اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > محمد نبينا .. للخير ينادينا

محمد نبينا .. للخير ينادينا سيرة الحبيب المصطفى بكل لغات العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 26-08-2013, 12:09 AM
مواطن بسيط مواطن بسيط غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 280
معدل تقييم المستوى: 11
مواطن بسيط is on a distinguished road
Impp من حقوق النبي على أتباعه .. النصرة والتعزيز والتوقير



حقوق النبي - صلى الله عليه وسلم - ومكانته عند أتباعه تقوم على أصول تشمَل الارتباط القلبي المؤثِّر في كل عملٍ للجوارح اللازمة له.

النصرة والتعزيز والتوقير، "وهي إجمالاً تعني التعظيم":
والتعظيم أعلى منزلة من المحبة؛ لأن المحبوب لا يلزَم أن يكون معظَّمًا؛ كالولد يحبه والده محبة تدعوه إلى تكريمه دون تعظيمه، فخلاف محبة الولد لأبيه؛ فإنها تدعوه إلى تعظيمه.

قال الله تعالى: ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الفتح: 8، 9].

فذكر الله تعالى حقًّا مشتركًا بينه وبين رسوله - صلى الله عليه وسلم - وهو الإيمان، وحقًّا خاصًّا به - سبحانه - وهو التسبيح، وحقًّا خاصًّا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وهو التعزيز والتوقير.

وحاصل ما قيل في معناهما، أن التعزيز اسمٌ جامع لنَصره وتأييده ومنْعه من كل ما يؤذيه، والتوقير: اسم جامع لكل ما فيه سكينة وطمأنينة من الإجلال والإكرام، وأن يُعامَل من التشريف والتكريم والتعظيم بما يصونه عن كل ما يُخرِجه عن حدِّ الوقار[1].

وهذه المعاني هي المرادة بلفظ التعظيم عند إطلاقه؛ فإن معناه في اللغة: التبجيل، فلفظ التعظيم يؤدي المعني المراد من التعزيز والتوقير.

بل إن الله تعالى خاطَب كليمه موسى - عليه السلام - فقال له مُخبِرًا ومبشِّرًا برسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الأعراف: 157]، وقد مرَّت معنا هذه الآية في الحديث عن الاتباع والتعزيز والتوقير؛ والذي هو التعظيم أيضًا يشتمل على معانٍ منها:
1- ألا يتقدَّم بين يديه بأمر ولا نهي ولا إذن ولا تصرُّف حتى يأمر هو وينهى ويأذن؛ كما قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [الحجرات: 1]، وهذا باقٍ إلى يوم القيامة، فالتقدم بين يدي سنته وبعد وفاته كالتقدم بين يدَي سنته في حياته، ولا فرْق بينهما.

2- ألا تُرفَع الأصوات فوق صوته، فما الظن برفع الآراء ونواتِج الأفكار على سنته وما جاء به؟!

3- ألا يُنادى باسمه كسائر الناس؛ إنما يُقال له: يا رسول الله أو يا نبي الله؛ قال تعالى: ﴿ لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا ﴾ [النور: 63].

4- الأدب في مسجده وكذا عند قبره، وترْك اللغط ورفْع الصوت.

5- توقير حديثه، والتأدب عند سماعه، وقد كان لسلَف الأمة وعلمائها عمومًا والمحدِّثين خصوصًا منهج رصين ورصيد ثَري وإسهام قوي في إجلال حديث رسول - صلى الله عليه وسلم - وتوقير مجلس الحديث، والتحفز لاستباق العمل به تعظيمًا له.

6- الدفاع عنه - صلى الله عليه وسلم - ونُصرته من أعظم دلائل المحبة والإجلال؛ فقد قال الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ﴾ [الحشر: 8].

ولقد ضرب الصحابة أروعَ الأمثلة وأصدق الأعمال في الدفاع عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفدائه بالأموال والأولاد والأنفس في المنشَط والمكرَه وفي العُسر واليسر، وكُتُب السير عامرة بقَصصهم وأخبارهم التي تدُل على غاية المحبة والإيثار والتعظيم، ومن ذلك ما جاء عن عمر - رضي الله عنه - قال: لقد خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لينطلِق إلى الغار ومعه أبو بكر، فجعل يمشي ساعة بين يديه، وساعة خلفه، حتى فطِن له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((يا أبا بكر، ما لك تمشي ساعة بين يدي وساعة خلفي؟))، فقال: يا رسول الله، أذكُر الطلبَ فأمشي خلفك، ثم أذكر الرَّصَد، فأمشي بين يديك، فقال: ((يا أبا بكرٍ، لو كان شيء أحببتَ أن يكون بك دوني))، قال: نعم، والذي بعثك بالحق! ما كانت لتكون من مُلِمَّة إلا أن تكون بي دونك، فلما انتهيا إلى الغار، قال أبو بكر: مكانك يا رسول الله حتى أستبرئ لك الغار، فدخل واستبرأه حتى إذا كان في أعلاه تذكَّر أنه لم يستبرئ الحجرة، فقال: مكانك يا رسول الله، حتى أستبرئ الحجرة، فدخل واستبرأها، ثم قال: انزل يا رسول الله[2].

وعن أبي طلحة الأنصاري أنه كان يحمي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة أحد ويقول: بأبي أنت وأمي لا تُشرِف يُصيبك سهمٌ من سِهام القوم، نَحري دون نحرك [3].

وعن مَخرَمة بن بكير عن أبيه - رضي الله عنهما - قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد لطلَب سعد بن الربيع، وقال لي: ((إن رأيتَه فأقرئه مني السلام، وقل له: يقول لك رسول الله: كيف تجدك؟))، قال: فجعلت أطوف بين ال***ى فأصبتُه وهو في آخر رَمَقٍ وبه سبعون ضربة ما بين طعْنة برمح وضربة بسيف ورَمية بسهم، فقلت له: يا سعد، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ عليك السلام، ويقول لك: ((خبِّرني كيف تَجدِك))، قال: على رسول الله السلام، وعليك السلام، قل له: يا رسول الله، أجِدُني أجد ريحَ الجنة، وقل لقومي الأنصار: لا عُذْر لكم عند الله أن يُخلَص إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفيكم شفر يَطرِف، قال: وفاضت نفسه [4].

رجل في الرَّمق الأخير من حياته ومع ذلك يشغَله نبيُّه - صلى الله عليه وسلم - أكثر من نفسه أو أبنائه أو أي أحد!

ومن الدفاع عن النبي - صلى الله عليه وسلم - الدفاع عن أصحابه - رضي الله عنه - فقد أجمعتِ الأمة على أن جميع الصحابة - رضي الله عنهم - ثِقات عدول، وأنهم أفضل هذه الأمة بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد تواترتِ النصوص من الكتاب والسنة في بيان ذلك، ومنها قوله تعالى: ﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ﴾ [الفتح: 18].

ومن حقوقهم علينا محبتهم وتوقيرهم والترضي عنهم ومعرفة سابقتهم وفضْلهم واصطفاء الله تعالى لهم لصحبة خير خلْقه - صلى الله عليه وسلم؛ كما قال تعالى ﴿ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحشر: 10].

وأيضًا الاهتداء بهديهم والاقتداء بسنَّتهم؛ فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((فإنه مَن يعِش منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسَّكوا بها وعَضُّوا عليها بالنواجذ))[5].

والقَدْح في الصحابة - رضي الله عنهم - قَدْحٌ في النبي - صلى الله عليه وسلم - فهم خاصته وبِطانته؛ ولهذا فإن محبَّتهم من محبة النبي - صلى الله عليه وسلم - والخلاصة أن التهاون في الذبِّ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وشريعته من الخِذلان الذي يدل على ضعْف الإيمان، فمن ادَّعى الحب ولم تظهر عليه آثار الغَيرة على حُرمته وعِرضه وسُنته، فهو كاذب في دعواه، وأخيرًا، الصلاة والسلام على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي أمرنا الله تعالى بالصلاة عليه في قوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56]، ومَن صلى عليه - صلى الله عليه وسلم - نالته شفاعته - صلى الله عليه وسلم - وبعد، فليُعلَم أن ما ذُكِر نَزْر يسير من بحر عميق وبستان فسيح حول حق النبي - صلى الله عليه وسلم - ومكانته، فمن عَلِم ذلك وضيَّع هذه المكانة فهو في غفلة عظيمة وإن لم يَستدرِك أمره فسيؤول به الحال إلى خُسران مبين.

[1] انظر: الصارم المسلول 142؛ لابن تيمية.

[2] رواه الحاكم في المستدرك 2468، وهو صحيح مُرسَل، تعليق الذهبي في التلخيص.

[3] رواه البخاري 3811، ومسلم 1881 مطوَّلاً.

[4] رواه الحاكم في المستدرك 4906 والحديث مع إرساله فهو صحيح الإسناد؛ تعليق الذهبي في التلخيص.

[5] رواه أبو داود 4607، وأحمد في المسند 4: 126- 17182 وغيرهما، وإسناده صحيح؛ تعليق شعيب الأرنؤوط، وصحَّحه الألباني في صحيح الجامع 2549.





رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 03:47 AM.