباً،
وَهُمُ على ما يُبصِرونَسكُوتُ
تفنيهمِ الدُّنيا بوشْكٍزوالِهَا
فجميعُهُمْ بغرورِهَامبْهُوتُ
وبحسبِ مَن يَسمو إلى الشّهواتِما
يكفيهِ مِنْ شهواتِهِويقُوتُ
يَا برزخَ الموْتَى الذِينَزَلُوا بهِ
فهُمُ رُقُودٌ في ثَراهُ،خُفُوتُ
كَمْ فيكَ ممَّنْ كانَ يوصَلُحَبْلُهُ
قد صارَ بعَدُ وحَبلُهمَبتوتُ

أبو العتاهية

كأنّني بالدّيارِ قَدخَرِبَتْ،
وبالدّموعِ الغِزارِ قَدسُكبَتْ
فضَحتِ لا بل جرَحتِ، واجتحتِيا
دُنْيَا رِجَالاً عَلَيْكِ قَدْكَلِبَتْ
الموتُ حَقٌ والدَّارُ فانِيةٌ
وكُلُّ نفسٍ تجزَى بِمَاكَسَبُتْ
يَا لكِ منْ جيفَة ٍ معفَّنَةٍ
أيّ امتِناعٍ لهَا إذاطُلِبَتْ
ظَلَّتْ عَلَيْها الغُوَاة ُعاكِفَة ً
ومَا تُبَالِي الغُوَاة ُ مَاركِبَتْ
هيَ التي لم تَزَلْ مُنَغِّصَةً،
لا درَّ دَرُّ الدُّنْيَا إذَااحتلِبَتْ
ما كُلُّ ذِي حاجة ٍبمدركِهَا
كمْ منْ يَدٍ لاَ تَنَالُ مَأطلبَتْ
في النّاسِ مَنْ تَسهُلُالمَطالبُ أحْـ
ـياناً عَلَيهِ، ورُبّماصَعُبَتْ
وشرَّة ُ النَّاسِ رُبَّمَاجمحتْ
وشهوَة ُ النّفسِ رُبّماغَلَبَتْ
مَنْ لم يَسَعُهُ الكَفافُمُقْتَنِعاً،
ضاقتْ عَلَيْهِ الدّنيَا بِمَارحُبَتْ
وبَينَما المَرْءُ تَستَقيمُلَهُ الـ
الدُّنيا علَى مَا اشتَهَى إذاانقلبَتْ
مَا كذبتنِي عينٌ رأَيتُبِهَا
الأمواتَ والعينُ رُبَّماكذبَتْ
وأيّ عَيشٍ، والعَيشُمُنقَطِعٌ؛
وأيّ طَعْمٍ لِلَذّة ٍذَهَبَتْ
ويحَ عقولِ المستعصمينَبدارِ
الذلِّ فِي أيِّ منشبٍنشبَتْ
منْ يبرِمُ الانتقاضَ مِنْهَاومنْ
يُخمِدُ نيرانَها، إذاالتَهَبَتْ
ومَنْ يُعَزّيهِ مِنْمَصائِبِها؛
ومَنْ يُقيلُ الدّنْيا إذانَكَبَتْ
يا رُبّ عَينٍ للشّرّ جالِبَةٍ،
فتلْكَ عينٌ تُجلَى بِمَاجَلَبَتْ
والنَّاسُ في غفلة ٍ وقدخَلَتِ
الآجالُ من وقتِهاواقتربتْ

أبو العتاهية

نسيتُ الموتَ فيمَا قدْنسِيتُ
كأنّي لا أرَى أحَداًيَمُوتُ
أليسَ الموْتُ غاية َ كلّحيٍّ،
فَمَا لي لاَ أُبادِرُ مَايفوتُ

أبو العتاهية

مَنْ يعشْ يكبرْ ومنْ يكبَرْيمُتْ
والمَنايا لا تُبالي مَنْأتَتْ
كم وكم قد درَجتْ، منقَبلِنا،
منْ قرونٍ وقُرُونٍ قَدْمضتْ
أيّها المَغرورُ ما هذاالصِّبَا؟
لَوْ نهيتَ النفْسَ عَنْهُلانْتَهتْ
أنِسِيتَ المْوتَ جَهْلاًوالبِلَى
وسَلَتْ نفْسُكَ عَنْهُولَهَتْ
نحنُ في دارِ بَلاءٍ وأذًى،
وشَقَاءٍ، وعَنَاءٍ،وعَنَتْ
مَنْزِلٌ ما يَثبُتُ المَرْءُبِهِ
سالماً، إلاّ قَليلاً إنْثَبَتْ
بينمَا الإنسانُ فِي الدُّنيالَهُ
حرَكاتٌ مُقلِقاتٌ، إذْخَفَتْ
أبَتِ الدّنْيَا علىسُكّانِها،
في البِلى والنّقصِ، إلاّ ماأبَتْ
إنّما الدّنْيا مَتاعٌ، بُلغةٌ،
كَيفَما زَجّيْتَ في الدّنيازَجَتْ
رحمَ اللهُ امرءاً انصفَمِنْ
نَفسِهِ، إذ قالَ خيراً، أوْسكَتْ

أبو العتاهية

للّهِ درُّ ذَوي العُقُولِالمُشْعَباتْ،
أخَذوا جَميعاً في حَديثِالتُّرَّهات
وأمَا وربِّ المسجِدينِكِلاَهُمَا
وأمَا وربِّ مِنَي وربِّالرَّاقصاتْ
وأما وربِّ البيتِ ذِيالأستَارِ
والمسعَى وزمزَمَ والهدايَاالمشْعِراتْ
إنَّ الذِي خُلِقَتْ لهُالدُّنْيا ومَا
فيها لنَا ذُلٌّ يَجِلّ عنِالصّفاتْ
فلينظُرِ الرَّجُلُ اللَّبيبُلنفسِهِ
فجميعُ مَا هوَ كائنٌ لاَ بُدَّآتْ

أبو العتاهية

منَ الناسِ مَيْتٌ وهوَ حيٌّبذكرِهِ
وحيٌّ سليمٌ وهْوَ فِي النَّاسِمَيتُ
فأمَّا الذي قَدْ ماتَ والذِكرُناشرٌ
فمَيتٌ لهُ دينٌ، بهِ الفضْلُيُنعَتُ
وأمّا الذي يَمشي، وقد ماتَذِكرُهُ،
فأحْمَقُ أفنى دينَهُ، وهوَأمْوَتُ
وما زالَ مِنْ قوْمي خَطيبٌوشاعِرٌ،
وحاكِمُ عَدْلٍ، فاصِلٌ،مُتَثَبِّتُ
سأضرِبُ أمثالاً لمَنْ كانَعاقِلاً،
يسيرُ بها مِنِّي رَوِيٌّمبيَّتُ
وحَيّة ُ أرْضٍ لَيسَ يُرْجَىسَليمُها
تراهَا إلَى أعدَائِهِتتفَلَّتُ

أبو العتاهية

قَلّ للّيْلِ وللنّهارِاكْتِراثي،
وهُما دائِبانِ في استِحثَاثي
ما بَقائي على اخْتِرامِاللّيالي،
ودَبيبِ السَّاعَاتِ بالأحداثِ
يا أخِي مَا أغرَّنَاباِلمَنَايَا
فِي اتِّخاذِ الأَثاثِ بَعْدَالأثَاثِ
لَيتَ شِعري، وكيفَ أنتَ، إذاما
وَلوَلَتْ باسمِكَ النّساءُألرّواثي
لَيتَ شِعري،وكيفَ أنتَمُسجَى
تحتَ رَدْمٍ حَثَاهُ فَوْقَكَحاثي
لَيتَ شِعري، وكَيفَما حالُكَفيـ
ـمَا هُناكَ تكونُ بَعدَ ثَلاثِ
إنَّ يوماً يكونُ فيهِبمالِ
ـمَرْءِ أدْلى بهِ ذَووالمِيراثِ
لحقِيقٌ بإنْ يكونَ الَّذِييرْ
حَلُ عمَّا حَوَى قَلِيلَالتَّرَاثِي
أيّها المُستَغيثُ بي حَسبُكَالله
مُغيثُ الأنَامِ مِنْمُسْتَغاثِ
فلَعَمري لَرُبّ يَوْمِقُنُوطٍ،
قَدْ أتَى اللهُ بَعْدَهُبالغِيَاثِ

أبو العتاهية

النّاسُ في الدين والدّنْيا،ذوُو درَجِ،
والمالُ ما بَينَ مَوْقوفٍ،ومُحتَلَجِ
منْ عاشَ تقْضَى لَهُ يوْماًلُبَانَتُهُ
وللمضايقِ أبوابٌ منَالفرجِ
مَنْ ضاقَ عنكَ، فأرْضُ اللهواسِعة ٌ،
في كلّ وَجْهِ مَضِيقٍ وَجْهُمُنفَرَج
قَدْ يدرِكُ الرَّاقِدُ الهادِيبرقْدَتِهِ
وقَدْ يخيبُ أخُو الرَّوْحاتِوالدَّلَجِ
خيرُ المَذاهِبِ في الحاجاتِأنْجَحُها،
وأضيَقُ الأمرِ أقصاهُ منَالفَرَجِ
لقَد عَلِمتُ، وإنْ قصّرْتُ فيعملي،
أَنَّ ابنَ آدَمَ لاَ يخلُو منَالحُجَجِ
أمَنْ تكُونُ تَقيّاً عندَ ذيحرجٍ
مَا يتقِي الله إلاَّ كلُّ ذِيحَرَجِ

أبو العتاهية

لَيْسَ يرجُو اللهَ إِلاَّخائفٌ
منْ رجا خافَ ومَنْ خافَرَجَا
قَلَّمَا ينجُو امرُوءٌ منْفتْنَة ٍ
عَجَباً مِمَّن نجَا كَيفَنَجَا
تَرْغَبُ النّفسُ، إذارَغّبْتَها،
وإِذَا زَجَّيْتَ بِالشِّيءِزَجَا

أبو العتاهية

أسلُكْ منَ الطُّرُقِالمَنَاهِجُ
واصبرْ وإِنْ حُمِلْتَلاَعِج
وانبُذْ هُمُومَكَ أنْتَضِيـ
ـقَ بهَا، فإنّ لهَامَخارِجْ
واقضِ الحوائِجَ مَااستطَعْتَ
ـتَ وكنْ لهَمّ أخيكَفارِجْ
فَلَخَيْرُأيّامِ الفَتَى،
يَوْمٌ قَضَى فيهِالحَوائِج

أبو العتاهية

ذَهبَ الحرصُ بأصحابِالدَّلجْ
فَهُمُ فِي غمرة ٍ ذاتِلُجَجْ
ليسَ كُلُّ الخيرِ يأْتِيعَجَلاً
إنّما الخَيرُ حُظوظٌودَرَجْ
لا يَزَالُ المَرْءُ ما عاشَلَهُ
حاجَة ٌ فِي الصَّدْرِ مِنْهُتختلِجْ
رُبَّ أمْرٍ قَدْ تضايقتُبِهِ
ثمّ يأتي الله مِنْهُبالفَرَجْ

أبو العتاهية

خلِيليَّ إنَّ الهمَّ قَدْيتفرَّجُ
ومِنْ كانَ يَبغي الحَقّ،فالحقُّ أبلجُ
وذو الصّدقِ لا يرْتابُ،والعدلُ قائمٌ
عَلَى طرقاتِ الحقِّ والشرُّأعوجُ
وأخلاقُ ذِي التَّقوى وذِيالبرِّ في الدُّجى
لهُنّ سِراجٌ، بَينَ عَينَيْهِ،مُسرَجُ
ونِيّاتُ أهلِ الصّدقِ بِيضٌنَقِيّة ٌ،
وألسُنُّ أهْلِ الصِدْقِ لاَتتجلَجُ
ولَيسَ لمَخلوقٍ على الله حُجّةٌ،
وليْسَ لَهُ منْ حُجَّة ٍ اللهِمخرجُ
وقد دَرَجَتْ مِنّا قُرُونٌكَثيرَة ٌ،
ونَحنُ سنَمضِي بَعدَهنّونَدرُجُ
رُوَيْدَكَ، يا ذا القَصرِ فيشَرَفاتِه،
فإِنَّكَ عَنْهَا مستخفٌّوتزعَجُ
وإنَّكَ عمَّا اخْترتَهُلمبعَّدٌ
وإنّكَ مِمّا في يَدَيْكَلمُخْرَجُ
ألا رُبّ ذي ضَيْمٍ غَدا فيكَرامَة ٍ،
ومُلْكٍ، وتيجانِ الخُلُودِمُتَوَّجُ
لَعَمرُكَ ما الدّنْيا لَدَيّنَفِيسَة ٌ،
وإِنْ زخرَفَ الغادُونَ فِيهَاوزَبْرجُوا
وإنْ كانَتِ الدّنْيا إليّحَبيبَة ً،
فإني إلى حَظِّي منَ الدِّينأحوجُ

أبو العتاهية

تخفَّف منَ الدُّنيا لعلكَ أنْتنجُو
فَفِي البرِّ والتَّقوى لكَالمسْلَكُ النَّهْجُ
رأيْتُ خرابَ الدَّار يحليهِلهْوهَا
إذا اجتَمَعَ المِزْمارُوالطّبلُ والصَّنج
ألا أيّها المَغرورُ هَلْ لَكَحُجّة ٌ،
فأنْتَ بها يَوْمَ القِيامَة ِمُحتَجُّ
تُديرُ صُرُوفَ الحادِثاتِ،فإنّها
بقَلْبِكَ منها كلَّ آوِنَة ٍسَحجُ
ولاَ تحْسَبِ الحَالاَتِ تبْقَىلإهْلِهَا
فقَد يَستَقيمُ الحالُ طَوْراً،ويَعوَجّ
مَنِ استَظرَفَ الشيءَ استَلَذّبظَرْفِه،
ومَنْ مَلّ شَيئاً كانَ فيهِلهُ مَجّ
إِذَا لَجَّ أهْلُ اللُّؤْمِطَاشَتْ عُقُولُهُمْ
كَذَاكَ لجَاجاتُ اللِّئامِإِذَا لَجُّوا
تبارَكَ منْ لَمْ يَشْفِ إِلاَّالتُّقَى بهِ
وَلَمْ يأْتَلِفُ إِلاَّ بهِالنَّارُ والثَّلْجُ

أبو العتاهية

الله أكرَمُ من يُناجَى،
والمرءُ إِنْ راجَيْتَ راجَى
والمَرءُ ليسَبمُعظِمٍ
شَيئاً يُقَضّي منهُ حاجَا
كَدَرَ الصّفاءُ مِنَالصّديـ
قِ فلا ترَى إلاّ مِزاجَا
وإذا الأمُورُتَزاوَجَتْ،
فالصَّبْرُ أكْرَمُهَا نِتَاجَا
والصدقُ يعقِدُ فوقَرَأسِ
حليفهِ للبِّرِ تَاجَا
والصِدْقُ يثقُبُزندُهُ
في كلّ ناحيَة ٍ سِراجَا
ولربَّما صَدَعَالصّفا
ولربَّما شعبَ الزُّجَاجَا
يأْبَى المعَلَّقُبالهوَى
إلاَّ رَوَاحاً وادِّلاَجاً
أُرْفُقْ فعُمرُكَ عُودُذي
أوَدٍ، رأيتُ له اعوِجاجَا
والمَوْتُ يَخْتَلِجُالنّفو
سَ وإن سهتْ عنه اختلاجا
إجْعَلْ مُعَرَّجَكَالتّكَرّ
مَ مَا وجَدتَّ لَهَا انعِراجَا
يا ربَّ برْقٍشمْتُهُ
عَادَتْ مخيلَتُهُ عَجَاجَا
ولرُبَّ عَذْبٍ صارَبَعْدَ
عذوبة ٍ مِلْحاً أجاجَا
ولَرُبّ أخْلاقٍحِسانٍ،
عُدْنَ أخلاقاً سِماجَا
هَوّنْ عَلَيكَ مَضايِقَالـ
الدُّنيَا تَعُدْ سُبُلاًفجاجَا
لا تَضْجَرَنّ لضيقَةٍ
يَوْماً فَإنَّ لَهَا انفراجَا
منْ عاجَ منْ شَيْءٍإِلى
شيءٍ أصَابَا لَهُمَعَاجَا

أبو العتاهية

ألَمْ تَرَ أنَّ الحقَّ أبلَجُلاَئحُ
وأنّ لحاجاتِ النّفوسِجَوايِحُ
إذَا المرْءِ لَمْ يَكْفُفْعَنِ النَّاسِ شَرَّهُ
فلَيسَ لهُ، ما عاشَ، منهممُصالحُ
إذَا كفَّ عَبْدُ اللهِ عمَّايضرُّهُ
وأكثرَ ذِكْرَ الله، فالعَبْدُصالحُ
إذا المرءُ لمْ يمدَحْهُ حُسْنُفِعَالِهِ
فلَيسَ لهُ، والحَمدُ لله،مادِحُ
إذا ضاقَ صَدْرُ المرءِ لمْيصْفُ عَيْشُهُ
ومَا يستطِيبُ العَيْشَ إلاَّالمُسامِحُ
وبَيْنَا الفَتى ، والمُلهِياتُيُذِقنَهُ
جَنَى اللهْوِ إذْ قَامَتْعَلَيْهِ النَّوَائِحُ
وإنَّ امرَأً أصفاكَ في اللهوُدّهُ،
وكانَ علَى التَّقْوى مُعِيناًلناصِحُ
وإنْ ألبَّ النَّاسِ منْ كانَهَمُّهُ
بما شَهِدَتْ منهُ عَلَيهِالجَوارِحُ

أبو العتاهية

لاحَ شيبُ الرأسِ منِّيفاتَّضحْ
بَعدَ لَهْوٍ وشَبابٍ ومَرَحْ
فَلَهَوْنَا وفَرِحْنَا، ثمّلَمْ
يَدَعِ المَوْتُ لذي اللّبّفَرَحْ
يا بَنِي آدَمَ صُونُوادينَكُمْ
يَنْبَغي للدّينِ أنْ لايُطّرَحْ
وأحْمَدُوا اللهَ الذِيأكرَمَكُمْ
بنذيرٍ قامَ فيكُمْ فنصَحْ
بخطيبٍ فتحَ اللهُبهِ
كُلَّ خيرٍ نلتُمُوهُوشرَح

أبو العتاهية

دعنيَ منْ ذكرِ أبٍوجدِّ
ونَسَبٍ يُعليكَ سُورَالمَجْدِ
ما الفَخرُ إلاّ في التّقَىوالزّهْدِ،
وطاعة ٍ تعطِي جِنانَالخُلْدِ
لا بُدَّ منْ وردٍ لأهْلِالورْدِ
إمّا إلى خَجَلٍ، وإمّاعَدّ

أبو العتاهية

ألاً إنَّنَا كُلُّنَابائدُ
وأيّ بَني آدَمٍخالِدُ؟
وبدءُهُمُ كانَ مِنْربِّهِمْ
وكُلٌّ إلى رَبّهِعائِدُ
فيَا عَجَبَا كيفَ يَعصِيالإلهَ
أمْ كيفَ يجحدهُالجاحِدُ
وللهِ فِي كلِّ تحرِيكَةٍ
وفي كلّ تَسكينَة ٍشاهِدُ
وفِي كلِّ شيءٍ لَهُ آيةٌ
تَدُلّ على أنّهُالواحِدُ

أبو العتاهية

لكَ الحمدُ ياذَا العَرشِ ياخيرَ معبودِ
ويا خَيرَ مَسؤولٍ، ويا خيرَمَحمودِ
شهدْنَا لَكَ اللهُمَّ أنْ لستَمحدَثاً
ولكِنَّكَ المَوْلَى ولستَبمجحودِ
وأنَّكَ معروفٌ ولستَبموصُوفٍ
وأنَّكَ مَوجُودٌ ولستَبمجدودِ
وأنَّكَ رَبٌّ لاَ تزالُ ولمتَزَلْ
قَريباً بَعيداً، غائِباً، غيرَمَفقودِ

أبو العتاهية

يا راكِبَ الغَيّ، غيرَمُرْتَشِدِ،
شتَّانَ بينَ الضَّلالِوالرشَدِ
حَسْبُكَ ما قَدْ أتَيْتَمُعْتَمِداً،
فاستغفرِ اللهَ ثمَّ لاَتعُدِ
يَا ذا الذي نقصُهُزيادَتُهُ
إنْ كنتَ لم تَنتَقِصْ، فلَمْتَزِدِ
مَا أسرعَ الليلَ والنَّهارَبِسَا
عاتٍ قِصارٍ، تأتي عَلىالأمَدِ
عجبْتُ منْ آمِلٍوَوَاعظُهُ
المَوْتُ فَلَمْ يتَّعِظْ ولَمْيكَدِ
يجرِي البِلَى فِيهَا عَلَيْنَابِمَا
كانَ جَرَى قَبْلَنَا عَلَىلُبَدِ
يا مَوْتُ يا مَوْتُ كمْ أخيثقة ٍ
كلَّفْتنِي غمضَ عينهِبيدِي
يا مَوْتُ يا موتُ قد أضفتَإلَى
الفِلَّة ِ منْ ثروة ٍ ومنْعُدَدِ
يا مَوْتُ يا موتُ صحبتْنَابِكَ
الشَّمْسُ ومسَّتْ كوَاكِبُالأسَدِ
يا مَوْتُ يا موتُ لاَ أرَاكَمنَ
ـخَلْقِ، جَميعاً، تُبقي علىأحَدِ
ألحَمْدُ لله دائِماًأبَداً،
قَدْ يَصِفُ القَصْدَ غَيرُمقتصدِ
منْ يستتِرْ بالهدَى يبَرَّومَنْ
يبغِ إلى اللهِ مَطْلَباًيَجِدِ
قُلْ للجَليدِ المَنيعِ لَستَمنَ الـ
الدُّنيا بذِي منعة ٍ ولاَجَلَدِ
يا صاحبَ المُدّة ِ القَصيرَة ِلا
تغفُلْ عنِ المَوْتِ قَاطِعِالمُدَدِ
دَعْ عنكَ تقوِيمَ منْتقَوِّمُهُ
وابدأ، فَقَوّمْ ما فيكَ منْأوَدِ
قدْ ملأَ المَوْتٌ كُلَّ أرْضٍوَمَا
يَنزِعُ مِنْ بَلْدَة ٍ إلىبَلَدِ

أبو العتاهية

ألا إنّ رَبّي قوِيٌّ،مَجيدُ،
لَطيفٌ، جَليلٌ، غنيٌّ،حَميدُ
رأيْتُ المُلُوكَ، وإنّعَظُمَتْ،
فإنَّ المُلُوكَ لرَبِّيعَبيدُ
تُنَافِسُ فِي جَمْعِ مَالٍحُطَامٍ
وكلٌّ يَزُولُ، وكلٌّيَبِيدُ
وكَمْ بادَ جَمْعٌ أُولُو قُوّةٍ،
وحِصْنٌ حَصِينٌ وقصرٌمَشِيدُ
ولَيسَ بباقٍ علىالحادِثاتِ،
لشيءٍ مِنَ الخَلْقِ رُكنٌشديدُ
وأيّ مَنيعٍ يَفُوتُالفَنَا،
إذا كانَ يَبلَى الصَّفَاوالحَديدُ
ألا إنّ رأياً، دَعَا العَبْدَأنْ
يُنيبَ إلى الله، رَأيٌسَديدُ
فَلا تَتَكَثّرْ بدارِ البِلَى،
فإنّكَ فيها وحيدٌفَريدُ
أرى َ الموتُ ديْناً لَهُعِلَّة ٌ
فَتِلْكَ الَّتِي كُنْتَمِنْهَا تحِيدُ
تيقَّظْ فإنَّكَ فِي غَفْلَةٍ
يَميدُ بكَ السُّكْرُ ،فيمَنْيَميدُ
كأنّكَ لم تَرَكَيفَالفَنَا،
وكيفَ يَمُوتُ الغُلامُالرَّشِيدُ
وكيفَ يموتُ المُسِنُّالكَبيرُ
وكيفَ يموتُ الصَّغِيرُالوَليدُ
ومَنْ يأْمَنِ الدَّهْرِ فِيوَعْدِهِ
وللدّهرِ في كلّ وَعْدٍوعيدُ
أراكَ تُأمّلُ،والشّيبُقَدْ
وأنْتَ بظَنّكَ فيهاتزيدُ
وتَنْقُصُ في كُلّ تَنفيسَةٍ،
وأنَّكَ فِي ظَنِكَ قَدْتزيدُ

أبو العتاهية

أصْبَحتِ، يا دارَ الأذَى،
أصْفاكِ مُمتَلىء ٌقَذَى
أينَ الذينَعَهِدْتُهُمْ
قَطَعُوا الحَياة َ،تَلَذُّذَا
دَرَجُوا، غَداة َرَماهُمُ
رَيْبُ الزّمانِ،فأنْفَذَا
سنصيرُ أيْضاًمِثْلَهُمْ
عَمَّا قَليلٍهكذا
يَا هؤْلاَءِتفَكَّرُوا
لِلْمَوتِ يَغذُو مَنْغذَا

أبو العتاهية

عِشْ ما بَدَا لكَسالماً،
في ظِلّ شاهقَة ِالقُصورِ
يسْعَى عليكَ بِمَااشتهيْتَ
لدَى الرَّوَاح أوِالبُكُورِ
فقال حسن ثم ماذا؟ فقال:فإذاالنّفوسُ تَقعَقَعَتْ،
في ظلّ حَشرجَة ِالصّدورِ
فَهُناكَتَعلَم،مُوقِناً،
مَا كُنْتَ إلاَّ فِيغُرُورِ

أبو العتاهية


ألا إنّما الدّنيا علَيكَحِصارُ
يَنالُكَ فيها ذِلّة ٌوصَغارُ
ومَالكَ فِي الدُّنيا مِنَالكَدِّ راحَة ٌ
ولاَ لكَ فِيهَا إنْ عَقَلْتَقرارُ
وما عَيشُها إلاّ لَيالٍقَلائِلٌ،
سراعٌ وأيَّامٌ تَمُرُّقِصَارُ
وما زِلْتَ مَزْمُوماً تُقادُإلى البِلى ،
يَسُوقُكَلَيلٌ، مرّة ً،ونَهارُ
وعارية ٌ ما فِي يَدَيْكَوإنَّمَا
يُعارُ لرَدٍّ ما طَلَبْتَيُعارُ
إنّ ذا المَوْتَ ما عَلَيهِمُجيرُ،
يهلِكُ المُستجَارُوالمستَجِيرُ
إنْ تكُن لَستَ خابِراًباللّيالي
وبأحداثِهَا فإنِّيخَبِيرُ
هنَّ يبلَيْنَ والبِلَى نحْنُفِيهَا
فسَواءٌ صغيرُناوالكَبيرُ
أيُّهَا الطَّالِبُ الكثِيرَليغْنَى
كلُّ مَنْ يَطُلبُ الكَثيرَفَقِيرُ
وأقَلُّ القَليلِ يُغنيويَكْفي،
لَيْسَ يُغْنِي ولَيْسَ يَكْفِيالكثيرُ
كيفَ تَعمى عنِ الهدى ، كيفَتعمى ،
عَجَباً والهُدَى سِرَاجٌمُنيرُ
قدْ أتاكَ الهُدَى من اللهِنُصحاً
وِبَهِ حَيّاكَ البَشيرُالنّذيرُ
ومعَ اللهِ أنتَ مَا دُمْتَحيّاً
وإلى َ اللهِ بعدَ ذاكَتَصيرُ
والمَنَايَا رَوائِحٌوغَوادٍ،
كُلَّ يومٍ لَها سحابٌمطيرُ
لا تَغُرَّنَّكَ العُيُونُفكمْ
أعْمَى تراهُ وإنَّهُلبصِيرُ
أنا أغنى العِبادِ ما كانَ ليكِنٌّ،
وما كانَ لي مَعاشٌيَسيرُ

أبو العتاهية

مَا للْفَتَى مانِعٌ منَالقَدَرِ
والمَوْتُ حَوْلَ الفَتَىوبِالأثَرِ
بَيْنَا الفَتَى بالصَّفَاءِمغتبِطٌ
حتى رَماهُ الزّمانُبالكَدَرِ
سائِلْ عنِ الأمرِ لستَتعرِفُهُ
فَكُلُّ رشدٍ يأتِيكَ فِيالخبرِ
كمْ فِي ليالٍ وفيتقلبِهَا
مِنْ عِبَرٍ للفَتى ، ومِنْفِكَرِ
إنّ امرَأً يأمَنُ الزّمانَ،وقَدْ
عايَنَ شِدّاتِهِ، لَفيغَرَرِ
ما أمكَنَ القَوْلُ بالصّوابِفقُلْ
واحذَرْ إذا قُلْتَ موضِعَالضَّررِ
ما طَيّبُ القَوْلَ عندَسامِعِهِ الـ
ـمُنْصِتِ، إلاّ لطيْبِالثّمَرِ
الشَّيْبُ فِي عارضَيكَ بارقَةٌ
تَنهاكَ عَمّا أرَى منَالأشَرِ
ما لكَ مُذْ كُنتَ لاعِباًمرِحاً،
تسحَبُ ذيلَ السَّفاهِوالبطَرِ
تَلعَبُ لَعْبَ الصّغيرِ،بَلْهَ، وقَد
عمّمَك الدَّهرُ عمة َالكِبَرِ
لوْ كنتَ للموْتِ خائفاًوجِلاً
أقرَحْتَ منكَ الجُفُونَبالعِبَرِ
طَوّلْتَ مِنكَ المُنى وأنتَ منالـ
الأيَّامِ فِي قِلَّة ٍ وفِيقِصَرِ
لله عَيْنَانِ تَكْذِبانِكَفي
ما رَأتَا مِنْ تَصرّفِالعِبَرِ
يا عَجَباً لي، أقَمتُ فيوَطَنٍ،
ساكِنُهُ كُلّهُمْ علىالسّفَرِ
ذكَرْتُ أهْلَ القُبورِ منثقتي،
فانهلَّ دمعي كوابلِالمطرِ
فقل لأهلِ القبورِ من ثقةٍ
لَسْتُ بِناسيكُمُ مَدَىعُمُرِي
يا ساكِناً باطِنَ القُبُورِ: أمَا
للوارِدينَ القُبُورَ مِنْصَدَرِ
ما فَعَلَ التّارِكُونَمُلكَهُمُ،
أهلُ القِبابِ العِظامِ،والحجَرِ
هَلْ يَبْتَنُونَ القُصورَبَينَكُمُ،
أمْ هلْ لهمْ منَ عُلًى ومنخَطَرِ
ما فَعَلَتْ منهُمُ الوُجُوهُ: أقَدْ
بدّدَ عَنْهَا محاسِنُالصُّورِ
اللهُ فِي كلِّ حادثٍثقَتِي
واللهُ عزّي واللهُمفتخرِي
لَستُ مَعَ الله خائِفاًأحَداً،
حسبِي بهِ عاصماً منَالأشرِ
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
  #3  
قديم 04-04-2010, 04:57 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

أبو العتاهية

ربَّ أمرٍ يسوءُ ثُمَّيسرُّ
وكذاكَ الأُمورُ: حُلوٌومُرُّ
وكَذاكَ الأمورُ تَعبُرُبالنّا
سِ فخطبٌ يمضِي وخطبٌيكرُّ
مَا أغرًّ الدّنيا لذِي اللهوِفِيهَا
عَجَباً للدّنْيا، وكَيفَتَغُرّ
ولمَكْرِ الدّنْيا خَطاطيفُلَهْوٍ،
وخَطاطيفُها إلَيهَاتَجُرّ
ولَقَلّ امرُؤٌ يُفارِقُ مايَعْـ
يعتادُ إلاَّ وقلبُهُمقشَعِرُّ
وإذا مَا رضيتَ كلَّقضاءِ
اللهِ لمْ تخشَ أنْ يصيبَكَضَرُّ

أبو العتاهية

طلبتُ المستقَرَّ بكلِّأرْضٍ
فلمْ أرَ لِي بأرضِمستقرّاً
أطَعتُ مَطامِعيفاستَعَبَدَتني،
ولَوْ أنِّي قنعتُ لَكُنْتُحرَّاً

أبو العتاهية

الموْتُ بابٌ وكلُّ الناسِداخِلُهُ
يا ليْتَ شعرِيَ بعدَ البابِ ماالدَّارُ
الدَّارُ جنَّة ُ خلدٍ إنْعمِلتَ بِمَا
يُرْضِي الإلَهَ، وإنْ قصّرْتَ،فالنّارُ
هما محلان ماللناسغيرهما
فانظر لنفسك ماذا أنتتختار

أبو العتاهية

أخويَّ مرَّابالقُبُو
رِ، وسَلّمَا قَبلَالمَسيرِ
ثمّ ادْعُوَا مَنْعادَهَا
منْ ماجدٍ قرمٍفخورِ
ومسوَّدٍ رحبِالفناء
ءِ أغَرَّ كالقَمَرِالمُنِيرِ
يَا مَنْ تضمَّنُهُالمقَابِرُ
بِرُ مِنْ كَبيرٍ، أوْصَغيرِ

أبو العتاهية

ما أسرعَ الأيَّامَ فِيالشَّهرِ
وأسرعَ الأشهُرَ فيالعُمْرِ
لَيسَ لمَنْ لَيْسَتْ لَهُحيلَة ٌ
مَوْجودَة ٌ، خَيرٌ منالصّبرِ
فاخطُ مع الدَّهْرِ عَلَى مَاخَطَا
واجْرِ معَ الدَّهْرِ كمَايجرِي
منْ سابقَ الدَّهرَ كبَا كبوةً
لم يُستَقَلها من خُطىالدّهرِ

أبو العتاهية

نو الحكمة يخوضُ أُناسٌ فيالكَلامِ ليُوجزُوا،
وللصَّمتُ في بعضِ الأحايينِأوجَزُ
فإنْ كنتَ عنْ أن تحسنَ الصمتَعاجزاً
فأنتَ، عنِ الإبلاغِ فيالقوْلِ، أعجَزُ

أبو العتاهية

نَسيتُ مَنيّتي، وَخدعتُنَفسي،
وَطالَ عَليّ تَعمِيري،وغَرْسِي
وكُلُّ ثمينة ٍ أصبحتُأغلِي
بها ستُباعُ من بعديبِوكْسِ
وَما أدري، وإنْ أمّلتُعُمراً،
لعَلّي حينَ أُصْبحُ لَستُأُمْسِي
وَساعَة ُ مِتَتي، لا بُدّمِنها،
تُعَجّلُ نُقلَتي، وتُطيلُحَبسِي
أموتُ ويكرهُ الأحبابُقُربِي
وتَحضَرُ وَحشتي، ويَغيبُأُنسِي
ألا يا ساكنَ البيتِالموشَّى
ستُسكِنُكَ المَنِيّة ُ بَطنَرَمسِ
رَأيْتُكَ تَذْكُرُ الدّنْياكَثيراً،
وَكَثرَة ُ ذِكْرِها للقَلْبِتُقْسِي
كأنّكَ لا تَرَى بالخَلْقِنَقْصاً
وأنتَ تراهُ كُلَّ شروقِشمسِ
وطالِبِ حاجَة ٍ أعْيَاوَأكْدَى
ومُدركِ حاجة ٍ في لينِلمسِ
ألا وَلَقَلّ ما تَلْقَىشَجِيّاً
يُسيغُ شَجَاهُ إلاّبالتّأسّي

أبو العتاهية

ماَ يدفَعُ الموْتَ أرجاءٌ ولاَحرَسُ
مَا يغلِبُ الموْتَ لاَ جِنٌّولاَ أنسُ
مَا إنْ دَعَا الموْتُ أملاكاًولاَ سوقاً
إلاَّ ثناهُمْ إليهِ الصَّرْعُوالخلسُ
للموتِ مَا تلدُ الأقوامُكلُّهُمُ
وَللبِلَى كُلّ ما بَنَوْا، وماغرَسُوا
هَلاَّ أبَادِرُ هذَا الموْتَفِي مَهَلٍ
هَلاَّ أبَادِرُهُ مَا دامَ لِينفَسُ
يا خائفَ الموتِ لَوْ أمْسَيْتَخائِفَهُ
كانتْ دموعُكَ طولَ الدّهرِتنبجِسُ
أمَا يهولُكَ يومٌ لا دِفَاعُلَهُ
إذْ أنتَ فِي غمراتِ الموْتِتنغَمِسُ
إيَّاكَ إِيَّاكَ والدُّنيَالوِ اجتهَدُوا
فالمَوْتُ فيها لخَلْقِ اللهمُفترِسُ
إنّ الخَلائِقَ في الدّنْيا لوِاجتَهَدوا
أنْ يحْبسُوا عنكَ هذَا الموْتَما حبسُوا
إنّ المَنِيّة َ حَوْضٌ أنْتَتَكرَهُهُ،
وأَنْتَ عمَّأ قليلٍ فيهِمنغَمِسُ
ما لي رَأيتُ بَني الدّنيا قدِاقتَتَلُوا،
كأنّما هذِهِ الدّنْيا لَهُمْعُرُسُ
إذا وصفْتُ لهمْ دُنيَاهُمُضَحِكُوا
وَإنْ وَصَفْتُ لهمْ أُخراهُمُعَبَسُوا
ما لي رَأيْتُ بَني الدّنياوَإخوَتَهَا،
كأنهُمُ لِكلاَمِ اللهِ مَادرسُوا

أبو العتاهية

سَلامٌ على أهْلِ القُبُورِالدّوَارِسِ،
كأنهمُ لَمْ يجْلِسُوا فِيالمجالِسِ
ولم يبلُغُوا منْ بارِدِ الماءِلَذَّة ً
ولمْ يَطْعَمُوا مَا بَيْنَرطبٍ ويابِسِ
وَلمْ يكُ مِنهُمْ، في الحَياةِ، مُنافسٌ
طَوِيلُ المُنَى فِيهَا كثيرُالوَسَاوِسِ
لقدْ صرتُمُ فِي غَاية ِالموْتِ والبِلَى
وَأنْتُمْ بهَا ما بَينَ رَاجٍوَآئِسِ
فلَوْ عَقَلَ المَرْءُالمُنافِسُ في الذي
تركْتُمْ من الدُّنيَا إذَا لمْينافسِ

أبو العتاهية

مَنْ نافَسَ النّاسَ لم يَسلَمْمن النّاسِ،
حتى يُعَضّ بأنْيابٍوَأضراسِ
لاَ بأسَ بالمرءِ مَا صحَّتْسَرِيرتُهُ
مَا النَّاسُ إلاَّ بأهْلِالعِلْمِ والنَّاسِ
كاسَ الألى أخذُوا لِلْمَوْتِعُدَّتَهُ
وَما المُعِدّونَ للدّنْيابأكْياسِ
حتَّى متَى والمنَايَا لِيمخاتِلة ٌ
يَغُرّني في صُرُوفِ الدّهرِوَسْوَاسِي
أينَ المُلُوكُ التي حُفّتْمَدائِنُها،
دونَ المَنَايا، بحُجّابٍوحُرّاسِ
لقدْ نسيتُ وكأْسُ الموتِ دائرةٌ
في كفِّ لا غافلٍ عنها ولاناسي
لأشربنَ بكأسِ الموتِمنجدِلاً
يوماً كمَا شرِبَ الماضُونَبالكاسِ
أصْبَحْتُ ألعَبُ والسّاعاتُمُسرِعَة ٌ
ينقصنَ رزقِي ويستقصينَأنفاسِي
إنّي لأغْتَرّ بالدّنْياوَأرْفَعُهَا
مِن تحتِ رِجليَ، أحياناً، علىرَاسِي
ما استعبدَ المرءَ كاستِعْبادِمطمعهِ
ولاَ تسلَّى بمثلِ الصَّبْرِواليَاسِ

أبو العتاهية

ألاً للموتِ كأْسٌ أيُّكَاسِ
وأنْتَ لِكَأْسِهِ لاَ بُدَّحَاسِ
إلى كَمْ، والمَعادُ إلىقَريبٍ،
تذكِرُ بالمعَادِ وأنتَناسِ
وكمْ منْ عِبرة ٍ أصْبَحتَفِيهَا
يلِينُ لَهَا الحَدِيدُ وأَنتَقَاسِ
بأيِّ قُوى ً تظنُّكَ ليْسَتبْلَى
وقدْ بليَتْ عَلَى الزَّمَنِالرَّوَاسِي
ومَا كُلُّ الظُّنُونِ تكُونُحَقّاً
ولاَ كُلُّ الصَّوَابِ عَلَىالقياسِ
وكلُّ مخيلة ٍ رُفعتْلعينٍ
لهَا وَجْهانِ مِنْ طَمَعٍوَيَاسِ
وَفي حُسنِ السّريرَة ِ كُلّأُنْسٍ؛
وَفي خُبثِ السّريرَة ِ كُلّبَاسِ
وَلم يَكُ مُنَيَة ٌ، حَسَداًوَبَغْياً،
ليَنْجُو مِنْهُمَا رَأساًبرَاسِ
ومَا شيءٌ بأخلَقَ أنْتراهُ
قَليلاً مِنْ أخي ثِقَة ٍ،مُؤاسِ
وَما تَنْفَكّ مِنْ دُوَلٍتَرَاهَا،
تنقَّلُ منْ أنَاسِ فِيأُنَاسِ

أبو العتاهية

لَقَدْ هانَ عَلىالنّاسِ
مَنِ احْتَاجَ إلىالنّاسِ
فَصُنْ نَفْسَكَ عَمّاكَا
نَ عندَ النَّاسِباليَاسِ
فكَمْ مِنْ مَشرَبٍ يَشفيالـ
ـصّدى من مَشرَبٍقاسِ
وثقلُ الحقِّأحياناً
كَمِثْلِ الجَبَلِالرّاسِي

أبو العتاهية

خُذِ النَّاسَ أوْ دعْ إنَّمَاالنَّاسُ بالنَّاسِ
وَلا بُدّ في الدّنيا منالنّاسِ للنّاسِ
ولسْتَ بناسٍ ذكرَ شيءٍتريدُهُ
ومَا لمْ تُرِدْ شَيئاً، فأنتَلهُ النّاسي
من الظُّلْمِ تشْغِيبُ أمرِئٍليسَ منصِفٍ
ومَا بامرِىء ٍ لم يَظلمِالنّاسَ من باسِ
ألاَ قلَّ مَا ينجُو ضميرٌ منَالمُنَى
وفيهِ لهُ منهُنَّ شعبَة ُوسواسٍ
ولمْ ينجِ مخلوقاً منَ الموتِحيلة ٌ
ولَوْ كانَ في حصْنٍ وَثيقٍوَحُرّاسِ
ومَا المَرْءُ إلاّ صُورَة ٌمِنْ سُلالَة ٍ،
يشيبُ ويفْنَى بينَ لمحٍوأنْفاسِ
تُديرُ يَدُ الدّنْيا الرّدىبَينَ أهلِها،
كأنَّهُمُ شربٌ قُعُودٌ عَلَىكاسِ
كَفَى بدِفاعِ الله عَنْ كلّخائِفٍ،
وإنْ كانَ فيها بَيْنَ نابٍوأضراسِ
وكمْ هالكٍ بالشيءِ فِيمَايكِدُّهُ
وكم من مُعافى ً حُزّ منْ جَبلٍرَاسِ

أبو العتاهية

إنِ استَتَمّ منَ الدُّنيَا لكَاليأسُ
فلَنْ يَغُمّكَ لا مَوْتٌ، ولاَنَاسُ
اللهُ أصدقُ والآمالُ كاذِبةٌ
وكُلُّ هذِي المُنَى في القلبِوسْوَاسُ
والخيرُ أجمَعُ إنْ صحَّالمُرَادُ لَهُ
ما يَصنَعُ الله لا ما يَصنَعُالنّاسُ

أبو العتاهية

إذَا المرءُ لَمْ يرْبَعْ عَلَىنفْسِهِ طَاشَا
سَيُرْمَى بِقَوسِ الجَهْلِ مَنكانَ طَيَّاشَا
فَلا يأمَنَنّ المرَءُ سُوءاًيَغُرّهُ،
إذَا جالَسَ المعروفَ بالسُّوءِأوْ مَاشَى
ولَيسَ بَعيداً كلُّ ما هوَكائِنٌ،
وَما أقربَ الأمرَ البطيءَ لمَنعَاشَا

أبو العتاهية

زادَ حُبِّي لقربِ أهلِالمعاصِي
دونَ أهلِ الحدِيثِوالإخلاصِ
كَيفَ أغْتَرّ بالحَياة ِ،وعُمري
ساعَة ً بَعدَ ساعة ٍ فيانتِقاصِ؟

أبو العتاهية

كُلٌّ عَلَى الدنيَا لَهُحرصُ
والحادِثَاتُ أناتُهَاغفصُ
تَبغي مِنَ الدّنْيازِيادَتَها،
وزِيادَتي فيها هيَالنّقصُ
وكأنَّ منْ واروهُ فِيجدثٍ
لمْ يبدُ منهُ لناظرٍشخصُ
ليَدِ المَنِيّة ِ فيتَلَطّفِهَا،
عَنْ ذُخْرِ كلّ شَفيقَة ٍ،فحصُ

أبو العتاهية

نَنْسَى المَنَايَا على أنّالَهَا غَرَضُ،
فَكَمْ أُنَاسٍ رَأَيْنَاهُمْقَدِ انقَرَضُوا
إنّا لَنَرْجُو أُمُوراًنَسْتَعِدّ لهَا،
والموْتُ دونَ الَّذِي نرْجُولمعترضُ
للّهِ دَرُّ بَني الدّنْيالَقَدْ غُبِنُوا
فِيمَا اطْمانُّوا بهِ منْجهْلِهِمْ ورضُوا
مَا أرْبَحَ اللهُ فِي الدُّنياتجارَة َ إنْـ
ـسانٍ يَرَى أنّها مِنْ نَفسِهِعِوَضُ
فَليْسَتِ الدَّارُ داراً لاَتَرَى أحداً
من أهلِها، ناصِحاً، لم يَعدُهُغَرَضُ
مَا بالُ مَنْ عرَفَ الدُّنْيَاالدَّنيَّة ُ لاَ
يَنكَفّ عن غَرَضِ الدّنياويَنقَبِضُ
تَصِحّ أقْوالُ أقوامٍبوَصْفِهِمِ،
وَفِي القُلُوبِ إذاكشَّفْتَهَا مَرَضُ
والنَّاسُ فِي غَفْلَة ٍ عَمَّايُرَادُ بِهِمْ
وكُلُّهُمْ عنْ جَديدِ الأرْضِمنقرضُ
والحادِثَاتُ بِهَا الأقْدارُجارِية ٌ
وَالمَرْءُ مُرْتَفعٌ فيها،وَمُنخَفِضُ
يَا ليْتَ شعري وقَدْ جَدَّالرَّحيلُ بِنَا
حَتَّى متَى نحْنُ فِيالغُرَّاتِ نرْتكِضُ
نفسُ الحكيمُ إِلَى الخيرَاتِساكِنَة ٌ
وَقَلبُهُ مِنْ دَواعي الشّرّمُنقَبِضُ
اصْبِرْ عَلَى الحقِّ تستعذِبْمغبَّتَهُ
وَالصّبرُ للحَقّ أحياناً لَهُمَضَضُ
ومَا استرَبْتَ فَكُنْ وقَّافَةً حذراً
قد يُبرَمُ الأمرُ أحْياناًفيَنتَقِضُ

أبو العتاهية

اشتدَّ بَغْيُ النَّاسِ فِيالأرضِ
وَعُلُوُّ بَعضِهِمِ علىبَعْضِ
دَعْهُمْ ومَا اختارُوالأنْفُسِهِمْ
فاللهُ بينَ عِبَادِهِيَقْضِي

أبو العتاهية

أقُولُ وَيَقضِي اللّهُ ما هوَقاضِي،
وإنّي بتَقْديرِ الإلهِلَرَاضِي
أرَى الخَلْقَ يَمضِي واحداًبعدَ واحدٍ،
فيَا ليْتَنِي أدْرِي متَى أنَاماضِ
كأنْ لَمْ أَكُنْ حَيّاً إذااحتَثَّ غاسِلِي
وَأحكَمَ دَرْجي في ثِيابِبَيَاضِ

أبو العتاهية


قَلَبَ الزَّمانُ سوادَ رأسِكَأبيضَا
وَنَعاكَ جِسمُكَ رِقّة ً،وَتَقَبُّضَا
نلْ أيَّ شَيءٍ شئْتَ منْنَوْعِ المُنَى
فكأنّ شَيْئاً لم تَنَلْهُ، إذاانقَضَى
وَإذا أتَى شيءٌ أتَىلمُضِيّهِ،
وكأنَّهُ لَمْ يأْتِ قَطُّ إذَامضَى
نَبْغِي منَ الدُّنْيَا الغِنَىفيزيدُنَا
فَقْراً ونطلُبُ أنْ نَصِحَّفنمرضَا
لَنْ يَصْدُقَ اللّهَ المَحَبّةَ عَبْدُهُ،
إلاَّ أحَبَّ لَهُ ومِنْهُوأبغضَا
والنَّفْسُ فِي طَلَبِ الخلاصِومَا لَهَا
مِن مَخلَصٍ، حتى تَصِيرَ إلىالرّضَى

أبو العتاهية

نَسألُ اللّهَ بِما يَقضِيالرّضَى ،
حَسْبَيَ اللهُ بِمَا شاءَقَضَى
قَد أرَدْنَا، فأبَى اللّهُلَنَا،
وأرَادَ اللهُ شيئْاًفمضَى
ربَّ أمرٍ بِتُّ قدْأبرَمْتُهُ
ثُمَّ مَا أصْبَحْتُ إلاَّفانقَضَى
كمْ وكمْ من هَنَة ٍ مَحقُورَةٍ،
ترَكَتْ قَوْماً كَثيراًأمْرَضَا
رُبَّ عَيْشٍ لأنَاسٍسلَفُوا
كانَ ثُمَّ انقرَضُوا أوْقُرِضَا
عَجَباً للمَوْتِ مَاأقْطَعَهُ،
مَا رَأيْنَا ماتَرُفِضَا
رُفِضَ المَيّتُ مِنْساعَتِهِ،
وَجَفَاهُ أهْلُهُ حينَقَضَى
شَرُّ أيّامي هوَ اليَوْمُالذي
أقْبَلُ الدّنْيَا بدينيعِوَضَا

أبو العتاهية

رضيتُ لنفسي بغيرِالرضَا
وَكُلٌّ سَيُجْزَى بماأقَرَضَا
بُلِيتُ بدارٍ رَأيْتُالحَكيمَ
لزَهْرَتِها قاصِياًمُبْغِضَا
سَيَمْضِي الذي هوَمُسْتَقْبَلٌ،
مُضِيَّ الذي مرّ بي،فانقَضَى
وإنَّا لفِي منزلٍ لمْيَزَلْ
نَراهُ حَقيقاً بأنْيُرْفَضَا
قضَى اللهُ فيهِ عَلَيْناالفَنَا
لهُ الحَمدُ شكراً على ماقَضَى

أبو العتاهية

حبُّ الرّئاسة ِ أطغى مَن علىالأرْضِ،
حتى بَغَى بَعضُهُمْ منها علىبَعْضِ
فحسْبِيَ اللهُ ربِّي لاَ شبيهَبِهِ
وَضَعتُ فيهِ كِلا بَسطي،وَمُنقَبَضِي
إنّ القُنُوعَ لَزادٌ، إنْرَأيتُ بهِ،
كُنْتُ الغَنِيَّ وكُنْتُالوافِرَ العِرْضِ
ما بَينَ مَيْتٍ وبَينَ الحَيّمن صِلَة ٍ،
منْ ماتَ أصْبَحَ فِي بحْبُوحَةِ الرَّفْضِ
الدّهْرُ يُبرِمُني طَوْراًوَيُنْقِضُني،
فَمَا بَقَائي على الإبرامِوالنّقْضِ
مَا زلْتُ مُذْ كانَ فِيَّالرُّوحُ منقَبِضاً
يَمُوتُ، في كلّ يَوْمٍ مرّ بي،بعضِي

أبو العتاهية

ماذَا يصيرُ إليكِ يَاأرضُ
مِمنْ غَزاهُ اللّينُ،وَالخَفْضُ
أبْهَرْتِ مَنْ وَافَتْمَنِيّتُهُ،
وكانَ حُبَّ حبيبِهِبُغْضُ
عَجَباً لِذي أمَلٍ يُغَرّبِهِ،
وَيَقينُهُ بِفَنَائِهِنَقْضُ
ولكُلّ ذي عَمَلٍ يَدينُبهِ،
يَوْماً عَلَى دَيَّانِهِعَرْضُ
يَا ذا المقيمُ بمنزلٍآشِبٍ
وَمَقامُ ساكِنِهِ بهِدَحْضُ
مَا لابْنِ آدَمَ فِي تصرُّفِمَا
يجْرِي بهِ بَسْطٌ ولاَقَبْضُ

أبو العتاهية

خَلِيليَّ إنْ لَمْ يغتفِرْكُلُّ واحِدٍ
عثارَ أخيهِ منكُما،فَتَرَافَضَا
وَمَا يلْبَثُ الحِبّانِ، إنْلم يُجوَزَا
كَثيراً منَ المكُروهِ، أنْيَتَباغَضَا
خَلِيلَيَّ بابُ الفَضْلِ أنْيَتَواهَبَا
كمَا أنَّ بابَ النَّقْصِ أنْيتقَارضَا

أبو العتاهية

حتَّى مَتَى تَصْبُو وَرَأْسُكَأشْمَطُ
أحَسِبْتَ أنَّ المَوْتَ فِياسْمِك يغلَطُ
أمْ لَستَ تْحسَبُهُ عَلَيكَمُسلَّطاً،
وَبَلى ، وَرَبِّكَ، إنّهُلمُسَلَّطُ
وَلَقَدْ رَأيتُ المَوْتَيَفْرِسُ، تارَة ً،
جُثَثَ المُلوكِ وتارَة ًيتَخَبَّطُ
فتآلَفِ الخُلاَّنِ مفتقِداًلَهُمْ
سَتَشِطّ عَمّنْ تَألفَنّ،وَتَشَحطُ
وكأنّني بكَ بَيْنَهُمْ وَاهيالقُوَى ،
نِصْواً، تَقَلَّصُ بَينَهُمْوتَبَسَّطُ
وكأنّني بِكَ بَينَهُمْ خَفِقَالحَشَا،
بالموتِ فِي غَمَرَاتهِيتشَحَّطُ
وكأنّني بكَ في قَميصٍمُدْرَجاً،
في رَيطَتَينِ مُلَفَّفٌ،وَمُخَيط
لاَ ريطَتَيْنِ كريطَتَيْمتنسِّمٍ
رُوحَ الحَياة ِ، وَلا القَميصُمُخَيَّطُ

أبو العتاهية

أتجمَعُ مَالاً لاَ تُقَدِّمُبَعْضَهُ
لنفْسِكَ ذخراً إنَّ ذَالسُقُوطُ
اتُوَصِي لِمَنْ بعدَ المَمَاتٍجَهَالة ً
وتَتْرُكُهُ حَيّاً وأَنْتَبَسِيطُ
نصِيبُكَ مِمَّا صِرْتُتَجْمَعُ دَائباً
فَثَوْبَانِ منْ قِبْطِيَّة ٍوَحَنُوطُ
كأنَّكَ قَدْ جُهِّزْتَ تُهْدَىإِلى البِلَى
لنَفْسِكَ فِي أيْدِيالرِّجَالِ أطبطُ

أبو العتاهية

غَلَبَتكَ نَفسُكَ، غيرَمُتّعِظهْ،
نَفْسٌ مُقَرَّعَة ٌ بكلّعِظَهْ
نَفْسٌ مُصَرَّفَة ٌ،مُدَبَّرَة ٌ،
مَطْلُوبَة ٌ فِي النَّوْمِواليقَظَهْ
نَفْسٌ ستُطْغيهاوَساوِسُهَا،
إنْ لَمْ تَكُنْ مِنْهُنَّمحْتَفِظَهْ
فاللهُ حَسْبُكَ لاَ سِواهُومَنْ
راعَ الرُّعَاةَ وحَافَظَالحَفَظَهْ

أبو العتاهية

عليكُمْ سلاَمُ اللهِ إنِّيمُوَّدعُ
وعيْنَايَ منْ مضِّالتَّفَرُّقِ تَدْمَعُ
فإنْ نحنُ عِشْنَا يجمَعُ اللهُبيننَا
وَإنْ نحنُ مُتْنَا، فالِقيامَةُ تَجمَعُ
ألمْ تَرَ رَيْبَ الدّهْرِ فيكلّ ساعة ٍ
لَهُ عارضُ فيهِ المنيَّة ُتَلْمَعُ
أيَا بَانِيَ الدُّنْيَالِغيْرِكَ تََبْتَنِي
ويَا جامِعَ الدُّنيَالِغَيْرِكَ تَجْمَعُ
أَرَى المرْءَ وثَّاباً عَلَىكُلِّ فُرْصَة ٍ
وللمَرْءِ يَوْماً لاَ مَحَالَةَ مَصْرَعُ
تَبَارَكَ مَنْ لاَ يمْلِكُالمُلكَ غَيْرُهُ
مَتَى تَنْقَضِي حَاجَاتُ مَنْلَيسَ يَشْبَعُ
أيُّ امْرِىء ٍ فِي غَايَة ٍلَيْسَ نَفْسُهُ
إلى غايَة ٍ أُخرَى ، سواها،تَطَلَّعُ

أبو العتاهية

أجَلُ الفَتَى مِمَّا يؤَمِلُّأسْرَعُ
وَأراهُ يَجْمَعُ دائِباً لايَشْبَعُ
قُلْ لِي لمَنْ اصْبَحْتَتَجْمَعُ مَا أرَى
البَعْلِ عِرْسِكَ لاَ أبَا لكَتَجْمَعُ
لا تَنظُرَنّ إلى الهوَى ،وَانظُرْ إلى
رَيْبِ الزّمانِ بأهْلِهِ مايَصْنَعُ
الموتُ حَقٌّ لاَ محالة َدُونَهُ
ولِكُلّ مَوْتٍ عِلّة ٌ لاتُدْفَعُ
المَوْتُ داءٌ ليسَ يَدفَعُهُالدَّوا
ءُ إذَا أتى ولكلِّ جنبٍمصْرَعُ
كمْ مِنْ أُخَيٍّ حيلَ دونَلِقائِهِ،
قَلبي إليهِ، من الجَوانحِ،مَنزَعُ
وإذا كبرتَ فَهَلْ لنفْسِكَلَذَّة ٌ
مَا للكبيرِ بلذَّة ٍمتمتِعُ
وإذا قنعتَ فأنْتَ أغْنَى منغَنِي
إنَّ الفقِيرَ لكُلُّ منْ لاَيقنعُ
وإذا طلبْتَ فَلاَ إلىمتضايقِ
مَن ضَاق عنك فرِزْقُ رَبّكأوْسعُ
إنَّ المطامِعَ مَا علِمْتَمزلَّة ٌ
للطّامِعِينَ، وَأينَ مَن لايَطمَعُ
إقْنَعْ وَلا تُنكِرْ لرَبّكَقُدرَة ً،
فاللّهُ يَخفِضُ مَن يَشاءُ،وَيَرْفَعُ
ولرُبَّمَا انتفعَ الفتَىبضرارِ مَنْ
يَنوي الضّرارَ، وَضرَّهُ مَنيَنفَعُ
لا شيءَ أسرَعُ مِنْ تَقَلّبِمَن له
أُذْنٌ تُسَمّعُهُ الذي لايَسمَعُ
كُلُّ امرِيءٍ متفَرِّدُبطباعِهِ
لَيْسَ امْروءٌ إلاَّ عَلَى مَايُطْبَعُ

أبو العتاهية

خُذْ من يَقينِكَ ما تجلُوالظّنونَ بهِ،
وإنْ بَدَا لكَ أمرٌ مشكِلٌفَدَعِ
قدْ يصبحُ المْرءُ فِيمَالَيْسَ يُدْرِكُهُ
مُمَلَّقَ البالِ بَيْنَاليَأْسِ والطَّمَعِ
لم يَعمَلِ النّاسُ فيالتّصْحيحِ بينَهمُ،
فاضطَرّ بَعضُهُمْ بَعضاً إلىالخُدَعِ

أبو العتاهية

لعَمري لقد نُوديتَ لوْ كنتَتسمَعُ؛
ألمْ ترَ أنَّ الموْتَ مَاليْسَ يُدْفَعُ
ألمْ تَرَ أنَّ النَّاسِ فِيغَفَلاتِهِمْ
ألمْ تَرَ أسبابَ الأمُورِتَقَطَّعُ
ألمْ تَرَ لَذّاتِ الجَديدِ إلىالبِلى ؛
ألمْ تَرَ أسْبابَ الحِمامِتُشَيَّعُ
ألَمْ تَرَ أنَّ الفَقْرَيعقِبُهُ الغِنَى
ألَمْ تَرَ أنَّ الضِّيْقَ قَدْيَتَوَسَّعُ
ألَمْ تَرَ أنَّ الموتَ يهتِرُشبيبة ً
وَأنّ رِماحَ المَوْتِ نحوَكَتُشرَعُ
ألمْ تَرَ أنَّ المرْءَ يشبَعُبطْنُهُ
وناظِرُهُ فِيمَا تَرَى ليْسَيشبَعُ
أيا باني الدُّنْيَا لغيرِكَتبْتَنِي
وَيَا جَامِعَ الدُّنْيَالغيرِكَ تَجْمَعُ
ألَمْ تَرَ أنَّ المْرءَيَحْبِسُ مَالَهُ
ووارِثُهُ فيهِ، غَداً،يَتَمَتّعُ
كأنّ الحُماة َ المُشفِقِينَعَلَيكَ قد
غَدَوْا بكَ أوْ رَاحُوارَوَاحاً فأبرَعُوا
ومَا هُوَ إلاَّ النَّعْشُ لَوْقَدْ دَعَوْا بهِ
تُقَلُّ، فتُلْقَى فوْقَهُ ثُمّتُرْفَعُ
ومَا هُوَ إلاَّ حادِثٌ بَعْدَحادِثٍ
فمِنْ أيّ أنواعِ الحوادثِتَجزَعُ
ألا، وَإذا أُودِعتَ تَوْديعَهالِكٍ،
فآخِرُ يَوْمٍ منْكَ يَوْمٌتُوَدَّعُ
ألا وكَما شَيّعْتَ يَوْماًجَنَازَة ً،
فأنْتَ كمَا شَيّعْتَهُمْسَتُشيَّعُ
رَأيْتُكَ في الدّنْيا علىثِقَة ٍ بها،
وإنَّكَ فِي الدُّنيا لأنْتَالمُرَوَّعُ
ولمْ تعْنَ بالأمْرِ الَّذِيهُوَ واقِعٌ
وكُلُّ امْرِىء ٍ يُعْنَى بِمَايَتَوَقَّعُ
وإنَّكَ للْمَنْقُوضُ فِي كُلِّحَالَة ٍ
وَإنّ بني الدّنيا على النْقضِيُطبَعوا
إذا لم يَضِقْ قوْلٌ عَلَيكَ،فقل بهِ،
وَإن ضَاق عنكَ القوْلُفالصّمتُ أوسعُ
فَلا تَحتَقِرْ شَيئاًتَصاغَرْتَ قدرَه،
فإنّ حَقيراً قد يَضُرّويَنْفَعُ
تَقَلَّبْتَ فِي الدُّنْيَاتَقَلُّبَ أهْلِهَا
وَذُو المالِ فِيهَا حَيْثُ مَامَال يتبَعُ
ومَا زِلتُ أُرْمَى كُلَّيَوْمٍ بعِبْرَة ٍ
تكَادُ لَهَا صُمُّ الجبالِتَصَدَّعُ
فما بالُ عَيْني لا تَجُودُبمائِهَا
وَما بالُ قَلبي لا يَرِقّويَخشَعُ
تَبَارَكَ مَنْ لاَ يمْلِكُالمُلْكُ غَيرُهُ
متَى تنقَضِي حَاجَاتُ مَن ليسَيقْنَعُ
وَأيّ تمرىء ٍ في غاية ٍ، ليسَنَفسُه
إلى غاية ٍ أُخرَى ، سواها،تَطَلَّعُ
وَبَعضُ بني الدّنيا لبَعضٍذَريعَة ٌ،
وَكُلٌّ بِكُلٍّ قَلّمَايَتَمَتّعُ
يُحَبُّ السَّعِيدُ العَدْلُعِنْدَ احتِجاجِهِ
ويبغِي الشَّقيُّ البَغْيَوالبَغْيُ يصرَعُ
ولَمْ أرَ مِثْلَ الحقِّ أقْوَىلحُجَّة ٍ
يدُ الحقّ، بينَ العلمِ والجهل،تَقرَعُ
وذُو الفضْلِ لا يهتزُ إنْهزَّهُ الغنى
لِفَخْرٍ ولاَ إنْ عضَّهُالدَّهْرُ يَفْزَعُ

أبو العتاهية

ألحِرْصُ لُؤمٌ، وَمِثْلُهُالطّمَعُ،
مَا اجتمعَ الحِرْصُ قَطُّوالوَرَعُ
لَوْ قنعَ النَّاسُ بالكفافِإذَاً
لا تّسَعُوا في الذي بهِقَنِعُوا
للمَرْءِ فيمَا يُقيمُهُ سَعَةٌ،
لَكِنّهُ ما يُريدُ مايَسَعُ
يا حالِبَ الدّهرِ دَرَّأشْطُرِهِ!
هلْ لكَ فيما حَلَبْتَمُنتَفَعُ؟
يا عَجَبا لامرىء ٍ تُخادِعُهُالـ
السَّاعَاتُ عنْ نفسِهِفينخدِعُ
يا عَجَبا للزّمانِ،يأمَنُهُ
منْ قَدْ يَرَى الصَّخْرَعَنْهُ ينصَدِعُ
عَجِبْتُ منْ آمِنٍ بمنزلةٍ
يَكْثُرُ فيهَا الأمرَاضُوالوَجَعُ
عجِبْتُ منْ جَهْلِ قَومٍ قَدْعرَفُوا
الحقَّ فَوَلَّوْا عَنْهُ ومَارَجَعُوا
النّاسُ في زَرْعِ نَسْلِهِمْوَيَدُ الـ
الموتِ بِهَا حصدُ كلِّ مَازرَعُوا
ما شَرَفُ المَرْءِ كالقَناعَةِ والصّبْـ
ـرِ، على كُلّ حادِثِيَقَعُ
لمْ يزلِ القانِعُونَأشرفَنَا
يَا حبذَا القَانِعُونَ مَاقَنِعُوا
للمَرْءِ في كُلّ طَرْفَة ٍحَدَثٌ
يذهِبُ منْهُ مَا ليْسَيُرْتَجَعُ
مَنْ ضاقَ بالصّبرِ عَنْمُصِيبَتِهِ
ضاقَ ولمْ يَتَّسِعْ لَهَاالْجَزَعُ
الشَّمْسُ تَنْعَاكَ حينَتغْرَبُ لَوْ
تَدْرِي وتنعاكَ حِينَتَطَّلِعُ
حَتَّى متَى أنْتَ لاعِبٌأشِرٌ
حَتَّى متَى أنْتَ بالصِّبَاوَلِعُ
إنَّ المُلوكَ الأُوَلَى مضَوْاسَلَفاً
بادوا جَميعاً، وَما بادَ ماجَمَعُوا
يَا ليْتَ شعرِي عَنِ الذّينَمَضَوْا
قَبْلي إلى التُّرْبِ، ما الذيصَنَعُوا
بُؤْساً لَهُمْ أيَّ منزلٍنَزَلُوا
بُؤساً لهُمْ، أيّ مَوْقعٍوَقَعُوا
الحَمْدُ للْهِ! كُلُّ مَنْسكَنَ الـ
الدُّنيَا فَعَنْهَا بالموْتِينقَطِعُ

أبو العتاهية

إيَّاكَ أعْنِي يا ابْنَ آدَمَفاسْتَمِعْ
ودَعِ الرُّكونَ إلى الحياة ِفتنتفِعْ
لوْ كانَ عُمْرُكَ ألفَ حولٍكاملٍ
لمْ تَذْهَبِ الأيّامُ حتىتَنقَطِعْ
إنّ المَنِيّة َ لا تَزالُمُلِحّة ً،
حَتَّى تُشَتِّتَ كُلَّ أمْرٍمُجْتَمِعْ
فاجْعَلْ لِنَفْسِكَ عُدّة ًلِلقَاءِ مَنْ
لَوْ قَدْ أَتَاكَ رسُولُهُلَمْ تمتَنِعْ
شُغِلَ الخَلائِقُ بالحَياة ِ،وَأغفَلُوا
زَمَناً، حَوادِثُهُ عَلَيْهِمْتَقْتَرِعْ
ذَهَبَتْ بنا الدّنْيا، فكَيفَتَغُرّنَا،
أمْ كيفَ تَخدَعُ مَن تَشاءُفينخدِعْ
وَالمَرْءُ يُوطِنُها،ويَعْلَمُ أنّهُ
عَنْهَا إلى وَطَنٍ سِواهَامنْقَلِعْ
لَمْ تُقْبِلِ الدُّنيا عَلَىأحدٍ بريتَهَا
فَمَلَّ منَ الحيَاة ِ ولاَشَبَعْ
يا أيّها المَرْءُ المُضَيِّعُدينَهُ،
إحرازُ دينِكَ خَيرُ شيءٍتَصْطَنِعْ
ـنَتِها، فَمَلّ مِنَ الحَياة ِوَلا شَبعْ
فَاعْمَلْ فَمَا كلفْتَ مَا لاتستطِعْ
وَالحَقُّ أفضَلُ ما قَصَدْتَسَبيلَهُ،
وَاللّهُ أكْرَمُ مَنْ تَزُورُوتَنْتَجِعْ
فامْهَدْ لنَفسِكَ صالحاًتُجزَى بهِ،
وانْظُرْ لِنَفْسِكَ أيَّ أمْرٍتتَّبِعُ
وَاجعَلْ صَديقَكَ مَن وَفىلصَديقِهِ،
وَاجعلْ رَفيقَكَ، حينَ تسقُطُ،من سرُعْ
وامْنَعْ فؤَادَكَ أنْ يميلَبكَ الهوَى
وَاشدُدْ يَديكَ بحَبلِ دينِكَوَالوَرَعْ
واعْلَمْ بأنَّ جَميعَ مَاقَدَّمْتَهُ
عندَ الإلهِ، مُوَفَّرٌ لكَ لميَضِعْ
طُوبَى لمَنْ رُزِقَ القُنُوعَ،ولَم يُرِدْ
ما كان في يَدِ غَيرِهِ، فيُرَىضرَعْ
وَلئِنْ طَمِعتَ لَتُصرَعنّ،فلا تكُنْ
طَمِعاً، فإنّ الحُرّ عَبدٌ ماطَمِعْ
إنَّا لنلْقَى الْمَرءَ تشرَهُنَفْسُهُ
فيضِيق عَنْهُ كُلُّ أمْرٍمتَّسِعُ
وَالمَرْءُ يَمْنَعُ مالَدَيْهِ، ويَبْتَغي
ما عندَ صاحبِهِ، وَيَغْضَبُ إنمُنعْ
ما ضَرَّ مَنْ جَعَلَ التّرابَفِراشَهُ
ألاّ يَنَامَ على الحَريرِ، إذاقَنِعْ

أبو العتاهية

هوَ المَوْتُ، فاصْنَعْ كلَّ ماأنتَ صانعُ،
وأنْتَ لِكأْسِ المَوْتِ لاَبُدَّ جارِعُ
ألا أيّها المَرْءُ المُخادِعُنَفسَهُ!
رُويداً أتَدْرِي مَنْ أرَاكَتخَادِعُ
ويا جامِعَ الدُّنيا لِغَيرِبَلاَغِهِ
سَتَتْرُكُهَا فانظُرْ لِمَنْأنْتَ جَامِعُ
وَكم قد رَأينا الجامِعينَ قدَاصْبَحَتْ
لهم، بينَ أطباقِ التّرابِمَضاجعُ
لَوْ أنَّ ذَوِي الأبْصَارِيَرَعُوْنَ كُلَّمَا
يَرَونَ، لمَا جَفّتْ لعَينٍمَدامِعُ
فَما يَعرِفُ العَطشانَ مَنْطالَ رِيُّهُ،
ومَا يَعْرِفُ الشَّبْعانُ مَنْهُوَ جائِعُ
وَصارَتْ بُطونُ المُرْملاتِخَميصَة ً،
وأيتَامُهُمْ منهمْ طريدٌوجائعُ
وإنَّ بُطُونَ المكثراتِكأنَّما
تنقنقُ فِي أجوافِهِنَّالضَّفَادِعُ
وتصْرِيفُ هذَا الخَلْقِ للهِوَحْدَهُ
وَكُلٌّ إلَيْهِ، لا مَحَالَةَ، راجِعُ
وللهِ فِي الدُّنيَا أعَاجيبُجَمَّة ٌ
تَدُلّ على تَدْبيرِهِ،وبَدَائِعُ
وللهِ في أسرارُ الأمُورِ وإنْجَرَتْ
بها ظاهِراً، بَينَ العِبادِ،المَنافِعُ
وللهِ أحْكَامُ الْقَضَاءِبِعِلْمِهِ
ألاَ فهوَ معْطٍ مَا يَشَاءُومَانِعُ
إذا ضَنّ مَنْ تَرْجو عَلَيكَبنَفْعِهِ،
فذَرْهُ، فإنّ الرّزْقَ، فيالأرْضِ، واسعُ
وَمَنْ كانَتِ الدّنْيا هَواهُوهَمَّهُ،
سبَتْهُ المُنَى واستعبدَتْهُالمَطَامِعُ
وَمَنْ عَقَلَ استَحيا،وَأكرَمَ نَفسَه،
ومَنْ قَنِعَ استغْنَى فَهَلْأنْتَ قَانِعُ
لِكلِّ امرِىء ٍ رأْيَانِرَأْيٌ يَكُفّهُ
عنِ الشّيءِ، أحياناً، وَرَأيٌيُنازِعُ

أبو العتاهية

خيرُ أيَّامِ الفتَى يومٌنَفَعْ
وَاصطِناعُ الخَيرِ أبْقَى ماصَنَعْ
وَنَظِيرُ المَرْءِ، فيمَعرُوفِهِ،
شَافِعٌ بَتَّ إليْهِفشَفَعْ
مَا ينالُ الخَيْرُ بالشَّرِّولاَ
يَحْصِدُ الزَّارِعُ إلاَّ مَازَرَعْ
ليْسَ كلُّ الدَّهْرِ يوماًواحداً
رُبّما ضَاقَ الفَتىثمّاتّسَعْ
خُذْ مِنَ الدّنْيا الذي دَرّتْبهِ،
وَاسْلُ عَمّا بانَ منْها،وَانقَطَعْ
إنّمَا الدّنْيا مَتَاعٌزائِلٌ،
فاقْتَصِدْ فيهِ وخُذْ مِنْهُوَدَعْ
وَارْضَ للنّاسِ بمَا تَرْضَىبهِ،
واتبعِ الحقَّ فنِعْمَالمُتَّبَعْ
وَابغِ ما اسطعتَ عنِ النّاسِالغِنى ،
فمَنِ احتاجَ إلى النّاسِضَرَعْ
اشهدِ الجامعَ لو أنْ قدأتى
يومُهُ لم يُغنِ عنهُ ماجمعْ
إنْ للخَيرِ لَرَسْماًبَيْنَنَا،
طبعَ اللهُ عليهِ ماطبعْ
قد بلونَا الناسَ فيأخلاقهمْ
فرأيناهُمْ لذي المالتَبَعْ
وحَبيبُ النّاسِ مَنْأطْمَعَهُمْ،
إنما الناسُ جميعاًبالطمعْ
احمدِ اللهَ علىتدبيرهِ
قدَّرَ الرِّزقَ فعطىومنَعْ
سُمْتُ نَفْسِي وَرَعاًتَصْدُقُهُ،
فنهاها النقصُ عن ذاكَالورعْ
وَلنَفسي حِينَ تُعطَىفَرَحٌ،
واضطرابٌ عندَ منعٍوجزعْ
ولنَفْسِي غَفَلاتٌ لمْتَزَلْ،
وَلَها بالشّيْءِ، أحْياناً،وَلَعْ
عجباً من مطمئنٍآمنٍ
إنَّما يُغذَى بألوانِالفزعْ
عَجَباً للنّاسِ ماأغْفَلَهُمْ
لوقوعِ الموتِ عمَّاسيقعْ
عجباً إنَّا لنلقَىمَرتعاً
كُلّنا قَدْ عاثَ فيهِوَرَتَعْ
يا أخِي الميتَ الذيشيعتُهُ
فحُثِي التربُ عليهِورجعْ
لَيتَ شِعري ما تَزَوّدْتَ مِنَالـ
ـزّادِ، يا هَذا، لِهَوْلِالمُطّلَعْ
يومَ يهدوكَ محبوكَإلى
ظُلمة ِ القبرِ وضيقالمُضطجعْ

أبو العتاهية

أيّها المُبصِرُ، الصّحيحُ،السّميعُ،
أنْتَ باللّهْوِ وَالهَوَىمَخدوعُ
كيفَ يَعْمَى عنِ السبيلِبَصيرٌ
عَجَباً ذا، أوْ يَستَصِمّسَميعُ
مَا لَنا نستَطِيعُ أنْ نجمعَالمَا
لَ، وَرَدَّ المَماتِ لانَستَطيعُ
حُبِّبَ الأكلُ والشرابُإلينَا
وَبِنَاءُ القُصُورِوَالتّجْميعُ
وَصُنُوفُ اللّذّاتِ مِنَ كُلَلَوْنٍ،
والفَنَا مُقْبلٌ إلينَاسريعُ
لَيْسَ ينجُو منَ الفَنَافاجِرٌ لَبَّتْ
ولا السَّفلة ُ الدَّنيُّالوَضِيعُ
كُلُّ حيٍّ سيطعَمُ الموتَكَرهاً
ثُمَّ خَلْفَ المَمَاتِ يَوْمٌفَظيعُ
كَيفَ نَلْهُو أوْ كيفَ نَسلومن العيـ
هُوَ مِنَّا مُرْجعٌمنزُوعُ
نَجْمعُ الفَانِي والقَليلَ منَالمَا
لِ ونَنْسَى الَّذِي إليهِالرُّجُوعُ
في مَقامٍ، تَعشَى العُيونُإلَيْهِ،
وَالمُلوكُ العِظامُ فيهِخُضُوعُ

أبو العتاهية

رُبّما ضَاقَ الفَتى ثمّاتّسَعْ،
وَأخو الدّنْيا على النّقصِطُبعْ
إنّ مَنْ يَطمَعُ في كلّمُنًى
أطْمَعَتْهُ النّفسُ فيهِلَطَمِعْ
للتُّقَى عاقِبَة ٌ مَحْمُودَةٌ
والتَّقيُّ المَحْضُ مَنْ كانَيُرَعْ
وقُنوعُ المرءِ يَحْمِيعِرْضَهُ
ما القَريرُ العَينِ إلاّ مَنْقَنِعْ

أبو العتاهية

أيُّ عَيشٍ يكونُ أبْلَغَ منعَيْـ
ـشٍ كَفافٍ، قوتٍ، بقَدْرِالبَلاغِ
صاحِبُ البغيِ ليسَ يسلمُمنْهُ
وعلى نَفسِهِ بَغَى كلُّبَاغِ
ربَّ ذِي نعمَة ٍ تعرَّضَمِنْهَا
حائِلٌ بَينَهُ، وَبَينَالمَسَاغِ
أبْلَغَ الدّهرُ فِي مواعظِهِبَلْ
زادَ فيهِنّ لي علىالإبْلاغِ
غَبَنَتْني الأيّامُ عَقْلي،ومالي،
وَشَبابي، وَصِحّتي،وَفَراغي

أبو العتاهية

للّهِ دَرُّ أبيكَ أيّة ُلَيْلَة ٍ
مخضَتْ صَبيحَتَها بيْومِالمَوْقِفِ
لوْ أنّ عَيناً شاهدَتْ ، مِنْنَفسِها،
يوْمَ الحسابِ ، تمثّلاً لمتُطرَفِ

أبو العتاهية

إنْ كانَ لا بُدَّ منْ مَوْتٍفَمَا كَلَفِي
وَما عَنائي بما يَدْعُو إلىالكُلَفِ
لا شيءَ لِلْمَرءِ أغْنَى منْقَنَاعَتِهِ
وَلا امتِلاءَ لعَينِالمُلْتَهي الطّرِفِ
منْ فارقَ القَصْدَ لمْ يأْمَنْعَلَيْهِ هوى ً
يَدْعُو إِلى البغْيِوالعُدْوانِ والسَّرَفِ
ما كلُّ رأيِ الفَتَى يَدْعُوإلى رَشَدٍ
إذَا بَدَا لكَ رأْيٌ مشكِلٌفقفِ
أُخَيّ! ما سكَنَتْ رِيحٌ وَلاعصَفَتْ،
إلاّ لِتُؤْذنَ بالنْقصانِوالتّلَفِ
ما أقربَ الْحَيْنَ مِمَّنْلَمْ يزلْ بَطِراً
وَلم تَزَلْ نَفسُهُ توفي علىشُرَفِ
كمْ منْ عزيزٍ عظيمِ الشَّأْنِفِي جَدَثٍ
مُجَدَّلٍ، بتراب الأرْضِمُلتَحِفِ
للهِ أهلُ قبورٍ كنتُأعهَدُهُمْ
أهلَ القِبابِ الرّخامِيّاتِ،وَالغُرَفِ
يا مَنْ تَشَرّفَ بالدّنْياوَزِينَتِها،
حَسْبُ الفَتَى بتقَىالرَّحْمَانِ منْ شرفِ
والخيرُ والشَّرُّ فِيالتَّصْويرِ بينهُمَا
لوْ صُوّرَا لكَ، بَوْنٌ غَيرُمُؤتَلِفِ
أخَيَّ آخِ المُصَفَّى مَااستطَعْتَ وَلاَ
تَستَعذِبَنّ مُؤاخاة َ الأخِالنّطِفِ
ما أحرَزَ المَرْءُ مِنْأطْرافِهِ طَرَفاً،
إلاّ تَخَوّنَهُ النّقصانُ مِنْطَرَفِ
وَاللّهُ يكفيكَ إنْ أنتَاعتَصَمتَ بهِ،
مَنْ يصرِفِ اللّهُ عنهُالسّوءَ ينصرِفِ
الحَمدُ للّهِ، شُكراً، لامَثيلَ لَهُ،
ما قيلَ شيءٌ بمثلِ اللّينِوَاللُّطُفِ

أبو العتاهية

مَتى تَتَقَضّى حاجَة ُالمُتَكَلّفِ،مَتى تَتَقَضّى حاجَة ُ المُتَكَلّفِ،
وَلا سيّما من مُترَفِ النّفسِمُسرِفِ
طَلَبْتُ الغِنَى فِي كُلِّوجهٍ فَلَمْ أجِدْ
سَبيلَ الغِنى ، إلاّ سبيلَالتّعَفّفِ
إذَا كَنْتَ لاَ ترضَى بشيءٍتنالُهُ
وكنْتَ عَلَى مَا فاتَ حَمَّالتَّلهُّفِ
فلَستَ مِنَالهَمّ العَريضِبخارِجٍ،
ولسْتَ منَ الغيظِ الطَّويلِبمشْتَفٍ
أرَانِي بنفْسِي معجباًمتعزِّزاً
كأنّي على الآفاتِ لَستُبمُشرِفِ
وَإنّي لَعَينُ البَائِسِالواهِنِ القُوَى ،
وعينُ الضَّعيفِ البائسِالمتطرِّفِ
وليْسَ امْرُوٌ لمْ يرْعَ منْكَبجهْدِهِ
جَميعَ الذي تَرْعاهُ مِنْهُ،بمُنصِفِ
خَليليّ ما أكْفَى اليَسيرَ منَالذي
نُحاوِلُ، إنْ كُنّا بما عَفّنكتَفي
وَما أكرَمَ العَبدَ الحريصَعلى النّدى ،
وَأشرَفَ نَفْسَ الصّابرِالمُتَعَفّفِ

أبو العتاهية

اللهُ كاف فَمَا لِي دُونَهُكَافِ
عَلَى اعْتِدَائِي عَلَىنَفْسِي وإسْرَافِي
تشرَّفَ النَّاسُ بالدُّنيَاوقَدْ غِرقُوا
فِيهَا فَكُلٌّ علَى أمواجِهَاطافِ
هُمُ العَبيدُ لدارٍ قَلْبُصاحِبِها،
ما عاشَ، منها على خوْفٍوَإيجافِ
حسبُ الفتَى بتقَى الرّحمانِمنْ شرفٍ
وما عَبيدُكِ، يا دُنْيا،بأشرافِ
يا دارُ! كمْ قد رَأينا فيكِمِنْ أثَرٍ،
يَنعَى المُلُوكَ إلَينَا،دارِسٍ، عافِ
أوْدَى الزّمانُ بأسْلافي،وخَلّفَني،
وَسوْفَ يُلْحِقُني يَوْماًبأسْلافي
كأنَّنَا قَدْ توافيْنَابأجمعِنَا
فِي بَطْنِ ظَهْرٍ عَلَيْهِمدرَجُ السَّافِي
أُخَيّ! عِندي مِنَ الأيّامِتجْرِبة ٌ،
فِيمَا أظُنُّ وعِلْمٌ بارِعٌشافِ
لاَ تمشِ فِي النَّاسِ إلاَّرحْمَة ً لَهُمُ
وَلا تُعامِلْهُمُ إلاّبإنْصَافِ
واقطعْ قُوَى كُلّ حِقْدٍ أنْتَمضمِرُهُ
إنْ زَالّ ذو زَلّة ٍ، أوْ إنْهَفا هافِ
وَارْغَبْ بنَفْسِكَ عَمّا لاصَلاحَ لهُ،
وَأوْسِعِ النّاسَ مِنْ بِرٍ،وَإلْطافِ
وإنْ يَكُنْ أحدٌ أوْلاَكَصالحَة ً
فكافِهِ فَوْقَ ما أوْلىبأضْعافِ
ولاَ تكشِّفْ مسيئاً عنْإساءَتِهِ
وَصِلْ حِبالَ أخيكَ القاطعِ،الجافي
فتستّحقَّ منَ الدُّنيَاسَلاَمَتَهَا
وَتَسْتَقِلَّ بعِرْضٍ وافِرٍ،وَافِ
ما أحسَنَ الشّغلَ في تَدبيرِمَنفَعَة ٍ،
أهلُ الفَراغِ ذوُو خوْضٍوَإرْجافِ
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
  #4  
قديم 04-04-2010, 05:00 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

أبو العتاهية
ألا أينَ الأُلىسَلَفُوا،
دُعُوا للموتِواختُطفُوا
فَوَافَوْا حِينَ لاتُحَفٌ،
ولا طُرفٌ ولالُطفُ
تُرصُّ عليهمِحُفرٌ
وتُبنَى ثمَّتنخسفُ
لهُمْ مِنْ تُربِهَافُرُشٌ
وَمِنْ رَضراضِهالُحُفُ
تَقَطّعَ مِنْهُمُ سَبَبُالـ
الرجاءِ فضيعواوجُفُوا
تَمُرّ بعَسكَرِ المَوْتَى،
وَقَلْبُكَ مِنْهُ لايَجِفُ
كأنّ مُشَيّعيكَ،وقَدْ
رَمَوْابكَ، ثَمّ،وَانصرَفوا
فُنُونُ رَداكِ، يادُنْيا،
لعمرِي فوقَ ماأصفُ
فأنتِ الدارُ فيكِالظلمُ
ـمُ، والعُدوانُ،والسّرَفُ
وأنتِ الدارُ فيكِالهمُّ
والأحزانُوالأسفُ
وأنتِ الدارُ فيكِالغدْ
رُ، والتّنغيصُ،والكُلَفُ
وَفيكِ الحَبْلُمُضطَرِبٌ؛
وَفيكِ البالُمُنكَسِفُ
وفيكِ لساكنيكِالغبنُ
والآفاتُوالتلفُ
وَمُلْكُكِ فيهِهدُوَلٌ،
بهَا الأقدارُتختلفُ
كأنَّكِ بينهمْ كُرةٌ
تُرامَى ثمتُلتَقَفُ
ترى الأيامَ لايُنظِرْ
نَ والساعاتِ لاتقِفُ
ولَنْ يَبقَى لأهْلِالأرْ
ضِ لا عزٌّ، وَلاشَرَفُ
وكُلٌ دائمُ الغفلا
تِ والأنفاسُتختطفُ
وأيُّ الناسِ إلامُوْ
قِنٌ بالموتِمُعتَرِفُ
وَخَلْقُ اللّهِمُشْتَبِهٌ،
وسعْيُ الناسِمُختلِفُ
وما الدنيَا بباقيةٍ
ستُنْزَحُ ثمَّتُنتسَفُ
وقولُ اللهِ ذاكَلنَا
وليسَ لقولهِ خُلُفُ

أبو العتاهية

أتبكِي لهذا الموتِ أم أنتَعارفُ
بمنزلة ٍ تبقَى وفيهَاالمتالِفُ
كأنّكَ قد غُيّبْتَ في اللّحدِوالثّرَى ،
فتلْقَى كمَا لاقَى القُرونُالسَّوالفُ
أرى الموتَ قد أفْنَى القرونَالتي مضتْ
فلمْ يبقَ ذُو إلفٍ ولم يبقَآلِفُ
كأنَّ الفتى لم يَفْنَ فيالناسِ ساعة ً
إذا أُعصِبَتْ يوماً عليهِاللفائفُ
وَقامَتْ عَلَيْهِ عُصْبَة ٌيَندُبونَهُ،
فمستعبرٌ يبكي وآخرُهاتفُ
وغُودِرَ في لحدٍ، كَريهٍحُلُولُهُ،
وتُعْقَدُ مِنْ لبنٍ عليهِالسقائِفُ
يقلُّ الغَنَا عن صاحبِ اللحدِوالثَّرى
بما ذَرَفَتْ فيهِ العُيُونُالذوارِفُ
وَما مَن يخافُ البَعثَوالنّارَ آمِنٌ،
ولكنْ حزينٌ موجَعُ القلبِخائفُ
إذا عنَّ ذكرُ الموتِ أوجعَقلبهُ
وَهَيّجَ، أحزاناً، ذُنُوبٌسَوَالِفُ
وأعلمُ غيرَ الظنِّ أن ليسَبالِغاً
أعاجيبَ ما يَلقى منَ النّاسِ،وَاصِفُ

أبو العتاهية

ألمْ ترَ هذا الموتَ يستعْرضُالخلقَا
ترَى أحداً يبقَى فتطمعُ أنْتبْقَى
لكُلّ امرىء ٍ حَيٍّ منَالمَوْتِ خُطّة ٌ
يصيرُ إليَا حينَ يستكملُالرِّزْقَا
تَزَوّدْ منَ الدّنْيا، فإنّكَشاخِصٌ
إلى المنتهى واجعلْ مطيتكَالصدقَا
فأمسِكْ من الدّنيا الكَفافَ،وَجُد على
أخيكَ، وَخُذْ بالرّفقِ،وَاجتنبِ الخَرْقا
فإنّي رَأيْتُ المَرْءَ يُحرَمُحَظَّهُ
منَ الدّينِ وَالدّنْيا، إذاحُرِمَ الرّفْقَا
وَلا تَجعَلَنّ الحَمدَ إلاّلأهْلِهِ،
وَلا تَدَعِ الإمساكَبالعُرْوَة ِ الوُثْقَى
ولا خيرَ فيمن لا يؤاسيبفضلهِ
ولا خيرَ فيمن لا يُرى وجههُطلقَا
وليس الفتى في فضلهبمقصرٍ
إذا ما اتّقَى الرّحمانَ،وَاتّبعَ الحَقّا

أبو العتاهية

ما أغفلَ الناسَ والخطوبُبهم
في خَبَبٍ مَرّة ٍ، وَفيعَنَقِ
وفي فناءِ الملوكِمُعتبرٌ
كفى بهِ حُجَّة ً علىالسوقِ

أبو العتاهية

طَلَبتُ أخاً في الله في الغربِوالشرقِ
فأعْوَزَني هَذا، على كَثرة ِالخَلقِ
فصِرْتُ وَحيداً بَينَهُمْ،مُتَصَبّراً،
على الغدرِ منهُمْ، وَالمَلالةِ وَالمَذقِ
أرى منْ بها يقضي عليَّلنفسِهِ
ولمْ أرَ منْ يرعَى عليَّ ولايُبقِي
وكَمْ من أخٍ قد ذقته ذا بَشاشةٍ
إذا ساغَ في عيني يَغَصُّ بهِحلْقي
وَلمْ أرَ كالدّنْيا، وَكَشفيلأهْلِها،
فما انكشفوا لي عن وفاءٍ ولاصدقِ
وَلم أرَ أمْراً واحِداً مِنْأُمُورِهَا
أعَزّ، وَلا أعْلى منَ الصّبرِللحَقّ

أبو العتاهية

قَطَعَ المَوْتُ كُلَّ عَقْدٍوَثيقِ،
لَيسَ للمَيتِ بَعدَهُ منصَديقِ
مَنْ يَمُتْ يَعدَمِ النّصيحة َوَالإشـ
ـفاقَ من كلّ ناصِحٍ،وَشَفيقِ
نزلَ الساكنُ الثّرى منذوي
ـطافِ في المَنزِلِ البَعيدِالسّحيقِ
كُلُّ أهْلِ الدّنْيا تَعومُعلى الغَفْـ
منهَا في غمرِ بحرٍعميقِ
يتبارونَ في السباحِ فهمْمِنْ
بَينِ نَاجٍ مِنهُمْ، وَبَينِغَريقِ
والتماسي لِما أطالَبُمِنهَا
لمْ أكُنْ، لالْتِماسِهِ،بحَقيقِ

أبو العتاهية


عامِلِ النَّاسَ برأْيٍرفيقٍ
والقَ مَنْ تلقى بوجهٍطليقِ
فإذا أنتَ جميلُالثَّناءِ
وإذا أنتَ كثيرُ الصديقِ

أبو العتاهية

داوِ بالرفقِ جراحاتِالخرقْ
وابلُ قبلَ الذَّمِّ قبلَالذَّمِّ والحمدِ وذُقْ
وَسّعِ النّاسَ بخُلْقٍحَسَنٍ،
لم يضقْ شيءٌ على حُسنِالخلُقْ
كُلُّ مَنْ لم تَتّسِعْأخْلاقُهُ،
بعدَ إحسانٍ إليهِينسحقْ
كمْ تُرانَا يا أخي نَبْقىعلى
جَوَلانِ المَوْتِ في هذاالأفُقْ
نحنُ أرْسَالٌ إلى دارِالبلَى
نَتَوَالى عُنُقاً، بَعْدَعُنُقْ

أبو العتاهية


الرّفْقُ يَبلُغُ ما لا يَبلُغُالخَرَقُ،
وقلَّ في الناسِ منْ يصفُو لهُخُلُقُ
لمْ يفلقِ المرءُ عن رشدٍفيتركَهُ
إلاّ دَعاهُ إلى ما يَكْرَهُالفلَقُ
الباطِلُ، الدّهْرَ، يُلْفَى لاضِياءَ لَهُ،
والحقُّ أبلجُ فيهِ النورُيأتلِقُ
متى يُفيقُ حَريصٌ دائِبٌأبَداً،
وَالحِرْصُ داءٌ لهُ تحتَالحَشا قَلَقُ
يستغنم الناسُ من قومٍفوائدهمْ
وَإنّما هيَ في أعناقِهِمْرَبَقُ
فيَجهَدُ النّاسُ، في الدّنيا،مُنافسة ً،
وليسَ للناسِ شيءٌ غيرَ مارُزِقُوا
يا مَن بنى القَصرَ فيالدّنْيا، وَشَيّدَه،
أسّسْتَ قَصرَكَ حَيثُ السّيلُوَالغرَقُ
لا تَغْفُلَنّ، فإنّ الدّارَفانِيَة ٌ،
وشربهَا غصصٌ أو صفوهَارنقُ
والموتُ حوضٌ كريهٌ أنتواردُهُ
فانظرْ لنفسكَ قبلَ الموتِ يامَذِقُ
اسْمُ العَزيزِ ذَليلٌ عِنْدَمِيتَتِهِ؛
وَاسْمُ الجَديدِ، بُعَيدَالجِدّة ِ، الخَلَقُ
يَبلى الشّبابُ، وَيُفنيالشّيبُ نَضرتَهُ،
كمَا تَساقَطُ، عن عيدانها،الوَرَقُ
ما لي أرَاكَ، وَما تَنفَكّ منطَمَعٍ،
يَمْتَدّ مِنْكَ إلَيْهِالطّرْفُ، وَالعُنُقُ
تَذُمّ دُنْياكَ ذَمّاً لاتَبُوحُ بِهِ،
إلاّ وَأنْتَ لهَا في ذاكَمُعْتَنِقُ
فَلَوْ عَقَلْتُ لأعْدَدْتُالجِهازَ لهَا،
بعدَ الرحيلِ بهَا ما دامَ ليرمقُ
إذا نَظَرْتَ مِنَ الدّنْيا إلىصُوَرٍ،
تخَيّلَتْ لكَ يَوْماً فَوْقَهاالخِرَقُ
ما نَحْنُ إلاّ كَرَكْبٍ ضَمّهُسَفَرٌ
يَوْماً، إلى ظِلّ فَيٍّ ثُمّتَافترَقُوا
وَلا يُقيمُ على الأسْلافِغابِرُهُمْ،
كأنهمْ بهمِ مَنْ بعدهمْلحقُوا
ما هبَّ أو دبَّ يفنَى لابَقاءَ لهُ
والبَرُّ، والبَحرُ،وَالأقطارُ، وَالأفقُ
نستوطِنُ الأرضَ داراً للغرورِبِهَا
وَكُلّنا راحِلٌ عَنها،وَمُنْطَلِقُ
لَقَدْ رَأيْتُ، وَما عَينيبراقِدَة ٍ،
***َى الحوادثِ بينَ الخلقِتخترقُ
كمْ من عزيزٍ أذلَّ الموتُمصرعَهُ
كانَتْ، على رَأسِهِ، الرّاياتُتختفقُ
كلُّ امرء ولهُ رزقٌسيبلغُهُ
واللهُ يرزُقُ لا كيسٌ ولاحمقُ
إذا نَظَرْتُ إلى دُنْياكَمُقْبِلَة ً،
فلا يغُرَّنْكَ تعظِيمٌ ولامَلَقُ
أخَيَّ إنَّا لنحنُ الفائزونَغَدَا
إنْ سلَّمَ اللهُ منْ دارٍ لهَاعلقُ
فالحمدُ للّهِ حمْداً لاانْقِطاعَ لَهُ،
ما إنْ يُعَظَّمُ إلا مَنْ لَهُورقُ
والحمدُ للهِ حمداً دائماًأبداً
فازَ الّذينَ، إلى ما عِندَهُ،سَبَقُوا
ما أغفلَ الناسَ عنْ يومِانبعاثهمِ
وَيوْمِ يُلجِمهُم، فيالموْقِفِ، العَرَقُ

أبو العتاهية

ألا إنّما الإخْوانُ عِنْدَالحَقائِقِ،
ولا خيرَ في ودِّ الصديقِالمُماذِقِ
لَعَمْرُكَ ما شيءٌ مِنَالعَيشِ كلّهِ،
أقرَّ لعيني من صديقٍموافقِ
وكلُّ صديقٍ ليسَ في اللهِودُّهُ
فإنّي بهِ، في وُدّهِ، غَيرُوَاثِقِ
أُحِبُّ أخاً في اللّهِ ما صَحّدينُهُ،
وَأُفْرِشُهُ ما يَشتَهي مِنْخَلائِقِ
وَأرْغَبُ عَمّا فيهِ ذُلُّدَنِيّة ٍ،
وَأعْلَمُ أنّ اللّهَ، ماعِشتُ، رَازِقي
صَفيَّ، منَ الإخوانِ، كُلُّمُوافِقٍ
صبورٍ على ما نابَهُ منبوائِقِ

أبو العتاهية

انظر لنفسِكَ ياشقيْ
حتَّى مَتَى لاتتَّقي
أو ما تَرَىالأيامَ
ـتَلِسُ النّفُوسَ،وَتَنتَقي
انظر بطرفِكَ هلْتَرى
في مَغرِبٍ، أوْمَشرِقِ
أحداً وفَى لكَ فيالشّدائدِ
إنْ لجأْتَبموثِقِ
كَمْ مِنْ أخٍغَمّضْتُهُ
بيدَيْ نصيحٍمُشْفِقِ
وَيَئِسْتُ منهُ فلَستُأطْـ
أنْ يعيشَفنلتَقِي
لا تَكْذِبَنّ،فإنّهُ
مَنْ يَجْتَمِعْيَتَفَرّقِ
والموتُ غاية ُ مَنْمَضَى
منَّا وموعدُ منْ بَقي

أبو العتاهية

أرى الشيءَ أحياناً بقلبيمعلَّقَا
فلا بُدَّ أن يَبْلَى وأنيتمزقَا
تصرفتُ أطواراً أرى كلَّ عبرةٍ
وكانَ الصّبا مني جَديداً،فأخْلَقَا
وكُلُّ امرئٍ في سعيهِ الدهرَربمَا
يفتحُ أحياناً لهُ أويُغلقَا
وَما اجْتَمَعَ الإلْفانِ إلاّتَفَرّقَا
وَحَسْبُ امرىء ٍ من رَأيه أنيُوَفَّقَا

أبو العتاهية

نَمُوتُ جَميعاً كُلّنا، غيرَما شكِّ،
وَلا أحَدٌ يَبقَى سِوى مالِكِالمُلْكِ
أيا نفسُ أنتِ الدهرَ في حالِغفلة ٍ
وليستْ صروفُ الدهرِ غافلة ًعنكِ
أيا نفسُ كمْ لي عنكِ منْ يومِصرعة ٍ
إلى اللّهِ أشكُو ما أُعالجُهُمِنْكِ
أيا نفسُ إن لمْ أبكِ ممَّاأخافهُ
عليكِ غَداً عندَ الحسابِ فمنيَبكي
أيا نفسُ هذي الدارُ لا دارُقلعة ٍ
فلا تجعَلِنّ القَصْدَ فيمنزِلِ الإفْكِ
أيا نفسُ لا تنسي عنِ اللهِفضلهُ
فتأييدُهُ مُلكي، وَجِذْلانُهُهُلكي
وَلَيسَ دَبيبُ الذَّرّ فوْقَالصَّفاة ِ، في
الظلامِ بأخفى من رياءٍ ولاشركِ

أبو العتاهية

إنْ كنتَ تُبصرُ ما عليكَومالَكَا
فانظُرْ لِمنْ تمضي وتتركُمالَكَا
وَلَقَدْ تَرَى أنّ الحَوادِثَجَمّة ٌ،
وَتَرَى المَنِيّة َ حَيثُ كنتَحيالَكَا
يا إبنَ آدَمَ كَيفَ ترْجو أنْيَكُو
الرأيُ رأْيَكَ والفِعالُفِعالكَا

أبو العتاهية

كأنّ المَنَايا قَدْ قَصَدْنَإلَيْكَا،
يُردنكَ فانظرْ ما لهنَّلديكَا
سيأتيكَ يومٌ لستَ فيهِبمكرمٍ
بأكثرَ من حثوِ الترابِعليكَا

أبو العتاهية

خُذِ الدنيَا بأيسرِهَاعليكَا
ومِلْ عنها إذا قصدتْإليكَا
فإنّ جَميعَ ما خُوّلْتَمِنْها
ستنفُضُهُ جميعاً منيديكا

أبو العتاهية

المَرْءُ مُستَأسَرٌ بمامَلَكَا،
وَمَنْ تَعامَى عَنْ قَدْرِهِهَلَكَا
مَنْ لم يُصِبْ مِنْ دُنياهُآخِرَة ً،
فَلَيْسَ مِنها بمُدْرِكٍدَرَكَا
للمَرْءِ ما قَدّمَتْ يَداهُمنَ الـ
الفضلِ وللوارثينَ ماتركَا
يا سكرة َ الموتِ أنتِ واقعةٌ
للمَرّءِ في أيّ اڑفَة ٍسَلَكَا
يا سكرة َ الموتِ قد نصبتِلهذا
الخلقِ في كلِّ مسلكٍشركَا
أُخَيَّ إنَّ الخطوبَ مُرصدةٌ
بالموتِ لا بدَّ منهُ لِيولكَا
ما عُذرُ منْ لمْ تنمْتجاربُهُ
وَحَنْكَتْهُ الأمُورُ،فاحْتَنَكَا
خُضتَ المُنى ثمَّ صرتَ بعدُإلى
مولاكَ في وحلهنَّمرتبكَا
ما أعجبَ الموتَ ثمَّ أعجبُمنهُ
ـهُ مُؤمِنٌ، مُوقِنٌ بهِضَحِكَا
حنَّ لأهلِ القبورِ منْثقتِي
إن حنَّ قلبي إليهمِوبكَى
الحَمْدُ للّهِ حَيثُما زَرَعَالـ
الخيرَ امرءٌ طابَ زرعُهُوزكَا
لا تجتني الطيباتِ يوماًمنَ
ـغَرْسِ يَدٌ كانَ غَرْسُهاالحَسكَا
إنَّ المنايا لا تخطئنَولا
تبقينَ لا سوقة ً ولاملكَا
الحَمدُ للخالقِ الذي حَرَكَالـ
الساكنَ منَّا وسكنَالحركَا
وَقَامَتِ الأرْضُ والسّماءُبهِ،
وَما دَحَى منهُما وَماسَمَكَا
وقلبَ الليلَ والنهارَوصبَّ
رّزْقَ صَبّاً ، وَدَبّرَالفَلَكَا

أبو العتاهية

رَأيتُ الفَضْلَمُتكئِا
يُناجي البَحرَوَالسَمَكَا
فأرْسَلَ عَيْنَهُلمّا
رآني مقبلاًوبَكَى
فلمَّا أن حلفتُلهُ
بأنّي صائِمٌ ضَحِكَا

أبو العتاهية

لا رَبّ أرْجُوُهُ ليسِوَاكَا،
إذْ لم يَخِبْ سَعيُ مَنْرَجاكَا
أنتَ الذي لم تزلْخفيَّاً
لم يبلُغِ الوهمُمنتهاكَا
إنْ أنت لم تهدِنَاضللنَا
يا ربُّ إنَّ الهُدَىهداكَا
أحَطْتَ عِلْماً بِنا جَميعاً،
أنتَ ترانَا ولا نراكَا

أبو العتاهية

رأيتُ الشيبَيعروكَا
بأنَّ الموتَينحُوكَا
فَخُذْ حِذرَكَ، ياهذا،
فإنِّي لستُآلوكَا
وَلا تَزْدَدْ مِنَالدّنْيا،
فَتَزْدادَنْ بِهَانُوكَا
فتقوَى اللهِتُغنيكَ
وَإنْ سُمّيتَصُعْلُوكَا
تناومْتَ عنِالموتِ
وَدَاعِ الموتِيدعوكَ
وَحاديهِ، وَإنْنِمْت،
حثيثُ السيرِيحدوكَا
فلا يَوْمُكَيَنْساكَ،
ولا رزقُكَيعدوكَا
متى تَرْغَبْ إلىالنّاسِ،
تكنْ في الناسِمملوكَا
إذا ما أنتَخفَّفْتَ
عَنِ النّاسِأحَبّوكَا
وثقَّلتَ مَلُّوكَ
وَعابُوكَ،وَسَبّوكَا
إذا ما شئتَ أنتُعصى
فَمُرْ مَنْ ليسَيرجُوكَا
ومُرْ مَنْ ليسَيخشاكَ
فيَدْمَى عِنْدَهافُوكَا

طولُ التعاشرِ بينَ الناسِمملولُ
ما لابنِ آدمَ إن فتشْتَمعقولُ
للمَرْءِ ألْوَانُ دُنْيَا: رَغْبَة ً وَهوًى ،
وعقلهُ أبداً ما عاشَمدخُولُ
يا راعيَ النّفسِ لا تُغْفِلْرِعايَتَها،
فأنتَ عن كلّ ما استرْعَيتَمَسؤولُ
خُذْ ما عرفتَ ودعْ ما أنتَجاهلُهُ
للأمْرِوَجهانِ: مَعرُوفٌ،وَمَجهولُ
وَاحذَرْ، فلَستَ من الأيّامِمُنفَلِتاً،
حتى يغُولَكَ من أيامِكَالغُولُ
والدائراتُ بريبِ الدهرِ دائرةٌ
والمرءُ عنْ نفسهِ ما عاشَمختولُ
لن تستتم جميلاً أنتَفاعلهُ
إلاّ وَأنتَ طَليقُ الوَجْهِ،بُهلولُ
ما أوْسَعَ الخَيرَ فابْسُطْراحَتَيكَ به،
وكُنْ كأنّكَ، عندَ الشّرّ،مَغلُولُ
الحَمْدُ للّهِ في آجالِناقِصَرٌ،
نبغي البقاءَ وفي آمالِنَاطُولُ
نعوذُ باللهِ من خذلانهِأبداً
فإنَّما الناسُ معصومٌومخذولُ
إنّي لَفي مَنزِلٍ ما زِلْتُأعْمُرُهُ،
على يقيني بأني عنهُمنقُولُ
وَأنّ رَحْلي، وَإنْأوْثَقْتُهُ، لَعَلى
مَطِيّة ٍ، مِنْ مَطاياالحَينِ، محمولُ
ولو تأهبتُ والأنفاسُ فيمهلٍ
والخيرُ بيني وبين العيشِمقبولُ
وادي الحَياة ِ مَحَلٌّ لامُقامَ بِهِ،
لنازِليهِ، ووادي المَوْتِمَحْلُولُ
والدارُ دارُ أباطيلٍ مشبهةٍ
الجِدُّ مُرٌّ بها، وَالهَزْلُمَعسُولُ
وَليسَ من مَوْضعٍ يأتيهِ ذونَفَس،
إلاّ وَللمَوْتِ سَيفٌ فيهِمَسْلُولُ
لم يُشْغَلِ الَمْوتُ عَنّامُذْ أعِدّ لَنا
وكُلّنا عَنْهُ باللذّاتِمشَغولُ
ومنْ يمتْ فهوَ مقطوعٌومجتنبٌ
والحَيُّ ما عاشَ مَغشِيٌّ،وَمَوْصُولُ
كلْ ما بدَا لك فالآكالُ فانيةٌ
وَكُلُّ ذي أُكُلٍ لا بُدّمأكُولُ
وكل شيءٍ من الدنيَافمنتقضٌ
وكُلّ عَيشٍ منَ الدّنْيا،فمَمْلُولُ
سُبحانَ مَنْ أرْضُهُ للخَلْقِمائِدَة ٌ،
كلٌّ يوافيهِ رزقٌ منهُمكفولُ
غَدّى الأنَامَ وَعَشّاهمْ،فأوْسَعَهم،
وفضلهُ لبُغاة ِ الخيرمبذولُ
يا طالِبَ الخيرِ ابشرْواستعدَّ لهُ
فالخيرُ أجمعُ عند اللهِمأمولُ

أبو العتاهية

قَطّعْتُ مِنْكِ حبَائِلَالآمالِ،
وحططتُ عن ظهرِ المطيِّ رحالِي
وَيَئِسْتُ أنْ أبقَى لشيءٍنِلتُ ممّا
فيكِ يا دنيا وإن يبقَى لِي
فَوَجَدْتُ بَرْدَ اليَأسِبَينَ جَوانحي،
وأرحْتُ من حَلِّي ومن ترحالِي
ولئنْ يئستُ لرُبَّ برقة ِخُلَّبٍ
بَرَقَتْ لذي طَمَعٍ، وَبَرْقةِ آلِ
فالآنَ، يا دُنْيا، عَرَفْتُكِفاذهَبي،
يا دارَ كُلّ تَشَتّتٍوَزَوَالِ
والآنَ صارَ ليَ الزمانُمؤدَّباً
فَغَدَا عَليّ وَرَاحَبالأمْثَالِ
والآن أبصرتُ السبيلَ إلىالهدَى
وَتَفَرّغَتْ هِمَمي عَنِالأشْغالِ
وَلَقَدْ أقامَ ليَ المَشيبُنُعاتَهُ،
تُفضي إليَّ بمفرقٍ وقذالِ
وَلَقَدْ رَأيْتُ المَوْتَيُبْرِقُ سَيْفَهُ
بيَدِ المَنيّة ِ، حَيثُ كنتُ،حِيالي
وَلَقَدْ رَأيْتُ عُرَى الحَياةِ تخَرّمَتْ،
وَلَقَدْ تَصَدّى الوَارِثُونَلمَالي
وَلَقَدْ رَأيْتُ على الفَنَاءِأدِلّة ً،
فيما تَنَكّرَ مِنْ تَصَرّفِحالي
وَإذا اعتَبرْتُ رَأيتُ خَطبَحوادِثٍ
يَجرينَ بالأرْزاقِ، وَالآجالِ
وإذا تَنَاسَبَتِ الرّجالُ، فماأرَى
نَسَباً يُقاسُ بصالِحِالأعْمالِ
وَإذا بحَثْتُ عَنِ التّقيّوَجَدْتُهُ
رَجُلاً، يُصَدِّقُ قَوْلَهُبفِعَالِ
وَإذا اتَقَى الله امْرُؤٌ،وَأطاعَهُ،
فَيَداهُ بَينَ مَكارِمٍوَمَعَالِ
وعلى التَّقِيِّ إذا ترسَّخَ فيالتُّقى
تاجان تاج سكينة ٍ وجلالِ
وَاللّيْلُ يَذْهَبُوَالنّهارُ، تَعاوُراً
بالخلقِ في الإدبارِ والإقبالِ
وَبحَسْبِ مَنْ تُنْعَى إلَيْهِنَفْسُهُ
منهُ بأيامٍ خلَتْ ولَيالِ
إضرِبْ بطَرْفِكَ حيثُ شئتَ،فأنتَ في
عبرٍ لهنَّ تداركٌ وتوالِ
يبكي الجديدُ وأنتَ فيتجديدهِ
وَجَميعُ ما جَدّدْتَ منهُ،فبَالِ
يا أيّها البَطِرُ الذي هوَ فيغَدٍ،
في قَبرِهِ، مُتَفَرّقُالأوْصالِ
وَلَقَلّ ما تَلْقَى أغَرّلنَفسِهِ
مِنْ لاعِبٍ مَرِحٍ بها،مُختالِ
يا تاجِرَ الغَيّ المُضِرَّبِرُشْدِهِ،
حتى متَى بالْغِيِّ أنت تُغالِي
الحَمْدُ للّهِ الحَميدِبِمَنّهِ
خسرتْ ولمْ تربحْ يدُ البطَّالِ
للّهِ يَوْمٌ تَقْشَعِرّجُلُودُهُمْ،
وَتَشيبُ مِنْهُ ذَوَائِبُالأطْفالِ
يَوْمُ النّوازِلِ والزّلازِلِ،وَالحَوا
ملِ فيهِ إذْ يقذفنَ بالأحمالِ
يومُ التَّغابُنِ والتبايُنِوالتنا
زُلِ والأمورِ عظيمة ِ الأهوالِ
يومٌ ينادَى فيه كُلُّمُضللٍ
بمقطَّعاتِ النارِ وألأغلالِ
للمتقينَ هناكَ نزلُ كرامةٍ
عَلَتِ الوُجُوهَ بنَضرَة ٍ،وَجَمالِ
زُمرٌ اضاءتْ للحسابِوجوهُهَا
فَلَهَا بَرِيقٌ عِندَهاوَتَلالي
وسوابقٌ غرٌّ محجَّلة ٌجرتْ
خُمْصَ البطونِ خفيفة َالأثقالِ
مِنْ كُلّ أشعَثَ كانَ أغبرَناحِلاً،
خلقَ الرداء مرقَّعَ السربالِ
حِيَلُ ابنِ آدَمَ في الأُمورِكَثيرَة ٌ
والموت يقطعُ حيلةَ المحتالِ
نزلُو بأكرمِ سيدٍفأظلُّهُمْ
في دارِ مُلْكِ جَلالَة ٍ،وَظِلالِ
وَمِنَ النعاة ِ إلى ابنِ آدَمَنَفْسَهُ،
حَرَكُ الخُطى ، وَطلوعُ كلّهِلالِ
ما لي أرَاكَ لحُرّ وَجْهِكَمُخْلِقاً،
أخْلَقْتِ، يا دُنْيا، وُجُوهَرِجالِ
كُنْ بالسّؤالِ أشَدّ عَقْدِضَنَانَة ٍ،
ممنْ يضنُّ عليكَ بالأموالِ
وَصُنِ المَحامِدَ ما استَطَعتَفإنّها
في الوَزْنِ تَرْجُحُ بذلَ كلّنَوَالِ
وَلَقَدْ عَجِبْتُ مِنَالمُثَمِّرِ مالَه،
نسيَ المثمِّرُ زينة َ الإقلالِ
وإذا امرؤٌ لبسَ الشكوكَبعزمِهِ
سَلَكَ الطّريقَ على عُقودِضَلالِ
وَإذا ادّعَتْ خُدَعُالحَوادِثِ قَسوَة ً،
شَهِدَتْ لَهُنّ مَصارِعُالأبْطالِ

أبو العتاهية

يا ذا الذي يقرأُ فيكتبهِ
ما أمَرَ الله، وَلايَعْمَلُ
قد بينَ الرحمان مقتَالذي
يأمر بالحقِّ ولايفعلُ
مَنْ كانَ لا تُشْبِهُأفْعَالُهُ
أقْوالَهُ، فصَمْتُهُأجْمَلُ
من عذلَ الناسَ فنفسيبمَا
قد فارَقَتْ مِنْ دِينِهاأعْذَلُ
إنّ الذي يَنْهَى ، ويأتيالذي
عنهُ نَهَى في الخَلقِ، لايَعدِلُ
والراكبُ الذنبِ علىجهلهِ
اعذَرُ ممنْ كانَ لايجهلُ
لا تَخْلِطَنْ ما يَقْبَلُ اللهمِنْ
فعلٍ بقولٍ منكَ لايُقبلُ

أبو العتاهية

ما للجَديدَينِ لا يبْلَىاخْتِلافُهُما،
وَكُلُّ غَضٍّ جَديدٍ فيهِمابَالِ
يا مَنْ سَلا عَن حَبيبٍ بَعدَمِيتَتِهِ،
كم بعدَ موتكَ أيضاً عنكَ منسالِ
كأنّ كُلّ نَعيمٍ أنْتَذائِقُهُ،
مِنْ لَذّة ِ العَيشِ، يحكيلمعة َ الآلِ
لا تَلْعَبَنّ بكَ الدّنْيا،وَأنتَ تَرى
ما شئتَ من غِيَرٍ فيهَاوأمثالِ
ما حلة ُ الموتِ إلا كُلُّصالحة ٍ
أو لا فما حيلة ٌ فيهِلمحتالِ

أبو العتاهية

كُلُّ حيٍّ كِتابهُمعلومُ
لا شقَاءٌ، وَلا نَعيمٌيَدومُ
يُحسَدُ المَرْءُ في النّعيمِصَباحاً،
ثمَّ يُمسي وعيشهُمذمومُ
وَإذا ما الفَقِيرُ قَنّعَهُاللّـ
ـهُ، فسِيّانِ بُؤسُهُوَالنّعِيمُ
من أرادَ الغِنَى فلا يسألالنَّا
سَ، فإنّ السّؤالَ ذُلّوَلُومُ
إنّ في الصّبرِ وَالقُنوعِ غنىالدّهـ
ـرِ، حِرْصُ الحريصِ فقرٌمُقيمُ
إنمَا الناسُ كالبهائِمِ فيالرز
قِ، سَواءٌ جَهولُهمْوَالعليمُ
ليسُ حزمُ الفتى يجرُّ لهُالرزْ
قَ ولا عاجزاً يُعدُّالعديمُ

أبو العتاهية

هُوَ التنقُّلُ من يومٍ إلىيومِ
كأنّهُ ما تُريكَ العَين فيالنّوْمِ
إنَّ المنايَا وإن أصبحت فيلعبٍ
تحومُ حولكَ حوماً أيَّماحومِ
وَالدّهرُ ذو دُوَلٍ، فيهِ لَناعَجَبٌ،
دنيا تنقَّلُ من قومٍ إلىقومِ

أبو العتاهية

ماذا يفوزُ الصالحونِبهِ
سُقيتْ قبورُ الصالحينَدِيَمْ
لولا بقايا الصالحينَعَفا
ما كانَ أثْبَتَهُ لَنَا،وَرَسَمْ
سُبحانَ مَنْ سَبَقتْمَشيّتُهُ،
وقضى بذاكَ لنفسهِ وحكمْ

أبو العتاهية


أهلَ القُبورِ عليكُمُ منّيالسّلامْ،
إنّي أُكَلّمُكُمْ وَلَيسَ بكمكلامْ
لا تحسبُوا أنَّ الأحبة َ لميسُغْ
منْ بعدِكمْ، لهمُ الشّرابُوَلا الطّعامْ
كَلاّ لَقَدْ رَفَضُوكُمُ،وَاستَبدَلوا
بكُمُ، وَفَرّقَ ذاتَ بَينَكُمُالحِمامْ
والخلقُ كُلهمُ كذاكَ وكُلُّمَنْ
قدْ ماتَ ليسَ لهُ علَى حيٍّذِمامْ
ساءَلْتُ أجداثَ المُلوكِ،فأخْبَرَتْـ
ـيَ أنّهُمْ، فيهِنّ أعضاءٌوَهَامْ
للهِ ما وارَى الترابُ منالألى
كانوا الكِرامَ هُمُ، إذا ذُكرَالكرامْ
لله ما وارى الترابُ منَالأُلى
كانُوا وجارُهُمُ منيعٌ لايُضامْ
يا صاحِبَيّ! نَسيتُ دارَإقامَتي،
وَعَمَرْتُ داراً ليسَ لي فيهامُقامْ
دارٌ يُريدُ الدّهْرُ نُقْلَة َأهْلِهَا،
وكأنَّهُمْ عمَّا يُرادُ بهمْنِيامْ
ما نِلتُ منهَا لذَّة ً إلاوقدْ
أبَتِ الحَوادِثُ أنْ يكونَلهَا تَمامْ

أبو العتاهية

يا عَينُ! قَدْ نِمْتِ،فإستَنْبِهي،
ما اجتمعَ الخوفُ وطيبُالمنامْ
أكْرَهُ أنْ ألْقَى حِمامي،وَلا
بُدّ لحَيً مِنْ لِقَاءِالحِمَامْ
لا بدَّ من موتٍ بدارِالبِلَى
واللهُ بعدَ الموتِ يحييالعِظامْ
يا طالبَ الدنيَاولذَّاتِهَا
هلْ لكَ في مُلْكٍ طَويلِالمُقامْ؟
مَنْ جاوَرَ الرّحْمَنَ، فيدَارِهِ،
تَمّتْ لَهُ النّعمَة ُ كُلَّالتّمَامْ

أبو العتاهية

لِعظيمٍ مِنَ الأمورِخُلقْنَا
غيرَ أنَّا معَ الشَّقاءِننامُ
كُلَّ يَوْمٍ يُحيطُ آجالَنَاالدّهْـ
ـرُ، ويَدنُو، إلى النّفوسِ،الحِمامُ
لا نُبالِي ولا نَراهُغراماً
ذا لَعَمري، لوِ اتّعظناالغرامُ
من رجونَا لديهِ دُنيَاوصلنا
هُ، وَقُلنا لهُ: عليكَالسّلامُ
ما نُبالي أمِنْ حَرَامٍجَمَعْنَا،
أم حلالٍ ولا يحلُّالحرامُ
هَمُّنا اللّهوُ، والتّكاثُرُفي المَا
لِ، وَهذا البِنَاءُوَالخُدّامُ
كَيفَ نَبتاعُ فانيَ العيشِبالدّا
ئِمِ أينَ العقولُوالأحلامُ
لوْ جَهِلْنا فَنَاءَهُ وَقَعَالعُذْ
رُ، وَلَكِنّ كُلُّنَاعَلاّمُ

أبو العتاهية

سَمْيتَ نَفسَكَ، بالكَلامِ،حكيما،
ولقدْ أراكَ على القبيحِمُقيمَا
ولقدْ أراكَ من الغَواية ِمُثرياً
ولقدْ أراكَ من الرشادِعديمَا
أغْفَلْتَ، مِنْ دارِ البَقاءِ،نَعيمَها،
وَطَلَبْتَ، في دارِ الفَنَاءِ،نَعِيمَا
مَنَعَ الجَديدانِ البَقَاءَ،وأبْلَيَا
أمماً خلوْنَ من القُرونِقديمَا
وَعصَيتَ رَبَّكَ يا ابنَ آدَمَجاهداً،
فوَجدتَ رَبَّكَ، إذ عصَيتَ،حَليمَا
وسألتَ ربكَ يا ابن آدمَ رغبةً
فوَجَدْتَ رَبَّكَ، إذْ سألتَكريمَا
وَدَعَوْتَ رَبّكَ يا ابنَآدَمَ رَهبة ً،
فوَجَدْتَ رَبّكَ، إذْ دعوْتَ،رَحيمَا
فَلَئِنْ شكَرْتَ لتَشكُرَنّلمُنعِمٍ،
ولئن كفرتَ لتكفرنَّعظيمَا
فتباركَ اللهُ الذي هوَ لمْيزلْ
مَلِكاً، بما تُخفي الصّدورُ،عَليمَا

أبو العتاهية

يا نَفْسِ! ما هوَ إلاّ صَبرُأيّامِ،
كأنَّ لَذَّاتِهَا أضغاثُأحلامِ
يا نَفسِ! ما ليَ لا أنْفَكّمِنْ طمعٍ
طرفِي غليهِ سريعٌ طامحٌسامِ
يا نَفْسِ! كوني، عن الدّنيا،مُبعدة ً،
وَخَلّفّيها، فإنّ الخَيرَقُدّامي
يا نَفْسِ! ما الذُّخرُ إلاّ ماانتَفَعتِ به
بالقَبرِ، يَوْمَ يكونُ الدّفنُإكرامي
وَللزّمانِ وَعيدٌ فيتَصَرّفِهِ،
إن الزمانَ لذو نَقْضٍوإبرامِ
أمّا المَشيبُ فقَد أدّىنَذارَتَهُ،
وَقَدْ قَضَى ما عَلَيْهِ مُنذُأيّامِ
إنّي لأستَكْثِرُ الدّنْيا،وأعْظِمُها
جهلاً ولم أرَهَا أهلاًلإعظامِ
فَلَوْ عَلا بِكَ أقْوامٌمَناكِبَهُمْ،
حثُّوا بنعشكَ إسراعاًبأقدامِ
في يومِ آخرِ توديعٍتودعهُ
تهدي إلى حيث لا فادٍ ولاحامِ
ما الناسُ إلا كنفسٍ فيتقاربهِمْ
لولا تفاوتُ أرزاقٍوأقسامِ
كَمْ لابنِ آدَمَ من لهوٍ، وَمنلَعبٍ،
وللحوادِثِ من شدٍّوإقدامِ
كمْ قد نعتْ لهمُ الدنيَاالحلولَ بِهَا
لوْ أنّهُمْ سَمِعوا مِنْهابأفْهامِ
وكمْ تحرمتِ الأيامُ منبشرٍ
كانُوا ذوِي قوة ٍ فيهَاوأجسامِ
يا ساكِنَ الدّارِ تَبْنيها،وَتَعمُرُها،
والدارُ دارُ منيَّاتٍوأسْقامِ
لا تَلْعَبَنّ بكَ الدّنياوَخُدْعَتُها،
فكَمْ تَلاعَبَتِ الدّنْيابأقْوامِ
يا رُبَّ مُقتصدٍ من غيرِ تجربةٍ
وَمُعْتَدٍ، بَعدَ تجريبٍ،وَإحكامِ
وربَّ مُكتسبٍ بالحكْمِرامِيَهُ
وربَّ مُستهدِفٍ بالبغيِللرامِي

أبو العتاهية

ألَسْتَ ترَى للدّهرِ نَقضاًوَإبرامَا،
فهلْ تمَّ عيشٌ لامرئٍ فيهِ أودامَا
لقدْ أبتِ الأيامُ إلاتقلُباً
لتَرْفَعَ ذا عاماً، وَتَخفِضَذا عَامَا
ونحنُ معَ الأيامِ حيثُتقلبتْ
فترفَعُ أقواماً وتخفضُأقوامَا
فلا توطِنِ الدنيَا محلاًفإنَّمَا
مُقامُكَ فيهَا لا أبا لكَأيَّامَا

أبو العتاهية

أيا رَبُّ يا ذا العرْشِ، أنْتَحكيمُ!
وأنتَ بما تُخفِي الصدورُعليمُ
فَيا رَبُّ! هَبْ لي مِنكَحِلماً، فإنّني
أرَى الحِلْمَ لم يَندَمْعَلَيهِ حليمُ
ألا إنَّ تقوى الله أكبرُ نِسبةٍ
تَسَامَى بهَا، عِندَ الفَخارِ،كريمُ
إذا ما اجتَنَبتَ النّاسَ إلاّعلى التّقَى ،
خَرَجْتَ مِنَ الدّنْيا وَأنتَسَليمُ
أرَاكَ امَرأً تَرْجُو مِنَالله عَفْوَهُ،
وأنتَ على ما لا يُحبُّمُقيمُ
فحتى متى يُعصَى ويَعفُو إلىمتى
تَبَارَكَ رَبّي، إنّهُلَرَحيمُ
ولو قدْ توسَّدت الثرىوافترشتهُ
لقد صرتَ لا يَلْوِي عليكَحميمُ
تَدُلّ على التّقْوَى ، وَأنتَمُقصِّرٌ،
أيا مَنْ يداوي الناسَ وهوسقيمُ
وَإنّ امرَأً، لا يَرْبَحُالنّاسُ نَفْعَهُ،
ولمْ يأمنُوا منهُ الأذىللئيمُ
وَإنّ امرَأً، لمْ يَجْعَلِالبِرَّ كَنزَهُ،
وَإنْ كانَتِ الدّنْيا لَهُ،لَعَديمُ
وَإنّ امرَأً، لمْ يُلْهِهِاليَوْمُ عَنْ غدٍ
تخوفَ ما يأتي بهِلحكيمُ
ومن يأمنِ الأيامَ جهلٌ وقدْرأَى
لَهُنّ صُرُوفاً كَيدُهنّعَظيمُ
فإنَّ مُنَى الدنيَا غرورٌلأهلهَا
أبى اللهُ أن يبقَى عليهِنعيمُ
وأذللتُ نفسي اليومَ كيمَاأعزهَا
غَداً، حَيثُ يَبْقَى العِزُّلي وَيَدومُ
وللحقِّ بُرهانٌ وللموتِ فكرةٌ
وَمعْتَبَرٌ للعالَمِينَقَديمُ

أبو العتاهية

ألا إنّما التّقوَى هيَ العِزّوَالكَرَمْ،
وحبكَ للدنيَا هو الذلُّوالعدمْ
وليسَ على عبدٍ تقيٍّ نقيصةٌ
إذا صَحّحَ التّقوَى ، وَإنحاكَ أوْ حجمْ

أبو العتاهية

مَنْ سالَمَ الناسَسلِمْ
مَنْ شاتَمَ الناسَشُتمْ
مَنْ ظَلَمَ النّاسَأسَا،
من رحمَ الناسَرُحمْ
من طلبَ الفضلَ إلى
غَيرِ ذَوي الفَضْلِحُرِمْ
مَنْ حَفِظَ العَهدَ وَفَى؛
من أحسنَ السمعَفهِمْ
منْ صدقَ اللهَعلاَ
من طلبَ العلمَعلمْ
منْ خالفَ الرُّشدَغوَى
من تبعَ الغَيَّندمْ
مَنْ لَزِمَ الصّمْتَنَجا،
من قالَ بالخيرِغنمْ
مَنْ عَفّ وَاكْتَفّزَكا،
مَنْ جَحَدَ الحَقَّأثِمْ
من مَسَّهُ الضُّرُّشَكَا
مَنْ عَضّهُ الدّهْرُألِمْ
لمْ يعدُ حيَّاًرزقُهُ
رزقُ امرئٍ حيثُ قُسِمْ

أبو العتاهية

سَكَنٌ يَبْقَى لَهُسَكَنُ
ما بهَذا يُؤذِنُالزّمَنُ!
نَحْنُ في دارٍيُخَبّرُنَا،
عَنْ بَلاها، ناطِقٌلَسِنُ
دارُ سُوءٍ لم يَدُمْفَرَحٌ
لامرئٍ فيهَا ولاحزنُ
ما نَرَى مِنْ أهْلِهاأحَداً،
لم تَغُلْ فيها بهِالفِتَنُ
عجباً من معشرٍسلفُوا
أيّ غَبْنٍ بَيّنٍغُبِنُوا
وفروا الدنيَالغيرهِم
وَابْتَنَوْا فيها، وَماسكَنُوا
تَرَكُوها بَعدَمااشتبَكتْ
بَينهم، في حُبّها،الإحَنُ
كُلُّ حيٍّ عندَميتتهِ
حظُّهُ من مالِهِالكفَنُ
إنّ مالَ المَرْءِ لَيسَلَهُ
مِنْهُ، إلاّ ذكرُهُالحَسَنُ
ما لَهُ مِمّايُخلّفُهُ،
بعدُ إلا فعلُهُالحسنُ
في سَبيلِ اللهأنْفُسُنَا،
كُلّنَا بالمَوْتِمُرْتَهَنُ
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
  #5  
قديم 04-04-2010, 05:06 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

أبو فراس الحمدانى
أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِشِيمَتُكَ الصّبرُ،
أما للهوى نهيٌّ عليكَ ولا أمرُ؟
بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعة ٌ،
ولكنَّ مثلي لا يذاعُ لهُ سرُّ !
إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَالهوى
وأذللتُ دمعاً منْ خلائقهُالكبرُ
تَكادُ تُضِيءُ النّارُ بينَجَوَانِحِي
إذا هيَ أذْكَتْهَا الصّبَابَةُ والفِكْرُ
معللتي بالوصلِ ، والموتُ دونهُ،
إذا مِتّ ظَمْآناً فَلا نَزَلالقَطْرُ!
حفظتُ وضيعتِ المودة َبيننا
و أحسنَ ، منْ بعضِ الوفاءِ لكِ، العذرُ
و ما هذهِ الأيامُ إلاصحائفٌ
لأحرفها ، من كفِّ كاتبها بشرُ
بنَفسي مِنَ الغَادِينَ فيالحَيّ غَادَة ً
هوايَ لها ذنبٌ ، وبهجتها عذرُ
تَرُوغُ إلى الوَاشِينَ فيّ،وإنّ لي
لأذْناً بهَا، عَنْ كُلّوَاشِيَة ٍ، وَقرُ
بدوتُ ، وأهلي حاضرونَ ،لأنني
أرى أنَّ داراً ، لستِ من أهلها، قفرُ
وَحَارَبْتُ قَوْمي في هَوَاكِ،وإنّهُمْ
وإيايَ ، لولا حبكِ ، الماءُوالخمرُ
فإنْ كانَ ما قالَ الوشاة ُولمْ يكنْ
فَقَد يَهدِمُ الإيمانُ مَاشَيّدَ الكُفرُ
وفيتُ ، وفي بعضِ الوفاءِ مذلةٌ
لآنسة ٍ في الحي شيمتها الغدرُ
وَقُورٌ، وَرَيْعَانُ الصِّبَايَسْتَفِزّها،
فتأرنُ ، أحياناً ، كما يأرنُالمهرُ
تسائلني: " منْ أنتَ ؟ " ، وهيعليمة ٌ ،
وَهَلْ بِفَتى ً مِثْلي عَلىحَالِهِ نُكرُ؟
فقلتُ ، كما شاءتْ ، وشاءَ لهاالهوى :
قَتِيلُكِ! قالَتْ: أيّهُمْ؟فهُمُ كُثرُ
فقلتُ لها: " لو شئتِ لمْتتعنتي ،
وَلمْ تَسألي عَني وَعِنْدَكِبي خُبرُ!
فقالتْ: " لقد أزرى بكَ الدهرُبعدنا!
فقلتُ: "معاذَ اللهِ! بلْ أنتلاِ الدهرُ،
وَما كانَ للأحزَانِ، لَوْلاكِ،مَسلَكٌ
إلى القلبِ؛ لكنَّ الهوى للبلىجسرُ
وَتَهْلِكُ بَينَ الهَزْلِوالجِدّ مُهجَة ٌ
إذا مَا عَداها البَينُعَذّبَها الهَجْرُ
فأيقنتُ أنْ لا عزَّ ، بعدي ،لعاشقٍ ؛
وَأنُّ يَدِي مِمّا عَلِقْتُبِهِ صِفْرُ
وقلبتُ أمري لا أرى لي راحة ً،
إذا البَينُ أنْسَاني ألَحّ بيَالهَجْرُ
فَعُدْتُ إلى حكمِ الزّمانِوَحكمِها،
لَهَا الذّنْبُ لا تُجْزَى بهوَليَ العُذْرُ
كَأني أُنَادي دُونَ مَيْثَاءَظَبْيَة ً
على شرفٍ ظمياءَ جللها الذعرُ
تجفَّلُ حيناً ، ثم تدنوكأنما
تنادي طلا ـ، بالوادِ ، أعجزهُالحضرُ
فلا تنكريني ، يابنة َ العمِّ ،إنهُ
ليَعرِفُ مَن أنكَرْتِهِالبَدْوُ وَالحَضْرُ
ولا تنكريني ، إنني غيرُمنكرٍ
إذا زلتِ الأقدامِ ؛ واستنزلَالنضرُ
وإني لجرارٌ لكلِّ كتيبةٍ
معودة ٍ أنْ لا يخلَّ بهاالنصرُ
و إني لنزالٌ بكلِّ مخوفةٍ
كثيرٌ إلى نزالها النظرُ الشزرُ
فَأَظمأُ حتى تَرْتَوي البِيضُوَالقَنَا
وَأسْغَبُ حتى يَشبَعَ الذّئبُوَالنّسرُ
وَلا أُصْبِحُ الحَيَّالخَلُوفَ بِغَارَة ٍ،
وَلا الجَيشَ مَا لمْ تأتِهقَبليَ النُّذْرُ
وَيا رُبّ دَارٍ، لمْ تَخَفْني،مَنِيعَة ٍ
طلعتُ عليها بالردى ، أناوالفجرُ
و حيّ ٍرددتُ الخيلَ حتىملكتهُ
هزيماً وردتني البراقعُ والخمرُ
وَسَاحِبَة ِ الأذْيالِ نَحوي،لَقِيتُهَا
فلمْ يلقها جهمُ اللقاءِ ، ولاوعرُ
وَهَبْتُ لهَا مَا حَازَهُالجَيشُ كُلَّهُ
و رحتُ ، ولمْ يكشفْ لأثوابهاسترُ
و لا راحَ يطغيني بأثوابهِالغنى
و لا باتَ يثنيني عن الكرمِالفقر
و ما حاجتي بالمالِ أبغي وفورهُ؟
إذا لم أفِرْ عِرْضِي فَلاوَفَرَ الوَفْرُ
أسرتُ وما صحبي بعزلٍ، لدىالوغى ،
ولا فرسي مهرٌ ، ولا ربهُ غمرُ !
و لكنْ إذا حمَّ القضاءُ علىأمرىء ٍ
فليسَ لهُ برٌّ يقيهِ، ولا بحرُ !
وقالَ أصيحابي: " الفرارُأوالردى ؟ "
فقُلتُ: هُمَا أمرَانِ،أحلاهُما مُرّ
وَلَكِنّني أمْضِي لِمَا لايَعِيبُني،
وَحَسبُكَ من أمرَينِ خَيرُهماالأسْرُ
يقولونَ لي: " بعتَ السلامة َبالردى "
فَقُلْتُ: أمَا وَالله، مَانَالَني خُسْرُ
و هلْ يتجافى عني الموتُ ساعة ً،
إذَا مَا تَجَافَى عَنيَالأسْرُ وَالضّرّ؟
هُوَ المَوْتُ، فاختَرْ ما عَلالك ذِكْرُه،
فلمْ يمتِ الإنسانُ ما حييَالذكرُ
و لا خيرَ في دفعِ الردى بمذلةٍ
كما ردها ، يوماً بسوءتهِ " عمرو"
يمنونَ أنْ خلوا ثيابي ،وإنما
عليَّ ثيابٌ ، من دمائهمُ حمرُ
و قائم سيفي ، فيهمُ ، اندقَّنصلهُ
وَأعقابُ رُمحٍ فيهِمُ حُطّمَالصّدرُ
سَيَذْكُرُني قَوْمي إذا جَدّجدّهُمْ،
" وفي الليلة ِ الظلماءِ ،يفتقدُ البدرُ "
فإنْ عِشْتُ فَالطّعْنُ الذييَعْرِفُونَه
و تلكَ القنا ، والبيضُ والضمرُالشقرُ
وَإنْ مُتّ فالإنْسَانُ لا بُدّمَيّتٌ
وَإنْ طَالَتِ الأيّامُ،وَانْفَسَحَ العمرُ
ولوْ سدَّ غيري ، ما سددتُ ،اكتفوا بهِ؛
وما كانَ يغلو التبرُ ، لو نفقَالصفرُ
وَنَحْنُ أُنَاسٌ، لا تَوَسُّطَعِنْدَنَا،
لَنَا الصّدرُ، دُونَالعالَمينَ، أو القَبرُ
تَهُونُ عَلَيْنَا في المَعَالينُفُوسُنَا،
و منْ خطبَ الحسناءَ لمْ يغلهاالمهرُ
أعزُّ بني الدنيا ، وأعلى ذويالعلا ،
وَأكرَمُ مَن فَوقَ الترَابِوَلا فَخْرُ
صاحبٌ لمَّـا أساءَ
أتبعَ الـدَّلوَالرشاءَ
ربَّ داءٍ لا أرىمنــ
ــهُ سوى الصبرِشفاءَ
أحمدُ اللهَ على ما
سرَّ منْ أمري وساءَ

أبو فراس الحمدانى

كانَ قضيباً لهُانثناءُ
و كانَ بدراً لهُضياءُ
فَزَادَهُ رَبُّهُعِذَاراً
تَمّ بِهِ الحُسْنُوَالبَهَاءُ
كذلكَ اللهُ كلّ َوقتٍ
يزيدُ في الخلقِ مايشاءُ

أبو فراس الحمدانى

أيَا سَيّداً عَمّنيجُودُهُ،
بِفَضْلِكَ نِلْتُ السَّنَىوَالسَّنَاءَ
و كمْ قد أتيتكَ من ليلةٍ!
فنلتُ الغنى وسمعتُالغناءَ

أبو فراس الحمدانى

أقَنَاعَة ً، مِنْ بَعدِ طُولِجَفاءِ،
بدنوِّ طيفٍ منْ حبيبِناءِ!
بأبي وأمي شادنٌ قلنا لهُ :
نَفْدِيكَ بِالأمّاتِوَالآباءِ
رشأ إذا لحظَ العفيفَ بنظرةٍ
كانتْ لهُ سبباً إلىالفحشاءِ
وَجَنَاتُهُ تَجْني عَلىعُشّاقِهِ
ببديعِ ما فيها مناللألآءِ
بِيضٌ عَلَتها حُمْرَة ٌفَتَوَرّدَتْ
مثلَ المدامِ خلطتهابالماءِ
فكأنما برزتْ لنا بغلالةٍ
بَيْضَاءَ تَحْتَ غِلالَة ٍحَمْرَاءِ
كيفَ اتقاءُ لحاظهِ ؛وعيوننا
طُرُقٌ لأسْهُمِهَا إلىالأحْشاءِ؟
صَبَغَ الحَيَا خَدّيْهِ لَوْنَمدامعي
فكأنهُ يبكي بمثلِبكائي
كيفَ اتقاءُ جآذرٍيرميننا
بظُبى الصّوَارِمِ من عيونِظِباءِ؟
يا ربِّ تلكَ المقلة ِ النجلاءِ،
حاشاكَ ممَّـا ضمنتْأحشائي؟
جازيتني بعداً بقربي فيالهوى
وَمَنَحْتَني غَدْراً بِحُسْنِوَفائي
جَادتْ عِرَاصكِ يا شآمُسَحَابَة ٌ
عَرّاضة ٌ مِنْ أصْدَقِالأنْواءِ!
بَلَدُ المَجَانَة ِوَالخَلاعَة ِ وَالصِّبَا
وَمَحَلُّ كُلِّ فُتُوّة ٍوَفَتَاءِ
أنْوَاعُ زَهْرٍ وَالتِفَافُحَدَائِقِ
وَصَفَاءُ مَاءٍ وَاعْتِدالُهَوَاءِ
وَخَرَائِدٌ مِثْلُ الدُّمَىيَسْقِينَنَا
كَأسَيْنِ مِنْ لَحْظٍ وَمنصَهْبَاءِ
وَإذا أدَرْنَ على النَّدامَىكَأسَهَا
غَنّيْنَنَا شِعْرَ ابنِ أوْسِالطّائي
فارقتُ ، حينَ شخصتُ عنها ،لذتي
وتركتُ أحوالَ السرورِورائي
و نزلتُ منْ بلدِ " الجزيرة ِ " منزلاً
خلواً من الخلطاءِوالندماءِ
فَيُمِرُّ عِنْدي كُلُّ طَعْمٍطَيّبٍ
من رِيْقِهَا وَيَضِيقُ كُلُّفَضَاءِ
ألشّامُ لا بَلَدُ الجَزيرة ِلَذّتي
و " قويق " لا ماءُ " الفراتِ " منائي
وَأبِيتُ مُرْتَهَنَ الفُؤادِبِمَنبجَ السّـ
ـوداءِ لا " بالرقة ِ " البيضاءِ
منْ مبلغُ الندماءِ : أنيبعدهمْ
أُمْسِي نَديمَ كوَاكِبِالجَوْزَاءِ؟
ولَقد رَعَيْتُ فليتَ شِعرِي منرَعى
منكمْ على بعدِ الديارِإخائي؟
فحمَ الغبيُّ وقلتُ غيرَملجلجٍ:
إنّي لَمُشْتَاقٌ إلىالعَلْيَاءِ
وَصِناعَتي ضَرْبُ السّيُوفِوَإنّني
مُتَعَرّضٌ في الشّعْرِبِالشّعَرَاءِ
و اللهُ يجمعنا بعزٍدائمٍ
و سلامة ٍ موصولة ٍببقاءِ

أبو فراس الحمدانى

أما يردعُ الموتُ أهلَالنهى
وَيَمْنَعُ عَنْ غَيّهِ مَنْغَوَى !
أمَا عَالِمٌ، عَارِفٌبالزّمانِ
يروحُ ويغدو قصيرَالخطا
فَيَا لاهِياً، آمِناً،وَالحِمَامُ
إليهِ سريعٌ ، قريبُالمدى
يُسَرّ بِشَيْءٍ كَأَنْ قَدْمَضَى ،
و يأمنُ شيئاً كأنْ قدأتى
إذا مَا مَرَرْتَ بِأهْلِالقُبُورِ
تيقنتَ أنكَ منهمْغدا
و أنَّ العزيزَ ، بها ،والذليلَ
سَوَاءٌ إذا أُسْلِمَالِلْبِلَى
غَرِيبَيْنِ، مَا لَهُمَامُؤنِسٌ،
وَحِيدَيْنِ، تَحْتَ طِبَاقِالثّرَى
فلا أملٌ غيرُ عفوِالإلهِ
وَلا عَمَلٌ غَيْرُ مَا قَدْمَضَى
فَإنْ كَانَ خَيْراً فَخَيْراًتَنَالُ؛
و إنْ كانَ شراً فشراًيرى

أبو فراس الحمدانى

كأنما تساقطُالثلجِ
ـجِ بِعَيْنَيْ مَنْرَأى
أوراقُ وردٍ أبضٍ
وَالنّاسُ في شَاذكُلَى

أبو فراس الحمدانى

أتَزْعُمُ أنّكَ خِدْنُالوَفَاءِ
وَقد حجبَ التُّرْبُ من قدحَجَبْ
فإنْ كنتَ تصدقُ فيماتقولُ
فمتُ قبلَ موتكَ معْ منْتحبْ
وَإلاّ فَقَدْ صَدَقَالقَائِلُونَ:
ما بينَ حيٍّ وميتٍنسبْ
عقيلتيَ استُلبتْ منْيدي
و لمـَّا أبعها ولمَّـاأهبْ
وَكُنْتُ أقِيكِ، إلى أنْرَمَتْكِ
يَدُ الدّهرِ مِن حَيثُ لمأحتَسِبْ
فَمَا نَفَعَتْني تُقَاتيعَلَيْكِ
وَلا صرَفتْ عَنكِ صرْفَالنُّوَبْ
فلا سلمتْ مقلة ٌ لمْتسحَّ
وَلا بَقِيَتْ لِمّة ٌ لَمْتَشِبْ
يعزُّونَ عنكِ وأينَ العزاءُ ‍‍!؟
و لكنها سنة ٌتُستحبْ
وَلَوْ رُدّ بِالرّزْءِ مَاتَستَحِقّ
لَمَا كَانَ لي في حَيَاة ٍأرَبْ

أبو فراس الحمدانى

أَسَيْفُ الهُدَى ، وَقَرِيعَالعَرَبْ
علامَ الجفاءُ ‍ وفيمَالغضبْ‍‍‍؟
وَمَا بَالُ كُتْبِكَ قدأصْبَحَتْ
تنكبني معَ هذيالنكبْ
وَأنْتَ الكَرِيمُ، وَأنْتَالحَلِيمُ،
وأنْتَ العَطُوفُ، وأنْتَالحَدِبْ
و مازلتَ تسبقنيبالجميلِ
و تنزلني بالجنابِالخصبْ
وَتَدْفَعُ عَن حَوْزَتيّالخُطُوبَ،
وَتَكْشِفُ عَنْ نَاظِرَيّالكُرَبْ
و إنكَ للجبلُالمشمخـ
ـرّ لي بَلْ لِقَوْمِكَ بَلللعَرَبْ
عُلى ً تَسْتَفَادُ، وَمَالٌيُفَادُ،
وَعِزٌّ يُشَادُ، وَنُعْمَىتُرَبْ
و ما غضَّ منيَ هذاالإسارُ
و لكنْ خلصتُ خلوصَالذهبْ
فَفِيمَ يُقَرّعُنيبالخُمُو
لِ مَوْلى ً به نِلتُ أعلىالرّتَبْ؟
وَكانَ عَتِيداً لَدَيّالجَوَابُ،
وَلَكِنْ لِهَيْبَتِهِ لَمْأُجِبْ
فَأشْكَرُ ما كنتُ فيضَجْرَتي،
و أني عتبتكَ فيمنْ عتبْ ‍!
فَألاّ رَجَعْتَفَأعْتَبْتَني،
وَصَيّرْتَ لي وَلِقَوْليالغَلَبْ!
فلا تنسبنَّ إليَّالخمولَ
أقمتُ عليكَ فلمْأغتربْ
وأصْبَحْتُ مِنكَ فإنْ كانفضْلٌ
وَبَيْني وَبَيْنَكَ فوقالنّسَبْ!
و ما شككتنيَ فيكَالخطوبُ
و لا غيَّـرتني فيكَالنُّـوبْ
و أسكنُ ما كنتُ فيضجرتي
وَأحْلَمُ مَا كُنْتُ عِنْدَالغَضَبْ
وَإنّ خُرَاسَانَ إنْأنْكَرَتْ
علُايَ فقدْ عرفتها " حلبْ "
وَمِنْ أينَ يُنْكِرُنيالأبْعَدُونَ
أمنْ نقصِ جدٍ أمنْ نقصِأبْ؟!
ألَسْتُ وَإيّاكَ مِنْ أُسّرَةٍ،
و بيني وبينكَ قربُالنسبْ!
وَدادٌ تَنَاسَبُ فِيهِالكِرَامُ،
و تربية ٍ ومحلٍأشبْ!
و نفسٍ تكبرُ إلاعليكَ
وَتَرْغَبُ إلاّكَ عَمّنْرَغِبْ!
فَلا تَعْدِلَنّ، فِدَاكَ ابنُعَمّـ
ــكَ لا بلْ غلامكَ - عمَّـايجبْ
و أنصفْ فتاكَفإنصافهُ
منَ الفضلِ والشرفِالمكتسبْ
وَكُنْتَ الحَبِيبَ وَكُنْتَالقَرِيبَ
لياليَ أدعوكَ منْ عنْكثبْ
فلمَّـا بعدتُ بدتْ جفوةٌ
و لاحَ منْ الأمرِ ما لاأحبْ
فلوْ لمْ أكنْ بكَ ذا خبرةٍ
لقلتُ : صديقكَ منْ لمْيغبْ

أبو فراس الحمدانى

للهِ بردٌ مـا أشــ
ـدَّ ومنظرٌ ما كانَأعجبْ
جَاءَ الغُلامُبِنَارِهِ
حمراءَ في جمرٍتلهبْ
فكأنما جُمعَالحلــ
ـيّ فمُحرَقٌ مِنهاوَمُذهَبْ
ثمَّ انطفتْ فكأنها
مَا بَيْنَنَا نَدٌّمُشَعَّبْ

أبو فراس الحمدانى

تُقِرّ دُمُوعي بِشَوْقيإلَيْكَ
و يشهدُ قلبي بطولِالكربْ
وإني لَمُجْتَهِدٌ فيالجُحُودِ،
وَلَكِنّ نَفْسِيَ تَأبَىالكَذِبْ
وَإني عَلَيْكَ لجَارِيالدّمُوعِ،
وَإني عَلَيْكَ لَصَبٌّوَصِبْ
و ما كنتُ أبقي علىمهجتي
لَوَ أني انْتَهَيْتُ إلى مَايَجِبْ
و لكنْ سمحتُ لهابالبقاءِ
رَجَاءَ اللّقَاءِ عَلى مَاتُحِبْ
و يبقي اللبيبُ لهُ عدةً
لوقتِ الرضا في أوانِالغضبْ

أبو فراس الحمدانى

و ما أنسَ لا أنسَ يومَالمغارِ
محجبة ً لفظتهاالحجبْ
دَعَاكَ ذَوُوهَا بِسُوءِالفِعَالِ
لِمَا لا تَشَاءُ، وَمَا لاتُحِبّ
فَوَافَتْكَ تَعْثُرُ فيمِرْطِهَا،
و قدْ رأتِ الموتَ منْ عنْكثبْ
وَقَدْ خَلَطَ الخَوْفُ لَمّاطَلَعْـ
ـتَ دَلَّ الجَمَالِ بِذُلْالرُّعُبْ
تُسَارِعُ في الخَطْوِ لا خِفّةً،
و تهتزُّ في المشيِ لا منْطربْ
فلمَّـا بدتْ لكَ فوقَالبيوتِ
بدا لكَ منهنَّ جيشَلجبْ
فكنتَ أخاهنَّ إذْ لاأخٌ
و كنتَ أباهنَّ إذْ ليسَأبْ
وَمَا زِلتَ مُذْ كُنتَ تأتيالجَمِيلَ
و تحمي الحريمَ ، وترعىالنسبْ
و تغضبُ حتى إذا ماملكتَ
أطَعْتَ الرّضا، وَعَصَيْتَالغَضَبْ
فَوَلّيْنَ عَنْكَيُفَدّينَهَا،
وَيَرْفَعنَ مِن ذَيْلِها ماانسَحَبْ
يُنَادِينَ بينَ خِلالِالبُيُو
تِ: لا يَقطَعِ اللَّهُ نَسْلَالعَرَبْ
أمرتَ - وأنتَ المطاعُ الكريمُ -
ببذلِ الأمانِ وردِالسلبْ
و قدْ رحنَ منْ مهجاتِالقلوبِ
بأوفرِ غنمٍ وأغلىنشبْ
فإنْ هُنّ يَابْنَ السَّرَاة ِالكِرَامِ،
رددنَ القلوبَ رددناالنهبْ

أبو فراس الحمدانى

الشّعرُ دِيوانُالعَرَبْ،
أبداً ، وعنوانُالنسبْ
لَمْ أعْدُ فِيهِمَفَاخِري
و مديحَ آبائيالنجبْ
و مقطعاتٍ ربمـا
حَلّيْتُ مِنْهُنّالكُتُبْ
لا في المديحِ ولاالهجاءِ
ءِ وَلا المُجُونِ وَلااللّعِبْ

أبو فراس الحمدانى

لنْ للزمانِ ، وإنْصعبْ
وَإذَا تَبَاعَدَفَاقْتَرِبْ
لا تَكْذِبَنْ، مَنْ غَالَبَالـ
أيامَ كانَ لها الغلبْ

أبو فراس الحمدانى

ألا إنّمَا الدّنْيَا مَطِيّة ُرَاكِبٍ
عَلا رَاكِبُوها ظَهْرَ أعوَجَأحدَبَا
شموسٌ متى أعطتكَ طوعاًزمامها
فكُنْ للأذى مِنْ عَقّهَامُتَرَقِّبَا

أبو فراس الحمدانى

منْ كانَ أنفقَ في نصرِ الهدىنشباً
فأنتَ أنفقتَ فيه النفسَوالنشبا
يُذكي أخوكَ شِهَابَ الحرْبِمُعتمداً
فَيَسْتَضِيءُ، وَيَغشَىجَدُّكَ اللّهَبَا

أبو فراس الحمدانى

أتَزْعُمُ، يا ضخمَاللّغَادِيدِ، أنّنَا
وَنحن أُسودُ الحرْبِ لانَعرِفُ الحرْبَا
فويلكَ ؛ منْ للحربِ إنْ لمْنكنْ لها ؟
ومنْ ذا الذي يمسي ويضحي لهاتربا؟
و منْ ذا يلفّ الجيشَ منْجنباتهِ؟
و منْ ذا يقودُ الشمَّ أو يصدمُالقلبا؟
وويلكَ ؛ منْ أردى أخاكَ " بمرعشٍ"
وَجَلّلَ ضرْباً وَجهَ وَالدِكَالعضْبَا؟
وويلكَ منْ خلى ابنَ أختكَموثقاً؟
وَخَلاّكَ بِاللَّقَّانِتَبْتَدِرُ الشِّعبَا؟
أتوعدنا بالحربِ حتىكأننا
و إياكَ لمْ يعصبْ بها قلبناعصبا؟
لَقد جَمَعْتنَا الحَرْبُ منقبلِ هَذِهِ
فكنا بها أسداً ؛ وكنتَ بهاكلبا
فسلْ " بردساً " عنا أباكَوصهرهُ
وسلْ آلَ " برداليسَ " أعظمكمخطبا!
وَسَلْ قُرْقُوَاساًوَالشَّمِيشَقَ صِهْرَهُ،
وَسَلْ سِبْطَهُ البطرِيقَأثبَتكم قلبَا
وَسَلْ صِيدَكُمْ آلَالمَلايِنِ إنّنَا
نهبنا ببيضِ الهندِ عزهمُنهبا!
و سلْ آلَ " بهرامٍ " وآلَ " بلنطسٍ "
و سلْ آلَ " منوالِ" الجحاجحة َالغلبا!
و سلْ "بالبرطسيسِ" العساكرَكلها
و سلْ " بالمنسطرياطسِ " الرومَوالعربا
ألَمْ تُفْنِهِمْ قَتْلاًوَأسْراً سُيُوفُنَا
وأسدَ الشرى الملأى وإنْ جمدتْرعبا
بأقلامِنَا أُجْحِرْتَ أمْبِسُيُوفِنَا؟
و أسدَ الشرى قدنا إليكَ أمِالكتبا؟
تركناكَ في بطنِ الفلاة ِتجوبها
كمَا انْتَفَقَ اليَرْبُوعُيَلتَثِمُ التّرْبَا
تُفاخِرُنَا بالطّعنِوَالبضّرْبِ في الوَغى
لقد أوْسَعَتْك النفسُ يابنَاستها كِذبَا
رعى اللهُ أوفانا إذا قالَ ذمةً
وَأنْفَذَنَا طَعْناً،وأَثْبَتَنَا قَلْبَا
وَجَدْتُ أبَاكَ العِلْجَ لمّاخَبَرْتُهُ
أقَلّكُمُ خَيراً، وَأكْثَرَكمْعُجبَا

أبو فراس الحمدانى

نُدِلّ عَلى مَوَالِينَاوَنَجْفُو
و نعتبهمْ وإنَّ لناالذنوبا
بِأقْوَالٍ يُجَانِبْنَالمَعَاني
و ألسنة ٍ يخالفنَالقلوبا

أبو فراس الحمدانى

أبَتْ عَبَرَاتُهُ إلاّانْسِكَابَا
و نارُ ضلوعهِ إلاالتهابا
و منْ حقِّ الطلولِ عليَّألا
أُغِبَّ مِنَ الدّموعِ لهَاسَحابَا
وَمَا قَصّرْتُ في تَسْآلِرَبْعٍ،
و لكني سألتُ فماأجابا
رأيتُ الشيبَ لاحَ فقلتُ : أهلاً !
وودعتُ الغواية َوالشبابا
وَمَا إنْ شِبتُ من كِبَرٍ،وَلكِنْ
رأيتُ منَ الأحبة ِ ماأشابا
بعثنَ منَ الهمومِ إليَّركباً
و صيرنَ الصدودَ لهاركابا
ألَمْ تَرَنَا أعَزَّ النّاسِجَاراً
و أمنعهمْ ؛ وأمرعهمْجنابا؟!
لَنَا الجَبَلُ المُطِلُّ علىنِزَارٍ
حَلَلْنَا النّجْدَ مِنهُوَالهِضَابَا
تفضلنا الأنامُ ولانحاشى
و نوصفُ بالجميلِ ؛ ولانحابى
و قد علمتْ " ربيعة ُ" بلْ " نزارٌ "
بِأنّا الرأسُ والناسَالذُّنابى
فلما أنْ طغتْ سفهاءُ" كعبٍ"
فَتَحْنَا بَينَنا لِلْحَرْبِبَابا
مَنَحْنَاها الحَرَائِبَ غَيرَأنّا
إذا جَارَتْ مَنَحْنَاهاالحِرَابَا
و لما ثارَ " سيفُ الدينِ" ثرنا
كَمَا هَيّجْتَ آسَاداًغِضَابَا
أسِنّتُهُ، إذا لاقَىطِعَاناً،
صوارمهُ ، إذا لاقىضرابا
دعانا - والأسنة ُ مشرعاتٌ -
فكنا، عندَ دعوتهِ ،الجوابا
صَنَائِعُ فَاقَ صَانِعُهَافَفَاقَتْ،
وَغَرْسٌ طابَ غَارِسُهُ،فَطَابَا
و كنا كالسهامِ ؛ إذاأصابتْ
مراميها فراميهاأصابا
و نكبنَ " الصبيرة َ " و" القبابا"
و جاوزنَ " البدية َ " صادياتٍ؛
يلاحظنَ السرابَ ؛ ولاسرابا
عبرنَ " بماسحٍ " والليلُطفلٌ
وَجِئْنَ إلى سَلَمْيَة َ حِينَشَابَا
فما شعروا بها إلاثباتاً
دوينَ الشدِّ نصطخبُاصطخابا
بهِ الأرواحُ تنتهبُانتهابا
تنادوا ، فانبرتْ ، منْ كلٍِّفجٍ ،
سوابقُ ينتجبنَ لناانتجابا
وَقادَ نَدي بنُ جَعْفَرَ منعُقيلٍ
شعوباً ، قدْ أسلنَ بهِالشعابا
فما كانوا لنا إلاأسارى
و ما كانت لنا إلانهابا
كأنَّ " ندي بنَ جعفرِ" قادَمنهمْ
هدايا لمْ يرغْ عنهاثوابا
وَشَدّوا رَأيَهُمْ بِبَنيقُرَيْعٍ،
فخابوا - لا أبا لهمُ - وخابا
و لما اشتدتِ الهيجاءُكنا
أشَدَّ مَخَالِباً، وَأحَدَّنَابَا
و أمنعَ جانباً ؛ وأعزَّ جاراً؛
و أوفى ذمة ً ؛ وأقلَّعابا
سقينا بالرماحِ بني " قشيرٍ"
ببطنِ " الغنثرِ " السمَّالمذابا
و سقناهمْ إلى " الحيرانِ " سوقاً
كما نستاقُ آبالاًصعابا
و نكبنا " الفرقلسَ " لمْنردهً
كَأنّ بِنَا عَنِ المَاءِاجْتِنَابَا
وَمِلْنَ عَنِ الغُوَيْرِوَسِرْنَ حتى
وردنَ عيونَ " تدمرَ" و" الحبابا "
و أمطرنَ " الجباة َ " بمرجحنَّ
وَلَكِنْ بِالطِّعَانِ المُرِّصَابَا
وَجُزْنَ الصَّحصَحانَ يخدِنَوَخداً
و يجتبنَ الفلاة َ بنااجتيابا
قرينا " بالسماوة ِ" من " عقيلٍ"
سِبَاعَ الأَرْضِ وَالطّيرَالسِّغَابَا
و " بالصباحِ " و" الصباحُ " عبدٌ
***نا ، منْ لبابهمُاللبابا
تركنا في بيوتِ بني " المهنا"
نوادبَ ينتحبنَ بهاانتحابا
شَفَتْ فِيهَا بَنُو بَكْرٍحُقُوداً
و غادرتِ " الضبابَ " بهاضبابا
وَأبْعَدْنَا لِسُوءِ الفِعْلِكَعْباً
و أدنينا لطاعتها " كلابا"
وَشَرّدْنَا إلى الجَوْلانِطَيْئاً
و جنبنا " سماوتها " جنابا
سَحَابٌ مَا أنَاخَ عَلىعُقَيْلٍ
و جرَّ على جوارهمُذنابا
وَمِلْنَا بِالخُيُولِ إلىنُمَيرٍ
تجاذبنا أعنتهاجذابا
يعزُّ على العشيرة ِ أنْيصابا
وَمَا ضَاقَتْ مَذاهِبُهُ،وَلَكِنْ
يُهَابُ، مِنَ الحَمِيّة ِ، أنْيُهابَا
و يأمرنا فنكفيهِالأعادي
هُمَامٌ لَوْ يَشَاءُ كَفَىوَنَابَا
فلما أيقنوا أنْ لاغياثٌ
دعوهُ للمغوثة ِفاستجابا
و عادَ إلى الجميلِ لهمْ ؛فعادوا
وَقَدْ مَدّوا لِصَارِمِهِالرّقَابَا
أمَرّ عَلَيْهِمُ خَوْفاًوَأمناً
أذَاقَهُمُ بِهِ أرْياًوَصَابَا
أحَلّهُمُ الجَزِيرَة َ بَعدَيَأسٍ
أخُو حِلْمٍ إذا مَلَكَالعِقَابَا
و أرضهمُ اغتصبناها******ا
وَلَوْ شِئْنَا حَمَيْنَاهَاالبَوَادِي
كما تحمي أسودُ الغابِغابا
أنا ابنُ الضاربينَ الهامَقدماً
إذا كَرِهَ المُحَامُونَالضّرَابَا
ألَمْ تَعْلَمْ؟ وَمِثْلُكَقالَ حَقّاً:
بأني كنتُ أثقبهاشهابا‍!

أبو فراس الحمدانى

أتَعجَبُ أنْ مَلَكنَا الأرْضَقَسْراً
وَأنْ تُمْسِي وَسَائِدَنَاالرّقَابُ؟!
و تربطُ في مجالسناالمذاكي
و تبركُ بين أرجلناالركابُ؟
فهذا العزُّ أثبتهُالعوالي
و هذا الملكُ مكنهُالضرابُ
و أمثالُ القسيِّ منَالمطايا
يَجُبّ غِرَاسَهَا الخَيْلُالعِرَابُ
فَقَصْراً! إنّ حَالاًمَلّكَتْنَا
لَحَالٌ لا تُذَمّ وَلاتُعَابُ

أبو فراس الحمدانى

احذرْ مقاربة َ اللئامِ ! ‍فإنهُ
ينبيكَ ، عنهمْ في الأمورِ ،مجربُ
قومٌ ، إذا أيسرتَ ، كانوا إخوةً
و إذا تربتَ ، تفرقواوتجنبوا
اصبرْ على ريبِ الزمانِفإنهُ
بالصّبرِ تُدْرِكُ كلّ ماتَتَطَلّبُ

أبو فراس الحمدانى

قَنَاتي عَلى مَا تَعْهَدَانِصَلِيبَة ٌ،
وعودي ، على ما تعلمانِصليبُ
صبورٌ على طيِ الزمانِ ونشرهِ؛
و إنْ ظهرتْ للدهرِ فيندوبُ
و إنَّ فتى لمْ يكسرِ الأسرُقلبهُ
وَخَوْضُ المَنَايَا جِدَّهُلَنَجِيبُ

أبو فراس الحمدانى

أقرُّ لهُ بالذنبِ ؛ والذنبُذنبهُ
وَيَزْعُمُ أنّي ظَالِمٌ،فَأتُوبُ
وَيَقْصِدُني بالهَجْرِ عِلْماًبِأنّهُ
إليَّ ، على ما كانَ منهُ ،حبيبُ
و منْ كلِّ دمعٍ في جفوني سحابةٌ
و منْ كلِّ وجدٍ في حشايَلهيبُ

أبو فراس الحمدانى

أسَاءَ فَزَادَتْهُ الإسَاءَة ُحُظْوَة ً،
حَبِيبٌ، عَلى مَا كَانَ مِنهُ،حَبِيبُ
يعدُّ عليَّ العاذلونَذنوبهُ
وَمِنْ أينَ للوَجْهِ المَلِيحِذُنُوبُ؟
فيا أيها الجافي ، ونسألهُالرضا
وَيَا أَيّهَا الجَاني،وَنَحْنُ نَتُوبُ!
لَحَى اللَّهُ مَن يَرْعَاكَ فيالقُرْبِ وَحده
وَمَنْ لا يَحُوطُ الغَيبَحِينَ تَغيبُ

أبو فراس الحمدانى

أبِيتُ كَأني لِلصَّبَابَة ِصَاحِبُ،
و للنومِ مذْ بانَ الخليطُ ،مجانبُ
وَمَا أدّعِي أنّ الخُطُوبَتُخِيفُني
لَقَدْ خَبّرَتْني بِالفِرَاقِالنّوَاعِبُ
و لكنني ما زلتُ أرجووأتقي
وَجَدَّ وَشِيكُ البَيْنِوَالقَلْبُ لاعِبُ
و ماهذهِ في الحبِّ أولَ مرةٍ
أسَاءَتْ إلى قَلبي الظّنُونُالكَوَاذِبُ
عليَّ لربعِ " العامرية " وقفةٌ
تُمِلّ عَليّ الشّوْقَوَالدّمعُ كاتِبُ
فلا ، وأبي العشاقِ ، ما أناعاشقٌ
إذا هيَ لَمْ تَلْعَبْ بِصَبرِيالمَلاعِبُ
و منْ مذهبي حبُّ الديارِلأهلها
وَللنّاسِ فِيمَا يَعْشَقُونَمَذَاهِبُ
عتادي لدفعِ الهمِّ نفسٌ أبيةٌ
وَقَلبٌ على مَا شِئتُ مِنْهُمُصَاحِبُ
حَسُودٌ عَلى الأمرِ الذي هُوَعَائِبُ
وَخُوصٌ كأمْثَالِ القِسِيّنَجَائِبُ
تكاثرَ لوامي على ماأصابني
كأنْ لم تنبْ إلا بأسريالنوائبُ
يقولونَ : " لمْ ينظرْعواقبَأمرهِ "
و مثلي منْ تجري عليهٍِالعواقبُ
ألألمْ يعلمِ الذلانُ أنَّ بنيالوغى
كَذاكَ، سَليبٌ بِالرّمَاحِوَسَالِبُ
أرى ملءَ عيني الردىفأخوضهُ
إذِ المَوْتُ قُدّامي وَخَلْفيالمَعَايِبُ
وَإنّ وَرَاءَ الحَزْمِ فِيهَاوَدُونَهُ
مَوَاقِفَ تُنْسَى دُونَهُنّالتّجَارِبُ
و أعلمُ قوماً لو تتعتعتُدونها
لأجهَضَني بالذّمّ مِنهُمْعَصَائِبُ
و مضطغنٍ لمْ يحملِ السرَّقلبهُ
تَلَفّتَ ثمّ اغْتَابَني، وَهوَهَائِبُ
تردى رداءَ الذلِّ لمَّـالقيتهُ
كما تتردى بالغبارِالعناكبُ
ومنْ شرفي أنْ لا يزالَيعيبني
حسودٌ على الأمرِ الذي هوَعاتبُ
رَمَتْني عُيُونُ النّاسِ حَتّىأظُنّهَا
ستحسدني ، في الحاسدينًَ ،الكواكبُ
فَلَسْتُ أرَى إلاّ عَدُوّاًمُحارباً،
و آخرَ خيرُ منهُ عنديالمحاربُ
وَيَرْجُونَ إدْرَاكَ العُلابِنُفُوسِهِمْ
وَلَمْ يَعْلَمُوا أنّالمَعَالي مَوَاهِبُ
فكمْ يطفئونَ المجدَ واللهُموقدٌ
وَكَمْ يَنْقُصُونَ الفَضْلَوَاللَّهُ وَاهبُ
و هلْ يدفعُ الإنسانُ ما هوَواقعٌ
وَهَلْ يَعْلَمُ الإنسانُ ماهوَ كاسِبُ؟
و هلْ لقضاءِ اللهِ في الخلقِغالبٌ
وهلْ لقضاءِ اللهِ في الخلقِهاربُ؟
وَلا ذَنبَ لي إنْ حارَبَتنيالمَطالِبُ
وهلْ يرتجي للأمرِ إلاَّرجالهُ
وَيأتي بصَوْبِ المُزْنِ إلاّالسّحائِبُ!؟
و عنديَ صدقُ الضربِ في كلِّمعركٍ
و ليسَ عليَّ إنْ نبونَالمضاربِ
إذا كانَ "سيفُ الدولة ِ" الملكُ كافلي
فلا الحَزْمُ مَغلوبٌ ولاالخصْمُ غالِبُ
إذا اللَّهُ لَمْ يَحْرُزْكَمِمّا تَخَافُهُ،
عَليّ لِسَيْفِ الدّولَة ِالقَرْمِ أنْعُمٌ
وَلا سَابِقٌ مِمَّا تَخَيّلْتَسَابِقٌ،
ولاَ صاحبٌ مما تخيرتَصاحبُ
أأجْحَدُهُ إحْسَانَهُ فيّ،إنّني
لكافرُ نعمى ، إنْ فعلتُ ،مواربُ
لَعَلّ القَوَافي عُقْنَ عَمّاأرَدْتُهُ،
فلا القولُ مردودٌ ولا العذرُناضبُ
و لا شكَّ قلبي ساعة ً فياعتقادهِ
وَلا شَابَ ظَني قَطّ فِيهِالشّوَائِبُ
تُؤرّقُني ذِكْرَى لَهُوَصَبَابَة ٌ،
وَتَجْذُبُني شَوْقاً إلَيْهِالجَوَاذِبُ
وَلي أدْمُعٌ طَوْعَى إذا مَاأمَرْتُها،
وَهُنّ عَوَاصٍ في هَوَاهُ،غَوَالِبُ
فلا تخشَ " سيفَ الدولة ِ" القرمَ أنني
سِوَاكَ إلى خَلْقٍ مِنَالنّاسِ رَاغبُ
فلا تُلبَسُ النّعمَى وَغَيرُكَمُلبِسٌ،
وَلا تُقْبَلُ الدنيَاوَغَيرُكَ وَاهِبُ
وَلا أنَا، مِنْ كُلّالمَطاعِمِ، طَاعِمٌ
وَلا أنَا، مِنْ كُلّالمَشَارِبِ، شَارِبُ
وَلاَ أنَا رَاضٍ إنْ كَثُرْنَمكاسِبي،
إذا لمْ تكنْ بالعزِّ تلكَالمكاسبُ
و لا السيدُ القمقامُ عنديبسيدٍ
إذا اسْتَنْزَلَتْهُ عَن عُلاهُالرّغَائِبُ
أيَعْلَمُ مَا نَلْقَى ؟ نَعَمْيَعْلَمُونَهُ
على النأيِ أحبابٌ لناوحبائبُ
أأبْقَى أخي دَمْعاً، أذاقَكَرى ً أخي؟
أآبَ أخي بعدي ، منَالصبرِآئبُ؟
بنَفسِي وَإنْ لمْ أرْضَ نَفسِيلَرَاكِبٌ
يُسَائِلُ عَني كُلّمَا لاحَرَاكِبُ
قريحُ مجاري الدمعِ مستلبُالكرى
يُقَلْقِلُهُ هَمٌّ مِنَالشوْقِ نَاصِبُ
أخي لا يُذِقْني الله فِقْدَانَمِثْلِهِ!
و أينَ لهُ مثلٌ ، وأينَالمقاربُ؟
تَجَاوَزَتِ القُرْبَىالمَوَدّة ُ بَيْنَنَا،
فأصْبَحَ أدْنَى مَا يُعَدّالمُنَاسِبُ
ألا لَيْتَني حُمّلْتُ هَمّيوَهَمّهُ،
وَأنّ أخي نَاءٍ عَنِ الهَمّعَازبُ
فَمَنْ لمْ يَجُدْ بالنّفسِ دونحبيبِهِ
فما هوَ إلاَّ ماذقُ الودِّكاذبُ
أتَاني، مَعَ الرُّكْبَانِ،أنّكَ جَازِعٌ،
وَغَيرُكَ يَخْفَى عَنْهُ للهواجِبُ
وَمَا أنْتَ مِمّنْ يُسْخِطُالله فِعلُهُ
و إن أخذتْ منكَ الخطوبُالسوالبُ
وَإني لَمِجْزَاعٌ، خَلا أنّعَزْمَة ً
تدافعُ عني حسرة ًوتغالبُ
و رقبة َ حسادٍ صبرتُلوقعها
لها جانبٌ مني وللحربِجانبُ
فكمْ منْ حزينٍ مثلَ حزنيووالهٍ
ولكنني وحدي الحزينُالمراقبُ
ولستُ ملوماً إنْ بكيتكَ منْدمي
إذا قعدتْ عني الدموعُالسواكبُ
ألا ليتَ شعري هلْ أبيتنَّ ليلةً
تناقلُ بي فيها إليكَالركائبُ؟

أبو فراس الحمدانى

أرَاني وَقَوْمي فَرّقَتْنَامَذَاهِبُ،
و إنْ جمعتنا في الأصولِالمناسبُ
فأقْصَاهُمُ أقْصَاهُمُ مِنْمَسَاءتي،
وَأقْرَبُهُمْ مِمّا كَرِهْتُالأقَارِبُ
غَرِيبٌ وَأهْلي حَيْثُ مَاكانَ ناظِري،
وَحِيدٌ وَحَوْلي مِن رِجاليعَصَائِبُ
نسيبكَ منْ ناسبتَ بالودِّقلبهُ
وجاركَ منْ صافيتهُ لاالمصاقبُ
و أعظمُ أعداءِ الرجالِثقاتها
و أهونُ منْ عاديتهُ منْتحاربُ
وَشَرّ عَدُوّيْكَ الّذي لاتُحَارِبُ،
و خيرُ خليليكَ الذي لاتناسبُ
لقد زدتُ بالأيامِ والناسِ خبرةً
و جربتُ حتى هذبتنيالتجاربُ
وَما الذّنبُ إلاّ العَجزُيَرْكبُهُ الفَتى ،
و ما ذنبهُ إنْ طارتهُالمطالبُ
وَمَن كان غَيرَ السّيفِ كافِلُرِزْقِهِ
فللذلِ منهُ لا محالة َجانبُ
وَمَا أُنْسُ دارٍ لَيْسَفِيهَا مُؤانِسٌ،
و ما قربُ قومٍ ليسَ فيهمْمقاربُ ‍!؟

أبو فراس الحمدانى

أمَا لِجَمِيلٍ عِنْدَكُنّثَوَابُ،
وَلا لِمُسِيء عِنْدَكُنّمَتَابُ؟
لَقَد ضَلّ مَنْ تَحوِي هوَاهُخَرِيدة ٌ،
و قدْ ذلَّ منْ تقضي عليهِكعابُ
و لكنني - والحمدُ للهِ - حازمٌ
أعزُّ إذا ذلتْ لهنَّ رقابُ
وَلا تَمْلِكُ الحَسْنَاءُقَلْبيَ كُلّهُ
و إنْ شملتها رقة ٌ وشبابُ
وَأجرِي فلا أُعطي الهوَى فضْلَمقوَدي،
وَأهْفُو وَلا يَخْفَى عَلَيّصَوَابُ
إذا الخِلّ لَمْ يَهْجُرْكَإلاّ مَلالَة ً،
فليسَ لهُ إلا الفراقَ عتابُ
إذَا لَمْ أجِدْ مِنْ خُلّة ٍما أُرِيدُهُ
فعندي لأخرى عزمة ٌ وركابُ
وَلَيْسَ فرَاقٌ ما استَطَعتُ،فإن يكُن
فراقٌ على حالٍ فليسَ إيابُ
صبورٌ ولوْ لمْ تبقَ مني بقيةٌ
قؤولٌ ولوْ أنَّ السيوفَ جوابُ
وَقورٌ وَأَحداثُ الزَمانِتَنوشُني
وَلِلمَوتِ حَولي جيئَةٌوَذَهابُ
وَألْحَظُ أحْوَالَ الزّمَانِبِمُقْلَة ٍ
بها الصدقُ صدقٌ والكذابُ كذابُ
بِمَنْ يَثِقُ الإنْسَانُفِيمَا يَنُوبُهُ
وَمِنْ أينَ للحُرّ الكَرِيمِصِحَابُ؟
وَقَدْ صَارَ هَذَا النّاسُإلاّ أقَلَّهُمْ
ذئاباً على أجسادهنَّ ثيابُ
تغابيتُ عنْ قومي فظنوا غباوةً
بِمَفْرِقِ أغْبَانَا حَصى ًوَتُرَابُ
وَلَوْ عَرَفُوني حَقّمَعْرِفَتي بهِم،
إذاً عَلِمُوا أني شَهِدْتُوَغَابُوا
وَمَا كُلّ فَعّالٍ يُجَازَىبِفِعْلِهِ،
و لا كلِّ قوالٍ لديَّ يجابُ
وَرُبَّ كَلامٍ مَرَّ فَوقَمَسامِعي
كَما طَنَّ في لَوحِ الهَجيرِذُبابُ
إلى الله أشْكُو أنّنَابِمَنَازِلٍ
تحكمُ في آسادهنَّ كلابُ
تَمُرّ اللّيَالي لَيْسَللنّفْعِ مَوْضِعٌ
لديَّ ، ولا للمعتفينَ جنابُ
وَلا شُدّ لي سَرْجٌ عَلىظَهْرِ سَابحٍ،
ولا ضُرِبَتْ لي بِالعَرَاءِقِبَابُ
و لا برقتْ لي في اللقاءِقواطعٌ
وَلا لَمَعَتْ لي في الحُرُوبِحِرَابُ
ستذكرُ أيامي " نميرٌ" و" عامرٌ"
و" كعبٌ " على علاتها و" كلابُ "
أنا الجارُ لا زادي بطيءٌعليهمُ
وَلا دُونَ مَالي لِلْحَوَادِثِبَابُ
وَلا أطْلُبُ العَوْرَاءَمِنْهُمْ أُصِيبُهَا،
وَلا عَوْرَتي للطّالِبِينَتُصَابُ
وَأسْطُو وَحُبّي ثَابِتٌ فيصُدورِهِمْ
وَأحلُمُ عَنْ جُهّالِهِمْوَأُهَابُ
بَني عَمّنا ما يَصْنعُ السّيفُفي الوَغى
إذا فلَّ منهُ مضربٌ وذبابُ ؟
بَني عَمِّنا لا تُنكِرواالحَقَّ إِنَّنا
شِدادٌ عَلى غَيرِ الهَوانِصِلابُ
بَني عَمّنَا نَحْنُالسّوَاعِدُ والظُّبَى
ويوشكُ يوماً أنْ يكونَ ضرابُ
وَإِنَّ رِجالاً ما اِبنَكُمكَاِبنِ أُختِهِم
حَرِيّونَ أَن يُقضى لَهُموَيُهابوا
فَعَنْ أيّ عُذْرٍ إنْ دُعُواوَدُعِيتُمُ
أبَيْتُمْ، بَني أعمَامِنا،وأجَابُوا؟
وَمَا أدّعي، ما يَعْلَمُ اللهغَيْرَهُ
رحابُ " عليٍّ " للعفاة ِ رحابُ
و أفعالهُ للراغبين َ كريمةٌ
و أموالهُ للطالبينَ نهابُ
و لكنْ نبا منهُ بكفيصارمٌ
و أظلمُ في عينيَّ منهُ شهابُ
وَأبطَأ عَنّي، وَالمَنَايَاسَرِيعة ٌ،
وَلِلْمَوْتِ ظُفْرٌ قَدْ أطَلّوَنَابُ
فَإِن لَم يَكُن وُدٌّ قَديمٌنَعُدُّهُ
وَلا نَسَبٌ بَينَ الرِجالِقُرابُ
فأَحْوَطَ لِلإسْلامِ أنْ لايُضِيعَني
و لي عنهُ فيهِ حوطة ٌ ومنابُ
ولكنني راضٍ على كل حالةٍ
ليعلمَ أيُّ الحالتينِ سرابُ
و ما زلتُ أرضى بالقليلِ محبةً
لديهِ وما دونَ الكثيرِ حجابُ
وَأطلُبُ إبْقَاءً عَلى الوُدّأرْضَهُ،
و ذكرى منى ً في غيرها وطلابُ
كذاكَ الوِدادُ المحضُ لايُرْتَجى لَهُ
ثوابٌ ولا يخشى عليهِ عقابُ
وَقد كنتُ أخشَى الهجرَ والشملُجامعٌ
و في كلِّ يومٍ لقية ٌ وخطابُ
فكيفَ وفيما بيننا ملكُقيصرٍ
وَللبَحْرِ حَوْلي زَخْرَة ٌوَعُبَابُ
أمنْ بعدِ بذلِ النفسِ فيماتريدهُ
أُثَابُ بِمُرّ العَتْبِ حِينَأُثَابُ؟
فَلَيْتَكَ تَحْلُو، وَالحَيَاةُ مَرِيرَة ٌ،
وَلَيْتَكَ تَرْضَى وَالأَنَامُغِضَابُ
وَلَيْتَ الّذي بَيْنيوَبَيْنَكَ عَامِرٌ
و بيني وبينَ العالمينَخرابُ

أبو فراس الحمدانى

إنّ في الأسْرِلَصَبّاً
دمعهُ في الخدِِّصبُّ
هُوَ في الرّومِمُقِيمٌ،
ولهُ في الشامِقلبُ
مستجدٌ لمْ يصادف
عِوَضاً مِمّنْ يُحِبّ

أبو فراس الحمدانى

زماني كلهُ غضبٌوعتبُ
و أنتَ عليَّ والأيامُإلبُ
وَعَيْشُ العالَمِينَ لَدَيْكَسَهْلٌ،
و عيشي وحدهُ بفناكَصعبُ
وَأنتَ وَأنْتَ دافعُ كُلّخَطْبٍ،
معَ الخطبِ الملمِّ عليَّخطبُ
إلى كَمْ ذا العِقَابُ وَلَيْسَجُرْمٌ
و كمْ ذا الإعتذارُ وليسَذنبُ؟
فلا بالشامِ لذَّ بفيَّشربٌ
وَلا في الأسْرِ رَقّ عَليّقَلْبُ
فَلا تَحْمِلْ عَلى قَلْبٍجَريحٍ
بهِ لحوادثِ الأيامِندبُ
أمثلي تقبلُ الأقوالُ فيهِ؟
وَمِثْلُكَ يَسْتَمِرّ عَلَيهِكِذْبُ؟
جناني ما علمتَ ، وليلسانٌ
يَقُدّ الدّرْعَ وَالإنْسانَعَضْبُ
وزندي ، وهوَ زندكَ ، ليسَيكبو
وَنَاري، وَهْيَ نَارُكَ، لَيسَتخبو
و فرعي فرعكَ الزاكيالمعلى
وَأصْلي أصْلُكَ الزّاكيوَحَسْبُ
" لإسمعيلَ " بي وبنيهِفخرٌ
وَفي إسْحَقَ بي وَبَنِيهِعُجْبُ
و أعمامي " ربيعة ُ "و هيَصيدٌ
وَأخْوَالي بَلَصْفَر وَهْيَغُلْبُ
و فضلي تعجزُ الفضلاءُعنهُ
لأنكَ أصلهُ والمجدُتربُ
فدتْ نفسي الأميرَ ، كأنَّحظي
وَقُرْبي عِنْدَهُ، مَا دامَقُرْبُ
فَلَمّا حَالَتِ الأعدَاءُدُوني،
و أصبحَ بيننا بحرٌ و" دربُ"
ظَلِلْتَ تُبَدّلُ الأقْوَالَبَعْدِي
و يبلغني اغتيابكَ مايغبُّ
فقلْ ما شئتَ فيَّ فليلسانٌ
مليءٌ بالثناءِ عليكَرطبُ
و عاملني بإنصافٍوظلمٍ
تَجِدْني في الجَمِيعِ كمَاتَحِبّ

أبو فراس الحمدانى

لَقَدْ عَلِمَتْ قَيْسُ بنُعَيلانَ أنّنا
بنا يدركُ الثأرُ الذي قلَّطالبهْ
وَأنّا نَزَعْنَا المُلْكَ مِنعُقْرِ دَارِهِ
و ننتهكُ القرمَ الممنعَجانبهْ
وَأنّا فَتَكْنَا بِالأغَرّابنِ رَائِقٍ
عَشِيّة َ دَبّتْ بِالفَسَادِعَقَارِبُه
أخَذْنَا لَكُمْ بِالثّار ثَارِعُمَارَة ٍ،
و قد نامَ لمْ ينهدْ إلى الثأرِصاحبهْ

أبو فراس الحمدانى

و زائرٍ حببهُإغبابهُ
طَالَ عَلى رَغمِ السُّرَىاجتِنابُهُ
وافاهُ دهرٌ عصلٌأنيابهُ
واجتابَ بطنانَ العجاجِجابهُ
يدأبُ ما ردَّ الزمانُدابهُ
وَأرْفَدَتْ خَيْرَاتُهُوَرَابُهُ
وافى أمامَ هطلهِربابهُ
باكٍ حزينٌ ، رعدهُانتحابهُ
جاءتْ بهِ ، مسيلة ً أهدابهُ،
رَائِحَة ٌ هُبُوبُهَاهِبَابُهُ
ذيالة ً ذلتْ لهاصعابهُ
ركبُ حيَّا كانَ الصباركابهُ
حَتى إذَا مَا اتّصَلَتْأسْبَابُهُ
وضربتْ على الثرىعقابهُ
و ضربتْ على الرباقبابهُ
وَامْتَدّ في أرْجَائِهِأطْنَابُهُ
وَتَبِعَ انْسِجَامَهُانْسِكَابُهُ
وَرَدَفَ اصْطِفَاقَهُاضْطِرَابُهُ
كأنما قدْ حملتْسحابهُ
ركنَ شروري واصطفتْهضابهُ
جَلّى عَلى وَجْهِ الثّرىكِتَابُهُ
وَشَرِقَتْ بِمَائِهَاشِعَابُهُ
و حليتْ بنورهارحابهُ
كَأنّهُ لَمّا انْجَلَىمُنْجَابُهُ
و لمْ يؤمنْ فقدهُإيابهُ
شيخٌ كبيرٌ عادهُ شبابهُ

أبو فراس الحمدانى

و لا تصفنَّ الحربَ عنديفإنها
طَعَامِيَ مُذْ بِعْتُ الصِّبَاوَشَرَابي
و قد عرفتْ وقعَ المساميرِمهجتي
و شققَ عنْ زرقِ النصولِإهابي
وَلَجّجْتُ في حُلوِ الزّمَانِوَمُرّهِ،
وَأنْفَقْتُ مِن عُمرِيبِغَيْرِ حِسابِ

أبو فراس الحمدانى

منْ لي بكتمانِ هوىشادنٍ
عيني لهُ عونٌ على قلبي؟
عرَّضتُ صبري وسلوىلهُ
فاستشهدا في طاعة ِالحبِّ

أبو فراس الحمدانى

لبسنا رداءَ الليلِ ، والليلُراضعٌ
إلى أنْ تَرَدّى رَأسُهُبِمَشِيبِ
و بتنا كغصني بانة ٍعابثتهما
إلى الصّبْحِ رِيحَا شَمْألٍوَجَنُوبِ

و تطرفُ عنا عينَ كلِّرقيبِ
إلى أنْ بَدَا ضَوْءُ الصّبَاحِكَأنّهُ
مَبَادِي نُصُولٍفي عِذَارِخَضِيبِ
فَيَا لَيْلُ قَد فَارَقْتَغَيرَ مُذَمَّمٍ،
و يا صبحُ قدْ أقبلتَ غيرَحبيبِ

أبو فراس الحمدانى

وَلَمّا أنْ جَعَلْتُاللّـ
ـهَ لي ستراً منَالنوبِ
رَمَتْني كُلُّ حَادِثَةٍ
فأخطتني ولمْ تصبِ

أبو فراس الحمدانى

مُسِيءٌ مُحْسِنٌ طَوْراًوَطَوْراً،
فما أدري عدوي أمحبيبي
يقلبُ مقلة ً ، ويديرُ طرفاً،
بِهِ عُرِفَ البَرِيءُ مِنَالمُرِيبِ
وَبَعْضُ الظّالمِينَ، وَإنْتَنَاهَى ،
شَهِيُّ الظّلمِ، مُغْتَفَرُالذّنُوبِ

أبو فراس الحمدانى

ندبتَ لحسنِ الصبرِ قلبَنجيبِ
و ناديتَ للتسليمِ خيرَمجيبِ
وَلمْ يَبْقَ مِني غَيْرَقَلْبٍ مُشَيَّعٍ
و عودٍ على نابِ الزمانِصليبِ
و قدْ علمتْ أمي بأنَّمنيتي
بحدِ سنانٍ أو بحدِقضيبِ
كما علمتْ ؛ منْ قبلِ أنْ يغرقَآبنها ،
بِمَهْلَكِهِ في المَاءِ، أُمُّشَبِيبِ
تحملتُ ، خوفَ العارِ ، أعظمَخطة ٍ
وَأمّلْتُ نَصْراً كَانَ غَيرَقَريبِ
وَللعَارِ خَلّى رَبُّ غَسَّانَمُلْكَهُ
وَفَارَقَ دِينَ اللَّهِ غَيْرَمُصِيبِ
ولمْ يرتغبْ في العيشِ"عيسى بنُمصعبِ"
وَلا خَفّ خوْفَ الحرْبِ قلبُحبيبِ
رضيتُ لنفسي : " كانَ غيرَموفقٍ "
ولم ترضَ نفسي : كانَ غيرَنحيبِ

أبو فراس الحمدانى

يَا عيِدُ! مَا عُدْتَبِمَحْبُوبِ
على معنى القلبِ ،مكروبِ
يَا عيِدُ! قَد عُدْتَ علَىناظِرٍ،
عن كلٍ حسنٍ فيكَ ،محجوبِ
يَا وَحْشَة َ الدّارِ التيرَبُّهَا
أصْبَحَ في أثْوَابِمَرْبُوبِ
قَدْ طَلَعَ العِيدُ عَلىأهْلِهِ
بِوَجْهِ لا حُسْنٍ وَلاطِيبِ
ما لي وللدهرِوأحداثهِ
لقدْ رماني بالأعاجيبِ

أبو فراس الحمدانى

رَدَدْتُ عَلى بَني قَطَنٍبِسَيْفي
أسِيراً غَيْرَ مَرْجُوّالإيَابِ
سَرَرْتُ بِفَكّهِ حَيَّيْنُمَيْرٍ،
وسؤتُ بني " ربيعة َ " و" الضبابِ "
و ما أبغي سوى شكريثواباً
و إنَّ الشكرَ من خيرالثوابِ
فَهَلْ مُثْنٍ عَليّ فَتىنُمَيْرٍ
بحلي عنهُ قدَّ بني " كلابِ "

أبو فراس الحمدانى

وَعِلّة ٍ لَمْ تَدَعْ قَلْباًبِلا ألَمٍ
سَرَتْ إلى طَلَبِ العَلْيَاوَغَارِبِهَا
هَلْ تُقبَلُ النّفسُ عَن نَفسٍفأفديَه؟
اللَّهُ يَعْلَمُ ما تَغْلُوعَلَيّ بِهَا
لئنْ وهبتكَ نفساً لا نظيرَلها
فَمَا سَمَحْتُ بِهَا إلاّلِوَاهِبِهَا

أبو فراس الحمدانى

فَعَلَ الجَميلَ وَلم يكُنْ منقَصْدِهِ
فَقَبِلْتُهُ وَقَرَنْتُهُبِذُنُوبِهِ
و لربَّ فعلٍ جاءني منفاعلٍ
أحمدتهُ وذممتُ منْ يأتيبهِ

أبو فراس الحمدانى

فديتكَ ، ما الغدرُ منْشيمتي
قديماً وَلا الهَجرُ مِنمَذْهَبي!
وهبني ؛ كما تدعي ؛ مذنباً ‍!
أما تقبلُ العذرَ منْ مذنبِ؟
وَأوْلى الرّجالِ، بِعَتْبٍ،أخٌ
يكرُّ العتابَ على معتبِ

أبو فراس الحمدانى

ألزمني ذنباً بلاذنبِ
وَلَجّ في الهِجْرَانِوَالعَتْبِ
أحاولُ الصبرَ علىهجرهِ
وَالصّبْرُ مَحْظُورٌ علَىالصّبّ
وَأكْتُمُ الوَجْدَ، وَقَدْأصْبَحَتْ
عينايَ عينينِ علىالقلبِ
قدْ كنتُ ذا صبرٍ وذا سلوةٍ
فاستشهدا في طاعة ِالحبِّ

أبو فراس الحمدانى

ياليلُ ؛ ما أغفلَ ، عما بي،
حبائبي فيكًَوأحبابي
يا ليلُ ، نامَ الناسُ عنْموضعٍ
ناءٍ، عَلى مَضْجَعِهِنَابي
هبتْ لهُ ريحٌ شاميةٌ
مَتّتْ إلى القَلْبِبِأسْبَابِ
أدتْ رسالاتِ حبيبٍلنا
فَهِمْتُهَا مِنْ بَيْنَأصْحَابي

أبو فراس الحمدانى

أبنيتي ، لا تحزني
كلُّ الأنامِ إلىذهابِ
أبنيتي ، صبراًجميـ
ـلاً للجَليلِ مِنَالمُصَاب!
نُوحِي عَلَيّ بِحَسْرَةٍ!
من خَلفِ سترِكوَالحجابِ
قُولي إذَانَادَيْتِني،
و عييتِ عنْ ردِّ الجوابِ :
زينُ الشبابِ ، " أبوفرا
سٍ، لمْ يُمَتَّعْبِالشّبَابِ!

أبو فراس الحمدانى

وَقَفَتْني عَلى الأَسَىوَالنّحِيبِ
مُقْلَتَا ذَلِكَ الغَزَالِالرّبِيب
كلما عادني السلوُّ ؛رماني
غنْجُ ألحاظِهِ بِسَهْمٍمُصِيبِ
فَاتِرَاتٍ قَوَاتِلٍ،فَاتِنَاتٍ،
فاتكاتٌ سهامها فيالقلوبِ
هَلْ لِصَبٍّ مُتَيَّمٍ مِنْمُعِينٍ؟
و لداءٍ مخامرٍ منْ طبيبِ؟
أيّهَا المُذْنِبُ المُعَاتِبُحَتى
خِلْتُ أنّ الذّنُوبَ كانَتْذُنوبي
كنْ كما شئتَ منْ وصالٍوهجرٍ
غِيَرُ قَلْبي عَلَيْكَ غَيرُكَئِيبِ
لكَ جسمُ الهوى ، وثغرُ الأقاحي،
و نسيمُ الصبا ، وقدُّالقضيبِ
قَد جَحدتَ الهَوَى وَلكِنْأقَرّتْ
سِيمِيَاءُ الهَوَى وَلَحظُالمُرِيبِ
أنا في حالتي وصالٍوهجرٍ
من جوى الحبِّ في عذابٍمذيبِ
بينَ قربٍ منغصٍبصدودٍ
ووصالٍ منغصٍبرقيبِ
يَا خَلِيليَّ، خَلِّيانيوَدَمْعي
إنّ في الدّمْعِ رَاحَة َالمَكْرُوبِ
ما تقولانِ في جهادٍمحبٍ
وَقَفَ القَلْبَ في سَبِيلِالحَبِيبِ؟
هلْ منَْ الظاعنينَ مهدٍسلامي
للفَتى المَاجِدِ الأرِيبِالأدِيبِ؟
ابنُ عَمّي الدّاني عَلى شَحطِدارٍ
وَالقرِيبُ المَحَلّ غَيرُقَرِيبِ
خالصُ الودِّ ، صادقُ الوعدِ ،أنسي
في حُضُورِي مُحافظٌ فيمَغِيبي
كُلَّ يَوْمٍ يُهْدي إليّرِيَاضاً
جادها فكرهُ بغيثٍسكوبِ
وارداتٍ بكلِ أنسٍوبرٍّ
وَافِدَاتٍ بِكُلّ حُسْنٍوَطِيبِ
" يابنَ نصرٍ " وقيتَ بؤسَالليالي
و صروفَ الردى ، وكربَالخطوبِ
بَانَ صَبْرِي لمّا تَأمّلَطَرْفي:
بَانَ صَبري ببَينِ ظَبيٍرَبِيبِ

أبو فراس الحمدانى

يا ضَارِبَ الجَيشِ بي فيوَسْطِ مَفرِقهِ
لقدْ ضربتَ بنفسِ الصارمِالغضبِ
لا تَحرُزُ الدّرْعُ عَني نَفسَصَاحبِها
وَلا أُجِيرُ ذِمَامَ البِيضِوَاليَلَبِ
و لا أعودُ برمحي غيرَمنحطمٍ
و لا أروحُ بسيفي غيرَمختضبِ
حَتى تَقُولَ لَكَ الأعْداءُرَاغِمَة ً
" أضحى ابنُ عمكَ هذا فارسَالعربِ "
هيهاتَ لا أجحدُ النعماءَمنعمها
خلفتَ " يابنَ أبي الهيجاءِ " فيَّ أبي؟
يَا مَنْ يُحاذِرُ أنْ تَمضِيعَليّ يَدٌ
مَا لي أرَاكَ لبِيضِ الهِندِتسمحُ بي؟
و أنتَ بي منْ أضنِّ الناسِكلهمِ
فكيفَ تبذلني للسمرِوالقضبِ؟
ما زلتُ أَجهلُهُ فضلاًوأُنكره
نعمى ، وأوسعُ منْ عجبٍ ومنْعجبِ
حتى رأيتكَ بينَ الناسِمجتنباً
تُثْني عَليّ بِوَجْهٍ غَيرِمُتّئِبِ
فعندها ، وعيونُ الناسِترمقني
عَلِمْتُ أنّكَ لم تُخطىء ولَمأصِبِ

أبو فراس الحمدانى

وَمُعَوَّدٍ للكَرّ في حَمَسِالوَغَى ،
غادرتهُ ؛ والفرُّ منْعاداتهِ
حَمَلَ القَنَاة َ عَلى أغَرَّسَمَيْذَعٍ،
دَخّالِ مَا بَينَ الفَتىوَقَنَاتِهِ
لا أطْلُبُ الرّزْقَ الذّلِيلَمَنَالُهُ
فَوْتُ الهَوَانِ أذَلّ مِنْمَقْنَاتِهِ
علقتْ بناتُ الدهرِ ، تطرقُساحتي
لما فضلتُ بنيهِ فيحالاتهِ
فالحربُ ترميني ببيضِرجالها
وَالدّهْرُ يَطرُقُني بِسُودِبَنَاتِهِ

أبو فراس الحمدانى

و ما هوَ إلاَّ أنْ جرتْبفراقنا
يَدُ الدّهرِ حتى قيلَ، مَنهُوَ حارِثُ؟
يُذَكّرُنا بُعْدُ الفِرَاقِعُهُودَهُ،
وَتِلْكَ عُهُودٌ قَدْ بَلِينَرَثَائِثُ

أبو فراس الحمدانى

ألا ليتَ قومي، والأماني مثيرةٌ ،
شُهُودِيَ، وَالأَرْوَاحُ غَيرُلَوَابِثِ
غداة ً تناديني الفوارسُ ؛والقنا
تردُّ إلى حدِّ الظبا كلَّناكثِ
" أحارثُ " إنْ لمْ تصدرِالرمحَ قانياً
و لمْ تدفعٍِ الجلى فلستَ " بحارثِ

أبو فراس الحمدانى

قامتْ إلى جارتها
تشكو ، بذلٍوشجا
أما ترينَ ، ذا الفتى؟
مَرّ بِنَا مَاعَرّجَا
إنْ كانَ ما ذاقَ الهوى،
فَلا نَجَوْتُ، إنْنَجَا

أبو فراس الحمدانى

جَارِيَة ٌ، كَحْلاءُ، ممشوقَةٌ،
في صدرها : حقانِ منعاجِ
شَجَا فُؤادي طَرْفُهَاالسّاجي،
وكُلّ سَاجٍ طَرْفُهُشَاجِ

أبو فراس الحمدانى

ألا أبلغْ سراة َ " بني كلابِ "
إذا ندبتْ نوادبهمْصباحا
جزيتُ سفيههمْ سوءءاًبسوءٍ
فَلا حَرَجاً أتَيْتُ وَلاجُنَاحَا
قَتَلْتُ فَتى بَني عَمْرِو بنِعَبْدٍ
وَأوْسَعَهُمْ عَلى الضِّيفَانِسَاحَا
قَتَلْتُ مُعَوَّداً عَلَلَالعَشَايَا،
تخيرتِ العبيدُ لهُاللقاحا
ولستُ أرى فساداً فيفسادٍ
يَجُرّ عَلى طَرِيقَتِهِصَلاحَا
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
  #6  
قديم 04-04-2010, 05:12 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

أبو فراس الحمدانى

عجبتُ ، وقدْ لقيتَ بني " كلابٍ "
و أرواحُ الفوارسِتستباحُ
و كيفَ رددتُ غربَ الجيشِعنهمْ
وَقَدْ أخَذَتْ مَآخِذَهَاالرّمَاحُ

أبو فراس الحمدانى

أ " أبا العشائرِ " لا محلُّكَدارسٌ
بينَ الضلوعِ ، ولا مكانكَنازحُ
إني لأعلمُ بعدَ موتكَأنهُ
مَا مَرّ لِلأسَرَاءِ يَوْمٌصَالِحُ

أبو فراس الحمدانى

وَقَدْ أرُوحُ، قَرِيرَالعَينِ، مُغْتَبِطاً
بصَاحِبٍ مِثلِ نَصْلِ السّيفِوَضّاحِ
عذبِ الخلائقِ ، محمودٍ طرائقهُ،
عَفّ المَسامعِ، حتى يَرْغَمَاللاّحي
لما رأى لحظاتي في عوارضهِ،
فيما أشاءَمنَ الريحانِوالراحِ
لاثَ اللّثَامَ عَلى وَجْهٍأسِرَّتُهُ
كَأنّها قَمَرٌ أوْ ضَوءُمِصْبَاحِ

أبو فراس الحمدانى

عَدَتْني عَنْ زِيَارَتِكُمْعَوَادٍ
أقَلُّ مَخُوفِهَا سُمْرُالرّمَاحِ
وَإنّ لِقَاءَهَا لَيَهُونُعِنْدي،
إذَا كَانَ الوُصُولُ إلىنَجَاحِ
وَلَكِنْ بَيْنَنَا بَيْنٌوَهَجْرٌ
أأرجو بعدَ ذلكَ منْصلاحِ؟
أقمتُ ، ولوْ أطعتُ رسيسَشوقي
ركبتُ إليكَ أعناقَالرياحِ

أبو فراس الحمدانى

تَبَسّمَ، إذْ تَبَسّمَ، عَنْأقَاحِ
وَأسْفَرَ، حِينَ أسفَرَ، عَنصَبَاحِ
وَأتْحَفَني بِكَأسٍ مِنْرُضَابِ،
و كأسٍ من جنى خدٍوراحِ
فمنْ لألاءِ غرتهِصباحي
وَمِنْ صَهْبَاءِ رِيقَتِهِاصْطِبَاحي
فَلا تَعْجَلْ إلى تَسْرِيحِرُوحي
فَمَوْتي فِيكَ أيسَرُمِنْسَرَاحي

أبو فراس الحمدانى

أغصُّ بذكرهِ ، أبداً ،بريقي
و أشرقُ منهُ بالماءِالقراحِ
و تمنعني مراقبة ُالأعادي
غُدُوّي للزّيارَة ِ أوْرَوَاحي
وَلَوْ أنّي أُمَلَّكُ فِيهِأمْرِي
ركبتُ إليهِ أعناقَالرياحَ

أبو فراس الحمدانى

لمْ أؤاخذكَ بالجفاءِ ، لأني،
وَاثِقٌ مِنْكَ بِالوَفَاءِالصّحِيحِ
فجميلُ العدوِّ غيرُ جميلٍ،
و قبيحُ الصديقِ غيرُقبيحِ

أبو فراس الحمدانى

علونا " جوشنا " بأشدَّ منهُ،
وَأثْبَتَ عِنْدَ مُشْتَجَرِالرّماحِ
بجيشٍ جاشَ ، بالفرسانِ ،حتى
ظننتَ ، البرَّ بحراً منْسلاحِ
و ألسنة ٍ منَ العذباتِحمرٍ
تخاطبنا بأفواهِالرماحِ
و أروعَ ، جيشهُ ليلٌ بهيمٌ،
و غرتهُ عمودٌ منْصباحِ
صفوحٌ عندَ قدرتهِكريمٌ
قليلُ الصفحِ ما بينَالصفاحِ
فكانَ ثباتهُ للقلبِقلباً
وَهَيْبَتُهُ جَنَاحاًللجَنَاحِ

أبو فراس الحمدانى

أقْبَلَتْ كَالبَدْرِ تَسْعَى،
غلساً ، نحوي ،براحِ
قُلْتُ: أهْلاً بِفَتَاةٍ،
حملتْ نورَالصباحِ
عَلّلي بِالكَأسِ مَنْأصْـ
بحَ منها غيرَ صاحِ

أبو فراس الحمدانى

أيَلْحاني، عَلى العَبَرَاتِ،لاحِ
وَقد يَئسَ العَوَاذِلُ منصَلاحي
تَمَلَّكَني الهَوَى بَعدَالتّأبّي،
وَرَوَّضَنِي الهَوَى بَعْدَالجِمَاحِ
أسَكْرَى اللّحظِ طَيّبَة َالثّنَايا
أفترى اللحظِ ، جائلة َالوشاحِ
رَمَتْني نحوَ دارِكِ كُلّعَنْسٍ
وَصَلتُ لهَا غُدُوّيَبِالرّوَاحِ
تطاولَ فضلُ نسعتها ،وقلتْ
فُضُولُ زِمَامِهَا، عِندَالمَرَاحِ
حَمَلنَ إلَيْكِ صَبَّاً ذَاارْتِيَاحٍ
بقربكِ ، أو مساعدَ ذيارتياحِ
أخا عشرينَ ، شيبَعارضيهِ
مرِيضُ اللّحظِ في الحدقالصّحاحِ
نَزَحنَ مِن الرُّصَافَة ِعَامِدَاتٍ
أخَفّ الفَارِسِينَ إلىالصّيَاحِ
إذا مَا عَنّ لي أرَبٌبِأرْضٍ،
ركبتُ لهُ ، ضميناتِالنجاحِ
و لي عندَ العداة ِ ، بكلِّأرضٍ ،
دُيُونٌ في كَفَالاتِالرّمَاحِ
إذا التفتْ عليَّ سراة ُقومي
وَلاقَينا الفوارسَ فيالصَّباحِ
يَخِفّ بها إلى الغَمَرَاتِطَوْدٌ
بناتِ السبقِ تحتَ بنيالكفاحِ
تَكَدّرَ نَقْعُهُ، وَالجَوّصَافٍ،
و أظلمَ وقتهُ ، واليومُصاحِ
و كلّ‍ُ معذلٍ في الحيِّآبٍ
على العذالِ ؛ عصاءُاللواحي

أبو فراس الحمدانى

دُيُونٌ في كَفَالاتِالرّمَاحِ
وَأكْبَادٌ مُكَلِّمَة ُالنّوَاحي
و حزنٌ ، لا نفاذَ لهُ ؛ودمعُ
يلاحي ، في الصبابة ِ ، كلَّلاحِ
أتَدْري مَا أرُوحُ بِهِوَأغْدُو،
فَتَاة ُ الحَيّ حَيّ بَنيرَبَاحِ؟
ألا يَا هَذِهِ، هلْ مِنْمَقِيلٍ
لِضِيفانِ الصّبَابَة ِ،أوْرَوَاحِ؟
فَلَوْلا أنْتِ، مَا قَلِقَتْرِكابي
فَتَاة ُ الحَيّ حَيّ بَنيرَبَاحِ؟
و منْ جراكِ ، أوطنتُالفيافي
وَفِيكِ غُذِيتُ ألْبَانَاللِّقَاحِ
رَمَتْكِ مِنَ الشّآمِ بِنَامطَايا
قِصَارُ الخَطْوِ، دَامِيَة ُالصِّفَاحِ
تجولُ نسوعها ، وتبيتُتسري
إلى غرّاءَ، جَائِلَة ِالوِشَاحِ
إذا لمْ تشفَ ، بالغدواتِ ،نفسي
وَلا هَبّتْ إلى نَجْدٍرِيَاحي!
يُلاحي، في الصّبَابَة ِ، كُلّلاحِ
وقدْ هبتْ لنا ريحُالصباحِ:
لَقَدْ أخَذَ السُّرَىوَاللَّيْلُ مِنّا،
فهلْ لكَ أن تريحَ بجوِّراحٍِ؟
فَقُلتُ لَهُمْ عَلى كُرْهٍ: أرِيحوا
وَلا هَبّتْ إلى نَجْدٍرِيَاحي!
إرَادَة َ أنْ يُقَالَ أبُوفِرَاسٍ،
عَلَى الأصْحابِ، مأمونُالجِماحِ
و كمْ أمرٍ أغالبُ فيهِنفسي
ركبتُ ، مكانَ أدنىللنجاحِ
يُلاحي، في الصّبَابَة ِ، كُلّلاحِ
وَآسُو كُلّ خِلٍّبالسّمَاحِ
وَإنّا غَيرُ أُثّامٍلِنَحْوي
جِمَامَ المَاءِ، وَالمَرْعَىالمُبَاحِ
وَإنّا غَيرُ أُثّامٍلِنَحْوي
مَنِيعَ الدّارِ، وَالمَالالمُرَاحِ
لأملاكِ البلادِ ، عليَّ ،طعنٌ
يحلُّ عزيمة َ الدرعِالوقاحِ
و يومٍ ، للكماة ِ بهِ اعتناقً،
و لكنَّ التصافحَبالصفاحِ
و ما للمالِ يروي عنْذويهِ
وَيُصْبِحُ في الرّعَادِيدِالشّحَاحِ
لَنَا مِنْهُ، وإنْ لُوِيَتْ قَلِيلاً،
وَحُزْنٌ، لا نَفَادَ لَهُ،وَدَمْعٌ
أتَدْري مَا أرُوحُ بِهِوَأغْدُو،
تراهُ ، إذا الكماة ُ الغلبُشدوا
أشدَّ الفارسينِ إلىالكفاحِ
أتَاني مِنْ بَني وَرْقَاءَقَوْلٌ
ألذُّ جنَّى منَ الماءِالقراحِ
و أطيبُ منْ نسيمِ الروضِحفتْ
بهِ اللذاتُ منْ روحٍوراحَ
وَتَبْكي في نَوَاحِيهالغَوَادي
بأدمعها ، وتبسمُ عنْأقاحِ
عتابكَ يابنَ عمٍ بغيرِجرمٍ
وَإنّا غَيرُ بُخّالٍلِنَحْمي
و ما أرضى انتصافاً منْسواكمْ
وَأُغضي مِنكَ عَن ظُلمٍصُرَاحِ
أظَنّاً؟ إنّ بَعْضَ الظّنّإثْمٌ!
أمَزْحاً؟ رُبّ جِدٍّ فيمُزَاحِ!
إذا لمْ يَثْنِ غَرْبَ الظّنّظَنّ
بسطتُ العذرَ في الهجرِالمباحِ
أأتْرُكُ في رِضَاكَ مَدِيحَقَوْمي
أُصَاحِبُ كُلّ خِلٍّبالتّجَافي
و همْ أصلٌ لهذا الفرعِطابتْ
وَكَمْ أمْرٍ أُغَالِبُ فِيهِنَفْسي
بقاءُ البيضِ عمرُ الشملِفيهم
و حطُّ السيفِ أعمارُاللقاحِ
أعزُّ العالمينَ حمى ً وجاراً،
وَأكرَمُ مُسْتَغَاثٍمُستَمَاحِ
أريتكَ يابنَ عمِّ بأيِّ عذرٍ؟
عدوتَ عن الصوابِ ؛ وأنتَلاحِ
وَإنّا غَيرُ بُخّالٍلِنَحْمي
كفعلكَ ؛ أم بأسرتناافتتاحي
وَهَلْ في نَظْمِ شِعري منطرِيفٍ
لمغدى ً في مكانكَ ؛ أومراحِ؟
أمِنْ كَعْبٍ نَشَا بَحْرُ العَطَايَا
و صاحبُ كلٍ خلٍّمستبيحٍ
وَتَبْكي في نَوَاحِيهالغَوَادي
و هذا السيلُ منْ تلكَالغوادي
و هذي السحبُ منْ تلكَالرياحِ
وَآسُو كُلّ خِلٍّبالسّمَاحِ
أفي مدحي لقومي منْجناحِ؟
يُلاحي، في الصّبَابَة ِ، كُلّلاحِ
و منْ أضحىامتداحهمْامتداحي؟
و لستُ ، وإنْ صبرتُ علىالرزايا
ألاَ حي أسرتي ، وبهمْألاحي
و لو أني اقترحتُ علىزماني
لكنتمْ ، يا " بني ورقا " اقتراحي

أبو فراس الحمدانى

تَمَنَّيْتُمْ أنْ تَفْقِدُوني،وَإنّما
تَمَنَّيْتُمُ أنْ تُفْقِدُواالعِزَّ أصْيَدَا
أما أنا أعلى منْ تعدونَ همة ً؟
وَإنْ كنتُ أدنَى مَن تَعُدّونَموْلدَا
إلى الله أشكُو عُصْبَة ً منعَشِيرَتي
يسيئونَ لي في القولِ ،غيباًومشهدا
و إنْ حاربوا كنتُ المجنَّأمامهم
وَإنْ ضَارَبُوا كنتُالمُهَنّدَ وَاليَدَا
و إنْ نابَ خطبٌ ، أوْ ألمتْملمة ٌ ،
جعلتُ لهمْ نفسي ، وما ملكتْفدا
يودونَ أنْ لا يبصروني ، سفاهةً ،
وَلَوْ غِبتُ عن أمرٍتَرَكتُهُمُ سُدَى
فعالي لهمْ ، لوْ أنصفوا فيجمالها
وَحَظٌّ لنَفسي اليَوْمَ وهَوَلهمْ غَدا
فَلا تَعِدوني نِعمَة ً، فَمَتىغَدَتْ
فَأهلي بهَا أوْلى وَإنْأصْبَحُوا عِدَا

أبو فراس الحمدانى

يا طولَ شَوْقيَ إن قالوا: الرّحِيلُ غدا،
لا فَرّقَ اللَّهُ فِيمَابَيْنَنَا أبَدَا
يا منْ أصافيهِ في قربٍ وفيبعدِ
وَمَنْ أُخَالِصُهُ إنْ غَابَأوْ شَهِدَا
راعَ الفراقُ فؤاداً كنتَتؤنسهُ
وَذَرّ بَينَ الجُفُونِ الدّمعَوالسُّهُدا
لا يُبْعِدِ اللَّهُ شَخْصاً لاأرَى أنَساً
وَلا تَطِيبُ ليَ الدّنْيَا إذابَعُدا
أضحى وأضحيتُ في سرٍ وفيعلنٍ
أعدهُ والداً إذْ عدنيولدا
ما زالَ ينظمُ فيَّ الشعرَمجتهداً
فضلاً وأنظمُ فيهِ الشعرَمجتهدا
حَتى اعْتَرَفْتُ وَعَزّتْنيفَضَائِلُهُ،
و فاتَ سبقاً وحازَ الفضلَمنفردا
إنْ قَصّرَ الجُهْدَ عَنْإدْرَاكِ غايَته
فأعذرُ الناسِ منْ أعطاكَ ماوجدا
أبقى لنا اللهُ مولانا ؛ ولابرحتْ
أيّامُنَا، أبَداً، في ظِلّهِجُدُدَا
لا يطرقِ النازلُ المحذورُساحتهُ
وَلا تَمُدّ إلَيْهِالحَادِثَاتُ يَدَا
الحَمْدُ للَّهِ حَمْداًدَائِماً أبَدا
أعطانيَ الدهرُ ما لمْ يعطهِأحدا

أبو فراس الحمدانى

أهْدَى إلَيّ صَبَابَة ًوَكَآبَة ً
فأعادني كلفَ الفؤادِعميدا
إنَّ الغزالة َ والغزالة َأهدتا
وَجْهَاً إلَيكَ، إذا طَلَعتَ،وَجِيدا

أبو فراس الحمدانى

إلى اللَّهِ أشكُو مَا أرَى منعَشَائِرٍ
إذا ما دنونا زادَ جاهلهمبعدا
وَإنّا لَتَثْنِينَا عَوَاطِفُحِلْمِنَا
عَلَيْهمْ، وَإنْ ساءتْطَرَائقُهمْ جِدّا
وَيَمْنَعُنَا ظُلْمَ العَشِيرةِ أنّنَا
إلى ضُرّهَا، لَوْ نَبتَغيضُرّها، أهدَى
وَإنّا إذا شِئْنَا بِعَادَقَبِيلَة ٍ
جَعَلْنَا عِجالاً دُونَأهلِهِمُ نجدَا
وَلَوْ عَرَفَتْ هذي العَشائرُرُشْدَهَا
إذا جعلتنا دونَ أعدائهاسدا
وَلكِنْ أُرَاهَا، أصْلَحَ اللهحالَها
و أخلقها بالرشدِ - قدْ عدمتْرشدا
إلى كَمْ نَرُدّ البيضَ عَنهُمصَوَادياً
وَنَثني صُدورَ الخيلِ قدمُلئتْ حقدَا
وَنَغْلِبُ بِالحِلْمِالحَمِيّة َ مِنْهُمُ
وَنَرْعَى رِجالاً لَيس نَرْعىلهم عهدَا
أخَافُ عَلَى نَفْسي وَللحَرْبِسَوْرَة ٌ
بَوَادِرَ أمْرٍ لا نُطِيقُلَهَا رَدّا
و جولة َ حربٍ يهلكُ الحلمَدونها
وصولة َ بأسٍ تجمعُ الحرَّوالعبدا
وَإنّا لَنَرْمي الجَهلَبِالجَهْلِ مَرّة ً
إذا لمْ نَجِدْ مِنْهُ عَلىحَالَة ٍ بُدّا

أبو فراس الحمدانى

يا معجباً بنجومهِ
لا النحسُ منكَ ولاَالسعاده
اللَّهُ يُنْقِصُ مَايَشَا
ءُ وَفي يَدِ اللَّهِالزّيَادَة
دَعْ مَا أُرِيدُ وَمَاتُرِيـ
ـدُ، فَإنّ للَّهِالإِرَادَة

أبو فراس الحمدانى

دعوناكَ ، والهجرانُ دونكَ ؛دعوة ً
أتاكَ بها بقظانَ فكركَ لاالبردُ؟
فَأصْبَحْتَ مَا بَينَ العَدْوّوَبَيْنَنَا
تجاري بكَ الخيلُ المسومة ُالجردُ
أتَيْنَاكَ، أدْنَى مَانُجِيبُكَ، جُهدنا،
فأهوَنُ سَيرِ الخيلِ منتَحتِنَا الشّدّ
بكلِّ ، نزاري أتتكَبشخصهِ
عوائدُ منْ حاليكَ ليسَ لهاردُّ
نباعدهمْ وقتاً كما يبعدُالعدا
وَنُكْرِمُهُمْ وَقتاً كمَايُكرَمُ الوَفدُ
وندنو دنواً لا يولدُ جرأةً
و نجفو جفاءً لا يولدهُزهدُ
أفضتَ عليهِ الجودَ منْ قبلِهذهِ
و أفضلُ منهُ ما يؤملهُبعدُ
وَحُمْرِ سُيُوفٍ لا تَجِفّلهَا ظُبى ً
بِأيدِي رِجالٍ لا يُحَطّ لهَالِبْدُ
و زرقٍ تشقُّ البردَ عنْ منهجِالعدا
و تسكنُ منهمْ أينما سكنَالحقدُ
وَمُصْطَحَباتٍ قارَبَ الرّكضُبَينَها
وَلَكِنْ بِهَا عَنْ غَيرِهاأبَداً بُعْدُ
نشردهمْ ضرباً كما شردَالقطا
و ننظمهمْ طعناً كما نظمَالعقدُ
لَئِنْ خَانَكَ المَقْدُورُفِيمَا نَوَيْتَهُ
فما خانَكَ الرّكضُ الموَاصَلُوالجهدُ
تُعَادُ كمَا عُوّدْتَ،وَالهَامُ صَخْرُها،
وَيُبْنَى بهَا المَجدُالمُؤثَّلُ وَالحَمْدُ
ففي كفكَ الدنيا وشيمتكَالعلا
وَطَائِرُكَ الأعْلىوَكَوْكَبكَ السّعدُ

أبو فراس الحمدانى

أيا عاتباً ، لا أحملُ ، الدهرَ، عتبهُ
علَيّ وَلا عِنْدِي لأنْعُمِهِجَحْدُ
سأسكتُ إجلالاٍ لعلمكَأنني
إذا لمْ تكنْ خصمي ليَ الحججُاللدُّ

أبو فراس الحمدانى

نَبْوَة ُ الإدْلالِلَيْسَتْ،
عِنْدَنَا، ذَنْباًيُعَدُّ
قُلْ لِمَنْ لَيسَ لَهُعَهْـ
ـدٌ، لَنَا عَهْدٌوَعَقْدُ
جُمْلَة ٌ تُغْني عَنِالتّفْـ
ـصيلِ : " مالي عنكًَ بدُّ "
إنْ تَغَيَّرْتَفَمَاغُيّـ
ـرَ مِنّا لَكَ عَهْدُ

أبو فراس الحمدانى

عَطَفتُ على عَمرِو بنِ تغلِبَبَعدَما
تَعَرّضَ مني جانِبٌ لَهُمُصَلْدُ
ولا خيرَ في هجرِ العشيرة ِلامريءٍ
يَرُوحُ عَلى ذَمّ العَشِيرَة ِأوْ يَغْدُو
وَلَكِنْ دُنُوٌّ لا يُوَلّدُهِجْرَة ً،
وَهَجْرٌ رَفِيقٌ لايُصَاحِبُهُ زُهْدُ
نباعدهمْ طوراً ؛ كما يبعدُالعدا ؛
وَنُكرِمُهُمْ طَوْراً كمَايُكرَمُ الوَفدُ

أبو فراس الحمدانى

لقدْ كنتُ أشكو البعدَ منكَوبيننا
بِلادٌ إذا ما شِئتُ قَرّبَهاالوَخْدُ
فكيفَ وفيما بيننا ملكُ " قيصرٍ "
وَلا أمَلٌ يُحيي النّفُوسَوَلا وَعدُ!

أبو فراس الحمدانى

هَل للفَصاحَة ِ،وَالسّمَا
حة ِ والعلى عنيمحيدُ
إذْ أنتَ سيدي الذي
رَبّيْتَني وَأبيسَعِيدُ
في كلِّ يومٍأستفيـ
ـدُ منَ العلاءِ ،وأستزيدُ
وَيَزِيدُ فيّ إذَارَأيْـ
ـتُكَ في النّدَى خُلُقٌجَدِيدُ

أبو فراس الحمدانى

دَعَوْتُكَ للجَفْنِ القَرِيحِالمُسَهّدِ
لَدَيّ، وَللنّوْمِ القَلِيلِالمُشَرّدِ
وَمَا ذَاكَ بُخْلاً بِالحَيَاةِ، وَإنّهَا
لأَوّلُ مَبْذُولٍ لأوّلِمُجْتَدِ
وَمَا الأَسْرُ مِمّا ضِقْتُذَرْعاً بحَملِهِ
و ما الخطبُ مما أنْ أقولَ لهُ :قدِ
وَما زَلّ عَني أنّ شَخصاًمُعَرَّضاً
لنبلِ العدى ؛ إنْ لمْ يصبْ ؛فكأن ْقدِ
وَلَكِنّني أخْتَارُ مَوْتَبَني أبي
على صهواتِ الخيلِ ، غيرَموسدِ
وَتَأبَى وَآبَى أنْ أمُوتَمُوَسَّداً
بأيدي النّصَارَى مَوْتَ أكمَدَأكبَدِ
نضوتُ على الأيامِ ثوبَ جلادتي؛
ولكنني لمْ أنضُ ثوبَالتجلدِ
و ما أنا إلا بينَ أمرٍ،وضدهُ
يجددُ لي ، في كلِّ يومٍمجددِ
فمِنْ حُسنِ صَبرٍ بالسّلامَة ِوَاعِدي،
ومنْ ريبِ دهرٍ بالردى ،متوعدي
أقلبُ طرفي بينَ خلٍّمكبلٍ
وَبَينَ صَفِيٍّ بِالحَدِدِمُصَفَّدِ
دَعَوْتُكَ، وَالأبْوَابُتُرْتَجُ دونَنا،
فكُنْ خَيرَ مَدْعُوٍّ وَأكرَمَمُنجِدِ
فمثلكَ منْ يدعى لكلِّ عظيمةٍ
و مثليَ منْ يفدى بكلِّمسودِ
أناديكَ لا أني أخافُ منَالردى
و لا أرتجي تأخيرَ يومٍ إلىغدِ
وَقَد حُطّمَ الخَطّيّوَاختَرَمَ العِدى
و فللَ حدُّ المشرفيِّالمهندِ
و لكنْ أنفتُ الموتَ فيدارِغربة ٍ ،
بأيدي النّصَارَى الغُلفِمِيتَة َ أكمَدِ
فلا تتركِ الأعداءَ حوليليفرحوا
وَلا تَقطعِ التّسآلَ عَني،وَتَقْعُدِ
وَلا تَقعُدنْ، عني، وَقد سيمَفِديَتي،
فلَستَ عن الفِعْلِ الكَرِيمِبِمُقْعَدِ
فكمْ لكَ عندي منْ أيادٍ وأنعمٍ؟
رفعتَ بها قدري وأكثرتَحسدي
تَشَبّثْ بها أكرُومَة ً قَبْلَفَوْتِهَا،
وَقُمْ في خلاصي صَادق العزْمِوَاقعُدِ
فإنْ مُتُّ بَعدَ اليَوْمِعابكَ مَهلكي
معابَ الزراريين ، مهلكَمعبدِ
هُمُ عَضَلُوا عَنهُ الفِدَاءَفأصْبَحُوا
يهدونَ أطرافَ القريضِالمقصدِ
و لمْ يكُ بدعاً هلكهُ ؛ غيرَأنهمْ
يُعَابُونَ إذْ سِيمَ الفِداءُوَما فُدي
فَلا كانَ كَلبُ الرّومِ أرأفَمِنكُمُ
وَأرْغَبَ في كَسْبِ الثّنَاءِالمُخَلَّدِ
و لا يبلغِ الأعداءُ أنْيتناهضوا
وَتَقْعُدَ عَنْ هَذَا العَلاءِالمُشَيَّدِ
أأضْحَوْا عَلى أسْرَاهُمُ بيَعُوّداً،
وَأنْتُمْ عَلى أسْرَاكُمُغَيرُ عُوّدِ؟!
مَتى تُخلِفُ الأيّامُ مِثليلكُمْ فَتى ً
طَوِيلَ نِجَادِ السَّيفِرَحْبَ المُقَلَّدِ؟
مَتى تَلِدُ الأيّامُ مِثْليلَكْمْ فَتى ً
شَدِيداً عَلى البأساءِ، غَيرَمُلَهَّدِ؟
فإنْ تَفْتَدُوني تَفْتَدُواشَرَفَ العُلا،
و أسرعَ عوادٍ إليها ،معوَّدِ
وَإنْ تَفْتَدُوني تَفْتَدُوالِعُلاكُمُ
فتى غيرَ مردودِ اللسانِ أواليدِ
يطاعنُ عنْ أعراضكمْ ؛بلسانهِ
وَيَضْرِبُ عَنْكُمْبِالحُسَامِ المُهَنّدِ
فَمَا كُلّ مَنْ شَاءَالمَعَالي يَنَالُها،
و لاَ كلُّ سيارٍ إلى المجدِيهتدي
أقِلْني! أقِلْني عَثْرَة َالدّهْرِ إنّهُ
رماني بسهمٍ ، صائبِ النصلِ ،مقصدِ
وَلَوْ لمْ تَنَلْ نَفسيوَلاءَكَ لمْ أكُنْ
لأِورِدَهَا، في نَصرِهِ، كُلّمَوْرِدِ
وَلا كنتُ ألقى الألفَ زُرْقاًعُيُونُهَا
بسَبْعِينَ فِيهِمْ كُلّ أشْأمَأنكَدِ
فلاَ ، وأبي ، ما ساعدانِكساعدٍ ،
وَلا وَأبي، ما سَيّدَانِكَسَيّدِ
وَلا وَأبي، ما يَفْتُقُالدّهْرُ جَانِباً
فَيَرْتُقُهُ، إلاّ بِأمْرٍمُسَدَّدِ
و إنكَ للمولى ، الذي بكَ أقتدي،
و إنك للنجمُ الذي بكَأهتدي
وَأنتَ الّذِي عَرَّفْتَنيطُرُقَ العُلا،
وَأنْتَ الّذِي أهْدَيْتَني كلّمَقْصدِ
وَأنْتَ الّذي بَلّغْتَني كُلّرُتْبَة ٍ،
مشيتُ إليها فوقَ أعناقِحسدي
فَيَا مُلبسي النُّعمَى التيجَلّ قَدرُهَا
لَقَد أخلَقَتْ تِلكَ الثّيابُفَجَدّدِ
ألمْ ترَ أني ، فيكَ صافحتُحدها
وَفِيكَ شرِبتُ المَوْتَ غَيرَمُصرَّدِ
يَقولونَ: جَنّبْ عادَة ً مَاعَرَفْتَها،
شَدِيدٌ عَلى الإنْسَانِ ما لمْيُعَوَّدِ
فَقُلتُ: أمَا وَاللَّهِ لاقَالَ قَائِلٌ:
شَهدْتُ لَهُ في الحَرْبِ ألأمَمَشهَدِ
وَلَكِنْ سَألقَاهَا، فَإمّامَنِيّة ٌ
هيَ الظنُّ ، أو بنيانُ عزِّموطدِ
و لمْ أدرِ أنَّ الدهرَ في عددِالعدا؛
و أنَّ المنايا السودَ يرمينَعنْ يدِ
بَقيتَ ابنَ عبد الله تُحمى منالرّدى ،
وَيَفْدِيكَ مِنّا سَيّدٌبَعْدَ سَيّدِ
بعيشة ِ مسعودٍ ؛ وأيامِسالمٍ
و نعمة ِ مغبوطٍ ؛ وحالِمحسدِ
ولاَيحرمني اللهُ قربكَ ‍! إنهُ
مرادي منَ الدنيا ؛ وحظي ؛وسؤددي
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
  #7  
قديم 04-04-2010, 05:16 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

أبو فراس الحمدانى

لمنْ جاهدَ الحسادَ أجرُالمجاهدِ
وَأعْجَزُ مَا حَاوَلْتُإرْضَاءُ حَاسِدِ
و لمْ أرَ مثلي اليومَ أكثرُحاسداً ؛
كأنّ قُلُوبَ النّاسِ لي قَلبُوَاجِدِ
ألمْ يَرَ هذا النّاسُ غَيْرِيَفاضِلاً؟
وَلمْ يَظْفَرِ الحُسّادُ قَبليبمَاجِدِ؟!
أرى الغلَّ منْ تحتِ النفاقِ ،وأجتني
مِنَ العَسَلِ المَاذِيّ سُمّالأسَاوِدِ
وَأصْبِرُ، مَا لْم يُحْسَبِالصَّبْرُ ذِلّة ً،
وَألْبَسُ، للمَذْمُومِ، حُلّةحَامِدِ
قليلُ اعتذارٍ ، منْ يبيتُذنوبهُ
طِلابُ المَعَالي وَاكتِسَابُالمَحامِدِ
و أعلمُ إنْ فارقتُ خلاَّعرفتهُ ،
و حاولتُ خلاً أنني غيرُواجدِ
وَهل غضَّ مني الأسرُ إذْ خفّناصري
و قلَّ على تلكَ الأمورِمساعدي
ألا لا يُسَرّ الشّامِتُونَ،فَإنّهَا
مَوَارِدُ آبَائي الأولى ،وَمَوَارِدِي
و كمْ منْ خليلٍ ، حينَ جانبتُزاهداً
إلى غَيرِهِ عَاوَدْتُهُ غَيرَزَاهِدِ!
وماكلُّ أنصاري من الناسناصري
ولاَ كلَّ أعضادي،منَ الناسِعاضدي
وَهَل نافعي إنْ عَضّني الدّهرُمُفرَداً
إذا كانَ لي قومٌ طوالُالسواعدِ
وَهَلْ أنَا مَسْرُورٌ بِقُرْبِأقَارِبي
إذا كانَ لي منهمْ قلوبُالأباعدِ؟
أيا جاهداً ، في نيلِ ما نلتُمنْ علاَ
رويدكَ ! إني نلتها غيرَجاهدِ
لَعَمْرُكَ، مَا طُرْقُالمَعَالي خَفِيّة ٌ
وَلَكِنّ بَعضَ السّيرِ ليسَبقَاصِدِ
و يا ساهدَ العينينِ فيمايريبني ،
ألا إنّ طَرْفي في الأذى غَيرُسَاهِدِ
غفلتُ عنِ الحسادِ ، منْ غيرِغفلة ٍ ،
وَبِتّ طَوِيلَ النّوْمِ عَنْغَيْرِ رَاقِدِ
خليليَّ ، ما أعددتمالمتيمٍ
أسِيرٍ لَدى الأعداءِ جَافيالمَرَاقِدِ؟
فريدٍ عنِ الأحبابِ صبٍّ ،دموعهُ
مثانٍ ، على الخدينِ ، غيرُفرائدِ
إذا شِئتُ جاهَرْتُ العدوّ،وَلمُ أبتْ
أُقَلّبُ فَكْري في وُجُوهِالمَكَائِدِ
صبرتُ على اللأواءِ ، صبرَ آبنِحرة ٍ ،
كثيرِ العدا فيها ، قليلِالمساعدِ
فطاردتُ، حتى أبهرَ الجريُأشقري،
وضاربتُ حتى أوهنَ الضربُساعدي
و كنا نرى أنْ لمْ يصبْ ، منْتصرمتْ
مَوَاقِفُهُ عَن مِثلِ هَذيالشّدائِدِ
جمعتُ سيوفَ الهندِ ، منْ كلِّبلدة ٍ ،
وَأعْدَدْتُ للهَيْجَاءِ كُلّمُجَالِدِ
وأكثرْتُ للغَاراتِ بَيْنيوَبَيْنَهُم
بناتِ البكيرياتِ حولَالمزاودِ
إذا كانَ غيرُ اللهِ للمرءِ عدةٌ ،
أتَتْهُ الرّزَايَا مِنْوُجُوهِ الفَوَائِدِ
فَقد جَرّتِ الحَنفاءُ حَتفَحُذَيْفَة ٍ
و كانَ يراها عدة ًللشدائدِ
وَجَرّتْ مَنَايَا مَالِكِ بنِنُوَيْرَة ٍ
عقيلتهُ الحسناءُ ؛ أيامَ " خالدِ "
وَأرْدى ذُؤاباً في بُيُوتِعُتَيْبَة ٍ،
أبوهُ وأهلوهُ ؛ بشدوِالقصائدِ
عسى اللهُ أنْ يأتي بخيرٍ ؛فإنَّ لي
عوائدَ منْ نعماهُ ، غيَرَبوائدِ
فكمْ شالني منْ قعرِ ظلماءَ لمْيكنْ
ليُنقِذَني مِن قَعرِها حَشدُحاشِدِ
فإنْ عدتُ يوماً ؛ عادَ للحربِوالعلاَ
وَبَذْلِ النّدى وَالجُودِأكرَمُ عائِدِ
مَرِيرٌ عَلى الأعْدَاءِ،لَكِنّ جارَهُ
إلى خَصِبِ الأكنافِ عَذبِالمَوَارِدِ
مُشَهًّى بِأطْرَافِ النّهارِوَبَيْنَهَا
لَهُ مَا تَشَهّى ، مِنْطَرِيفٍ وَتالِدِ
مَنَعتُ حِمى قَوْمي وَسُدتُعَشيرَتي
وَقَلّدْتُ أهْلي غُرّ هَذِيالقَلائِدِ
خَلائِقُ لا يُوجَدْنَ في كُلّماجِدِ،
وَلَكِنّهَا في المَاجِدِ ابنِالأمَاجِدِ

أبو فراس الحمدانى

سَلامٌ رائِحٌ،غادِ،
عَلى سَاكِنَة ِالوَادِي
عَلى مَنْ حُبّهَاالهَادَي،
إذَا مَا زُرْتُ،وَالحَادِي
أُحِبُّ البَدْوَ، مِنْأجْلِ
غزالٍ ، فيهمُبادِ
ألاَ يا ربة َ الحليِ،
على العاتقِوالهادي
لقدْ أبهجتِ أعدائي
و قدْ أشمتِحسادي
بِسُقْمٍ مَا لَهُشافٍ،
و أسرٍ ما لهُفادِ
فَإخْوَانيوَنُدْمَاني
و عذاليَعوادي
فَمَا أَنْفَكّ عَنْذِكْراكِ
في نَوْمٍوَتَسْهَادِ
بشوقٍ منكِ معتادِ
وَطَيْفٍ غَيْرِمُعْتَادِ
ألا يا زائرَالموصـ
ـلِ حيِّ ذلكَالنادي
فَبِالمَوْصِلِإخْوَاني،
و بالموصلِأعضادي
فَقُلْ لِلقَوْمِيَأتُونِـ
ـي منْ مثنىوأفرادِ
فعندي خصبُ زوارٍ
و عندي ريُّورادِ
وَعِنْدِي الظّلمَمْدُوداً
عَلى الحَاضِرِوَالبَادِي
ألاَ لاَ يَقْعُدِالعَجْزُ
بكمْ عنْ منهلِالصادي
فَإنّ الحَجّمَفْرُوضٌ
معَ الناقة ِوالزادِ
كفاني سطوة َالدهرِ
جوادٌ نسلُأجوادِ
نماهُ خيرُ آباءٍ
نَمَتْهُمْ خَيْرُأجْدَادِ
فَمَا يَصْبُو إلىأرْضٍ
سوى أرضيوروادي
وقاهُ اللهُ ، فيماعـا
شَ، شَرَّ الزّمَنِالعَادِي

أبو فراس الحمدانى

وَزِيَارَة ٍ مِنْ غَيرِوَعْدِ،
في لَيْلَة ٍ طُرِقَتْبِسَعْدِ
بَاتَ الحَبِيبُ إلىالصّبَا
حِ معانقي خداًلخدِّ
يُمْتَارُ فيّوَنَاظِري
ما شئتَ منْ خمرِووردِ
قَدْ كَانَ مَولايَالأجـ
ـلّ، فَصَيّرَتْهُ الرّاحُعَبْدِي
لَيْسَتْ بِأوّل مِنّةٍ
مشكورة ٍ للراحٍِ عندي

أبو فراس الحمدانى

ليسَ جوداً عطية ٌبسؤالِ
قدْ يهزُّ السؤالِ غيرَالجوادِ
إنّما الجُودُ مَا أتَاكَابْتِدَاءً
لَمْ تَذُقْ فِيهِ ذلّة َالتّرْدَادِ

أبو فراس الحمدانى

وَلَمَّا تَخَيَّرْتُالأخِلاَّءَ لَمْ أجِدْ
صبوراً على حفظِ المودة ِوالعهدِ
سَلِيماً عَلى طَيّ الزّمَانِوَنَشْرِهِ
أميناً على النجوى صحيحاً علىالبعدْ
وَلَمّا أسَاءَ الظّنَّ بي مَنْجَعَلْتُهُ
و إيايَ مثلَ الكفِّ نيطتْ إلىالزندِ
حَمَلْتُ عَلى ضَنّي بِهِ سُوءَظَنّه
و أيقنتُ أني بالوفا أمة ٌوحدي
و أني على الحالينِ في العتبِوالرضى
مقيمٌ على ما كان يعرفُ منودي

أبو فراس الحمدانى

وَإذَا يَئِسْتُ مِنَالدّنُـ
ـوّ رَغِبْتُ في فَرْطِالبِعَادِ
أرْجُو الشّهَادَة َ فيهَوَا
كَ لأنّ قَلْبي فيجِهَادِ

أبو فراس الحمدانى

يَا جَاحِداً فَرْطَ غَرَاميبِهِ،
وَلَسْتُ بِالنّاسِي وَلاالجَاحِدِ
أقْرَرْتُ في الحُبّ بِمَاتَدّعِي،
فَلَسْتُ مُحْتَاجاً إلىشَاهِدِ

أبو فراس الحمدانى

بتنا نعللُ منْ ساقٍ أغنَّلنا
بخمرتينِ منَ الصهباءِوالخدِّ
كَأنّهُ حِينَ أذْكَى نَارَوَجْنَتَهِ
سُكراً وَأسبَلَ فضْلَ الفاحِمِالجَعدِ
يعدُّ ماءَ عناقيدٍبطرتهِ
بمَاءِ مَا حَمَلَتْ خَدّاهُ منوَرْدِ

أبو فراس الحمدانى

إني منعتُ منَ المسيسرِإليكمُ
و لوِ استطعتُ لكنتُ أولَواردِ
أشكو ، وهل أشكو جناية َمنعمٍ
غَيْظُ العَدُوّ بِهِ، وَكَبْتُالحَاسِدِ؟
قدْ كنتَ عدَّتي التي أسطوبها
وَيَدي إذا اشتَدّ الزّمَانُوَسَاعِدي
فَرُمِيتُ مِنْكَ بِغَيْرِ مَاأمّلْتُهُ
وَالمَرْءُ يَشْرَقُ بِالزّلالِالبَارِدِ
لكنْ أتتْ دونَ السرورِ مساءةٌ
وَصَلَتْ لهَا كَفُّ القَبُولِبِسَاعِدِ
فصبرتُ كالولدِ التقيِّ ؛لبرهِ
أغضى على ألمٍ لضربِالوالدِ
و نقضتُ عهداً كيفَ ليبوفائهِ
وَسُقيتُ دُونَكَ كأسَ هَمٍّصَارِدِ

أبو فراس الحمدانى

وداعٍ دعاني ، والأسنة ُ دونهُ،
صببتُ عليهِ بالجوابِجوادي
جنبتُ إلى مهري المنيعيِّمهرهُ
وَجَلّلْتُ مِنْهُ بِالنَّجِيعِنِجَادي

أبو فراس الحمدانى

قولاَ لهذا السيدِالماجدِ
قَوْلَ حَزِينٍ، مِثْلِهِ،فَاقِدِ
هَيهَاتَ! ما في النّاسِ منخَالِدِ
لا بدَّ منْ فقدٍ ومنْفاقدِ
كُنِ المُعَزّى ، لا المُعَزّىبِهِ،
إنْ كانَ لا بدَّ منَالواحدِ

أبو فراس الحمدانى

أوصيكَ بالحزنِ ، لا أوصيكَبالجلدِ
جلَّ المصابُ عن التعنيفِوالفندِ
إني أجلكَ أن تكفى بتعزيةٍ
عَنْ خَيرِ مُفْتَقَدٍ، ياخَيرَ مُفتقِدِ
هيَ الرّزِيّة ُ إنْ ضَنّتْبِمَا مَلَكَتْ
منها الجفونُ فما تسخو علىأحدِ
بي مثلُ ما بكَ منْ جزنٍ ومنْجزعٍ
وَقَدْلجَأتُ إلى صَبرٍ،فَلَمُ أجِدِ
لمْ يَنْتَقِصْنيَ بُعدي عَنْكَمن حُزُنٍ،
هيَ المواساة ُ في قربٍ وفيبعدِ
لأشركنكَ في اللأواءِ إنْطرقتْ
كما شركتكَ في النعماءِوالرغدِ
أبكي بدَمعٍ لَهُ من حسرَتيمَدَدٌ،
وَأسْتَرِيحُ إلى صَبْرٍ بِلامَدَدِ
وَلا أُسَوِّغُ نَفْسي فَرْحَةً أبَداً،
و قدْ عرفتُ الذي تلقاهُ منْكمدِ
وأمنعُ النومَ عيني أنْ يلمَّبها
عِلْمَاً بإنّكَ مَوْقُوفٌ عَلىالسُّهُدِ
يا مُفْرَداً بَاتَ يَبكي لامُعِينَ لَهُ،
أعانَكَ اللَّهُ بِالتّسْلِيمِوالجَلَدِ
هَذا الأسِيرُ المُبَقّى لافِدَاءَ لَهُ
يَفديكَ بالنّفسِ والأَهْلينَوَالوَلَدِ

أبو فراس الحمدانى

وَلَقَدْ عَلِمْتُ، وَمَاعَلِمْـ
ـتُ، وَإنْ أقمتُ علىصُدودِهْ
أنّ الغَزَالَة َوَالغَزَا
لَ، لَفِي ثَنَايَاهُوَجِيدِهْ

أبو فراس الحمدانى

لا تطلبنَّ دنوَّدا
رٍ مِنْ حَبِيبٍ، أوْمُعَاشِرْ
أبقى لأسبابِالمودَّ
ة ِ أنْ تَزورَ وَلاتُجَاوِرْ

أبو فراس الحمدانى

الآنَ حينَ عرفتُرشـ
ـدي ، فاغتديتُ علىحذرْ
وَنَهَيْتُ نَفْسِيفَانْتَهَتْ،
وَزَجَرْتُ قَلْبيفَانْزَجَرْ
وَلَقَدْ أقَامَ، عَلىالضّلا
لَة ِ، ثمّ أذْعَنَ،وَاسْتَمَرّ
هيهاتَ ، لستُ " أبافرا
س " إنْ وفيتُ لمنْ غدرْ !

أبو فراس الحمدانى

إنْ زُرْتُ «خَرْشَنَة ً» أسِيرَا
فَلَكَمْ أحَطْتُ بهامُغِيرا
وَلَقَدْ رَأيْتُ النّارَتَنْـ
ـتَهِبُ المَنَازِلَوَالقُصُورَا
وَلَقَدْ رَأيْتُ السّبْيَيُجْـ
ـلبُ نحونا حوَّا ،وحورا
نَخْتَارُ مِنْهُ الغَادَة َالْـ
ـحسناءَ ، والظبيَالغريرَا
إنْ طالَ ليلي فيذرا
كِ فقدْ نعمتُ بهِقصيرا
و لئنْ لقيتُ الحزنفيـ
ـكَ فقدْ لقيتُ بكِالسرورا
وَلَئِنْ رُمِيتُبِحادِثٍ،
فلألفينَّ لهُصبورا
صبرا ً لعلَّ اللهَيفـ
ـتحُ بعدهُ فتحاًيسيراً
منْ كانَ مثلي لمْيبتْ
إلاّ أسِيراً، أوْأمِيرا
لَيْسَتْ تَحُلّسَرَاتُنَا
إلا الصدورَ أو القبورا

أبو فراس الحمدانى

إذا شِئتَ أنْ تَلقى أُسُوداًقَسَاوِرا،
لنُعماهُمُ الصّفوُ الذي لنيُكَدَّرَا
يلاقيكَ ، منا ، كلُّ قرمٍ ،سميذعٍ ،
يطاعنُ حتى يحسبَ الجونُأشقراً
بدَوْلَة ِ سَيْفِ الله طُلْنَاعَلى الوَرَى
وفي عزهِ صلنا على منْتجبرا
قصدنا على الأعداءِ ، وسطَديارهمْ
بِضَرْبٍ يُرَى من وَقْعِهِالجوّ أغْبَرَا
فَسَائِلْ كِلاباً يَوْمَغَزْوة ِ بَالِسٍ
ألم يتركوا النسوانَ في القاعِحسراً
وَسائِلْ نُمَيراً، يَوْمَسَارَ إلَيْهِمُ،
ألمْ يُوقِنُوا بِالمَوْتِ،لَمَا تَنَمّرَا؟
وَسائِلْ عُقَيلاً، حينَ لاذتْبتَدْمُرٍ،
ألمْ نقرها ضرباً يقدُّالسنوَّرا
وَسائِلْ قُشَيراً، حينَ جَفّتْحُلُوقُها،
ألمْ نسقها كأساً ، من الموتِ ،أحمرا
وَفي طَيىء ٍ، لمّا أثَارتْسُيُوفُهُ
كماتهمُ ، مرأى لمنْ كانَمبصرا
وَكَلْبٌ غَداة َ استَعصَموابجِبالهِمْ،
رماهمْ بها، شعثاً، شوازب ،ضمَّرا
فأشبعَ منْ أبطالهمْ كلَّ طائرٍ،
وَذِئبٍ غَدا يَطْوي البَسِيطةَ أعْفَرَا

أبو فراس الحمدانى

إرْثِ لِصبٍّ فِيك قَدْزِدْتَهُ،
عَلى بَلايَا أسْرِهِ،أسْرَا
قدْ عدمَ الدنيا ولذاتها؛
لَكِنّهُ مَا عَدِمَالصّبْرا
فهوَ أسيرُ الجسمِ في بلدة ٍ،
وهوَ أسيرُ القلبِ في أخرى ‍!

أبو فراس الحمدانى

وَشَادِنٍ، من بَني كِسرَى ،شُغِفْتُ بهِ
لَوْ كانَ أنْصَفَني في الحُبّمَا جَارَا
إنْ زارَ قصَّر ليلي فيزيارتهِ
وَإنْ جَفَاني أطَالَ اللّيْلَأعْمَارَا
كأنّما الشّمسُ بي في القَوْسِنازِلَة ٌ
إنْ لم يَزُرْني وَفيالجَوْزَاءِ إنْ زَارَ

أبو فراس الحمدانى

و كنتُ ، إذا ما ساءني ، أوأساءني
لطفتُ بقلبي أوْ يقيمَ لهُعذرا
وَأكْرَهُ إعْلامَ الوُشَاة ِبِهَجْرِهِ
فأعتبهُ سراً ، وأشكرهُجهراً
وَهَبْتُ لِضَنّي سُوءَ ظَنّي،وَلم أدَع،
عَلى حَالِهِ، قَلبي يُسِرّلَهُ شَرّا

أبو فراس الحمدانى

دَعِ العَبَرَاتِ تَنهَمِرُانْهِمَارَا،
و نارَ الوجدِ تستعرُاستعارا
أتطفأُ حسرتي ، وتقرُّ عيني،
و لمْ أوقدْ ، معَ الغازينَ ،نارا؟
رأيتُ الصبرَ أبعدَ ما يرجَّى،
إذَا ما الجَيْشُ بِالغَازِينَسَارَا
وَأعْدَدْتُ الكَتَائِبَمُعْلَماتٍ
تنادي ، كلَّ آنٍ ، بي : سعارا
وَقَدْ ثَقّفْتُ للهَيْجَاءِرُمْحي،
وَأضْمَرْتُ المَهَارِيوالمِهَارَا
و كانَ إذا دعانا الأمرُحفَّتْ
بِنَا الفِتْيَانُ، تَبتَدِرُابْتِدَارَا
بخيلٍ لاَ تعاندُ منْ عليها،
وَقَوْمٍ لا يَرَوْنَ المَوْتَعَارَا
وراءَ القافلينَ بكلِّ أرضٍ،
وَأَوَّلُ مَنْ يُغِيرُ، إذَاأغَارَا
ستذكرني ، إذا طردتْ ، رجالٌ،
دفقتُ الرمحَ بينهمُمرارا
و أرضٌ ، كنتُ أملؤها خيولاً،
و جوٍّ ، كنتُ أرهقهُغبارا
لَعَلّ الله يُعْقِبُنيصَلاحاً
قويماً ، أو يقلينيالعثارا
فأشفي منْ طعانِ الخيلِصدراً
وَأُدرِكُ من صُرُوفِ الدّهرِثَارَا
أقمتُ على " الأميرِ " ، وكنتُممنْ
يعزُّ عليهِ فرقتهُ ،اختيارا
إذا سارَ " الأميرُ " ، فلاهدوا
لنفسي أو يؤوبَ ، ولاقرارا
أكابدُ بعدهُ همَّـا ، وغمَّـا،
و نوماً ، لا ألذُّ بهغرارا
وَكُنْتُ بِهِ أشَدّ ذَوِيّبَطشاً،
وَأبْعَدَهُم، إذا رَكِبُوا،مَغَارَا
أشُقّ، وَرَاءهُ، الجَيشَالمُعَبّا،
و أخرقُ ، بعدهُ ، الرهجَالمثارا
إذَا بَقِيَ الأمِيرُ قَرِيرَعَيْنٍ
فديناهُ ، اختياراً ، لااضطرار
أبٌ برٌّ ، ومولى ، وابنُ عمٍ،
و مستندٌ ، إذا ما الخطبُجارا
يَمُدّ عَلى أكَابِرِنَاجَنَاحاً،
و يكفلُ ، في مواطننا ،الصغارا
أراني اللهُ طلعتهُ ، سريعاً،
وَأصْحَبَهُ السّلامَة َ، حَيثُسَارَا
وَبَلّغَهُ أمَانِيَهُجَمِيعاً،
و كانَ لهُ منَ الحدثانِجارا

أبو فراس الحمدانى

وَمَا نِعمَة ٌ مَشكورَة ٌ، قَدصَنَعْتُها
إلى غَيرِ ذي شُكْرٍ،بمَانِعَتي أُخرَى
سآتي جميلاً ، ما حييت ،فإنني
إذا لمْ أُفِدْ شكراً، أفَدْتُبهِ أجْرَا

أبو فراس الحمدانى

إنْ لمْ تجافِ عنِالذنو
بِ ، وجدتها فيناكثيره
لَكِنّ عَادَتَكَالجَمِيـ
ـلَة َ أنْ تَغُضّ عَلىبَصِيرَهْ

أبو فراس الحمدانى

لقدْ نافسني الدهرُ
بتأخيرِي عنِالحَضْرَة
فَمَا ألْقَى مِنَالعِلّـ
ـة ِ ما ألقى من الحَسْرَة

أبو فراس الحمدانى

وَجُلّنَارٍمُشْرِقٍ،
عَلَى أعَاليشَجَرَهْ
كأنَّ في رؤوسهِ ،
أصْفَرَهُ،وَأحْمَرَهْ
قُرَاضَة ً مِنْذَهَبٍ
في خرقٍمعصفره

أبو فراس الحمدانى

و قوفكَ في الديارِ عليكَ عارٌ،
و قدْ ردَّ الشبابُالمستعارُ
أبعدَ الأربعينَ محرماتٌ :
تمادٍ في الصبابة ِ ، واغترارُ؟ ! ..
نزعتُ عنِ الصبا ، إلاَّ بقايا،
يحفدها ، على الشيبِ ،العقارُ
وَقَالَ الغَانِيَاتُ: «سَلا،غُلاماً،
فكيفَ بهِ ، وقدْ شابَ العذارُ؟ "
و ما أنسى الزيارة َ منكِ ،وهناً ،
و موعدنا " معانٌ" و" الحيارُ "
وَطَالَ اللّيلُ بي، وَلَرُبّدَهْرٍ
نعمتُ بهِ ، لياليهِقصارُ
و ندماني : السريعُ إلى لقائي،
على عجلٍ ، وأقداحيالكبارُ
عشقتُ بها عواريَّالليالي
" أحقُّ الخيلِ بالركضِالمعارُ
وَكَمْ مِنْ لَيْلَة ٍ لمْأُرْوَ مِنْهَا
حننتُ لها ، وأرقني ادكارُ !
قَضَاني الدَّينَ مَاطِلُهُ،وَوَافى ،
إليَّ بها ، الفؤادُالمستطارُ
فبتُّ أعلُّ خمراً منْرضابٍ
لها سكرٌ وليسَ لهاخمارُ
إلى أنْ رقَّ ثوبُ الليلِعنَّـا
وقالتْ : " قمْ ! فقدْ بردَالسوارُ !
وَوَلّتْ تَسْرُقُ اللّحَظَاتِنحوِي
عَلى فَرَقٍ كَمَا التَفَتَالصُّوَارُ
دنا ذاكَ الصباحُ ، فلستُأدري
أشَوْقٌ كَانَ مِنْهُ؟ أمْضِرَارُ؟
وَقَد عَادَيتُ ضَوْءَ الصّبحِحتى
لِطَرْفي، عَنْ مَطَالِعِهِ،ازْوِرَارُ
و مضطغنٍ يراودُ فيَّعيباً
سَيَلْقَاهُ، إذا سُكِنَتْوَبَارُ
وَأحْسِبُ أنّهُ سَيَجُرّحَرْباً
عَلى قَوْمٍ ذُنُوبُهُمُصِغَارُ
كما خزيتْ بـ "راعيها " " نميرٌ " ،
وجرَّ على "بني أسدٍ" " يسارُ "
وَكَمْ يَوْمٍ وَصَلْتُ بفَجْرِلَيْلٍ
كأنَّ الركبَ تحتهما صدارُ؟
إذا انْحَسَرَ الظّلامُ امْتَدّآلٌ
كأنا درهُ ، وهوَالبحارُ
يَمُوجُ عَلى النّوَاظِرِ،فَهْوَ مَاءٌ
و يلفحُ بالهواجرِ فهونارُ
إذَا مَا العِزّ أصْبَحَ فيمَكَانٍ
سموتُ لهُ، وإنْ بعدَالمزارُ
مقامي ، حيثُ لا أهوى ،قليلٌ
ونومي ، عندَ منْ أقليغرارُ
أبَتْ لي هِمّتي، وَغِرَارُسَيْفي،
وَعَزْمي، وَالمَطِيّة ُ،وَالقِفَارُ
وَنَفْسٌ، لا تُجَاوِرُهَاالدّنَايَا،
وَعِرْضٌ، لا يَرِفّ عَلَيْهِعَارُ
وَقَوْمٌ، مِثلُ مَن صَحِبوا،كِرَامٌ
وَخَيلٌ، مِثلُ من حَملتْ،خيارُ
و كمْ بلدٍِ شتتناهنَّفيهِ
ضُحى ً، وَعَلا مَنَابِرَهُالغُبَارُ
وَخَيلٍ، خَفّ جَانِبُهَا،فَلَمّا
ذُكِرْنَا بَيْنَهَا نُسِيَالفِرَارُ
و كمْ ملكٍ ، نزعنا الملكَ عنهُ،
و جبارٍ ، بها دمهُ جبارُ؟
وَكُنّ إذَا أغَرْنَا عَلَىدِيَارٍ
رجعنَ ، ومنْ طرائدهاالديارُ
فَقَدْ أصْبَحْنَ وَالدّنْيَاجَمِيعاً
لنا دارٌ ، ومنْ تحويهِجارُ
إذَا أمْسَتْ نِزَارُ لَنَاعَبِيداً
فإنَّ الناسَ كلهمُ " نزارُ "

أبو فراس الحمدانى

وَيَدٍ يَرَاهَا الدّهْرُغَيْرَ ذَمِيمَة ٍ،
تمحو إساءتهُ إليَّوتغفرُ
أهدتْ إليَّ مودة ً منْصاحبٍ
تزكو المودة ُ في ثراهُ ،وتثمرُ
علقتْ يدي منهُ بعلقِ مضنةٍ
مِمّا يُصَانُ عَلى الزّمَانِوَيُدْخَرُ
إني عليكَ " أبا حصينٍ "،عاتبٌ
و الحرُّ يحتملُ الصديقَ ،ويصبرُ
وَإذا وَجَدْتُ عَلى الصّدِيقِشكَوْتُهُ
سِرَّاً إلَيْهِ وَفيالمَحَافِلِ أشْكُرُ
مَا بَالُ شِعْرِي لا تَرُدّجَوَابَهُ؟
سَحْبَانُ عِنْدَكَ بَاقِلٌ، لاأعذُرُ

أبو فراس الحمدانى

كَأنّمَا المَاءُ عَلَيْهِالجِسْرُ
دَرْجُ بَيَاضٍ خُطّ فيهِسَطْرُ
كأننا ، لمَّـا استتبَّالعبرُ،
أسرة ُ " موسى " يومَ شقَّالبحرُ !

أبو فراس الحمدانى

قدْ عرفنا مغزاكَ ، ياعيارُ
وَتَلَظّتْ، كمَا أرَدْتَ،النّارُ
لم أزلْ ثابتاً على الهجرِحتى
خفَّ صبري ، وقلَّتِالأنصارِ
وَإذَا أحْدَثَ الحَبِيبَانِأمْراً
كانَ فيهِ على المحبِّالخيارُ

أبو فراس الحمدانى

أيا أمَّ الأسيرِ ، سقاكِ غيثٌ،
بكُرْهٍ مِنْكِ، مَا لَقِيَالأسِيرُ!
أيا أمَّ الأسيرِ ، سقاكِ غيثٌ،
تَحَيّرَ، لا يُقِيم وَلايَسِير!
أيا أمَّ الأسيرِ ، سقاكِ غيثٌ،
إلى منْ بالفدا يأتي البشيرُ؟
أيا أمَّ الأسيرِ ، لمنتربى
وقدْ متِّ ، الذوائبُ والشعورُ؟
إذا ابنكِ سارَ في برٍ وبحرٍ،
فمنْ يدعو لهُ ، أو يستجيرُ ؟
حرامٌ أن يبيتَ قريرَ عينٍ !
ولؤمٌ أنْ يلمَّ بهِ السرورُ !
وَقَد ذُقتِ الرَزاياوَالمَنايا
وَلا وَلَدٌ لَدَيكِ وَلاعَشيرُ
و غابَ حبيبُ قلبكِ عنْ مكانٍ،
مَلائِكَة ُ السّمَاءِ بِهِحُضور
لِيَبْكِكِ كُلُّ يَوْمٍ صُمتِفيهِ
مُصَابِرَة ً وَقَد حَميَالهَجِير
لِيَبْكِكِ كُلّ لَيلٍ قُمْتِفيهِ
إلى أنْ يبتدي الفجرُ المنيرُ!
لِيَبْكِكِ كُلّ مُضْطَهَدٍمَخُوفٍ
أجرتيهِ ، وقدْ عزّ المجيرُ !
لِيَبْكِكِ كُلّ مِسكِينٍفَقِيرٍ
أغَثْتِيهِ، وَمَا في العَظْمِزِير
أيا أماهُ ، كمْ همٍّطويلٍ
مضى بكِ لمْ يكنْ منهُ نصيرُ ! ؟
أيا أماهُ ، كمْسرٍّمصونٍ
بقلْبِكِ، مَاتَ لَيسَ لَهظُهُور
أيا أماهُ ، كمْ بشرىبقربي
أتَتْكِ، وَدُونَها الأجَلِالقَصِير
إلى منْ أشتكي ؟ ولمنْ أناجي،
إذا ضاقتْ بما فيها الصدورُ ؟
بِأيّ دُعَاءِ دَاعِيَة ٍأُوَقّى ؟
بأيِّ ضياءِ وجهٍ أستنيرُ ؟
بِمَن يُستَدفَعُ القَدرَالمُوَفّى
بِمَن يُستَفتَحُ الأَمرُالعَسيرُ
نُسلَّى عنكَ : أنا عنْ قليلٍ،
إلى ما صرتِ في الأخرى ،نصيرُ

أبو فراس الحمدانى

أرَاكَ عَصِيَّ الدّمعِشِيمَتُكَ الصّبرُ،
أما للهوى نهيٌّ عليكَ ولا أمرُ؟
بلى أنا مشتاقٌ وعنديَ لوعة ٌ،
ولكنَّ مثلي لا يذاعُ لهُ سرُّ !
إذا الليلُ أضواني بسطتُ يدَالهوى
وأذللتُ دمعاً منْ خلائقهُالكبرُ
تَكادُ تُضِيءُ النّارُ بينَجَوَانِحِي
إذا هيَ أذْكَتْهَا الصّبَابَةُ والفِكْرُ
معللتي بالوصلِ ، والموتُ دونهُ،
إذا مِتّ ظَمْآناً فَلا نَزَلالقَطْرُ!
حفظتُ وضيعتِ المودة َبيننا
و أحسنَ ، منْ بعضِ الوفاءِ لكِ، العذرُ
و ما هذهِ الأيامُ إلاصحائفٌ
لأحرفها ، من كفِّ كاتبها بشرُ
بنَفسي مِنَ الغَادِينَ فيالحَيّ غَادَة ً
هوايَ لها ذنبٌ ، وبهجتها عذرُ
تَرُوغُ إلى الوَاشِينَ فيّ،وإنّ لي
لأذْناً بهَا، عَنْ كُلّوَاشِيَة ٍ، وَقرُ
بدوتُ ، وأهلي حاضرونَ ،لأنني
أرى أنَّ داراً ، لستِ من أهلها، قفرُ
وَحَارَبْتُ قَوْمي في هَوَاكِ،وإنّهُمْ
وإيايَ ، لولا حبكِ ، الماءُوالخمرُ
فإنْ كانَ ما قالَ الوشاة ُولمْ يكنْ
فَقَد يَهدِمُ الإيمانُ مَاشَيّدَ الكُفرُ
وفيتُ ، وفي بعضِ الوفاءِ مذلةٌ
لآنسة ٍ في الحي شيمتها الغدرُ
وَقُورٌ، وَرَيْعَانُ الصِّبَايَسْتَفِزّها،
فتأرنُ ، أحياناً ، كما يأرنُالمهرُ
تسائلني: " منْ أنتَ ؟ " ، وهيعليمة ٌ ،
وَهَلْ بِفَتى ً مِثْلي عَلىحَالِهِ نُكرُ؟
فقلتُ ، كما شاءتْ ، وشاءَ لهاالهوى :
قَتِيلُكِ! قالَتْ: أيّهُمْ؟فهُمُ كُثرُ
فقلتُ لها: " لو شئتِ لمْتتعنتي ،
وَلمْ تَسألي عَني وَعِنْدَكِبي خُبرُ!
فقالتْ: " لقد أزرى بكَ الدهرُبعدنا!
فقلتُ: "معاذَ اللهِ! بلْ أنتلاِ الدهرُ،
وَما كانَ للأحزَانِ، لَوْلاكِ،مَسلَكٌ
إلى القلبِ؛ لكنَّ الهوى للبلىجسرُ
وَتَهْلِكُ بَينَ الهَزْلِوالجِدّ مُهجَة ٌ
إذا مَا عَداها البَينُعَذّبَها الهَجْرُ
فأيقنتُ أنْ لا عزَّ ، بعدي ،لعاشقٍ ؛
وَأنُّ يَدِي مِمّا عَلِقْتُبِهِ صِفْرُ
وقلبتُ أمري لا أرى لي راحة ً،
إذا البَينُ أنْسَاني ألَحّ بيَالهَجْرُ
فَعُدْتُ إلى حكمِ الزّمانِوَحكمِها،
لَهَا الذّنْبُ لا تُجْزَى بهوَليَ العُذْرُ
كَأني أُنَادي دُونَ مَيْثَاءَظَبْيَة ً
على شرفٍ ظمياءَ جللها الذعرُ
تجفَّلُ حيناً ، ثم تدنوكأنما
تنادي طلا ـ، بالوادِ ، أعجزهُالحضرُ
فلا تنكريني ، يابنة َ العمِّ ،إنهُ
ليَعرِفُ مَن أنكَرْتِهِالبَدْوُ وَالحَضْرُ
ولا تنكريني ، إنني غيرُمنكرٍ
إذا زلتِ الأقدامِ ؛ واستنزلَالنضرُ
وإني لجرارٌ لكلِّ كتيبةٍ
معودة ٍ أنْ لا يخلَّ بهاالنصرُ
و إني لنزالٌ بكلِّ مخوفةٍ
كثيرٌ إلى نزالها النظرُ الشزرُ
فَأَظمأُ حتى تَرْتَوي البِيضُوَالقَنَا
وَأسْغَبُ حتى يَشبَعَ الذّئبُوَالنّسرُ
وَلا أُصْبِحُ الحَيَّالخَلُوفَ بِغَارَة ٍ،
وَلا الجَيشَ مَا لمْ تأتِهقَبليَ النُّذْرُ
وَيا رُبّ دَارٍ، لمْ تَخَفْني،مَنِيعَة ٍ
طلعتُ عليها بالردى ، أناوالفجرُ
و حيّ ٍرددتُ الخيلَ حتىملكتهُ
هزيماً وردتني البراقعُ والخمرُ
وَسَاحِبَة ِ الأذْيالِ نَحوي،لَقِيتُهَا
فلمْ يلقها جهمُ اللقاءِ ، ولاوعرُ
وَهَبْتُ لهَا مَا حَازَهُالجَيشُ كُلَّهُ
و رحتُ ، ولمْ يكشفْ لأثوابهاسترُ
و لا راحَ يطغيني بأثوابهِالغنى
و لا باتَ يثنيني عن الكرمِالفقر
و ما حاجتي بالمالِ أبغي وفورهُ؟
إذا لم أفِرْ عِرْضِي فَلاوَفَرَ الوَفْرُ
أسرتُ وما صحبي بعزلٍ، لدىالوغى ،
ولا فرسي مهرٌ ، ولا ربهُ غمرُ !
و لكنْ إذا حمَّ القضاءُ علىأمرىء ٍ
فليسَ لهُ برٌّ يقيهِ، ولا بحرُ !
وقالَ أصيحابي: " الفرارُأوالردى ؟ "
فقُلتُ: هُمَا أمرَانِ،أحلاهُما مُرّ
وَلَكِنّني أمْضِي لِمَا لايَعِيبُني،
وَحَسبُكَ من أمرَينِ خَيرُهماالأسْرُ
يقولونَ لي: " بعتَ السلامة َبالردى "
فَقُلْتُ: أمَا وَالله، مَانَالَني خُسْرُ
و هلْ يتجافى عني الموتُ ساعة ً،
إذَا مَا تَجَافَى عَنيَالأسْرُ وَالضّرّ؟
هُوَ المَوْتُ، فاختَرْ ما عَلالك ذِكْرُه،
فلمْ يمتِ الإنسانُ ما حييَالذكرُ
و لا خيرَ في دفعِ الردى بمذلةٍ
كما ردها ، يوماً بسوءتهِ " عمرو"
يمنونَ أنْ خلوا ثيابي ،وإنما
عليَّ ثيابٌ ، من دمائهمُ حمرُ
و قائم سيفي ، فيهمُ ، اندقَّنصلهُ
وَأعقابُ رُمحٍ فيهِمُ حُطّمَالصّدرُ
سَيَذْكُرُني قَوْمي إذا جَدّجدّهُمْ،
" وفي الليلة ِ الظلماءِ ،يفتقدُ البدرُ "
فإنْ عِشْتُ فَالطّعْنُ الذييَعْرِفُونَه
و تلكَ القنا ، والبيضُ والضمرُالشقرُ
وَإنْ مُتّ فالإنْسَانُ لا بُدّمَيّتٌ
وَإنْ طَالَتِ الأيّامُ،وَانْفَسَحَ العمرُ
ولوْ سدَّ غيري ، ما سددتُ ،اكتفوا بهِ؛
وما كانَ يغلو التبرُ ، لو نفقَالصفرُ
وَنَحْنُ أُنَاسٌ، لا تَوَسُّطَعِنْدَنَا،
لَنَا الصّدرُ، دُونَالعالَمينَ، أو القَبرُ
تَهُونُ عَلَيْنَا في المَعَالينُفُوسُنَا،
و منْ خطبَ الحسناءَ لمْ يغلهاالمهرُ
أعزُّ بني الدنيا ، وأعلى ذويالعلا ،
وَأكرَمُ مَن فَوقَ الترَابِوَلا فَخْرُ

أبو فراس الحمدانى

لأيكمــــــــمُ أذكرُ؟
وَفي أيّكُمْأفْكِرُ؟
و كمْ لي على بلدتي،
بُكَاءٌوَمُسْتَعْبَرُ؟
فَفي حَلَبٍعُدّتي،
وَعِزّيَ،وَالمَفْخَرُ
وفي " منبجَ " ، منْرضا
هُ، أنْفَسُ مَاأذْخَرُ
وَمَنْ حُبّهُ زُلْفَةٌ،
بهَا يُكْرَمُالمَحْشَرُ
وَأصْبِيَة ٌ،كَالفِرَاخِ،
أكْبَرُهُمْأصْغَرُ
وَقَوْمٌألِفْنَاهُمُ،
و غصنُ الصباأخضرُ
يخيلُ لي أمرهمْ
كأنهمُ حضَّرُ
فَحُزْنيَ لايَنْقَضِي،
و دمعي مايفترُ
و ما هذهِ أدمعي ،
وَلا ذَا الّذيأُضْمِرُ
وَلَكِنْ أُدارِيالدّمُوعَ،
وأسْتُرُ مَاأسْتُرُ
مخافة َ قولِ الوشا
ة ِ، مِثْلُك لايَصْبِرُ
أيا غفلتا ، كيفَلا
أرجي الذي أحذرُ؟
و ماذا القنوطُالذي
أراهُفَأسْتَشْعِرُ؟
أمَا مَنْ بَلانيبِهِ،
على كشفهِ أقدرُ؟
بلى َ ، إنَّ ليسيداً
مواهبهُ أكثرُ
وإني غَزيرُالذّنُوبِ،
و إحسانهُأغزرُ
بِذَنْبِيَأوْرَدْتَني،
وَمِنْ فَضْلِكالمَصْدرُ

أبو فراس الحمدانى

مغرمٌ ، مؤلمٌ ، جريحٌ ،أسيرٌ
إنّ قَلْباً، يُطِيقُ ذا،لَصَبُورُ
وَكَثِيرٌ مِنَ الرّجَالِحَدِيدٌ،
وَكَثِيرٌ مَنَ القُلُوبِصُخُورُ
قُلْ لِمَنْ حَلّ بِالشّآمِطَليقاً،
بِأبي قَلْبُكَ الطّلِيقُالأسِيرُ
أنَا أصْبَحْتُ لا أُطِيقُحَراكاً،
كيفَ أصبحتَ أنتَ يا " منصورُ " ؟

أبو فراس الحمدانى

أتَتْني عَنْكَأخْبَارُ،
و بانتْ منكَأسرارُ
وَلاحَتْ لي، مِنَالسّلْوَ
ة ِ، آيَاتٌوَآثَارُ
أرَاهَا مِنْكَبِالقَلْبِ،
و للأحشاءِأبصارُ
إذا ما بردَ الحبُّ
فَمَا تُسْخِنُهُالنّارُ

أبو فراس الحمدانى
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
  #8  
قديم 04-04-2010, 05:21 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

أبو فراس الحمدانى

و ظبيٍ غريرٍ ، في فؤادي كناسهُ،
إذا اكْتَنَسَ العِينُ الفَلاةَ وَحُورُهَا
تُقِرّ لَهُ بِيضُ الظّبَاءِوَأُدْمُهَا
و يحكيهِ ، في بعضِ الأمورِ ،غريرها
فَمِنْ خَلْقِهِ لَبّاتُهَاوَنُحُورُهَا،
وَمِنْ خُلْقِهِ عِصْيَانُهَاوَنُفُورُهَا

أبو فراس الحمدانى

ألا مَا لِمَنْ أمْسَى يَرَاكَوَللبَدْرِ،
وَمَا لمَكَانٍ أنْتَ فِيهِوَللقَطْرِ
تجللتَ بالتقوى ، وأفردتَبالعلاَ ،
وَأُهّلْتَ للجُلَّى ،وَحُلّيتَ بالفَخْرِ
وَقَلّدْتَني، لمّا ابتَدَأتَبمَدْحَتي،
يدأ لا أوفي شكرها ، أبدالدهرِ
فإنْ أنا لمْ أمنحكَ صدقَمودتي
فَمَا لي إلى المَجدِالمُؤثَّلِ من عُذْرِ
أيا بنَ الكرامِ الصيدِ ، جاءتْكريمة ً :
" أيا بنَ الكرامِ الصيدِوالسادة ِ الغرِّ "
فضلتَ بها أهلَ القريضِ ،فأصبحتْ
تَحيّة َ أهلِ البَدْوِ،مُؤنِسة َ الحَضرِ
وَمِثْلُكَ مَعدومُ النّظِيرِمن الوَرَى
و شعركَ معدومُ الشبيهِ منالشعرِ
كأنَّ على ألفاظهِ ،ونظامهِ
بَدَائِعَ مَا حَاكَ الرّبيعُمنَ الزّهْرِ
تَنَفّسَ فيه الرّوْضُ فاخضَلّبالنّدى
و هبَّ نسيمُ الروضِ يُخبرُبالفجرِ
إلى الله أشكُو مِنْ فِرَاقِكَلَوْعَة َ،
طويتُ لها ، مني الضلوعَ ، علىجمرِِ
و حسرة َ مرتاحٍ إذا اشتاقَقلبهُ ،
تَعَلّلَ بالشّكْوَى وَعَادَإلى الصّبرِ
فعدْ يا زمانَ القربِ ، في خيرِعيشة ٍ ،
و أنعمَ بالٍ ، ما بدا كوكبٌدري،
وعشْ "يابنَ نصرٍ" ما استهلتْغمامة ٌ ،
تَروحُ إلى عِزٍّ وَتَغدُو عَلىنَصْرِ

أبو فراس الحمدانى

مستجيرُ الهوى بغيرِ مجيرِ،
وَمُضَامُ الهَوَى بِغَيْرِنَصِيرِ
مَا لِمَنْ وَكّلَ الهَوَىمُقْلَتَيْهِ
بِانْسِكَابٍ وَقَلْبَهُبِزَفِيرِ؟!
فَهْوَ مَا بَينَ عُمْرِ لَيْلٍطَوِيلٍ،
يَتَلَظّى ، وَعُمُرِ نَوْمٍقَصِيرِ
لا أقولُ : المسيرُ أرّ‍َقَعيني ‍‍!
قدْ تناهى البلاءُ ، قبلَالمسيرِ‍‍!
يا كثيباً ، منْ تحتِ غصنٍرطيبٍ ،
يتثنى ، منْ تحتِ بدرٍمنيرِ ‍!
شَدّ مَا غَيّرَتْكَ بَعْدي،اللّيالي
يا قليلَ الوفا ، قليلَالنظيرِ
لكَ وصفي ، وفيكَ شعري ؛ ولاأعـ
ـرفُ وصفَ المؤارة ِالعيسجورِ
وَلِقَلْبِي مِنْ حُسنِوَجْهِكَ شغلٌ
عَنْ هَوَى قاصِراتِ تِلكَالقُصُورِ
قد منحتُ الرقادَ عينَخليٍّ
بَات خِلْواً مِمّا يُجِنّضَمِيري
لا بَلا اللَّهُ مَنْ أُحِبّبِحُبٍّ،
وَشَفَى كُلّ عَاشِقٍمَهْجُورِ
يا أخي " يا أبا زهيرٍ " أليعنــ
ـدَكَ عَوْنٌ عَلى الغَزَالِالغَرِيرِ؟
إنَّ لي ، مذء نأيتَ ، جسمَمريض
و بكا ثاكلٍ ، وذلَّأسيرِ
لمْ تزل مشتكايَ ، في كلِّ أمرٍ،
وَمُعِيني، وَعُدّتي،وَنَصِيري
وَرَدَتْ مِنْكَ، يا بنَ عَمّي،هَدَايا
تتهادى في سندسٍ ،وحريرِ
بفوافٍ ، ألذَّ منْ باردِالما
ءِ، وَلَفْظٍ كَاللّؤلُؤِالمَنْثُورِ
محكمٍ ، قصَّرَ " الفرزدقُ " و" الأخـ
ـطَلُ عَنْهُ، وَفَاقَ شِعْرَجَرِيرِ
أنتَ لَيثُ الوَغَى ، وَحَتْفُالأعَادي
وَغِيَاثُ المَلْهُوفِوَالمُستَجِيرِ
طُلْتَ، في الضّرْبِ للطُّلى عنشَبيهٍ
وَتَعَالَيْتَ، في العُلا، عَنْنَظِيرِ
كُنْتَ جَرّبْتَني، وَأنْتَكَثِيرُ الـ
ـكَيْسِ، طَبٌّ بِكُلّ أمْرٍكَبِيرِ
و إذا كنتَ ، " يابنَ عمي " ،قنوعاً
بِجَوَابي، قَنِعْتَبِالمَيْسُورِ
هَاجَ شَوْقي إلَيكَ، حينَأتَتْني:
«هَاجَ شَوْقُ المُتَيَّمِالمَهْجُورِ»

أبو فراس الحمدانى

عَذيرِيَ مِن طَوَالعَ فيعِذَارِي،
وَمِنْ رَدّ الشّبَابِالمُسْتَعَارِ!
و ثوبٍ ، كنتُ ألبسهُ ،أنيقٍ
أجررُ ذيله، بينَالجواري
و ما زادتْ على العشرينَسني
فما عذرُ المشيبِ إلى عذاري؟
و ما استمتعتُ منْ داعيالتصابي
إلى أنْ جَاءني داعيالوَقَار
أيا شيبي ، ظلمتَ ‍! وياشبابي
لقَد جَاوَرْتُ، مِنكَ، بشَرّجارِ!
يُرَحِّلُ كُلّ مَنْ يَأوِيإلَيْهِ
و يختمها بترحيلِالديارِ
أمرتُ بقصهِ ، وكففتُ عنهُ،
وقرَّ على تحمُّـلهِقراري
وَقُلْتُ: الشّيبُ أهوَنُ مَاأُلاقي
مِنَ الدّنْيا وَأيْسَرُ ماأُدارِي!
وَلا يَبْقَى رَفِيقي الفَجْرُحَتى
يضمَّ إليهِ منبلجَ النهارِ "
"و إني ما فجعتُ بهِلألقى
بهِ ملقى العثارِ منَالشعارِ"
و كمْ منْ زائرٍ بالكرهِمني
كرهتُ فراقهُ بعدَ المزارِ !
متى أسلو بلا خلٍّوصولٍ
يُوَافِقُني، وَلا قَدَحٍمُدَارِ؟
و كنتُ ، إذا الهمومُ تناوبتني،
فزعتُ منَ الهمومِ إلىالقفارِ
أنَختُ وَصَاحِبَايَ بذيطُلُوحٍ
طَلائِحَ، شَفَّهَا وَخْدُالقِفَارِ
وَلا مَاءٌ سِوَى نُطَفِالأدَاوِي،
وَلا زَادٌ سِوَى القَنَصِالمُثَارِ
فَلَمَّا لاحَ بَعْدَ الأينِسَلْعٌ،
ذكرتُ منازلي وعرفتُداري
ألَمّ بِنا، وَجُنْحُ اللّيلِداجٍ،
خيالٌ زارَ وهناً منْنوارِ
أبَاخِلَة ٌ عَلَيّ، وَأنتِجارٌ،
وَواصِلَة ٌ عَلى بُعْدِالمَزَارِ!
تلاعبُ بي ، على هوجَ المطايا،
خلائِقُ لا تَقُرّ عَلىالصَّغَارِ
و نفسٌ ، دونَ مطلبهاالثريا
وَكَفّ دُونَهَا فَيضُالبِحَارِ
أرى نفسي تطالبنيبأمرٍ
قَلِيلٌ، دُونَ غَايَتِهِ،اقتِصَاري
و ما يغنيكَ منْ هممٍطوالٍ
إذا قرنتْ بأعمارٍقصارِ؟
وَمُعْتكِفٍ عَلى حَلَبٍبَكِيٌّ،
يقوتُ عطاشَ آمالٍغزارِ
يقولُ ليَ : " انتظرْ فرجاًَ " ومن لي
بأنَّ الموتَ ينتظرُ انتظاري؟ !
عليَّ لكلِّ همٍ ، كلُّعيسٍ
أمونُ الرحلِ موخدة ُالقفارِ
وَخَرّاجٌ مِنَ الغَمَراتِخِرْقٌ،
أبو شبلينِ ، محميُّالذمارِ
شَدِيدُ تَجَنّبِ الآثَامِوَافٍ،
عَلى عِلاّتِهِ، عَفُّالإزارِ
فَلا نَزَلَتْ بيَ الجِيرَانُإنْ لمْ
أُجَاوِرْهَا مُجَاوَرَة َالبِحَارِ
أُصَاحِبْهَا بِمَأمُونِالفِرَارِ
وَلا صَحِبَتْنيَ الأمْلاكُ إنْلمْ
أُصَبّحْهَا بِمُلْتَفّالغُبَارِ
بجيشٍ لا يحلُّ بهمْمغيرٌ
وَرَأيٍ لا يَغِبّهُمُمُغَارِ
شددتُ على الحمامة ِ كورَرحلٍ
بعيدُ حلهُ ، دونَاليسارِ
تَحُفّ بِهِ الأسِنّة ُ،وَالعَوَالي،
و مضمرة ُ المهاري ،والمهاري
يعدنَ ، بعيدَ طولِ الصونِ ،سعياً
لِمَا كُلّفْنَ مِنْ بُعْدِالمَغَارِ
و تخفقُ حوليَ الراياتُ حمراً،
وتتبعني الخضارمُ منْ "نزارِ "
وَإنْ طُرِقَتْ بِدَاهِيَة ٍنَآدٍ
تدافعها الرجالُ بكلِّجارِ
عَزِيزٌ حَيثُ حَطّ السّيرُرَحْلي،
تداريني الأنامُ ولا أداري !
و أهلي من أنختُ إليهِ عيسي،
وَدَارِي حَيثُ كُنتُ مِنَالدّيَارِ

أبو فراس الحمدانى

تواعـــدنا بآذارِ
لمسعى ً غيرِمختارِ
وَقُمْنَا، نَسحَبُالرَّيْطَ،
إلى حانة ِ خمَّـارِ؛
فَلَمْ نَدْرِ، وَقَدْفاحَتْ
لَنَا مِنْ جَانِبِالدّارِ
بخمارٍ ، منَ القومِ،
نَزَلْنَا، أمْبِعَطّارِ؟
فلما ألبسَ الليلُ،
لنا ثوباً منَالقارِ
وَقُلْنَا: أوْقِدِالنّارَ
لِطُرَاقٍوَزُوّارِ
وَجَا خَاصِرَة َالدّنّ
فأغنانا عنِالنارِ
وَمَا في طَلَبِاللّهْوِ،
عَلى الفِتْيَانِ، مِنْعَارِ!

أبو فراس الحمدانى

صبرتُ على اختياركَواضطراري
وَقَلّ، مَعَ الهَوَى ، فِيكَانْتِصَارِي
و كانَ يعافُ حملَ الضيمِ قلبي،
فقرَّ على تحملهِقراري
فديتكَ ، طالَ ظلمكَواحتمالي
كما كثرتْ ذنوبكَواعتذاري

أبو فراس الحمدانى

ما آنَ أنْ أرتاعَللشــ
ـيْبِ، المُفَوَّفِ فيعِذَارِي؟
وَأكُفَّ عَنْ سُبُلِالضّلا
لِ، وَأكْتَسِي ثَوْبَالوَقَارِ
أمْ قَدْ أمِنْتُالحَادِثَا
تِ من الغواديوالسواري
إني أعوذُ ، بحسنِعفــ
ــوِ اللهِ ، منْ سوءِاختياري

أبو فراس الحمدانى

هَل تَرَى النّعْمَة َدَامَتْ
لصغيرِ أوْ كبيرِ؟
أوْ تَرَى أمْرَيْنِجَاءَا
أوّلاً مِثْلَأخِيرِ
إنما تجريالتصاريــ
ــفُ بتقليبِالدهورِ
ففقيرٌ منْ غنيٍّ ؛
وَغَنيّ مِنْ فَقِيرِ!

أبو فراس الحمدانى

منْ أينَ للرشإِ ، الغريرِ ،الأحورِ ،
في الخدِّ ، مثلُ عذارهِالمتحدرِ ؟!
قَمَرٌ، كَأنّ بِعَارِضَيْهِكِلَيْهِمَا
مِسْكاً، تَسَاقَطَ فَوْقَوَرْدٍ أحمَرِ

أبو فراس الحمدانى

وَوَارِدٍ مُورِدٍ أُنْساً،يُؤكّدُهُ
صُدُوره عَنْ سَلِيمِ الوِرْدِوَالصَّدَرِ
شدتْ سحائبهُ منهُ علىنزهٍ
تقسّمَ الحُسنُ بَينَ السّمعِوَالَبَصَرِ
عذوبة ٌ ، صدرتْ عنْ منطقٍ جددٍ؛
كالماءِ يخرجُ ينبوعاً منَالحجرِ
وروضة ٌ منَ رياضِ الفكرِ ،دبَّجها
صوبُ القرائحِ لا صوبٌ منالمطرِ
كَأنّمَا نَشَرَتْ أيْدِيالرّبِيعِ بهَا
برداً من الوشيِ أو ثوباً منالحبرِ

أبو فراس الحمدانى

ولي مِنّة ٌ في رِقَابِالضبَاب،
وأُخْرى تَخص بَنيجَعْفَرِ
عشية َ روَّحنَ من " عرقة ٍ "
وَأصْبَحْنَ فَوْضَى ، عَلىشَيْزَرِ
وقد طالَ ما وردتْ " بالجباة "
وَعَاوَدَتِ المَاءَ فيتَدْمُرِ
قَدَدْنَ البَقِيعَة َ، قَدّالأدِيـ
ـمِ، وَالغَرْبُ في شَبَهِالأشْقَرِ
و جاوزنَ " حمصَ " ؛ فلمْينتظرْ
نَ على موردٍ أو علىمصدرِ
وَبِالرَّسْتَنِ اسْتَلَبَتْمَوْرِداً،
كَوِرْدِ الحَمَامَة ِ أوْأنْزَرِ
وَجُزْنَ المُرُوجَ، وَقَرْنَيْحَمَاة َ
و "شيزرَ " ، والفجرُ لمْيسفرِ
و غامضتِ الشمسًإشراقها
فَلَفّتْ كَفَرْطَابَبِالعَسْكَرِ
ولاقتْ بها عصبَالدارعيــ
ـنَ بكلِّ منيعِ الحمىمسعرِ
عَلى كُلّ سَابِقَة ٍبِالرّدِيفِ،
وكلِّ شبيهٍ بهامجفرِ
و لما اعتفرنَ ولماعرقنَ
خَرَجْنَ، سِرَاعاً، مِنَالعِثْيَرِ
نُنَكِّبُ عَنْهُنّفُرْسَانَهُنّ،
ونبدأُ بالأخيرِالأخيَرِ
فلما سمعتُ ضجيجَالنسا
ءِ ناديتُ : " حارِ" ، ألافاقصر !
أ "حارثُ " منْ صافحَ ،غافرٌ
لهنَّ ، إذا أنتَ لمْ تغفرِ ؟ !
رَأى ابنُ عُلَيّانَ مَاسَرّهُ
فَقُلْتَ: رُوَيْدَكَ لاتُسْرَرِ!
فإني أقومُ بحقِِّالجوا
رِ ثُمّ أعُودُ إلىالعُنْصُرِ

أبو فراس الحمدانى

و يومٍ جلا فيهِ الربيعُبياضهُ
بِأنْوَاعِ حَليٍ، فَوْقَأثوَابِهِ الخُضْرِ
كأنَّ ذيولَ الجلنارِ ، مطلة ً،
فُضُولُ ذُيولِ الغانِياتِ منالأُزْرِ

أبو فراس الحمدانى

وواللهِ ، ما أضمرتُ في الحبِّسلوة ً ،
وواللهِ، ماحدثتُ نفسيَبالصبرِ
و إنكَ في عيني ، لأبهى منَالغنى ،
وإنكَ، في قلبي ، لأحلى منًَالنصرِ
فيا حكمي المأمولَ جرتَ معَالهوى ‍!
وياثقتي المأمونَ ، خنتَ معَالدهرِ ‍!

أبو فراس الحمدانى

سَأُثْني عَلى تِلكَالثَّنَايَا، لأنّني
أقولُ على علمٍ ، وأنطقُ عنْخبرِ
و أنصفها ، لا أكذبُ اللهَ ، أنني

أبو فراس الحمدانى

يا طِيبَ لَيْلَة ِ مِيلادٍ،لَهَوْتُ بِهَا
بأحورٍ ، ساحرِ العينينِ ،ممكورِ
وَالجَوُّ يَنْشُرُ دُرَّاً،غَيرَ مُنْتَظِمٍ،
والأرْضُ بَارِزَة ٌ في ثَوْبِكَافُورِ
وَالنّرْجسُ الغضّ يحكي حسنُمنظرِهِ
صَفْرَاءَ صَافِيَة ً في كَأسِبَلّورِ

أبو فراس الحمدانى

وَلي في كُلّ يَوْمٍ مِنْكَعَتْبٌ وَلي في كُلّ يَوْمٍ مِنْكَ عَتْبٌ
أقُومُ بِهِ مَقَامَالاعْتِذَارِ
حمَلْتُ جَفَاكَ، لا جَلَداً،وَلكِنْ
صبرتُ على اختياركَواضطراري

أبو فراس الحمدانى

جنى جانٍ ، وأنتَ عليهِ حانٍ،
وَعَادَ، فَعُدْتَ بِالكَرَمِالغَزِيرِ
صبرتَ عليهِ حتى جاءَ ، طوعاً،
إلَيْكَ، وَتِلْكَ عَاقِبَة ُالصّبُورِ
فَإنْ تَكُ عَدْلَة ٌ فيالجِسْمِ كَانَتْ
فما عدلَ الضميرُ عنِالضميرِ
و مثلُ " أبي فراسٍ " منْتجافى
لَهُ عَنْ فِعْلِهِ، مِثْلُالأمِيرِ

أبو فراس الحمدانى

بكيتُ ، فلما لمْ أرَ الدمعَنافعي ،
رَجَعتُ إلى صَبرٍ، أمَرّ مِنَالصّبرِ
و قدرتُ أنَّ الصبرَ ، بعدَفراقهم ،
يساعدني ، وقتاً ، فعزيتُ عنْصبري

أبو فراس الحمدانى

ما زالَ معتلجَ الهمومِبصدرهِ
حَتى أبَاحَكَ مَا طَوَى مِنسِرّهِ
أضمرتُ حبكَ ، والدموعُ تذيعهُ،
و طويتُ وجدكَ ، والهوى فينشرهِ
تردُ الدموعُ ، لما تجنُّضلوعهُ ،
تترى إلى وجناتهِ أونحرهِ
من لي بعطفة ِ ظالمٍ ، منْشأنهِ
نسيانُ مشتغلِ اللسانِ بذكرهِ؟
يا ليتَ مؤمنهُ سلوى - مادعتْ
ورقُ الحمامِ - مؤمني منْهجرهِ
منْ لي بردِّ الدمعِ ، قسراً ،والهوى
يغدو عليهِ ، مشمراً ، في نصرهِ؟
أعيا عليَّ أخٌ ، وثقتُ بودهِ،
وَأمِنْتُ في الحَالاتِ عُقْبَىغَدْرِهِ
وَخَبَرْتُ هَذَا الدّهْرَخِبْرَة َ نَاقِدٍ
حتى أنستُ بخيرهِوبشرهِ
لا أشْتَرِي بَعْدَ التّجَرّبِصَاحِباً
إلا وددتُ بأنني لمْأشرهِ
منْ كلِّ غدارٍ يقرُّبذنبهِ
فيكونُ أعظمُ ذنبهِ فيعذرهِ
ويجيءُ ، طوراً ، ضرهُ في تفعهِ،
جهلاً ، وطوراً ، نفعهُ فيضره
فصبرتُ لمْ أقطعْ حبالَودادهُ
و سترتُ منهُ ، مااستطعتُ ،بسترهِ
وَأخٍ أطَعْتُ فَمَا رَأى ليطَاعَتي
حَتى خَرَجتُ، بأمرِهِ، عَنْأمرِهِ
و تركتُ حلوَ العيشِ لمْ أحفلْبهِ
لمَّـا رأيتُ أعزَّهُ فيمره
وَالمَرْءُ لَيْسَ بِبَالِغٍ فيأرْضِهِ،
كالصقرِ ليسَ بصائدٍ فيوكرهِ
أنفقْ منَ الصبرِ الجميلِ ،فإنهُ
لمْ يَخشَ فَقراً مُنْفِقٌ مِنْصَبرِهِ
واحلمْ وإنْ سفهَ الجليسُ ،وقلْ لهُ
حُسْنَ المَقَالِ إذَا أتَاكَبِهُجْرِهِ
وَأحَبُّ إخْوَاني إليّأبَشَّهُم
بصديقهِ في سرهِ أوجهرهِ
لا خيرَ في برِّ الفتى ما لمْيكنْ
أصفى مشارب برهِ فيبشرهِ
ألقى الفتى فأريدُ فائضَبشرهِ
و أجلُّ أنْ أرضى بفائضِبرهٍ
ياربِّ مضطغنِ الفؤادِ ،لقيتهُ
بِطَلاقَة ٍ، فَسَلَلْتُ مَا فيصَدْرِهِ

أبو فراس الحمدانى

و ما كنتُ أخشى أنْ أبيتَوبيننا
خليجانِ و" الدربُ " الأشمُّ و" آلسُ "
ولا أنني أستصحبُ الصبرَ ساعةً
ولي عنكَ مناعٌ ودونكَحابسُ
ينافسني فيكَ الزمانُوأهلهُ
وَكُلُّ زَمَانٍ لي عَلَيْكَمُنَافِسُ
شرَيتُكَ من دهرِي بذي النّاسكلّهم
فلا أنا مَبخُوسٌ وَلا الدّهرُبَاخِسُ
وَمَلّكتُكَ النّفسَ النّفيسَةطائِعاً،
و تبذلُ للمولى النفوسُالنفائسُ
تَشَوّقَني الأهْلُ الكِرَامُوأوْحَشَتْ
مَوَاكِبُ بَعْدِي عِنْدَهُمْوَمَجالِسُ
وَرُبّتَمَا زَانَ الأمَاجِدَمَاجِدٌ،
وَرُبّتَمَا زَانَ الفَوَارِسَفَارِسُ!
رفعتُ على الحسادِ نفسي ؛ وهلْهمُ
و ما جمعوا لوْ شئتُ إلا فرائسُ؟
أيدركُ ما أدركتُ إلاَّ ابنُهمة ٍ
يُمَارِسُ في كَسبِ العُلى ماأُمارِسُ؟
يضيقُ مكاني عنْ سوايَلأنني
عَلى قِمّة ِ المَجْدِالمُؤثَّلِ جَالِسُ
سبقتُ وقومي بالمكارمِوالعلاَ
و إنْ زعمتْ منْ آخرينَالمعاطسُ

أبو فراس الحمدانى

سقى ثرى " حلبٍ " ما دمتَساكنها
يا بدرُ ، غيثانِ منهلُّومنبجسُ
أسِيرُ عَنهَا وَقَلبي فيالمُقَامِ بِهَا،
كأنّ مُهرِي لِثُقلِ السّيرِمُحتَبَسُ
هَذا وَلَوْلا الّذي في قَلْبِصَاحِبِهِ
مِنَ البَلابِلِ لمْ يَقْلَقْبهِ فَرَسُ
كأنّما الأرْضُ والبُلدانُمُوحشَة ٌ،
و ربعها دونهنَّ العامرُالأنسُ
مثلُ الحصاة ِ التي يرمى بهاأبداً
إلى السماءِ فترقى ثمَّتنعكسُ

أبو فراس الحمدانى

لِمَنْ أُعاتِبُ؟ ما لي؟ أينَيُذهَبُ بي؟
قَدْ صَرّحَ الدّهْرُ ليبِالمَنعِ وَاليَاسِ
أبْغي الوَفَاءَ بِدَهْرٍ لاوَفَاءَ لَهُ،
كَأنّني جَاهِلٌ بِالدّهْرِوَالنّاسِ!

أبو فراس الحمدانى

لَمّا رَأتْ أثَرَ السّنَانِبِخَدّهِ
ظلتْ تقابلهُ بوجهٍ عابسِ ‍!
خَلَفَ السّنَانُ بهِ مَوَقِعَلَثْمِهَا،
بئسَ الخلافة ُ للمحبِّ البائسِ ‍!

أبو فراس الحمدانى

ما أنسَ قولتهنَّ ، يومَ لقينني :
" أزرى السنانُ بوجهِ هذاالبائسِ! "
قالتْ لهنَّ ، وأنكرتْ ما قلنهُ :
أجَمِيعُكُنّ عَلى هَوَاهُمُنَافِسِي؟
إني ليعجبني ، إذا عاينتهُ،
أثرُ السنانِ بصحنِ خدِّالفارسِ

أبو فراس الحمدانى

المَرْءُ رَهْنُ مَصَائِبٍ لاتَنْقَضِي
حَتى يُوَارَى جِسْمُهُ فيرَمْسِهِ
فَمُؤجَّلٌ يَلقَى الرّدى فيأهلِهِ،
وَمُعَجَّلٌ يَلقَى الرّدى فينَفسِهِ

أبو فراس الحمدانى

تَنَاهَضَ القَوْمُلِلْمَعَالي
لمّا رَأوْا نَحْوَهَانُهُوضِي
تَكَلّفُوا المَكْرُمَاتِ،كَدَّاً،
تَكَلُّفَ الشِّعْرِبِالعَرُوضِ

أبو فراس الحمدانى

أيا قلبي ، أما تخشعْ؟
وَيَا عِلْمي، أمَاتَنْفَعْ؟
أما حقي بأنْ أنظـ
ـرَ للدّنْيَا، وَمَاتَصْنَعْ؟
أمَا شَيّعْتُأمْثَالي
إلى ضِيقٍ مِنَالمَضْجَعْ
أما أعلمُ أنْ لاَبـ
ـدّ لي مِنْ ذَلِكَالمَصْرَعْ؟
أيا غوثاهُ ، يااللـ
ـهُ هذا الأمرُ ما أفظعْ !!

أبو فراس الحمدانى

أبَى غَرْبُ هَذا الدّمْعِ إلاّتَسَرُّعَا
وَمَكْنُونُ هَذا الحُبّ إلاّتَضَوُّعَا
وكُنْتُ أرَى أني مَعَ الحَزْمِوَاحِدٌ،
إذا شئتُ لي مَمضًى وَإن شِئتُمَرْجِعَا
فَلَمّا استَمَرّ الحُبّ فيغُلَوَائِهِ،
رَعَيتُ مَعَ المِضْيَاعَة ِالحُبَّ ما رَعى
فَحُزْنيَ حُزْنُ الهَائِمِينَمُبَرِّحاً،
و سريَ سرُّ العاشقينَمضيعا
خَلِيلَيّ، لِمْ لا تَبكِيانيصَبَابَة ً،
أأبْدَلْتُمَا بالأجرَعِالفَرْدِ أجرَعَا؟
عليَّ ، لمنْ ضنتْ عليَّجفونهُ
غَوَارِبُ دَمْعٍ يَشمَلُ الحيَأجمَعَا
وَهَبْتُ شَبَابي، وَالشّبَابُمَضَنَّة ٌ،
لأبلجَ منْ أبناءِ عمي ،أروعا‍!
أبيتُ ، معنى ، منْ مخافة ِعتبهِ ،
و أصبحُ ، محزوناً ، وأمسي ،مروعا‍!
فَلَمّا مَضَى عَصْرُالشّبِيبَة ِ كُلّهُ،
وَفَارَقَني شَرْخُ الشّبَابِ،مُوَدِّعَا
تَطَلّبْتُ بَينَ الهَجرِوَالعَتْبِ فُرْجَة ً،
فحاولتُ أمراً ، لا يرامُ ،ممنعا
وَصِرْتُ إذا مَا رُمْتُ فيالخَيرِ لَذّة ً
تَتَبّعتُهَا بَينَ الهُمُومِ،تَتَبُّعَا
وَهَا أنَا قد حَلَّى الزّمَانُمَفَارِقي،
و توجني بالشيبِ تاجاًمرصعا
فلوْ أنني مكنتُ مماأريدهُ
منَ العيشِ ، يوماً ، لمْ يجدْفيَّ موضعا ‍!
أما ليلة ٌ تمضي ولا بعضُ ليلةٍ !
أسُرّ بهَا هذا الفُؤادَالمُفَجَّعَا؟
أمَا صَاحِبٌ فَرْدٌ يَدُومُوَفَاؤهُ!
فيُصْفي لمن أصْفى وَيَرْعىلمنْ رَعى ؟
أفي كُلّ دارٍ لي صَدِيقٌأوَدُّهُ،
إذَا مَا تَفَرّقْنَا حِفِظْتُوَضَيّعَا؟
أقمتُ بأرضٍِ الرومِ ، عامينِ ،لا أرى
منَ الناسِ محزوناً ولامتصنعا
إذا خِفتُ مِنْ أخوَاليَالرّومِ خُطّة ً
تخوفتُ منْ أعمامي العربِأربعا
و إن أوجعتني منْ أعاديَّ شيمةٌ
لَقِيتُ مِنَ الأحبَابِ أدْهَىوَأوْجعَا
ولوْ قدْ رجوتُ اللهَ لا شيءَغيرهُ
رَجَعْتُ إلى أعْلى وَأمّلْتُأوْسَعَا
لَقد قَنِعُوا بَعدي من القَطرِبالنّدى ،
و منْ لمْ يجدْ إلاَّ القنوعَتقنعا
و ما مرَّ إنسانٌ فأخلفَ مثلهُ؛
ولكنْ يزجي الناسُ أمراًموقعا
تنكرَّ "سيف الدين" لما عتبتهُ،
وَعَرّضَ بي، تحتَ الكلامِ،وَقَرّعَا
فَقُولا لَهُ: مِنْ أصْدَقِالوُدّ أنّني
جعلتكَ مما رابني ، الدهرَمفزعا
و لوْ أنني أكننتهُ فيجوانحي
لأوْرَقَ مَا بَينَ الضّلُوعِوَفَرّعَا
فلاَ تغترر بالناسِ، ما كلُّمنْ ترى
أخُوكَ إذا أوْضَعتَ في الأمرِأوْضَعَا
وَلا تَتَقَلّدْ مَا يَرُوعُكَحَلْيُهُ
تقلدْ ، إذا حاربتَ ، ما كانَأقطعا‍!
وَلا تَقْبَلَنّ القَوْلَ منكلّ قائِلٍ!
سأرضيكَ مرأى لستُ أرضيكَمسمعا
و للهِ صنعُ قدْ كفانيالتصنعا
أراني طريقَ المكرماتِ ، كماأرى ،
عَلِيٌّ وَأسْمَاني على كُلّمَنْ سعَى
فإنَّ يكُ بطءٌ مرة ًفلطالما
تَعَجّلَ، نحْوِي، بالجَميلِوَأسْرَعَا
و إنْ يحفُ في بعضِ الأمورِفانني
لأشكرهُ النعمى التي كانَأودعا
و إنْ يستجدَّ الناسَ بعدي فلمْيزلْ
بذاكَ البديلِ ، المستجدِّ ،ممتعا ‍!

أبو فراس الحمدانى

و ما تعرضَ لي يأسٌ سلوتُبهِ
إلاّ تَجَدّدَ لي في إثْرِهِطَمَعُ
و لا تناهبتُ في شكوىمحبتهِ
إلاّ وَأكثَر مِمّا قُلْتُ مَاأدَعُ

أبو فراس الحمدانى

ما للعبيدِ منَالذي
يقضي بهِ اللهُامتناعُ
ذُدْتُ الأسُودَ عَنِالفَرَا
ئسِ ، ثمَّ تفرسنيالضباعُ

أبو فراس الحمدانى

المَجْدُ بِالرَّقّة ِمَجْمُوعُ،
وَالفَضْلُ مَرْئِيّوَمَسْمُوعُ
إنَّ بها كلَّ عميمِالندى
يداهُ للجودِينابيعُ
و كلَّ مبذولِ القرى ، بيتهُ،
عَلى عُلا الْعَلْيَاءِ،،مَرْفُوع
لكنْ أتاني خبرٌرائعٌ
يضيقُ عنهُ السمعُوالروعُ
أنّ بَني عَمّي،وَحَاشَاهُمُ،
شَعْبُهُمْ بِالخُلْفِمَصْدوع
مالعصا قومي قدْشقها
تَفَارطٌ مِنهُمْوَتَضْيِيع؟
بَني أبي، فَرّقَ مَابَيْنَكُمُ
وَاشٍ، عَلى الشّحنَاءِمَطبُوع!
عُودوا إلى أحْسَن مَاكُنْتُمُ،
فأنتمُ الغرُّ المرابيعُ ‍!
لا يكملُ السؤددُ في ماجدٍ،
لَيْسَ لَه عَوْدٌوَمَرْجُوع
أنَبْذِلُ الودّلأعْدَائِنَا،
و هوَ عنِ الإخوة ِ ممنوعُ ؟ ‍!
أوْ نَصِلُ الأبْعَدَ مِنْقَوْمِنَا،
وَالنّسَبُ الأقْرَبُمَقْطُوع؟
لا يَثْبُت العِزّ عَلى فُرْقَةٍ،
غيركَ بالباطلِ مخدوعُ!

أبو فراس الحمدانى

هيَ الدّارُ من سَلمَى وَهاتيالمَرَابعُ،
فحتى متى ياعينُ ، دمعكِ هامعُ؟!
ألمْ يَنهكِ الشّيبُ الذي حَلّنازِلاً؟
وَللشَيْبُ بَعدَ الجَهلِللمَرْء رَادع!
لئنْ وصلتْ " سلمى " حبالَمودتي
فإنَّ وشيكَ البينِ ، لا شكَّ ،قاطعُ
و إنْ حجبتْ عنا النوى " أممالكٍ "
لَقَدْ سَاعَدَتْهَا كِلّة ٌوَبَرَاقِع!
و إن ظمئتْ نفسي إلى طيبِريقها
لقدْ رويتَ بالدمعِ منيالمدامعُ
وَإنْ أفَلَتْ تِلْكَ البُدورُعَشِيّة ً،
فإنَّ نحوسي بالفراقِطوالعُ
وَلمّا وَقَفْنا لِلْوَدَاعِ،غَدِيّة ً،
أشارتْ إلينا أعينٌوأصابعُ
وَقالت: أتَنْسَى العهدَبالجِزْعِ وَاللّوَى
و ما ضمهُ منا النقا والأجارعُ؟
وَأجرَتْ دمُوعاً من جُفونٍلِحَاظُها
شِفَارٌ، على قَلبِ المُحبّقَوَاطِع
فقلتُ لها : مهلاً ‍! فماالدمعُرائعي ،
وَمَا هُوَ للقَرْمِالمُصَمِّمِ رَائِع!
لَئنْ لمْ أُخَلّ العِيسَوَهْيَ لَوَاغِبٌ
حدابيرَ ، منْ طولِ السرى ،وظوالعُ
فما أنا منْ " حمدانَ " فيالشرفِ الذي
لَه مَنْزِلٌ بَينَالسّمَاكَينِ طَالِع

أبو فراس الحمدانى

و لقدْ أبيتُ ، وجلُّ ما أدعوبهِ ،
حَتى الصّبَاحِ، وَقد أقضّالمضْجَعُ
لا همَّ ، إنَّ أخي لديكَ وديعةٌ
مني وليسَ يضيعُ ما تستودعُ ‍!

أبو فراس الحمدانى

مَحَلُّكَ الجَوْزَاءُ، بَلْأرْفَعُ،
وصدركَ الدهناءُ ، بلْ أوسعُ‍
وَقَلْبُكَ الرّحْبُ الّذِيلَمْ يَزَلْ،
للجدِّ والهزلِ ، بهموضعُ
رفهْ بقرعِ العودِ سمعاً ،غدا
قرعُ العوالي جلَّ مايسمعُ

أبو فراس الحمدانى

لئن جمعتنا ، غدوة ً ، أرضُ " بالسٍ"
فإنَّ لها عندي يداً لاأضيعها
أحبُّ بلاد اللهِ ، أرضٌ تحلها،
إليَّ ؛ ودارٌ تحتويكَربوعها
أفي كلِّ يومٍ ، رحلة ٌ بعدَرحلة ٍ
تجرعُ نفسي ، حسرة ً ، وتروعها؟
فَلي، أبَداً، قَلْبٌ كَثِيرٌنِزَاعُه،
وَلي، أبَداً، نَفْسٌ قَلِيلٌنُزوعُهَا
لحَى الله قَلْباً لا يَهِيمصَبَابَة ً
إلَيْكَ، وَعَيْناً لا تَفِيضُدُمُوعُهَا

أبو فراس الحمدانى

أنظرْ إلى زهرِ الربيعِ،
و الماءُ في بركِ البديعِ،
و إذا الرياحُ جرتْعليـ
ـهِ في الذهابِ وفي الرجوعِ،
نثرتْ على بيضِالصفا
ئِحِ بَيْنَنَا حَلَقَالدّروعِ

أبو فراس الحمدانى

كيفَ أرجو الصلاحَ منْ أمرِقومٍ
ضيعوا الحزمَ فيه أيَّضياعِ؟
فَمُطَاعُ المَقَالِ غَيْرُسَدِيدِ،
وسديدُ المقالِ غيرُمطاعِ

أبو فراس الحمدانى

مِنْ بَحْرِ شِعْرِكَأغْتَرِفْ،
و بفضلِ علمكَأعترفْ
أنشدتني ؛ فكأنمــا
شققتَ عنْ درٍّصدفْ
شِعْراً، إذَا مَاقِسْتُهُ
بجميعِ أشعارِالسلفْ
قصَّرنَ ، دونَ قراهُتقــ
ـصِيرَ الحُرُوفِ عَنِالألِفْ

أبو فراس الحمدانى

إني أقُولُ بِمَاعَلِمْتُ
وَلا أجُورُ وَلاأُخِيفْ
أما عليُّ الجعفريْ
يُ فإنهُ الحرُّالعفيفُ
نسبٌ شريفٌ ، زانهُ
في أهلهِ خلقٌ شريفُ

أبو فراس الحمدانى

أيا ظالماً ، أمسى يعاتبُ منصفا ‍!
أتلزمني ذنبَ المسيء تعجرفا؟
بَدَأتَ بتَنْمِيقِ العِتابِ،مَخَافَة َ الـ
ـعتابِ ، وذكري بالجفا ، خشية َالجفا‍!
أوافي، على علاتِ عتبكَ ،صابراً
وألفى ، على حالاتِ ظلمكَ ،منصفا
و كنتُ ، إذا صافيتُ خلاً ،منحتهُ
بهجرانهِ وصلاً ، ومنْ غدرهِوفا
فَهَيّجَ بي هذا الكِتَابُصَبَابَة ً،
و جددَ لي هذا العتابُتأسفا
فإنْ أدْنَتِ الأيّامُ داراًبِعِيدَة ً
شفى القلبَ مظلومٌ منَ العتبِواشتفى ‍‍!
فإنْ كُنْتُهُ أقْرَرْتُبالذّنْبِ، تائِباً،
وَإنْ لم أكنْ أمسَكْتُ عنهُ،تألُّفَا!

أبو فراس الحمدانى

غلامٌ فوقَ ما أصفُ،
كَأنّ قَوَامَهُألِفُ
إذَا مَا مَالَيُرْعِبُني
أخَافُ عَلَيْهِيَنْقَصِفُ
و أشفقُ منْ تأودهِ،
أخافُ يُذِيبُهُالتّرَفُ
سُرُورِي عِنْدَهُلُمَعٌ،
و دهري ، كلهُ ،أسفُ
وَأمْرِي، كُلّهُ،أمَمٌ،
وَحُبّي وَحْدَهُ سَرَفُ

أبو فراس الحمدانى

غَيرِي يُغَيّرُهُ الفَعَالُالجَافي،
و يحولُ عنْ شيمِ الكريمِالوافي
لا أرْتَضِي وُدّاً، إذا هُوَلمْ يَدُمْ
عِندَ الجَفَاءِ، وَقِلّة ِالإنْصَافِ
تعسَ الحريصُ ، وقلَّ ما يأتيبهِ
عِوَضاً من الإلحَاحِوالإلحَافِ
إنَّ الغنيَّ هو الغنيُّبنفسهِ
وَلَوأنّهُ عارِي المَناكِبِ،حَافِ
ما كلُّ ما فوقَ البسيطة ِكافياً،
فإذا قَنِعتَ فكُلّ شيءٍكافِ
وَتَعافُ لي طَمَعَ الحَرِيصِأُبُوّتي،
و مروءتي ، وفتوتي ،وعفافي
ما كثرة ُ الخيلِ الجيادِبزائدي
شَرَفاً، وَلا عَدَدُ السّوَامِالضّافي
خَيْلي، وَإنْ قَلّتْ، كَثيرٌنَفعُها
بينَ الصوارمِ ، والقناالرَّعافِ
و مكارمي عددُ النجومِ ؛ومنزلي
مأوَى الكِرَامِ، وَمَنزِلُالأضْيَافِ
لا أقتني لصروفِ دهري عدةً
حتى كأنَّ صروفهُأحلافي
شِيَمٌ عُرِفتُ بهنّ، مُذْ أنَايَافِعٌ،
وَلَقَدْ عَرَفتُ بِمِثْلِهَاأسْلافي

أبو فراس الحمدانى

بَعضُ الجُفَاة ِ إلىالمَجْفُوّ مُشتَاقُ
ودونَ ما أملَ المعشوقُمعتاقُ
أعْصي الهَوَى ، وَأُطِيعُالرّأيَ في وَلَدٍ
بَعدَ النّصِيحَة ِ رَابَتْمِنهُ أخْلاقُ
فَمَا نَظَرْتُ بِعَيْنِالسّوءِ مُعتَمِداً
إلَيْهِ إلاّ وَلِلأحْشَاءِإطْرَاقُ
و ما دعاني إلى ما ساءهُسخطٌ
إلا ثناني إلى ما شاءَإشفاقُ

أبو فراس الحمدانى

الحُزْنُ مُجتَمِعٌ، وَالصّبْرُمُفْتَرِقُ،
و الحبُ مختلفٌ ، عنديومتفقُ
وَلي، إذا كُلّ عَينٍ نَامَصَاحِبُهَا،
عينٌ تحالفَ فيها الدمعُوالأرقُ
لَوْلاكِ يا ظَبْيَة َ الإنسِ،التي نظرَتْ،
لما وَصَلْنَ إلى مَكْرُوهيَالحَدَقُ
لكنْ نظرتِ ، وقدْ سارَ الخليطُضحى ،
بِناظِرٍ كُلُّ حُسنٍ مِنْهُمُستَرَقُ

أبو فراس الحمدانى

و لمَّـا عزَّ دمعُ العينِفاضتْ
دماءً ، عندَ ترحالِالفريقِ
وَقَدْ نَظَمتْ على خَدّيسُموطاً
منَ الدرِّ المفصلِبالعقيقِ

أبو فراس الحمدانى

يا أخي قدْ وهبتُ ذنبَزمانٍ
طَرَقَتْني صُرُوفُهُبِالمَهَالِكْ
لمْ يهبْ لي صبابة ً منْرقادٍ
لمْ يَجُدْ لي فيهَا بِطَيْفِخَيَالِكْ
قَدْ قَنِعْنَا بِذَلِكَالنّزْرِ مِنْهُ،
وَغَفَرْنَا لَهُ الذّنُوبَلِذَلِكْ

أبو فراس الحمدانى

يا غُلاَمي، بَلْ سَيّدي، لَنْأمَلّكْ،
هَبْ لمَولاكَ، لا عَدمتُكَ،عَدلَكْ
خوفَ أنْ يصطفيكَ غيريبعدي
لا أرى أنْ أقولَ قدمتُقبلكْ

أبو فراس الحمدانى

بالكرهِ منيواختياركْ،
أنْ لا أكونَ حليفَداركْ
يَا تَارِكَي، إنّيلِذِكْـ
ـركَ ، ما حييتُ ، لغيرُتاركْ!
كن كيفَ شئتَ ،فإنني
ذاكَ المواسي والمشاركْ

أبو فراس الحمدانى

أليكَ أشكو منكَ ، يا ظالمي،
إذْ لَيسَ، في العالمِ، مُعدٍعَلَيكْ
أعَانَكَ الله بِخَيْرٍ،أعِنْ
مَنْ لَيْسَ يَشْكُو مِنكَ إلاّإليكْ

أبو فراس الحمدانى

أيَا سَافِراً! وَرِدَاءُالخَجَلْ
مقيمٌ بوجنتهِ ، لمْ يزلْ ‍!
بعيشكَ ، ردَّ عليكَ اللثامَ !
أخَافُ عَلَيْكَ جِرَاحَالمُقَلْ
فَما حَقُّ حُسْنِكَ أنْيُجتَلى ،
وَلا حَقُّ وَجْهِكَ أنْيُبْتَذَلْ
أمنتُ عليكَ صروفَ الزمانِ،
كَمَا قَدْ أمِنْتَ عَلَيّالمَلَلْ

أبو فراس الحمدانى

مَا زِلْتَ تَسْعَىبِجِدٍّ،
برغمِ شانيكَ ،مقبلْ
تَرَى لِنَفْسِكَأمْرَاً،
و ما يرى اللهُ أفضل

أبو فراس الحمدانى

قدْ عذُبَ الموتُبأفواهنا
والموتُ خيرٌ منْ مقامِالذليلْ
إنّا إلى الله، لِمَانَابَنَا،
و في سبيل اللهِ خيرِ السبيل ‍!

أبو فراس الحمدانى

قِفْ في رُسُومِالمُسْتَجَا
بِ وَحَيّ أكْنَافَ المُصَلّى !
فـ" الجوسقِ " الميمونِ ، فـ" السـ
قيا" بها ، فالنهر أعلى !
تلكَ المنازلُ ،والملا
عبُ ، لا أراها اللهُ محلا !
أوطنتها زمنَ الصبا؛
وَجَعَلْتُ مَنْبِجَ ليمَحَلاَّ
حيثُ التفتَّ رأيتَما
ءً سَابِحاً، وَسَكَنْتُظِلاً
ترَ دارَ " وادي عينِقا
صرَ" منزلاً رحباً ،مطلاَّ
وَتَحُلّ بِالجِسْرِالجِنَا
نَ ، وتسكنِ الحصنَالمعلى
تَجْلُو عَرَائِسُهُلَنَا
هَزْجَ الذّبَابِ إذَاتَجَلّى
و إذا نزلنا بـ "السوا
جيرِ" اجتنينا العيشَسهلاَ
والماءُ يفصلُ بينَزهـ
رِ الروضِ ، في الشطينِ،فصلا
كَبِسَاطِ وَشْيٍ،جَرّدَتْ
أيْدِي القُيُونِ عَلَيْهِنَصْلاَ
مَنْ كَانَ سُرّ بِمَاعَرَا
ني ، فليمتْ ضراًوهزلاَ
لَمْ أخْلُ، فِيمَانَابَني،
منْ أنْ أعزَّ ، وأنْأجلاَّ
رُعْتُ القُلُوبَ، مَهَابَةً،
وَمَلأتُهَا، فَضْلاًوَنُبْلاَ
ما غضَّ مني حادثٌ؛
وَالقَرْمُ قَرْمٌ، حَيْثُحَلاّ
أنَّى حللتُ فإنما
يدعوني السيفَالمحلَّى
فَلَئِنْ خَلَصْتُفَإنّني
شرقُ العدا ، طفلاًوكهلاَ
ما كنتُ إلا السيفَ ،زا
دَ عَلى صُرُوفِ الدّهرِصَقلاَ
ولئنْ ***تُ ،فإنما
موتُ الكرامِ الصيدِ***اَ
يغترُّ بالدنياالجهو
لُ، وَلَيسَ في الدّنيامُمَلاّ!

أبو فراس الحمدانى

أجْمِلي يَا أُمّعَمْرٍو،
زَادَكِ اللهجَمَالاَ
لا تَبِيعِينيبِرُخْصٍ؛
إنَّ في مثلي يغالى !
أنَا، إنْ جُدْتِبِوَصْلٍ،
أحسنُ العالمِ حالاَ !

أبو فراس الحمدانى

أأبَا العَشَائِرِ، إنْأُسِرْتَ فَطَالَمَا
أسرتْ لكَ البيضُ الخفافُرجالاَ‍!
لمّا أجَلْتَ المُهْرَ، فَوْقَرُؤوسِهِمْ،
نسجتْ لهُ حمرُ الشعورِعقالاَ
يا مَنْ إذا حَمَلَ الحصَانَعلى الوَجى
قالَ: اتخذْ حبكَ التريكِنعالاَ
ما كُنتَ نُهزَة َ آخِذٍ،يَوْمَ الوَغَى ،
لَوْ كُنْتَ أوْجَدتَ الكُمَيتَمجَالاَ
حملتكَ نفسُ حرة ٌ وعزائمٌ،
قصَّرنَ منْ قللِ الجبالِطوالاَ
وَرَأيْنَ بَطْنَ العَيرِظَهْرَ عُرَاعِرٍ،
وَالرّومَ وَحْشاً، وَالجِبَالَرِمَالاَ
أخَذُوكَ في كَبِدِالمَضَايِقِ، غِيلَة ً،
مِثْلَ النّسَاءِ، تُرَبِّبُالرّئْبَالاَ
ألاَّ دَعَوْتَ أخَاكَ، وَهْوَمُصَاقِبٌ
يكفي العظيمَ ، ويدفعُ ،الأهوالاَ؟
ألاَّ دَعَوْتَ أبَا فِرَاسٍ،إنّهُ
مِمّنْ إذَا طَلَبَ المُمَنَّعَنَالاَ؟
وردتْ ، بعيدَ الفوتِ ، أرضكَخيلهُ،
سَرْعَى ، كَأمْثَالِ القَطَاأُرْسَالاَ
زللٌ منَ الأيامِ فيكَ ،يقيلهُ
مَلِكٌ إذَا عَثَرَ الزّمَانُأقَالاَ
ما زالَ " سيفُ الدولة ِ " القرمَ ، الذي
يَلْقَى العَظِيمَ، وَيَحْمِلُالأثْقَالاَ
بالخيلِ ضمراً ، والسيوفِقواضباً ،
و السمرِ لدناً ، والرجالِعجالاَ
وَمُعَوَّدِ فَكَّ العُنَاة ِ،مُعَاوِدٍ
قَتْلَ العُدَاة ِ، إذااسْتَغارَ أطَالاَ
صفنا " بخرشنة ٍ " وقطعنا الشتا،
و بنو البوادي في "قميرَ " حلالاَ
وَسَمَتْ بِهِمْ هِمَمٌ إلَيْكَمُنِيفَة ٌ
لكنهُ حجرَ الخليجِوجالاَ
وَغَداً تَزُورُكَ بِالفِكَاكِخُيُولُهُ،
مُتَثَاقِلاتٍ، تَنْقُلُالأبْطَالاَ
إنَّ ابنَ عمكَ ليسَ يغفلُ ،إنهُ
ملكَ الملوكَ ، وفككَّالأغلالاَ !

أبو فراس الحمدانى

في النّاسِ إنْفَتّشْتَهُمْ،
منْ لا يعزَّكَ أوتذلهْ
فاتركْ مجاملة َاللئيـ
ـمِ، فَإنّ فِيهَا العَجْزَكُلَّهْ

أبو فراس الحمدانى

أيا عجباً لأمرِ ": بني قشيرٍ " !
أراعونا ؛ وقالوا القومُقلُّ
وَكَانُوا الكُثْرَ،يَوْمَئِذٍ؛ وَلكن
كثرنا ، إذ تعاركنا ،وقلوا
وَقَالَ الهَامُ لِلأجْسَادِ: هَذَا
يفرقُ يننا إنْ لمْ تولوا !
فَوَلّوا، للقَنَا وَالبِيضِفِيهِمْ
وَفي جِيرَانِهِمْ نَهَلٌوَعَلّ
ورحنا بالقلائعِ ، كلُّنهدٍ
مطلٍ ، فوقهُ نهدٌ مطلُّ

أبو فراس الحمدانى

يَا عَمّرَ الله سَيْفَ الدّينِمُغْتَبِطاً،
فكلُّ حادثة ٍ يرمى بهاجللُ
مَنْ كانَ مِن كلّ مَفقُودٍلَنا بدلاً
فَلَيْسَ مِنْهُ عَلى حَالاتِهِبَدَلُ
يبكي الرجالُ، و"سيفُ الدينِ" مبتسمٌ،
حتى عنْ ابنكَ تعطى الصبرَ ، ياجبلُ
لمْ يَجهَلِ القَوْمُ منهُفَضْلَ ما عرَفوا
لكِنْ عَرَفتَ من التّسليمِ ماجهِلُوا
هلْ تبلغُ القمرَ المدفونَرائعة ٌ
منَ المقالِ ، عليها للأسى حلل؟
ما بَعدَ فَقدِكَ، في أهلٍ،وَلا وَلَدٍ،
و لا حياة ٍ ، ولا دنيا ، لنا ،أملُ
يا منْ أتتهُ المنايا ، غيرَحافلة ٍ !
أينَ العَبيدُ وَأينَ الخَيلُوَالخَوَلُ؟
أينَ الليوثُ ، التي حوليكَ ،رابضة ً ؟
أينَ الصّنائعُ؟ أينَ الأهلُ؟ما فَعَلوا؟
أينَ السّيُوفُ التي يَحمِيكَأقْطَعُهَا؟
أينَ السّوَابقُ؟ أينَ البِيضُوَالأسَلُ؟
ياويحَ خالكَ ‍! بلْ يا ويحَكلِّ فتى ً ‍!
أكُلَّ هذا تخَطَّى ، نحوَك،الأجلُ؟

أبو فراس الحمدانى

يَا قَرْحُ، لمْ يَنْدَمِلِالأوّلُ!
فهلْ بقلبي لكما محملُ؟
جُرْحانِ، في جَسْمٍ ضَعيفِالقوَى ،
حَيْثُ أصَابَا فَهُوَالمَقْتَلُ!
تقاسمُ الأيامُ أحبابنا،
وَقِسْمُهَا الأفْضَلُوَالأجْمَلُ
وَلَيْتَهَا، إذْ أخَذَتْقِسْمَهَا،
عَنْ قِسْمِنَا تُغْمِضُأوْتَغفَلُ
وقيتَ في الآخرِ منْ صرفهاالـ
ـجَائِرِ، مَا جَرّعَكَالأوّلُ
فَفِدْيَة ُ المَأسُورِمَقْبُولَة ٌ،
وَفِدْيَة ُ المَيّتِ لاتُقْبَلُ
لا تَعْدَمَنّ الصّبْرَ فيحَالَة ٍ،
فَإنّهُ لَلْخُلُقُالأجْمَلُ
وَعِشْتَ في عِزٍّ وَفي نِعْمَةٍ،
وجدكَ المقتبلُ المقبلُ

أبو فراس الحمدانى

نعمْ ‍! تلكَ ، بينَ الواديينِ، الخواتلُ
وَذَلِكَ شَاءٌ، دُونهُنّ،وَجَامِلُ
فَما كنتَ، إذْ بانوا، بنَفسِكَفاعلاً
فدونكَ متْ ؛ إنَّ الخليطَلزائلُ
كأنَّ ابنة َ القيسيِ ، فيأخواتها ،
خذولٌ ، تراعيها الظباءُالخواذلُ
قُشَيْرِيّة ٌ، قَتْرِيّة ٌ،بَدَوِيّة ٌ،
لها ، بينَ أثناءِ الضلوعِ ،منازلُ
وَهَبْتُ سُلُوّي، ثُمّ جِئتُأرُومُهُ،
وَمِنْ دُونِ ما رُمْتُ القَنَاوَالقَنَابلُ
هوانا غريبُ ؛ شزَّبُ الخيلِوالقنا
لنا كتبٌ ، والباتراتُرسائلُ
أغَرْنَ عَلى قَلْبي بِخَيْلٍمن الهَوَى
فطاردَ عنهنَّ الغزالُالمغازلُ
بأسهمِ لفظٍ ، لمْ تركبْنصالها،
و أسيافِ لحظٍ ، ما جلتهاالصياقلُ
وَقَائِعُ قَتْلى الحُبّ فِيهَاكَثِيرَة ٌ،
ولم يشتهرْ سيفٌ ، ولاَ هزَّذابلُ
أراميتي ‍! كلُّ السهامِ مصيبةٌ ؛
و أنتِ ليَ الرامي ؛ وكليمقاتلُ
وَإني لَمقْدَامٌ وَعِنْدَكِهَائِبٌ،
وفي الحيِّ " سحبان" ؛ وعندكَ " باقلُ "
يضلُّ عليًَّ القولُ ، إنْ زرتُدارها،
وَيَعْزُبُ عَني وَجْهُ مَاأنَا فَاعِلُ
وحجتها العليا ، على كلِّ حالةٍ
فباطلها حقٌّ ، وحقيَباطلُ
تُطَالِبُني بِيضُ الصّوَارِمِوَالقَنَا
بما وعدتْ حدَّيَّ فيّ‍َالمخايلُ
وَلا ذَنْبَ لي، إنّ الفُؤادَلَصَارِمٌ،
و إنَّ الحسامَ المشرفيَّلفاصلُ
و إنَّ الحصانَ الوالقي لضامرٌ،
وَإنّ الأصَمّ السّمْهَرِيّلَعَاسِلُ
وَلَكِنّ دَهْراً دَافَعَتْنيخُطُوبُهُ
كما دفعَ الدينَ الغريمُالمماطلُ
و أخلافُ أيامٍ ، إذا ماانتجعتها ،
حَلَبْتُ بَكِيّاتٍ، وَهُنّحَوَافِلُ
وَلوْ نِيلَتِ الدّنْيَابِفَضْلٍ مَنحْتُها
فضائلَ تحويها وتبقىفضائلُ
ولكنهما الأيامُ ، تجري بماجرتْ ،
فيسفلُ أعلاها ، ويعلوالأسافلُ
لَقد قَلّ أنْ تَلقى من النّاسِمُجملاً
وأخشَى ، قَرِيباً، أنْ يَقِلّالمُجامِلُ
وَلَستُ بجَهمِ الوَجهِ فيوَجهِ صَاحبي
وَلا قائِلٍ للضّيفِ: هَل أنتَرَاحِل؟
وَلَكِنْ قِرَاهُ ما تَشَهّى ،وَرِفْدُهُ،
ولوْ سألَ الأعمارَ ما هوَسائلُ
ينالُ اختيارَ الصفحِ عنْ كلِّمذنبٍ
لَهُ عِنْدَنَا مَا لا تَنَالُالوَسَائِلُ
لَنَا عَقِبُ الأمْرِ، الّذِيفي صُدُورِهِ
تطاولُ أعناقُ العدا ،والكواهلُ
أصاغرنا ، في المكرماتِ ،أكابرٌ
أوَاخِرُنَا، في المَأثُرَاتِ،أوَائِلُ
إذا صلتُ، يوماً، لمْ أجدْ ليمصاولاً ؛
وإنْ قلتُ، يوماً ، لمْ أجدْمنْ يقاولُ!

أبو فراس الحمدانى

يا منْ أتانا بظهرِ الغيبِ ،قولهمٌ
لوْ شئتُ ، غاظتكمُ مناالأقاويلُ
لكنْ أرى أنَّ في الأقوالِمنقصة ً
مَا لَمْ تَسُدَّ الأقَاوِيلَالأفَاعِيلُ

أبو فراس الحمدانى

أحِلُّ بالأرْضِ يَخشَى النّاسُجانبَها
وَلا أُسَائِلُ أنّى يَسْرَحُالمَالُ
فهَيْبَتي في طِرَادِ الخَيلِوَاقِعَة ٌ
وَالنّاسُ فَوْضَى ، وَمَالُالحيّ إهمالُ
كذاكَ نحنُ ؛ إذا ما أزمة ٌطرقتْ
حيَّا ، بحيثُ يخافُ الناسُ ،حلاَّلُ!

أبو فراس الحمدانى

ألعذرُ منكَ، على الحالاتِمقبولُ ؛
وَالعَتبُ مِنكَ، علىالعِلاّتِ، محْمولُ
لَوْلا اشْتِيَاقيَ لمْ أقْلَقْلِبُعْدِكُمُ،
وَلا غَدَا في زَمَاني، بَعدكم،طولُ
وَكُلّ مُنْتَظَرٍ، إلاّكَ،مُحْتَقَرٌ،
و كلُّ شيءٍ ، سوى لقياكَ ،مملولُ ‍!

أبو فراس الحمدانى

إذَا لَمْ يُعِنْكَ الله فِيمَاتَرُومُهُ،
فليسَ لمخلوقٍ إليهِسبيلُ
وَإنْ هُوَ لمْ يَنْصُرْكَ لمْتَلقَ ناصِراً
وَإنْ عَزّ أنْصَارٌ وَجَلّقَبِيلُ
وَإنْ هُوَ لمْ يُرْشِدكَ فيكلّ مَسلَكٍ
ضللتَ ، ولوْ أنَّ السماكَدليلُ !

أبو فراس الحمدانى

مُصَابي جَلِيلٌ، وَالعَزَاءُجَمِيلُ،
وَظَنّي بِأنّ الله سَوْفَيُدِيلَ
جِرَاحٌ، تحَامَاها الأُسَاة ُ،مَخوفَة ٌ،
وسقمانِ : بادٍ ، منهماودخيلُ
و أسرٌ أقاسيهِ ، وليلٌ نجومهُ،
أرَى كُلّ شَيْءٍ، غَيرَهُنّ،يَزُولُ
تطولُ بي الساعاتُ ، وهي قصيرة؛
وفي كلِّ دهرٍ لا يسركَ طولُ ‍!
تَنَاسَانيَ الأصْحَابُ، إلاّعُصَيْبَة ً
ستلحقُ بالأخرى ، غداً ، وتحولُ !
و من ذا الذي يبقى على العهدِ ؟إنهمْ ،
و إنْ كثرتْ دعواهمُ ، لقليلُ !
أقلبُ طرفي لا أرى غيرَ صاحبٍ،
يميلُ معَ النعماءِ حيثُتميلُ
وصرنا نرى : أن المتاركَ محسنُ؛
وَأنّ صَدِيقاً لا يُضِرّخَلِيلُ
فكلُّ خليلٍ ، هكذا ، غيرُمنصفٍ !
وَكُلّ زَمَانٍ بِالكِرَامِبَخِيلُ!
نعمْ ، دعتِ الدنيا إلى الغدرِدعوة ً ،
أجابَ إليها عالمٌ ،وجهولُ
وَفَارَقَ عَمْرُو بنُالزّبَيرِ شَقِيقَهُ،
وَخَلى أمِيرَ المُؤمِنِينَعَقِيلُ!
فَيَا حَسْرَتَا، مَنْ ليبخِلٍّ مُوَافِقٍ
أقُولُ بِشَجوِي، مَرّة ً،وَيَقُولُ!
وَإنّ، وَرَاءَ السّتْرِ،أُمّاً بُكَاؤهَا
عَلَيّ، وَإنْ طالَ الزّمَانُ،طَوِيلُ!
فَيَا أُمّتَا، لا تَعْدَميالصّبرَ، إنّهُ
إلى الخَيرِ وَالنُّجْحِالقَرِيبِ رَسُولُ!
وَيَا أُمّتَا، لا تُخْطِئيالأجْرَ! إنّهُ
على قدرِ الصبرِ الجميلِجزيلُ
أما لكِ في " ذاتِ النطاقينِ "أسوة ٌ ،
بـ"مكة َ " والحربُ العوانُتجولُ ؟
أرَادَ ابنُها أخْذَ الأمَانِفَلَمْ تُجبْ
و تعلمُ ، علماً أنهُلقتيلُ!
تأسّيْ! كَفَاكِ الله ماتَحْذَرِينَهُ،
فقَد غالَ هذا النّاسَ قبلكِغُولُ!
و كوني كما كانتْ بـ " أحدٍ " "صفية ٌ"
ولمْ يشفَ منها بالبكاءِ غليلُ !
ولوْ ردَّ ، يوماً " حمزة َالخيرِ "حزنها
إذاً مَا عَلَتْهَا رَنّة ٌوَعَوِيلُ
لَقِيتُ نُجُومَ الأفقِ وَهيَصَوارِمٌ،
وَخُضْتُ سَوَادَ اللّيْلِ،وَهْوَ خيولُ
وَلمْ أرْعَ للنّفْسِالكَرِيمَة ِ خِلّة ً،
عشية َ لمْ يعطفْ عليَّخليلُ
ولكنْ لقيتُ الموتَ ، حتىتركتها ،
وَفِيها وَفي حَدّ الحُسَامِفُلولُ
ومنْ لمْ يوقَ اللهُ فهوَ ممزقٌ !
ومنْ لمْ يعزِّ اللهُ ، فهوَذليلُ!
و منْ لمْ يردهُ اللهُ ، فيالأمرِ كلهِ،
فليسَ لمخلوقٍ إليهِسبيلُ
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
  #9  
قديم 04-04-2010, 05:32 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

أبو فراس الحمدانى

وَمُغْضٍ، للمَهَابَة ِ، عَنْجَوَابي!
وَإنّ لِسَانَهُ العَضْبُالصّقِيلُ
أطلتُ عتابهُ ، عنتاً وظلماً،
فجمجمَ ، ثمَّ قالَ : " كماتقول ! "

أبو فراس الحمدانى

وَمَا ليَ لا أُثْني عَلَيْكَ،وَطَالَمَا
وفيتَ بعهدي ، والوفاءُ قليلُ؟
و أوعدتني حتى إذا ماملكتني
صَفَحْتَ، وَصَفْحُ المَالكِينَجَميلُ!

أبو فراس الحمدانى

بقلبي ، على " جابر " ، حسرةٌ
تَزُولُ الجِبَالُ، وَلَيْسَتْتَزُولُ
لَهُ، مَا بَقِيتُ، طَوِيلُالبُكاءِ
و حسنُ الثناءِ ؛ وهذاقليلُ

أبو فراس الحمدانى

الدّهرُ يَوْمانِ: ذا ثبتٌ،وَذا زَلَلُ،
وَالعيشُ طعمان: ذا صَابٌ وَذاعسَلُ
كذا الزمانُ ؛ فما في نعمة ٍبطرٌ
للعارفينَ ؛ ولا في نقمة ٍفشلُ
سعادة ُ المَرْءِ في السّرَاءِإنْ رَجَحَتْ،
وَالعَدْلُ أنْ يَتَساوَىالهَمّ وَالجذَلُ
وما الهمومُ ، وإنْ حاذرتَ ،ثابتة ٌ
ولا السرورُ ، وإنْ أمَّلتَيتصلُ
فما الأسى لهمومِ ، لابقاءَ لها،
وَما السّرُورُ بنُعمَى ،سَوْفَ تَنتَقِلُ
لَكِنّ في النّاسِ مَغْروراًبِنِعْمَتِهِ،
ما جاءهُ اليأسُ حتى جاءهُالأجلُ

أبو فراس الحمدانى

وَعَطّافٍ عَلى الغَمَرَاتِنَحْوِي،
تَحُفّ بهِ المُثَقَّفَة ُالطّوَالُ
تركتُ الرمحَ ، يخطرُ في حشاهُ،
لَهُ، مَا بَينَ أضْلُعِهِ،مَجَالُ
يَقُولُ، وَقَدْ تَعَدّلَ فيهِ،رُمْحي:
" لأمرٍ ما تحاماكَ الرجالُ ! "

أبو فراس الحمدانى

قد ضجَّ جيشكَ ، منْ طولِالقتالِ بهِ ،
وقدْ شكتكَ إلينا الخيلُوالإبلُ !
وَقَد درَى الرّوم مُذْجاوَرْتَ أرْضَهُمُ
أنْ لَيس يَعْصِمُهمْ سَهلٌوَلا جَبَلُ
في كل يومٍ تزورُ الثغرَ ، لاضجرٌ
يثنيكَ عنهُ ، ولا شغلٌ ولامللُ
فالنفسُ جاهدة ٌ ، والعينُساهدة ٌ ،
وَالجَيشُ مُنهَمكٌ، وَالمالُمُبتذَلُ
تَوَهّمَتكَ كِلابٌ غَيرَقَاصِدِهَا،
وقدْ تكنفكَ الأعداءُوالشغلُ
حتى رأوكَ ، أمامَ الجيشِ ،تقدمهُ
وَقَدْ طَلَعتَ عَلَيْهِمْ دونَما أمِلُوا
فاستقبلوكَ بفرسانِ ،أسنتها
سودُ البراقعِ ، والأكوارُ ،والكللُ
فكنتَ أكرمَ مسؤولٍ وأفضلهُ،
إذا وَهَبْتَ فَلا مَنٌّ وَلابُخُلُ

أبو فراس الحمدانى

ويقولُ فيَّ الحاسدونَ ، تكذباً،
ويقالُ في المحسودِ ما لايفعلُ
يتطلبونَ إساءتي لا ذمتي،
إنَّ الحسودَ ، بما يسوءُ ،موكلُ

أبو فراس الحمدانى

أقِلّي، فَأيّامُ المُحِبّقَلائِلُ،
وَفي قَلبِهِ شُغلٌ عنِاللّوْمِ شَاغِلُ
ولعتِ بعذلِ المستهامِ علىالهوى ،
وَأوْلَعُ شَيْءٍ بِالمُحِبّالعَوَاذِلُ
أريتكِ ، هلْ لي منْ جوى الحبِمخلصٌ ،
وَقد نَشِبَتْ، للحُبّ فيّ،حَبائِلُ؟
وبينَ بنياتِ الخدورِوبيننا
حروبٌ ، تلظى نارهاوتطاولُ
أغَرْنَ على قَلبي بجَيشٍ مِنَالهَوَى
وطاردَ عنهنَّ الغزالُالمغازلُ
تَعَمّدَ بِالسّهْمِ المُصِيبِمَقَاتِلي،
ألا كُلّ أعضَائي، لَدَيهِ،مَقَاتِلُ
وواللهِ ، ماقصرتُ في طلبِالعلاَ ؛
ولكنْ كأنَّ الدهر عنيغافلُ
مواعيدُ آمالٍ ، تماطلنيبها
مُرَامَاة ُ أزْمَانٍ، وَدَهْرٌمُخَاتِلُ
تدافعني الأيامُ عما أريدهُ،
كما دفعَ الدَّين الغريمُالمماطلُ
خليليَّ ، أغراضي بعيدٌ منالها !
فهلْ فيكما عونٌ على ما أحاولُ؟
خَلِيلَيّ! شُدّا لي عَلىنَاقَتَيْكُمَا
إذا مابدا شيبٌ منَ العجزِناصلُ
فمثليَ منْ نالَ المعالي بسيفهِ،
وَرُبّتَمَا غَالَتْهُ،عَنْهَا، الغَوَائِلُ
وَمَا كلّ طَلاّبٍ، من النّاسِ،بالغٌ
ولا كلُّ سيارٍ ، إلى المجدِ ،واصلُ !
وإنَّ مقيماً منهجَ العجزِخائبٌ
وَإنّ مُرِيغاً، خائِبَالجَهدِ، نَائِلُ
وَمَا المَرْءُ إلاّ حَيثُيَجعَلُ نَفْسَهُ
وإني لها ، فوقَ السماكينِ ،جاعلُ
وَللوَفْرِ مِتْلافٌ،وَللحَمْدِ جَامِعٌ،
وللشرِّ ترَّاكٌ ، وللخيرِفاعلُ
وَمَا ليَ لا تُمسِي وَتُصْبحُفي يَدِي
كَرَائِمُ أمْوَالِ الرّجالِالعَقَائِلُ؟
أحكمُ في الأعداءِ منهاصوارماً
أحكمها فيها إذا ضاقَنازلُ
و مانالَ محميُّ الرغائبِ ،عنوة ً ،
سِوَى ما أقَلّتْ في الجُفونِالحَمائلُ

أبو فراس الحمدانى

سَكِرْتُ مِنْ لحظِهِ لا مِنْمُدامَتِهِ
و مالَ بالنومِ عنْ عينيتمايلهُ
وَمَا السُّلافُ دَهَتْني بَلْسَوَالِفُهُ،
و لا الشمولُ ازدهرني بلْشمائلهُ
وَغَالَ صَبْرِيَ مَا تَحوِيغَلائِلُهُ
و غالَ قلبيَ ما تحويغلائلهُ

أبو فراس الحمدانى

لحبكَ منْ قلبي حمى لايحلهُ
سواكَ ، وعقدٌ ليسَ خلقٌيحلهُ
وَقَدْ كُنتَ أطْلَقتَ المُنَىلي بمَوْعِدٍ
و قدرتَ لي وقتاً ، وهذا محلهُ !
ففي أيِّ حكمٍ ؟ أو على أيِمذهبٍ
تُحِلّ دَمي؟ وَالله لَيسَيُحِلّهُ!

أبو فراس الحمدانى

أفرُّ منَ السوء لاأفعلهْ
وَمِنْ مَوْقِفِ الضّيْمِ لاأقْبَلُهْ
وَقُرْبَى القَرَابَة ِ أرْعَىلَهَا،
وَفَضْلُ أخي الفَضْلِ لاأجْهَلُهْ
و أبذلُ عدليَ للأضعفينَ؛
و للشامخِ الأنفِ لا أبذلهْ
وذاك لأني شديدالاباء
آكل لحمي ولا اوكله
و أحسنُ ما كنت بقياإذا
أنالني اللهُ ما آملهْ
وَقَدْ عَلِمَ الحَيُّ، حَيّالضِّبابِ،
و أصدقُ قيلِ الفتى أفضلهْ
بأني كففتُ ، وأني عففتُ،
و إنْ كرهَ الجيشُ ما أفعلهْ
وَقَدْ أُرْهِقَ الحَيّ، مِنْخَلفِهِ
و أوقفَ، خوفَ الردى ، أولهْ
فعادتْ " عديُّ " بأحقادها،
وَقَدْ عَقَلَ الأمْرُ مَنْيَعْقِلُهْ

أبو فراس الحمدانى

يا حَسرَةً ما أَكادُأَحمِلُها
آخِرُها مُزعِجٌ وَأَوَّلُها
عَليلَةٌ بِالشَآمِمُفرَدَةٌ
باتَ بِأَيدي العِدىمُعَلِّلُها
تُمسِكُ أَحشاءَها عَلىحُرَقٍ
تُطفِئُها وَالهُمومُ تُشعِلُها
إِذا اِطمَأَنَّت وَأَينَ أَوهَدَأَت
عَنَّت لَها ذُكرَةٌتُقَلقِلُها
تَسأَلُ عَنّا الرُكبانَجاهِدَةً
بِأَدمُعٍ ماتَكادُ تُمهِلُها
يامَن رَأى لي بِحِصنِخِرشَنَةٍ
أُسدَ شَرىً في القُيودِأَرجُلُها
يامَن رَأى لي الدُروبَشامِخَةً
دونَ لِقاءِ الحَبيبِ أَطوَلُها
يامَن رَأى لي القُيودَموثَقَةٌ
عَلى حَبيبِ الفُؤادِ أَثقَلُها
يا أَيُّها الراكِبانِ هَللَكُما
في حَملِ نَجوى يَخِفُّمَحمَلُها
قولا لَها إِن وَعَتمَقالَكُما
وَإِنَّ ذِكري لَها لَيُذهِلُها
يا أُمَّتا هَذِهِمَنازِلُنا
نَترِكُها تارَةً وَنَنزِلُها
يا أُمَّتا هَذِهِمَوارِدُنا
نَعُلُّها تارَةً وَنُنهَلُها
أَسلَمَنا قَومُنا إِلىنُوَبٍ
أَيسَرُها في القُلوبِأَقتَلُها
وَاِستَبدَلوا بَعدَنا رِجالَوَغىً
يَوَدُّ أَدنى عُلايَ أَمثَلُها
لَيسَت تَنالُ القُيودُ مِنقَدَمي
وَفي اِتِّباعي رِضاكَأَحمِلُها
ياسَيِّداً ماتُعَدُّمَكرُمَةٌ
إِلّا وَفي راحَتَيهِ أَكمَلُها
لاتَتَيَمَّم وَالماءُتُدرِكُهُ
غَيرُكَ يَرضى الصُغرىوَيَقبَلُها
إِنَّ بَني العَمِّ لَستَتَخلُفُهُم
إِن عادَتِ الأُسدُ عادَأَشبُلُها
أَنتَ سَماءٌ وَنَحنُأَنجُمُها
أَنتَ بِلادٌ وَنَحنُ أَجبُلُها
أَنتَ سَحابٌ وَنَحنُوابِلُهُ
أَنتَ يَمينٌ وَنَحنُ أَنمُلُها
بِأَيِّ عُذرٍ رَدَدتَوالِهَةً
عَلَيكَ دونَ الوَرىمُعَوَّلُها
جاءَتكَ تَمتاحُ رَدَّواحِدِها
يَنتَظِرُ الناسُ كَيفَتُقفِلُها
سَمَحتَ مِنّي بِمُهجَةٍكَرُمَت
أَنتَ عَلى يَأسِها مُؤَمَّلُها
إِن كُنتَ لَم تَبذِلِ الفِداءَلَها
فَلَم أَزَل في رِضاكَأَبذِلُها
تِلكَ المَوَدّاتُ كَيفَتُهمِلُها
تِلكَ المَواعيدُ كَيفَتُغفِلُها
تِلكَ العُقودُ الَّتي عَقَدتَلَنا
كَيفَ وَقَد أُحكِمَتتُحَلِّلُها
أَرحامُنا مِنكَ لِمتُقَطِّعُها
وَلَم تَزَل دائِباًتُوَصِّلُها
أَينَ المَعالي الَّتي عُرِفتَبِها
تَقولُها دائِماً وَتَفعَلُها
ياواسِعَ الدارِ كَيفَتوسِعُها
وَنَحنُ في صَخرَةٍ نُزَلزِلُها
ياناعِمَ الثَوبِ كَيفَتُبدِلُهُ
ثِيابُنا الصوفُ مانُبَدِّلُها
ياراكِبَ الخَيلِ لَو بَصُرتَبِنا
نَحمِلُ أَقيادُنا وَنَنقُلُها
رَأَيتَ في الضُرِّ أَوجُهاًكَرُمَت
فارَقَ فيكَ الجَمالَ أَجمَلُها
قَد أَثَّرَ الدَهرُ فيمَحاسِنِها
تَعرِفُها تارَةً وَتَجهَلُها
فَلا تَكِلنا فيها إِلىأَحَدٍ
مُعِلُّها مُحسِناً يُعَلِّلُها
لايَفتَحُ الناسُ بابَمَكرُمَةٍ
صاحِبُها المُستَغاثُ يُقفِلُها
أَيَنبَري دونَكَ الكِرامُلَها
وَأَنتَ قَمقامُها وَأَحمَلُها
وَأَنتَ إِن عَنَّ حادِثٌجَلَلٌ
قُلَّبُها المُرتَجىوَحُوَّلُها
مِنكَ تَرَدّى بِالفَضلِأَفضَلُها
مِنكَ أَفادَ النَوالَأَنوَلُها
فَإِن سَأَلنا سِواكَعارِفَةً
فَبَعدَ قَطعِ الرَجاءِنَسأَلُها
إِذا رَأَينا أولى الكِرامِبِها
يُضيعُها جاهِداً وَيُهمِلُها
لَم يَبقَ في الناسِ أُمَّةٌعُرِفَت
إِلّا وَفَضلُالأَميرِيَشمَلُها
نَحنُ أَحَقُّ الوَرىبِرَأفَتِهِ
فَأَينَ عَنّا وَأَينَمَعدِلُها
يامُنفِقَ المالِ لايُريدُبِهِ
إِلّا المَعالي الَّتييُؤَثِّلُها
أَصبَحتَ تَشري مَكارِماًفُضُلاً
فِداؤُنا قَد عَلِمَت أَفضَلُها
لايَقبَلُ اللَهُ قَبلَ فَرضِكَذا
نافِلَةً عِندَهُتُنَفِّلُها

أبو فراس الحمدانى

أي اصطبارٍ ليسَ بالزائلِ؟
و أيُّ دمعٍ ليسَ بالهاملِ؟
إنا فجعنا بفتى " وائلٍ
لمَّـا فجعنا " بأبي وائلِ "
المشتري الحمدَ بأموالهِ،
والبائعِ النائلَبالنائلِ
مَاذا أرَادَتْ سَطَوَاتُالرّدَى
بِالأسَدِ ابنِ الأسَدِ،البَاسِلِ؟
السّيّد ابنِ السّيّدِ،المُرْتَجَى ،
والعالمِ ابنِ العالمِ ،الفاضلِ!
أقسمتُ : لو لمْ يحكهِذكرهُ
رجعنَ عنهُ بشباثاكلِ
كَأنّما دَمْعِي، مِنْبَعْدِهِ
صوبُ سحابٍ واكفٍ ،وابلِ
مَا أنَا أبْكِيهِ،وَلَكِنّمَا
تبكيهِ أطرافُ القناالذابلِ
ما كانَ إلاَّ حدثاً نازلاً،
موكلاً بالحدثِالنازلِ
دَانٍ إلى سُبْلِ النّدَىوَالعُلا،
نَاءٍ عَنِ الفَحْشَاءِوَالبَاطِلِ
أرى المعالي ، إذْ قضى نحبهُ،
تبكي بكاءَ الوالهِ ،الثاكلِ
الأسَدُ البَاسِلُ، وَالعَارِضُالـ
ـهاطلُ ، عندَ الزمنِالماجلِ
لوْ كانَ يفدي معشرٌهالكاً
فَدَاهُ مِنْ حافٍ، وَمِنْنَاعِلِ
فَكَمْ حَشَا قَبرَكَ مِنْرَاغِبٍ!
وَكَمْ حَشَا تُرْبَكَ مِنْآمِلِ!
سقى ثرى ، ضمَّ " أبا وائلٍ " ،
صوبُ عطايا كفهِ الهاطلِ !
لا درَّ درُّ الدهرِ - مابالهُ
حمّلَني مَا لَسْتُبِالحَامِلِ؟
كانَ ابنُ عَمّي، إنّ عَرَاحادثٌ،
كاللّيْثِ، أوْ كالصّارِمالصّاقِلِ
كَانَ ابنُ عَمّي عالِماً،فاضِلاً،
والدهرُ لا يبقي علىفاضلِ
كانَ ابنُ عَمّي بَحرَ جُودٍطمى
لكنهُ بحرٌ بلاساحلِ
منْ كانَ أمسى قلبهُخالياً
فَإنّني في شُغُلٍشَاغِلِ

أبو فراس الحمدانى

ضلال مارأيتُ منَالضلالِ
معاتبة ُ الكريمِ علىالنوالِ
وَإنّ مَسامعي، عَن كلّعَذْلٍ،
لفي شغلٍ بحمدٍ أوسؤالِ
ولا واللهِ ، ما بخلت يميني،
وَلا أصْبَحْتُ أشْقَاكُمْبِمَالي
ولا أمسي يحكَّمُ فيهِيعدي
قليلُ الحمدِ ، مذمومُالفعالِ
ولكني سأفنيهِ ،وأقني
ذخائِرَ مِنّ ثَوَابٍ أوْجَمَالِ
وَللوُرّاثِ إرْثُ أبيوَجَدّي،
جيادُ الخيلِ والأسلِالطوالِ
وَمَا تَجْني سَرَاة ُ بَنيأبِينَا
سوى ثمراتِ أطرافِالعوالي
ممالكنا مكاسبنا ، إذاما
تَوَارَثَهَا رِجَالٌ عَنْرِجَالِ
إذا لمْ تمسِ لي نارُفإني
أبِيتُ، لنارِ غَيرِي، غَيرَصَالِ
أوَيْنَا، بَينَ أطْنَابِالأعَادي،
إلى بلدٍ ، منَ النصارِخالِ
نَمُدّ بُيُوتَنَا، في كُلّفَجٍّ،
بِهِ بَينَ الأرَاقِمِوَالصِّلالِ
نعافُ قطونهُ ، ونملُّمنهُ،
وَيَمْنَعُنَا الإبَاءُ مِنَالزِّيَالِ
مخافة َ أنْ يقالَ ، بكلِ أرضٍ :
بَنُو حَمْدَانَ كَفّوا عَنقِتَالِ
أسَيْفَ الدّوْلَة ِالمَأمُولَ، إني
عن الدنيا ، إذا ما عشتَ ،سالِ
ومنْ ورد َالمهالكَ لمترعهُ
رزايا الدهرِ في أهلٍومالِ
إذا قضي الحمامُ عليَّ ،يوماً
فَفي نَصْرِ الهُدى بِيَدِالضَّلالِ
مَخَافَة َ أن يُقَالَ، بكُلّأرْضٍ:
فَلَيْسَ عَلَيْكَ خَائِنَة ُاللّيَالي
وَأنْتَ أشَدّ هَذَا النّاسِبَأساً،
بِهِ بَينَ الأرَاقِمِوَالصِّلالِ
وَأهْجَمُهُمْ عَلى جَيْشٍكثيفٍ
وأغورهمْ على حيٍّحلالِ
ضربتَ فلمْ تدعْ للسيفِحداً
وجلتَ بحيثُ ضاقَ عنِالمجالِ
فقُلتَ، وَقد أظَلّ المَوْتُ: صَبراً!
وإنَّ الصبرَ عندَ سواكَغالِ
ألا هَلْ مُنْكِرٌ يَابْنَيْنِزَارٍ،
مقامي ، يومَ ذلكَ، أومقالي؟
ألمْ أثبتْ لها ، والخيلُ فوضى،
بحيثُ تخفُّ أحلامُالرجالِ؟
تَرَكْتُ ذَوَابِلَ المُرّانِفِيهَا
مُخَضَّبَة ً، مُحَطَّمَة َالأعَالي
وَعُدْتُ أجُرّ رُمْحي عَنمَقَامٍ،
تحدثُ عنهُ رباتُالحجالِ
وَقَائِلَة ٍ تَقُولُ: جُزِيتَخَيراً
لقدْ حاميتَ عنْ حرمِ المعالي ‍!
وَمُهرِي لا يمَسّ الأرْضَ،زَهواً،
كَأنّ تُرَابَهَا قُطْبُالنّبَالِ
كأنَّ الخيلَ تعرفُ منْ عليها،
فَفي بَعضٍ عَلى بَعضٍتُعَالي
رَخِيصٍ عِندَهُ المُهَجُالغَوَالي
فإنْ عِشْنا ذَخَرْنَاهَالأخْرَى ،
وَإنْ مُتْنَا فَمَوْتَاتُالرّجَالِ

أبو فراس الحمدانى

فلمَّا رأتنا اجفلت كل مُجفلِفبين قتيلٍ بالدماء مُضَرَّجٍ، إبَاءٌ إبَاءُ البَكْرِ، غَيرُمُذَلَّلِ،
وعزمٌ كحدِّ السيفِ ، غيرُمفللِ
أأُغْضِي عَلى الأمْرِ، الذي لاأُرِيدُهُ،
وَلَمّا يَقُمْ بِالعُذْرِرُمحِي وَمُنْصُلي
أبى اللهُ ، والمهرُ المنيعيُّ، والقنا ،
وَأبْيَضُ وَقّاعٌ عَلى كلّمَفصِلِ
وَفِتْيَانُ صِدْقٍ منغَطارِيفِ وَائِلٍ
إذا قيلَ ركبُ الموتِ قالوا لهُ : انزلِ‍
يَسُوسُهُمُ بِالخَيْرِوَالشّرّ مَاجِدٌ،
جَرْورٌ لأِذْيَالِ الخَمِيسِالمُذَيَّلِ
لهُ بطشُ قاسٍ ، تحتهُ قلبُراحمٍ ،
ومنعُ بخيلٍ ، بعدهُ بذلُمفضلِ
وعزمة ُ خراجٍ منَ الضيمِ ،فاتكٍ ،
وَفيٍّ، أبيٍّ، يأخُذُ الأمْرَمن عَلِ
عزوفٌ ، أنوفٌ ، ليسَ يقرعُسنهُ،
جريءٌ، متى يعزمْ على الأمرِيفعلِ
شَدِيدٌ عَلى طَيّ المَنَازِلِصَبْرُهُ،
إذا هوَ لمْ يظفرْ بأكرمِمنزلِ
بِكُلّ مُحَلاّة ِ السّرَاة ِبِضَيْغَمٍ،
وكلِّ معلاة ِ الرحالِبأحدلِ
كَأنّ أعَالي رَأسِهَاوَسَنَامِهَا
منارة ُ قسيسٍ ، قبالة َهيكلِ
سريتُ بها، منْ ساحلِ البحرِ،أغتد
على " كفر طاب"، صوبها لمْيحولِ
وقدمتً نذري أنْ يقولوا : غدرتنا
وأقبلتُ ، لمْ أرهقْ ، ولمْأتحيلِ
إلى عربٍ ، لا تختشي غلبَ غالبٍ،
وَفيٍّ، أبيٍّ، يأخُذُ الأمْرَمن عَلِ
تَوَاصَتْ بِمُرّ الصّبْرِ، دونَ حريمها
وَفيٍّ، أبيٍّ، يأخُذُ الأمْرَمن عَلِ
فَلَمّا أطَعتُ الجَهلَوَالغَيظَ، ساعَة ً،
دَعَوْتُ بحلمي: أيّها الحِلمُأقْبِلِ!
بُنَيّاتُ عَمّي هُنّ، لَيسَيَرَينَني:
بَعيدَ التّجَافي، أو قَلِيلَالتّفَضُّلِ
شِفِيعُ النّزَارِيّاتِ، غَيرُمُخَيَّبٍ،
وداعي النزارياتِ ، غيرُمخذلِ
رَدَدتُ، برَغمِ الجَيشِ، ماحاز كلَّهُ،
وَكَلّفْتُ مَالي غُرْمَ كُلّمُضَلِّلِ
فأصبحتُ، في الأعداءِ ، أيَّممدحٍ
وإنْ كنتُ في الأصحابِ ، أيَّمعذلِ
مضى فارسُ الحيينِ "زيدُ بنُمنعة ٍ "
ومنْ يدنُ منْ نارِ الوقيعة ِيصطلِ
وقرما " بني البنا : تميمُ بنِغالبِ "
همامانِ ، طعانانِ في كلِّجحفلِ
وَلَوْ لمُ تَفُتْني سَوْرَة ُالحَرْبِ فيهِما
جَرَيْتُ عَلى رَسْمٍ منالصّفحِ أوّلِ
وعدتُ ، كريمَ البطشِ، والعفوِ، ظافراً ،
أُحَدِّثُ عَنْ يَوْمٍ أغَرّ،مُحَجَّلِ

أبو فراس الحمدانى

هَلْ تَعْطِفَانِ عَلىالعَلِيلِ؟
لا بالأسِيرِ، وَلاالقَتِيلِ!
باتت تقبلهُ الأكــ
ـفُّ، سَحَابَة َ اللّيلِالطّوِيل
يرعى الندجومَالسائرا
تِ منَ الطلوعِ إلىالأفولِ
فقدَ الضيوفُ مكانهُ،
وبكاهُ أبناءُالسبيلِ
وَاستَوْحَشَتْلِفِرَاقِهِ،
يَوْمَ الوَغَى ، سِرْبُالخُيُولِ
وَتَعَطّلَتْ سُمْرُالرّمَا
حِ، وَأُغمدتْ بِيضُالنْصُولِ
يَا فَارِجَ الكَرْبِالعَظِيـ
ــمِ ، وكاشفَ الخطبِالجليلِ
كُنْ، يَا قَوِيُّ، لِذَاالضّعِيـ
ـفِ، وَيَا عزِيزُ، لِذاالذّلِيلِ!
قَرّبْهُ مِنْ سَيْفِ الهُدَى،
في ظِلّ دَوْلَتِهِالظّلِيلِ!
أوَمَا كَشَفْتَ عَنِ ابنِدَا
ودٍ " ثقيلاتِ الكبولِ ؟ ‍!
لمْ أروَ منهُ ولاشفيــ
ـتُ بطولِ خدمتهِ ،غليلي
أللهُ يعلمُ : أنهُ
أملي منِ الدنياوسولي
وَلَئِنْ حَنَنْتُ إلىذُرَا
هُ لقد حننتُ إلىوصولِ
لا بِالغَضُوبِ، وَلاالكَذُو
بِ، وَلا القَطوبِ، وَلاالمَلولِ
يا عدَّتي فيالنائبا
تِ، وَظُلّتي عِنْدَالمَقِيلِ!
أينَ المحبة ُ ،والذمـا
مُ وما وعدتَ منَ الجميلِ ؟ ‍!
أجْمِلْ عَلى النّفْسِالكَرِيـ
ـمَة ِ فيّ، وَالقَلْبِالحَمُولِ!
أمّا المُحِبّ فَلَيْسَيُصْـ
ـغي في هَوَاهُ إلىعَذُولِ
يمضي بحالِ وفائهِ،
ويصدُّ عنْ قالٍ وقيلِ ‍!

أبو فراس الحمدانى

أروحُ القلبَ ببعضِ الهزلِ،
تَجَاهُلاً مِني، بِغَيْرِجَهْلِ!
أمْزَحُ فِيهِ، مَزْحَ أهلِالفَضْلِ،
والمزحُ ، أحياناً ، جلاءُالعقلِ

أبو فراس الحمدانى

قُلْ لأحْبَابِنَا الجُفَاة ِ: رُوَيْداً!
دَرِّجُونَا عَلى احْتِمَالِالمَلالِ!
إنّ ذَاكَ الصّدُودَ، مِنْغَيرِ جُرْمٍ
لمْ يدعٍ فيَّ مطمعاًبالوصالِ
أحْسِنُوا في فِعَالِكُمْ أوْأسِيئُوا!
لا عَدِمْنَاكُمُ عَلى كُلّحَالِ!

أبو فراس الحمدانى

قاتلي شادنٌ ، بديعُ الجمالِ،
أعْجَمِيُّ الهَوَى ، فَصِيحُالدّلالِ
سلَّ سيفَ الهوى عليَّ ونادى :
يَا لَثَأرِ الأعْمَامِوَالأخْوَالِ!
كيف أرجو ممن يرى الثأرعندي
خُلُقاً مِنْ تَعَطُّفٍ أوْوِصَالِ؟
بعدما كرتِ السنونَ ،وحالتْ
دُونَ ذِي قَارٍ الدّهُورُالخَوَالي
أيّهَا المُلْزِمِي جَرَائِرَقَوْمِي،
بعدما قدْ مضتْ عليها الليالي !
لَمْ أكُنْ مِنْ جُناتِهَا،عَلِمَ الله،
و إني لحرِّها ، اليومَ ،صالِ

أبو فراس الحمدانى

الفكرُ فيكَ مقصرُ الآمالِ،
وَالحِرْصُ بَعدَكَ غَايَة ُالجُهّالِ
لوْ كانَ يخلدُ بالفضائلِفاضلٌ
وُصِلَتْ لَكَ الآجَالُبِالآجَالِ!
أوْ كُنتَ تُفدى لافتَدَتْكَسَرَاتُنَا
بنفائسِ الأرواحِوالأموالِ
أوْ كانَ يدفعُ عنكَ بأسٌأقبلتْ ،
شَرَعاً، تَكَدَّسُ بِالقِنَاالعَسّالِ
أعززْ ، على ساداتِ قومكَ ، أنْترى
فوقَ الفراشِ ، مقلبَالأوصالِ
و السابغاتُ مصونة ٌ ، لمْتبتذلْ ،
و البيضُ سالمة ٌ معَالأبطالِ
و إذا المنية ُ أقيلتْ لمْيثنها
حرصُ الحريصِ ، وحيلة ُالمحتالِ
مَا للخُطوبِ؟ وَمَا لأحْداثِالرّدَى
أعْجَلْنَ جَابِرَ غَايَة َالإعْجَالِ؟
لمَّـا تسربلَ بالفضائلِ ،وارتدى
بردَ العلاَ ، وأعتمَّبالإقبالِ
وَتَشَاهَدَتْ صِيدُ المُلُوكِبفَضْلِهِ
و أرى المكارمَ ، منْ مكانٍعالِ
أأبَا المُرَجّى ! غَيرُحُزْنيَ دَارِسٌ،
أبَداً عَلَيْكَ، وَغَيْرُقَلبيَ سَالِ
لا زلتَ مغدوَّ الثرى ، مطروقهُ،
بِسَحَابَة ٍ مَجْرُورَة ِالأذْيَالِ
و حجبنَ عنكَ السيئاتُ ولمْيزلْ
لَكَ صَاحِبٌ مِنْ صَالحِالأعمالِ

أبو فراس الحمدانى


سَلِي عَنّا سَرَاة َ بَنيكِلابٍ
بِبَالِسَ، عِند مُشتَجَرِالعَوَالي!
لَقِينَاهُمْ بِأسْيَافٍقِصَارٍ،
كَفَينَ مَؤونَة َ الأسَلِالطّوَالِ
وولى بـ " آبن عوسجة ٍ كثيرٍ "
وَسَاعُ الخَطْوِ في ضَنْكِالمَجَالِ
يرى " البرغوثَ " إذْ نجاهُ منا،
أجلَّ عقيلة ٍ، وأحبَّمالِ
تدورُ بهِ إماءٌ منْ " قريظ "؛
وَتَسْألُهُ النّسَاءُ عَنِالرّجَالِ!
يَقُلْنَ لَهُ: السّلامَة ُخَيرُ غنُمٍ!
و إنَّ الذلَّ في ذاكَالمقالِ
و " جهمانٌ " تجافتْ عنهُ بيضٌ،
عدلنَ عنِ الصريحِ إلىالموالي
وَعَادُوا، سامِعِينَ لَنَا،فعُدنا
إلى المعهودِ منْ شرفِالفعالٍِ
و نحنُ متى رضينا بعدَسخطٍ
أسونا ما جرحنا بالنوالِ

أبو فراس الحمدانى

نفسي فداؤكَ ـ قدْبعثـ
ـتُ بعهدتي بيدِالرسولِ
أهْدَيْتُ نَفْسِي،إنّمَا
يُهْدَى الجَلِيلُ إلىالجَليلِ
وَجَعَلْتُ مَا مَلَكَتْيَدِي،
بُشْرَى المُبَشِّرِبِالقَبُولِ

أبو فراس الحمدانى

غنى النفسِ ، لمنْيعقـ
ـلُ، خَيرٌ مِنْ غِنىالمَالِ!
وَفَضْلُ النّاسِ، فيالأنْفُـ
ـسِ، لَيسَ الفَضْلُ فيالحَال

أبو فراس الحمدانى

يَلُوحُ بِسِيماهُ الفَتى منبَني أبي،
وَتَعْرِفُهُ مِنْ غَيْرِهِبِالشّمَائِلِ
مفدى ، مردى ؛ يكثرُ الناسُحولهُ
طَوِيلُ نِجادِ السّيفِ، سَبطُالأنامِل

أبو فراس الحمدانى

ألا للهِ ، يومُ الدارِيوماً
بَعِيدَ الذّكْرِ، مَحْمُودَالمَآلِ
تركتُ بهِ نساءَ " بني كلابٍ " ،
فواركَ ، ما يُرغنَ إلىالرجالِ
تركنا الشبخَ ، شيخَ" بني قريظٍ "
ببطنِ القاعِ ممنوعَالذمالِ
مُقَاطِعَة ٌ أحِبّتُهُ،وَلَكِنْ
يبيتُ منَ الخوامعِ فيوصالِ
تخفُ إذا تطاردنا " كلابٌ "؛
فكيف بها إذا قلنانزالِ
تَرَكْنَاهَا، وَلَمْيُتْرَكْنَ إلاّ
لأبناءِ العمومة ِ ، والخوالي !
فلمْ ينهضنَ عنْ تلكَ الحشايا؛
وَلَمْ يَبْرُزْنَ مِنْ تِلكَالحِجَالِ

أبو فراس الحمدانى

إذا كانَ فضلي لا أسوغُنفعهُ
فَأفضَلُ مِنْهُ أنْ أُرَىغَيرَ فَاضِلِ
ومنْ أضيعِ الأشياءِ مهجة ُعاقلٍ ،
يجوزُ على حوبائها حكمُ جاهلِ !

أبو فراس الحمدانى

هواكَ هوايَ ، على كلِّحالِ
وَإنْ مَسَّنِي فِيكَ بَعضُالمَلالِ
وكمْ لكَ عنديَ منْ غدرة ٍ،
وقولٍ ، تكذبهُ بالفعالِ ‍‍!
وَوَعْدٍ يُعَذَّبُ فِيهِالكَرِيمُ
إمّا بِخُلْفٍ، وَإمّامِطَالِ
صَبَرْنَا لِسُخْطِكَ، صَبرَالكرَامِ،
فهذا رضاكَ ، فهلْ منْ نوالِ؟
وَذُقْنَا مَرَارَة َ كأسِالصّدُودِ،
فَأينَ حَلاوَة ُ كَأسِالوِصَالِ؟

أبو فراس الحمدانى

أقُولُ وَقَدْ نَاحَتْ بِقُرْبيحمامَة ٌ:
أيا جارتا هل تشعرين بحالي ؟
معاذَ الهوى ‍! ماذقتُ طارقة َالنوى ،
وَلا خَطَرَتْ مِنكِ الهُمُومُببالِ
أتحملُ محزونَ الفؤادِقوادمٌ
على غصنٍ نائي المسافة ِ عالِ ؟
أيا جارتا ، ما أنصفَ الدهرُبيننا ‍!
تَعَالَيْ أُقَاسِمْكِالهُمُومَ، تَعَالِي!
تَعَالَيْ تَرَيْ رُوحاً لَدَيّضَعِيفَة ً،
تَرَدّدُ في جِسْمٍ يُعَذّبُبَالي
أيَضْحَكُ مأسُورٌ، وَتَبكيطَلِيقَة ٌ،
ويسكتُ محزونٌ ، ويندبُ سالِ ؟
لقد كنتُ أولى منكِ بالدمعِمقلة ً؛
وَلَكِنّ دَمْعي في الحَوَادِثِغَالِ!

أبو فراس الحمدانى

وللهِ عندي في الإسارِوغيرهِ
مَوَاهِبُ، لَمْ يُخصَصْ بهاأحدٌ قَبلي!
حللتُ عقوداً ، أعجزَ الناسَحلها،
وَما زَالَ عَقدي لا يُذَمّوَلا حَلِّي
إذَا عَايَنَتْني الرّومُكَفّرَ صِيدُهَا،
كأنّهُمُ أسرَى لَدَيّ وَفيكَبْلي
وَأُوسَعُ، أيّاً مَا حَلَلْتُ،كَرَامَة ً،
كأنني منْ أهلي نقلتُ إلىأهلي
فقلْ لبني عمي ، وأبلغْ بني أبي :
بِأنيَ في نَعْمَاءَيَشْكُرُهَا مِثْلي
وَمَا شَاءَ رَبي غَيرَ نَشْرِمَحَاسِني،
وأن يعرفوا ما قد عرفتُ منَالفضلِ

أبو فراس الحمدانى

إنّا، إذَا اشْتَدّالزّمَا
نُ، وَنَابَ خَطْبٌوَادْلَهَم
ألفيتَ ، حولَ بيوتنا،
عُدَدَ الشّجَاعَة ِ،وَالكَرَمْ
لِلِقَا العِدَى بِيضُالسّيُو
فِ، وَلِلنّدَى حُمْرُالنَّعَمْ
هَذَا وَهَذَادَأبُنَا،
يودى دمٌ ، ويراقُدمْ
قُلْ لابنِ وَرْقَاجَعْفَرٍ،
حتى يقولَ بماعلمْ
إنّي، وَإنْ شَطّالمَزَا
رُ وَلمْ تَكُنْ دَارِيأُمَمْ
أصْبُو إلى تِلْكَالخِلا
لِ ، وأصطفي تلكَ الشيمْ "
" وألومُ عادية َالفرا
قِ، وَبَينَ أحْشَائيألَمْ
" ولعلَّ دهراً ينثني،
ولعلَّ شعباً يلتئمْ "
" هل أنتَ ، يوماً ،منصفي
مِنْ ظُلمِ عَمّكَ؟ يا بنَعَمْ
أبْلِغْهُ عَني مَاأقُو
لُ ، فأنتَ منْ لا يتهم ! "
أنّي رَضِيتُ، وَإنْكَرِهْـ
ـتَ، أبَا مُحَمّدٍالحَكَمْ

أبو فراس الحمدانى

هَلْ تَعْطِفَانِ عَلىالعَلِيلِ؟
لا بالأسِيرِ، وَلاالقَتِيلِ!
باتت تقبلهُ الأكــ
ـفُّ، سَحَابَة َ اللّيلِالطّوِيل
يرعى الندجومَالسائرا
تِ منَ الطلوعِ إلىالأفولِ
فقدَ الضيوفُ مكانهُ،
وبكاهُ أبناءُالسبيلِ
وَاستَوْحَشَتْلِفِرَاقِهِ،
يَوْمَ الوَغَى ، سِرْبُالخُيُولِ
وَتَعَطّلَتْ سُمْرُالرّمَا
حِ، وَأُغمدتْ بِيضُالنْصُولِ
يَا فَارِجَ الكَرْبِالعَظِيـ
ــمِ ، وكاشفَ الخطبِالجليلِ
كُنْ، يَا قَوِيُّ، لِذَاالضّعِيـ
ـفِ، وَيَا عزِيزُ، لِذاالذّلِيلِ!
قَرّبْهُ مِنْ سَيْفِ الهُدَى،
في ظِلّ دَوْلَتِهِالظّلِيلِ!
أوَمَا كَشَفْتَ عَنِ ابنِدَا
ودٍ " ثقيلاتِ الكبولِ ؟ ‍!
لمْ أروَ منهُ ولاشفيــ
ـتُ بطولِ خدمتهِ ،غليلي
أللهُ يعلمُ : أنهُ
أملي منِ الدنياوسولي
وَلَئِنْ حَنَنْتُ إلىذُرَا
هُ لقد حننتُ إلىوصولِ
لا بِالغَضُوبِ، وَلاالكَذُو
بِ، وَلا القَطوبِ، وَلاالمَلولِ
يا عدَّتي فيالنائبا
تِ، وَظُلّتي عِنْدَالمَقِيلِ!
أينَ المحبة ُ ،والذمـا
مُ وما وعدتَ منَ الجميلِ ؟ ‍!
أجْمِلْ عَلى النّفْسِالكَرِيـ
ـمَة ِ فيّ، وَالقَلْبِالحَمُولِ!
أمّا المُحِبّ فَلَيْسَيُصْـ
ـغي في هَوَاهُ إلىعَذُولِ
يمضي بحالِ وفائهِ،
ويصدُّ عنْ قالٍ وقيلِ ‍!

أبو فراس الحمدانى

أروحُ القلبَ ببعضِ الهزلِ،
تَجَاهُلاً مِني، بِغَيْرِجَهْلِ!
أمْزَحُ فِيهِ، مَزْحَ أهلِالفَضْلِ،
والمزحُ ، أحياناً ، جلاءُالعقلِ

أبو فراس الحمدانى

قُلْ لأحْبَابِنَا الجُفَاة ِ: رُوَيْداً!
دَرِّجُونَا عَلى احْتِمَالِالمَلالِ!
إنّ ذَاكَ الصّدُودَ، مِنْغَيرِ جُرْمٍ
لمْ يدعٍ فيَّ مطمعاًبالوصالِ
أحْسِنُوا في فِعَالِكُمْ أوْأسِيئُوا!
لا عَدِمْنَاكُمُ عَلى كُلّحَالِ!

أبو فراس الحمدانى

قاتلي شادنٌ ، بديعُ الجمالِ،
أعْجَمِيُّ الهَوَى ، فَصِيحُالدّلالِ
سلَّ سيفَ الهوى عليَّ ونادى :
يَا لَثَأرِ الأعْمَامِوَالأخْوَالِ!
كيف أرجو ممن يرى الثأرعندي
خُلُقاً مِنْ تَعَطُّفٍ أوْوِصَالِ؟
بعدما كرتِ السنونَ ،وحالتْ
دُونَ ذِي قَارٍ الدّهُورُالخَوَالي
أيّهَا المُلْزِمِي جَرَائِرَقَوْمِي،
بعدما قدْ مضتْ عليها الليالي !
لَمْ أكُنْ مِنْ جُناتِهَا،عَلِمَ الله،
و إني لحرِّها ، اليومَ ،صالِ

أبو فراس الحمدانى

الفكرُ فيكَ مقصرُ الآمالِ،
وَالحِرْصُ بَعدَكَ غَايَة ُالجُهّالِ
لوْ كانَ يخلدُ بالفضائلِفاضلٌ
وُصِلَتْ لَكَ الآجَالُبِالآجَالِ!
أوْ كُنتَ تُفدى لافتَدَتْكَسَرَاتُنَا
بنفائسِ الأرواحِوالأموالِ
أوْ كانَ يدفعُ عنكَ بأسٌأقبلتْ ،
شَرَعاً، تَكَدَّسُ بِالقِنَاالعَسّالِ
أعززْ ، على ساداتِ قومكَ ، أنْترى
فوقَ الفراشِ ، مقلبَالأوصالِ
و السابغاتُ مصونة ٌ ، لمْتبتذلْ ،
و البيضُ سالمة ٌ معَالأبطالِ
و إذا المنية ُ أقيلتْ لمْيثنها
حرصُ الحريصِ ، وحيلة ُالمحتالِ
مَا للخُطوبِ؟ وَمَا لأحْداثِالرّدَى
أعْجَلْنَ جَابِرَ غَايَة َالإعْجَالِ؟
لمَّـا تسربلَ بالفضائلِ ،وارتدى
بردَ العلاَ ، وأعتمَّبالإقبالِ
وَتَشَاهَدَتْ صِيدُ المُلُوكِبفَضْلِهِ
و أرى المكارمَ ، منْ مكانٍعالِ
أأبَا المُرَجّى ! غَيرُحُزْنيَ دَارِسٌ،
أبَداً عَلَيْكَ، وَغَيْرُقَلبيَ سَالِ
لا زلتَ مغدوَّ الثرى ، مطروقهُ،
بِسَحَابَة ٍ مَجْرُورَة ِالأذْيَالِ
و حجبنَ عنكَ السيئاتُ ولمْيزلْ
لَكَ صَاحِبٌ مِنْ صَالحِالأعمالِ

أبو فراس الحمدانى

سَلِي عَنّا سَرَاة َ بَنيكِلابٍ
بِبَالِسَ، عِند مُشتَجَرِالعَوَالي!
لَقِينَاهُمْ بِأسْيَافٍقِصَارٍ،
كَفَينَ مَؤونَة َ الأسَلِالطّوَالِ
وولى بـ " آبن عوسجة ٍ كثيرٍ "
وَسَاعُ الخَطْوِ في ضَنْكِالمَجَالِ
يرى " البرغوثَ " إذْ نجاهُ منا،
أجلَّ عقيلة ٍ، وأحبَّمالِ
تدورُ بهِ إماءٌ منْ " قريظ "؛
وَتَسْألُهُ النّسَاءُ عَنِالرّجَالِ!
يَقُلْنَ لَهُ: السّلامَة ُخَيرُ غنُمٍ!
و إنَّ الذلَّ في ذاكَالمقالِ
و " جهمانٌ " تجافتْ عنهُ بيضٌ،
عدلنَ عنِ الصريحِ إلىالموالي
وَعَادُوا، سامِعِينَ لَنَا،فعُدنا
إلى المعهودِ منْ شرفِالفعالٍِ
و نحنُ متى رضينا بعدَسخطٍ
أسونا ما جرحنا بالنوالِ

أبو فراس الحمدانى

نفسي فداؤكَ ـ قدْبعثـ
ـتُ بعهدتي بيدِالرسولِ
أهْدَيْتُ نَفْسِي،إنّمَا
يُهْدَى الجَلِيلُ إلىالجَليلِ
وَجَعَلْتُ مَا مَلَكَتْيَدِي،
بُشْرَى المُبَشِّرِبِالقَبُولِ

أبو فراس الحمدانى

غنى النفسِ ، لمنْيعقـ
ـلُ، خَيرٌ مِنْ غِنىالمَالِ!
وَفَضْلُ النّاسِ، فيالأنْفُـ
ـسِ، لَيسَ الفَضْلُ فيالحَال

أبو فراس الحمدانى

يَلُوحُ بِسِيماهُ الفَتى منبَني أبي،
وَتَعْرِفُهُ مِنْ غَيْرِهِبِالشّمَائِلِ
مفدى ، مردى ؛ يكثرُ الناسُحولهُ
طَوِيلُ نِجادِ السّيفِ، سَبطُالأنامِل

أبو فراس الحمدانى

أيّهَا الغَازِي، الّذِييَغْـ
زو بجيشِ الحبِّ جسمي ‍!
ما يقومُ الأجرُ فيغـز
وكَ للرومِ بإثمي ‍!
كَمْ لَيْلَة ٍ شَهْبَاءَ، إذْبَرَزَتْ لَنا،
سقتكَ الغوادي منْ متونِالغمائمِ
مِنْ ثَغْرِهَا في جِنْحِ لَيلٍ مُظلِمِ
كَتَمَتْ هَوَايَ وَقَابَلَتهبهَجْرَة ٍ،
في جمرها المتلهبِالمتضرمٍِ

أبو فراس الحمدانى

و أديبة ٍ إخترتها عربيةً
تُعزى إلى الجدِّ الكريمِ ،وتنتمي
محجوبة ٌ لمْ تبتذلْ ، أمارةٌ
لمْ تَأتَمِرْ، مَخدُومَة ٌ لمْتَخْدِمِ
لوْ لمْ يكنْ لي فيكَ إلاَأنني
بِكِ قد غُنِيتُ عن ارْتكابِالمَحرَمِ
و لقدْ نزلتِ فلاَ تظنيغيرهُ
مِنّي بِمَنْزِلَة ِ المُحِبّالمُكْرَمِ

أبو فراس الحمدانى

تَسَمَّعْ، في بُيُوتِ بَنيكِلابٍ،
بني البَنّا تَنُوحُ عَلىتَمِيمِ
بِكُرْهِي إنْ حَمَلْتُ بَنيأبِيهِ
وأسرته على النأيِالعظيمِ
رجعتُ ، وقدْ ملكتهمُ جميعاً،
إلى الأعراقِ والأصلِالكريمِ

أبو فراس الحمدانى

يعزُّ على الأحبة ِ ، بـ " الشامِ " ،
حَبيبٌ، بَاتَ مَمْنُوعَالمَنَامِ
وَإني لَلصّبُورُ عَلىالرّزَايَا،
وَلَكِنّ الكِلامَ عَلىالكِلامِ
جُرُوحٌ لا يَزَلْنَ يَرِدْنَمِنّي
على جرحٍ قريبِ العهدِ ،دامِ
تاملني " الدمستقُ " إذ رآني،
فَأبْصَرَ صِيغَةَ اللّيْثِ،الهُمَامِ
أتُنكِرُني كَأنّكَ لَسْتَتَدْري
بِأني ذَلِكَ البَطَلُ،المُحَامي
وَأني إذْ نَزَلْتُ عَلىدُلُوكٍ،
تَرَكْتُكَ غَيْرَ مُتّصِلِالنّظَامِ
وَلَمّا أنْ عَدَدْتُ صَلِيبَرَأيِي
تَحَلّلَ عِقْدُ رَأيِكَ فيالمَقَامِ
وَكُنْتَ تَرَى الأنَاة َ،وَتَدّعِيها،
فأعجلكَ الطعانُ عنِالكلامِ
و بتَّ مؤرقاً ، منْ غيرِ سهدٍ،
حمى جفنيكَ طيبَ النومِحامِ
و لا أرضى الفتى ما لمْ يكملْ،
برأيِ الكهلِ ، إقدامَالغلامِ
فَلا هُنّئْتَهَا نُعْمَىبِأسْرِي،
وَلا وُصِلَتْ سُعُودُكَبِالتّمَامِ
أمَا مِنْ أعْجَبِ الأشْيَاءِعِلْجٌ،
يُعَرّفُني الحَلالَ مِنَالحَرَامِ
و تكنفهُ بطارقة ٌ تيوسُ،
تباري بالعثانينِالضخامِ
لهمْ خلقُ الحميرِ فلستَتلقى
فتى ً منهمْ يسيرُ بلاَحزامِ
يُرِيغُونَ العُيُوبَ،وَأعجَزَتْهُمْ،
وأيُّ العيبِ يوجدُ في الحسامِ ! ؟
و أصعبُ خطة ٍ ، وأجلُّأمرٍ
مُجَالَسَة ُ اللّئَامِ عَلىالكِرَامِ
أبِيتُ مُبَرّأ من كُلّعَيبٍ،
و أصبحُ ، سالماً منْ كلِّذامِ
وَمَنْ لَقيَ الّذي لاقَيْتُهَانَتْ
عَلَيْهِ مَوَارِدُ المَوْتِالزّؤامِ
ثناءٌ طيبٌ ، لا خلفَ فيهِ،
وَآثَارٌ كَآثَارِالغَمَامِ
و علمُ فوارسِ الحيينِأني
قَلِيلٌ مَنْ يَقُومُ لَهُمْمَقَامي
وَفي طَلَبِ الثّنَاءِ مَضَىبُجَيْرٌ
وَجَادَ بِنَفْسِهِ كَعبُ بنُمَامِ
أُلامُ عَلى التّعَرّضِللمَنَايَا،
وَلي سَمَعٌ أصَمُّ عَنِالمَلامِ
بنو الدنيا إذا ماتواسواءٌ
وَلَوْ عَمَرَ المُعَمّرُ ألْفَعَامِ
إذَا مَا لاَحَ لي لَمَعَانُبَرْقٍ
بَعَثْتُ إلى الأحِبّة ِبِالسّلامِ

أبو فراس الحمدانى

لستَ بالمستضيمِ منْ هوَ دوني،
اعْتِدَاءً، وَلَسْتُبالمُسْتَضَامِ
أبذلُ الحقَّ للخصومِ ، إذاما
عَجَزَتْ عَنْهُ قُدْرَة ُالحُكّامِ
لا تَخَطّى إلى المَظَالِمِكَفّي،
حَذَراً مِنْ أصَابِعِالأيْتَامِ

أبو فراس الحمدانى

وَدّعُوا، خِشْيَة َ الرّقِيبِ،بإيمَا
ءٍ، فَوَدَّعْتُ، خَشْيَة َاللُّوّامِ
لمْ أبحْ بالوداعِ ، جهراًولكنْ
كانَ جفني فمي ، ودمعي كلامي !

أبو فراس الحمدانى

أيا معافي منْ رسيسِ الهوى !
يَهْنِيكَ حَالُ السّالِمِالغَانِمِ
أعَانَكَ الله بِخَيْرٍ،أمَا
تَكُونُ لي عَوْناً عَلىالظّالِمِ؟!

أبو فراس الحمدانى

و خريدة ٍ ، كرمتْ على آبائها؛
وَعَلى بَوَادِرِ خَيْلِنَالَمْ تُكْرَمِ
خُطِبَتْ بحَدّ السّيفِ حَتىزُوّجَتْ
كرهاً، وكانَ صداقهاللمقسمِ
رَاحَتْ وَصَاحِبُها بِعُرْسٍحَاضِرٌ،
يُرْضِي الآلَهَ، وَأهْلُهَا فيمَأتَمِ

أبو فراس الحمدانى

لنا بيتُ ، على عنقِ الثريا،
بعيدُ مذاهبِ الأطنابِ ،سامِ
تظللهُ الفوارسُ بالعوالي،
وَتَفْرِشُهُ الوَلائِدُبالطّعَامِ

أبو فراس الحمدانى

يَا مَنْ رَضِيتُ بِفَرْطِظُلمِهْ
ودخلتُ ، طوعاً ، تحتَحكمهْ
أللهُ يعلمُ مالقيـ
ـتُ منَ الهوى ، وكفى بعلمهْ !
هَبْ لِلْمُقِربِذَنْبِهِ!
وَاصْفَحْ لَهُ عن عُظمِجُرْمِهْ
إني أعيذكَ أنْ تبو
ءَ ب***هَ ، وبحملِإثمهْ

أبو فراس الحمدانى

هَبْهُ أسَاءَ، كمَا زَعَمْتَ،فهَبْ له
وارحمْ تضرعهُ ، وذلَّ مقامهِ !
بِالله، رَبِّكَ، لِمْ فَتَكْتَبِصَبرِهِ
وَنَصرْتَ بِالهِجْرَانِ جَيشَسَقامِهِ؟
فرقتَ بينَ جفونهِومنامهِ
وجمعتَ بينَ نحولهَوعظامهِ

أبو فراس الحمدانى

وَيَغْتَابُني مَنْ لَوْكَفَاني غَيْبَهُ
لكنتُ لهُ العينَ البصيرة َوالأذنا
و عندي منَ الأخبارِ ما لوْذكرتهُ
إذاً قرعَ المغتابُ منْ ندمٍسنا

أبو فراس الحمدانى

اطْرَحُوا الأمْرَإلَيْنَا،
و احملوا الكلَّعلينا
إننا قومٌ ، إذا ما
صَعُبَ الأمْرُ،كَفَيْنَا
و إذا ما ريمَ منا
مَوْطِنُ الذّلّأبَيْنَا
وَإذَا مَا هَدَمَالْـ
ـعزَّ بنو العزِّ بنينا

أبو فراس الحمدانى

يعيبُ عليَّ أنْ سميتُنفسي
وَقَدْ أخَذَ القَنَا مِنْهُمْوَمِنّا
فَقُلْ لِلعِلْجِ: لَوْ لمْأُسْمِ نَفْسِي
لَسَمّاني السّنَانُ لَهُمْوَكَنّى

أبو فراس الحمدانى

قدْ أعانتني الحمية ُلمَّـا
لَمْ أجِدْ مِنْ عَشِيرَتيأعْوَانَا
لا أُحِبّ الجَمِيلَ مِنْ سِرّمَوْلى ً
لمْ يدعْ ما كرهتهُإعلانا
إنْ يكنْ صادقَ الودادِفهلاَّ
تركَ الهجرُ للوصالِ مكانا ! ؟

أبو فراس الحمدانى

فإنْ أهْلَكْ فَعَنْ أجَلٍمُسَمّى سَلي فَتَيَاتِ هَذَا الحَيّ عَنّي
يَقُلْنَ بِمَا رَأيْنَ وَمَاسَمِعْنَهْ
ألستُ أمدهمْ ، لذويَّ ، ظلاَّ،
ألستُ أعدهمْ ، للقومِ ،جفنهْ
ألستُ أقرهمْ بالضيفِ ،عيناً
ألستُ أمرهمْ ، في الحربِلهنهْ
رَضِيتُ العَاذِلاتِ، وَمَايَقُلْنَهْ،
وَإنْ أصْبَحْتُ عَصّاءًلَهُنّهْ
و كمْ فجرٍ سبقنَ إلىملامي
فَعُدْتُ ضُحى ً وَلمْ أحفِلْبهِنّهْ
وَرَاجِعَة ٍ إليّ، تَقُولُسِرّاً:
أعودُ إلى نصيحتهِلعنَّـهْ
فَلَمّا لمْ تَجِدْ طَمَعَاًتَوَلّتْ،
وقالتْ فيَّ ، عاتبة ًوقلنهْ
أريتكَ ما تقولُ بناتُعمي
إذا وصفَ النساءُرجالهنَّـهْ
أما واللهِ لا يمسينَ ، حسرى،
يلفقنَ الكلامَ ،ويعتذرنهْ
و لكنْ سوفَ أوجدهنَّوصفاً
و أبسطُ في المديحِكلامهنَّـهْ
متى ما يدنُ منْ أجلٍكتابي
أمُتْ، بَينَ الأعِنّة ِوَالأسِنّهْ

أبو فراس الحمدانى

بَكَرْنَ يَلُمنَني، وَرَأينَجودي
عَلى الأرْمَاحِ بِالنّفْسِالمَضَنّهْ
فَقُلتُ لَهُنّ: هَلْ فِيكُنّباقٍ
عَلى نُوَبِ الزّمانِ، إذاطَرَقْنَهْ؟
و إنْ يكنْ الحذارُ منَالمنايا
سَبيلاً للحَيَاة ِ، فَلِمْتَمُتْنَهْ؟
سَأُشْهِدُهَا عَلى مَا كَانَمِني
ببسطي في الندى ،بكلاَمهنَّهْ
و أجعلكنَّ أصدقَ فيَّقولاً
إذا وصفَ النساءُ رجالهنَّهْ
فإنْ أهْلَكْ فَعَنْ أجَلٍمُسَمّى
سيأتيني ، ولوْ مابينكنَّـهْ
و إنْ أسلمْ فقرضٌ سوفَ يوفى،
و أتبعكنَّ إنْقدمتكنَّـهْ
فلاَ يأمرنني بمقامِذلٍ
فما أنا بالمطيعِ إذاأمرنهْ
وَمَوْتٌ في مَقَامِ العِزّأشْهَى ،
إلى الفرسانِ ، منْ عيشٍبمهنهْ

أبو فراس الحمدانى

يا مَنْ رَجَعتُ، على كُرْهٍ،لطاعَتِهِ،
قدْ خالفَ القلبُ لمَّـا طاوعَالبدنُ
وَكُلّ ما شِئْتَ من أمْرٍرَضِيتُ بِهِ،
وَكلّ ما اختَرْتَهُ، عِندي هوَالحسنُ
وَكُلّمَا سَرّني أوْ سَاءَنيسَبَبٌ
فأنتَ فِيهِ عَليّ، الدّهرَ،مُؤتَمَنُ

أبو فراس الحمدانى

وَإنّي لأنْوِي هَجْرَهُفَيَرُدّني
هوى ، بينَ أثناءِ الضلوعِ،دفينُ
فيغلظُ قلبي ، ساعة ً ثمَّينثني
وأقسوْ عليهِ ، تارة ً ، ويلينُ
وَقَدْ كَانَ لي عن وُدّهِكُلُّ مَذهَبٍ،
و لكنَّ مثلي بالإخاءِ ضنينُ
و لاَ غروَ أنْ أعنو لهُ ، بعدَعزة ٍ ،
فقدريَ ، فيعزِّ الحبيبِ ،يهونُ !

أبو فراس الحمدانى

بَخِلْتُ بِنَفْسِي أنْ يُقَالَمُبَخَّلٌ،
وَأقْدَمْتُ جُبْناً أنْيُقَالَ جَبَانُ
وَمُلكي بَقايا ما وَهَبتُ: مُفَاضَة ٌ،

أبو فراس الحمدانى

أيَا رَاكِباً، نَحوَالجَزِيرَة ِ، جَسرَة ً
عُذَافِرَة ً، إنّ الحَدِيثَشُجُونُ!
مِنَ المُوخَداتِ الضُّمَّرِاللاّءِ وَخدُها
كَفيلٌ بحَاجَاتِ الرّجالِضَمِينُ
تحملْ إلى "القاضي" سلامي وقلْلهُ :
ألا إنّ قَلْبي، مُذْ حَزِنتَ،حَزِينُ
و إنَّ فؤادي ، لافتقادِ أسيرهِ،
أسِيرٌ، بِأيْدِي الحادِثَاتِ،رَهِينُ
أحاولُ كتمانَ الذي بي منَالأسى
وَتَأبَى غُرُوبٌ ثَرّة ٌوَشُؤونُ
بِمَنْ أنَا في الدّنيا عَلىالسّرّ وَاثِقٌ،
و طرفي نمومٌ ، والدموعُتخونُ
يضنُّ زماني بالثقاتِ ؛وإنني
بسري ، على غيرِ الثقاتِ ،ضنينُ
لعلَّ زماناً بالمسرة ِ ينثني؛
وعطفة َ دهرٍ باللقاءِتكونُ
ألا لا يَرَى الأعداءُ فِيكَغَضَاضَة ً،
فللدهرِ بؤسٌ ، قدْ علمتَ ،ولينُ
و أعظمُ ما كانتْ همومكَ تنجلي،
وأصعبُ ما كانَ الزمانُيهونُ
ألاَ ليتَ شعري ـ هل أنا الدهرَ، واجدٌ ـ
قريناً ، لهُ حسنُ الوفاءِقرينُ ؟
فأشكو ويشكو ما بقلبي وقلبهِ،
كِلانَا، عَلى نَجوَى أخِيهِ،أمِينُ
و في بعضِ منْ يلقي إليكَ مودةً
عَدوٌّ، إذا كَشّفتَ عَنهُ،مُبِينُ
إذا غَيّرَ البُعْدُ الهَوَىفَهَوَى أبي
حُصَينٍ مَنِيعٌ، في الفُؤادِ،حَصِينُ
فَلا بَرِحَتْ بِالحَاسِدينَكَآبَة ٌ،
وَلا هَجَعَتْ لِلشّامِتِينَعُيُونُ

أبو فراس الحمدانى

أشفقتَ منْ هجريفغلـ
ـبْتَ الظّنُونَ عَلىاليَقِينِ
وَضَنَنْتَ بي، فَظَنَنْتَبي،
و الظنُّ منْ شيمِ الضنينِ !

أبو فراس الحمدانى

الحُرُّ يَصْبِرُ، مَا أطَاقَتَصَبُّراً
في كلِّ آونة ٍ وكلِّزمانِ
ويرى مساعدة َ الكرامِ مروءة ً،
ما سالمتهُ نوائبُالحدثانِ
ويذوبُ بالكتمانِ إلاأنهُ
أحوالهُ تنبي عنِالكتمانِ
فإذا تكشفَ ، واضمحلتْحالهُ
ألْفَيْتَه يَشْكُو بِكُلّلِسَانِ
وإذا نبا بي منزلٌ فارقتهُ؛
وَالله يَلْطُفُ بي بكُلّمَكَانِ

أبو فراس الحمدانى

لا غَرْوَ إنْ فَتَنَتْكَبِالْـ
ـلَحَظَاتِ فَاتِرَة ُالجُفُونِ
فمصارعُ العشاقِ ما
بَينَ الفُتُورِ إلىالفُتُونِ
اصْبِرْ! فَمِنْ سُنَنِالهَوَى
صبرُ الظنينِ علىالظنينِ

أبو فراس الحمدانى

عَلَيّ مِنْ عَيْنَيّعَيْنَانِ
تبوحُ للناسِبكتمانِ
يَا ظَالِمي، لِلشَّرْبِ سُكْرٌوَلي
منْ غنجِ ألحاظكَسكرانِ
وجهكَ والبدرُ ، إذا أبرزا،
لأعينِ العالمِ ، بدرانِ

أبو فراس الحمدانى

أنافسُ فيكَ بعلقٍ ثمينٍ،
ويغلبني فيكَ ظنُّالظنينِ
وكنتُ حلفتُ على غضبةٍ
فَعُدْتُ، وَكَفّرْتُ عَنهايَمِيني

أبو فراس الحمدانى

حَلَلْتَ مِنَ المَجْدِ أعْلىمَكَانِ،
وَبَلّغَكَ الله أقْصَىالأمَاني
فَإنّكَ، لا عَدِمَتْكَالعُلا،
أخٌ لا كإخوة ِ هذاالزمانِ
صَفَاؤكَ في البُعْدِ مِثْلُالدّنُوّ،
وودكَ في القلبِ مثلُاللسانِ
كسونا أخوتنابالصفاءِ
كما كسيتُ بالكلامِالمعاني

أبو فراس الحمدانى

ما كنتُ مُذْ كنتُ إلاّ طَوْعَخُلاَّني،
ليستْ مؤاخذة ُ الإخوانِ منْشاني
يَجْني الخَليلُ، فأسْتَحليجِنَايَتَهُ
حتى أدلَّ على عفويوإحساني
وَيُتْبِعُ الذّنْبَ ذَنْباًحِينَ يَعرِفُني
عَمداً، وَأُتْبِعُ غُفرَاناًبِغُفْرَانِ
يَجْني عَليّ وَأحْنُو،صَافِحاً أبَداً،
لا شَيءَ أحسَنُ مِنْ حانٍ علىجَانِ

أبو فراس الحمدانى

بَني زُرَارَة َ لَوْ صَحَتْطَرَائِقُكُمْ
لكنتمُ عندنا في المنزلِالداني
لكنْ جهلتهمْ لدينا حقَّأنفسكمْ ،
وَبَاعَ بَائِعُكُمْ رِبْحاًبِخُسْرَانِ
فإنْ تكونوا براءً ، منْجنايتهِ ؛
فإنَّ منْ رفدَ الجاني هوَالجاني
ما بالكمْ ! يا أقلَّ اللهُخيركمُ
لا تَغْضَبُونَ لِهَذَاالمُوثَقِ العَاني؟
جارٌ نَزَعْنَاهُ قَسْراً فيبُيُوتِكُمُ،
وَالخَيْلُ تَعْصِبُ فُرْساناًبِفُرْسَانِ
إذْ لاتردونَ عنْ أكنافِأهلكمُ
شوازبَ الخيلِ منْ مثنىووحدانِ
بـ " المرج "، إذْ " أمُّ بسامٍ " تناشدني :
بناتُ عمكَ ! يا "حار بنَحمدانِ "
فظلتُ أثني صدورَ الخيلِ ساهمةً
بِكُلّ مُضْطَغِنٍ بِالحِقْدِ،مَلآنِ
ونحنُ قومٌ ، إذا عدنا بسيئةٍ
على العشيرة ِ ، أعقبنابإحسانِ

أبو فراس الحمدانى

أتَعُزُّ أنْتَ عَلى رُسُوممَغَانِ،
فأقيمَ للعبراتِ سوقَهوانِ
فَرْضٌ عَليّ، لِكُلّ دارٍوَقْفَة ٌ
تقضي حقوقَ الدارِوالأجفانِ
لولا تذكر منْ هويتُ بـ " حاجرٍ "
لم أبكِ فيهِ مواقدَالنيرانِ
ولقدْ أراهُ ، قبيلَ طارقة ِالنوى ،
مأوى الحسانِ ، ومنزلَالضيفانِ
وَمَكَانَ كُلّ مُهَنّدٍ،وَمَجَرَّ كُـ
ــلِّ مثقفٍ ، ومجالَ كلِّحصانِ
نَشَرَ الزّمَانُ عَلَيْهِ،بَعْدَ أنِيسِهِ،
حللَ الفناءِ ؛ وكلَّ شيءٍ فانِ ‍!
وَلَقَدْ وَقَفْتُ فَسَرّني مَاسَاءَني
فيهِ ، وأضحكني الذيأبكاني
ورأيتُ في ***اتهِ مجموعةً
أسدَ الشرى ، وربائبِالغزلانِ
يَا وَاقِفَانِ، مَعِي، عَلىالدّارِ اطلُبا
غَيرِي لهَا، إنْ كُنْتُمَاتَقِفَانِ!
مَنَعَ الوُقُوفَ، علىالمَنَازِلِ، طارقٌ
أمَرَ الدّمُوعَ بِمُقْلَتيوَنَهاني
فَلَهُ، إذا وَنَتِ المَدامِعُأوْ هَمَتْ،
عِصْيَانُ دَمعي، فِيهِ، أوْعِصْيَاني
إنا لجمعنا البكاءُ ،وكلنا
يبكي على شجنٍ منَالأشجارِ
ولقدْ جعلتُ الحبَّ سترَمدامعي
وَلِغَيرِهِ عَيْنَايَتَنْهَمِلانِ
أبْكي الأحِبّة َ بِالشّآمِ،وَبَيْنَنَا
قُلَلُ الدّرُوبِ وَشَاطِئَاجَيْحَانِ
وَحُسِبْتُ فِيمَا أشْعَلَتْنِيرَاني
مثلي على كنفٍ منَالأحزانِ
فضلتْ لديَّ مدامعٌ فبكيتُللـ
ـبَاكِي بِهَا، وَوَلِهْتُلِلْوَلْهَانِ
ما لي جَزِعْتُ مِنَ الخُطُوبِوَإنّمَا
أخَذَ المُهَيْمِنُ بَعْضَ مَاأعطاني
ولقد سررتُ كما غممتُعشائري
زَمَناً، وَهَنّأني الّذِيعَنّاني
وأسرتُ في مجرى خيوليغازياً
وحبستُ فيما أشعلتْنيراني
يرمي بنا ، شطرَ البلادِ ،مشيعٌ
صَدْقُ الكَرِيهَة ِ، فائِضُالإحسانِ
بَلَدٌ، لَعَمْرُكَ، لمْ أزَلْزَوّارَهُ
معَ سيدٍ قرمٍ أغرَّ ،هجانِ
إنّا لَنَلْقى الخَطْبَ فِيكَوَغَيرَهُ
بموفقٍ عندَ الخطوبِ ،معانِِ
وَلَطَالَمَا حَطّمْتُ صَدْرَمُثَقَّفٍ،
وَلَطَالَمَا أرْعَفْتُ أنْفَسِنَانِ
وَلَطَالَما قُدْتُ الجِيَادَإلى الوُغى
قُبَّ البُطُونِ، طَوِيلَة َالأرْسَانِ
وأنا الذي ملأَ البسيطة َكلها
ناري ، وطنَّبَ في السماءِدخاني
إنْ لمْ تكنْ طالتْ سنيَّ فإنَّلي
رأيَ الكُهُولِ وَنَجْدَة َالشّبَانِ
قَمِنٌ، بِمَا سَاءَ الأعَادِي،مَوْقفي،
وَالدّهرُ يَبْرُزُ لي مَعَالأقْرَانِ
يمضي الزمانُ ، وما ظفرتُبصاحبٍ
إلاَّ ظفرتُ بصاحبٍخوانِ
يَا دَهْرُ خُنتَ مَعَالأصَادِقِ خُلّتي
وَغَدَرْتَ بي في جُمْلَة ِالإخْوَانِ
لَكِنّ سَيْفَ الدّوْلَة ِالمَوْلَى الّذِي
لمْ أنسهُ وأراهُ لاينساني
أيُضِيعُني مَنْ لَمْ يَزَلْليَ حافِظاً،
كَرَماً، وَيَخفِضني الّذِيأعْلاني!
خِدْنُ الوَفَاءِ، وَلا وَفيٌّغَيْرَهُ،
يَرْضَى أُعَاني ضِيقَ حَالَة ِعَانِ
إنّي أغَارُ عَلى مَكَانيَ أنْأرَى
فيهِ رجالاً لا تسدُمكاني
أو أنْ تكونَ وقيعة ٌ أو غارةٌ
ما لي بها أثرٌ معَالفتيانِ
إقرا السلامَ ، على الذينَسيوفهمْ
ـمّا أُحْرِجُوا، عَطَفوا علىهَامَانِ
سَيفَ الهُدى من حَدّ سَيفِكَيُرْتجى
يومٌ ، يذلُ الكفرَللإيمانِ
هَذِي الجُيوشُ، تجيشُ نحوَبِلادِكم
مَحْفُوفَة ً بِالكُفْرِوَالصُّلْبَانِ
ألبغيُ أكثرُ ما تقلُّخيولهمْ
وَالبَغْيُ شَرُّ مُصَاحِبِالإنْسَانِ
لَيْسُوا يَنُونَ، فلا تَنُوافي أمرِكُمْ،
لاَ ينهضُ الواني لغيرِالواني
غضباً لدينِ اللهِ أنْ لاتغضبوا
لَمْ يَشْتَهِرْ في نَصْرِهِسَيْفَانِ
حَتى كَأنّ الوَحْيَ فِيكُمْمُنْزَلٌ،
ولكمْ تُخصُ فضائلُالقرآنِ
قَدْ أغضَبُوكُمْ فاغضَبُوا،وَتأهّبُوا
لِلْحَرْبِ أُهْبَة َ ثَائِرٍ،غَضْبَانِ
فـ " بنو كلابٍ " وهيَ قلٌّأغضبتْ
فدهتْ قبائلُ " مسهرِ بنِ قنانِ "
وَبَنُو عُبَادٍ، حِينَأُحْرِجَ حارِثٌ
جروا التخالفَ في "بنيشيبانِ"
خلُّا " عدياً " ، وهوَ صاحبُثأرهمْ
كَرَماً، وَنَالوا الثّأرَبابنِ أبَانِ
والمسلمونَ ، بشاطيء "اليرموكِ " لمـ
وحماة ُ " هاشمَ " حينَ أخرجَصدرها
جروا البلاءَ على " بنيمروانِ"
وَالتّغْلَبِيّونَ احْتَمَوْاعَنْ مِثْلِهَا
فعدوا على العادينَ بـ " السُّلاَّنِ "
وبغى على " عبسٍ " "حذيفة ُ " فاشتفتْ
مِنهُ صَوَارِمُهُمْ وَمِنْذُبْيَانِ
وسراة ُ "بكرٍ " ، بعدَ ضيقٍفرقوا
جمعَ الأعاجمِ عنْ " أنوشروانِ "
أبْقَتْ لِبَكْرٍ مَفْخَراً،وَسَمَا لهَا،
مِنْ دُونِ قَوْمِهِما، يَزِيدُوَهَاني
المَانِعِينَ العَنْقَفِيرَبِطَعْنِهِمْ،
والثائرينَ بم***ِ " النعمانِ " ‍!

أبو فراس الحمدانى

مَا صَاحِبي إلاّ الّذِي مِنْبِشْرِهِ
عُنْوَانُهُ في وَجْهِهِوَلِسَانِهِ
كَمْ صَاحِبٍ لمْ أَغنِ عَنْإنْصَافِهِ
في عُسْرِهِ، وَغَنِيتُ عَنإحْسَانِهِ

أبو فراس الحمدانى

يا ليلة ً ، لستُ أنسى طيبهاأبداً ،
كَأنّ كُلّ سُرُورٍ حَاضِرٌفِيهَا
بَاتَتْ، وَبِتُّ، وَبَاتَالزّقُّ ثَالِثَنَا
حَتى الصّبَاحِ تُسَقِّينيوَأسْقِيهَا
كَأنّ سُودَ عَنَاقِيدٍبِلِمّتِهَا،
أهدتْ سلافتها صرفاً ، إلىفيها

أبو فراس الحمدانى

لَقَدْ عَلِمَتْ سَرَاة ُالحَيّ أنّا
لَنَا الجَبَلُ المُمَنَّعُجَانِبَاهُ
يفيءُ الرغبونَ إلى ذراهُ،
و يأوي الخائفونَ إلىحماهُ

أبو فراس الحمدانى

خفضْ عليكَ ! ولا تبتْ قلقَالحشا
مِمّا يَكُونُ، وَعَلّهُ،وَعَسَاهُ
فَالدّهْرُ أقْصَرُ مُدّة ًمِمّا تَرَى ،
وَعَسَاكَ أنْ تُكفى الذيتَخْشَاهُ

أبو فراس الحمدانى

لَسْتُ أرْجُو النّجاة َ، منكلّ ما أخْـ
ـشَاهُ، إلاّ بِأحْمَدٍوَعَلِيِّ
وَبِبِنْتِ الرّسُولِ فَاطِمَةِ الطُّهْـ
ـرِ، وَسِبْطَيْهِ وَالإمَامِعَلِيّ
و التقيِّ النقيِّ باقرِ علمِالـ
ـلّهِ فِينَا، مُحَمّدِ بنِعَلِيّ
و ابنهِ "جعفرٍ" و"موسى " ومولا
نا عَليٍّ، أكرِمْ بِه مِنْعَليّ!
وأبي جَعْفَرٍ سَمِيِّ رَسُولِالـ
ـلهِ ، ثمَّ ابنهِ الزكيِّ " عليِّ"
و ابنهِ "العسكريِّ " والقائمِالمظـ
ـهِرِ حَقّي مُحَمّدِ بنِعَلِيّ
فيهمُ أرتجي بلوغَالأماني
يوم عرضي على الالهالعلي

أبو فراس الحمدانى

عَرَفْتُ الشّرَّ لالِلشّرِّ
لَكِنْلِتَوَقّيهِ
وَمَنْ لَمْ يَعْرِفِالشّرَّ
منَ الناسِ يقعْ فيهِ

أبو فراس الحمدانى

قَلْبي يَحِنّإلَيْهِ
نعمْ ، ويحنو عليهِ
و مــا جنى أوْتجنى
إلاَّ اعتذرتُ إليهِ
فَكَيْفَ أمْلِكُقَلْبي،
وَالقَلْبُ رَهْنٌلَدَيْهِ؟
وَكَيفَ أدْعُوهُعَبدي،
و عهدتي في يديهِ ؟

أبو فراس الحمدانى

ألوردُ في وجنتيهِ،
وَالسِّحْرُ فيمُقْلَتَيْهِ!
وَإنْ عَصَاهُلِسَاني
فَالقَلْبُ طَوْعُيَدَيْهِ!
يَا ظَالِماً، لَسْتُأدْرِي
أدعو لهُ ، أمْ عليهِ !
أنَا إلى اللهمِمّا
دفعتُ منهُ إليهِ !
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
  #10  
قديم 04-04-2010, 05:39 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

أبو فراس الحمدانى

وَمُغْضٍ، للمَهَابَة ِ، عَنْجَوَابي!
وَإنّ لِسَانَهُ العَضْبُالصّقِيلُ
أطلتُ عتابهُ ، عنتاً وظلماً،
فجمجمَ ، ثمَّ قالَ : " كماتقول ! "

أبو فراس الحمدانى

وَمَا ليَ لا أُثْني عَلَيْكَ،وَطَالَمَا
وفيتَ بعهدي ، والوفاءُ قليلُ؟
و أوعدتني حتى إذا ماملكتني
صَفَحْتَ، وَصَفْحُ المَالكِينَجَميلُ!

أبو فراس الحمدانى

بقلبي ، على " جابر " ، حسرةٌ
تَزُولُ الجِبَالُ، وَلَيْسَتْتَزُولُ
لَهُ، مَا بَقِيتُ، طَوِيلُالبُكاءِ
و حسنُ الثناءِ ؛ وهذاقليلُ

أبو فراس الحمدانى

الدّهرُ يَوْمانِ: ذا ثبتٌ،وَذا زَلَلُ،
وَالعيشُ طعمان: ذا صَابٌ وَذاعسَلُ
كذا الزمانُ ؛ فما في نعمة ٍبطرٌ
للعارفينَ ؛ ولا في نقمة ٍفشلُ
سعادة ُ المَرْءِ في السّرَاءِإنْ رَجَحَتْ،
وَالعَدْلُ أنْ يَتَساوَىالهَمّ وَالجذَلُ
وما الهمومُ ، وإنْ حاذرتَ ،ثابتة ٌ
ولا السرورُ ، وإنْ أمَّلتَيتصلُ
فما الأسى لهمومِ ، لابقاءَ لها،
وَما السّرُورُ بنُعمَى ،سَوْفَ تَنتَقِلُ
لَكِنّ في النّاسِ مَغْروراًبِنِعْمَتِهِ،
ما جاءهُ اليأسُ حتى جاءهُالأجلُ

أبو فراس الحمدانى

وَعَطّافٍ عَلى الغَمَرَاتِنَحْوِي،
تَحُفّ بهِ المُثَقَّفَة ُالطّوَالُ
تركتُ الرمحَ ، يخطرُ في حشاهُ،
لَهُ، مَا بَينَ أضْلُعِهِ،مَجَالُ
يَقُولُ، وَقَدْ تَعَدّلَ فيهِ،رُمْحي:
" لأمرٍ ما تحاماكَ الرجالُ ! "

أبو فراس الحمدانى

قد ضجَّ جيشكَ ، منْ طولِالقتالِ بهِ ،
وقدْ شكتكَ إلينا الخيلُوالإبلُ !
وَقَد درَى الرّوم مُذْجاوَرْتَ أرْضَهُمُ
أنْ لَيس يَعْصِمُهمْ سَهلٌوَلا جَبَلُ
في كل يومٍ تزورُ الثغرَ ، لاضجرٌ
يثنيكَ عنهُ ، ولا شغلٌ ولامللُ
فالنفسُ جاهدة ٌ ، والعينُساهدة ٌ ،
وَالجَيشُ مُنهَمكٌ، وَالمالُمُبتذَلُ
تَوَهّمَتكَ كِلابٌ غَيرَقَاصِدِهَا،
وقدْ تكنفكَ الأعداءُوالشغلُ
حتى رأوكَ ، أمامَ الجيشِ ،تقدمهُ
وَقَدْ طَلَعتَ عَلَيْهِمْ دونَما أمِلُوا
فاستقبلوكَ بفرسانِ ،أسنتها
سودُ البراقعِ ، والأكوارُ ،والكللُ
فكنتَ أكرمَ مسؤولٍ وأفضلهُ،
إذا وَهَبْتَ فَلا مَنٌّ وَلابُخُلُ

أبو فراس الحمدانى

ويقولُ فيَّ الحاسدونَ ، تكذباً،
ويقالُ في المحسودِ ما لايفعلُ
يتطلبونَ إساءتي لا ذمتي،
إنَّ الحسودَ ، بما يسوءُ ،موكلُ

أبو فراس الحمدانى

أقِلّي، فَأيّامُ المُحِبّقَلائِلُ،
وَفي قَلبِهِ شُغلٌ عنِاللّوْمِ شَاغِلُ
ولعتِ بعذلِ المستهامِ علىالهوى ،
وَأوْلَعُ شَيْءٍ بِالمُحِبّالعَوَاذِلُ
أريتكِ ، هلْ لي منْ جوى الحبِمخلصٌ ،
وَقد نَشِبَتْ، للحُبّ فيّ،حَبائِلُ؟
وبينَ بنياتِ الخدورِوبيننا
حروبٌ ، تلظى نارهاوتطاولُ
أغَرْنَ على قَلبي بجَيشٍ مِنَالهَوَى
وطاردَ عنهنَّ الغزالُالمغازلُ
تَعَمّدَ بِالسّهْمِ المُصِيبِمَقَاتِلي،
ألا كُلّ أعضَائي، لَدَيهِ،مَقَاتِلُ
وواللهِ ، ماقصرتُ في طلبِالعلاَ ؛
ولكنْ كأنَّ الدهر عنيغافلُ
مواعيدُ آمالٍ ، تماطلنيبها
مُرَامَاة ُ أزْمَانٍ، وَدَهْرٌمُخَاتِلُ
تدافعني الأيامُ عما أريدهُ،
كما دفعَ الدَّين الغريمُالمماطلُ
خليليَّ ، أغراضي بعيدٌ منالها !
فهلْ فيكما عونٌ على ما أحاولُ؟
خَلِيلَيّ! شُدّا لي عَلىنَاقَتَيْكُمَا
إذا مابدا شيبٌ منَ العجزِناصلُ
فمثليَ منْ نالَ المعالي بسيفهِ،
وَرُبّتَمَا غَالَتْهُ،عَنْهَا، الغَوَائِلُ
وَمَا كلّ طَلاّبٍ، من النّاسِ،بالغٌ
ولا كلُّ سيارٍ ، إلى المجدِ ،واصلُ !
وإنَّ مقيماً منهجَ العجزِخائبٌ
وَإنّ مُرِيغاً، خائِبَالجَهدِ، نَائِلُ
وَمَا المَرْءُ إلاّ حَيثُيَجعَلُ نَفْسَهُ
وإني لها ، فوقَ السماكينِ ،جاعلُ
وَللوَفْرِ مِتْلافٌ،وَللحَمْدِ جَامِعٌ،
وللشرِّ ترَّاكٌ ، وللخيرِفاعلُ
وَمَا ليَ لا تُمسِي وَتُصْبحُفي يَدِي
كَرَائِمُ أمْوَالِ الرّجالِالعَقَائِلُ؟
أحكمُ في الأعداءِ منهاصوارماً
أحكمها فيها إذا ضاقَنازلُ
و مانالَ محميُّ الرغائبِ ،عنوة ً ،
سِوَى ما أقَلّتْ في الجُفونِالحَمائلُ

أبو فراس الحمدانى

سَكِرْتُ مِنْ لحظِهِ لا مِنْمُدامَتِهِ
و مالَ بالنومِ عنْ عينيتمايلهُ
وَمَا السُّلافُ دَهَتْني بَلْسَوَالِفُهُ،
و لا الشمولُ ازدهرني بلْشمائلهُ
وَغَالَ صَبْرِيَ مَا تَحوِيغَلائِلُهُ
و غالَ قلبيَ ما تحويغلائلهُ

أبو فراس الحمدانى

لحبكَ منْ قلبي حمى لايحلهُ
سواكَ ، وعقدٌ ليسَ خلقٌيحلهُ
وَقَدْ كُنتَ أطْلَقتَ المُنَىلي بمَوْعِدٍ
و قدرتَ لي وقتاً ، وهذا محلهُ !
ففي أيِّ حكمٍ ؟ أو على أيِمذهبٍ
تُحِلّ دَمي؟ وَالله لَيسَيُحِلّهُ!

أبو فراس الحمدانى

أفرُّ منَ السوء لاأفعلهْ
وَمِنْ مَوْقِفِ الضّيْمِ لاأقْبَلُهْ
وَقُرْبَى القَرَابَة ِ أرْعَىلَهَا،
وَفَضْلُ أخي الفَضْلِ لاأجْهَلُهْ
و أبذلُ عدليَ للأضعفينَ؛
و للشامخِ الأنفِ لا أبذلهْ
وذاك لأني شديدالاباء
آكل لحمي ولا اوكله
و أحسنُ ما كنت بقياإذا
أنالني اللهُ ما آملهْ
وَقَدْ عَلِمَ الحَيُّ، حَيّالضِّبابِ،
و أصدقُ قيلِ الفتى أفضلهْ
بأني كففتُ ، وأني عففتُ،
و إنْ كرهَ الجيشُ ما أفعلهْ
وَقَدْ أُرْهِقَ الحَيّ، مِنْخَلفِهِ
و أوقفَ، خوفَ الردى ، أولهْ
فعادتْ " عديُّ " بأحقادها،
وَقَدْ عَقَلَ الأمْرُ مَنْيَعْقِلُهْ

أبو فراس الحمدانى

يا حَسرَةً ما أَكادُأَحمِلُها
آخِرُها مُزعِجٌ وَأَوَّلُها
عَليلَةٌ بِالشَآمِمُفرَدَةٌ
باتَ بِأَيدي العِدىمُعَلِّلُها
تُمسِكُ أَحشاءَها عَلىحُرَقٍ
تُطفِئُها وَالهُمومُ تُشعِلُها
إِذا اِطمَأَنَّت وَأَينَ أَوهَدَأَت
عَنَّت لَها ذُكرَةٌتُقَلقِلُها
تَسأَلُ عَنّا الرُكبانَجاهِدَةً
بِأَدمُعٍ ماتَكادُ تُمهِلُها
يامَن رَأى لي بِحِصنِخِرشَنَةٍ
أُسدَ شَرىً في القُيودِأَرجُلُها
يامَن رَأى لي الدُروبَشامِخَةً
دونَ لِقاءِ الحَبيبِ أَطوَلُها
يامَن رَأى لي القُيودَموثَقَةٌ
عَلى حَبيبِ الفُؤادِ أَثقَلُها
يا أَيُّها الراكِبانِ هَللَكُما
في حَملِ نَجوى يَخِفُّمَحمَلُها
قولا لَها إِن وَعَتمَقالَكُما
وَإِنَّ ذِكري لَها لَيُذهِلُها
يا أُمَّتا هَذِهِمَنازِلُنا
نَترِكُها تارَةً وَنَنزِلُها
يا أُمَّتا هَذِهِمَوارِدُنا
نَعُلُّها تارَةً وَنُنهَلُها
أَسلَمَنا قَومُنا إِلىنُوَبٍ
أَيسَرُها في القُلوبِأَقتَلُها
وَاِستَبدَلوا بَعدَنا رِجالَوَغىً
يَوَدُّ أَدنى عُلايَ أَمثَلُها
لَيسَت تَنالُ القُيودُ مِنقَدَمي
وَفي اِتِّباعي رِضاكَأَحمِلُها
ياسَيِّداً ماتُعَدُّمَكرُمَةٌ
إِلّا وَفي راحَتَيهِ أَكمَلُها
لاتَتَيَمَّم وَالماءُتُدرِكُهُ
غَيرُكَ يَرضى الصُغرىوَيَقبَلُها
إِنَّ بَني العَمِّ لَستَتَخلُفُهُم
إِن عادَتِ الأُسدُ عادَأَشبُلُها
أَنتَ سَماءٌ وَنَحنُأَنجُمُها
أَنتَ بِلادٌ وَنَحنُ أَجبُلُها
أَنتَ سَحابٌ وَنَحنُوابِلُهُ
أَنتَ يَمينٌ وَنَحنُ أَنمُلُها
بِأَيِّ عُذرٍ رَدَدتَوالِهَةً
عَلَيكَ دونَ الوَرىمُعَوَّلُها
جاءَتكَ تَمتاحُ رَدَّواحِدِها
يَنتَظِرُ الناسُ كَيفَتُقفِلُها
سَمَحتَ مِنّي بِمُهجَةٍكَرُمَت
أَنتَ عَلى يَأسِها مُؤَمَّلُها
إِن كُنتَ لَم تَبذِلِ الفِداءَلَها
فَلَم أَزَل في رِضاكَأَبذِلُها
تِلكَ المَوَدّاتُ كَيفَتُهمِلُها
تِلكَ المَواعيدُ كَيفَتُغفِلُها
تِلكَ العُقودُ الَّتي عَقَدتَلَنا
كَيفَ وَقَد أُحكِمَتتُحَلِّلُها
أَرحامُنا مِنكَ لِمتُقَطِّعُها
وَلَم تَزَل دائِباًتُوَصِّلُها
أَينَ المَعالي الَّتي عُرِفتَبِها
تَقولُها دائِماً وَتَفعَلُها
ياواسِعَ الدارِ كَيفَتوسِعُها
وَنَحنُ في صَخرَةٍ نُزَلزِلُها
ياناعِمَ الثَوبِ كَيفَتُبدِلُهُ
ثِيابُنا الصوفُ مانُبَدِّلُها
ياراكِبَ الخَيلِ لَو بَصُرتَبِنا
نَحمِلُ أَقيادُنا وَنَنقُلُها
رَأَيتَ في الضُرِّ أَوجُهاًكَرُمَت
فارَقَ فيكَ الجَمالَ أَجمَلُها
قَد أَثَّرَ الدَهرُ فيمَحاسِنِها
تَعرِفُها تارَةً وَتَجهَلُها
فَلا تَكِلنا فيها إِلىأَحَدٍ
مُعِلُّها مُحسِناً يُعَلِّلُها
لايَفتَحُ الناسُ بابَمَكرُمَةٍ
صاحِبُها المُستَغاثُ يُقفِلُها
أَيَنبَري دونَكَ الكِرامُلَها
وَأَنتَ قَمقامُها وَأَحمَلُها
وَأَنتَ إِن عَنَّ حادِثٌجَلَلٌ
قُلَّبُها المُرتَجىوَحُوَّلُها
مِنكَ تَرَدّى بِالفَضلِأَفضَلُها
مِنكَ أَفادَ النَوالَأَنوَلُها
فَإِن سَأَلنا سِواكَعارِفَةً
فَبَعدَ قَطعِ الرَجاءِنَسأَلُها
إِذا رَأَينا أولى الكِرامِبِها
يُضيعُها جاهِداً وَيُهمِلُها
لَم يَبقَ في الناسِ أُمَّةٌعُرِفَت
إِلّا وَفَضلُالأَميرِيَشمَلُها
نَحنُ أَحَقُّ الوَرىبِرَأفَتِهِ
فَأَينَ عَنّا وَأَينَمَعدِلُها
يامُنفِقَ المالِ لايُريدُبِهِ
إِلّا المَعالي الَّتييُؤَثِّلُها
أَصبَحتَ تَشري مَكارِماًفُضُلاً
فِداؤُنا قَد عَلِمَت أَفضَلُها
لايَقبَلُ اللَهُ قَبلَ فَرضِكَذا
نافِلَةً عِندَهُتُنَفِّلُها

أبو فراس الحمدانى

أي اصطبارٍ ليسَ بالزائلِ؟
و أيُّ دمعٍ ليسَ بالهاملِ؟
إنا فجعنا بفتى " وائلٍ
لمَّـا فجعنا " بأبي وائلِ "
المشتري الحمدَ بأموالهِ،
والبائعِ النائلَبالنائلِ
مَاذا أرَادَتْ سَطَوَاتُالرّدَى
بِالأسَدِ ابنِ الأسَدِ،البَاسِلِ؟
السّيّد ابنِ السّيّدِ،المُرْتَجَى ،
والعالمِ ابنِ العالمِ ،الفاضلِ!
أقسمتُ : لو لمْ يحكهِذكرهُ
رجعنَ عنهُ بشباثاكلِ
كَأنّما دَمْعِي، مِنْبَعْدِهِ
صوبُ سحابٍ واكفٍ ،وابلِ
مَا أنَا أبْكِيهِ،وَلَكِنّمَا
تبكيهِ أطرافُ القناالذابلِ
ما كانَ إلاَّ حدثاً نازلاً،
موكلاً بالحدثِالنازلِ
دَانٍ إلى سُبْلِ النّدَىوَالعُلا،
نَاءٍ عَنِ الفَحْشَاءِوَالبَاطِلِ
أرى المعالي ، إذْ قضى نحبهُ،
تبكي بكاءَ الوالهِ ،الثاكلِ
الأسَدُ البَاسِلُ، وَالعَارِضُالـ
ـهاطلُ ، عندَ الزمنِالماجلِ
لوْ كانَ يفدي معشرٌهالكاً
فَدَاهُ مِنْ حافٍ، وَمِنْنَاعِلِ
فَكَمْ حَشَا قَبرَكَ مِنْرَاغِبٍ!
وَكَمْ حَشَا تُرْبَكَ مِنْآمِلِ!
سقى ثرى ، ضمَّ " أبا وائلٍ " ،
صوبُ عطايا كفهِ الهاطلِ !
لا درَّ درُّ الدهرِ - مابالهُ
حمّلَني مَا لَسْتُبِالحَامِلِ؟
كانَ ابنُ عَمّي، إنّ عَرَاحادثٌ،
كاللّيْثِ، أوْ كالصّارِمالصّاقِلِ
كَانَ ابنُ عَمّي عالِماً،فاضِلاً،
والدهرُ لا يبقي علىفاضلِ
كانَ ابنُ عَمّي بَحرَ جُودٍطمى
لكنهُ بحرٌ بلاساحلِ
منْ كانَ أمسى قلبهُخالياً
فَإنّني في شُغُلٍشَاغِلِ

أبو فراس الحمدانى

ضلال مارأيتُ منَالضلالِ
معاتبة ُ الكريمِ علىالنوالِ
وَإنّ مَسامعي، عَن كلّعَذْلٍ،
لفي شغلٍ بحمدٍ أوسؤالِ
ولا واللهِ ، ما بخلت يميني،
وَلا أصْبَحْتُ أشْقَاكُمْبِمَالي
ولا أمسي يحكَّمُ فيهِيعدي
قليلُ الحمدِ ، مذمومُالفعالِ
ولكني سأفنيهِ ،وأقني
ذخائِرَ مِنّ ثَوَابٍ أوْجَمَالِ
وَللوُرّاثِ إرْثُ أبيوَجَدّي،
جيادُ الخيلِ والأسلِالطوالِ
وَمَا تَجْني سَرَاة ُ بَنيأبِينَا
سوى ثمراتِ أطرافِالعوالي
ممالكنا مكاسبنا ، إذاما
تَوَارَثَهَا رِجَالٌ عَنْرِجَالِ
إذا لمْ تمسِ لي نارُفإني
أبِيتُ، لنارِ غَيرِي، غَيرَصَالِ
أوَيْنَا، بَينَ أطْنَابِالأعَادي،
إلى بلدٍ ، منَ النصارِخالِ
نَمُدّ بُيُوتَنَا، في كُلّفَجٍّ،
بِهِ بَينَ الأرَاقِمِوَالصِّلالِ
نعافُ قطونهُ ، ونملُّمنهُ،
وَيَمْنَعُنَا الإبَاءُ مِنَالزِّيَالِ
مخافة َ أنْ يقالَ ، بكلِ أرضٍ :
بَنُو حَمْدَانَ كَفّوا عَنقِتَالِ
أسَيْفَ الدّوْلَة ِالمَأمُولَ، إني
عن الدنيا ، إذا ما عشتَ ،سالِ
ومنْ ورد َالمهالكَ لمترعهُ
رزايا الدهرِ في أهلٍومالِ
إذا قضي الحمامُ عليَّ ،يوماً
فَفي نَصْرِ الهُدى بِيَدِالضَّلالِ
مَخَافَة َ أن يُقَالَ، بكُلّأرْضٍ:
فَلَيْسَ عَلَيْكَ خَائِنَة ُاللّيَالي
وَأنْتَ أشَدّ هَذَا النّاسِبَأساً،
بِهِ بَينَ الأرَاقِمِوَالصِّلالِ
وَأهْجَمُهُمْ عَلى جَيْشٍكثيفٍ
وأغورهمْ على حيٍّحلالِ
ضربتَ فلمْ تدعْ للسيفِحداً
وجلتَ بحيثُ ضاقَ عنِالمجالِ
فقُلتَ، وَقد أظَلّ المَوْتُ: صَبراً!
وإنَّ الصبرَ عندَ سواكَغالِ
ألا هَلْ مُنْكِرٌ يَابْنَيْنِزَارٍ،
مقامي ، يومَ ذلكَ، أومقالي؟
ألمْ أثبتْ لها ، والخيلُ فوضى،
بحيثُ تخفُّ أحلامُالرجالِ؟
تَرَكْتُ ذَوَابِلَ المُرّانِفِيهَا
مُخَضَّبَة ً، مُحَطَّمَة َالأعَالي
وَعُدْتُ أجُرّ رُمْحي عَنمَقَامٍ،
تحدثُ عنهُ رباتُالحجالِ
وَقَائِلَة ٍ تَقُولُ: جُزِيتَخَيراً
لقدْ حاميتَ عنْ حرمِ المعالي ‍!
وَمُهرِي لا يمَسّ الأرْضَ،زَهواً،
كَأنّ تُرَابَهَا قُطْبُالنّبَالِ
كأنَّ الخيلَ تعرفُ منْ عليها،
فَفي بَعضٍ عَلى بَعضٍتُعَالي
رَخِيصٍ عِندَهُ المُهَجُالغَوَالي
فإنْ عِشْنا ذَخَرْنَاهَالأخْرَى ،
وَإنْ مُتْنَا فَمَوْتَاتُالرّجَالِ

أبو فراس الحمدانى

فلمَّا رأتنا اجفلت كل مُجفلِفبين قتيلٍ بالدماء مُضَرَّجٍ، إبَاءٌ إبَاءُ البَكْرِ، غَيرُمُذَلَّلِ،
وعزمٌ كحدِّ السيفِ ، غيرُمفللِ
أأُغْضِي عَلى الأمْرِ، الذي لاأُرِيدُهُ،
وَلَمّا يَقُمْ بِالعُذْرِرُمحِي وَمُنْصُلي
أبى اللهُ ، والمهرُ المنيعيُّ، والقنا ،
وَأبْيَضُ وَقّاعٌ عَلى كلّمَفصِلِ
وَفِتْيَانُ صِدْقٍ منغَطارِيفِ وَائِلٍ
إذا قيلَ ركبُ الموتِ قالوا لهُ : انزلِ‍
يَسُوسُهُمُ بِالخَيْرِوَالشّرّ مَاجِدٌ،
جَرْورٌ لأِذْيَالِ الخَمِيسِالمُذَيَّلِ
لهُ بطشُ قاسٍ ، تحتهُ قلبُراحمٍ ،
ومنعُ بخيلٍ ، بعدهُ بذلُمفضلِ
وعزمة ُ خراجٍ منَ الضيمِ ،فاتكٍ ،
وَفيٍّ، أبيٍّ، يأخُذُ الأمْرَمن عَلِ
عزوفٌ ، أنوفٌ ، ليسَ يقرعُسنهُ،
جريءٌ، متى يعزمْ على الأمرِيفعلِ
شَدِيدٌ عَلى طَيّ المَنَازِلِصَبْرُهُ،
إذا هوَ لمْ يظفرْ بأكرمِمنزلِ
بِكُلّ مُحَلاّة ِ السّرَاة ِبِضَيْغَمٍ،
وكلِّ معلاة ِ الرحالِبأحدلِ
كَأنّ أعَالي رَأسِهَاوَسَنَامِهَا
منارة ُ قسيسٍ ، قبالة َهيكلِ
سريتُ بها، منْ ساحلِ البحرِ،أغتد
على " كفر طاب"، صوبها لمْيحولِ
وقدمتً نذري أنْ يقولوا : غدرتنا
وأقبلتُ ، لمْ أرهقْ ، ولمْأتحيلِ
إلى عربٍ ، لا تختشي غلبَ غالبٍ،
وَفيٍّ، أبيٍّ، يأخُذُ الأمْرَمن عَلِ
تَوَاصَتْ بِمُرّ الصّبْرِ، دونَ حريمها
وَفيٍّ، أبيٍّ، يأخُذُ الأمْرَمن عَلِ
فَلَمّا أطَعتُ الجَهلَوَالغَيظَ، ساعَة ً،
دَعَوْتُ بحلمي: أيّها الحِلمُأقْبِلِ!
بُنَيّاتُ عَمّي هُنّ، لَيسَيَرَينَني:
بَعيدَ التّجَافي، أو قَلِيلَالتّفَضُّلِ
شِفِيعُ النّزَارِيّاتِ، غَيرُمُخَيَّبٍ،
وداعي النزارياتِ ، غيرُمخذلِ
رَدَدتُ، برَغمِ الجَيشِ، ماحاز كلَّهُ،
وَكَلّفْتُ مَالي غُرْمَ كُلّمُضَلِّلِ
فأصبحتُ، في الأعداءِ ، أيَّممدحٍ
وإنْ كنتُ في الأصحابِ ، أيَّمعذلِ
مضى فارسُ الحيينِ "زيدُ بنُمنعة ٍ "
ومنْ يدنُ منْ نارِ الوقيعة ِيصطلِ
وقرما " بني البنا : تميمُ بنِغالبِ "
همامانِ ، طعانانِ في كلِّجحفلِ
وَلَوْ لمُ تَفُتْني سَوْرَة ُالحَرْبِ فيهِما
جَرَيْتُ عَلى رَسْمٍ منالصّفحِ أوّلِ
وعدتُ ، كريمَ البطشِ، والعفوِ، ظافراً ،
أُحَدِّثُ عَنْ يَوْمٍ أغَرّ،مُحَجَّلِ

أبو فراس الحمدانى

هَلْ تَعْطِفَانِ عَلىالعَلِيلِ؟
لا بالأسِيرِ، وَلاالقَتِيلِ!
باتت تقبلهُ الأكــ
ـفُّ، سَحَابَة َ اللّيلِالطّوِيل
يرعى الندجومَالسائرا
تِ منَ الطلوعِ إلىالأفولِ
فقدَ الضيوفُ مكانهُ،
وبكاهُ أبناءُالسبيلِ
وَاستَوْحَشَتْلِفِرَاقِهِ،
يَوْمَ الوَغَى ، سِرْبُالخُيُولِ
وَتَعَطّلَتْ سُمْرُالرّمَا
حِ، وَأُغمدتْ بِيضُالنْصُولِ
يَا فَارِجَ الكَرْبِالعَظِيـ
ــمِ ، وكاشفَ الخطبِالجليلِ
كُنْ، يَا قَوِيُّ، لِذَاالضّعِيـ
ـفِ، وَيَا عزِيزُ، لِذاالذّلِيلِ!
قَرّبْهُ مِنْ سَيْفِ الهُدَى،
في ظِلّ دَوْلَتِهِالظّلِيلِ!
أوَمَا كَشَفْتَ عَنِ ابنِدَا
ودٍ " ثقيلاتِ الكبولِ ؟ ‍!
لمْ أروَ منهُ ولاشفيــ
ـتُ بطولِ خدمتهِ ،غليلي
أللهُ يعلمُ : أنهُ
أملي منِ الدنياوسولي
وَلَئِنْ حَنَنْتُ إلىذُرَا
هُ لقد حننتُ إلىوصولِ
لا بِالغَضُوبِ، وَلاالكَذُو
بِ، وَلا القَطوبِ، وَلاالمَلولِ
يا عدَّتي فيالنائبا
تِ، وَظُلّتي عِنْدَالمَقِيلِ!
أينَ المحبة ُ ،والذمـا
مُ وما وعدتَ منَ الجميلِ ؟ ‍!
أجْمِلْ عَلى النّفْسِالكَرِيـ
ـمَة ِ فيّ، وَالقَلْبِالحَمُولِ!
أمّا المُحِبّ فَلَيْسَيُصْـ
ـغي في هَوَاهُ إلىعَذُولِ
يمضي بحالِ وفائهِ،
ويصدُّ عنْ قالٍ وقيلِ ‍!

أبو فراس الحمدانى

أروحُ القلبَ ببعضِ الهزلِ،
تَجَاهُلاً مِني، بِغَيْرِجَهْلِ!
أمْزَحُ فِيهِ، مَزْحَ أهلِالفَضْلِ،
والمزحُ ، أحياناً ، جلاءُالعقلِ

أبو فراس الحمدانى

قُلْ لأحْبَابِنَا الجُفَاة ِ: رُوَيْداً!
دَرِّجُونَا عَلى احْتِمَالِالمَلالِ!
إنّ ذَاكَ الصّدُودَ، مِنْغَيرِ جُرْمٍ
لمْ يدعٍ فيَّ مطمعاًبالوصالِ
أحْسِنُوا في فِعَالِكُمْ أوْأسِيئُوا!
لا عَدِمْنَاكُمُ عَلى كُلّحَالِ!

أبو فراس الحمدانى

قاتلي شادنٌ ، بديعُ الجمالِ،
أعْجَمِيُّ الهَوَى ، فَصِيحُالدّلالِ
سلَّ سيفَ الهوى عليَّ ونادى :
يَا لَثَأرِ الأعْمَامِوَالأخْوَالِ!
كيف أرجو ممن يرى الثأرعندي
خُلُقاً مِنْ تَعَطُّفٍ أوْوِصَالِ؟
بعدما كرتِ السنونَ ،وحالتْ
دُونَ ذِي قَارٍ الدّهُورُالخَوَالي
أيّهَا المُلْزِمِي جَرَائِرَقَوْمِي،
بعدما قدْ مضتْ عليها الليالي !
لَمْ أكُنْ مِنْ جُناتِهَا،عَلِمَ الله،
و إني لحرِّها ، اليومَ ،صالِ

أبو فراس الحمدانى

الفكرُ فيكَ مقصرُ الآمالِ،
وَالحِرْصُ بَعدَكَ غَايَة ُالجُهّالِ
لوْ كانَ يخلدُ بالفضائلِفاضلٌ
وُصِلَتْ لَكَ الآجَالُبِالآجَالِ!
أوْ كُنتَ تُفدى لافتَدَتْكَسَرَاتُنَا
بنفائسِ الأرواحِوالأموالِ
أوْ كانَ يدفعُ عنكَ بأسٌأقبلتْ ،
شَرَعاً، تَكَدَّسُ بِالقِنَاالعَسّالِ
أعززْ ، على ساداتِ قومكَ ، أنْترى
فوقَ الفراشِ ، مقلبَالأوصالِ
و السابغاتُ مصونة ٌ ، لمْتبتذلْ ،
و البيضُ سالمة ٌ معَالأبطالِ
و إذا المنية ُ أقيلتْ لمْيثنها
حرصُ الحريصِ ، وحيلة ُالمحتالِ
مَا للخُطوبِ؟ وَمَا لأحْداثِالرّدَى
أعْجَلْنَ جَابِرَ غَايَة َالإعْجَالِ؟
لمَّـا تسربلَ بالفضائلِ ،وارتدى
بردَ العلاَ ، وأعتمَّبالإقبالِ
وَتَشَاهَدَتْ صِيدُ المُلُوكِبفَضْلِهِ
و أرى المكارمَ ، منْ مكانٍعالِ
أأبَا المُرَجّى ! غَيرُحُزْنيَ دَارِسٌ،
أبَداً عَلَيْكَ، وَغَيْرُقَلبيَ سَالِ
لا زلتَ مغدوَّ الثرى ، مطروقهُ،
بِسَحَابَة ٍ مَجْرُورَة ِالأذْيَالِ
و حجبنَ عنكَ السيئاتُ ولمْيزلْ
لَكَ صَاحِبٌ مِنْ صَالحِالأعمالِ

أبو فراس الحمدانى


سَلِي عَنّا سَرَاة َ بَنيكِلابٍ
بِبَالِسَ، عِند مُشتَجَرِالعَوَالي!
لَقِينَاهُمْ بِأسْيَافٍقِصَارٍ،
كَفَينَ مَؤونَة َ الأسَلِالطّوَالِ
وولى بـ " آبن عوسجة ٍ كثيرٍ "
وَسَاعُ الخَطْوِ في ضَنْكِالمَجَالِ
يرى " البرغوثَ " إذْ نجاهُ منا،
أجلَّ عقيلة ٍ، وأحبَّمالِ
تدورُ بهِ إماءٌ منْ " قريظ "؛
وَتَسْألُهُ النّسَاءُ عَنِالرّجَالِ!
يَقُلْنَ لَهُ: السّلامَة ُخَيرُ غنُمٍ!
و إنَّ الذلَّ في ذاكَالمقالِ
و " جهمانٌ " تجافتْ عنهُ بيضٌ،
عدلنَ عنِ الصريحِ إلىالموالي
وَعَادُوا، سامِعِينَ لَنَا،فعُدنا
إلى المعهودِ منْ شرفِالفعالٍِ
و نحنُ متى رضينا بعدَسخطٍ
أسونا ما جرحنا بالنوالِ

أبو فراس الحمدانى

نفسي فداؤكَ ـ قدْبعثـ
ـتُ بعهدتي بيدِالرسولِ
أهْدَيْتُ نَفْسِي،إنّمَا
يُهْدَى الجَلِيلُ إلىالجَليلِ
وَجَعَلْتُ مَا مَلَكَتْيَدِي،
بُشْرَى المُبَشِّرِبِالقَبُولِ

أبو فراس الحمدانى

غنى النفسِ ، لمنْيعقـ
ـلُ، خَيرٌ مِنْ غِنىالمَالِ!
وَفَضْلُ النّاسِ، فيالأنْفُـ
ـسِ، لَيسَ الفَضْلُ فيالحَال

أبو فراس الحمدانى

يَلُوحُ بِسِيماهُ الفَتى منبَني أبي،
وَتَعْرِفُهُ مِنْ غَيْرِهِبِالشّمَائِلِ
مفدى ، مردى ؛ يكثرُ الناسُحولهُ
طَوِيلُ نِجادِ السّيفِ، سَبطُالأنامِل

أبو فراس الحمدانى

ألا للهِ ، يومُ الدارِيوماً
بَعِيدَ الذّكْرِ، مَحْمُودَالمَآلِ
تركتُ بهِ نساءَ " بني كلابٍ " ،
فواركَ ، ما يُرغنَ إلىالرجالِ
تركنا الشبخَ ، شيخَ" بني قريظٍ "
ببطنِ القاعِ ممنوعَالذمالِ
مُقَاطِعَة ٌ أحِبّتُهُ،وَلَكِنْ
يبيتُ منَ الخوامعِ فيوصالِ
تخفُ إذا تطاردنا " كلابٌ "؛
فكيف بها إذا قلنانزالِ
تَرَكْنَاهَا، وَلَمْيُتْرَكْنَ إلاّ
لأبناءِ العمومة ِ ، والخوالي !
فلمْ ينهضنَ عنْ تلكَ الحشايا؛
وَلَمْ يَبْرُزْنَ مِنْ تِلكَالحِجَالِ

أبو فراس الحمدانى

إذا كانَ فضلي لا أسوغُنفعهُ
فَأفضَلُ مِنْهُ أنْ أُرَىغَيرَ فَاضِلِ
ومنْ أضيعِ الأشياءِ مهجة ُعاقلٍ ،
يجوزُ على حوبائها حكمُ جاهلِ !

أبو فراس الحمدانى

هواكَ هوايَ ، على كلِّحالِ
وَإنْ مَسَّنِي فِيكَ بَعضُالمَلالِ
وكمْ لكَ عنديَ منْ غدرة ٍ،
وقولٍ ، تكذبهُ بالفعالِ ‍‍!
وَوَعْدٍ يُعَذَّبُ فِيهِالكَرِيمُ
إمّا بِخُلْفٍ، وَإمّامِطَالِ
صَبَرْنَا لِسُخْطِكَ، صَبرَالكرَامِ،
فهذا رضاكَ ، فهلْ منْ نوالِ؟
وَذُقْنَا مَرَارَة َ كأسِالصّدُودِ،
فَأينَ حَلاوَة ُ كَأسِالوِصَالِ؟

أبو فراس الحمدانى

أقُولُ وَقَدْ نَاحَتْ بِقُرْبيحمامَة ٌ:
أيا جارتا هل تشعرين بحالي ؟
معاذَ الهوى ‍! ماذقتُ طارقة َالنوى ،
وَلا خَطَرَتْ مِنكِ الهُمُومُببالِ
أتحملُ محزونَ الفؤادِقوادمٌ
على غصنٍ نائي المسافة ِ عالِ ؟
أيا جارتا ، ما أنصفَ الدهرُبيننا ‍!
تَعَالَيْ أُقَاسِمْكِالهُمُومَ، تَعَالِي!
تَعَالَيْ تَرَيْ رُوحاً لَدَيّضَعِيفَة ً،
تَرَدّدُ في جِسْمٍ يُعَذّبُبَالي
أيَضْحَكُ مأسُورٌ، وَتَبكيطَلِيقَة ٌ،
ويسكتُ محزونٌ ، ويندبُ سالِ ؟
لقد كنتُ أولى منكِ بالدمعِمقلة ً؛
وَلَكِنّ دَمْعي في الحَوَادِثِغَالِ!

أبو فراس الحمدانى

وللهِ عندي في الإسارِوغيرهِ
مَوَاهِبُ، لَمْ يُخصَصْ بهاأحدٌ قَبلي!
حللتُ عقوداً ، أعجزَ الناسَحلها،
وَما زَالَ عَقدي لا يُذَمّوَلا حَلِّي
إذَا عَايَنَتْني الرّومُكَفّرَ صِيدُهَا،
كأنّهُمُ أسرَى لَدَيّ وَفيكَبْلي
وَأُوسَعُ، أيّاً مَا حَلَلْتُ،كَرَامَة ً،
كأنني منْ أهلي نقلتُ إلىأهلي
فقلْ لبني عمي ، وأبلغْ بني أبي :
بِأنيَ في نَعْمَاءَيَشْكُرُهَا مِثْلي
وَمَا شَاءَ رَبي غَيرَ نَشْرِمَحَاسِني،
وأن يعرفوا ما قد عرفتُ منَالفضلِ

أبو فراس الحمدانى

إنّا، إذَا اشْتَدّالزّمَا
نُ، وَنَابَ خَطْبٌوَادْلَهَم
ألفيتَ ، حولَ بيوتنا،
عُدَدَ الشّجَاعَة ِ،وَالكَرَمْ
لِلِقَا العِدَى بِيضُالسّيُو
فِ، وَلِلنّدَى حُمْرُالنَّعَمْ
هَذَا وَهَذَادَأبُنَا،
يودى دمٌ ، ويراقُدمْ
قُلْ لابنِ وَرْقَاجَعْفَرٍ،
حتى يقولَ بماعلمْ
إنّي، وَإنْ شَطّالمَزَا
رُ وَلمْ تَكُنْ دَارِيأُمَمْ
أصْبُو إلى تِلْكَالخِلا
لِ ، وأصطفي تلكَ الشيمْ "
" وألومُ عادية َالفرا
قِ، وَبَينَ أحْشَائيألَمْ
" ولعلَّ دهراً ينثني،
ولعلَّ شعباً يلتئمْ "
" هل أنتَ ، يوماً ،منصفي
مِنْ ظُلمِ عَمّكَ؟ يا بنَعَمْ
أبْلِغْهُ عَني مَاأقُو
لُ ، فأنتَ منْ لا يتهم ! "
أنّي رَضِيتُ، وَإنْكَرِهْـ
ـتَ، أبَا مُحَمّدٍالحَكَمْ

أبو فراس الحمدانى

هَلْ تَعْطِفَانِ عَلىالعَلِيلِ؟
لا بالأسِيرِ، وَلاالقَتِيلِ!
باتت تقبلهُ الأكــ
ـفُّ، سَحَابَة َ اللّيلِالطّوِيل
يرعى الندجومَالسائرا
تِ منَ الطلوعِ إلىالأفولِ
فقدَ الضيوفُ مكانهُ،
وبكاهُ أبناءُالسبيلِ
وَاستَوْحَشَتْلِفِرَاقِهِ،
يَوْمَ الوَغَى ، سِرْبُالخُيُولِ
وَتَعَطّلَتْ سُمْرُالرّمَا
حِ، وَأُغمدتْ بِيضُالنْصُولِ
يَا فَارِجَ الكَرْبِالعَظِيـ
ــمِ ، وكاشفَ الخطبِالجليلِ
كُنْ، يَا قَوِيُّ، لِذَاالضّعِيـ
ـفِ، وَيَا عزِيزُ، لِذاالذّلِيلِ!
قَرّبْهُ مِنْ سَيْفِ الهُدَى،
في ظِلّ دَوْلَتِهِالظّلِيلِ!
أوَمَا كَشَفْتَ عَنِ ابنِدَا
ودٍ " ثقيلاتِ الكبولِ ؟ ‍!
لمْ أروَ منهُ ولاشفيــ
ـتُ بطولِ خدمتهِ ،غليلي
أللهُ يعلمُ : أنهُ
أملي منِ الدنياوسولي
وَلَئِنْ حَنَنْتُ إلىذُرَا
هُ لقد حننتُ إلىوصولِ
لا بِالغَضُوبِ، وَلاالكَذُو
بِ، وَلا القَطوبِ، وَلاالمَلولِ
يا عدَّتي فيالنائبا
تِ، وَظُلّتي عِنْدَالمَقِيلِ!
أينَ المحبة ُ ،والذمـا
مُ وما وعدتَ منَ الجميلِ ؟ ‍!
أجْمِلْ عَلى النّفْسِالكَرِيـ
ـمَة ِ فيّ، وَالقَلْبِالحَمُولِ!
أمّا المُحِبّ فَلَيْسَيُصْـ
ـغي في هَوَاهُ إلىعَذُولِ
يمضي بحالِ وفائهِ،
ويصدُّ عنْ قالٍ وقيلِ ‍!

أبو فراس الحمدانى

أروحُ القلبَ ببعضِ الهزلِ،
تَجَاهُلاً مِني، بِغَيْرِجَهْلِ!
أمْزَحُ فِيهِ، مَزْحَ أهلِالفَضْلِ،
والمزحُ ، أحياناً ، جلاءُالعقلِ

أبو فراس الحمدانى

قُلْ لأحْبَابِنَا الجُفَاة ِ: رُوَيْداً!
دَرِّجُونَا عَلى احْتِمَالِالمَلالِ!
إنّ ذَاكَ الصّدُودَ، مِنْغَيرِ جُرْمٍ
لمْ يدعٍ فيَّ مطمعاًبالوصالِ
أحْسِنُوا في فِعَالِكُمْ أوْأسِيئُوا!
لا عَدِمْنَاكُمُ عَلى كُلّحَالِ!

أبو فراس الحمدانى

قاتلي شادنٌ ، بديعُ الجمالِ،
أعْجَمِيُّ الهَوَى ، فَصِيحُالدّلالِ
سلَّ سيفَ الهوى عليَّ ونادى :
يَا لَثَأرِ الأعْمَامِوَالأخْوَالِ!
كيف أرجو ممن يرى الثأرعندي
خُلُقاً مِنْ تَعَطُّفٍ أوْوِصَالِ؟
بعدما كرتِ السنونَ ،وحالتْ
دُونَ ذِي قَارٍ الدّهُورُالخَوَالي
أيّهَا المُلْزِمِي جَرَائِرَقَوْمِي،
بعدما قدْ مضتْ عليها الليالي !
لَمْ أكُنْ مِنْ جُناتِهَا،عَلِمَ الله،
و إني لحرِّها ، اليومَ ،صالِ

أبو فراس الحمدانى

الفكرُ فيكَ مقصرُ الآمالِ،
وَالحِرْصُ بَعدَكَ غَايَة ُالجُهّالِ
لوْ كانَ يخلدُ بالفضائلِفاضلٌ
وُصِلَتْ لَكَ الآجَالُبِالآجَالِ!
أوْ كُنتَ تُفدى لافتَدَتْكَسَرَاتُنَا
بنفائسِ الأرواحِوالأموالِ
أوْ كانَ يدفعُ عنكَ بأسٌأقبلتْ ،
شَرَعاً، تَكَدَّسُ بِالقِنَاالعَسّالِ
أعززْ ، على ساداتِ قومكَ ، أنْترى
فوقَ الفراشِ ، مقلبَالأوصالِ
و السابغاتُ مصونة ٌ ، لمْتبتذلْ ،
و البيضُ سالمة ٌ معَالأبطالِ
و إذا المنية ُ أقيلتْ لمْيثنها
حرصُ الحريصِ ، وحيلة ُالمحتالِ
مَا للخُطوبِ؟ وَمَا لأحْداثِالرّدَى
أعْجَلْنَ جَابِرَ غَايَة َالإعْجَالِ؟
لمَّـا تسربلَ بالفضائلِ ،وارتدى
بردَ العلاَ ، وأعتمَّبالإقبالِ
وَتَشَاهَدَتْ صِيدُ المُلُوكِبفَضْلِهِ
و أرى المكارمَ ، منْ مكانٍعالِ
أأبَا المُرَجّى ! غَيرُحُزْنيَ دَارِسٌ،
أبَداً عَلَيْكَ، وَغَيْرُقَلبيَ سَالِ
لا زلتَ مغدوَّ الثرى ، مطروقهُ،
بِسَحَابَة ٍ مَجْرُورَة ِالأذْيَالِ
و حجبنَ عنكَ السيئاتُ ولمْيزلْ
لَكَ صَاحِبٌ مِنْ صَالحِالأعمالِ

أبو فراس الحمدانى

سَلِي عَنّا سَرَاة َ بَنيكِلابٍ
بِبَالِسَ، عِند مُشتَجَرِالعَوَالي!
لَقِينَاهُمْ بِأسْيَافٍقِصَارٍ،
كَفَينَ مَؤونَة َ الأسَلِالطّوَالِ
وولى بـ " آبن عوسجة ٍ كثيرٍ "
وَسَاعُ الخَطْوِ في ضَنْكِالمَجَالِ
يرى " البرغوثَ " إذْ نجاهُ منا،
أجلَّ عقيلة ٍ، وأحبَّمالِ
تدورُ بهِ إماءٌ منْ " قريظ "؛
وَتَسْألُهُ النّسَاءُ عَنِالرّجَالِ!
يَقُلْنَ لَهُ: السّلامَة ُخَيرُ غنُمٍ!
و إنَّ الذلَّ في ذاكَالمقالِ
و " جهمانٌ " تجافتْ عنهُ بيضٌ،
عدلنَ عنِ الصريحِ إلىالموالي
وَعَادُوا، سامِعِينَ لَنَا،فعُدنا
إلى المعهودِ منْ شرفِالفعالٍِ
و نحنُ متى رضينا بعدَسخطٍ
أسونا ما جرحنا بالنوالِ

أبو فراس الحمدانى

نفسي فداؤكَ ـ قدْبعثـ
ـتُ بعهدتي بيدِالرسولِ
أهْدَيْتُ نَفْسِي،إنّمَا
يُهْدَى الجَلِيلُ إلىالجَليلِ
وَجَعَلْتُ مَا مَلَكَتْيَدِي،
بُشْرَى المُبَشِّرِبِالقَبُولِ

أبو فراس الحمدانى

غنى النفسِ ، لمنْيعقـ
ـلُ، خَيرٌ مِنْ غِنىالمَالِ!
وَفَضْلُ النّاسِ، فيالأنْفُـ
ـسِ، لَيسَ الفَضْلُ فيالحَال

أبو فراس الحمدانى

يَلُوحُ بِسِيماهُ الفَتى منبَني أبي،
وَتَعْرِفُهُ مِنْ غَيْرِهِبِالشّمَائِلِ
مفدى ، مردى ؛ يكثرُ الناسُحولهُ
طَوِيلُ نِجادِ السّيفِ، سَبطُالأنامِل

أبو فراس الحمدانى

أيّهَا الغَازِي، الّذِييَغْـ
زو بجيشِ الحبِّ جسمي ‍!
ما يقومُ الأجرُ فيغـز
وكَ للرومِ بإثمي ‍!
كَمْ لَيْلَة ٍ شَهْبَاءَ، إذْبَرَزَتْ لَنا،
سقتكَ الغوادي منْ متونِالغمائمِ
مِنْ ثَغْرِهَا في جِنْحِ لَيلٍ مُظلِمِ
كَتَمَتْ هَوَايَ وَقَابَلَتهبهَجْرَة ٍ،
في جمرها المتلهبِالمتضرمٍِ

أبو فراس الحمدانى

و أديبة ٍ إخترتها عربيةً
تُعزى إلى الجدِّ الكريمِ ،وتنتمي
محجوبة ٌ لمْ تبتذلْ ، أمارةٌ
لمْ تَأتَمِرْ، مَخدُومَة ٌ لمْتَخْدِمِ
لوْ لمْ يكنْ لي فيكَ إلاَأنني
بِكِ قد غُنِيتُ عن ارْتكابِالمَحرَمِ
و لقدْ نزلتِ فلاَ تظنيغيرهُ
مِنّي بِمَنْزِلَة ِ المُحِبّالمُكْرَمِ

أبو فراس الحمدانى

تَسَمَّعْ، في بُيُوتِ بَنيكِلابٍ،
بني البَنّا تَنُوحُ عَلىتَمِيمِ
بِكُرْهِي إنْ حَمَلْتُ بَنيأبِيهِ
وأسرته على النأيِالعظيمِ
رجعتُ ، وقدْ ملكتهمُ جميعاً،
إلى الأعراقِ والأصلِالكريمِ

أبو فراس الحمدانى

يعزُّ على الأحبة ِ ، بـ " الشامِ " ،
حَبيبٌ، بَاتَ مَمْنُوعَالمَنَامِ
وَإني لَلصّبُورُ عَلىالرّزَايَا،
وَلَكِنّ الكِلامَ عَلىالكِلامِ
جُرُوحٌ لا يَزَلْنَ يَرِدْنَمِنّي
على جرحٍ قريبِ العهدِ ،دامِ
تاملني " الدمستقُ " إذ رآني،
فَأبْصَرَ صِيغَةَ اللّيْثِ،الهُمَامِ
أتُنكِرُني كَأنّكَ لَسْتَتَدْري
بِأني ذَلِكَ البَطَلُ،المُحَامي
وَأني إذْ نَزَلْتُ عَلىدُلُوكٍ،
تَرَكْتُكَ غَيْرَ مُتّصِلِالنّظَامِ
وَلَمّا أنْ عَدَدْتُ صَلِيبَرَأيِي
تَحَلّلَ عِقْدُ رَأيِكَ فيالمَقَامِ
وَكُنْتَ تَرَى الأنَاة َ،وَتَدّعِيها،
فأعجلكَ الطعانُ عنِالكلامِ
و بتَّ مؤرقاً ، منْ غيرِ سهدٍ،
حمى جفنيكَ طيبَ النومِحامِ
و لا أرضى الفتى ما لمْ يكملْ،
برأيِ الكهلِ ، إقدامَالغلامِ
فَلا هُنّئْتَهَا نُعْمَىبِأسْرِي،
وَلا وُصِلَتْ سُعُودُكَبِالتّمَامِ
أمَا مِنْ أعْجَبِ الأشْيَاءِعِلْجٌ،
يُعَرّفُني الحَلالَ مِنَالحَرَامِ
و تكنفهُ بطارقة ٌ تيوسُ،
تباري بالعثانينِالضخامِ
لهمْ خلقُ الحميرِ فلستَتلقى
فتى ً منهمْ يسيرُ بلاَحزامِ
يُرِيغُونَ العُيُوبَ،وَأعجَزَتْهُمْ،
وأيُّ العيبِ يوجدُ في الحسامِ ! ؟
و أصعبُ خطة ٍ ، وأجلُّأمرٍ
مُجَالَسَة ُ اللّئَامِ عَلىالكِرَامِ
أبِيتُ مُبَرّأ من كُلّعَيبٍ،
و أصبحُ ، سالماً منْ كلِّذامِ
وَمَنْ لَقيَ الّذي لاقَيْتُهَانَتْ
عَلَيْهِ مَوَارِدُ المَوْتِالزّؤامِ
ثناءٌ طيبٌ ، لا خلفَ فيهِ،
وَآثَارٌ كَآثَارِالغَمَامِ
و علمُ فوارسِ الحيينِأني
قَلِيلٌ مَنْ يَقُومُ لَهُمْمَقَامي
وَفي طَلَبِ الثّنَاءِ مَضَىبُجَيْرٌ
وَجَادَ بِنَفْسِهِ كَعبُ بنُمَامِ
أُلامُ عَلى التّعَرّضِللمَنَايَا،
وَلي سَمَعٌ أصَمُّ عَنِالمَلامِ
بنو الدنيا إذا ماتواسواءٌ
وَلَوْ عَمَرَ المُعَمّرُ ألْفَعَامِ
إذَا مَا لاَحَ لي لَمَعَانُبَرْقٍ
بَعَثْتُ إلى الأحِبّة ِبِالسّلامِ

أبو فراس الحمدانى

لستَ بالمستضيمِ منْ هوَ دوني،
اعْتِدَاءً، وَلَسْتُبالمُسْتَضَامِ
أبذلُ الحقَّ للخصومِ ، إذاما
عَجَزَتْ عَنْهُ قُدْرَة ُالحُكّامِ
لا تَخَطّى إلى المَظَالِمِكَفّي،
حَذَراً مِنْ أصَابِعِالأيْتَامِ

أبو فراس الحمدانى

وَدّعُوا، خِشْيَة َ الرّقِيبِ،بإيمَا
ءٍ، فَوَدَّعْتُ، خَشْيَة َاللُّوّامِ
لمْ أبحْ بالوداعِ ، جهراًولكنْ
كانَ جفني فمي ، ودمعي كلامي !

أبو فراس الحمدانى

أيا معافي منْ رسيسِ الهوى !
يَهْنِيكَ حَالُ السّالِمِالغَانِمِ
أعَانَكَ الله بِخَيْرٍ،أمَا
تَكُونُ لي عَوْناً عَلىالظّالِمِ؟!

أبو فراس الحمدانى

و خريدة ٍ ، كرمتْ على آبائها؛
وَعَلى بَوَادِرِ خَيْلِنَالَمْ تُكْرَمِ
خُطِبَتْ بحَدّ السّيفِ حَتىزُوّجَتْ
كرهاً، وكانَ صداقهاللمقسمِ
رَاحَتْ وَصَاحِبُها بِعُرْسٍحَاضِرٌ،
يُرْضِي الآلَهَ، وَأهْلُهَا فيمَأتَمِ

أبو فراس الحمدانى

لنا بيتُ ، على عنقِ الثريا،
بعيدُ مذاهبِ الأطنابِ ،سامِ
تظللهُ الفوارسُ بالعوالي،
وَتَفْرِشُهُ الوَلائِدُبالطّعَامِ

أبو فراس الحمدانى

يَا مَنْ رَضِيتُ بِفَرْطِظُلمِهْ
ودخلتُ ، طوعاً ، تحتَحكمهْ
أللهُ يعلمُ مالقيـ
ـتُ منَ الهوى ، وكفى بعلمهْ !
هَبْ لِلْمُقِربِذَنْبِهِ!
وَاصْفَحْ لَهُ عن عُظمِجُرْمِهْ
إني أعيذكَ أنْ تبو
ءَ ب***هَ ، وبحملِإثمهْ

أبو فراس الحمدانى

هَبْهُ أسَاءَ، كمَا زَعَمْتَ،فهَبْ له
وارحمْ تضرعهُ ، وذلَّ مقامهِ !
بِالله، رَبِّكَ، لِمْ فَتَكْتَبِصَبرِهِ
وَنَصرْتَ بِالهِجْرَانِ جَيشَسَقامِهِ؟
فرقتَ بينَ جفونهِومنامهِ
وجمعتَ بينَ نحولهَوعظامهِ

أبو فراس الحمدانى

وَيَغْتَابُني مَنْ لَوْكَفَاني غَيْبَهُ
لكنتُ لهُ العينَ البصيرة َوالأذنا
و عندي منَ الأخبارِ ما لوْذكرتهُ
إذاً قرعَ المغتابُ منْ ندمٍسنا

أبو فراس الحمدانى

اطْرَحُوا الأمْرَإلَيْنَا،
و احملوا الكلَّعلينا
إننا قومٌ ، إذا ما
صَعُبَ الأمْرُ،كَفَيْنَا
و إذا ما ريمَ منا
مَوْطِنُ الذّلّأبَيْنَا
وَإذَا مَا هَدَمَالْـ
ـعزَّ بنو العزِّ بنينا

أبو فراس الحمدانى

يعيبُ عليَّ أنْ سميتُنفسي
وَقَدْ أخَذَ القَنَا مِنْهُمْوَمِنّا
فَقُلْ لِلعِلْجِ: لَوْ لمْأُسْمِ نَفْسِي
لَسَمّاني السّنَانُ لَهُمْوَكَنّى

أبو فراس الحمدانى

قدْ أعانتني الحمية ُلمَّـا
لَمْ أجِدْ مِنْ عَشِيرَتيأعْوَانَا
لا أُحِبّ الجَمِيلَ مِنْ سِرّمَوْلى ً
لمْ يدعْ ما كرهتهُإعلانا
إنْ يكنْ صادقَ الودادِفهلاَّ
تركَ الهجرُ للوصالِ مكانا ! ؟

أبو فراس الحمدانى

فإنْ أهْلَكْ فَعَنْ أجَلٍمُسَمّى سَلي فَتَيَاتِ هَذَا الحَيّ عَنّي
يَقُلْنَ بِمَا رَأيْنَ وَمَاسَمِعْنَهْ
ألستُ أمدهمْ ، لذويَّ ، ظلاَّ،
ألستُ أعدهمْ ، للقومِ ،جفنهْ
ألستُ أقرهمْ بالضيفِ ،عيناً
ألستُ أمرهمْ ، في الحربِلهنهْ
رَضِيتُ العَاذِلاتِ، وَمَايَقُلْنَهْ،
وَإنْ أصْبَحْتُ عَصّاءًلَهُنّهْ
و كمْ فجرٍ سبقنَ إلىملامي
فَعُدْتُ ضُحى ً وَلمْ أحفِلْبهِنّهْ
وَرَاجِعَة ٍ إليّ، تَقُولُسِرّاً:
أعودُ إلى نصيحتهِلعنَّـهْ
فَلَمّا لمْ تَجِدْ طَمَعَاًتَوَلّتْ،
وقالتْ فيَّ ، عاتبة ًوقلنهْ
أريتكَ ما تقولُ بناتُعمي
إذا وصفَ النساءُرجالهنَّـهْ
أما واللهِ لا يمسينَ ، حسرى،
يلفقنَ الكلامَ ،ويعتذرنهْ
و لكنْ سوفَ أوجدهنَّوصفاً
و أبسطُ في المديحِكلامهنَّـهْ
متى ما يدنُ منْ أجلٍكتابي
أمُتْ، بَينَ الأعِنّة ِوَالأسِنّهْ

أبو فراس الحمدانى

بَكَرْنَ يَلُمنَني، وَرَأينَجودي
عَلى الأرْمَاحِ بِالنّفْسِالمَضَنّهْ
فَقُلتُ لَهُنّ: هَلْ فِيكُنّباقٍ
عَلى نُوَبِ الزّمانِ، إذاطَرَقْنَهْ؟
و إنْ يكنْ الحذارُ منَالمنايا
سَبيلاً للحَيَاة ِ، فَلِمْتَمُتْنَهْ؟
سَأُشْهِدُهَا عَلى مَا كَانَمِني
ببسطي في الندى ،بكلاَمهنَّهْ
و أجعلكنَّ أصدقَ فيَّقولاً
إذا وصفَ النساءُ رجالهنَّهْ
فإنْ أهْلَكْ فَعَنْ أجَلٍمُسَمّى
سيأتيني ، ولوْ مابينكنَّـهْ
و إنْ أسلمْ فقرضٌ سوفَ يوفى،
و أتبعكنَّ إنْقدمتكنَّـهْ
فلاَ يأمرنني بمقامِذلٍ
فما أنا بالمطيعِ إذاأمرنهْ
وَمَوْتٌ في مَقَامِ العِزّأشْهَى ،
إلى الفرسانِ ، منْ عيشٍبمهنهْ

أبو فراس الحمدانى

يا مَنْ رَجَعتُ، على كُرْهٍ،لطاعَتِهِ،
قدْ خالفَ القلبُ لمَّـا طاوعَالبدنُ
وَكُلّ ما شِئْتَ من أمْرٍرَضِيتُ بِهِ،
وَكلّ ما اختَرْتَهُ، عِندي هوَالحسنُ
وَكُلّمَا سَرّني أوْ سَاءَنيسَبَبٌ
فأنتَ فِيهِ عَليّ، الدّهرَ،مُؤتَمَنُ

أبو فراس الحمدانى

وَإنّي لأنْوِي هَجْرَهُفَيَرُدّني
هوى ، بينَ أثناءِ الضلوعِ،دفينُ
فيغلظُ قلبي ، ساعة ً ثمَّينثني
وأقسوْ عليهِ ، تارة ً ، ويلينُ
وَقَدْ كَانَ لي عن وُدّهِكُلُّ مَذهَبٍ،
و لكنَّ مثلي بالإخاءِ ضنينُ
و لاَ غروَ أنْ أعنو لهُ ، بعدَعزة ٍ ،
فقدريَ ، فيعزِّ الحبيبِ ،يهونُ !

أبو فراس الحمدانى

بَخِلْتُ بِنَفْسِي أنْ يُقَالَمُبَخَّلٌ،
وَأقْدَمْتُ جُبْناً أنْيُقَالَ جَبَانُ
وَمُلكي بَقايا ما وَهَبتُ: مُفَاضَة ٌ،

أبو فراس الحمدانى

أيَا رَاكِباً، نَحوَالجَزِيرَة ِ، جَسرَة ً
عُذَافِرَة ً، إنّ الحَدِيثَشُجُونُ!
مِنَ المُوخَداتِ الضُّمَّرِاللاّءِ وَخدُها
كَفيلٌ بحَاجَاتِ الرّجالِضَمِينُ
تحملْ إلى "القاضي" سلامي وقلْلهُ :
ألا إنّ قَلْبي، مُذْ حَزِنتَ،حَزِينُ
و إنَّ فؤادي ، لافتقادِ أسيرهِ،
أسِيرٌ، بِأيْدِي الحادِثَاتِ،رَهِينُ
أحاولُ كتمانَ الذي بي منَالأسى
وَتَأبَى غُرُوبٌ ثَرّة ٌوَشُؤونُ
بِمَنْ أنَا في الدّنيا عَلىالسّرّ وَاثِقٌ،
و طرفي نمومٌ ، والدموعُتخونُ
يضنُّ زماني بالثقاتِ ؛وإنني
بسري ، على غيرِ الثقاتِ ،ضنينُ
لعلَّ زماناً بالمسرة ِ ينثني؛
وعطفة َ دهرٍ باللقاءِتكونُ
ألا لا يَرَى الأعداءُ فِيكَغَضَاضَة ً،
فللدهرِ بؤسٌ ، قدْ علمتَ ،ولينُ
و أعظمُ ما كانتْ همومكَ تنجلي،
وأصعبُ ما كانَ الزمانُيهونُ
ألاَ ليتَ شعري ـ هل أنا الدهرَ، واجدٌ ـ
قريناً ، لهُ حسنُ الوفاءِقرينُ ؟
فأشكو ويشكو ما بقلبي وقلبهِ،
كِلانَا، عَلى نَجوَى أخِيهِ،أمِينُ
و في بعضِ منْ يلقي إليكَ مودةً
عَدوٌّ، إذا كَشّفتَ عَنهُ،مُبِينُ
إذا غَيّرَ البُعْدُ الهَوَىفَهَوَى أبي
حُصَينٍ مَنِيعٌ، في الفُؤادِ،حَصِينُ
فَلا بَرِحَتْ بِالحَاسِدينَكَآبَة ٌ،
وَلا هَجَعَتْ لِلشّامِتِينَعُيُونُ

أبو فراس الحمدانى

أشفقتَ منْ هجريفغلـ
ـبْتَ الظّنُونَ عَلىاليَقِينِ
وَضَنَنْتَ بي، فَظَنَنْتَبي،
و الظنُّ منْ شيمِ الضنينِ !

أبو فراس الحمدانى

الحُرُّ يَصْبِرُ، مَا أطَاقَتَصَبُّراً
في كلِّ آونة ٍ وكلِّزمانِ
ويرى مساعدة َ الكرامِ مروءة ً،
ما سالمتهُ نوائبُالحدثانِ
ويذوبُ بالكتمانِ إلاأنهُ
أحوالهُ تنبي عنِالكتمانِ
فإذا تكشفَ ، واضمحلتْحالهُ
ألْفَيْتَه يَشْكُو بِكُلّلِسَانِ
وإذا نبا بي منزلٌ فارقتهُ؛
وَالله يَلْطُفُ بي بكُلّمَكَانِ

أبو فراس الحمدانى

لا غَرْوَ إنْ فَتَنَتْكَبِالْـ
ـلَحَظَاتِ فَاتِرَة ُالجُفُونِ
فمصارعُ العشاقِ ما
بَينَ الفُتُورِ إلىالفُتُونِ
اصْبِرْ! فَمِنْ سُنَنِالهَوَى
صبرُ الظنينِ علىالظنينِ

أبو فراس الحمدانى

عَلَيّ مِنْ عَيْنَيّعَيْنَانِ
تبوحُ للناسِبكتمانِ
يَا ظَالِمي، لِلشَّرْبِ سُكْرٌوَلي
منْ غنجِ ألحاظكَسكرانِ
وجهكَ والبدرُ ، إذا أبرزا،
لأعينِ العالمِ ، بدرانِ

أبو فراس الحمدانى

أنافسُ فيكَ بعلقٍ ثمينٍ،
ويغلبني فيكَ ظنُّالظنينِ
وكنتُ حلفتُ على غضبةٍ
فَعُدْتُ، وَكَفّرْتُ عَنهايَمِيني

أبو فراس الحمدانى

حَلَلْتَ مِنَ المَجْدِ أعْلىمَكَانِ،
وَبَلّغَكَ الله أقْصَىالأمَاني
فَإنّكَ، لا عَدِمَتْكَالعُلا،
أخٌ لا كإخوة ِ هذاالزمانِ
صَفَاؤكَ في البُعْدِ مِثْلُالدّنُوّ،
وودكَ في القلبِ مثلُاللسانِ
كسونا أخوتنابالصفاءِ
كما كسيتُ بالكلامِالمعاني

أبو فراس الحمدانى

ما كنتُ مُذْ كنتُ إلاّ طَوْعَخُلاَّني،
ليستْ مؤاخذة ُ الإخوانِ منْشاني
يَجْني الخَليلُ، فأسْتَحليجِنَايَتَهُ
حتى أدلَّ على عفويوإحساني
وَيُتْبِعُ الذّنْبَ ذَنْباًحِينَ يَعرِفُني
عَمداً، وَأُتْبِعُ غُفرَاناًبِغُفْرَانِ
يَجْني عَليّ وَأحْنُو،صَافِحاً أبَداً،
لا شَيءَ أحسَنُ مِنْ حانٍ علىجَانِ

أبو فراس الحمدانى

بَني زُرَارَة َ لَوْ صَحَتْطَرَائِقُكُمْ
لكنتمُ عندنا في المنزلِالداني
لكنْ جهلتهمْ لدينا حقَّأنفسكمْ ،
وَبَاعَ بَائِعُكُمْ رِبْحاًبِخُسْرَانِ
فإنْ تكونوا براءً ، منْجنايتهِ ؛
فإنَّ منْ رفدَ الجاني هوَالجاني
ما بالكمْ ! يا أقلَّ اللهُخيركمُ
لا تَغْضَبُونَ لِهَذَاالمُوثَقِ العَاني؟
جارٌ نَزَعْنَاهُ قَسْراً فيبُيُوتِكُمُ،
وَالخَيْلُ تَعْصِبُ فُرْساناًبِفُرْسَانِ
إذْ لاتردونَ عنْ أكنافِأهلكمُ
شوازبَ الخيلِ منْ مثنىووحدانِ
بـ " المرج "، إذْ " أمُّ بسامٍ " تناشدني :
بناتُ عمكَ ! يا "حار بنَحمدانِ "
فظلتُ أثني صدورَ الخيلِ ساهمةً
بِكُلّ مُضْطَغِنٍ بِالحِقْدِ،مَلآنِ
ونحنُ قومٌ ، إذا عدنا بسيئةٍ
على العشيرة ِ ، أعقبنابإحسانِ

أبو فراس الحمدانى

أتَعُزُّ أنْتَ عَلى رُسُوممَغَانِ،
فأقيمَ للعبراتِ سوقَهوانِ
فَرْضٌ عَليّ، لِكُلّ دارٍوَقْفَة ٌ
تقضي حقوقَ الدارِوالأجفانِ
لولا تذكر منْ هويتُ بـ " حاجرٍ "
لم أبكِ فيهِ مواقدَالنيرانِ
ولقدْ أراهُ ، قبيلَ طارقة ِالنوى ،
مأوى الحسانِ ، ومنزلَالضيفانِ
وَمَكَانَ كُلّ مُهَنّدٍ،وَمَجَرَّ كُـ
ــلِّ مثقفٍ ، ومجالَ كلِّحصانِ
نَشَرَ الزّمَانُ عَلَيْهِ،بَعْدَ أنِيسِهِ،
حللَ الفناءِ ؛ وكلَّ شيءٍ فانِ ‍!
وَلَقَدْ وَقَفْتُ فَسَرّني مَاسَاءَني
فيهِ ، وأضحكني الذيأبكاني
ورأيتُ في ***اتهِ مجموعةً
أسدَ الشرى ، وربائبِالغزلانِ
يَا وَاقِفَانِ، مَعِي، عَلىالدّارِ اطلُبا
غَيرِي لهَا، إنْ كُنْتُمَاتَقِفَانِ!
مَنَعَ الوُقُوفَ، علىالمَنَازِلِ، طارقٌ
أمَرَ الدّمُوعَ بِمُقْلَتيوَنَهاني
فَلَهُ، إذا وَنَتِ المَدامِعُأوْ هَمَتْ،
عِصْيَانُ دَمعي، فِيهِ، أوْعِصْيَاني
إنا لجمعنا البكاءُ ،وكلنا
يبكي على شجنٍ منَالأشجارِ
ولقدْ جعلتُ الحبَّ سترَمدامعي
وَلِغَيرِهِ عَيْنَايَتَنْهَمِلانِ
أبْكي الأحِبّة َ بِالشّآمِ،وَبَيْنَنَا
قُلَلُ الدّرُوبِ وَشَاطِئَاجَيْحَانِ
وَحُسِبْتُ فِيمَا أشْعَلَتْنِيرَاني
مثلي على كنفٍ منَالأحزانِ
فضلتْ لديَّ مدامعٌ فبكيتُللـ
ـبَاكِي بِهَا، وَوَلِهْتُلِلْوَلْهَانِ
ما لي جَزِعْتُ مِنَ الخُطُوبِوَإنّمَا
أخَذَ المُهَيْمِنُ بَعْضَ مَاأعطاني
ولقد سررتُ كما غممتُعشائري
زَمَناً، وَهَنّأني الّذِيعَنّاني
وأسرتُ في مجرى خيوليغازياً
وحبستُ فيما أشعلتْنيراني
يرمي بنا ، شطرَ البلادِ ،مشيعٌ
صَدْقُ الكَرِيهَة ِ، فائِضُالإحسانِ
بَلَدٌ، لَعَمْرُكَ، لمْ أزَلْزَوّارَهُ
معَ سيدٍ قرمٍ أغرَّ ،هجانِ
إنّا لَنَلْقى الخَطْبَ فِيكَوَغَيرَهُ
بموفقٍ عندَ الخطوبِ ،معانِِ
وَلَطَالَمَا حَطّمْتُ صَدْرَمُثَقَّفٍ،
وَلَطَالَمَا أرْعَفْتُ أنْفَسِنَانِ
وَلَطَالَما قُدْتُ الجِيَادَإلى الوُغى
قُبَّ البُطُونِ، طَوِيلَة َالأرْسَانِ
وأنا الذي ملأَ البسيطة َكلها
ناري ، وطنَّبَ في السماءِدخاني
إنْ لمْ تكنْ طالتْ سنيَّ فإنَّلي
رأيَ الكُهُولِ وَنَجْدَة َالشّبَانِ
قَمِنٌ، بِمَا سَاءَ الأعَادِي،مَوْقفي،
وَالدّهرُ يَبْرُزُ لي مَعَالأقْرَانِ
يمضي الزمانُ ، وما ظفرتُبصاحبٍ
إلاَّ ظفرتُ بصاحبٍخوانِ
يَا دَهْرُ خُنتَ مَعَالأصَادِقِ خُلّتي
وَغَدَرْتَ بي في جُمْلَة ِالإخْوَانِ
لَكِنّ سَيْفَ الدّوْلَة ِالمَوْلَى الّذِي
لمْ أنسهُ وأراهُ لاينساني
أيُضِيعُني مَنْ لَمْ يَزَلْليَ حافِظاً،
كَرَماً، وَيَخفِضني الّذِيأعْلاني!
خِدْنُ الوَفَاءِ، وَلا وَفيٌّغَيْرَهُ،
يَرْضَى أُعَاني ضِيقَ حَالَة ِعَانِ
إنّي أغَارُ عَلى مَكَانيَ أنْأرَى
فيهِ رجالاً لا تسدُمكاني
أو أنْ تكونَ وقيعة ٌ أو غارةٌ
ما لي بها أثرٌ معَالفتيانِ
إقرا السلامَ ، على الذينَسيوفهمْ
ـمّا أُحْرِجُوا، عَطَفوا علىهَامَانِ
سَيفَ الهُدى من حَدّ سَيفِكَيُرْتجى
يومٌ ، يذلُ الكفرَللإيمانِ
هَذِي الجُيوشُ، تجيشُ نحوَبِلادِكم
مَحْفُوفَة ً بِالكُفْرِوَالصُّلْبَانِ
ألبغيُ أكثرُ ما تقلُّخيولهمْ
وَالبَغْيُ شَرُّ مُصَاحِبِالإنْسَانِ
لَيْسُوا يَنُونَ، فلا تَنُوافي أمرِكُمْ،
لاَ ينهضُ الواني لغيرِالواني
غضباً لدينِ اللهِ أنْ لاتغضبوا
لَمْ يَشْتَهِرْ في نَصْرِهِسَيْفَانِ
حَتى كَأنّ الوَحْيَ فِيكُمْمُنْزَلٌ،
ولكمْ تُخصُ فضائلُالقرآنِ
قَدْ أغضَبُوكُمْ فاغضَبُوا،وَتأهّبُوا
لِلْحَرْبِ أُهْبَة َ ثَائِرٍ،غَضْبَانِ
فـ " بنو كلابٍ " وهيَ قلٌّأغضبتْ
فدهتْ قبائلُ " مسهرِ بنِ قنانِ "
وَبَنُو عُبَادٍ، حِينَأُحْرِجَ حارِثٌ
جروا التخالفَ في "بنيشيبانِ"
خلُّا " عدياً " ، وهوَ صاحبُثأرهمْ
كَرَماً، وَنَالوا الثّأرَبابنِ أبَانِ
والمسلمونَ ، بشاطيء "اليرموكِ " لمـ
وحماة ُ " هاشمَ " حينَ أخرجَصدرها
جروا البلاءَ على " بنيمروانِ"
وَالتّغْلَبِيّونَ احْتَمَوْاعَنْ مِثْلِهَا
فعدوا على العادينَ بـ " السُّلاَّنِ "
وبغى على " عبسٍ " "حذيفة ُ " فاشتفتْ
مِنهُ صَوَارِمُهُمْ وَمِنْذُبْيَانِ
وسراة ُ "بكرٍ " ، بعدَ ضيقٍفرقوا
جمعَ الأعاجمِ عنْ " أنوشروانِ "
أبْقَتْ لِبَكْرٍ مَفْخَراً،وَسَمَا لهَا،
مِنْ دُونِ قَوْمِهِما، يَزِيدُوَهَاني
المَانِعِينَ العَنْقَفِيرَبِطَعْنِهِمْ،
والثائرينَ بم***ِ " النعمانِ " ‍!

أبو فراس الحمدانى

مَا صَاحِبي إلاّ الّذِي مِنْبِشْرِهِ
عُنْوَانُهُ في وَجْهِهِوَلِسَانِهِ
كَمْ صَاحِبٍ لمْ أَغنِ عَنْإنْصَافِهِ
في عُسْرِهِ، وَغَنِيتُ عَنإحْسَانِهِ

أبو فراس الحمدانى

يا ليلة ً ، لستُ أنسى طيبهاأبداً ،
كَأنّ كُلّ سُرُورٍ حَاضِرٌفِيهَا
بَاتَتْ، وَبِتُّ، وَبَاتَالزّقُّ ثَالِثَنَا
حَتى الصّبَاحِ تُسَقِّينيوَأسْقِيهَا
كَأنّ سُودَ عَنَاقِيدٍبِلِمّتِهَا،
أهدتْ سلافتها صرفاً ، إلىفيها

أبو فراس الحمدانى

لَقَدْ عَلِمَتْ سَرَاة ُالحَيّ أنّا
لَنَا الجَبَلُ المُمَنَّعُجَانِبَاهُ
يفيءُ الرغبونَ إلى ذراهُ،
و يأوي الخائفونَ إلىحماهُ

أبو فراس الحمدانى

خفضْ عليكَ ! ولا تبتْ قلقَالحشا
مِمّا يَكُونُ، وَعَلّهُ،وَعَسَاهُ
فَالدّهْرُ أقْصَرُ مُدّة ًمِمّا تَرَى ،
وَعَسَاكَ أنْ تُكفى الذيتَخْشَاهُ

أبو فراس الحمدانى

لَسْتُ أرْجُو النّجاة َ، منكلّ ما أخْـ
ـشَاهُ، إلاّ بِأحْمَدٍوَعَلِيِّ
وَبِبِنْتِ الرّسُولِ فَاطِمَةِ الطُّهْـ
ـرِ، وَسِبْطَيْهِ وَالإمَامِعَلِيّ
و التقيِّ النقيِّ باقرِ علمِالـ
ـلّهِ فِينَا، مُحَمّدِ بنِعَلِيّ
و ابنهِ "جعفرٍ" و"موسى " ومولا
نا عَليٍّ، أكرِمْ بِه مِنْعَليّ!
وأبي جَعْفَرٍ سَمِيِّ رَسُولِالـ
ـلهِ ، ثمَّ ابنهِ الزكيِّ " عليِّ"
و ابنهِ "العسكريِّ " والقائمِالمظـ
ـهِرِ حَقّي مُحَمّدِ بنِعَلِيّ
فيهمُ أرتجي بلوغَالأماني
يوم عرضي على الالهالعلي

أبو فراس الحمدانى

عَرَفْتُ الشّرَّ لالِلشّرِّ
لَكِنْلِتَوَقّيهِ
وَمَنْ لَمْ يَعْرِفِالشّرَّ
منَ الناسِ يقعْ فيهِ

أبو فراس الحمدانى

قَلْبي يَحِنّإلَيْهِ
نعمْ ، ويحنو عليهِ
و مــا جنى أوْتجنى
إلاَّ اعتذرتُ إليهِ
فَكَيْفَ أمْلِكُقَلْبي،
وَالقَلْبُ رَهْنٌلَدَيْهِ؟
وَكَيفَ أدْعُوهُعَبدي،
و عهدتي في يديهِ ؟

أبو فراس الحمدانى

ألوردُ في وجنتيهِ،
وَالسِّحْرُ فيمُقْلَتَيْهِ!
وَإنْ عَصَاهُلِسَاني
فَالقَلْبُ طَوْعُيَدَيْهِ!
يَا ظَالِماً، لَسْتُأدْرِي
أدعو لهُ ، أمْ عليهِ !
أنَا إلى اللهمِمّا
دفعتُ منهُ إليهِ !
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
  #11  
قديم 04-04-2010, 05:44 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

أبو فراس الحمدانى

لمنِ الجدودُالأكرمو
نَ ، من الورى ، إلا ليهْ؟
مَنْ ذَا يَعُدّ، كَمَاأعُدّ،
منَ الجدودِ العاليهْ؟
مَنْ ذَا يَقُومُلِقَوْمِهِ،
بينَ الصفوفِ ، مقاميهْ ! ؟
مَنْ ذَا يَرُدّصُدُورَهُـ
ـنّ، إذَا أغَرْنَعَلانِيَهْ؟
أحْمِي حَرِيمِي أنْيُبَا
حَ، وَلَستُ أحْميمَالِيَهْ!
وتخافني كــومُاللقــا
حِ ، وقدْ أمنَّعداتيهْ
تمسي ، إذا طرقَالضيو
فُ ، فناؤهابفنائيهْ
ناري ، على شرفٍتأجــ
ـجُ، لِلضُّيُوفِالسّارِيَهْ
يَا نَارُ، إنْ لَمْتَجْلِبِي
ضيفاً ، فلستُ بناريهْ !
والعـزُّ مضروبُالسرا
دِقِ وَالقِبَابِالجَارِيَهْ
يَجْني وَلا يُجْنَىعَلَيْـ
ـهِ، وَيَتّقِي الجُلّىبِيَهْ!

أبو فراس الحمدانى

انظرْ لضعفي ، ياقويُّ !
وَكُنْ لِفَقْرِي، يَاغَنيْ!
أحسنْ إليَّ ؛فإننــي
عبدٌ إلى نفسي مسيّ !

أبو فراس الحمدانى

يعيبُ عليَّ أنْ سميتُنفسي
وَقَدْ أخَذَ القَنَا مِنْهُمْوَمِنّا
فَقُلْ لِلعِلْجِ: لَوْ لمْأُسْمِ نَفْسِي
لَسَمّاني السّنَانُ لَهُمْوَكَنّى

أبو فراس الحمدانى

قدْ أعانتني الحمية ُلمَّـا
لَمْ أجِدْ مِنْ عَشِيرَتيأعْوَانَا
لا أُحِبّ الجَمِيلَ مِنْ سِرّمَوْلى ً
لمْ يدعْ ما كرهتهُإعلانا
إنْ يكنْ صادقَ الودادِفهلاَّ
تركَ الهجرُ للوصالِ مكانا ! ؟

أبو فراس الحمدانى

لَوْلا العَجُوزُبِمَنْبِجٍ
مَا خِفْتُ أسْبَابَالمَنِيّهْ
وَلَكَانَ لي، عَمّاسَأَلْـ
ـتُ منَ الفدا ، نفسٌأبيهْ
لكنْ أردتُ مرادها،
وَلَوِ انْجَذَبْتُ إلىالدّنِيّهْ
وَأرَى مُحَامَاتيعَلَيْـ
ـهَا أنْ تُضَامَ مِنَالحَمِيّهْ
أمستْ بـ " منبج " ، حرةً
بالحُزْنِ، من بَعدي،حَرِيّهْ
لوْ كانَ يدفعُ حادثٌ،
أوْ طارقٌ بجميلِنيهْ
لَمْ تَطّرِقْ نُوَبُالحَوَا
دثِ أرضَ هاتيكَالتقيهْ
لَكِنْ قَضَاءُ الله،وَالـ
أحكامُ تنفذُ فيالبريهْ
وَالصَّبْرُ يَأتي كُلَّذِي
رُزْءٍ عَلى قَدْرِالرّزِيّهْ
لا زَالَ يَطْرِقُمَنْبِجاً،
في كلِّ غادية ٍ ،تحيهْ
فيها التقى ، والدينُمجــ
ـمُوعَانِ في نَفْسٍزَكِيّهْ
يَا أُمّتَا! لاتَحْزَني،
وثقي بفضلِ اللهِ فيَّــهْ !
يَا أُمّتَا! لاتَيّأسِي،
للهِ ألطافٌُخفيهْ
كَمْ حَادِثٍ عَنّاجَلا
هُ، وَكَمْ كَفَانَا مِنْبَلِيّهْ
أوصيكِ بالصبرِالجميــ
ــلِ ‍! فإنهُ خيرُ الوصيهْ !

أبو فراس الحمدانى

مَا العُمْرُ ما طالَتْ بهالدّهُورُ،
العمرُ ما تمَّ بهِ السرورُ ‍!
أيامُ عزي ، ونفاذِأمري
هي التي أحسبها منْعمري
مَا أجْوَرَ الدّهْرَ عَلىبَنِيهِ!
وأغدرَ الدهرَ بمنْ يصفيهِ !
لوْ شئتُ مما قدْ قللنَجدَّا
عَدَدْتُ أيّامَ السّرُورِعَدّا
أنعتُ يوماً ، مرَّ لي بـ " الشامِ " ،
ألذَّ ما مرَّ منَالأيامِ
دَعَوْتُ بِالصَّقّارِ، ذاتَيَوْمِ،
عندَ انتباهي ، سحراً مننومي
قلتُ لهُ : اخترْ سبعة ًكباراً
كُلٌّ نَجِيبٌ يَرِدُالغُبَارَا
يَكُونُ لِلأرْنَبِ مِنْهَااثْنَانِ،
وخمسة ٌ تفردُللغزلانِ
وَاجْعَلْ كِلابَ الصّيْدِنَوْبَتَينِ
ترسلُ منها اثنينِ بعدَاثنين
و لاَ تؤخرْ أكلبَالعراضِِ!
فَهُنّ حَتْفٌ لِلظِّبَاءِقَاضِ
ثم تقدمتُ إلىالفهادِ
وَالبَازيَارِينَبِالاسْتِعْدَادِ
وقلتُ : إنًَّ خمسة ًلتقنعُ
وَالزُّرّقَانِ: الفَرْخُوَالمُلَمَّعُ
و أنتَ ، يا طباخُ ، لاتباطا!
عجلْ لنا اللباتِ والأوساطا !
ويا شرابيالبلقسياتِ
تَكُونُ بِالرّاحِمُيَسَّرَاتِ
بِالله لا تَسْتَصْحِبُواثَقِيلا!
واجتنبوا الكثرة َ والفضولا !
ردوا فلاناً ، وخذوافلانا!
وَضَمّنُوني صَيْدَكُمْضَمَانَا!
فاخترتُ ، لمَّـا وقفواطويلا،
عشرينَ ، أو فويقهاقليلا
عِصَابَة ٌ، أكْرِمْ بِهَاعِصَابَهْ،
معروفة ٌ بالفضلِوالنجابه
ثُمّ قَصَدْنَا صَيْدَ عَينِقَاصِرِ
مَظِنّة َ الصّيْدِ لِكُلّخَابِرِ
جئناهُ والشمسُ ، قبيلَالمغربِ
تَختالُ في ثَوْبِ الأصِيلِالمُذهَب
وَأخذَ الدُّرّاجُ فيالصّيَاحِ،
مُكْتَنِفاً مِنْ سَائِرِالنّوَاحي
في غَفْلَة ٍ عَنّا وَفيضَلالِ،
ونحنُ قد ْ زرناهُبالآجالِ
يَطْرَبُ للصُّبْحِ، وَلَيسَيَدرِي
أنَّ المنايا في طلوعِالفجرِ
حَتى إذَا أحْسَسْتُبِالصّبَاحِ
ناديتهمْ : " حيَّ على الفلاحِ ! "
نحنُ نصلي والبزاة ُتخرجُ
مُجَرَّدَاتٍ، وَالخُيُولُتُسْرَجُ
فقلتُ للفهادِ : فامضِوانفردْ
وَصِحْ بنا، إنْ عنّ ظبيٌ،وَاجتَهِدْ
فلمْ يزلْ ، غيرَ بعيدٍ عنا،
إليهِ يمضي ما يفرُّمنا
وَسِرْتُ في صَفٍّ مِنَالرّجالِ،
كَأنّمَا نَزْحَفُلِلْقِتَالِ
فما استوينا كلنا حتىوقفْ
لَمّا رَآنَا مَالَبِالأعْنَاقِ
ثمَّ أتاني عجلاً ، قالَ : ألسبقْ !
فقُلتُ: إن كانَ العِيانُ قدصَدَقْ
سِرْتُ إلَيْهِ فَأرَانيجَاثِمَهْ
ظَنَنْتُهَا يَقْظَى وكَانَتْنائِمَهْ
ثُمّ أخَذتُ نَبَلَة ً كانَتْمَعي،
وَدُرْتُ دَوْرَيْنِ وَلَمْأُوَسَعِ
حتى تمكنتُ ، فلمْ أخطِ الطلبْ،
لكلِّ حتفٍ سببٌ منَالسببْ
وَضَجّتِ الكِلابُ فيالمَقَاوِد،
تَطْلُبُهَا وَهْيَ بِجُهْدٍجَاهِدِ
وَصِحْتُ بِالأسْوَدِكَالخُطّافِ
ليسَ بأبيضٍ ولاغطرافِ
ثمَّ دعوتُ القومَ : هذا بازي !
فأيكم ْ ينشطُ للبرازِ؟
فقالَ منهمْ رشأٌ : " أنا ،أنا! "
وَلَوْ دَرَى مَا بِيَديلأذْعَنَا!
فَقُلْتُ: قَابِلْني وَرَاءَالنّهْرِ،
أنْتَ لِشَطْرٍ وَأنَالِشَطْرِ!
طارتْ لهُ دراجة ٌفأرسلا
أحْسَنَ فِيهَا بَازُهُوَأجمَلا
عَلَّقَهَا فَعَطْعَطُوا،وَصَاحُوا،
و الصيدُ منْ آلتهِ الصياحُ !
فقلتُ : ما هذا الصياحُ والقلقْ؟
أكُلُّ هذا فَرَحٌ بِذاالطَّلَقْ؟
فقالَ : إنَّ الكلبَ يشويالبازا
قَد حَرَزَ الكَلْبُ، فَجُزْ،وَجَازَا
فلمْ يزلْ يزعقُ : يا مولائي !
وَهْوَ كَمِثْلِ النّارِ فيالحَلْفَاءِ
طارتْ ، فأرسلتُ فكانتْسلوى
حَلّتْ بِهَا قَبْلَ العُلُوّالبَلْوَى
فَمَا رَفَعْتُ البَازَ حَتىطَارَا
آخَرُ عَوْداً يُحْسِنُالفِرَارَا
أسودُ ، صياحٌ ، كريمٌ ، كرَّزُ،
مُطرَّزٌ، مُكَحَّلٌ،مُلَزَّزُ
عليهِ ألوانُ منَالثيابِ
مِنْ حُلَلِ الدّيبَاجِوَالعُنّابي
فلمْ يزلْ يعلو وبازييسفلُ
يحرزُ فضلَ السبقِ ليسَيغفلُ
يَرْقُبُهُ مِنْ تَحْتِهِبِعَيْنِهِ،
وَإنّمَا يَرْقُبُهُلِحيْنِه
حتى إذا قاربَ ، فيما يحسبُ،
معقلهُ ؛ والموتُ منهُأقربُ
أرْخَى لَهُ بِنَبْجِهِرِجْلَيْهِ،
والموتُ قدْ سابقهُإليهِ
صِحْتُ وَصَاحَ القَوْمُبالتّكْبيرِ،
وغيرنا يضمرُ فيالصدورِ
ثمّ تَصَايَحْنَا فَطَارَتْوَاحِدَهْ
شيطانة ٌ منْ الطيورِماردهْ
من قربٍ فأرسلواإليها
وَلَمْ تَزَلْ أعْيُنُهُمْعَلَيْهَا
فَلَمْ يُعَلِّقْ بَازُهُوَأدّى
مِنْ بَعْدِ مَا قَارَبَهَاوَشَدّا
صحتُ : أهذا البازُ أمْ دجاجهْ؟
ليتَ جناحيهِ علىدراجهْ
فاحمرتِ الأوجهُوالعيونُ
وَقَالَ: هَذا مَوْضِعٌمَلْعُونُ
إنْ لزَّها البازُ أصابتْنبجا
أوْ سقطتْ لمْ تلقَ إلاَّمدرجا
اعدلْ بنا للنبجِالخفيفِ
وَالمَوْضِعِ المُنْفَرِدِالمَكْشُوفِ
فقثلتُ : هذي حجة ٌ ضعيفةْ
وغرَّة ٌ ظاهرة ٌمعروفهْ
نحنُ جميعاً في مكانٍ واحدِ،
فَلا تُعَلِّلْ بِالكَلامِالبَارِدِ!
قصَّ جناحيهِ يكنْ فيالدارِ
معَ الدباسي ، ومعَ القماري !
وَاعْمِدْ إلى جُلْجُلِهِالبَدِيعِ،
فاجعلهُ في عنزٍ منَالقطيعِ!
حتى إذا أبْصَرْتُهُ، وَقدخَجِلْ،
قُلتُ: أرَاهُ، فارِهاً، علىالحَجَلْ
دعهُ ، وهذا البازُ فاطردْبهِ
تَفَادِياً مِنْ غَمّهِوَعَتْبِهِ!
وقلتُ للخيلِ ، التي حولينا :
تَشَاهَدُوا كُلُّكُمُعَلَيْنَا!
بِأنّهُ عَارِيَة ٌمَضْمُونَه،
يُقِيمُ فِيهَا جَاهَهُوَدِينَهْ
جئتُ ببازٍ حسنٍمبهرجِ
دُونَ العُقَابِ وَفُوَيقَالزُّمَّجِ
زينٍِ لرائيهِ ، وفوقَ الزينِ،
يَنْظُرُ مِنْ نَارَيْنِ فيغَارَيْنِ
كأنَّ فوقَ صدرهِوالهادي
آثَارَ مَشْيِ الذَّرّ فيالرّمَادِ
ذِي مِنْسَرٍ فَخْمٍ وَعَيْنٍغائِرَهْ،
وفخذٍ ملءَ اليمينِوافرهْ
ضَخْمٍ، قَرِيبِ الدَّسْتَبَانِجِدّا
يَلْقَى الّذِي يَحمِلُ مِنهُكَدّا
وَرَاحة ٍ تَغْمُرُ كَفّيسَبْطَهْ
زَادَ عَلى قَدْرِ البُزَاة ِبَسْطَهْ
سُرّ، وَقالَ: هاتِ! قلتُ: مَهْلا!
احلفْ علىالردِّ‍!"فقالَ:كلاَ!
أما يميني ، فهي عنديغاليهْ
وكلمتي مثلً يمينيوافيه
قُلْتُ: فَخُذْهُ هِبَة ًبِقُبْلَة !
فَصَدّ عَني، وَعَلَتْهُخَجْلَهْ
فلمْ أزلْ أمسحهُ حتىانبسطْ
وَهَشّ للصّيدِ قَلِيلاً،وَنَشَطْ
صحتُ بهِ :اركبْ ‍! فاستقلَّعنْ يدِ
مُبادِراً أسرَعَ مِنْ قَوْلِ: قَدِ!
وَضَمّساقَيهِ وَقَالَ: قَدْحَصَلْ!
قلتُ لهُ:"الغدرة ُ منْ شرِّالعملْ ‍!"
سرتُ ، وسارَ الغادرُالعيارُ
ليسَ لطيرٍ معنامطارُ
ثمَّ عدلنا نحونهرِ الوادي،
وَالطّيْرُ فِيهِ عَدَدُالجَرَادِ
أدَرْتُ شَاهِينَيْنِ فيمَكَانِ
لكثرة ِ الصيدِ معَالإمكانِ
دارا علينا دورة ً وحلقا،
كِلاهُمَا، حَتى إذَاتَعَلّقَا
تَوَازَيَا، وَاطّرَدَااطّرَادا،
كالفارسينِ التقيا أوكادا
ثَمّتَ شَدَّا فَأصَابَاأرْبَعَا
ثَلاثَة ً خُضْراً، وَطَيْراًأبْقَعَا
ثمَّ ***ناها ،وخلصناهما
وَأمْكَنَ الصّيْدُفَأرْسَلْنَاهُمَا
فَجَدّلا خَمْساً مِنَالطّيُورِ،
فَزَادَني الرّحْمَنُ فيسُرُورِي
أربعة ً منهاأنيسيانِ
وَطَائِراً يُعْرَفُبالِبَيْضَاني
خَيْلٌ نُنَاجِيهِنّ كَيْفَشِينَا
طيعة ٌ ، ولجمهاأيدينا
وهيَ إذا ما استصعبَالقيادهْ
صَرّفَهَا الجُوعُ عَلىالإرَادَهْ
تَسَاقَطَتْ مَا بَيْنَنَا مِنَالفَرَقْ
حتى أخذنا ما أردنامنها
ثُمّ انْصَرَفْنَا رَاغِبِينَعَنْهَا
إلى ****يَّ بقربِالنهرِ
عشراً نراها ، أو فويقَالعشرْ
لَمّا رآها البَازُ، من بُعْدٍ،لَصَقْ
وَحَدّدَ الطّرْفَ إلَيْهَاوَذَرَقْ
فَقُلْتُ: قد صَادَ، وَرَبِّ الكَعبهْ،
فدارَ حتى أمكنتْ ثمَّنزلْ
فَحَطّ مِنْهَا أفْرَعاً مِثلَالجَمَلْ
ما انحطَّ إلاَّ وأناإليهِ
ممكناً رجليَّ منْرجليهِ
جلستُ كيْ أشبعهُ إذاهيهْ
قد سَقطَتْ من عَن يَمينِالرَابِيَهْ
فَشلْتُهُ أرْغَبُ فيالزّيَادَة ،
وَتِلْكَ للطّرَادِ شَرُّعَادَة
لَمْ أَجْزِهِ بِأحْسَنِالبَلاءِ،
أطَعتُ حِرْصِي، وَعَصَيْتُدَائي
فلمْ أزلْ أختلها وتختتلْ،
وإنما نختلها إلىأجلْ
عمدتُ منها لكبيرٍمفردِ
يمشي بعنقٍ كالرشاءِالمحصدِ
طارَ ، وما طارَ ليأتيهِ القدرْ،
وهلْ لما قدْ حانَ سمعٌ أوْبصرْ ‍! ؟
حتى إذا جدلهُ كالعندلِ،
أيقنتُ أنَّ العظمَ غيرُالفصلِ
ذَاكَ، عَلى مَا نِلْتُ مِنهُ،أمْرُ
عثرتُ فيهِ وأقالَ الدهرُ ‍!
خيرٌ منَ النجاحِ للإنسانِ
صحتُ إلى الطباخِ : ماذاتنتظر؟
انزِلْ عنِ المهرِ، وَهَاتِ ماحَضَرْ
جَاءَ بِأوْسَاطٍ، وَجُرْدِتَاجِ،
منْ حجلِ الصيدِ ومنْدراجِ
فما تنازلنا عنِالخيولِ،
يمنعنا الحرصُ عنِالنزولِ
وَجِيءَ بِالكَأسِوَبالشّرَابِ،
فَقُلتُ: وَفّرْهَا علىأصْحابي!
أشْبَعَني اليَوْمَ وَرَوّانيالفَرَحْ،
فقدْ كفاني بعضُ وسطٍوقدحْ
ثمَّ عدلنا نطلبُ الصحراءَ،
نَلْتَمِسُ الوُحُوشَوَالظّبَاءَ
عَنّ لَنَا سِرْبٌ بِبَطْنِ الوَادِي
قَدْ صَدَرَتْ عَنْ مَنهَلٍرَوِيِّ،
منْ غبرِ الوسميِّوالوليِّ
ليسَ بمطروقٍ ولابكيِّ،
ومرتعٍ مقتبلٍجنيّ
رعينَ فيهِ ، غيرَ مذعوراتِ ،
مرَّ عليهِ غدقُالسحابِ
بواكفٍ ، متصلِالربابِ
مازالَ في خفضٍ ، وحسنِحالِ
حَتى أصَابَتْهُ بِنَااللّيَالي
سِرْبٌ حَمَاهُ الدّهْرُ مَاحَمَاهُ
لَمّا رَآنَا ارْتَدّ مَاأعْطَاهُ
بادرتُ بالصقارِوالفهادِ
حَتى سَبَقْنَاهُ إلىالمِيعَادِ
فَجَدَّلَ الفَهْدُ الكَبِيرَالأقْرَنَا،
شدَّ على م***هِواستبطنا
وجدَّلَ الآخرُ عنزاًحائلاً
رَعَتْ حمى الغَوْرَينِ حَوْلاًكاملا
ثُمّ رَمَيْنَاهُنّبِالصّقُورِ
فَجِئْنَهَا بِالقَدَرِالمَقْدُورِ
أفْرَدْنَ مِنها في القَرَاحِوَاحِدَة
قدْ ثقلتْ بالخصرِ وهيَجاهدهْ
مَرّتْ بِنَا، وَالصّقْرُ فيقَذالِهَا
يُؤذِنُهَا بِسيِّءٍ مِنْحَالِهَا
ثمَّ ثناها وأتاهاالكلبُ
هما ، عليها ، والزمانُإلبُ
فَلَمْ نَزَلْ نَصِيدُهَاوَنَصْرَعُ
حَتى تَبَقّى في القطِيعِأرْبَعُ
ثمَّ عدلنا عدلة ً إلىالجبلْ
إلى الأراوي ، والكباشِوالحجلْ
فَلَمْ نَزَلْ بِالخَيْلِوَالكِلابِ
نحوزها حوزاً ، إلىالغيابِ
ثمَّ انصرفنا ، والبغالُ موقرهْ،
في لَيلَة ٍ، مثلِ الصّبَاحِ،مُسفِرَهْ
حتى أتينا رحلنا بليلِ،
وَقَدْ سُبِقْنَا بِجِيَادِالخَيْلِ
حتى عددنا مئة ًوزيدا
فلمْ نَزَلْ نَقلي، وَنشِوي،وَنصُبْ،
حَتى طَلَبْنَا صَاحِياً فَلَمْنُصِبْ
شُرْباً، كمَا عَنّ، مِنَالزِّقَاقِ
بغيرِ ترتيبٍ ، وغيرِساقِ
فَلَمْ نَزَلْ سَبْعَ لَيَالٍعَدَدا
أسعدَ مَن رَاحَ، وَأحظَى مَنغَدا
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
  #12  
قديم 04-04-2010, 05:52 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

إهداء إلى
الأستاذ الدكتور / محمد حلمى البادى
الأمام الشافعى
يَعيشُ المرءُ ما استحيابخيْرٍ
ويبقى العودُ ما بقيَ اللَّحاءُ
إذا لم تخشَ عاقبة َالليالي
وَلَمْ تستحِ فافعَلْ ماتشاءُ

الأمام الشافعى

دَعِ الأَيَّامَ تَفْعَل مَاتَشَاءُ
وطب نفساً إذا حكمَ القضاءُ
وَلا تَجْزَعْ لنازلةالليالي
فما لحوادثِ الدنيا بقاءُ
وكنْ رجلاً على الأهوالِجلداً
وشيمتكَ السماحة ُ والوفاءُ
وإنْ كثرتْ عيوبكَ فيالبرايا
وسَركَ أَنْ يَكُونَ لَهاغِطَاءُ
تَسَتَّرْ بِالسَّخَاء فَكُلُّعَيْب
يغطيه كما قيلَ السَّخاءُ
ولا تر للأعادي قطذلا
فإن شماتة الأعدا بلاء
ولا ترجُ السماحة ََ منبخيلٍ
فَما فِي النَّارِ لِلظْمآنِمَاءُ
وَرِزْقُكَ لَيْسَ يُنْقِصُهُالتَأَنِّي
وليسَ يزيدُ في الرزقِ العناءُ
وَلا حُزْنٌ يَدُومُ وَلاسُرورٌ
ولا بؤسٌ عليكَ ولا رخاءُ
وَمَنْ نَزَلَتْ بِسَاحَتِهِالْمَنَايَا
فلا أرضٌ تقيهِ ولا سماءُ
وأرضُ الله واسعة ًولكن
إذا نزلَ القضا ضاقَ الفضاءُ
دَعِ الأَيَّامَ تَغْدِرُ كُلَّحِينٍ
فما يغني عن الموتالدواءُ

الأمام الشافعى


أَتَهْزَأُ بِالدُّعَاءِوَتَزْدَرِيهِ
وَمَا تَدْرِي بِما صَنَعَالدُّعَاءُ
سِهَامُ اللَّيلِ لا تُخْطِيوَلَكِنْ
لها أمدٌ وللأمدِانقضاءُ

الأمام الشافعى


أَكْثَرَ النَّاسُ فيالنِّسَاءِ وَقالُوا
إنَّ حُبَّ النِّسَاءِ جَهْدُالْبَلاءِ
ليسَ حبُ النساءِ جهداًولكنَ
قُرْبُ مَنْ لاَ تُحِبُّ جُهْدُالْبَلاءِ

الأمام الشافعى


وَاحَسْرَة ً للفتى ساعةً
يَعِيشُها بعَدأَوِدَّائِه
عمرُ الفتى لو كان فيكفِّه
رمى به بعد أحبَّائهِ

الأمام الشافعى

أَصْبَحْتُ مُطَّرَحاً فيمَعشَرٍ جهِلُوا
حَقَّ الأَدِيبِ فَبَاعُواالرَّأْسَ بِالذَّنَبِ
والنَّاسُ يَجْمَعهُمْ شَمْلٌ،وَبَيْنَهُم
في الْعَقْلِ فَرْقٌ وفيالآدَابِ وَالْحَسَبِ
كمثلِ ما الذَّهبِ الإبريزيشركه
في لَوْنِهِ الصُّفْرُ،والتَّفْضِيلُ لِلذَّهَبِ
والعودُ لو لمْ تطبْ منهروائحه
لم يفرق الناسُ بين العودوالحطبِ

الأمام الشافعى

لا تأسفن على غدر الزمانلطالما
رقصت على جثث الأسود كلاب
لاتحسبن برقصها تعلو علىأسيادها
تبقى الأسود أسوداً والكلابكلاب
تموت الأسد في الغاباتجوعاً
ولحم الضأن تأكله الكلاب
وذو جهل قد ينام علىحرير
وذو علم مفارشه التراب

الأمام الشافعى

خبت نار نفسي باشتعالمفارقي
وأظلم ليلي إذ أضاء شِهابُها
أيا بومةً قد عششتْ فوقهامتي
على الرغم مني حين طار غُرابُها
رأيتِ خراب العُمرِ منيفَزُرْتني
ومأواك من كل الديار خرابها
أأنعمُ عيشاً بعدما حلعارضي
طلائعُ شيبٍ ليس يغني خِضابُها؟
وعِزةُ عمرِ المرء قبلمشيبهِ
وقد فنيت نفسٌ تولى شبابها
إذا اصفرَّ لونُ المرءِ وابيضَّشعرُهُ
تنغص من أيامه مستَطَبابُها
فدعْ عنك سواءات الأمورفإنها
حرامٌ على نفس التقي ارتكابُها
وأدِ زكاة الجاه واعلمبأنها
كمثل زكاة المال تم نِصابُها
وأحسن إلى الأحرار تملكرقابهم
فخير تجارات الكرام اكتسابها
ولا تمشين في مَنكِب الأرضفاخراً
فعما قليل يحتويك تُرابها
ومن يذق الدنيا فإنيطَعمْتُها
وسيق إلينا عَذْبُها وعذابها
فلم أرها إلا غُروراًوباطلاً
كما لاح في ظهر الفلاة سَرابُها
وما هي إلا جِيفةٌمستحيلةٌ
عليها كلابٌ هَمُّهن اجتِذابها
فإن تجتنبها كنت سِلمالأهلها
وإن تجتذبها نازعتك كلابها
فطوبى لنفسٍ أُودعت قعردارها
مُغَلَّقَةَ الأبوابِ مُرخىًحجابها

الأمام الشافعى

إذَا سَبَّنِي نَذْلٌتَزَايَدْتُ رِفْعة ً
وما العيبُ إلا أن أكونَمساببهْ
وَلَوْ لَمْ تَكْنْ نَفْسِيعَلَيَّ عَزِيزَة ً
لمكَّنتها من كلِّ نذلٍ تحاربهُ
ولو أنَّني أسعى لنفعيوجدتني
كثيرَ التَّواني للذي أنا طالبه
وَلكِنَّني أَسْعَى لأَنْفَعَصَاحِبي
وعارٌ على الشبَّعانِ إن جاعَصاحبه

الأمام الشافعى


يُخَاطِبني السَّفيهُ بِكُلِّقُبْحٍ
فأكرهُ أن أكونَ لهمجيبا
يزيدُ سفاهة ً فأزيدُحلماً
كعودٍ زادهُ الإحراقُطيبا


بَلَوْتُ بَني الدُّنيا فَلَمْأَرَ فِيهمُ
سوى من غدا والبخلُ ملءُإهابه
فَجَرَّدْتُ مِنْ غِمْدِالقَنَاعَة ِ صَارِماً
قطعتُ رجائي منهمبذبابه
فلا ذا يراني واقفاً فيطريقهِ
وَلاَ ذَا يَرَانِي قَاعِداًعِنْدَ بَابِهِ
غنيِّ بلا مالٍ عن النَّاسكلهم
وليس الغنى إلا عن الشيءلابه
إِذَا مَا ظَالِمٌ اسْتَحْسَنَالظُّلْمَ مَذْهباً
وَلَجَّ عُتُوّاً فِي قبيحِاكْتِسابِهِ
فَكِلْهُ إلى صَرْفِ اللّيَالِيفَإنَّها
ستبدي له مالم يكن فيحسابهِ
فَكَمْ قَدْ رَأَيْنَا ظَالِماًمُتَمَرِّداً
يَرَى النَّجْمَ تِيهاً تحْتَظِلِّ رِكابِهِ
فَعَمَّا قليلٍ وَهْوَ فيغَفَلاتِهِ
أَنَاخَتْ صُروفُ الحادِثَاتِبِبابِهِ
فَأَصْبَحَ لا مَالٌ وَلاَ جاهٌيُرْتَجَى
وَلا حَسَناتٌ تَلْتَقي فِيكتَابِهِ
وجوزي بالأمرِ الذي كانفاعلاً
وصبَّ عليهِ الله سوطَعذابه

الأمام الشافعى

وَمِنْ الْبَلِيَّة أنْتُحِـ
ـبَّ وَلاَ يُحِبُّكَ مَنتُحِبُّهْ
ويصدُّ عنك بوجههِ
وتلحُّ أنتَ فلاتغبُّه

الأمام الشافعى


خبِّرا عني المنجِّمَأني
كافرٌ بالذي قضتهُالكواكبْ
عَالِماً أنَّ مَا يَكُونُوَمَا كَانَ
ن قضاءً من المهيمنِواجبْ

الأمام الشافعى


أنت حسبي، وفيك للقلبحسبُ
ولحسبي إن صحَّ لي فيكَحسبُ
لا أبالي متى ودادك ليصحَّ
مِنَ الدَّهْرِ مَا تَعَرَّضَخَطْبُ

الأمام الشافعى

إذا حارَ أمرُكَ فيمَعْنَيَيْن
ولم تدرِ فيما الخطا و الصواب
فخَالِفْ هَوَاكَ فإنَّالهوَى
يقودُ النفوسَ إلى مايعاب

الأمام الشافعى


أرى الغرَّ في الدنيا إذا كانفاضلاً
تَرَقَّى عَلَى رُوس الرِّجَالوَيَخْطُبُ
وَإنْ كَانَ مِثْلي لا فَضِيلَةَ عِنْدَهُ
يُقَاسُ بِطِفْلٍ فيالشَّوَارِع يَلْعَبُ

الأمام الشافعى


ما في المقامِ لذي عقلٍ وذيأدبِ
مِنْ رَاحَة ٍ فَدعِالأَوْطَانَ واغْتَرِبِ
سافر تجد عوضاً عمَّنتفارقهُ
وَانْصِبْ فَإنَّ لَذِيذَالْعَيْشِ فِي النَّصَبِ
إني رأيتُ وقوفَ الماءيفسدهُ
إِنْ سَاحَ طَابَ وَإنْ لَمْيَجْرِ لَمْ يَطِبِ
والأسدُ لولا فراقُ الأرض ماافترست
والسَّهمُ لولا فراقُ القوسِ لميصب
والشمس لو وقفت في الفلكِ دائمةً
لَمَلَّهَا النَّاسُ مِنْعُجْمٍ وَمِنَ عَرَبِ
والتَّبْرَ كالتُّرْبَ مُلْقَىً في أَمَاكِنِهِ
والعودُ في أرضه نوعً منالحطب
فإن تغرَّب هذا عزَّمطلبهُ
وإنْ تَغَرَّبَ ذَاكَ عَزَّكالذَّهَبِ

الأمام الشافعى


سَأَضْرِبُ في طُولِ الْبِلاَدِوَعَرْضِهَا
أنالُ مرادي أو أموتُغريبا
فإن تلفت نفسي فللهدرُّها
وَإنْ سَلِمَتْ كانَ الرُّجوعُقَرِيباً

الأمام الشافعى


لَمَّا عَفَوْتُ وَلَمْ أحْقِدْعَلَى أحَدٍ
أرحتُ نفسي من همَّ العداواتِ
إنِّي أُحَيي عَدُوِّي عنْدَرُؤْيَتِهِ
لأدفعَ الشَّرَّ عني بالتحياتِ
وأُظْهِرُ الْبِشرَلِلإِنْسَانِ أُبْغِضهُ
كما إنْ قدْ حَشى قَلْبيمَحَبَّاتِ
النَّاسُ داءٌ وَدَواءُالنَّاسِ قُرْبُهُمُ
وفي اعتزالهمُ قطعُالمودَّاتِ

الأمام الشافعى


يا لهْفَ نفسي على مالٍأُفَرِّقُهُ
عَلَى المُقِلِّين مِن أهلِالمروءَاتِ
إنَّ اعتذاري إلى من جاءيسألني
ما ليسَ عِندِي لَمِنْ إحْدىالمصيباتِ

الأمام الشافعى


قُضَاة ُ الدهر قدْضَلُّوا
فقد باتتخسارتهمْ
فباعوا الدينبالدنيا
فما رَبِحَتْ تجارتُهمْ


وأنطقتِ الدَّراهمُ بعدَصمتٍ
أناساً بعدما كانواسكوتا
فما عطفوا على أحدٍبفضلٍ
ولا عرفوا لمكرمة ٍثبوتا

الأمام الشافعى

آلُ النبيِّ ذريعتي
وهُمُو إليْهِوَسِيلَتِي
أرْجُو بهمْ أُعْطَىغَداً
بيدي اليمين صحيفتي

الأمام الشافعى

اصبر على مرِّ الجفا منمعلمٍ
فإنَّ رسوبَ العلمِ في نفراتهِ
ومنْ لم يذق مرَّ التعلمِ ساعةً
تجرَّعَ نلَّ الجهل طولَ حياته
ومن فاتهُ التَّعليمُ وقتَشبابهِ
فكبِّر عليه أربعاً لوفاته
وَذَاتُ الْفَتَى ـ واللَّهِ ـبالْعِلْمِ وَالتُّقَى
إذا لم يكونا لا اعتبارلذاتهِ


أُحِبُّ مِنَ الإخْوانِ كُلَّمُوَاتي
وَكلَّ غَضِيض الطَّرْفِ عَنعَثَرَاتي
يُوَافِقُنِي في كُلِّ أَمْرٍأُرِيدُهُ
ويحفظني حياً وبعدَ مماتي
فَمِنْ لِي بِهذَا؟ لَيْتَأَنِّي أَصَبْتُهُ
لَقَاسَمْتُهُ مَالِي مِنَالْحَسَنَاتِ
تَصَفَّحْتُ إخْوَاني فَكانَأقلَّهُمْ
على كثرة ِ الإخوان أهلُثقاتي

الأمام الشافعى

ماذا يخبِّرُ ضيفُ بيتكَأهلهُ
إن سيلَ كيفَ معادهُومعاجه
أيقولُ: جاوزتُ الفراتَ ولمأنل
ريَّاً لديهِ وقد طغتأمواجهُ
وَرِقِيتُ في دَرَجِ الْعلاَفَتَضَايَقَتْ
عمَّا أريدُ شعابهُوفجاجه
ولتخبرنَّ خصاصتيبتملُّقي
والماء يخبرُ عن قذاهُ زجاجةُ
عنْدِي يَوَاقِيتُ الْقَرِيضِوَدُرُّهُ
وَعَلَيّ إكْلِيلُ الْكَلاَموَتَاجُهُ
تربي على روضِ الرُّباأزهارهُ
وَيَرُفُّ في نَادِي النَّدىدِيبَاجُهُ
وَالشَّاعِرُ المِنْطِيقُأسْوَدُ سالخٌ
وَالشعْرُ مِنْهُ لُعَابُهُوَمُجَاجُهُ
وَعَدَاوَة ُ الشّعَرَاءِ دَاءٌمُعْضِلٌ
وَلَقَدْ يَهُونُ عَلَىالْكَرِيمِ عِلاَجُهُ


وَلَرُبَّ نَازِلَة ٍ يَضِيقُلَهَا الْفَتَى
ذرعاً، وعند الله منهاالمخرجُ
ضاقت فلمَّا استحكمتحلقاتها
فرجت، وكنتُ أظنُّهالاتفرجُ

الأمام الشافعى


صَبْراً جَمِيلاً ما أقربَالفَرَجَا
من رَاقَبَ اللَّهَ فِي الأمورِنَجَا
منْ صدق الله لم ينلهُأذى
ومن رجَاهُ يكونُ حيثُرَجَا

الأمام الشافعى


قالوا سكتُّ وقد خوصمتُ قلتُلهم
إنَّ الجوابَ لبابِ الشرِّمفتاحُ
والصمَّتُ عن جاهلٍ أو أحمقٍشرفُ
وفيه أيضاً لصونِ العرضِ إصلاحُ
أما تَرَى الأُسْدَ تُخْشى وهْيصَامِتة ٌ؟
والكلبُ يخسى لعمري وهونباحُ


فقيهاً وصوفياً فكن ليسَواحداً
فَإني وَحَقِّ اللَّهِ إيَّاكَأَنْصَحُ
فذلك قاسٍ، لم يذق قلبه تقىْ
وهذا جهولٌ، كيف ذو الجهليصلحُ؟

الأمام الشافعى


محنُ الزَّمانِ كثيرة ٌ لاتنقضي
وسرورهُ يأتيكَكالأعيادِ
مَلَكَ الأَكَابِرَ فَاسْتَرقَّرِقَابَهُمْ
وَتَرَاهُ رِقًّا في يَدِالأَوْغَادِ

الأمام الشافعى


قالوا ترفضتَ قلتُ: كلا
مَا الرَّفْضُ دِيني وَلاَاعْتِقَادِي
لكنْ توليتُ غيرشكَّ
خيرَ إمامٍ وخيرَهادي
إنْ كانَ حُبُّ الْوَلِيِّرَفْضاً
فإنَّ رفضي إلى العبادِ

الأمام الشافعى


ليتَ الكلابَ لنا كانت مجاورةً
وَلَيْتَنَا لا نَرَى مِمَّانَرَى أَحَدَا
إنّض الكلابَ لتهدي فيمواطنها
تَبْقَ سَعِيداً إِذَا مَاكنْتَ مُنْفَرِدَا

الأمام الشافعى


تمنَّى رجالٌ أن أموتَ وإنْأمُتْ
فتلكَ سبيلٌ لستُ فيها بأوحدِ
فَقلْ للذِي يبغِي خلافَ الذِيمَضَى
تهيأ لأخرى مثلها فكأنقدِ

الأمام الشافعى


وَلَمَّا أَتَيْتُ النَّاسَأَطْلُبُ عِنْدَهُمْ
أخا ثقة ٍ عند ابتلاءالشدائد
تقلبتُ في دهري رخاءً وشدَّةً
وناديتُ في الأحياء هل منمساعد؟
فلم أرَ فيما ساءني غيرشامت
وَلَمْ أَرَ فِيما سَرَّنِيغَيْرَ حاسِدِ

الأمام الشافعى


إنِّي صَحِبْتُ أناساً مَالَهُمْ عَدَدُ
وَكُنْت أَحْسبُ أنِّي قَدْمَلأَتُ يدِي
لَمَّا بَلَوْتُ أخِلائيوَجَدْتُهُمُ
كالدَّهرِ في الغدرِ لم يبقواعلى أحدِ
إن غبتُ فشرُّ الناسيشتمني
وَإنْ مَرضْتُ فَخَيْرُالنَّاسِ لَمْ يَعُدِ
وإن رأوني بخيرٍ ساءهمفرحي
وإن رأوني بشرَّ سرَّهمنكدي

الأمام الشافعى


ومتعبُ العيسَ مرتاحاً إلىبلدِ
والموتُ يطلُبُه من ذَلِكَالبلدِ
وضاحك والمنايا فوقَهامته
لو كانَ يعلمُ غيباً ماتَ منكمدِ
من كانَ لَمْ يُؤْتَ عِلْماً فيبقاءِ غدٍ
ماذا تفكرهُ في رزقِ بعدغدِ

الأمام الشافعى


عفا الله عن عبدِ أعانَ بدعوةٍ
خليلين كانا دائمين علىالودِّ
إلى أن مشى واشي الهوى بنميمةٍ
إلى ذَاكَ مِنْ هذَا فَزَالاَعَنِ الْعَهْدِ

الأمام الشافعى


إن كنتَ تغدو في النُّنوبِجليدا
وتخافُ في يومِ المعادِوعيدا
فَلَقَدْ أَتَاكَ مِنَالْمُهَيْمِنِ عَفْوُهُ
وأفاضَ من نعمٍ عليكَمزيدا
لاَ تَيْأَسَنْ مِنْ لطفِرَبِّكَ في الْحَشَا
في بطنِ أمكَ مضة ًووايدا
لو شاءَ أن تصلى جهنمخالدا
ما كانَ أنهمَ قلبكَالتوحيدا


إذا أصبحتُ عندي قوتُيومي
فخلُ الهمُ عنّي يا سعيدُ
وَلاَ تخطرْ هُمُوم غَدبِبَالي
فإنَّ غَداً لَهُ رِزْقٌجَدِيدُ
أسلم إن أراد اللهأمراً
فَأَتْرُكُ مَا أُرِيدُ لِمَامَا أُريدُ

الأمام الشافعى


وَلَوْلا الشِّعْرُبِالعُلَمَاءِ يُزُرِي
لَكُنْتُ الْيَوْمَ أَشْعَرَمِنْ لَبِيدِ
وأشجعَ في الوغى من كلِّليثٍ
وآلِ مهلَّبٍ وبني يزيدِ
ولولا خشية ُ الرَّحمنِربِّي
حسبتُ الناسَ كلهمُعبيدي

الأمام الشافعى


أرى راحة ً للحقِّ عندقضائهِ
ويثقلُ يوماً إن تركتُ علىعمدِ
وحسبُكَ حظّاً أَنْ تُرَى غيرَكاذبٍ
وقولكَ لم أعلم وذاك منالجهدِ
ومن يقضِ حقَّ الجارِ بعدَ ابنِعَمه
وصاحبهِ الأدنى على القربِوالبعدِ
يعشْ سَيِّداً يستعذبُ الناسُذكرَهُ
وإن نابهُ حقٌّ أتوهُ علىقصدِ

الأمام الشافعى


يُريدُ الْمَرْءُ أَنْ يُعْطَىمُنَاهُ
وَيَأْبَى اللَّهُ إلاَّ مَاأرَادَا
يَقُولُ الْمَرْءُ فَائِدَتِيوَمَالي
وتقوى الله أفضلُ مااستفادا

الأمام الشافعى


يا مَنْ يُعَانِقُ دُنْيَا لابَقَاءَ لَهَا
يُمسِي وَيُصْبِحُ في دُنْيَاهُسَفَّارا
هَلاَّ تَرَكْتَ لِذِيالدُّنْيَا مُعَانَقَة ً
حتى تعانقَ في الفردوسِ أبكارا
إن كنت تبغي جنانَ الخلدتسكنها
فَيَنْبَغِي لكَ أنْ لاتَأْمَنَ النَّارا

الأمام الشافعى

أمطري لؤلؤاًجبالَسرنديـ
ـبَ وَفِيضي آبارَ تكرورَتِبْرَا
أَنَا إنْ عِشْتُ لَسْتُأعْدَمُ قُوتاً
وَإذا متّ لَسْتُ أعْدَمُقَبْرَا
همتي همَّة ُ الملوكِونفسي
نَفْسُ حُرٍّ تَرَى الْمَذَلَّةَ كُفْرَا
وإذا ما قنعتُ بالقوتِعمري
فَلِمَاذَا أزورُ زَيْداًوَعَمْرَا


الدَّهْرُ يَوْمَانِ ذا أَمْنٌوَذَا خَطَرُ
وَالْعَيْشُ عَيْشَانِ ذَاصَفْوٌ وَذا كَدَرُ
أَمَا تَرَى الْبَحْرَ تَعْلُوفَوْقَهُ جِيَفٌ
وَتَسْتَقِرُّ بأقْصى قَاعِهِالدُّرَرُ
وَفِي السَّماءِ نُجُومٌ لاعِدَادَ لَهَا
وَلَيْسَ يُكْسَفُ إلاَّالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ

الأمام الشافعى

وجدتُ سكوتي متجراًفلزمتهُ
إذَا لَمْ أجِدْ رِبحاًفَلَسْتُ بِخَاسِرِ
وَمَا الصَّمْتُ إلاَّ فيالرِّجَالِ مَتَاجرٌ
وتاجرهُ يعلو على كلتاجرِ

الأمام الشافعى


تاهَ الأعيرج واستعلى بهالخطرُ
فقل لهُ خيرُ ما استعملتهُالحذرُ
أحسنتَ ظنك بالأيامِ إذحسنتُ
وَلَمْ تَخَفْ سُوءَ مَاتَأْتِي بِهِ الْقَدَرُ
وسالمتكَ الليالي فاغتررتبها
وعندَ صفوِ الليالي يحدثُالكدرُ

الأمام الشافعى


اقبل معاذيرَ من يأتيكَمعتذراً
إنْ يرَّ عندكَ فيما قال: أوفجرا
لقد أطاعكَ منْ يرضيك ظاهرةً
وقد أجلَّكَ من يعصيكَمستترا

الأمام الشافعى


إذَا مَا كُنْتَ ذَا فَضْلٍوَعِلْمٍ
بما اختلف الأوائلُوالأواخر
فَنَاظِرْ مَنْ تُنَاظِرُ فيسُكُونٍ
حليماً لا تلحُ ولاتكابر
يُفِيدُكَ مَا اسْتَفَادَ بِلاامْتِنانٍ
مِنَ النُّكَتِ اللَّطِيفَة ِوَالنَّوَادِر
وإياكَ اللَّجوحَ ومنُيرائي
بأني قد غلبتُ، ومنيفاخر
فَإنَّ الشرَّ في جَنَبَاتِهَذَا
يمنِّي بالتقاطعوالتدابر

الأمام الشافعى


إذَا لَمْ أجِدْ خِلاًّتَقِيَّاً فَوِحْدَتي
ألذُ وأشهى من غويَّأعاشرهُ
وأجلسَ وحدي للعبادةآمناً
أقرُّ لعيشي من جليسِأحاذره

الأمام الشافعى

كُنْ سَائراً في ذا الزَّمَانِبِسَيْرِهِ
وَعَنِ الْوَرَى كُنْ رَاهِباًفي ديْرِهِ
واغسل يديك من الزَّمانِوأهلهِ
وَاحْذَرْ مَوَدَّتَهُمْ تَنَلْمِنْ خَيْرِهِ
إني اطَّلعتُ فلم أجد ليصاحباً
أصحبهُ في الدهرِ ولا فيغيرهِ
فتركتُ أسفلهم لكثرة ِشرهِ
وتركتُ أعلاهمُ لقلِّةخيره

الأمام الشافعى


صَدِيقٌ لَيْسَ يَنْفَعُ يَوْمَبُؤْسٍ
قَرِيبٌ مِنْ عَدُوٍّ فيالْقِيَاسِ
وَمَا يَبْقَى الصَّدِيقُبِكُلِّ عَصْرٍ
ولا الإخوانُ إلا للتآسي
عمرتُ الدَّهرَ ملتمساًبجهدي
أخا ثقة ٍ فألهاني التماسي
تنكرتِ البلادُ ومنبجهدي
كَأنَّ أُنَاسَهَا لَيْسُوابِنَاس

الأمام الشافعى


قلبي برحمتكَ اللهمَّ نوأنسِ
في السِّرِّ والجهرِ والإصباحِوالغلسِ
وما تقَّلبتُ من نومي وفيسنتي
إلا وذكركَ بين النَّفسوالنَّفسِ
لقد مننتَ على قلبي بمعرفةٍ
بِأنَّكَ اللَّهُ ذُو الآلاءِوَالْقَدْسِ
وقد أتيتُ ذنوباً أنتتعلمها
وَلَمْ تَكُنْ فَاضِحي فِيهَابِفِعْلِ مسي
فَامْنُنْ عَلَيَّ بِذِكْرِالصَّالِحِينَ وَلا
تجعل عليَّ إذا في الدِّين منلبسِ
وَكُنْ مَعِي طُولَ دُنْيَايَوَآخِرَتي
ويوم حشري بما أنزلتَ فيعبس

الأمام الشافعى


يا واعظَ الناس عمَّا أنتَفاعلهُ
يَا مَنْ يُعَدُّ عَلَيْهِالعُمْرُ بِالنَّفَسِ
احفظ لشبيكَ من عيبٍيدنسهُ
إنَّ البياض قليلُ الحملِللدنسِ
كحاملٍ لثياب النَّاسِيغسلها
وثوبهُ غارقٌ في الرَّجسِوالنَّجسِ
تَبْغي النَّجَاة َ وَلَمْتَسْلُكْ طَرِيقَتَهَا
إنَّ السَّفِينَة َ لاَ تَجْرِيعَلَى اليَبَسِ
ركوبكَ النَّعشَ ينسيك الرُّكوبعلى
مَا كُنْتَ تَرْكَبُ مِنْبَغْلٍ وَمِنْ فَرَسِ
يومَ القيامة ِ لا مالٌ ولاولدٌ
وضمَّة ُ القبرِ تنسي ليلةالعُرسِ

الأمام الشافعى


لَقَلْعُ ضِرْسٍ وَضَرْبُحَبْسِ
ونزعُ نفسٍ وردُّأمسِ
وَقَرُّ بَرْدٍ وَقَوْدُفرْدِ
ودبغُ جلدٍ يغيرشمسِ
وأكلُ ضبَّ وصيدُذبُّ
وصرفُ حبَّ بأرضِخرسِ
ونفخُ نارٍ وحملَعارٍ
وبيعُ دارٍ بريعِفلس
وبيعُ خفَّ وعدمُإلفِ
وضربُ إلفٍ بحبلِقلسِ
أهونُ من وقفةالحرِّ
يرجو نوالاً ببابِ نحسِ
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
  #13  
قديم 04-04-2010, 05:56 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

الأمام الشافعى


العلمُ مغرسُ كلِّفخرٍ
وَاحُذَرْ يَفُوتُك فَخْرُذَاكَ المغْرَسِ
واعلم بأنَّ العلم ليسينالهُ
مَنْ هَمُّهُ في مَطْعَمٍ أَوْمَلْبَسٍ
إلاَّ أَخُو العِلمِ الَّذِييُعْنَى بِهِ
في حالتيه: عاريا أو مكتسي
فاجعل لنفسكَ منهُ حظاًوافراً
وَاهْجُرْ لَهُ طِيبَالرُّقَادِ وَعَبسِ
فَلَعَلَّ يَوْماً إنْ حَضَرْتَبِمَجْلِسٍ
كنتَ الرئيس وفخرّ ذاكالمجلسِ

الأمام الشافعى

شهدتُ بأنَّ الله لا ربَّغيرهُ
وَأشْهَدُ أنَّ البَعْثَ حَقٌّوَأخْلَصُ
وأنَّ عرى الإيمان قولٌمبينٌ
وفعلٌ زكيِّ قد يزيدُوينقص
وَأنَّ أبَا بَكْرٍ خَلِيفَة ُرَبِّهِ
وكان أبو حفصٍ على الخيريحرصُ
وَأُشْهِدُ رَبِّي أنَّعُثْمانَ فَاضِلٌ
وأنَّ عليا فضيلهُمتخصِّصُ
اتمهُ قومٍ يهتدىبهداهمُ
لَحَى اللَّهُ مَنْ إيَّاهُمُيَتَنَقَّصُ

الأمام الشافعى


شَكَوْتُ إلَى وَكِيعٍ سُوءَحِفْظِي
فَأرْشَدَنِي إلَى تَرْكِالمعَاصي
وَأخْبَرَنِي بأَنَّ العِلْمَنُورٌ
ونورُ الله لا يهدىلعاصي

الأمام الشافعى


إذا لم تجودوا والأمورُ بكمتمضى
وَقَدْ مَلَكَتْ أيْدِيكُمُالبَسْطَ والقَبْضَا
فَمَاذَا يُرَجَّى مِنْكُمُ إنْعَزَلْتُمُ
وَعَضَّتْكُمُ الدُّنْيَابِأنْيابِهَا عَضَّا
وَتَسْتَرْجِعُ الأَيَّامُ مَاوَهَبَتْكُمُ
ومن عادة ِ الأيام تسترجعُالقرضا

الأمام الشافعى


تَعَمَّدني بِنُصْحِكَ فيانْفِرَادِي
وجنِّبني النصيحة َ في الجماعهْ
فَإِنَّ النُّصْحَ بَيْنَالنَّاسِ نَوْعٌ
من التوبيخِ لا أرضى استماعه
وَإنْ خَالَفْتنِي وَعَصَيْتَقَوْلِي
فَلاَ تَجْزَعْ إذَا لَمْتُعْطَ طَاعَه

الأمام الشافعى


الْمَرْءُ إنْ كَانَ عَاقِلاًوَرِعاً
أشغلهُ عن عيوبِ غيرهِ ورعهْ
كما العليلُ السقيمُاشغلهُ
عن وجعِ الناسِ كلِّهموجعِْهْ

الأمام الشافعى


حسبي بعلمِ أن نفعْ
ما الذُّلُّ إلا فيالطمعْ
مَن رَاقَبَ اللهرَجَــــع
عن سوء ما كانَصنعْ
مَا طَارَ طَيــرفَارتَفَــع
إلا كما طارَ وقعْ

الأمام الشافعى

ورب ظلوم كفيتبحربه
فَأَوْقَعَهُ الْمَقْدُورُ أيَّوُقُوعِ
فما كان لي الإسلامإلاتعبدا
وَأدْعِيَة ً لا تُتَّقَىبِدُرُوعِ
وَحَسْبُكَ أنْ يَنْجُوالظَّلُومُ وَخَلْفَهُ
سِهَامُ دُعَاءٍ مِنْ قِسِيٍّرُكُوعِ
مُرَيِّشَة ً بالْهُدْبِ مِنْكُلِّ سَاهِر
منهلة أطرافها بدموع

الأمام الشافعى


تَعْصِي الإِله وَأنْتَتُظْهِرُ حُبَّهُ
هذا محالٌ في القياسبديعُ
لَوْ كانَ حُبُّكَ صَادِقاًلأَطَعْتَهُ
إنَّ الْمُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّمُطِيعُ
في كلِّ يومٍ يبتديكَ بنعمةٍ
منهُ وأنتَ لشكرِ ذاكَمضيعُ

الأمام الشافعى


العبدُ حرٌّ إنقَنَعْ
والحرُّ عبدٌ إن طمع
فاقنعْ ولا تطمعْفلاَ
شيءٌ يشينُ سوى الطمع

الأمام الشافعى


إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّاتَكَلُّفاً
فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِالتَأَسُّفا
فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفيالتَّرْكِ رَاحة ٌ
وفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولو جفا
فَمَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُيَهْوَاكَ قلبهُ
وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَقَدْ صَفَا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعةً
فلا خيرَ في ودٍ يجيءُ تكلُّفا
ولا خيرَ في خلٍّ يخونُخليلهُ
ويلقاهُ من بعدِ المودَّة ِبالجفا
وَيُنْكِرُ عَيْشاً قَدْتَقَادَمَ عَهْدُهُ
وَيُظْهِرُ سِرًّا كانبِالأَمْسِ قَدْ خَفَا
سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا إذالَمْ يَكُنْ بِهَا
صديق صدوق صادق الوعدمنصفا

الأمام الشافعى

لقد زان البلادَ ومنعليها
إمَامُ المسْلِمينَ أبُوحَنِيفة
بأحكامِ وآثارِوفقهٍ
كآيَاتِ الزَّبُورِ عَلَىالصَّحِيفَة
فما بالمشرقين لهنظيرٌ
ولا بالمغربين ولابكوفه
فَرَحْمَة ُ رَبِّنا أبداًعَليْهِ
مَدَى الأَيَّامِ مَا قُرِئَتْصَحِيفة

الأمام الشافعى

أكلَ العقابُ بقوة ٍ جيفَالفلا
وجنى الذبابُ الشُّهدَ وهوضعيفُ

الأمام الشافعى


ارْحَلْ بِنَفْسِكَ مِنْ أَرْضٍتُضَامُ بِهَا
وَلاَ تَكُنْ مِنْ فِرَاقِالأَهْلِ فِي حُرَقِ
فالعنبرُ الخامُ روثٌ فيمواطنهِ
وَفِي التَّغَرُّبِ مَحْمُولٌعَلَى الْعُنُقِ
والكحلُ نوعٌ منَ الأحجارِتنظرهُ
فِي أرضِهِ وَهْوَ مَرْمِيٌّعَلَى الطُّرُقِ
لمَّا تغرَّبَ حازَ الفضلَأجمعهُ
فَصَارَ يُحْمَلُ بَيْنَالْجَفْنِ وَالْحَدَقِ

الأمام الشافعى


سَهَرِي لِتَنْقِيحِ العُلُومِأَلَذُّ لي
مِنْ وَصْلِ غَانِية ٍ وَطيبِعِنَاقِ
وصريرُ أقلامي علىصفحائها
أحلى منَ الدَّكاءِوالعشاقِ
وَأَلَذُّ مِنْ نَقْرِ الفتاةلِدُفِّهَا
نقري لألقي الرَّملَ عنأوراقي
وتمايلي طرباً لحلِّ عويصةٍ
في الدَّرْسِ أَشْهَى مِنْمُدَامَة ِ سَاقِ
وأبيتُ سهرانَ الدُّجاونبيتهُ
نَوْماً وَتَبْغي بَعْدَ ذَاكَلِحَاقِي؟

الأمام الشافعى


فَإذا سَمِعْتَ بِأَنّمَجْدُودَاً حَوَى
عوداً فأثمرَ في يديهِ فصدِّقِ
وَإذا سَمِعْتَ بأنَّمَحْرُوماً أَتَى
مَاءً لِيَشْرَبَهُ فَغَاضَفَحَقِّقِ
لَوْ كانَ بِالْحِيَلِ الغنىلوَجَدْتَنِي
بنجومِ أقطارِ السماءِ تعلقي
لكنَّ من رزقَ الحجا حرمَالغني
ضِدَّانِ مُفْتَرقَانِ أيَّتَفَرُّقِ
وأحقُّ خلقِ اللهِ بالهمِّامرؤٌ
ذُو هِمَّة ً يُبْلَى بِرِزْقٍضَيِّقِ
وَمِنَ الدليل عَلَى القَضَاءِوحكْمِهِ
بؤسُ اللبيبِ وطيبُ عيشِالأحمقِ
إنَّ الذي رزقَ اليسارَ فلمينل
أجراً ولا حمداً لغيرُ موَّ فقِ
وَالجَدُّ يُدْنِي كُلَّ أَمرٍشَاسعٍ
والجَد يَفْتَحُ كُلَّ بَابٍمُغَلقِ

الأمام الشافعى


إذا المرءُ أفشى سرَّهُبلسانهِ
وَلاَمَ عَليهِ غَيْرَهُ فهوأَحْمَق
إذا ضاقَ المرءِ عن سرِّنفسهِ
فصدرُ الذي يستودعُ السرَّأضيق


إنَّ الغريبَ لهُ مخافة ُسارقِ
وَخُضُوعُ مَدْيونٍ وَذِلَّة ُمُوثَقِ
فإذا تَذَكَّرَ أَهلَهُوبِلاَدَهُ
ففؤادهُ كجناحِ طيرٍخافقِ

الأمام الشافعى


تَوكلْتُ في رِزْقي عَلَىاللَّهِ خَالقي
وأيقنتُ أنَّ اللهَ لا شكٌرازقي
وما يكُ من رزقي فليسَيفوتني
وَلَو كَانَ في قَاع البَحَارِالغَوامِقِ
سيأتي بهِ اللهُ العظيمُبفضلهِ
ولو لم يكن مني اللسانُ بناطقِ
ففي أي شيءٍ تذهبُ النفسُ حسرةً
وَقَدْ قَسَمَ الرَّحْمَنُرِزْقَ الْخَلاَئِقِ

الأمام الشافعى


لَوْ كُنْتَ بالعَقْلِ تُعطَىما تُريدُ إذَنْ
لمَا ظَفرتَ مِنَ الدنيَابِمرْزُوقِ
رزقتَ مالاً على جهلٍ فعشتَبهِ
فلستَ أوَّلَ مجنونٍومرزوقِ

الأمام الشافعى

عِلْمي مَعي حَيْثما يَمَّمْتُفهو معي
قلبي وعَاءٌ لَهُ كبَطْنصُنْدُوقِ
إنْ كُنْتُ فِي البَيْتِ كانَالعِلْمُ فِيهِ مَعي
أَوْ كُنْتُ في السُّوقِ كَانَالعِلْمُ في السُّوقِ

الأمام الشافعى


رَامَ نَفْعَاً فضرَّ مِنْغَيْرِ قصْدِ
وَمِنَ البرِّ مَا يَكُونُعُقُوقَا

الأمام الشافعى

ما حكَّ جلدكَ مثلُظفركَ
فَتَوَلَّ أنْتَ جَميعَأمركْ
وإذا قصدْتَ لحاجَةٍ
فاقْصِدْ لمعترفٍبقدْرِكْ

الأمام الشافعى


رَأيْتُ القنَاعَة َ رَأْسَالغنَى
فصِرتُ بأَذْيَالِهَامُمْتَسِكْ
فلا ذا يراني علىبابهِ
وَلا ذا يَرَاني بهِمُنْهمِكْ
فصرتُ غَنِيّاً بِلادِرْهَم
أمرُّ على النَّاسِ شبهَالملك


وَمِنَ الشَّقَاوَة ِ أنتُحِبَّ
وَمَنْ تُحِبّ يُحِبُّغَيْرَكْ
أو أن تريدَ الخيرَللإنـ
ـسانِ وَهْوَ يُريدُضَيْرَكْ

الأمام الشافعى


إِنَّ الفَقِيهَ هُوَ الفَقِيهُبِفعْلِهِ
لَيْسَ الفقِيهُ بِنُطْقِهِوَمَقَالِهِ
وكذا الرَّءيسُ هو الرئَّيسُبخلقهِ
ليسَ الرَّئِيسَ بِقَوْمِهِوَرِجَالِهِ
وكذا الغنيُ هو الغنيُبحالهِ
ليسَ الغنيُّ بِمُلْكِهِوَبِمَالِهِ

الأمام الشافعى

صنِ النفسَ واحملها علىمايزينها
تَعِشْ سَالِماً والقولُ فيكَجَمِيلُ
ولا تُوِلينَّ النَّاسَ إلاَّتَجمُّلاً
نبا بكَ دهرٌ أو جفاكَ خليلُ
وإن ضاقَ رزقُ اليوم فاصبر إلىغدٍ
عَسى نَكَبَاتُ الدَّهْرِعَنْكَ تَزولُ
ولا خيرَ في ودِّ امرئٍمتلونٍ
إذَا الرِّيحُ مالَتْ، مَالَحيْثُ تَميلُ
ومَا أكثرَ الإِخْوانَ حِينَتَعُدّهُمْ
وَلَكِنَّهُمْ في النَائِبَاتِقلِيلُ

الأمام الشافعى


كلما أدبني الدهر
زِّ أراني نقصَعقلي
وإذا ما ازددتعلماً
زادني علماً بجهلي

الأمام الشافعى


تعلم فليسَ المرءُ يولدُعالماً
وَلَيْسَ أخو عِلْمٍ كَمَنْهُوَ جَاهِلُ
وإنَّ كَبِير الْقَوْمِ لاَعلْمَ عِنْدَهُ
صَغيرٌ إذا الْتَفَّتْ عَلَيهِالْجَحَافِلُ
وإنَّ صَغيرَ القَومِ إنْ كانَعَالِماً
كَبيرٌ إذَا رُدَّتْ إليهِالمحَافِلُ

الأمام الشافعى

لا يُدْرِكُ الحِكْمة َ مَنْعُمْرُهُ
يكدحُ في مصلحة ِالأهلِ
وَلاَ يَنالُ العِلْمَ إلاَّفَتًى
خالٍ من الأفكارِوالشغلِ
لَوْ أَنَّ لُقْمَانَ الْحَكِيمالذي
سارت به الرُّكبانُبالفضلِ
بُلِي بِفقْرٍ وَعِيالٍلمَا
فرَّقَ بَيْنَ التِّبنِوالبَقْلِ

الأمام الشافعى


بقدرِ الكدِّ تكتسبُالمعالي
ومن طلب العلا سهرالليالي
ومن رام العلا من غيركد
أضاع العمر في طلبالمحال
تروم العز ثم تنامليلاً
يغوص البحر من طلباللآلي

الأمام الشافعى

إذا نحنُ فضلنا علياًفإنَّنا
روافضُ بالتفصيلِ عندَ ذويالفضلِ
وفَضْلُ أَبي بَكْرٍ إذَا مَاذَكَرْتُهُ
رُمِيتُ بنصْب عِنْدَ ذِكريَللفَضْلِ
فَلاَ زِلْتُ ذَا رَفْضٍوَنَصْبٍ كِلاَهُمَا
بحبَّيهِما حَتَّى أُوسَّدَ فِيالرَّمْلِ

الأمام الشافعى

يا آلَ بيتِ رسولِ اللهِحبكمُ
فَرْضٌ مِنَ اللَّهِ فيالقُرآنِ أَنْزَلَهُ
كفاكم منْ عظيمِ الفخرِأتَّكمُ
مَنْ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْكُمْلا صَلاة َ لَهُ


وَدَارَيْتُ كلَّ النَّاسِلَكِنَّ حَاسِدِي
مدراتهُ عزَّت وعزَّمنالها
وَكَيْفَ يُدَارِي المرءُحَاسِدَ نِعْمَة ٍ
إذا كانَ لا يرضيه إلاَّزوالها

الأمام الشافعى

رَأَيْتَ العِلْمَ صَاحِبُهُكَرِيم
ولو ولدتهُ آباءٌ لئامُ
وليسَ يزالُ يرفعهُ إلىأن
يُعَظِّمَ أمرَهُ القَومُالكِرامُ
وَيَتَّبِعُونَهُ فِي كُلِّحَالٍ
كراعي الضأنِ تتبعهُ السَّوامُ
فَلَولاَ العِلْمُ مَا سَعِدَتْرِجَالٌ
ولا عرفُ الحلالُ ولاالحرامُ

الأمام الشافعى


ثَلاَثٌ هُنَّ مُهْلِكَة ُالأنامِ
وداعية ُ الصحيحِ إلىالسِّقامِ
دَوامُ مُدَامَة ٍ وَدَوَامُوطءٍ
وإدخالُ الطَّعامِ علىالطعامِ

الأمام الشافعى


أأنثرُ دراً بين سارحة ِالبهمَ
وأنظمُ منثوراً لراعيةالغنمْ؟
لعمري لئن ضيعتُ في شرِّ بلدةٍ
فَلَسْتُ مُضَيعاً فيهمُ غررالكلَمِ
لَئِنْ سَهَّل اللَّه العَزِيزُبِلطفِهِ
وصادفتُ أهلاً للعلوموللحكم
بَثَثْتُ مُفيداً واستَفَدْتُوَدَادَهُمْ
وإلاّض فمكنونٌ لديَومكنتمْ
وَمَنْ مَنَحَ الجهّالَ عِلْماًأضَاعَهُ
وَمَنْ مَنَعَ المستوجِبينفقَدْ ظَلَم


عفّوا تعِفُّ نِسَاؤُكُمْ فِيالمَحْرَمِ
وتجنبوا مالا يليقُبمسلمِ
إنَّ الزنا دينٌ فإنأفرضتهُ
كَانَ الزِّنَا مِنْ أهلِبَيْتِك فَاعْلَمِ

الأمام الشافعى

أجودُ بموجودٍ ولو بتُطاوياً
عَلَى الجُوعِ كَشْحاً والحَشايَتَأَلَّمُ
وَأُظْهِرُ أسبَابَ الغنَىبَيْنَ رِفْقَتِي
ليَخْفَاهُمُ حَالِي وإنِّيلَمُعْدَمُ
وبيني وبينَ الله أشكوفاقتي
حقيقاً فإنَّ اللهَ بالحالِأعلمُ

الأمام الشافعى

ولقد بلوتكَ وابتليتَخليقي
وَلَقَدْ كَفَاكَ مُعَلَّميتَعْلِيمي

الأمام الشافعى

بموقفِ ذلي دونَ عزتكَالعظمى
بِمَخفيِّ سِرٍّ لاَ أحِيطُبِهِ عِلْمَا
بِإطْرَاقِ رَأْسي، باعتِرَافيبِذِلّتي
بمدِّ يدي، استمطرُ الجودَوالرُّحمى
بأسْمَائِكَ الحسنى التي بَعْضُوصْفِهَا
لعزتها يستغرقُ النثرَ والنظما
بعهدٍ قديمٍ من" ألستُبربكم"؟
بِمَنْ كَانَ مَكْنوناًفَعُرِّف بالأَسْمَا
أَذِقْنَا شَرَابَ الأنْسِ يَامَنْ إذَا سَقَى
مُحِبّاً شراباً لاَ يُضَامُوَلاَ يَظْمَا

الأمام الشافعى


إليك إلڑه الخلق أرفعرغبتي
وإن كنتُ- ياذا المنِّ والجود- مجرماً
ولَّما قسا قلبي، وضاقتمذاهبي
جَعَلْتُ الرَّجَا مِنِّيلِعَفْوِكَ سُلّمَا
تعاظمني ذنبي فلَّماقرنتهُ
بعفوكَ ربي كانَ عقودكَأعظما
فَمَا زِلْتَ ذَا عَفْوٍ عَنِالذَّنْبِ لَمْ تَزَلْ
تَجُودُ وَتَعْفُو مِنَّة ًوَتَكَرُّمَا
فلولاكَ لم يصمد لإبليسَعابدٌ
فكيفَ وقد أغوى َ صفيَّكَآدما
فيا ليت شعري هل أصير لجنةٍ
أهنا وأما للسعيرفأندما
فإن تعفُ عني تعفُ عنمتمردٍ
ظَلُومٍ غَشُومٍ لا يزايلُمأثما
وإن تنتقمْ مني فلستُبآيسٍ
ولو أدخلوا نفسي بجُرْمجهنَّما
فَللَّهِ دَرُّ الْعَارِفِالنَّدْبِ إنَّهُ
تفيض لِفَرْطِ الْوَجْدِأجفانُهُ دَمَا
يُقِيمُ إذَا مَا الليلُ مَدَّظَلاَمَهُ
على نفسهِ من شدَّة الخوفِمأتما
فَصِيحاً إِذَا مَا كَانَ فِيذِكْرِ رَبِّهِ
وَفِي مَا سِواهُ فِي الْوَرَىكَانَ أَعْجَمَا
ويذكرُ أياماً مضت منشبابهِ
وَمَا كَانَ فِيهَابِالْجَهَالَة ِ أَجْرَمَا
فَصَارَ قَرِينَ الهَمِّ طُولَنَهَارِهِ
أخا السُّهدِ والنَّجوى إذاالليلُ أظلما
يَقُولُ حَبيبي أَنْتَ سُؤْلِيوَبُغْيَتِي
كفى بكَ للراجينَ سؤلاًومغنما
ألستَ الذِّي غذيتنيهديتني
وَلاَ زِلْتَ مَنَّاناً عَلَيَّوَمُنْعِمَا
عَسَى مَنْ لَهُ الإِحْسَانُيَغْفِرُ زَلَّتي
ويسترُ أوزاري وما قدتقدما

الأمام الشافعى

العلمُ من فضلهِ، لمنخدمهُ
أن يجعلَ النَّاسَ كلَّهمخدمهْ
فَوَاجِبٌ صَوْنُهُ عَلَيْهِكَمَا
يَصُونُ فِي النَّاسِ عِرْضَهُوَدَمَهُ
فَمَنْ حَوَى العِلْمَ ثُمَّأَوْدَعَهُ
بجَهْلِهِ غيرَ أهلِهِظلَمه

الأمام الشافعى


قنعتُ بالقوتِ منزماني
وَصنتُ نَفسِي عَنِالهَوانِ
خَوفاً مِنَ النَّاسِ أنْيَقولُوا
فضْلُ فلانٍ عَلَىفلاَنِ
مَنْ كُنْتُ عَنْ مَالِهِغَنِيّاً
فلا أبالي إذاجفاني
وَمَنْ رَآنِي بِعينِتمٍّ
رأيتهُ كاملَ المعاني

الأمام الشافعى


أحفظ لسانكَ أيُّهاالإنسانُ
لا يلدغنَّكَ إنهُ ثعبانُ
كم في المقابرِ من قتيلِلسانهِ
كانت تهابُ لقاءهُالأقرانُ

الأمام الشافعى

نعيب زماننا والعيبفينا
وما لزماننا عيبٌ سوانا
ونهجو ذا الزمانَ بغيرذنبٍ
ولو نطق الزمان لنا هجانا
وليسَ الذئبُ يأكلُ لحمَذئبٍ
ويأكلُ بعضنا بعضاًعيانا

الأمام الشافعى


مَا شِئْتَ كَانَ، وإنْ لمأشَأْ
وَمَا شِئْتُ إن لَمْ تَشأْلَمْ يكنْ
خَلقْتَ العِبَادَ لِمَا قَدْعَلِمْتَ
فَفِي العِلْمِ يَجري الفَتَىوَالْمُسِنْ
فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ، وَمِنْهُمْسَعِيد
وَمِنْهُمْ قَبِيحٌ، وَمِنْهُمْحَسَنْ
عَلَى ذَا مَنَنْتَ، وَهَذاخَذلْتَ،
وذاكَ أعنتَ، وذا لم تعن

الأمام الشافعى

إذا رمتَ أن تحيا سليماً منَالرَّدى
وَدِيُنكَ مَوفُورٌ وَعِرْضُكَصَيِّنُ
فَلاَ يَنْطقنْ مِنْكَ اللسَانُبِسوأة ٍ
فَكلُّكَ سَوءاتٌ وَلِلنَّاسِأعْينُ
وَعَاشِرْ بمَعْرُوفٍ،وَسَامِحْ مَنِ اعتَدَى
ودافعُ ولكن يالتي هيأحسنُ

الأمام الشافعى


إنَّ للَّهِ عِبَاداًفُطَنَا
تَرَكُوا الدُّنْيَا وَخَافُواالفِتَنَا
نظروا فيها فلماعلموا
أنها ليست لحيٍّوطنا
جعَلُوهَا لُجَّة ًوَاتَّخَذوا
صالحَ الأعمالِ فيهاسفنا

الأمام الشافعى


زن من وزنكَ، بماوز
نك وماوزنكَ بهِفزنهُ
من جا إليكَ فرحإلي
ـه وَمَنْ جَفَاكَ فَصُدَّعَنْهُ
من ظنَّ أنَّكدونهُ
فاترك هواهُ إذنوهنهُ
وارجع إلى ربِّالعبا
دِ فكلُّ ما يأتيكَ منهُ

الأمام الشافعى

سَهِرَتْ أَعينٌ، وَنَامَتْعُيونُ
في أمورٍ تكونُ أولاتكونُ
فَادْرَأ الهمَّ مَا استَطعْتَعَنْ النَّفْـ
ــس فحملا نكَ الهمومَجنونُ
إن رَّباَّ كفاكَ بالأمسِ ماكا
نَ سَيَكْفِيكَ في غَدٍ مَايَكُونُ

الأمام الشافعى

أمَتُّ مَطَامِعي فأرحْتُنَفْسي
فإنَّ النَّفسَ ما طيعتتهونُ
وَأَحْيَيْتُ القُنُوع وَكَانَمَيْتاً
ففي إحيائهِ عرضٌمصونُ
إذا طمعٌ يحلُ بقلبِعبدٍ
عَلَتْهُ مَهَانَة ٌ وَعَلاَهُهُونُ

الأمام الشافعى


رَأيتُكَ تكويني بِميْسَمِمِنَّة ٍ
كَأنَّكَ كُنْتَ الأصلَ في يَومتكْويني
فدعني منَ المنِّ الوخيم فلقمةٌ
منَ العيش تكفيني إلى يومِتكفيني

الأمام الشافعى

لا تحملنَّ لمنيمنُّ
مِنَ الأنَامِ عَليكمِنَّة
وَاخْتَر لِنَفْسِكَحَظَّهَا
واصبر فإنَّ الصبرَجنَّه
مِنَنُ الرِّجَالِ عَلَىالقُلو
بِ أشدٌ من وقع الأسنه


إني معزيكَ لا أنيِّ على ثقةٍ
مِنَ الخُلودِ، وَلكنْ سُنَّة ُالدِّينِ
فما المُعَزِّي بباقٍ بعدَصاحِبِهِ
ولا المُعَزَّى وإنْ عاشَا إلىحَينِ

الأمام الشافعى


كلُّ العُلُومِ سِوى القُرْآنِمَشْغَلَة ٌ
إلاَّ الحَديث وَعِلْمِالفِقْهِ في الدِّينِ
العلمُ ما قد كانَ فيه: حدثنا
وَمَا سِوى ذَاكَ وَسْوَاسُالشَّيَاطِينِ

الأمام الشافعى


إِذا هَبَّتْ رِياحُكَفَاغْتَنِمْها
فَعُقْبَى كُلِّ خافِقَة ٍسُكُوْنُ
ولا تغفل عن الإحسانفيها
فلا تدري السكونُ متىيكونُ

الأمام الشافعى

لن يبلُغَ العلمَ جميعاًأحدٌ
لا ولَوْ حاوَلَهُ ألفَسنَهْ
إنما العلْمُ عَمِيقٌبحرُهُ
فخذوا من كل شيءٍأحسنه
لا خَيرَ في حَشْوِالكَلا
ابن عم ابن عم أخي عمِّأبيهِ
صلر مالُ المتوفَّىكاملاً
باجتماعِ القولِ لا مرية َفيهِ

الأمام الشافعى


ومنزلة ُ السفيهِ منالفقيهِ
كمنزلة ِ الفقيه منالسفيهِ
فهذا زاهدٌ في قربِهذا
وهذا فيهِ أزهدُ منهفيهِ
إذا غلبَ الشقاءُ علىسفيهٍ
تنطَّعَ في مخالفة ِالفقيهِ

الأمام الشافعى


إذا في مجلسٍ نذكرُعلياً
وَسِبْطَيْهِ وَفَاطِمَة َالزَّكِيَّة
يقالُ تجاوزوا يا قومُهذا
فَهَذَا مِنْ حَدِيثِالرَّافِضيَّة
بَرَئْتُ إلَى المُهيمن مِنْأنَاسٍ
يَرونَ الرَّفْضَ حُبَّالفَاطِميَّة


أعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِالسَّفِيه
فكلُّ ما قالَ فهو فيهِ
ما ضرَّ نهرَ الفراتِيوماً
أن خاضَ بَعْضُ الكِلابفيه

الأمام الشافعى


وعينُ الرِّضا عن كلَّ عيبٍكليلة ٌ
وَلَكِنَّ عَينَ السُّخْطِتُبْدي المَسَاوِيَا
وَلَسْتُ بَهَيَّابٍ لمنْ لايَهابُنِي
ولستُ أرى للمرءِ ما لا يرىليا
فإن تدنُ مني، تدنُ منكَمودتي
وأن تنأ عني، تلقني عنكَنائيا
كِلاَنا غَنِيٌّ عَنْ أخِيهحَيَاتَه
وَنَحْنُ إذَا مِتْنَا أشَدُّتَغَانِيَا

الأمام الشافعى


أرَى حُمُراً تَرْعَىوَتُعْلَفُ مَا تَهْوَى
وأسداً جياعاً تظمأُ الدَّهرَلا تروى
وأشْرَافَ قَوْمٍ لاَيَنَالُونَ قُوتَهُمُ
وَقَوْماً لِئاماً تَأكُلُالمَنَّ والسَّلْوى
قَضَاءٌ لديَّانِ الخلاَئِقِسَابِقٌ
وليسَ على مرِّ القضا أحدٌيقوى
فمنْ عَرَفَ الدَّهْرَ الخُؤونَوَصَرْفه
تصبرَ للبلوى ولم يظهرِالشَّكوى

الأمام الشافعى


تَغَرَّبْ عَن الأَوْطَانِ فيطَلَبِ الْعُلُى
وَسَافِرْ فَفِي الأَسْفَارِخَمْسُ فَوَائِدِ
تَفَرُّجُ هَمٍّ، وَاكْتِسابُمَعِيشَة ٍ
وَعِلْمٌ، وَآدَابٌ، وَصُحْبَةُ مَاجِد

.............................
...........................
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
  #14  
قديم 05-04-2010, 06:56 AM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

.............................
إهداء إلى
الأستاذ الدكتور / محمد حلمى البادى
أبو نواس
وكأنَّ سعدى إذْتودعنا
وقَدِ اشْرَأبَّ الدَّمعُ أنْيكِفَا
رشأٌ تواصينَ القيانُبهِ
حتى عقدنَ بأذنهِ شنفا
فالحبّ ظهْرٌ أنْتَراكِبُهُ،
فإذا صرفْتَ عِنانَهُانْصَرَفَا

أبو نواس
دَعْ عَنْكَ لَوْمي فإنّاللّوْمَ إغْرَاءُ
ودَاوني بالّتي كانَتْ هيَالدّاءُ
صَفراءُ لا تَنْزلُ الأحزانُسَاحَتها
لَوْ مَسّها حَجَرٌ مَسّتْهُسَرّاءُ
مِنْ كف ذات حِرٍ في زيّ ذيذكرٍ
لَها مُحِبّانِ لُوطيٌّوَزَنّاءُ
َقامْت بِإبْريقِها ، والليلُمُعْتَكِرٌ
فَلاحَ مِنْ وَجْهِها فيالبَيتِ لألاءُ
فأرْسلَتْ مِنْ فَم الإبْريقصافيَة ً
كأنَّما أخذَها بالعينِ إغفاءُ
َرقَّتْ عَنِ الماء حتى مايلائمُها
لَطافَة ً، وَجَفا عَنْ شَكلِهاالماءُ
فلَوْ مَزَجْتَ بها نُوراًلَمَازَجَها
حتى تَوَلدَ أنْوارٌ وأَضواءُ
دارتْ على فِتْيَة ٍ دانًَالزمانُ لهمْ،
فَما يُصيبُهُمُ إلاّ بِماشاؤوا
لتِلكَ أَبْكِي ، ولا أبكيلمنزلة ٍ
كانتْ تَحُلُّ بها هندٌ وأسماءُ
حاشى لِدُرَّة َ أن تُبْنَىالخيامُ لها
وَأنْ تَرُوحَ عَلَيْها الإبْلُوَالشّاءُ
فقلْ لمنْ يدَّعِي في العلمِفلسفة ً
حفِظْتَ شَيئًا ، وغابَتْ عنكأشياءُ
لا تحْظُرالعفوَ إن كنتَامرَأًَ حَرجًا
فَإنّ حَظْرَكَهُ في الدّينإزْراءُ

أبو نواس
أَثْني على الخمرِ بآلائها،
و سَمِّيها أحسَنَأسمائها
لا تجعلِ الماءَ لها قاهرًا،
و لا تُسَلِّطْها علىمائها
كَرْخِيّة ٌ، قد عُتّقَتْحِقْبَة ً
حتى مضَى أكثرُأجزائها
فلَمْ يكَدْ يُدركُخَمّارُها
مِنها سِوَى آخِرحَوْبائِهَا
دارَتْ ، فأحيتْ ، غيرَ مَذمومةٍ،
نُفوسَ حَسراهاوأنْضائها
و الخمرُ قد يَشرَبُهامَعْشَرٌ
لَيسوا، إذا عُدّوا،بأكفائِهَا

أبو نواس
و نَدْمانٍ يرى غَبَناًعلَيْه
بأنْ يُمسي، وليسَ لهانتِشاءُ
إذا نَبّهْتَهُ مِنْ نَوْمِسُكْرٍ،
كَفــاهُ مَرّة منكالنّـــــــــــــداءُ
فليسَ بقائلٍ لك : إيهِدَعْني،
وَلا مُسْتَخْبِرٍ لك: ماتَشاءُ؟
ولكِنْ: سَقّني، ويقولُأيضاً
علَيكَ الصِّرْفَ إن إعياكَماءُ
إذا ما أدركَتْهُ الظّهْرُصَلّى ،
و لا عَصْرٌ عليْهِ ولاعِشــــاءُ
يُصلّي هذه في وقْتهذي،
فكُلّ صلاتِه أبداًقَضَاءُ
و ذاكَ " محمدٌ " تَفديهنفسي،
و حُقَّ لهُ ، وقَلَّ لَهُالفِـــــــداءُ

لا يَصرفَنَّك ،عن قَصْفٍوإصْباء
مَجْموعُ رَأي . ولا تَشْتيتُأهْواءِ
وَاشرَبْ سُلافاً كَعَينالدّيك، صافية ً،
منْ كَفّ ساقِيَة ٍكالرِّيم . حَوْراءُ
صَفرَاءُ ما تُركتْ، زَرْقاءُإنْ مُزجتْ،
تسْمو بِحَظَّين من حُسْنٍ ،ولألاءِ
تَنْزو فَواقِعُها منها ،إذامُزِجَتْ ،
نَزْوَ الجَنادِبِ منْ مَرجِوأفْياءِ
لها ذيولٌ من العقيانتَتْبَعُها
في الشّرْق والغرْب في نورٍوظَلماءِ
لَيسَتْ إلى النّخل وَالأعنابنِسبَتُها
لكنْ إلى العَسَلِ الماذِيِّوالماءِ
نِتاجُ نَحْلِ خلايا غيرِمقْرِفَة ِ .
خُصّتْ بأطْيَب مُصْطافٍومَشتاءِ
تَرْعى أزاهيرَ غِيطانِوَأوْديَة ٍ،
و تَشْرَبُ الصَّفْوَ منْغُدْرٍ وأحساءِ
فُطْسُ الأنوفِ ، مَقاريفٌ،مُشَمِّرَة ٌ ،
خُوصُ العيونِ ، بَريئاتٌ منَالدَّاءِ
مِنْ مُقربٍ عُشَرَاءٍ، ذاتِزَمزَمة ٍ،
وَعائِذٍ مُتّبَعٍ منها،وَعَذراءِ
تَغدو، وَتَرْجعُ لَيلاً عَنمَساربِها،
إلى مُلوكٍ ذَوي عِزٍّوَأحْباءِ
كلٌّ بِمَعْقِلِهِ يُمضيحُكومَتَه ،
مِنْ بُرْج لَهوٍ، إلى آفاقسَرّاءِ
لمْ تَرْعَ بالسّهْل أنْواعَالثّمار، ولاَ
ما أيْنَعَ الزّهْرَ مِنْقَطْرٍ وَأنْداءِ
زَالَتْ وَزلْنَ بطاعاتالجِماع، فَما
يَنِينَ في خُدُرٍ مِنهاوَأرْجاءِ
حتّى إذا اصطَكَّ منْبُنْيانِها قُرَصٌ
أرْوَيْنها عسَلا من بعدِإصْداءِ
وآنَ مِنْ شُهْدها وَقْتُالشيّار، فلم
تَلبَثْ بأنْ شُيّرَتْ في يَوْمأضْواءِ
و صفّقوها بِماءِ النِّيلِ ،إذْبرَزَتْ
في قِدر قَسٍّ كجوْف الْجُبّرَوْحاءِ
حتّى إذا نَزَعَ الرُّوَّادُرَغْوَتَها،
و أقْصَتِ النّارُ عنها كلَّضَرّاءِ
اسْتَوْدَعوها رواقيداًمُزَفَّتَة ً،
مِنْ أغْبَرٍ قاتِمٍ مِنهاوغَبْرَاءِ
و كُمّ أفْواهُها دَهْرا علىوَرَقٍ
منْ حرِّ طينة أرضٍ ،غيرَمَيثاءِ
حتّى إذا سكَنَتْ في دَنّها،وَهَدَتْ
منْ بعدِ دمْدَمَة ِ منهاوضَوضاءِ
جاءَت كَشَمسِ ضُحىً في يَومِأَسعُدِها
مِن بُرجِ لَهوٍ إِلى آفاقِسَرّاءِ
كأنّها ولِسانُ الماءِيَقْرَعُها،
نَارٌ تأجّجُ في آجام قَصْباءِ
لَها مِنَ المَزْج في كاساتِهاحَدَقٌ،
تَرْنُو إلى شَرْبِها مِنْ بَعدإغْضاءِ
كَأَنَّ مازِجَها بِالماءِطَوَّقَها
مَنزوعَ جِلدَةَ ثُعبانٍوَأَفعاءِ
فَاِشرَب هُديتَ وَغَنِّالقَومَ مُبتَدِأً
عَلى مُساعَدَةَ العيدانِوَالناءِ
لو كان زهدك في الدنيا كزهدكفي
وصْلِ مشَيْتِ بلا شكٍّ علىالماءِ

أبو نواس
أما يسُرُّكَ أنَّ الأرضَزَهْراءُ
و الخمرُ ممكنتٌ، شمْطاءُعذْراءُ
ما في قعودِكَ عذْرٌ عنمُعَتَّقَة ٍ
كاللّيل وَالدُها، وَالأمّخَضراءُ
بادِرْ؛ فإنّ جِنَانَ الكَرْخمُونقَة ٌ
لمْ تلْتَقِفْها يدٌ للحرْبِعَصْراءُ
فيها من الطيْرِ أصنافٌمُشَتتَّة ٌ
ما بينهنّ، وبين النّطْقِشَحْنـاءُ
إذا تَغَنّينَ لا يُبْقِينَجانِحَة ً،
إلاّ بِهَا طَرَبٌ يُشْفَى بهِالدّاءُ
يا رُبَّ منزل خمّارٍ أطَفْتُبه،
و الليلُ حُلَّتُه كالقارِسوْداءُ
فقام ذو وفْرَة ٍ من بطْنِمضْجَعهِ
يميلُ من سكرهِ، والعينُوَسْناءُ
فقالَ:منْ أنتَ؟! في رفْقٍ،فقلتُ له:
«بعضُ الكرام!» وَلي في النّعتأسماءُ
و قلتُ:إنّي نحَوْتُ الخمرَأخطبُها!..
قال:الدراهمَ!..هل للمهرِإبْطاءُ؟!
لَمّا تَبَيّنَ أنّي غَيرُ ذيبَخَلٍ،
و ليس لي شُغُلٌ عنها وإبطاءُ
أتَى بِها قَهْوَة ً كالمِسْكصَافيَة ً،
كَدَمْعَة ٍ مَنَحَتْهاالْخَدَّ مرْهاءُ
ما زالَ تاجرها يَسْقي،وأَشْرَبُها،
وَعندَنا كاعِبٌ بَيضاءُ،حَسناءُ
كَمْ قد تَغَنّتْ، وَلا لَوْمٌيُلِمّ بنا
«دعْ عنكَ لوْمي؛ فإنّ اللّوْمَإغراءُ»

أبو نواس
يارُبَّ مَجْلِسِ فِتْيانٍسمَوْتُ له،
وَاللّيلُ مُحتَبِسٌ في ثوْبظلماءِ
لِشُرْبِ صافية ٍ من صَدْرِخابيَة ٍ
تَغْشى عيونَ نَداماها بلألاءِ
كأنّ مَنْظَرَها، والماءُيقرَعُها،
ديباجُ غانيَة ٍ ، أو رقْمُوَشّـاءِ
تَستنّ من مَرحٍ، في كفّمُصْطبحٍ
من خمر عانة َ، أوْ من خمرسُوراءِ
كأنّ قَرْقَرَة َ الإبريقبَيْنَهُمُ
رجْعُ المَزَامير، أو تَرْجيعُفأفاءِ
حتى إذا درَجتْ في القوْم،وَانتشرَتْ
همّتْ عيونُهُمُ منها بإغفاءِ
سألتُ تاجرها: كم ذا لعاصرها؟
فقال: قصّر عَن هذاكَ إحصائي
أُنْبِئْتُ أنّ أبا جديتخَيَّرَها
من ذُخر آدَمَ، أوْ من ذخرحوّاءِ
ما زالَ يمطُلُ مَن يَنتابُحانَتَها
حتى أتَتْني وكانت ذخر موتائي
و نحن بين بساتينٍ ،فَتَنْفَحُنا
ريحَ البنفسَج، لا نَشرَالخزاماءِ
يسعى بها خَنِثٌ ، في خُلقِهِدَمَثٌ ،
يستأثرُ العَينَ في مُستَدرجالرّائي
مقرَّطٌ، وافرُ الأرْداف، ذوغُنُجٍ
كأنّ في راحَتَيْه وَسْمَحِنـّاءِ
قد كسّرَ الشّعرَ واواتٍ،وَنَضّدَهُ
فوقَ الجَبين . وردّ الصّدغَبالفاء
عيناهُ تقْسمُ داءً فيمجاهرها
وَ رُبّما نَفَعَتْ مِن صوْلةالدّاء
إنّي لأشرَبُ مِن عَيْنَيهصافيـة ً
صِرْفاً، وَأشرَبُ أُخرَى معْندامائي
وَلائِمٍ لامَني جَهْلاً، فقلتُلهُ:
إنّي وَعَيشِكَ مشغوفٌبمولائي

أبو نواس
غُصِصْتُ منكَ بِما لا يَدفَعُالماءُ،
وَصَحّ هجْرُكَ حتّى ما بهِداءُ
قد كان يكفيكمُ ، إن كانعزْمُكُمُ
أنْ تَهجُروني، مِنَ التّصريحِإيماءُ
وَ ما نَسيتُ مَكانَ الآمرينَبَذا
مِنَ الوُشاة ِ، وَلكِنْ فيفَمي ماءُ
ما زِلْتُ أسمعُ حَتّى صرْتُذاكَ بمن
قامَتْ قِيامَتُهُ، وَالنّاسُأحْياءُ
قد كنتُ ذا اسمٍ، فقد أصبحتُيُعْرَفُ لي،
مِمّا أُكابِدُ فيَ حبّيك،أسماءُ..

أبو نواس
فديتُ مَنْ حَمّلتُهُ حاجة ً،
فردّني منْهُ بفَضلِ الحيَاءْ
و قالَ : ما شئْتَ فسَلْغَيرَنا،
فَفي الذي تَطلُبُ جازَالإبَاءُ
فقُلتُ : مالي حاجَة ٌ غَيرَها،
فقال: هامنك لقيتُ البضلاءْ
ثمّ ثَنى ثَوباً على وجههِ،
فبَلّهُ مِنْ خَجَلٍبالبُكاءُ

أبو نواس
و مُتَرَّفٍ عَقَلَ الحَياءُلسانَه ،
فكلامُهُ بالوَحْيوالإيمـــاءِ
لمّا نظرْتُ إلى الكَرَى فيعينه
قَدْ عَقّدَ الْجَفنَينبالإغفاءِ
حرّكتُهُ بيَدي، وَقلتُ لهانتَبِهْ
يا سَيّدَ الْخُلَطاءوالنّدَماءِ
حتّى أُزيحَ الهَمّ عَنكَبشرْبة ٍ،
تسمو بصاحبها إلىالعليـــاءِ
فأجابني .و السّكر يخفِضُصوْته
وَالصّبْحُ يَدْفَعُ في قَفَاالظّلماءِ
إنّي لأفهمُ ما تقولُ ،وإنّمـــــا
رَدَّ التّعافي سَوْرَة ُالصّهبـــاءِ

أبو نواس
اكْسِرْ بمائكَ سَوْرَةَالصهباءِ ،
فإذا رَأيتَ خُضُوعَها للمَاءِ
فاحبسْ يديْكَ عن التي بقيَتْبها
نفسٌ تشاكلُ أنفُسَ الأحْيـاءِ
صَفراءُ تَسْلُبُكَ الهمومَ إذابدتْ،
وَتُعيرُ قَلْبَكَ حُلّة َالسّرّاءِ
كتبَ المِزاجُ، على مُقَدّمتاجِها،
سطريْن مثلَ كِتابة العُسَرَاءِ
نَمّتْ على نُدْمانِهابنَسيمِها
و ضيائها في الليلة ِالظّلمـــــاءِ
قد قلتُ ، حين تَشَوّفتْ فيكأسِها،
وَتَضايقَتْ كتَضايق العذراءِ
لابدّ من عضّ المراشفِفاسكُني
و تشَبُّكِ الأحْشـاءِبالأحشاءِ
ومُهفهَفٍ نَبّهْتُهُ، لَمّاهَدَا،
و تغلّقتْ عيناهُ بالإغْفاءِ
و شكا إليَّ لسانه منسكرِهِ
بتَلَجْلُجٍ كتَلَجْلُجالفأفاءِ
فعفَوْتُ عنه؛ وفي الفؤاد منالهَوى
كتلهّبِ النيرانِ فيالحلفاءِ

أبو نواس
لا تَبْكِ بَعْدَ تَفَرّقِالخلطاءِ،
وَاكسِرْ بمائِكَ سَوْرَة َالصهبَاءِ
فإذا رَأيْتَ خضُوعَهالمزاجِها،
فَمُرْنَ يدَيْك بعفّة ٍوحياءِ
وَمُدامة ٍ، سجَدَ الملوكُلذكرِها،
جَلّتْ عَنِ التّصريحِبالأسْماءِ
شَمطاءُ، تَذكرُ آدَماً معشيثِهِ،
وتخبّرُ الأخبارَ عَنْحَوّاءِ
صَاغَ المِزاجُ لها مِثالَزَبَرْجَدٍ،
مُتَأَلِّقٍ ببدائعِالأَضْواءِ
....؟.... فينا كالبِجاديحُمرَة ً ،
وَالكأسُ مِنْ ياقُوتَة ٍبَيضَاءِ
و الكوبُ بضحكُ كالغزالِمسبّحا
عندَ الرُّكوعُ بلَثْغَة ِالفَأْفَـاءِ
يسعى بها من وُلْدِ يافِثَأحْوَرٌ ،
كقضيبِ بانٍ فوْقَ دِعصِنَقاءِ
وَفتى ً كأطوَعِ مَن رَأيتَ إذاانتَشَى
غنَّى بِحُسْنٍ لَبَاقَة ٍوحَياءِ
«عَلِقَ الهَوَى بحبَائِلِالشّعثاءِ،
و الموتُ بَعضُ حبائلالأَهْواءِ

أبو نواس
بَينَ المُدام، وبَينَ الماءشَحناءُ،
تَنْقَدُّ غَيْظا، إذا مامسَّها الماءُ
حتى تُرَى في حوَافي الكأسأعيُنُها
بِيضاء وليس بها منْ عِلَّة ٍداءُ
كأنّها حينَ تَمطُو، فيأعِنّتِها،
منَ اللّطافَة في الأوْهامعَنْقاءُ
تَبْني سماءً في أرضٍمُعَلَّقَة ٍ ،
كأنّهاعَلَقٌ، والأرضُبيضاءُ
نُجومُها يَقَقٌ ، في صَحْنِهاعَلَقٌ ،
يُقِلّها مِنْ نجوم الكأسأهوَاءُ
جلّتْ عن الوَصْف، حتى مايطالبُها
وَهْمٌ، فتَخْلُفُها فيالوَصْفِ أسماءُ
تَقَسّمَتْها ظنونُ الفِكر، إذخفيتْ،
كما تَقَسَّمَتْ الأديانَآراءُ
من كفِّ ذي غُنُجِ ، حُلْوشمائلُهُ،
كأنّه عند رأي العينِعذْراءُ
له بكيتُ ، كما يبكي النَّولىرجلٌ
على المَعالمِ والأطلالبكّاءُ

أبو نواس
أعْتَلّ بالماءِ ، فأدْعُو به،
لَعَلَّها تَنْزِلُبالماء
و يَعْلَمُ اللّه علىعرْشِهِ
ما طِبّيَ الماءُ وَلادائي
إلاّ لِمَا ألْقَى بإنْسَانَةٍ،
مُخْتالَة ٍ في نَعِلِحِنّاءِ
وُلِدْتُ في حُبّكِ يامُنيَتي
بِطالِعٍ لَيسَبمعْطاءِ
هذا وَرِيحي منكُمُصَرْصَرٌ،
تُجِفُّ دوني كلّخَضْراءِ

أبو نواس
اللهُ موْلى دَنابيرٍومَوْلائي
بِعينِهِ مَصْبحي فيهاوَمَمسائي
صَليتُ ، من حُبّها، نارينِواحدة ً
بين الضّلوعِ، وأخرى بينأحشائي
و قد حَمَيتُ لساني أن أُبينَبهِ ،
فَما يُعَبّرُ عَنّي غَيرُإيمَائي
يا ويحَ أهليَ أبْلي بينَأعينِهمْ
على الفِراشِ، وَما يَدرونَ مادائي
لوْ كان زهْدُكِ في الدّنياكزهدكِ في
وَصلي مَشَيْتِ بلا شَكٍّ علىالماءِ

أبو نواس
قد سَقَتْني، والصّبحُ قدفَتّقَ اللّيـ
ـلَ، بكأسَينِ، ظَبيَة ٌحَوْراءُ
عَنْ بَنانٍ كأنّها قُضُبُالفِضّـ
ــة ِ قَنّى أطْرَافهاالحِنّـــــــــاءُ
ذاتُ حُسْنٍ تُسْجَى بأرْدافِهاالأُزْ
رُ، وَتُطْوَى في قُمْصِهاالأحشاءُ
قدْ طوَى بَطنَها، على سَعَة ِالعَيْـ
شِ، ضُمورٌ في حَقْوِهاوانْطِـــواءُ

أبو نواس
بِبابِ بُنَيّة ِ الوَضّاحِظَبْيٌ،
على ديباجَتَيْ خَدّيْهِمَاءُ
كمَاءِ الدّنّ يَسكرُ مَنْرَآهُ،
فَيخفَتُ ، والقُلوبُ لهُسِباءُ
يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُبِمُقْلَتَيْهِ،
إذا رَنَتا، وَيَفعَلُ مايَشاءُ

أبو نواس
مرَرْتُ بهَيْثَم بنِ عديّيَوْماً،
و قِدْماً كنتُ أمنحهُ الصّفاءَ
فأعرضَ هيثمٌ لَمّارَآني،
كأنّي قد هجَوْتُ الأدعياءَ
وَقد آلَيتُ أن أهجودَعِيّاً،
و لوْ بلغتْ مروءَتهُالسّماءَ

أبو نواس
قَد نَضِجْنا وَنحنُ فيالْخَيشِ طُرّاً
أنْضَجَتْنا كَواكِبُالجَوْزاءِ
فأصِيبوا لَنا حُسَيناً،ففيه
عِوَضٌ مِنْ جَليدِ بَرْدِالشّتاءِ
لو تَغَنّى ، وفُوهُ مـلآنُجَمــــــراً
لم يَضِرْهُ لبرْدِ ذاكَالغنـــاءِ

أبو نواس
لقَدْ طالَ في رَسْمِ الدّيارِبُكائي،
و قد طالَ تَردادي بهاوعَنائي
كأنّي مُريغٌ في الدّيار طَريدةً ،
أرَاها أمَامي مَرّة ً،وَوَرائي
فلَمّا بَدا لي اليأسُ عَدّيْتُناقَتي
عن الدّار، واستوْلى عليّعَزائي
إلى بيتِ حانٍ لا تهرّكلابُهُ
عَليّ، وَلا يُنكِرْنَطُولَثَوَائي
فإنْ تكن الصّهباءُ أوْدَتْبتالِدي .
فلم توقِني أُكْرُومَتيوحيائي
فما رِمتهُ حتى أتى دون ماحَوتْ
يَمينيَ حتّى رَيْطَتيوَحِذائي
وَكأسٍ كمِصْباحِ السّماءِشرِبْتُها،
على قُبْلة ٍ أو موْعدٍبلِقائي
أتتْ دونها الأيامُ . حتىكأنّها
تَساقُطُ نُورٍ مِنْ فُتُوقِسَمَاءِ
ترى ضوْءها من ظاهرِ الكأسِساطعاً
عليكَ، وَإنْ غَطّيْتَهابغطاءِ
تباركَ من ساسَ الأُمورَبعلمه.
و فضّلَ هاروناً علىالخلفــاءِ
نعيشُ بخَيرٍ ما انْطَوَيْناعلى التّقَى ،
و ما ساسَ دنيانا أبوالأُمناءِ
إمامٌ يخافُ اللهَ. حتّىكأنّهُ
يُؤمّلُ رُؤْياهُ صَباحَمَساءِ
أشَمُّ، طُوَالُ السّاعدينِ. كأنّما
يُناطُ نِجاداَ سيْفِهِبلواءِ

__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
  #15  
قديم 05-04-2010, 07:01 AM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

يا راكِباً أقبَلَ مِنثَهْمِدٍ!
كَيفَ تركْتَ الإبْلَوَالشّاءَ
و كيف خلّفتَ لدىقَعْنبٍ،
حَيثُ ترَى التّنّومَوَالآءَ
جاءَ من البدْوِ أبو خالدٍ،
ولَمْ يَزَلْ بالمِصْرِتَنّاءَ
يَعرِفُ للنّارِ أبوخالِدٍ
سوَى اسمها في النّاسِأسْماءَ
إذا دعا الصاحِبَ يَهْيابه.
وَيُتْبِعُ اليَهْياءَيَهْيَاءَ
لَوْ كُنتَ مِنْ فاكِهَة ٍتُشتَهى
لطيبها كنتَالغُبَيْراءَ
لا تعبُرُ الحلْقَ إلىداخلي.
حتى نُحَسّى دونهاالماءَ

لَمّا غَدَا الثَعْلَبُ فياعتِدائِهِ، لَمّا غَدَا الثَعْلَبُ في اعتِدائِهِ،
و الأجلُ المقْدورُ منورائهِ
صَبّ علَيهِ الله مِنْأعدائِهِ
سوْطَ عذابٍ، صُبّ منسَمائِهِ
مُبارَكاً يُكثِرُ مِنْنَعمائِهِ،
ترَى لمولاهُ علىجِرائِهِ
تَحَدّبَ الشّيخِ علىأبنائهِ،
يكنّهُ باللّيلِ فيغطائِهِ
يُوسِعُهُ ضَمّاً إلىأحْشائِهِ،
وَإنْ عَرَى جَلّلَ فيرِدائِهِ
مِنْ خَشيَة ِ الطّلّ وَمنأندائِهِ،
يضنَ بالأرذلِ منأطلائهِ
ضَنَّ أخي عُكْلٍ علىعَطائِهِ،
يَبيعُ، باسْمِ الله، فيأشلائِهِ
تَكبيرُهُ والْحَمدُ مِنْدعائِهِ،
حتى إذا ما انشامَ فيملائهِ
و صارَ لَحْياهُ علىأنسائهِ،
و ليس ينجيهِ علىدهائهِ
تنَسّمُ الأرْواحِ فيانْبِرائِهِ
خضْخَضَ طُبْيَيْهِ علىأمعائهِ
وَشَدَّ نابَيْهِ علىعِلْبائِهِ
كدجّكَ القِفْلَ علىأشْبائِهِ
كأنّما يطلبُ فيعِفائهِ،
ديْناً لَهُ لا بُدّ مِنقَضَائِهِ
ففحصَ الثّعلبُ فيدمائهِ،
يا لك من عادٍ إلىحوْبائهِ

وَارِفَة ٌ للطّيْرِ فيأرْجائِها
كَلَغَطِ الكُتّابِ فياسْتِملائِهَا
أشْرفتُها، والشمسُ فيخِرْشائها ،
لم يبرُزِ المقرورُلاسطلائها
بشِقَة ٍ، طَوْلُكَ فيإبْقائِها،
إذا انتحى النّازعُ فتانتحائهِ
لم يرْهبِ الفُطُورَ مِنْسِبَائِهَا
يعْزَى ابنُ عصْفورٍ إلىبُرَائِهَا
حتّى تأنّاها إلىانْتِهائِها،
وَاستَوْسَقَ القِشْرُ علىلِحائِها
وَشُمّسَتْ فيَبِسَتْ منمائِها،
فالْحُسنُ والْجُودة ُ مِنْأسمائِهَا
ثمّ ابتَدَرْنا الطّيرَ فياعْتِلائِهَا،
بنادقاً تُعْجِبُلاستوائها
مِن طينة ٍ لم تدنُ مِنغَضرائِها،
وَلم يُخالِطْها نَقَامَيْثائِهَا
لا تُحْوجُ الرّامي إلىانْتِقائِها،
فهْيَ تُراقي الطّيرَ فيارْتِقائِهَا
مثلَ تلظّي النّارِ فييالتظائها،
من سودِ أعْجازٍ ومنرَهائها
و من شُروقاها ومنصَبْغائها،
كلّ حبَنْطاة ٍ علىاحْبِنْطائِهَا
طَرّاحَة ٌ للحُوتِ مِنْجَرْبائِهَا،
مرْثومة ُ الخصمِ بطينِمائها
ترْفلُ في نعلينِ منأمعائها،
يحطّها للأرضِ من سمائها ...

دَعِ الأَطلالَ تَسفيهاالجَنوبُ
وَتُبلي عَهدَ جِدَّتِهاالخُطوبُ
وخَلّ لِراكِبِ الوَجْناءِأرْضاً
تَخُبُّ بها النَّجيبة ُوالنّجيبُ
بلادٌ نَبْتُها عُشَرٌوطَلْحٌ،
وأكثرُ صيْدِها ضَبُعٌ وذيبُ
و لا تأخُذْ عن الأعرابِلهْواً،
ولا عيْشاً فعيشُهُمُ جَديبُ
دَعِ الألبانَ يشْرَبُهارِجالٌ،
رقيقُ العيشِ بينهُم غريبُ
إذا رابَ الْحَلِيبُ فبُلْعليهِ،
و لا تُحرَجْ فما في ذاك حُوبُ
فأطْيَبُ منْه صَافِية ٌشَمُولٌ،
يطوفُ بكأسها ساقٍ أديبُ
يسْعى بها ، مثل قرنِ الشَّمس،ذو كفلٍ
يشْفي الضَّجيعَ بذي ظَلْمِوتَشْنيبِ
أقامَتْ حِقْبَة ً في قَعْرِدَنٍّ،
تفورُ، وما يُحَسُّ لها لهيبُ
كأنّ هديرَها في الدّنّيَحْكي
قِرَاة َ القَسّ قابلَهُالصّليبُ
تَمُدُّ بها إليكَ يدَاغُلامٍ
أغَنّ ، كأنّهُ رَشأٌ رَبيبُ
غذّتهُ صنْعة ُ الدّاياتِ حتّى،
زَها، فَزَهَا به دَلٌّ وطيبُ
يَجُرُّ لكَ العِنانَ ، إذاحَساها ،
و يفتحُ عقد تكّته الدّبيبُ
و إن جَمّشْتهُ خَلَبَتْكَمنهُ
طَرَائِفُ تُسْتَخَفّ لَهاالقُلوبُ
ينوءُ برِدْفهِ، فإذاتمشّى
تَثَنّى ، في غَلائِلِهِ،قَضِيبُ
يكادُ من الدّلالِ، إذاتَثَنّى
عليْكَ ، ومن تساقطهِ، يذوبُ
و أحمقَ من مُغيّبة ٍتـراءى
إذا ما اخْتانَ لَحْظَتَهامرِيبُ
أعاذِلَتي اقْصُري عن بعْضِلوْمي،
فراجي توبتي عندي يخيبُ
تَعيّبين الذّنوبَ، وأيّحُرٍّ،
مِن الفِتيانِ، ليسَ لَهُ ذنوبُ
فهذا العيشُ لا خِيمُ البوادي،
و هذا العيشُ لا اللبن الحليبُ
فأيْنَ البدْوُ من إيوانكِسْرَى ،
وأيْنَ منَ المَيادينِالزُّرُوبُ؟
غرِرْتِ بتوبتي ، ولججْتِ فيها،
فشُقّي اليومَ جيبَكِ لا أتوبُ ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍

ساعٍ بكأسٍ إلى ناشٍ علىطَرَبِ،
كلاهما عجَبٌ في مَنْظَرٍعجبِ
قامتْ تُريني وأمْرُ اللّيْلِمجتمعٌ
صُبحا تَوَلَّدَ بين الماءِوالعنبِ
كأنّ صُغْرَى ، وكُبْرَى منفَواقِعِها
حصباءُ دُرٍِّ على أرضٍ منالذّهبِ
كأنّ تُرْكاً صُفوفاً فيجوانِبِها،
تُوَاترُ الرّمْيَ بالنُّشّابِمن كَثَبِ
من كفِّ سَاقَيَة ٍ ، ناهيكَساقِيَة ً،
في حُسنِ قَدٍّ، وفي ظرْفٍ، وفيأدبِ
كانت لربِّ قِيانٍ ذي مُغالَبَةٍ
بالكَشْخِ مُحْتَرِفٍ ، بالكشخِمكتسِبِ
فقد رأت ووعتْعنهنَّ،واختلَفتْ
ما بينهنَّ ، ومن يهوَيْنَبالكُتُبِ
حتى إذا ما غلى ماءُالشّبابِبها
و أفعِمتْ في تمامِ الجسمِوالقصَبِ
و جُمِشَتْ بخفيّ اللحظِ،فانجشمتْ،
و جرَّتِ الوعدَ بين الصّدقِوالكذبِ
تمّتْ، فلمْ يرَ إنْسانٌ لهاشَبَهاً،
فيمنْ برى الله من عَجْمٍ ومنعربِ
تلك التي لو خَلَتْ من عَيْنِقَيّمها،
لم أقْضِ منها ولا منْ حبّهاأرَبي

أعاذِلَ أعتَبْتُ الإمامَ،وأعْتَبَا،
و أعربْتُ عمّا في الضّميرِ،وأعربا
وقلتُ لساقِينا: أجِزْها، فلميكنْ
ليأبَى أميرُ المؤمنينوأشْرَبا
فَجَوّزَهَا عَنّي عُقَاراًتَرَى لَها
إلى الشّرَفِ الأعْلى شُعاعاًمُطَنَّبا
إذا عَبّ فيها شارِبُ القَوْمِخِلْتَهُ
يقبّلُ، في داجٍ من الليلِ،كوكبا
تَرَى حَيْثُما كانت من البيتِمَشْرِقاً،
وما لم تكنْ فيهِ من البيتِمَغْرِبا
يدُورُ بها ساقٍ أغَنُّ ترىلَهُ
على مُسْتَدارِ الأذنِ صُدْغاًمُعَقرَبا
سقاهُمْ، ومَنّاني بعَيْنَيهِمُنْيَة ً،
فكانت إلى قلبي ألذَّ ،وأطيبَ

يا خاطبَ القهوة الصّهباءِ، يامَهُرها
بالرّطلِ يأخذ منها مِلأَه ذهبا
قصّرْتَ بالرّاح، فاحْذَرْ أنتُسمِّعها
فيحلِفَ الكرْمُ أن لا يحملَالعنبَ
إنّي بذلتُ لها، لمّا بصُرْتُبها ،
صاعاً من الدُّرّ والياقوتِ ماثُقِبَا
فاسْتوحشَتْ، وبكتْ في الدّنّقائلة ً:
يا أُمُّ ويحكِ، أخشى النّاروالّلهبَ
فقلتُ : لا تَحْذَريه عندناأبداً
قالتْ «ولا الشمسَ؟» قلتُ «الحرّ قد ذهبا»
قالتْ «فمن خاطبي هذا؟» فقلتُ «أنا»
قالت «فبَعْليَ؟» قلتُ «الماءُإن عَذُبا»
قالت:لقاحي فقلتُ:الثلجُأبردهُ
قالت «فبَيْتي، فما أستحسنُالخشبا»
قلتُ القنانيُّ والأقداحُ ،وَلّدَها
فرعونُ قالتْ: لقد هيّجت ليطَرَبا
لا تمكننّي من العربيدِ،يشربني،
ولا الّلئيمِ الذي إن شمّنيقَطَبا
ولا المجُوسِ، فإنّ النّارَربّهُمُ،
ولا اليهودِ، ولا منْ يعبُدُالصُّلُبا
و لا السَّفالِ الذي لايسْتفيقُ، ولا
غِرِّ الشّبابِ، ولا من يجهلُالأدبَ
و لا الأراذلِ، إلاّ مَنْيوقْرني
من السُّقاة ِ ولكن أسقنيالعربا
يا قَهْوَة ً حُرّمتْ إلاّ علىرجُلٍ
أثْرَى ، فأتلفَ فيها المالَوالنَّشبَ

من ذا يُساعدُني في القصْفِوالطّرَبِ
على اصطباحِ بماءِ المزنِوالعنبِ
حمْراءُ، صفراءُ عند المزجِ،تحسبُها
كالدّرِّ طوَّقها نظْمٌ منالحببِ
من ذاقها مرَّة ً لم ينسهاأبداً،
حتى يُغيَّبَ في الأكفانِوالتّرُبِ
فسَلّ همّكَ بالندمان في دعَةٍ،
و بالعُقارِ؛ فهذاأهنأُالأربِ
و جانبِ الشّحَّ إنّ الشّحَّداعية ٌ
إلى البليّاتِ والأحزانِوالكُرَبِ

سقاني أبو بشرٍ من الرَّاحِشَرْبة ً
لَها لَذَّة ٌ ما ذُقْتُهالشرَابِ
و ما طبخوها، غيرَ أنّغلامهُ
مشى في نواحي كرْمهابشِهابِ

عَدِّ عنْ رَسْمٍ، وعنكُثُبِ،
وَالْـهُ عنه بابنةالعنبِ
بالتي إن جئتُأخطبُها
حُلّيَتْ حَلْياً منالذّهَبِ
خُلِقَتْ للهَمّ قاهِرَةً،
وعدوَّ المالِوالنّشَبِ
لم يذقها قطُّراشفها
فخلا من لاعجِالطّربِ
لا تَشِنْها بالتيكَرِهَتْ،
فهي تأبَى دعْوَة َالنَّسَبِ

الوردُ يَضحك ، والأوتارُتصطخبُ،
و النّايُ يندبُ أحياناً ،وينتحبُ
و القومُ إخوانُ صدْقٍ بينهمنسبٌ
من الموَدّة ِ ما يرْقَى لهنسَبُ
تراضعوا دِرَّة َ الصهباءِبينهمُ،
وأوْجَبوا لنديمِ الكأسِ مايجبُ
لا يحفظونَ على السّكرانِزَلَّته،
و لا يُريبكَ من أخلاقهمرِيَبُ

إصْدعْ نَجيَّ الْهُمومِبالطّرَبِ،
و انعمْ على الدّهرِ بابنة ِالعنبِ
واسْتقبلِ العَيْشَ فيغَضارَتِهِ،
لا تقْفو منه آثارَمُعْتَقِبِ
من قَهْوَة ٍ زانَهاتقَادُمُها،
فهْي عجوزٌ، تعلو علىالحُقُبِ
دهْرِيّة ٌ قد مضَتْشبِيبتُها،
و استنشقتْها سوالفُالحِقَبِ
كأنّها في زجاجهاقبسٌ،
يذْكو بلا سَوْرَة ٍ، ولالَهَبِ
فهْي بغير المزاجِ منشَرَرٍ،
و هْي إذا صُفّقتْ منالذهبِ
إذا جرى الماءُ فيجوانبها
هَيّجَ منها كوامِنَالشّغَبِ
فاضْطرَبَتْ تحتَهُتُزاحِمُهُ،
ثُمّ تناهتْ تفترُّ عنحبَبِ
يا حُسنها من بَنانِ ذي خَنثٍ،
تدعوكَ أجفانهُ إلىالرّيَبِ
فاذكر صباح العُقارِ، واسمُبه
لا بصباحِ الحُروبِوالعَطَبِ
أحْسنُ من موقِفٍبمُعْتركٍ،
و ركضِ خيلٍ على هَلاوهَبِ
صَيْحَة ُ ساقٍ بحابسٍقَدحاً،
و صبرُ مستكرهٍلمنتحبِ
ورِدْفُ ظبيٍ، إذا امتطيتَبه،
أعطاكَ بين التّقريبِوالخَببِ
يصلحُ للسّيفِ والقَباءِ،كما
يصلحُ للبارقينِوالسُّحُبِ
حلَّ على وجههِ الجمالُكما
حَلّ يزيدٌ معاليَالرُّتَبِ

يا بشرُ مالي والسّيفِ والحربِ،
و إنّ نجْمي للّهووالطَّربِ
فلا تثِقْ بي، فإنّنيرجلٌ
أكعُّ عند اللّقاءِوالطّلَبِ
و إن رأيتُ الشُّراة َ قدطلعوا،
ألْجَمْتُ مُهْري من جانبِالذَّنَبِ
و لستُ أدري ما السّاعدانِ، ولاالـ
ــتُّرْس، وما بيْضة ٌ مناللّببِ
همّي، إذا ما حروبهم غلبتْ،
أيّ الطّريقَينِ لي إلىالْهَربِ
لو كان قصْفٌ، وشُربُ صافيةٍ،
معْ كلّ خَوْدٍ تختالُ فيالسُّلُبِ
والنّومُ عند الفتاة ِأرشفُها،
وجدْتُني ثَمّ فارسَالعربِ!

ومَقْرُورٍ مَزَجْتُ لهشَمولاً
بماءٍ والدُّجَى صعْبُالجِنابِ
فلمّا أن رفعتُ يدي،فلاحتْ
بوارِقُ نورها بعداضْطّرابِ
تَزاحفَ، ثُمّ مدَّ يديهِيرجو
وِقاءً، حِين جارَتْبالتِهابِ
فأبْصَرَ في أنامِلِهِاحْمرَاراً،
و ليسَ له لظَى حرّالشّهابِ
فقلتُ له: رويدك إنّهذا
سنا الصّهباءِ من تحتالنّقابِ
فسِلْسِلْها، فسوفَ ترىسروراً،
فإنّ اللّيْلَ مستورُالْجَنابِ
فرَدَّدَ طرفهُ كيمايراها،
فكَلَّ الطّرْفَ من دونِالحِجابِ
و مختَلشسِ القلوبِ بطَرْفِريمِ،
و جيدَ مهاة ِ بُرٍّ ذيهضابِ
إذا امتُحِنَتْ محاسِنهُ،فأبدَتْ
غرائِبَ حُسْنِهِ من كلّبابِ
تقاصرتِ العيونُ له،وأغفتْ
عن اللّحَظاتِ خاضعة َالرّقابِ
له لقبٌ يليقُبناطقيهِ
بديعٌ، ليس يُعجَمُ فيالكتابِ
يقالُ له : المعلّلُ، وهوعندي
كما قالوا، وذاك منالصّوابِ
يعلّلنا بصافية ٍووجهٍ،
كبدرٍ لاخ من خللالسحابِ

و عاري النّفسِ من حللِالعُيوبِ،
غدا في ثوبِ فتّانٍرَبيبِ
تفَرَّدَ بالجمالِ، وقال: هذا
من الدّنيا ولذّتهانصيبي
برضاهُ الله حينَ براهِلالاً،
و خفّفَ عنهُ منقطعَالقضيبِ
فيهتَزّ الهلال علىقضيبٍ،
و يهتزُّ القضيبُ علىكثيبٍ

يا قَضيباً فيكَثِيبِ،
تَمَّ في حسنٍوطيبِ
يا قريبَ الدّارِ ماوَصْـ
ـلُكَ منّيبقَريبِ
يا حبيبي، بأبي،أنْـ
ــسَيْتني كلّحبيبِ
لشقائي صاغكَ اللّـ
ـــهُ حبيباً للقلوبِ

رُبَّ ليلٍ قطَعْتُهُبانْتِحاب،
رُبَّ دَمْعٍ هَرَقْتُهُ فيالتُّرابِ
رُبَّ ثَوْبٍ نزعْتُهُبعصيرِالدَّ
مْع بدّلتُ غيره منْثيابي
لم يجفّ ال*****ُ عنّيَحتّى
بلَّتِ العينُ ذا لطولِانتِحابي
ربّ سِلمٍ قد صارَ لي فيكَحرْباً،
ربَّ نفسٍ كلَّفْتُموهاعِتابي
إنّما يعْرِفُ الصَّبابَة َ مَنبا
تَ على فُرْقَة ٍ منالأحبابِ
أبْعَدَ اللّه يا سُلَيمانُقَلْبي ،
هُوَ أيضاً يَهْوَى بغَيرِحِسابِ
قُلْ لهُ: ذُقْ ولوْ علمْتَبأمري
لم تُ بدِّلْ قَطيعَة ًبتَصابِ
أخْلَقَ الحبُّ لانْقطاعِالتصابي،
وتدسُّ الرُّشا إلىالكتّابِ
فإذا صَارَ صَكّ رِقِّكَفِيهِمْ،
خَتَموهُ بخاتمِالأوْصابِ

سألْتُها قُبْلَة ً، ففزْتُبها
بعدَ امتِناعٍ وشِدّة ِالتَّعَبِ
فقُلتُ: باللّه يامُعَذِبَتي
جودي بأخرى أقضي بهاأرَبي
فابْتَسَمَتْ، ثمّ أرْسَلَتْمثلاً
يَعْرِفُهُ العُجمُ ليسَبالكَذِبِ:
لا تُعطِيَنَّ الصّبيَّ واحدةً،
يَطلُبُ أُخْرَى بأعنَفِالطَّلَبِ

كما لا ينقضي الأرَبُ،
كذا لا يفترُالطّلبُ
خلتْ من حاجتي الدّنيا،
فلَيْسَ لوَصْلِهاسَبَبُ
تفانَتْ دُونهاالأطْماعُ
حالتْ دونهاالحُجُبُ
رأيتَ البائسينَسوَا
يَ قدْ يئِسوا، وماطَلَبُوا
ولمْ يُبْقِ الْهَوَىإلاّ
التّمَنّي، وَهْوَمُحْتَسَبُ

إذا غاديتني بصَبوحِ عذْلٍ،
فشُوبِيهِ بتَسْمِيَة ِالحبيبِ
فإنّي لا أعِدّ العذلَفيه
عليكِ ، إذا فعلتِ ، منالذنوب
و ما أنا إن عمِرْتُ أرىجِناناً ،
و إن بخلتُ بخِلتْ، بمجوسٍنصيبِ
مقنَّعة ٌ بثَوبِالحسْنِتَرْعَى
بغير تكلَفٍ ثمر القلوبِ

و فاتنٍ بالنّظرِالرّطْبِ
يضْحكُ عنْ ذي أشرٍعذْبِ
خاليْتُه في مجلسِ لميكن
ثالثنا فيهِ سوىالرّبِّ
فقالَ لي ، والكفُّ فيكفّهِ
بعْدَ التّجَنّي منه،والعَتْبِ:
تحبّني ؟! قلتُ مجيباً له :
وفَوقَ ما ترجو منالحبِّ
قال: فتصْبو؟! قلت: ياسيدي،
وأيّ شيءٍ فيكَ لايُصْبي؟!
قال : اتّقي الله ، ودَعْ ذاالهوى !
فقُلْتُ: إنْ طاوَعَنيقَلبي!

لقد أصْبحْتُ ذاكَرْبِ،
من المولَعِبالعَتْبِ
و قد قاسيتُ منحبّيـ
ـهِ أمْراً ليسَباللعبِ
جفاني ، وتناساني
بُعَيدَ الرُّسلِوالكُتْبِ
و من غابَ عنالعينِ،
فقدْ غابَ عنِ القَلْبِ

رسولي قال: أوصلتُالكتابَا،
ولكِنْ ليسَ يُعطونَالْجَوَابا
فقلتُ: أليسَ قد قرَأُواكتابي؟
فقال: بلى ، فقلتُ: الآنَطابا
فأرْجو أن يكونوا هُمْجوابي،
بلا شكٍّ ، إذا قرأواالكتاب
اجِدُّ لكَ الْمُنى يا قلبُكيْلا
تموتَ عليَّ غَمًّاواكتئابا

أصْبَحَ قَلْبي بهنُدُوبُ،
أنْدَبَهُ الشّادنُالرّبيبُ
تماديا منه فيالتّصابي،
وقد عَلا رأسيَالمشيبُ
أظُنّني ذائقاً حِمامي،
وأنّ إلْمَامَهُقَريبُ
إذا فُؤادٌ شَجاهُحُبٌّ،
فقلَّما ينفعُ الطّبيبُ

ملأتِ قلبي نُدوبَا
فصِرْتُ صَبّاًكئِيبَا
علّمْتِ دمعِيَسَكْباً،
و مقلتيَّنحيبا
ما مسّكِ الطّيبُ،إلاّ
أهْدَيْتِ للطيبِطيبَا
عَدَدْتِ أحْسنَ مافِـ
ــيَّ ، يا ظلومُ،ذُنوبَا
أقمتِ دمعي على ما
يَطْوي الضّمِيرُرَقِيبَا
وتَضْحَكينَ،فأبْكي
طَلاقَة ًوقُطُوبَا
ألْقيْتِ ما بينَطَرْفي
وبَينَ قَلْبيحُرُوبا
بَينَ الجوانِحِنارٌ
تدعو الغزالَالرّبيبا
فلا يرُدُّ جوابي،
و لا يُحلُّقريبا
جِنانُ يا نور عيني
نهكْتِ جسميخُطوبا
إنْ غبتِ عنّيفقلبي
يودُّ ألا يغيبا

نالَ منّي الهوى منالاًعجيبا،
وتَشَكّيْتُ عَاذليوالرّقيبَا
شبتُ طفلاً ، ولم يحن ليمشيبٌ،
غير أن الهوى رأى أنأشيبا
أسعديني على الزّمانِعَريبٌ،
إنّما يُسعدُ الغريبُالغريبَا
وإذا جِئْتُها سَمَعْتُغِناءً
مُرجِعاً للفؤادِ منّينصيبا

تخرجُ إمّا سَفرتْحاسراً
تُدِلّ بالْحُسْنِ ولاتنْتَقِبْ
سيّرني عبداً لهامذعناً
حبّي لها، والحبّ شيءٌعَجَبْ
لَوْ وَعَدَتْني موْعِداًصادِقاً،
أوْ كاذِباً بالجِدّ أوْباللعِبْ
ظننتُ أنّي نلتُ ما لمينلْ
ذو صَبْوة ٍ في العُجْمِ أو فيالعربْ

ما هَوى ً إلاّ لَهُسَبَبُ
يبتدي منهوينشعبُ
فَتَنَتْ قلبي محجّبة ٌ،
و جهها بالحسنمنتقبُ
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:33 PM.