الفتوى بما يجب أن نفعله هى اهدار لكرامة الانسان

[aymaan noor]

الفتوى بما يجب أن نفعله بعلم أو بغير علم هى اهدار لكرامة الانسان

ما اكتبه فى هذا المقال مجرد تعبير عن وجهة نظرى الشخصية وليست فتوى

كثر فى السنوات الاخيرة فى القنوات الدينية أو غير الدينية الكثير من البرامج الدينية والتى تقوم على الفتوى ، فيتم استضافة شيخ فى البرنامج ، ثم يبدأ فى الاستماع الى المتصلين تليفونيا و كل واحد يعرض مشكلته ، ثم يقوم الشيخ بابداء رأيه فى هذه المسألة ، و الحقيقة لقد تابعت بعض هذه البرامج لفترات ووجدت الآتى
أولا : يبدأ الشيخ بابداء رأيه فى المسألة المعروضة عليه
ثانيا : يدلل على صحة رأية برواية لقصة حدثت لأحد الصحابة أو التابعين أو تابعى التابعين أو تابعى تابعى التابعين ، أو قصة حدثت لأحد الأئمة و يتخذها سندا على صحة رأيه .
ثالثا : الكثير مما شاهدته لا يستخدم أى دليل من القرآن ولكن أغلبها أقوال أو أفعال ، و ليتها أفعال لرسول الله ولكن غالبا ماتكون أفعال وروايات للتابعين .
رابعا : يتصادف أن تعرض المسألة أو شبيهة لها فى برنامج آخر ، فيقول شيخا آخر رأيا مخالفا و يستند الى صدق رأيه بنفس الطريقة ، و هى سرد روايات من الماضى للأئمة الصالحين .
خامسا : لو قام صاحب المشكلة بعرض هذه المشكلة على الشيخ نفسه ولكن فى حلقة أخرى ، فمن الجائز أن يفتيه برأى مخالف لما قاله فى الحلقة السابقة ، و يدلل على صدق رأيه أيضا بروايات .
سادسا : الخلاصة التى أريد أن أصل اليها ، هو أن ماقاله الشيخ من رأى هو فى النهاية تعبير عن رأيه هو الشخصى وفقا لثقافته وبيئته ونمط شخصيته ( و ليس فى ذلك مشكلة ) ، ولكن المشكلة الحقيقية هى أن تجعل رأيك الشخصى و كأنه تعبيرا عن رأى الدين .
سابعا : و نتيجة لذلك أصبحت الصفة الغالبة فى الكثيرين من الشعب المصرى أنهم لايطيقون التفكير فى مشاكلهم ومسائلهم الخاصة ، فالأسهل أن أتوجه الى شيخ لأستفتيه و أفعل مايقوله لى ، فليس هناك أفضل من أن يكون تصرفى موافقا للدين .
ثامنا : لايختلف الحال كثيرا اذا اتصلت بدار الافتاء تليفونيا لتعرض عليهم مسألة من المسائل ، أو أن تذهب اليهم فيقابلك الشيخ ويستمع اليك ثم يفتيك فيما تفعله .
رأيى الشخصى فيما يجب أن تكون عليه دار الإفتاء
أولا : أن تضم مجموعات و أقسام من العلماء فى جميع التخصصات الدينية والدنيوية ، و كلما استحدث تخصص جديد فى علوم الدنيا لا بد من اختيار علماء فى هذا التخصص .
ثانيا : فى اعتقادى الشخصى حين طالب الامام محمد عبده بتطوير الأزهر وادخال العلوم الدنيوية فيه ، و تكونت جامعة الأزهر بعد ذلك والتى بها جميع التخصصات الدينية والدنيوية ، الهدف من ذلك أن يكون عندنا علماء دين ودنيا ، فيكون لدينا طبيب فقيه ومهندس فقيه ، و كذلك فى جميع التخصصات .
ثالثا : أن تكون هذه المجموعات ملزمة بالاجتماع فى مواقيت محددة ومعلومة لكافة المجتمع المصرى .
رابعا : بالنسبة لطريقة الافتاء ، لابد أن نفرق بين الفتاوى الشخصية فى مسألة محددة تخص شخصا بعينه ، و بين فتاوى عامة تخص المجتمع بأسره ، و ليكن حديثى عن الفتوى الخاصة
( أ ) بالنسبة للفتاوى الخاصة
أولا : يذهب السائل الى دار الافتاء فيقابله شخص ذو علم وثقافة ليس من أجل أن يفتيه فى المسألة ، و لكن ليستمع اليه ويسجل مايقوله السائل ، ثم يبدا فى طرح أسئلة تساعده على الالمام بكل جوانب المسألة
ثانيا : يحدد موعدا للسائل لكى يأتى ويعرف الرد على فتواه .
ثالثا : فى الموعد المحدد لاجتماع اللجان ، تعرض الفتوى على واحدة من هذه اللجان ولابد أن تكون اللجنة بها تنوع سواء فى المذاهب الفقهية أو فى العلم الذى تندرج الفتوى تحته .
رابعا : يبدأ كل عالم أو متخصص فى عرض رأيه مع توضيح أدلته وأسانيده على صحة قوله .
خامسا : تبدأ اللجنة فى تحديد مالايجب أن يفعله السائل ، أى تحديد الحرام منها ، وعدم الوقوف كثيرا على الحلول .
سادسا : حين يأتى السائل للحصول على الرأى الدينى ، يحدد له مالايجب أن يفعله ، و إن فعله يصبح آثما ، دون تحديد ما يجب أن يفعله .
سابعا : و لذا أراه ضروريا جدا ، أن يترك للسائل طرح الحلول بنفسه ، والتى تتوافق مع ثقافته وطباعه ووفقا لظروفه و بيئته .
ثامنا : لا أرى أى داع أو ضرورة أن تتولى دار الافتاء طرح الحلول ، فهى جهة دينية توضح لنا مالايجب ان نفعله ، أما ما يجب أن نفعله مرهون بنا ، فنحن لسنا قوالب صماء ، ولايجب أن يقال لنا اما أن تفعل كذا أو كذا ، كل انسان حر فى أن يطرح حلوله بنفسه ، أما اذا الح السائل فى عرض بعض الحلول ، فيمكن أن تقال له على سبيل أنها مجرد اقتراحات ولكنها غير ملزمة له .
تعقيب :
أولا : مما يعيبنا كمجتمع ، و مع انتشار الأمية والجهل حتى بين المتعلمين ، أننا نقبل أن نكون مجرد قوالب صماء ، فنسمح لرجل الدين علا شأنه أو قل ، أن يقول لنا ماذا يجب أن نفعل فى حياتنا وفى مشاكلنا الخاصة .
ثانيا : أن الاسلام ينادى بالحرية والمسئولية ، و يأمرنا رسول الله أن نستفتى قلوبنا ، كل مانحتاجه من رجل الدين ( فيما يخص الافتاء )أن نعرف مالايجب أن نفعله ، اما ما نفعله فهذا متروك لنا كل حسب ظروفه وميوله وقدراته .
ثالثا : أن تتوقف هذه الفتاوى التليفونية التليفزيونية ، و التى لامعنى لها ، فهؤلاء الشيوخ ليسوا مؤهلين للفتوى ، قد يكون بعضهم علماء دين أكفاء ، و لكن ليس كل عالم دين مطلع مؤهلا للفتوى ، قد يكون مؤهلا للدروس الدينية التى تبصرنا بديننا ، و قد يكون مؤهلا لأن يحكى لنا مايشاء من عظمة تراثنا و أجدادنا ، ولكن الفتوى لها أصول ، و لايصح أن ينفرد بها شخص واحد .

[aymaan noor]

( ب ) الفتوى العامة :

اما الفتوى فى القضايا العامة الخاصة بالمجتمع باسره :

اولا :

لا يجب أن تعرض المسائل على دار الافتاء مباشرة ، فهذه هى الخطوة الثانية .

ثانيا :

أن تعرض المسألة أولا على أهل الاختصاص ( و أهل الاختصاص هنا هم علماء الدنيا والمتخصصون فى العلم الذى تندرج تحته الفتوى .

ثالثا

: يحدد اهل الاختصاص الحلول ، أو الآراء التى تناسب مع هذه المسألة وفقا لظروف العصر وامكانيات الدولة وغيره من المسائل الدنيوية ، فهم أقدر على طرح الحلول من رجال الدين .

رابعا

: تطرح المسألة على لجان متخصصة فى دار الافتاء ، و يتم النقاش حولها دينيا وعلميا . وتحديد مالايجوز شرعا من هذه الحلول

خامسا

: لابد من وجود هيئة أعلى من دار الافتاء ، مثل الأزهر ، يمكن الرجوع اليه فى حالة الاختلاف مع دار الافتاء ليدلى بدلوه فى المسألة .

سادسا

: تؤخذ مقترحات المتخصصون فى العلم الى الجهات السياسة مثل مجلسى الشعب والشورى مع الموانع الدينية التى تم تحديدها ليتم استثنائها ، ثم يحدد أى الحلول يتم الاخذ بها .