إدمان الطوارئ

[sahar2012]

إدمان الطوارئ

الإخلال بموازين الذات وتجاهلها، قد يؤثر عليك فيما بعد، والكثير منا يفشل فشلاً ذريعاً فى حياته بسبب ذلك ولا يدرى ما السبب، لأننا لم ندرك ونعى قوة تلك القوانين فى حينها والتى تحقق لنا التوازن الطبيعى فيما بعد على المدى البعيد لحياة أفضل، ضاربين بعرض الحائط مبدأ أن ما نزرعه نحصده.

يأتى الكثير من الطلاب ليلة الامتحان ليحاولوا حشو عقولهم بأكبر كمية من المعلومات لتعويض ما فاتهم ليحصلوا على درجة علمية تؤهلهم لاجتياز الاختبارات، وقد يحصل عليها الطالب بأساليب تبدو فعالة من وجهة نظرة، وحقق ما أراد فى وقت قصير جداً، وقد يسعد لذلك كونه بطرق التحايل على عقله والحشو، حصل على ما يريد، وقد يُظهر فى ذلك الأمر الكثير من المهارة والحنكة والجاذبية، ذلك على المدى القريب له حقق هدفه وغايته، وهنا تكمن المشكلة، لأنه فيما بعد سوف يحاول تعويض سوء تصرفه فى الماضى وهو إهمال دراسته، وقد اعتاد على تكرار ذلك كل عام، ولكن بعد أن ينتهى نهائياً ويخوض معركة الحياة العملية، يكتشف أنه هو الخاسر كونه على المدى البعيد لا يمكن النجاح فى الحياة بهذا الشكل، لأنه سوف يظل متبع نفس المنهج فى كثير من أمور حياته، ويفاجئ بأن محصلته العلمية والحياتية لا تؤهله لأى شىء.
بهذه الطريقة نحن لا نتعلم بما فيه الكفاية، فيظل العقل عشوائى التفكير غير ناضج ومتخبط فى استنتاجاته وتحليلاته وتنبؤاته ويفقد القدرة على حل ما يعترضه من صدمات الحياة بأسلوب يضمن له البقاء بشكل طيب، ويفقد القدرة على صنع قرارات ذات فعالية، فالحلول السريعة لحل بعض الصعوبات ليست لها فعالية فى كل شىء، يقول بيفرلى سلز: ليس هناك طريق قصير للوصول لمكان جدير بالوصول إليه.

فإذا كنت قد نجحت بضغط منهج معين من المفروض أن تدرسه فى وقت يتيح لك بناء عقل قادر على التفكير السليم، فماذا بعد فى حياتك أليس فاقد الشىء لا يعطيه ؟، فأنت لم تعطى لنفسك الوقت الكافى لدراستك، كذلك ينعكس ذلك على شخصيك فى كل شىء فقد أعتدت على ضغط نفسك فى أمور حياتك مع المحيطين بك وطعامك وشرابك، حتى فى زواجك، وأبنائك، بطريقة الخلاصة أو الإنجاز السريع فى كل شىء وهذا يفقدك جمال واستقرار حياتك.

نحن نخدع أنفسنا بحلول سريعة، مما يؤثر على طريقة إشباعنا لها، وتناسينا أن كل شىء ينمو مع الوقت.

يقول جورج إتش لوريمير : "خلف كُل حياةٍ نبيلة تكمن مبادئ صاغت تلك الحياة ".

لا تعش على إدمان الطوارئ، أى إنجاز أشياء كثيرة فى وقت قصير، فإن المبادئ والقيم هى ما تؤهل الإنسان لأن يدرك معنى وجوده وما يسعى إليه فالأهداف المؤقتة تزول بزوال أصحابها، أم الأهداف والقيم النبيلة هى ما تحقق لك الاستقرار عن طريق العلم والمعرفة الحقيقة.