مطلوب تحقيق فورى وجاد

[أبو إسراء A]

مطلوب تحقيق فورى وجاد


جمال سلطان

07
أغسطس
2012
06:26 PM

إذا صح ما قالته قيادات فلسطينية رفيعة فى حركة حماس من أن إسرائيل سلمت المخابرات المصرية معلومات تفصيلية عن حادثة رفح قبل يوم واحد من وقوعها، وأن المعلومات التى تسلمتها المخابرات المصرية كانت تشمل حتى أسماء الأشخاص الذين سيقومون بهذه العملية، فإن هذه المعلومة ستحتاج إلى تحقيق فورى وجاد من الرئيس محمد مرسى، وأن يتم معاقبة وعزل أى مسئول أمنى أو عسكرى تعمد تجاهل هذه المعلومات أو حجبها عن القيادة السياسية والعسكرية، لأن أخذ هذه المعلومات بشكل جدى كان كفيلا بحقن دماء خمسة عشر عسكريًا مصريًا راحوا ضحية الغدر والاستهتار، وإذا كنا نتحدث عن تطهير واجب لوزارة الداخلية من رجال حبيب العادلى، فإنه لا يوجد ما يمنع ـ سياسيا وأخلاقيا ـ من الدعوة إلى تطهير جهاز المخابرات العامة من رجال عمر سليمان، لأن الرجل الذى تربع على عرش المخابرات المصرية قرابة عشرين عامًا من المؤكد أنه "ربى" مجموعة ممن يدينون له بالولاء الكامل ويعملون وفق عقليته ورؤيته للأحداث وتصوراته السياسية وتقييمه للقوى السياسية والدينية والثقافية المختلفة فى مصر، وهى تصورات تنعكس بكل تأكيد على سلوك الجهاز تجاه الأحداث الجديدة، ولقد كان لعمر سليمان آراء شديدة العدوانية والسوداوية تجاه التيار الإسلامى تحديدا بكل فصائله، وأعلن ذلك بوضوح فى الإعلام المصرى والإعلام الأمريكى بل وحذر علانية من إتاحة الفرصة للإسلاميين بالمشاركة فى السلطة، فضلا عن حقهم السياسى فى إدارة البلاد إذا اختارهم الشعب، واعتبر ذلك كارثة وحاول بكل سبيل شيطنة التيار الإسلامي، كما كانت يده ملوثة فى ال***** لمعارضين والعمل مع أجهزة أمنية أجنبية فى عمليات اختطاف واحتجاز معارضين ونشطاء، وباختصار، فإن المعلومات التى نشرت أمس عن أن إسرائيل سلمت المخابرات المصرية قبل يوم كامل من حادثة رفح تفاصيل العملية وأسماء من ينوون القيام بها بالغة الخطورة، ولا ينبغى أن تمر مرور الكرام أو أن تضيع فى أجواء الحزن والاكتئاب من الفجيعة على هؤلاء الجنود الشبان الأبرياء، الذين ***وا بخسة ونذالة وهم يتناولون إفطارهم بعد صيام يوم شديد الحر وفى ظروف جغرافية قاسية.

فى هذا السياق نفسه فإنى أتمنى أن تخف لغة الصخب وحركات استعراض القوة من قبل المؤسسة العسكرية أو الرئيس مرسى نفسه، لأن تلك اللهجة العنيفة ربما تكشف عن وجود من يدفع الرئيس والجيش للإفراط فى استخدام القوة مع بعض أهالى سيناء، فنتورط فى عمليات عقاب جماعى على خلفية انحراف عدد قليل من الشبان، وتلك مسألة خطيرة للغاية وتعقد الأزمة وتوسع من المشكلة ولا تحلها أبدًا، بل تكسب المزيد من الكراهية وتدفع بالمزيد من الشبان إلى الانخراط فى ال***، وهى نفس الخطيئة التى قام بها الجهاز الأمنى أيام مبارك ضد قبائل سيناء وشبابها والذى وصل إلى إهانة النساء فكانت نتيجته تداعى أعمال *** ضخمة كان دافعها الجوهرى هو "الثأر" من الجهاز الأمنى، المشكلة حتى الآن بسيطة، وتلك المجموعات التى تنشط فى أطراف سيناء هامشية للغاية وعشوائية وصغيرة ومعدومة الأفق السياسى والأمنى، ويسهل جدا اختراقها، وقد وضح أن الاستخبارات الإسرائيلية اخترقتها بالفعل بدليل الحصول على تلك المعلومات التفصيلية عن العملية قبل وقوعها ومعرفة حتى أسماء من سيقومون بها، وهذا لا يحدث إلا مع الاختراق وزرع عملاء داخل تلك المجموعات الجاهلة والساذجة بحيث يسهل توجيهها والسيطرة عليها، أنت لا تحتاج إلى الجيش الثانى الميدانى لكى تواجه عشرة أو عشرين شابًا مهووسا يمتلكون أسلحة خفيفة، أنت تحتاج بالأساس لجهد استخباراتى مكثف وجاد ويعرف التزاماته الوطنية جيدا ولا ينشغل عنها بحسابات سياسية واقتصادية داخلية، فإذا تم هذا الجهد، كما يجب، فأنت لا تحتاج سوى لمجموعة أمنية صغيرة لمنعها من ارتكاب الجرائم، وذلك كخطوة استباقية وعاجلة، ويبقى الحل النهائى والحاسم رهنا بتنمية حقيقية لسيناء تدمج أهلها وشبابها فى منظومة وطن يرعاهم ويدمجهم سياسيا واقتصاديا وتنمويا وثقافيا ودينيا ورياضيا، رجاء، خففوا اللغة الصاخبة والدعائية وامنحوا العقل والإحساس الحقيقى بالمسؤولية الوطنية فرصة العمل الجاد والناجز والناجح.
http://www.almesryoon.com/permalink/19938.html