أمن الدولة يا سادة

[أ/رضا عطيه]

أمن الدولة يا سادة

نشوى الحوفى






بعيداً عن مزايدات البعض وتهوين البعض وأغراض البعض الآخر، تبقى كلمة لوزارة الداخلية ووزيرها، أكررها مرة أخرى بعد أن نشرتها فى مقال سابق فى الأول من أبريل تحت عنوان «أمن المواطن وأمن الضابط وأمن الدولة»، نقول فيها إنه على الرغم مما يقدمه رجال الأمن من تضحيات تصل إلى حد أرواحهم فداءً لهذا الوطن، فإن تكرار الانتهاكات على يد البعض يؤكد حاجتنا إلى رؤية أمنية أكثر اتساعاً من تلك التى تطرحها الداخلية اليوم، حمايةً للجميع، رؤية تشتمل على الإصلاح من أعلى إلى أسفل بما تمتلكه من ممارسة وخبرات، ومن أسفل إلى أعلى بما لدينا من ملاحظات ورؤى تستحق المناقشة والاستماع والمشاركة فى التطوير. فكلنا شركاء فى وطن تعرّض للخطر حينما سعت يد الظلام لهدم مؤسسة الأمن. فهل نكرر أخطاءنا ونهمل أمن الدولة والمواطن يا سادة؟



وسط كمّ من تصريحات وزير التربية والتعليم، أتوقف عند ذلك التصريح الخاص بسفر وفد تعليمى من مصر إلى باكستان للاطلاع على تجربتها التعليمية، وأرسم معكم علامة تعجب كبيرة فى اختيار البلد المستهدف من الاستفادة منه. فالبحث فى باكستان عن تجربة تعليمية، لم يقدنى إلا إلى أنها دولة يبلغ تعدادها 140 مليون نسمة يعانى 90 مليون منها من الأمية وتعتريها حالة من الفوضى التعليمية مثلنا تماماً من حيث تنوّع أنواع التعليم بين الخاص والدينى والحكومى بشكل لم يمنح الباحث فى التجربة الباكستانية أى مؤشرات عن وجود جودة يمكن نقلها لتجربتنا فى مصر. وأتساءل متى نهتم بأهم عنصر فى العملية التعليمية، وهو المدرس؟ متى نستشعر خطراً على أمننا القومى من غياب المدرس النموذج فى التربية قبل التعليم؟ ومتى نعلن حملة قومية لإعادة تأهيل المدرسين فى مدارسنا؟



وأستشعر الخطر على أمن دولتى مرة أخرى مع قراءة أخبار عودة المتسللين المصريين إلى ليبيا بشكل غير شرعى عبر منفذ السلوم، فجميعهم غادروا البلاد بأسلوب غير قانونى، وبعضهم لا يحمل أوراقاً والكثير منهم عاد فجأة دون معرفة حقيقة ما فعلوه أو من التقوه هناك، فليبيا لم تعد بلداً غير آمن وحسب، لكنها باتت بلداً منتجاً لإرهاب غاشم يتحد فى أهدافه مع مخططات أجهزة مخابرات عربية ودولية تستهدف الأمن المصرى. ولا يعنى فحص العائدين سياسياً وجنائياً أننا قد أمنا شرهم، فمعظم المنتمين إلى جماعات الإرهاب ليست لهم سوابق. ولذا أتساءل: لمَ لا نقرر عدم السماح بعودة من يخرج من مصر إلى ليبيا بشكل غير شرعى، حفاظاً على أمن الدولة؟



وأستمع إلى تصريحات المسئولين فى وزارة الكهرباء والدولة عن استهداف المخرّبين والإرهابيين من تجار الدين أبراج الكهرباء بشكل يكلف الدولة الملايين، ناهيك عن تأثير ذلك على خدمة توصيل الكهرباء ذاتها، وأتساءل أين العقاب الفورى الحاسم الناجز لمثل هؤلاء؟ أين المحاكمات العسكرية العلنية لهم؟ أين أحكام الإعدام على من يُقبض عليه فى مثل تلك الجرائم، ليكون عبرة لمن يفكر مثل تفكيره الشاذ؟ وأتذكر كيف قرّر القضاء العسكرى فى عام 1953 إعدام «خميس والبقرى» العاملين فى المحلة لإشعالهما فوضى الإضرابات والإضرار بمصالح الدولة فى وقت كانت تعانى فيه الأزمات، فكانا عبرة لغيرهما، وللعجب كان سيد قطب من كتب فى تأييد الحكم. فهل نقرأ التاريخ حماية لوطن ينتهكه من غابت ضمائرهم؟

http://www.elwatannews.com/news/details/718772

[الفيلسوف]

شكرا على الموضوع استاذى الفاضل

[أ/رضا عطيه]

شكرا جزيلا على المتابعة