كنس السلم من أعلى لا من أسفل.. إما نكنسهم أو يكنسونا

[abomokhtar]

بقلم/ هشام النجار
أثبت الفلول أنهم موجودون بقوة.. وإن لم يكونوا قادرين على منافسة شريفة بعيداً عن استخدام المال وأسلحة الإرهاب والتشويه والدعايات الكاذبة.
النتيجة لا شك أفزعتنا جميعاً.. وصعود شفيق لجولة الإعادة أقلق أرواح الشهداء.
والآن يشعر النظام السابق بمزيد من القوة والثقة بعد النتائج التي دفعتهم للإعادة.. رغم أنهم ما كان لهم أن يظهروا على الساحة وفى المشهد من جديد.
الثورة معناها اكتساح من أول جولة.. هذا أقل واجب لنشعر بطعم المصطلح ومذاقه.. لكن ما حدث أثبت أن ثورتنا "مكسحة".. تمشى على قدم واحدة.. ولذلك لحق بها شفيق وفلول النظام بسهولة.
طبعاً السبب الرئيسي هو الانقسام والطمع بين القوى الثورية.
الإخوان ترددوا في موضع لا ينبغي التردد فيه.. ولحقوا بالسباق متأخرين جداً.. رغم أن الإمام البنا رحمه الله يجهز له منذ بدايات القرن الماضي.
المرشدان عاكف والدكتور بديع رفضا وتمنيا في البداية ألا يكون الرئيس إسلامياً.. لا من الإخوان ولا من غيرهم.. ولكن مع تطور الأحداث وظهور نوايا إعاقة التغيير والإصلاح بكل الوسائل.. تساءلوا:
ولماذا لا يكون من الرئيس من الإخوان؟
ودا برضه سؤال؟!!
هذا هو البديهي والطبيعي والمنطقي يا فضيلة المرشد.
فمريضتنا تعانى من ورم خبيث ولابد من استئصاله فوراً.. فمن يتقدم؟
الجراح الشهير ذو الخبرة والحنكة والتجربة؟
أم التمرجي أو طالب سنة أولى طب؟
أم أن نترك واجبنا ومهمتنا المقدسة والمصيرية ليتقدم من تسببوا في إصابة المريضة بالسرطان ليجهز عليها في غرفة العمليات؟
الإخوان إذا طمعوا في الرئاسة.. فهذا حقهم.. وهذا ليس طمعاً منهم.. بل يُخطئ من يطمع في هذا الحق في تلك المرحلة دونهم.
وعدم وضوح الرؤية في تلك الإشكالية.. بالإضافة إلى كثير من الاستخفاف والاستهانة بالخصوم.. بالإضافة إلى الطمع وتقديم المصالح الشخصية على مصلحة الوطن.. هذا كله هو الذي ولد انقساماً واستقطاباً داخل البيت الإسلامي نفسه.. وهو الذي تسبب في اهتزاز سمعة التيار الإسلامي في الشارع الانتخابي.. كما أضر الأداء السلفي – قبل وأثناء الانتخابات - بفرصة مرشح قوى كأبي الفتوح.
أبو الفتوح وتياره القوى.. والشيخ حازم وأبناؤه.. والسلفيون بمدارسهم فئ الإسكندرية والقاهرة والجماعة الإسلامية وجميع الإخوان المسلمين كانوا من المفترض أن يكونوا وراء حسن البنا – قصدي الدكتور مرسى – وهو يقود حملة كنس السلم من أعلى!!
خازوق الجنزورى كان بالطبع لمنع الإخوان من كنس السلم من أسفل.. فاضطر الإخوان لكنسه من أعلى.. كما أخبر بذلك البنا قبل عشرات السنين.. فجاء الجنرال شفيق رمز السلم كخازوق لمنع الإخوان من كنس السلم من أعلى.. ليصبح الإخوان زى اللي رقصت ع السلم لا طالت فوق ولا تحت .
نحن الذين صنعنا شفيق كما صنعنا مبارك من قبل.. وهو الآن أقوى مما كان وفرضية نجاحه في الإعادة قد تكون أكثر قبولاً لدى البعض ممن يرعبهم تكويش الإخوان!!
وتزوير الانتخابات لصالح شفيق ستسكت عليه أمريكا والقوى الدولية.. وسيعترف العالم بالرئيس الجديد وإن جاء بانتخابات مزورة.. فتلك هي ديمقراطيتهم التي يرتضونها.. كما في العراق وأفغانستان.. وسيكون شفيق إضافة جديدة في طابور الرؤساء التابعين للغرب مع نورى المالكي وقرضاي.
أفهم اعتراض القوى الدولية وأمريكا وإسرائيل والعلمانيين.. وأبو العز الحريري أبو خمسة وخمسين صوت.. وخالد على أبو ثلاثة وستين صوت.. والميجار جنرال رفعت السعيد صاحب التاريخ الطويل في اللعب على كل الحبال وعدو الإخوان والإسلاميين اللدود وحبيب كل الطغاة.. ولا ننسى وزير التموين العجيب الحاج جودة عبد الخالق!!
وأفهم هواجس كباتن الكورة والممثلات والراقصات.
لكن الإسلاميين لماذا خافوا وعارضوا قبل ذلك إحلال الإخوان محل النظام السابق في سدة السلطة؟!!
تساءلنا ونتساءل..
هل صاحب تجربة عشر سنوات دعوة أحق؟!!
وهل صاحب خبرة عشرة أشهر سياسة أحق وأجدر.. أم أنكم ترون إمكانية التغيير مع بقاء النظام السابق ومراكز قوى مبارك كما هي؟!!
على العموم ما حدث قد حدث.. ولابد من التعلم والتواضع.. ورحم الله امرءً عرف قدر نفسه وقدر الآخرين.. والحمد لله دخلنا الملحق وهناك فرصة للتفوق في الدور الثاني.
خذوا أيها الثوار وأيها الوطنيون وأيها الإسلاميون من الإخوان ما شئتم من الضمانات وتعلموا من الأخطاء.. وأوقفوا الثورة على قدمين سليمتين متينتين لتخوض الجولة الثانية من السباق كما ينبغي.
يا إخواننا السلم في يد شفيق.. وشفيق وراءه مبارك وعمر سليمان ماسكين السلم بكل قوتهما ليصعد شفيق.
ومبارك وراءه إسرائيل وأمريكا في المؤازرة والدعم والتخطيط والتنفيذ والتغطية.
ومعه كل جهود وأموال وإمكانيات مراكز القوى المتوغلة والمعششة في أعماق الدولة.
وهيه حاجة من اثنين على بلاطة:
إما أن نكنسهم أو يكنسونا