#1
|
||||
|
||||
48 سؤال عن الصيام الجزء الرابع
48 سؤال عن الصيام الجزءالرابع س31: يطول النهار في بعض البلاد طولاً غير معتاد يصل إلى عشرين ساعةأحياناً، هل يطالب المسلمون في تلك البلاد بصيام جميع النهار؟ ج31: نعميطالبون بصيام جميع النهار؛ لقول الله تعالى: {فَالانَ بَـشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْمَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُالْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْالصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ} [البقرة: 187] ولقول النبي صلى الله عليه وسلّم: «إذاأقبل الليل من هاهنا، وأدبر النهار من هاهنا، وغربت الشمس فقد أفطرالصائم»(31). س32: صاحب شركة لديه عمال غير مسلمين، فهل يجوز له أن يمنعهممن الأكل والشرب أمام غيرهم من العمال المسلمين في نفس الشركة خلال نهاررمضان؟ ج32: أولاً نقول إنه لا ينبغي للإنسان أن يستخدم عمالاً غير مسلمينمع تمكينه من استخدام المسلمين؛ لأن المسلمين خير من غير المسلمين.. قال اللهتعالى: {وَلَعَبْدٌ مُّؤْمِنٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ} [البقرة: 221]، ولكن إذا دعت الحاجة إلى استخدام عمال غير مسلمين فإنه لا بأس به بقدر الحاجةفقط. وأما أكلهم وشربهم في نهاررمضانأمام الصائمين منالمسلمين فإن هذا لا بأس به، لأن الصائم المسلم يحمد الله عز وجل أن هداه للإسلامالذي به سعادة الدنيا والآخرة، ويحمد الله تعالى أن عافاه الله مما ابتلى به هؤلاءالذين لم يهتدوا بهدى الله عز وجل. فهو وإن حرم عليه الأكل والشرب في هذه الدنياشرعاً في أيام رمضان فإنه سينال الجزاء يوم القيامة حين يُقال له: {كُلُواْوَاشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَآ أَسْلَفْتُمْ فِى الاَْيَّامِ الْخَالِيَةِ } [الحاقة: 24].. لكن يمنع غير المسلمين من إظهار الأكل والشرب في الأماكن العامةلمنافاته للمظهر الإسلامي في البلد. س33: هل الغيبة والنميمة تفطران الصائمفي نهار رمضان؟ ج33: الغيبة والنميمة لا تفطران، ولكنهما تنقصان الصوم.. قالالله تعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَاكُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } [البقرة: 183].. وقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «مَن لم يدع قول الزور والعمل به والجهل؛ فليس للهحاجة في أن يدع طعامه وشرابه»(32). س34: إذا رئي صائم يأكل أو يشرب في نهاررمضان ناسياً فهل يذكَّر أم لا؟ ج34: من رأى صائماً يأكل أو يشرب في نهاررمضان فإنه يجب عليه أن يذكِّره لقول النبي صلى الله عليه وسلّم حين سها في صلاته: «فإذا نسيت فذكروني»(33). والإنسان الناسي معذور لنسيانه. لكن الإنسانالذاكر الذي يعلم أن هذا الفعل مبطل لصومه ولم يدل عليه يكون مقصراً؛ لأن هذا هوأخوه فيجب أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه. والحاصل أن من رأى صائماً يأكل أويشرب في نهار رمضان ناسياً فإنه يذكِّره، وعلى الصائم أن يمتنع من الأكل فوراً، ولايجوز له أن يتمادى في أكله أو شربه. بل لو كان في فمه ماء أو شيء من طعام فإنه يجبعليه أن يلفظه، ولا يجوز له ابتلاعه بعد أن ذُكِّر أو ذَكَر أنه صائم. وإننيبهذه المناسبة أود أن أُبيِّن أن المفطرات التي تفطر الصائم، لا تفطره في ثلاثحالات: ـ إذا كان ناسياً. ـ وإذا كان جاهلاً. ـ وإذا كان غيرقاصد. فإذا نسي فأكل أو شرب فصومه تام؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلّم: «مننسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه؛ فإنما أطعمه الله وسقاه»(34). وإذا أكل أوشرب يظن أن الفجر لم يطلع، أو يظن أن الشمس قد غربت، ثم تبين أن الأمر خلاف ظنه،فإن صومه صحيح لحديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: «أفطرنا في عهد النبيصلى الله عليه وسلّم في يوم غيم، ثم طلعت الشمس، ولم يأمرهم النبي صلى الله عليهوسلّم بالقضاء»(35). ولو كان القضاء واجباً لأمرهم به، ولو أمرهم به لنقل إلينا؛لأنه إذا أمرهم به صار من شريعة الله، وشريعة الله لابد أن تكون محفوظة بالغة إلىيوم القيامة. وكذلك إذا لم يقصد فعل ما يفطر فإنه لا يفطر، كما لو تمضمضفنزل الماء إلى جوفه، فإنه لا يفطر بذلك؛ لأنه غير قاصد. وكما لو احتلم وهوصائم فأنزل فإنه لا يفسد صومه؛ لأنه نائم غير قاصد، وقد قال الله عز وجل: {وَلَيْسَعَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَآ أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَـكِن مَّا تَعَمَّدَتْقُلُوبُكُمْ} [الأحزاب: 5]. س35: هل يعتبر ختم القرآن في رمضان للصائم أمراًواجباً؟ ج35: ختم القرآن في رمضان للصائم ليس بأمر واجب، ولكن ينبغي للإنسانفي رمضان أن يُكثر من قراءة القرآن كما كان ذلك سُنَّة رسول الله صلى الله عليهوسلّم، فقد كان عليه الصلاة والسلام يدارسه جبريل القرآن كل رمضان. س36: ماحكم صلاة التراويح، وما هي السنة في عدد ركعاتها؟ ج36: صلاة التراويح سنةسنَّها رسول الله صلى الله عليه وسلّم لأمته، فقد قام بأصحابه ثلاث ليالٍ، ولكنهصلى الله عليه وسلّم ترك ذلك خوفاً من أن تُفرض عليهم، ثم بقي المسلمون بعد ذلك فيعهد أبي بكر وصدر من خلافة عمر، ثم جمعهم أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه على تميمالداري وأُبيّ بن كعب، فصاروا يصلون جماعة إلى يومنا هذا ولله الحمد. وهي سُنَّة فيرمضان. وأما عدد ركعاتها فهي إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ركعة، هذه هي السنة فيذلك. ولكن لو زاد على هذا فلا حرج ولا بأس به؛ لأنه روي في ذلك عن السلف أنواعمتعددة في الزيادة والنقص، ولم ينكر بعضهم على بعض، فمن زاد فإنه لا ينكر عليه، ومناقتصر على العدد الوارد فهو أفضل، وقد دلَّت السنة على أنه لا بأس في الزيادة حيثورد في البخاري وغيره من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً سأل النبي صلى اللهعليه وسلّم عن صلاة الليل، فقال: «مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى واحدةفأوترت له ما قد صلى»(36). ولم يحدد النبي صلى الله عليه وسلّم عدداً معيناً يقتصرعليه، ولكن المهم في صلاة التراويح الخشوع والطمأنينة في الركوع والسجود والرفعمنهما، وألا يفعل ما يفعله بعض الناس من العجلة السريعة التي تمنع المصلين فعل مايسن، بل ربما تمنعهم من فعل ما يجب حرصاً منه على أن يكون أول مَن يخرج من المساجدمن أجل أن ينتابه الناس بكثرة، فإن هذا خلاف المشروع. والواجب على الإمام أن يتقيالله تعالى فيمن وراءه، وألا يطيل إطالة تشق عليهم خارجة عن السنة، ولا يخففتخفيفاً يخل بما يجب أو بما يسن على من وراءه.. ولهذا قال العلماء: إنه يكره للإمامأن يسرع سرعة تمنع المأموم فعل ما يسن، فكيف بمن يسرع سرعة تمنع المأمومين فعل مايجب؟! فإن هذه السرعة حرام في حق هذا الإمام. فنسأل الله لنا ولإخوانناالاستقامةوالسلامة. س37: ما حكم جمع صلاة التراويح كلها أو بعضها مع الوترفي سلام واحد؟ ج37: هذا عمل مفسد للصلاة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلّمقال: «صلاة الليل مثنى مثنى».. فإذا جمعها في سلام واحد لم تكن مثنى مثنى، وحينئذٍتكون على خلاف ما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلّم.. وقد قال النبي صلى الله عليهوسلّم: «مَن عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد»(37). ونص الإمام أحمد رحمه الله: «على أن من قام إلى ثالثة في صلاة الليل فكأنما قام إلى ثالثة في صلاة الفجر». أيأنه إن استمر بعد أن تذكَّر فإن صلاته تبطل كما لو كان ذلك في صلاة الفجر، ولهذايلزمه إذا قام إلى الثالثة في صلاة التراويح ناسياً ثم ذكر أن يرجع ويتشهد، ويسجدللسهو بعد السلام.. فإن لم يفعل بطلت صلاته.. وهاهنا مسألة وهي أن بعض الناس فهم منحديث عائشة رضي الله عنها حيث سئلت: كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلّم فيرمضان؟ فقالت: «ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعاً فلاتسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثاً»،حيث ظُنَّ أن الأربع الأولى بسلام واحد والأربع الثانية بسلام واحد، والثلاثالباقية في سلام واحد. ولكن هذا الحديث يحتمل ما ذكر ويحتمل أن مرادها أنه يصليأربعاً بتسليمتين، ثم يجلس للاستراحة واستعادة النشاط، ثم يصلي أربعاً كذلك، وهذاالاحتمال أقرب، أي أنه يصلي ركعتين ركعتين.. لكن الأربع الأولى يجلس بعدها ليستريحويستعيد نشاطه، وكذلك الأربع الثانية يصلي ركعتين ركعتين ثم يجلس. ويؤيد هذاقوله صلى الله عليه وسلّم: «صلاة الليل مثنى مثنى»(38)، فيكون في هذا جمع بين فعلهوقوله صلى الله عليه وسلّم، واحتمال أن تكون أربعاً بسلام واحد وارد لكنه مرجوح لماذكرنا من أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «صلاة الليل مثنى مثنى». وأما الوترفإذا أوتر بثلاث فلها صفتان: الصفة الأولى أن يسلم بركعتين ثم يأتي بالثالثة،والصفة الثانية أن يسرد الثلاث جميعاً بتشهد واحد وسلامواحد.
__________________
( الاستاذ محمد الطنطاوى) استاذ الكيمياء بمدرسة فيشا سليم الثانوية المشتركة |
#2
|
||||
|
||||
جزاكَ اللهُ خيراً وبارك فيك
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|