مبارك ... كان عنده حق

[maths city teacher]

"سر الكلمة" التى قالها مبارك قبل التنحى وكانت صحيحة فعلاً!!









كلمة قالها مبارك بعد ثورة تونس,قالها بكل ثقة,وكان على حق فعلاً "مصر ليست تونس"والحقيقة أنه كان على حق

وبمقارنة الوضع فى مصر وفى تونس,وهما البلدان اللذان نجح فيهما,الفعل الثورى الذى أزاح رأس النظام,وإستطاع إلى درجة كبيرة,أن يغير لب نظام بن على فى تونس,ولكنه لم يستطع حتى الآن,أن يزيح دعائم نظام مبارك فى مصر,حتى بدأت تتعالى الأصوات فى مصر,بالمقارنة بوضع تونس,وما وصلت إليه بعد الإنتخابات,بل وبدأ البعض يتحدث عن إحتمالية فشل الثورة المصرية!!

والحقيقة أن مقارنة الوضع فى مصر,بالوضع فى تونس,ليس فى محله بالفعل,حتى مع تشابه أسباب الثورة,وسبل خلع رأس النظام هنا أو هناك,ولكن توجد إختلافات جوهرية,بين الحالة التونسية ,والحالة المصرية,وهنا يصدق حديث النظام السابق"أن مصر ليست تونس"وهى بالفعل ليست تونس,بل إن مصطلح الربيع العربى"كما أطلق عليه الغرب",يشوبه عدم الدقة بالفعل,فلا مصر تشبه تونس,ولا ليبيا تشبه مصر,وكذلك اليمن وسوريا,فالحقيقة أن كل بلد لها طبيعتها الخاصة,ولها أسباب الثورة فيها!!
وهنا يتجلى الخطأ الكبير,فيمن يعقد مقارنة بين مصر وتونس,لمجرد أن الفعل الثورى قد إنتقل من هناك تلقائياً لمصر,والبعض تخيل أن كل خطوة ستخطوها تونس,أصبح حتماً على مصر أن تخطوها,وهذا عين الخطأ,لوجود فروق عديدة,بين المجتمع المصرى,والمجتمع التونسى,والثورة المصرية لم تكن صورة كربونية ,من الثورة التونسية,ولكنها كانت محصلة طبيعية,لتفاعل المجتمع المصرى,مع التغيرات التى تحدث بالدول العربية,فمصر دائماً هى المكبر"ِamplifier",الذى يتلقى الإشارة الضعيفة فى كل الدول العربية,ليضخهمها بمقدار ضخامة وقوة التأثير المصرى,فى كل الدول العربية!!


لذلك كان الفعل الثورى المصرى حتمياً,وليس تقليداً,بل إنه تأخر كثيراً لعوامل متعددة,ولهذا قد إهتم به العالم أكثر,نظراً لطبيعة وأهمية الدور المصرى,فى المنطقة العربية,بل وفى العالم كله,ولكن سير الثورة المصرية,فى نفس الطريق التونسى شىء آخر,يعتمد على طبيعة وحجم كلا الشعبين!!

أولاً:تعداد تونس لا يتجاوز 11مليون نسمة,منهم أكثر من مليون خارج تونس,أى أنهم أكثر قليلاً من نصف سكان القاهرة,أو أكثر قليلاً من سكان الأسكندرية!!
ثانياً:التعددية الثقافية المصرية,وتنوع السكان,يختلف كثيراًعنها فى تونس
ثالثاً:نظام بن على فى تونس,كان علمانياً قحاً,مما أدى لتنامى القوى الإسلامية ضده,بعكس مبارك ,الذى كان يحافظ على وسطية الدولة,ولو رسمياً
رابعاً:إرتفاع نسبة التعليم الجامعى فى تونس مما أدى لتزايد نسبة البطالة بين الجامعيين,بعكس الوضع المصرى,تتركز البطالة بين المؤهلات المتوسطة والدنيا
خامساً:النظام الحكومى المصرى,متغلل فى لب المجتمع المصرى,كما أن غالبية الشعب يعتمدون على الحكومة بقدر ما فى الدخل العائلى"رواتب دعم توظيف",بعكس النظام التونسى,الذى كان يعتمد على الدخل السياحى والزراعى,وهى مجالات تعتمد فى لبها على القطاع الخاص
سادساً:قدرات الجيش المصرى,وخبرات قادته العسكريين الكبيرة,تختلف عن نظيره التونسى,كما أن قيادات الجيش المصرى المحالة للتقاعد,منتشرة فى جميع الهيئات الحكومية
سابعاً:وضع مصر الإقليمى,وقربها من إسرائيل,ومن دول الخليج,ومرور قناة السويس بها,وإهتمام القوى الدولية بالوضع فيها,يختلف عن حالة تونس كلياً


كتبه ايهاب فاروق

[aymaan noor]

جزاك الله خيرا أستاذى الفاضل وبارك الله فيك