#1
|
||||
|
||||
الشكولاتة ... سحر التذوق ومتعة الحكايا!
الشكولاتة ... سحر التذوق ومتعة الحكايا!
د. شميسة خلوي أباح الله لنا التمتُّع بالطيِّبات من غير إسراف ولا تقتير وحرَّم علينا الخبائث، وأمرنا بشكر نعمه. وفي عصرنا، تنوَّعت الأصناف الغذائية وتعدَّدت الأساسية منها والكمالية، وتفنَّن أصحابها في تطويرها وتنسيقها وعرضها فتسويقها للمستهلكين، مثلما هو الحال مع الشكولاتة. الشكولاتة... من منا لم يتذوَّق قطعة منها؟ ومن منا لم يتلذَّذ بطعمها، ولم يستمتع بنكهتها الأخَّاذة؟ إنها أكثر المأكولات شعبية في العالم، تعالوا معي في جولة لنتعرَّف على بعض أسرار وحكايا وخبايا الشكولاتة... من هنا تبدأ الحكاية... (أصل الشكولاتة): قبل أكثر من ألفي عام، ومن أعماق الغابات الاستوائية، بدأت حكايتنا مع الشكولاتة... شجرة الشكولاتة أو (ثيوبروما كاكاو/theobroma cacao) هي أول مصدر لمادة الشكولاتة على الإطلاق، شجرة تنمو على بعد آلاف الأميال من البلدان التي تستهلك الشكولاتة! ومن اسم الشجرة اشتقت كلمة (الكاكاو) وهذه اللفظة مقتبسة من لغة الأزتيك سكان المكسيك الأقدمين. شكولاتة بنكهة العبودية! لقد اعتمد إنتاج الشكولاتة على عبودية العمال الأفارقة، فقد احتاجت مزارع الكاكاو للبالغين الأقوياء واستُبعد الأطفال والمسنِّين، بل إن ما نسبته (10%) من حجم تجارة الرَّقيق عبر الأطلسي ذهبت للعمل في مزارع الكاكاو في البرازيل. واستمرَّت الشكولاتة في التدفُّق إلى أوروبا من المستعمرات الإسبانية والبرتغالية في أمريكا الجنوبية ليتوسَّع إنتاجها ويتحوَّل من مجرد مشروب ساخن إلى قطع صلبة. شكولاتة رجالية! كانت الشكولاتة تُستهلك في إنكلترا إبان القرن السابع عشر من جانب الرجال على وجه الخصوص، إلى أن بدأت تظهر كمكوِّن في وصفات كتب الطبخ الإنجليزية ليستمتع بها الرجل، وكذا المرأة! خلطة دانيال بيتر! إن الشكولاتة بالشكل الذي نعرفه الآن بدأت بالظهور ابتداء من سنة 1879م، حيث تمكَّن دانيال بيتر (Peter Daniel 1836-1919) من اختراع نظام جديد لمزج الحليب المجفَّف مع الشكولاتة، مما أتاح إضافة زبدة الكاكاو للخليط فكانت النتيجة: تشكيل شكولاتة بالحليب ومنتج صلب سهل القوْلبة. القفزة النوعية والشكل الآسر! تعتبر شركة كادبوري (Cadbury) أوَّل شركة تطرح علب الشكولاتة في السوق، مما يعدُّ قفزة نوعية لتقديم الشكولاتة، وفي السنوات الأولى من القرن العشرين، وخاصة بعد الحرب العالمية الأولى انتشر تغليفها، إلى أن أصبحت الشكولاتة في النصف الثاني من القرن العشرين موجودة في كل مكان من العالم وسلعة يومية لملايين الناس. هل تساءلت يوما - وأنت تلتهم حبَّة شكولاتة وتستمتع بسحر مذاقها - عن قصة حبة الكاكاو ورحلتها إلى أن وصلت بين يديك بنكهتها وشكلها ورائحتها؟ رحلة حبة كاكاو: إن جميع أنواع الشكولاتة تبدأ من حبة كاكاو... تنمو على أغصان شجرة تصنَّف ضمن النباتات الاستوائية، تحديدا في المناطق ذات المناخ الحار الممطر، في المساحة الواقعة (20°) شمال أو جنوب خط الاستواء، تحتاج هذه الشجرة لحماية خاصة من أشعة الشمس المباشرة والرياح، وتُغرس تحت ظل الأشجار الأكثر طولا منها لتوفِّر لها الظل الدائم. وتظهر علامات نضج الثمار ببلوغ طول الشجرة (15) إلى (25) قدما، وتزيِّن الفروع التي تنمو بها حبة الكاكاو زهورا صغيرة زهرية أو بيضاء، ومن مجموع آلاف الزهور التي تنمو على الشجرة الواحدة تستكمل ما نسبته (10 %) نموَّها الكامل لتصبح ثمرة ناضجة. تنتج الشجرة جرابا تحمل قرونا، هذه الجراب تنمو مباشرة من الجذوع والفروع الرئيسة للأشجار، وحين تنضج الجراب تحصد وتشقُّ نصفين فيستخرج المزارع منها خمسين من البذور الصفراء الفاتحة اللون إضافة إلى اللب الذي يشبه الجيلاتين السُكَّري ثم توضع في أكياس سميكة وتُترك الحبوب -التي ستصبح حبوب كاكاو فيما بعد -التي جُمعت مع اللب لتختمر لمدة خمسة أيام. خلال هذه الفترة تطرأ تغيرات على الحبوب، إذ يتغيَّر لون البذور الصفراء إلى اللون البني كما تبدأ في اكتساب النكهة والرائحة المألوفة للكاكاو ثم تجفَّف الحبوب وحينها يطلق عليها (الكاكاو الخام) ثم توضع في أكياس وتؤخذ إلى الأسواق وتوزَّع على المصانع في جميع أنحاء العالم. وفي مصنع الشكولاتة تُفحص حبوب الكاكاو وتتمُّ الموافقة عليها كجزء من عملية مراقبة الجودة، ثم يتمُّ تنظيفها ثم تحمَّص لتكتسب اللون البني الداكن. وبعدما يتمُّ تبريد حبوب الكاكاو المحمَّصة وتُزال قشرتها يتبقى الجزء الداخلي من حبوب الكاكاو وتصبح على شكل حبيبات لتُحال إلى آلات الطَّحن وتصبح سائلا بني اللون يسمى (مشروب الشكولاتة) ويمكن للمصنع إنتاج شكولاتة الأكل أو الكاكاو من مشروب الشكولاتة، وخلال هذه العملية أيضا يتمُّ إزالة زبدة الكاكاو ثم يتمُّ تبريد القالب ثم يُطحن ما بداخله وينخل ليتحوَّل إلى مسحوق الكاكاو. إنَّ فن صناعة الشكولاتة يتطلَّب مزج مجموعة من المكوِّنات بعناية إلى مشروب الشكولاتة كالسكر وزبدة الكاكاو لاكتسابها نكهة غنيَّة، والقليل من فول الصويا للمساعدة على تدفُّق الشكولاتة الحارَّة بسهولة لتشكيل القوالب، وبعد ذلك ينقَّى مزيج الشكولاتة ويصبُّ في القوالب ثم يوضع في العلب، لتكتمل دورة إنتاج حبَّة شكولاتة! بين القهوة والشكولاتة: يحتوي الكاكاو على مادة شِبه قلوية تدعى (التيوبرومين/Théobromine)، وتُشبه -في جوهرها- مادة الكافيين الموجودة في القهوة والشاي، وتأثير التيوبرومين أقل من الكافيين، وهو يُسرع من ضربات القلب، ويزيد الدم المندفع من القلب بفعل انقباض عضلاته، ويزيد في نشاط الخلايا الكلوية، وفي إفراغ الملح في الحالات المرضية. ونذكر أن الكاكاو يحتوي على مقادير من النشا والبروتين، والصباغ المسمى (حمرة الكاكاو)، والدسم المسمَّى (زبدة الكاكاو). حين تصير الشكولاتة تقليد فرح! جرت العادة في أفراحنا ومناسباتنا السارَّة أن تتصدَّر الشكولاتة الأطباق مُعلنة عن الفرح، للصغير نصيب منها كما للكبير، تُقدَّم على شكل حبات مغلَّفة، كما تزيِّن الشكل الخارجي للحلويات وتدخل في مكوناتها أيضا، جعل الله أيامنا فرحا ومسرَّات! شكولاتة ممزوجة بحليب الإبل! لعُشَّاق حليب الإبل... إن الاستمتاع بشكولاتة ممزوجة بحليب الإبل ممكن الآن، بعدما أقدمت إحدى الشركات الإماراتية على إنتاج هذا النوع المبتكر من الشكولاتة، وتقوم بتسويقه لأفخر المتاجر العالمية، وقد لاقت هذه الشكولاتة رواجا خصوصا بين مرضى السكَّري ومن لهم حساسية من سكر الحليب. حين تتحوَّل الشكولاتة إلى تحف فنيَّة! اقتحمت الشكولاتة عالم الهدايا وراج اقتنائها لتكون بدلا عن الهدايا التقليدية، حدث هذا في روسيا حين أصبح للشكولاتة منحوتات ومجسَّمات ولوحات فنية تُهدى! يتبع |
#2
|
||||
|
||||
الشكولاتة ... سحر التذوق ومتعة الحكايا! د. شميسة خلوي أباح الله لنا التمتُّع بالطيِّبات من غير إسراف ولا تقتير وحرَّم علينا الخبائث، وأمرنا بشكر نعمه. وفي عصرنا، تنوَّعت الأصناف الغذائية وتعدَّدت الأساسية منها والكمالية، وتفنَّن أصحابها في تطويرها وتنسيقها وعرضها فتسويقها للمستهلكين، مثلما هو الحال مع الشكولاتة. الشكولاتة... من منا لم يتذوَّق قطعة منها؟ ومن منا لم يتلذَّذ بطعمها، ولم يستمتع بنكهتها الأخَّاذة؟ إنها أكثر المأكولات شعبية في العالم، تعالوا معي في جولة لنتعرَّف على بعض أسرار وحكايا وخبايا الشكولاتة... • من هنا تبدأ الحكاية... (أصل الشكولاتة): قبل أكثر من ألفي عام، ومن أعماق الغابات الاستوائية، بدأت حكايتنا مع الشكولاتة... شجرة الشكولاتة أو (ثيوبروما كاكاو - theobroma cacao) هي أول مصدر لمادة الشكولاتة على الإطلاق، شجرة تنمو على بعد آلاف الأميال من البلدان التي تستهلك الشكولاتة! ومن اسم الشجرة اشتقت كلمة (الكاكاو) وهذه اللفظة مقتبسة من لغة الأزتيك سكان المكسيك الأقدمين. • شكولاتة بنكهة العبودية! لقد اعتمد إنتاج الشكولاتة على عبودية العمال الأفارقة، فقد احتاجت مزارع الكاكاو للبالغين الأقوياء واستُبعد الأطفال والمسنِّين، بل إن ما نسبته (10%) من حجم تجارة الرَّقيق عبر الأطلسي ذهبت للعمل في مزارع الكاكاو في البرازيل. واستمرَّت الشكولاتة في التدفُّق إلى أوروبا من المستعمرات الإسبانية والبرتغالية في أمريكا الجنوبية ليتوسَّع إنتاجها ويتحوَّل من مجرد مشروب ساخن إلى قطع صلبة. • شكولاتة رجالية! كانت الشكولاتة تُستهلك في إنكلترا إبان القرن السابع عشر من جانب الرجال على وجه الخصوص، إلى أن بدأت تظهر كمكوِّن في وصفات كتب الطبخ الإنجليزية ليستمتع بها الرجل، وكذا المرأة! • خلطة دانيال بيتر! إن الشكولاتة بالشكل الذي نعرفه الآن بدأت بالظهور ابتداء من سنة 1879م، حيث تمكَّن دانيال بيتر (Peter Daniel / 1836-1919) من اختراع نظام جديد لمزج الحليب المجفَّف مع الشكولاتة، مما أتاح إضافة زبدة الكاكاو للخليط فكانت النتيجة: تشكيل شكولاتة بالحليب ومنتج صلب سهل القوْلبة. • القفزة النوعية والشكل الآسر! تُعتبَر شركة كادبوري (Cadbury) أوَّل شركة تطرح علب الشكولاتة في السوق، مما يعدُّ قفزة نوعيىة لتقديم الشكولاتة، وفي السنوات الأولى من القرن العشرين، وخاصةً بعد الحرب العالمية الأولى انتشر تغليفها، إلى أن أصبحت الشكولاتة في النصف الثاني من القرن العشرين موجودة في كل مكان من العالم وسلعة يومية لملايين الناس. هل تساءلت يومًا -وأنت تلتهم حبَّة شكولاتة وتستمتع بسحر مذاقها- عن قصة حبة الكاكاو ورحلتها إلى أن وصلت بين يديك بنكهتها وشكلها ورائحتها؟ • رحلة حبة كاكاو: إن جميع أنواع الشكولاتة تبدأ من حبة كاكاو... تنمو على أغصان شجرة تصنَّف ضمن النباتات الاستوائية، تحديدًا في المناطق ذات المناخ الحار الممطر، في المساحة الواقعة (20°) شمال أو جنوب خط الاستواء، تحتاج هذه الشجرة لحماية خاصة من أشعة الشمس المباشرة والرياح، وتُغرس تحت ظل الأشجار الأكثر طولًا منها لتوفِّر لها الظل الدائم. وتظهر علامات نضج الثمار ببلوغ طول الشجرة (15) إلى (25) قدمًا، وتزيِّن الفروع التي تنمو بها حبة الكاكاو زهورًا صغيرة زهرية أو بيضاء، ومن مجموع آلاف الزهور التي تنمو على الشجرة الواحدة تستكمل ما نسبته (10%) نموَّها الكامل لتصبح ثمرة ناضجة. تنتج الشجرة جرابًا تحمل قرونًا، هذه الجراب تنمو مباشرة من الجذوع والفروع الرئيسة للأشجار، وحين تنضج الجراب تحصد وتشقُّ نصفين فيستخرج المزارع منها خمسين من البذور الصفراء الفاتحة اللون إضافة إلى اللب الذي يشبه الجيلاتين السُكَّري ثم توضع في أكياس سميكة وتُترك الحبوب -التي ستصبح حبوب كاكاو فيما بعد- التي جُمعت مع اللب لتختمر لمدة خمسة أيام. خلال هذه الفترة تطرأ تغيرات على الحبوب، إذ يتغيَّر لون البذور الصفراء إلى اللون البني كما تبدأ في اكتساب النكهة والرائحة المألوفة للكاكاو ثم تجفَّف الحبوب وحينها يطلق عليها (الكاكاو الخام) ثم توضع في أكياس وتؤخذ إلى الأسواق وتوزَّع على المصانع في جميع أنحاء العالم. وفي مصنع الشكولاتة تُفحص حبوب الكاكاو وتتمُّ الموافقة عليها كجزء من عملية مراقبة الجودة، ثم يتمُّ تنظيفها ثم تحمَّص لتكتسب اللون البني الداكن. وبعدما يتمُّ تبريد حبوب الكاكاو المحمَّصة وتُزال قشرتها يتبقى الجزء الداخلي من حبوب الكاكاو وتصبح على شكل حبيبات لتُحال إلى آلات الطَّحن وتصبح سائلًابني اللون يُسمّى (مشروب الشكولاتة) ويمكن للمصنع إنتاج شكولاتة الأكل أوالكاكاو من مشروب الشكولاتة، وخلال هذه العملية أيضًا يتمُّ إزالة زبدة الكاكاو ثم يتمُّ تبريد القالب ثم يُطحن ما بداخله وينخل ليتحوَّل إلى مسحوق الكاكاو. إنَّ فن صناعة الشكولاتة يتطلَّب مزج مجموعة من المكوِّنات بعناية إلى مشروب الشكولاتة كالسكر وزبدة الكاكاو لاكتسابها نكهة غنيَّة، والقليل من فول الصويا للمساعدة على تدفُّق الشكولاتة الحارَّة بسهولة لتشكيل القوالب، وبعد ذلك ينقَّى مزيج الشكولاتة ويصبُّ في القوالب ثم يوضع في العلب، لتكتمل دورة إنتاج حبَّة شكولاتة! • بين القهوة والشكولاتة: يحتوي الكاكاو على مادة شِبه قلوية تدعى (التيوبرومين - Théobromine)، وتُشبه -في جوهرها- مادة الكافيين الموجودة في القهوة والشاي، وتأثير التيوبرومين أقل من الكافيين، وهو يُسرع من ضربات القلب، ويزيد الدم المندفع من القلب بفعل انقباض عضلاته، ويزيد في نشاط الخلايا الكلوية، وفي إفراغ الملح في الحالات المرضية. ونذكر أن الكاكاو يحتوي على مقادير من النشا والبروتين، والصباغ المُسمَّى (حمرة الكاكاو)، والدسم المُسمَّى (زبدة الكاكاو). • حين تصير الشكولاتة تقليد فرح! جرت العادة في أفراحنا ومناسباتنا السارَّة أن تتصدَّر الشكولاتة الأطباق مُعلنة عن الفرح، للصغير نصيب منها كما للكبير، تُقدَّم على شكل حبات مغلَّفة، كما تُزيِّن الشكل الخارجي للحلويات وتدخل في مكوناتها أيضًا، جعل الله أيامنا فرحًا ومسرَّات! • شكولاتة ممزوجة بحليب الإبل! لعُشَّاق حليب الإبل... إن الاستمتاع بشكولاتة ممزوجة بحليب الإبل ممكن الآن، بعدما أقدمت إحدى الشركات الإماراتية على إنتاج هذا النوع المبتكر من الشكولاتة، وتقوم بتسويقه لأفخر المتاجر العالمية، وقد لاقت هذه الشكولاتة رواجًا خصوصًا بين مرضى السكَّري ومن لهم حساسية من سكر الحليب. • حين تتحوَّل الشكولاتة إلى تُحف فنيَّة! اقتحمت الشكولاتة عالم الهدايا وراج اقتنائها لتكون بدلًا عن الهدايا التقليدية، حدث هذا في روسيا حين أصبح للشكولاتة منحوتات ومجسَّمات ولوحات فنية تُهدى! • وللشكولاتة مهرجان! كل شيء مصنوع من الشكولاتة... لن تجد هذا إلا في المهرجان السنوي للشوكولاتة أو ما يُطلق عليه (معرض عالم غرائب الشكولاتة) في مدينة شنغهاي الصينية التي ضمَّت بين أجنحتها نسحة طبق الأصل للصين القديمة وعددًا هائلًا من التنانين والمحاربين، ومزاهر خزف صينية، وكلها مصنوعة من شكولاتة غربية، إنه المزج بين الشَّرق والغرب! • غرامة مالية والسبب: شكولاتة...! أفادت صحيفة (الرياض) السعودية أن عائلة أمريكية فوجئت لدى عودتها من العطلة في كندا بفرض غرامة مالية ضخمة عليها عند المنفذ الجمركي بين البلدين، بعد العثور على حلوى شكولاتة داخل سيارتها! وصُعقت العائلة حين علمت بأن الولايات المتحدة الأميركية لا تسمح بدخول نوع معيَّن من الشكولاتة المصنَّعة في كندا، وأن هناك غرامة مالية تُقدَّر بأكثر من ألفي دولار لمن يخالف هذا الأمر، وسخِر رب العائلة لدى سماع هذا القانون الجمركي ولم يصدِّقه في بادئ الأمر. وتمَّ حجز العائلة لمدة ساعتين ونصف قبل السَّماح لها بمواصلة رحلتها بعد تعهُّدها بعدم محاولة إدخال هذا النوع من الشكولاتة المعروفة عالميًا. • لما يشتدُّ التنافس بين أغنياء العالم، للشكولاتة كلمتها! من قال أن الشكولاتة لا يمكن أن ترفع من أرباح منتجيها وتجعلهم في قائمة الأغنياء؟ هذا مايكل فيريرو (Michele Ferrero) أُحصيَ كخامس أغنى رجل في أوروبا بثروة تقدَّر بـ (16) مليار دولار، مصدرها الشكولاتة التي تُنتجها شركته. • الشكولاتة... أقبل! إذا وُضع الكاكاو المسحوق في الماء المغلي مع الحليب وشُرب فإنه غذاء يبعث فينا النشاط والقوة، وإذا خُلط مع الزبدة والسكر، وتُرك الخليط يغلي في مقدار من الماء، فسيكون شرابًا مقوِّيًا أيضًا، ومدفئًا جيِّدًا في أيام الشِّتاء الباردة. حتى أن أحد الكُتَّاب ذكر أن شُرب الشكولاتة مكَّن البحَّارة والمحاربين الأزتك من الإبحار أيَّامًا دون الحاجة لأي طعام أو شراب آخر! • الشكولاتة... أدبر! الكاكاو مادة غنيَّة بالمواد الدسمة، لذا فالإكثار منه يُتعِب أجهزة الهضم، وكذلك الأملاح الوفيرة فيه تجعله غير موافق للمصابين بالتهاب المفاصل، وضعف المسالك البولية. • سيِّدتي، وللشكولاتة فوائدها...! سيِّدتي، هل تعلمين أن الكاكاو يُستخدم في مستحضرات التجميل؟ تُعتبر زبدة الكاكاو الحل الأساسي لمنع التجاعيد والذي يقترحه صيدلي المنتجات الطبيعية الدكتور ألبرت لونج. ولزبدة الكاكاو فوائد تجميلية، فمعلوم تأثيرها الفعَّال في علاج تشقُّق الشفتين والمناطق الحسَّاسة وتلطيف الجلد عمومًا، إذ تُذوّب عند درجة حرارة الجسم وتُعيد ترطيب الجلد الجاف. • حين تصبح الشكولاتة الفاخرة وجهة الأثرياء...! افتتحت متاجر في مختلف أنحاء العالم -وكذا في الوطن العربي- تبيع الشكولاتة الفاخرة للأثرياء والمترَفين، تفنَّن صانعوها في تنويع نكهاتها وتزيين عُلبها كي تسُر الناظرين، فقد يصل ثمن الباوند الواحد -حوالي نصف كيلوغرام- إلى (2000 دولار) بل أكثر...! حين تصبح الشكولاتة الفاخرة وجهة الأثرياء المسلمين، نقول لجوعى الصومال ويتامى بورما: لكم الله...! • من أجل وصفة ناجحة! يُستعمل الكاكاو لصناعة الحلوى والمثلجات والكعك، ومنتجات الشكولاتة الأخرى، وله تقنيات يحسنُها من باشر التفنُّن في إعدادها. هذه نصائج ذهبية من سيِّدة الطبخ الغربي آن ولسن (anne wilson) تخصُّ الشكولاتة وطريقة التعامل معها أثناء تحضير الوصفات: • يمكن الاحتفاظ بالشكولاتة لشهور عديدة -باختلاف نوعية الشكولاتة- بشرط أن تغلَّف بقطع بلاستيكية، أو ورق ألمنيوم (papier aluminium) وتوضع في مكانٍ باردٍ وجاف. • من أحسن طرق تذويب الشكولاتة هو وضعها في إناء ثم إدخالها في مسخِّن الأكل (micro onde) لمدة (30 ثانية) فقط، على درجة حرارة معتدلة، مع خلطها تدريجيًا، فإن لم يتوفَّر لكِ مسخِّن الطعام، فاملئي قِدرًا بالماء واتركيه يغلي ثم أبعديه عن النار وضعي فوقه صحنًا قابلًا للحرارة به قطع الشكولاتة الصلبة التي ترغبين في تذويبها. • للحصول على رقائق من الشكولاتة تشبه بقايا خشب النجارة: عليكِ باستخدام المقشرة الخاصة بتقشير الخضر. • يُستحسن فرش قطعة من الورق الصحي الحافظ للأكل (Papier sulfurisé) على اللوح قبل وضع الحلوى المغلَّفة بسائل الشكولاتة عليه. • الشكولاتة... وسيلة تربوية! تحكي حفيدة الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله في (هكذا ربَّاني جدِّي)، كيف كانت الشكولاتة وسيلة تربوية ناجحة في تثبيت السلوك الصحيح فتقول: "من الابتكارات التربوية لدى جدِّي أنه ذات يوم جاء بلوْح كبير من الشكولاتة وقطَّعه قطعًا غير متساوية بل متفاوتة كثيرًا في الحجم، ثم رتَّبها على صحن كبير، وأخذ يدور علينا يدعو كل واحد لأخذ قطعة ليختبرنا ونحن لا ندري، وقد حدَّثتني إحدى الحفيدات أنها أخذت ذلك اليوم كبرى القطع، تقول: فنظر إليَّ جدي طويلًا، وقال: لقد أخذتِ أكبر قطعة يا ابنتي، فشعرتُ بالحياء الشديد ولم أدرِ ما أفعل، ثم علَّقتْ: لقد مرَّ على هذه الحادثة عشرون عامًا، لكني لم أنسَ أبدًا هذا الدرس، ومن يومها صِرتُ أختار من العصير أقلَّه تعبئة ومن الطعام أقلَّه كمية، وأتأخَّر في الطعام حتى يستوفي الحضور حاجتهم منه ثم أتقدَّم طمَعًا في الثواب". وختامها مسك! {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف من الآية:31]. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ المصادر: • (أحمد قدامة، قاموس الغذاء والتداوي بالنبات "موسوعة غذائية صحية عامة" - ط2، 1406هـ/ 1986م، دار النفائس، بيروت، لبنان). • (د. أيمن الحسيني، سيِّدتي الجميلة رشاقتكِ أوَّلا! - مكتبة ابن سينا). • (د. جيمس إيه ديوك، الصيدلية الخضراء اكتشافات جديدة في المعالجة العشبية لأمراض وحالات شائعة، مكتبة جرير، ط1، 2004م). • (سارة موس وأليكساندر بادنوتش، الشوكولاتة "التاريخ الكوني"، ترجمة: معن أبو الحسن، ط1، 1430هـ/2010م، هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث "كلمة"). • Anne Wilson, le chocolat. • شريط وثائقي علمي: How Chocolate is Made |
العلامات المرجعية |
|
|