#1
|
||||
|
||||
رجـــال أكـتــوبـــر 73
رجـــال حـــرب أكـتــوبـــر 73
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
(1) أعــظـــم قــائـــد عــســـكـــــري فــي تــاريـــخ مــصــــر الــحـــديـــــث هــــو: سيادة الفريق/ ســعـــــد الــديـــن مــحـــمـــــد الــحـــســــيـــــنـــــــي الــشـــاذلـــــي؛ أعظم القادة العسكريين في تاريخ مصر الحديث، وروميل العرب، والعقل المدبر لحرب أكتوبر 1973، ومؤسس وقائد أول فرقة سلاح مظلات في مصر، ورئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية الأسبق، وأمين عام مساعد جامعة الدول العربيةللشؤون العسكرية الأسبق، وأعظم الخبراء الاستراتيجيين في تاريخ مصر الحديث، وأهم أعلام العسكرية العربية المعاصرة. المولد والنشأة: وُلِد بقرية شبراتنا مركز بسيون بمحافظة الغربية، في 1أبريل في عام 1922م، في أسرة فوق المتوسطة، إذْ كان والده من الأعيان، وكانت أسرته تملك 70 فدانًا، وأبوه هو الحاج/ الحسيني الشاذلي، وأمه السيدة/ تفيدة الجوهري وهي الزوجة الثانية لأبيه، وكان والده أحد مُلاَّك الأراضي الزراعية وقد تزوج مرتين وأنجب من الأولى تسعة أبناء هم: محمد وحامد وعبد الحكيم والحسيني وعبدالسلام ونظيمة وفريدة وبسيمة ومرسية؛ أما الثانية تفيدة الجوهري وهي والدة الفريق/ الشاذلي فقد أنجبت له: مظهر وسعد وألفت ونبيلة... ومنذ الطفولة الباكرة ارتبط وجدانياً وعقلياً بحُب العسكرية، حيث كان الطفل الصغير يستمع إلى حكايات متوارثة حول بطولات جدّه لأبيه الشاذلي، الذي كان ضابطاً بالجيش، وشارك في الثورة العرابية وحارب في معركة "التل الكبير"؛ وابن عم والده هو عبد السلام باشا الشاذلي، الذي تولى مديرية البحيرة، ثم تولى بعد ذلك وزارة الأوقاف ... وقد تلقَّى الشاذلي العلوم في المدرسة الابتدائية في مدرسة بسيون التي تبعد عن قريته حوالى 6 كيلو مترات، وبعد إكماله الابتدائية، انتقل والده للعيش في القاهرة وكان عمره وقتئذ 11 سنة، وأتم المرحلة الإعدادية والثانوية في مدارس القاهرة. الحالة الاجتماعية: تزوَّج الشاذلي في 13 ديسمبر عام 1943، مِن زينات محمد متولي السحيمي، ابنة محمدمتولي باشا السحيمي "مدير الكلية الحربية"، في ثلاثينات القرن الماضي، وأنجب منها 3 بنات. الحياة المِهَنية: - التحق بالكلية الحربية في فبراير 1939، وكان أصغر طالب في دفعته. - تخرَّج من الكلية الحربية في يوليو 1940، برُتبة مُلازِم في سلاح المُشَاة. - في عام 1943، تم انتدابه للخدمة في الحرس الملكي وكان حينئذ برُتبة مُلازِم. - شارك في حرب فلسطين 1948. - شارك في الحرب العالمية الثانية المنتهية عام 1945. - مؤسس وقائد أول فرقة سلاح مظلات في مصر. - قائد الكتيبة 75 مظلات خلال العدوان الثلاثي عام 1956. - قائد أول قوات عربية (قائد كتيبة مصرية) في الكونغو، كجزء من قوات الأمم المتحدة، بين عامي 1960، 1961. -مُلحق حربي في لندن خلال الأعوام 1963، 1964، 1965. - قائد القوات الخاصة (المظلات والصاعقة) خلال الأعوام 1967، 1968، 1969. - قائد لمنطقة البحر الأحمر العسكرية بين عامي 1970، 1971. - رئيس أركان حرب القوات لمسلحة خلال الأعوام 1971، 1972، 1973. - أمين عام مساعد جامعة الدول العربية للشؤون العسكرية بين عامي 1973، 1974. - سفير مصر في بريطانيا بين عامي 1974، 1975. - سفير مصر في البرتغال خلال الأعوام 1975، 1976، 1977، 1978. سلاح المظلات: سافر الشاذلي وهو برُتبة رائدإلى الولايات المتحدة الأمريكية في بعثة تدريبية متقدمة في المظلات عام 1953، وهو مِن أوّل مَن حصل على فرقة رينجرز وهي "مدرسة المشاة الأميركية" ... وكان قائداً للكتيبة75 مظلات أثناء العدوان الثلاث يعام 1956؛ ثم تولى قيادة سلاح المظلات خلال الأعوام: 1945، 1955، 1956، 1957، 1958، 1959... وأثناء الاحتفالات بعيد الثورة والذي كان سيقام في 23 يوليو عام 1954، اقترح الشاذلي على اللواء/ نجيب غنيم "قائد منطقة القاهرة" بإظهار سلاح المظلات بصورة مختلفة عن باقي وحدات القوات المسلحة التي كانت تمشي بالخطوة العادية أمام المِنَصَّة كما هو معروف، كما اقترح بأن تقوم كتيبة سلاح المظلات باستعراض المشي بالخطوة السريعة أمام المِنَصَّة، وكان بذلك أوّل مَن أقترح المشي بالخطوة السريعة في العروض العسكرية الخاصة لقوات المظلات، والتي أصبحت مرتبطة بقوات الصاعقة والمظلات وما ميزها عن سائر القوات ونقلتها الدول العربية فيما بعد. الكونغو: في عام 1960، أيام الوحدة مع سوريا، أرسل جمال عبد الناصر بقيادة الشاذلي كتيبة مظلات كجزء من قوات الأمم المتحدة إلى الكونغو، بطلب من رئيس الوزراء لومومبا وبالتنسيق مع داج همرشولد أمين عام الأمم المتحدة، لحفظ الأمن والقانون وبهدف منع بلجيكا من العودة إلى احتلال بلاده التي استقلت في 30 يونيو عام 1960... وكانت الكتيبة العربية مكونة من 5 سراي، 4 منهم من مصر وسرية واحدة من سوريا، والتي أصبح اسمها: "الكتيبة العربية في الكونغو"، وتمركزت الكتيبة في أقصى الشمال على بعد أكثر من 1200 كيلو من العاصمة؛ وكانت أول قوة عربية ترسل للقيام بمهام خارجية تحت قيادة الأمم المتحدة ... تطوَّرت الأحداث وقاد رئيس هيئة الأركان الجنرال موبوتوسيسيسيكو انقلابًا عسكريًّا سيطر به على البلاد، وتمكَّن لومومبا من الهرب إلا أنه اعتُقِل وقُتِـل في يناير عام 1961... حينئذ أرسل جمال عبد الناصر لجنة عسكرية برئاسة أحمد إسماعيل علي إلى الكونغو لدراسة ما يمكن لمصر أن تقدمه للنهوض بالجيش الكونغولي، ولكن الوضع قد تغير فالحكومة الجديدة كانت تناصب العداء لجمال عبد الناصر وتطالب بإعادة القوات العربية؛ في تلك الفترة وقع الخلاف بين الشاذلي وأحمد إسماعيل؛ فبعد مقتـل لومومبا أحسّ الشاذلي بالخطر وقرَّر بشكل منفرد تسريب جنوده من مواقعهم، كما أمَّن تهريب أبناء لومومبا إلى مصرقبل انسحاب الكتيبة المصرية. حرب 1967: أظهر الشاذلي تميزًا نادرًا وقدرة كبيرة على القيادة والسيطرة والمناورة بقواته خلال نكسة 1967، عندما كان برُتبة لواء ويقود مجموعة مقتطعة من وحدات وتشكيلات مختلفة (كتيبة مشاة وكتيبة دبابات وكتيبتان من الصاعقة) مجموع أفرادها حوالى 1500ضابط وفرد والمعروفة بمجموعة الشاذلي في مهمة لحراسة وسط سيناء بين المحور الأوسط والمحور الجنوبي ... فبعد ضرب سلاح الجو المصري وتدميره على الأرض في صباح 5 يونيو، واجتياح القوات الإسرائيلية لسيناء، اتخذت القيادة العامة المصرية قرارها بالانسحاب غير المنظَّم والذي أدَّى إلى إرباك القوات المصريةوانسحابها بشكل عشوائي بدون دعم جوي، ما نتج عنه خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، وانقطعت الاتصالات بين القواتالمتواجدة في سيناء وبين القيادة العامة المصرية في القاهرة ما أدى إلى حدوث حالة من الفوضى بين القوات المنسحبة، والتي تم قصفها بواسطة الطيران الإسرائيلي ... وفي تلك الأثناء، انقطع الاتصال الشاذلي وقيادة الجيشفي سيناء، وكان عليه أن يفكر في طريقة للتصرف وخصوصاً بعد أن شاهد الطيران الإسرائيلي يسيطر تمامًا على سماء سيناء، فاتخذ الشاذلي قرارًا جريئًا، حيث عَبَر بقوَّاته شرقًا وتخطى الحدود الدولية قبل غروب يوم 5 يونيو واتجه شرقاً، فيما كانت القوات المصرية تتجه غرباً للضفة الغربية للقناة، وتمركز بقواته داخل الأراضي الفلسطينيةالمحتلة بحوالي خمسة كيلومترات شرقًا داخل صحراء النقب، من خلال شريط ضيق بعيد عن مسار الطيران الإسرائيلي، وبقي الشاذلي في النقب لمدة يومين 6 و7يونيو، واتخذ موقعاً بين جبلين لحماية قوَّاته من الطيران الإسرائيلي، إلى أن تمكَّن من تحقيق اتصال بالقيادة العامة بالقاهرة التي أصدرت إليه الأوامر بالانسحاب فورًا ... وبالفعل استجاب الشاذلي لتلك الأوامر، وقام بعملية مناورة عسكرية رائعة، حيث قام بعملية الانسحاب ليلاً وقبل غروب يوم 8يونيوفي ظروف غاية في الصعوبة، ورغم هذه الظروف لم ينفرط عقد قواته، كما حدث مع وحدات أخرى، لكنه ظل مسيطرًا عليها بمنتهى البراعة والكفاءة ... ثم استطاع الشاذلي بحرفية نادرة أن يقطع أراضي سيناء كاملة من الشرق إلى الشط الغربي لقناة السويس (حوالي 200 كيلو مترًا) في عملية انسحاب عالية الدِّقة، باعتبار أن الشاذلي كان يسير في أرض يسيطر العدو تمامًا عليها، ومن دون أي دعم جوي، وبالحدود الدنيا من المؤن، إلى أن وصل الضفة الغربية للقناة، وقد نجح في العودة بقواته ومعداته إلى الجيش المصري سالمًا، وتفادى النيران الإسرائيلية، وكان بذلك آخر قائد مصري ينسحب بقواته من سيناء قبل أن تتم عملية نسف الجسور المقامة بين ضِفتي القناة ... بعد عودة الشاذلي إلى غرب القناة، اكتسب سُمعة كبيرة في صفوف الجيش المصري، فتم تعيينه قائدًا للقوات الخاصة والصاعقة والمظلات في الفترة من سنة 1967، إلى سنة 1969؛ وقد كانت أول وآخر مرة في التاريخ المصري يتم فيها الجمع بين القوات الثلاث. الشاذلي قائدًا لمنطقة البحر الأحمر العسكرية: أثناء حرب الاستنزاف، كانت إسرائيل تقوم بغارات خاطفة على منطقة البحر الأحمر وتتم عمليات اختطاف يومية للمَدَنِيين وتدمير المنشآت على سواحل البحر الأحمر والتي وصلت ذُروتها في حادثة الزعفرانة في 9 سبتمبر عام 1969؛ فرأى جمال عبد الناصر أن الشاذلي أنسب شخص يستطيع وقف اختراقات إسرائيل لمنطقة البحر الأحمر وتأمين المنطقة، وبالفعل قام بتعيينه قائداً لمنطقة البحر الأحمر العسكرية في عام 1970، وتمكَّن الشاذلي مِن وقف عمليات الاختطاف اليومية التي كانت تتم ضد مدنيين وموظفين الذين كانوا يُؤْخَذون كأَسْرَى من جانب القوات الإسرائيلية في تلك الفترة، واستطاع وقف الهجمات الإسرائيلية. حادثة شدوان: في 22 يناير عام 1970، قامت إسرائيل بالهجوم على "جزيرة شدوان" الواقعة في البحر الأحمر بالقُرب من مَدخل خليج السويس وتَبعُد عن الغردقة 35 كيلو مترًا وعن السويس 325 كيلو مترًا، وعليها فنار لإرشاد السُّفن ورادار بحري، وتُؤمِّنها سَرِيَّة من الصاعقة المصرية؛ وأهميتها العسكرية بحتة لأنها جزيرة صخرية غير مسكونة ومساحتها لا تتجاوز 60كيلو متر مربع ... قامت القوات الإسرائيلية بقصف الجزيرة جويًّا وأعقبته بإبرام جنود من الهليكوبتر وزوارق الإنزال في محاولة لاحتلالها، وقد صمدت فيها حامية صغيرة من الصاعقة المصرية أمام قوة نيران إسرائيلية ضخمة، وكان الإسرائيلي ونقد أعلنوا مساء ليلة القتال الأولى أن قواتهم: "لا تجد مقاومة على الجزيرة!"، إلاَّ أنهم عادوا واعترفوا في الثالثة من بعد ظهر اليوم التالي: "أن القتال لا يزال مستمرًّا على الجزيرة!"؛ فأمر الشاذلي بمهاجمة الجزيرة بمساعدة عدد من الصيادين من أبناء المحافظة، ما أثمر في نقل الجنود والمعدات وسط الظلام إلى جزيرة شدوان للقيام بالهجوم على القوات الإسرائيلية، واستمرت المعارك في الجزيرة36 ساعة متواصلة، ومِن ثَمَّ فشلت القوات الإسرائيلية بعدها في احتلال الجزيرة وتم تحريرها في معركة شدوان. الشاذلي رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة: في 16 مايو 1971، وبعد إطاحة أنور السادات بأقطاب النظام النَّاصِري، فيما سمَّاه بثورة التَّصحيح، عيَّن الشاذلي رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية، باعتبار أنه لم يكن محسوبًا على أي من المتصارعين على الساحة السياسية المصرية آنذاك؛ ولكفاءته وقدرته العسكرية ولخلفيته الغنية التي اكتسبها من دراسته بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي في العلوم العسكرية إلي جانب تاريخه العسكري. خلاف الشاذلي مع محمد صادق: فعند تعيين الشاذلي رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية كان وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة وقتئذ الفريق أول محمد صادق، الذي دخل معه في خلافات حول خطة العمليات الخاصة بتحرير سيناء، حيث كان محمد صادق يرى أن الجيش المصري يتعيَّن عليه أَلَّا يقوم بأي عملية هجومية إِلاَّ إذا وصل إلى مرحلة تفوّق على العدو في المعدات والكفاءة القتالية لجنوده، عندها فقط يمكنه القيام بعملية هجومية واسعة تدمر القوات الإسرائيلية في سيناء وتتقدم إلى المضائق ومنها إلى غزة ... وكان رد الشاذلي على مقترحاته أنه يود ذلك إِلاَّ أن هذا الرأي لا يتماشى مع الإمكانيات الفعلية للقوات المسلحة لضعف القوات الجوية وعدم وجود دفاع جوي متحرِّك يحمي القوات المتقدمة ... ثم شرع الشاذلي في وضع خطة هجومية وفق إمكانات القوات المسلحة، تقضي باسترداد من 10 إلى 12 كيلو مترًا في عمق سيناء، وبَنى رأيه على أنه من المهم تفصيل الاستراتيجية الحربية على إمكانياتك وطبقًا لإمكانيات العدو! إِلاَّ أن محمد صادق عارض الخطة بحُجَّة أنها لا تحقق أي هدف سياسيأو عسكري! فمن الناحية السياسة فهي لن تحقق شيئاً وسوف يبقى 60 ألف كيلومتر مربع من أرض سيناء تحت سيطرة إسرائيل؛ أما عسكريًّا فستضع الجيش المصري في موقف صعب بدلاً من الموقف الحالي الذي يعتمد على قناة السويس كمانع طبيعي في حين أن خطوط المواصلات عبر الجسور المقامة في القناة ستكون تحت رحمة الطيران الإسرائيلي ... وبعد نقاشات مطوَّلة بين الشاذلي وصادق، توصَّل الشاذلي إلى حل وسط وهو إعداد خطتين، الأولى: تهدف إلى احتلال المضائق أطلق عليها اسم العملية 41؛ والثانية: تهدف إلى الاستيلاء على خط بارليف وأطلق عليها اسم عملية بدر، ولكن محمد صادق لم يقتنع، ومن وجهة نظره أن مصر لن تحتمل هزيمة أخرى ... وفي 26 أكتوبر 1972، أقال أنور السادات الفريق محمد صادق من وزارة الحربيةلاختلافه مع رؤيته لتحرير الأرض، واقتناعه برؤية الشاذلي، وعيَّن أحمد إسماعيل علي وزيرًا للحربية والذي كان قد أُحِيل للتقاعد في أواخر أيام جمال عبد الناصر؛ والذي كان بينه وبين الشاذلي خلافات قديمة، ولكنهما التزما بالعمل فيما بينهما للإعداد لحرب أكتوبر. خلاف الشاذلي مع أحمد إسماعيل: تصادف وجود العقيد سعد الشاذلي والعميد أحمد إسماعيل في الكونغو عام 1960، حاول خلالها أحمد إسماعيل فرض هيمنته الإدارية والعسكرية على الشاذلي بحكم رُتبته العسكرية الأعلى، رغم اختلاف مهمتيهما ومرجعيتيهما ... ورفض الشاذلي هذا المنطق وتبادل كلاهما الكلمات الخشنة حتى كادت أن تصل إلى الاشتباك بالأيدي! وبعد أن علمت القيادة بالقاهرة بذلك استدعت اللجنة وانتهى الصِّراع ولكن آثاره بقيت في أعماق كل منهما، وبعد عودة الشاذلي من الكونغو، لم يكن هناك أي اتصال مباشر بينهما حيث أن أحمد إسماعيل كان في المشاة بينما الشاذلي كان في المظلات... وفي 10مارس1969، فوجئ الشاذلي بتعيين أحمد إسماعيل رئيساً لهيئة أركان حرب القوات المسلحة بعد استشهاد الفريق أول عبد المنعم رياض في 9 مارس من نفس العام، فقام الشاذلي بتقديم استقالته لدى مكتب وزير الحربية محمد فوزي، باعتبار أن أحمد إسماعيل سيحتكّ به مرة أخرى من خلال منصبه الجديد ولكن جمال عبد الناصر تدخَّل وأرسل أشرف مروان إلى الشاذلي حيث أقنعه بالعودة إلى عمله بعد أن أكَّد له وعد جمال عبد الناصر بعدم احتكاك أحمد إسماعيل به؛ وبالفعل لم تطأ قدم أحمد إسماعيل طوال الشهور الستة التي قضاها رئيسًا للأركان قاعدة أنشاص التي كان يعمل بها الشاذلي قائدًا للقوات الخاصة (الصاعقة والمظلات) إلى أن تم إحالة أحمد إسماعيل إلى التقاعد بأمر من جمال عبد الناصر في 9سبتمبر1969، إثر حادثة الإغارة الإسرائيلية على الزعفرانة في خليج السويس ... وفي 26 أكتوبر عام 1972، أقال السادات الفريق أول محمد صادق لاختلافهما حول خطة العبور، وقام بتعيين أحمد إسماعيل وزيرًا للحربية وقائدًا عامًا للقوات المسلحة، وكان قبلها قد استُدعِي من المعاش وعيَّنه السادات مديراً للمخابرات العامة في 15 مايو عام 1971 ... عَرَض السادات الأمر على الشاذلي، وكانت مفاجأة سيئة بالنسبة له، فَرَوَى للرئيس التاريخ الطويل للخلافات بينهما مما يجعل التعاون بينهما شبه مستحيل؛ ولكن السادات أكَّد له أن العلاقة بينهما ستكون حسنة وأفضل كثيرًا من العلاقة السابقة بينه وبين محمد صادق وفكر الشاذلي وقتئذ في الاستقالة، ولكن منعه عاملين: أولهما: إن استقالته سوف تُفسَّر على أنها تضامنًا مع محمد صادق بعد اقالة الرئيسله. وثانيهما: أن البعض قد يُفسِّر استقالته بأنه لا يريد دخول الحرب، في حين أن الحقيقة هي عكس ذلك. خطة المآذن العالية "عملية بدر": الشاذلي هو المُخطِّط الرئيسي لعملية بدر للاستيلاء على خط بارليفوالتحصينات الإسرائيلية ... فالخطة التي وضعها الشاذلي للهجوم على القوات الإسرائيلية واقتحام قناة السويسفي شهر أغسطس عام 1971، والتي سماها "خطة المآذن العالية"؛ إِذْ وُضِعت هذه الخطة بسبب ضعف القوات الجوية المصرية وضعف امكانيات في الدفاع الجوي المصري ذاتي الحركة مما يمنع القيام بعملية هجومية كبيرة ... ولكن يمكن القيام بعملية محدودة لعبور قناة السويس وتدمير خط بارليف واحتلال من 10 إلى 12 كيلومتراً شرق القناة وهو أقصى نطاق للدفاع الجوي المصري، والتحول بعد ذلك لأخذ مواقع دفاعية ... وكانت فلسفة هذه الخطة تقوم على أن لإسرائيل نقطتي ضعف هما: الأول: عدم قدرتها على تحمُّل الخسائر البشرية نظرًا لقِلَّة عدد أفرادها. والثاني: إطالة مُدَّة الحرب، فهي في كل الحروب السابقة كانت تعتمد على الحروب الخاطفة التي تنتهي خلال أربعة أسابيع أو ستة أسابيع على الأكثر، لأنها خلال هذه الفترة تقوم بتعبئة 18% من الشعب الإسرائيلي وهذه نسبة عالية جدًّا؛ ثم إن الحالة الاقتصادية ستتأثر بشدة في إسرائيل وذلك لتوقف التعليم والزراعة والصناعة، لأن معظم الذين يعملون في هذه المؤسسات في النهاية ضباط وجنود في القوات المسلحة الإسرائيلية ... فالخطة كان لها بُعدان آخران على صعيد حرمان إسرائي لمن أهم مزاياها القتالية وهما: الأولى: حرمانه من الهجوم من الأجناب؛ لأن أجناب الجيش المصر يستكون مرتكزة على البحر المتوسط في الشمال، وعلى خليج السويس في الجنوب، ولن يستطيع الهجوم من المؤخرة التي ستكون قناة السويس، فسيضطر إلى الهجوم بالمواجهة وعندها سيدفع الثمن فادحاً. والثانية: يتمتع العدوبميزة مهمة في المعارك التصادمية، وهي الدعم الجوي السريع للعناصر المدرعة التابعة له، حيث تتيح العقيدة القتالية الغربية التي تعمل إسرائيلبمقتضاها للمستويات الصغرى من القادة بالاستعانة بالدَّعم الجوي، وهو ما سيفقده لأن القوات المصرية ستكون في حماية الدفاع الجوي المصري، ومن هنا تتم عملية تحييد الطيران الإسرائيليخلال المعركة. التوجيه 41: أصدر الشاذلي 41 توجيهاً، تُبيِّن طريقة أداء الجنود لمهامهم القتـالية خلال حرب أكتوبر؛ وهو ما تم تنفيذه في عمليات حرب أكتوبر ونجحت الخطة نجاحاً ساحقاً. حرب أكتوبر 1973: في يوم السبت 6 أكتوبر عام 1973 وفي تمام الساعة الثانية وخمس دقائق ظهراً، شَنَّ الجيشان المصري والسوري هجومًا كاسحًا على القوات الإسرائيلية، بطول الجَبهتين، ونفَّذ الجيش المصري خطة المآذن العالية التي وضعها الشاذلي بنجاح غير متوقع، لدرجة عدم صدور أي أوامر من القيادة العامة لأي وحدة فرعية، لأن القوات كانت تؤدي مهامها بمنتهى الكفاءة ... وبحلول الساعة الثانية من صباح يوم الأحد7 أكتوبر 1973، حقَّقت القوات المصرية نجاحًا حاسمًا في معركة القناة، وعبرت أصعب مانع مائي في العالم وحطَّمت خط بارليف في 18 ساعة، وهو رقم قياسي لم تحققه أي عملية عبور في تاريخ البشرية، وقد تم ذلك بأقل خسائر ممكنة، بلغت 5 طائرات و20دبابة و280 شهيدًا، ويمثل ذلك 2.5% من الطائرات و2% من الدبابات و0.3% من الرجال ... أما العدو ففقد 30طائرة و300دبابة وعِدَّة آلاف من القتـلة، وخسر معهم خط بارليف بكامله، وتم سحق ثلاثة ألوية مُدرَّعة ولواءمشاة كانت تدافع عن القناة، وانتهت أسطورة خط بارليف التي كان يتغنى بها اليهود ... ثم أرسلت القيادة العسكرية السورية مندوبًا للقيادة الموحَّدة للجبهتين التي كان يقودها أحمد إسماعيل تطلب زيادة الضغط على القوات الإسرائيلية على جبهة قناة السويس لتخفيف الضغط على جبهة الجولان، فطلب السادات من أحمد إسماعيل تطوير الهجوم شرقًا لتخفيف الضغط على سوريا... ولكن الشاذلي عارض الفكرة بشدة بسبب أن أي تطوير خارج نطاق الـــ 12 كيلو التي تقف القوات فيها بحماية مظلة الدفاع الجوي، وأي تقدم خارج المظلة معناه أننا نقدم قواتنا هدية للطيران الإسرائيلي، والتي ما زالت القوات الجوية الإسرائيلية قوية وتُشكِّل تهديداً خطيراً لأية قوات برية تتحرك في العراء دون غطاء جوي، ثم أُغلِق الموضوع ... وبعد الظهر كانت التعليمات الخاصة بتطوير الهجوم قد تم إعدادها ووصلت إلى قائدي الجيشين الثاني والثالث ... ثم اتصل سعد مأمون قائد الجيش الثاني الميداني بالقيادة العامة طالباً مكالمة الشاذلي ليخبره باستقالته ورفضه تنفيذ الأوامر، وبعدها بدقائق اتصل عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث الميداني بالقيادة وأبدى معارضة شديدة لتلك التعليمات التي أرسلتها القيادة العامة إليه والمتعلقة بتطوير الهجوم؛ وقد أخبرهما الشاذلي لهم أنه نفسه معترض على تطوير الهجوم لكنه أُجبِر على ذلك ... وقد فاتح الشاذلي أحمد إسماعيل مرة أخرى في الموضوع وأبلغه باعتراضات قائدي الجيشين؛ وتقرَّر استدعاء سعد مأمون وعبد المنعم واصل لحضور مؤتمر بالقيادة العامة؛ وفي مساء اليوم نفسه، وفى خلال هذا المؤتمر الذى عُقِد في الساعة 6 إلى الساعة 11 مساءً، كرَّر كل منهم وجهة نظره مراراً وتكراراً، ولكن كان هناك إصرار من أحمد إسماعيل أن القرار سياسي، ويجب أن نلتزم به، والشيء الوحيد الذي تغيَّر هو تأجيل الهجوم من فجر يوم 13أكتوبرإلى فجر يوم 14أكتوبركما كان محددًا ... وفي صباح يوم 14 أكتوبر تم سحب الفرقتين المدرعتين 21 و4 وتم دفعهما شرقًا نحو المضائق، واصطدمت القوات المصرية المتجه شرقاً بمقاومة إسرائيلية عنيفة وكمائن للدبابات وبإسناد جوي إسرائيلي مباشر، ونسبة لتفوق قوات العدو في الدبابات والتفوق الجوي وأن القوات المصرية تعمل خارج نطاق حماية الصواريخ المصرية ومُنِيت هذه القوة بخسارة فادحة في ساعات، وتراجعت إلى إثرها غرباً ... وعليه، فقد فشلت خطة التطوير كما توقع الشاذلي وخسرت القوات المصرية عدد 250دبابة من قوتها الضاربة الرئيسية في ساعات معدودة من بدء التطوير للتفوق الجوي الإسرائيلي؛ وكان قرار التطوير وبتقدير الكثيرين من المتابعين للشأن العسكري أسوأ قرار استراتيجي اتخذته القيادة السياسية، مما أضرَّ كثيراً في سِير العمليات فيما بعد وأثَّر على نتائج الحرب، وجعل ظهر الجيش المصري غرب القناة مكشوفاً لأية عملية التفاف، وهو ما حدث بالفعل ... ثم اقترح الشاذلي إعادة تجميع ما تبقَّى من الفرقتين المدرعتين 21 و4 من شرق القناة إلى غرب القناة وإعادتهما إلى مواقعهما الرئيسية للقيام بمهام التأمين التي تدربوا عليها، وليتمكنا من إعادة الاتزان إلى المواقع الدفاعية، ولكن أحمد إسماعيل عارض الاقتراح على أساس أن سَحب هذه القوات قد يُؤثِّر على الروح المعنوية للجنود وقد يفسره العدو على أنه علامة ضعف فيزيد من ضغطه على قواتنا، ويتحول الانسحاب إلى ذُعر؛ وعارض الشاذلي هذا الرأي مُعلِّلاً ذلك فيما بعد أن أحمد إسماعيل كان يقود المعارك على الخرائط فقط، ولم يَزُر الجبهة قَطُّ إلا بعد وقف إطلاق النار ببضعة أسابيع، وإن عدم اتصاله بالضباط والجنود لم يسمح له بأن يلمس ما أحدثه نجاحنا في عبور قناة السويس في رفع روحهم المعنوية، وفي استعادة ثقتهم بقادتهم ... عندها أصبحت المبادرة في جانب القوات الإسرائيلية التي استعدت لتنفيذ خطتها المعدة من قبل والمعروفة باسم الغزالة للعبور غرب القناة، وحصار القوات المصرية الموجودة شرقها خاصة وأن القوات المدرعة التي قامت بتطوير الهجوم شرقًا هي القوات التي كانت مكلَّفة بحماية الضفة الغربية ومؤخرة القوات المسلحة وبعبورها القناة شرقًا وتدمير معظمها في معركة التطوير؛ وبعد فشل التطوير أصبح ظهر الجيش المصري مكشوفًا غرب القناة، وقد استغلت إسرائيل تلك النقطة فيما عُرِف بعد ذلك بـــ "ثغرة الدفرسوار" ... إِذْ اكتشفت طائرة استطلاع أمريكية من نوع "SR-71" بلاك بيرد، وجود ثغرة غير محميَّة وبعرض 25 كيلو بين الجيش الثالث الميداني في السويس والجيش الثاني الميداني في الإسماعيلية؛ فقام الأمريكان بإبلاغ القيادة الإسرائيلية التي وجدت فرصتها، فدفعت عبر البحيرات المرَّة ثلاث مجموعات، تمكَّن بعضها في ليلتي 15-16 أكتوبر من اجتياز قناة السويس إلى ضفتها الغربية بين الجيشين الثاني والثالث عند منطقة الدفرسوار القريبة من البحيرات المرَّة، وقد أدَّى عبور هذه القوة إلى إحداث ثغرة في صفوف القوات المصرية عُرِفت باسم "ثغرة الدفرسوار"؛ ... وتم نَصب جسر طوف لعبور الدبابات والآليات المدرعة، وفي يوم 16أكتوبر تمكَّن لواءان (وهما: لواء مدرع، ولواء مظلي) من العبور والتواجد إلى غرب القناة بقيادة الجنرال أرئيل شارون قائد الفرقة المدرعة الإسرائيلية 143، وحاولت هذه القوة احتلال مدينة الإسماعيلية فتصَّدت لها لواء مظلات وكتيبتان صاعقة مصرية، ومنعتها من احتلال الإسماعيلية وكبَّدتها خسائر فادحة، ولكن تمكَّن أرئيل شارون من احتلال المنطقة ما بين مدينتي الإسماعيلي ةوالسويس... وفي يوم 17أكتوبر، اقترح الشاذلي المناورة بالقوات وسحب الفرقتين المدرعتين 21 و4 من شرق القناة، وباستخدام هاتين الفرقتين يتم توجيه ضربة رئيسية للواءين الإسرائيليين غرب القناة، وفي الوقت نفسه يقوم اللواء116 المتواجد غرب القناة بتوجيه ضربة أخرى للعدو، بينما تقوم الفرقة21 مدرعة المتواجدة شرق القناة، بتوجيه ضربة لقوات العدو بهدف إغلاق الطريق المؤدي إلى الثغرة؛ وليزيد من الخناق على القوات الإسرائيلية الموجودة في الغرب، والقضاء عليها نهائيًّا، عِلماً بأن القوات الإسرائيليةيوم 17أكتوبركانت لواءمدرع ولواءمظلات فقط وتوقع الفريق/ الشاذلي عبور لواء إسرائيلي إضافي ليلاً ... لم يقبل أحمد إسماعيل ولا السادات رأي الشاذلي، بدعوى أن الجنود المصريين لديهم عُقدة نفسية من عملية الانسحاب للغرب منذ "نَكسة1967"، وبالتالي رفض سحب أي قوات من الشرق للغرب، وقرر أن تتم مواجهة الثغرة بقيام القوات المدرعة المصرية في الشرق (في سيناء) بسد منافذ عودة القوات الإسرائيلية المتسللة إلى سيناء، واستدعاء قوات تهاجمها من الغرب وبذلك تكون محصورة بين القوات المصرية... وهنا وصلت الأمور بين السادات وإسماعيل والشاذلي إلى مرحلة الطلاق! فقام السادات بإقصاء الشاذلي، وعَيَّن محمد عبد الغني الجمسي بدلاً منه ليقوم بالتعامل مع الثغرة ... ثم بعد ذلك ازداد تدفق القوات الإسرائيلية، وتطور الموقف سريعًا، إلى أن تم تطويق الجيش الثالث بالكامل في السويس، ووصلت القوات الإسرائيلية إلى طريق السويس - القاهرة، ولكنها توقفت لصعوبة الوضع العسكري بالنسبة لها غرب القناة، خاصة بعد فشل الجنرال أرئيل شارون في الاستيلاء على مدينة الإسماعيلية وفشل الجيش الإسرائيليفي احتلال مدينة السويس، مما وضع القوات الإسرائيلية غرب القناة في مأزق صعب، وجعلها محاصرة بين الموانع الطبيعية والاستنزاف والقلق من الهجوم المصري المضاد الوشيك. الشاذلي سفيراً بلندن: في 12 من ديسمبر لعام 1973، استدعى أحمدإسماعيلالشاذلي ليبلِّغه بأن السادات قرَّر إنهاء خدمته كرئيس لهيئة أركان القوات المسلحة وذلك اعتباراً من 13 من ديسمبر 1973، وأصدر قرارًا آخر بتعيينه سفيراً بالدرجة الممتازة في وزارة الخارجية؛ لكن الشاذلي رفض وفضَّل البقاء في منزله، فأرسل إليه الساداتُ حسني مبارك، لإقناعه بالعرض، لكنه ردَّ عليه قائلاً: "قل للرئيس إذا كان هذا المنصب عِقابًا لي، فِمن الأفضل أن أُعَاقَب داخل بَلَدي، وإن كان مكافأةً فمِن حقي أن أرفضها" ... بعدئذ نجح السادات بنفسه في إقناعه بالسفر إلى لندن بعد مقابلته للشاذلي بأسوان في يناير عام 1974، بحُجَّة أنه ستتم عملية إعادة تنظيم للقوات المسلحة بأسلحةغربية وأنه سيكون بالقرب من ألمانيا ويستطيع إنجاز صفقات الأسلحة السرية التي ستجلبها مصر من هناك بعد أن تغير المصدر السوفيتي؛ وبحُجَّة أيضًا أنه الأكثر دراية بهذه الأسلحة، وأنه سيكون المُشرِف على هذه الصفقات، وهذا ما دفع الشاذلي للموافقة، ثم غادر إلى لندن في 13مايو1974، وبعد قيامة بالاتصال بالسفير الألماني في لندنا كتشف الشاذلي أنه لا توجد صفقات أسلحة!!... وفي لندن قُوبل الشاذلي بحملة شرسة من اللوبي الصهيوني، موجَّهين إليه تهمة أنه إبان حرب أكتوبر73، أمر جنوده بقتـل الأسرى اليهود، وهي تهمة نَفَاها الشاذلي في سلسلة من الظهور الإعلامي في جميع وسائل الأعلام البريطاني ... فُوجئ الجميع بالسفارة المصرية بلندن بعسكري مصري مشرف يتحدث بلغة إنكليزية طليقة تفوق في جودتها عشرات السفراء المدنيين، فضلاً عن أفكاره الغير تقليدية في العمل وقدرة واضحة على الوصول إلى الهدف، وهو الشاذلي... وكان مِن أوائل مَن فطنوا إلى قيمة وزيرة التعليم البريطاني مارجريت تاتشر، ومستقبلها السياسي المنتظر فدعاها هي وزوجها إلى عشاء رسمي في بيت مصر بالسفارة المصرية في حي ماي فير، كما دُعي أسقف كانتبري علي العشاء ومعه كبار الشيوخ من بعثة الأزهر الشريف، في المركز الإسلامي بلندنوهو تفكير ينمّ عن سعة الأُفُق والفَهم البعيد لمسألة الوحدة الوطنية وتقديم صورة راقية عن الإسلام وسماحته ... وقد استطاع الشاذلي أن يكسب احترام المجتمع البريطاني في مواجهة تليفزيونية جرت بينه وبين السفير الإسرائيلي جدعون رافائيل في 12 من فبراير عام 1975، واشترط أن يكون كل واحد منهما في مكان بعيد عن الآخر، وكأنه بهذا الحديث ردَّ المكائد التي دبَّرها اللوبي الصهيوني كلها وعلى حساب السفير الإسرائيلي نفسه؛ واكتسح الشاذلي السفير الإسرائيلي وأصبح حديث المدينة وبعثاتها الدبلوماسية لِعِدَّة أيام بعد ذلك. زيارة الشاذلي لأحمد إسماعيل بلندن: في ديسمبر عام 1974، بَعَثت مِصْرُأحمدَ إسماعيل إلى لندن للعلاج بعد مضاعفات سرطان الرِّئة، وقد زاره الشاذلي، ثم بعدها فارق إسماعيل الحياة في 25 ديسمبر 1974، في إحدى مستشفيات لندن عن 57 عاماً، وقام الشاذلي بإنهاء إجراءات نقل جثمانه إلى مصر. انتقاد الشاذلي لمعاهدة كامب ديفيد: بعد توقيع السادات لمعاهدة كامب ديفيدعام 1978، انتقد الشاذلي بشدة تلك المعاهدة وعارضها علانيةً وهاجم السادات واتهمه بالديكتاتورية، واتخذ القرار بترك منصبه سفيراً لدى البرتغال والذهاب إلى الجزائر؛ هذا وقد عَرَض عليه العديد من الرؤساء والملوك الإقامة عندهم، لكنه اختار الجزائر، وبرَّر اختياره أنها دولة تقوم على مبدأ الحُكم الجماعي وليس الحُكم الفردي. خلاف الشاذلي مع السادات: في عام 1978، أصدر السادات مذكراته "البحث عن الذات"، واتَّهم فيها الشاذلي بالتخاذل وحمَّله مسؤولية التسبب بـــ "ثغرة الدفرسوار" ووصفه: "بأنه عاد منهاراً من الجبهة يوم 19 أكتوبر، وأوصى بسحب جميع القوات في الشرق"!!، وهذا ما دفع بالشاذلي للرد على السادات بنشر مذكراته "حرب أكتوبر"، والذي يُعتبر مِن أَدقِّ الكتب التي تحدَّثت عن حرب أكتوبر ... وفي إحدى صفحات الكتاب اتَّهم الشاذلي في كتابه السادات باتخاذ قرارات خاطئة رغماً عن جميع النصائح مِن المحيطين به مِن العسكريين، وتدخله المستمر للخطط العسكرية أثناء سير العمليات على الجبهة، أدَّت إلى التسبب في الثغرة وتضليل الشعب بإخفاء حقيقة الثغرة وتدمير حائط الصواريخ وحصار الجيش الثالث لمدة فاقت الثلاثة أشهر كانت تصلهم الإمدادات تحت إشراف الجيش الإسرائيلي ... كما اتَّهمه أيضًا بالتنازل عن النصر والموافقة على سحب أغلب القوات المصرية إلى غرب القناة في مفاوضات "فض الاشتباك الأولى"، وأنهى كتابه هذا ببلاغ للنائب العام يتَّهم فيه السادات بإساءة استعمال سُلُطاته، وهو الكتاب الذي أدَّى إلى محاكمته غيابيًّا في عهد محمد حسني مباركعام 1983، بتُهمة إفشاء أسرار عسكرية وحُكِم عليه بالسجن ثلاثة سنوات مع الأشغال الشَّاقة ووُضِعت أملاكه تحت الحراسة، كما تم حرمانه من التمثيل القانوني وتجريده من حقوقه السياسية!!... وقد أمر السادات بالتَّخلُّص من جميع الصور التي يظهر فيها الشاذلي إلى جواره داخل غرفة العمليات، واستبدالها بصور يظهر فيها محمد عبد الغني الجمسي رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة في ذلك الوقت، في محاولة منه بمحو أي دليل يشير إلى دور الشاذلي في معركة العبور!! شهادة المشير الجمسي: يقول الجمسي رئيس هيئة العمليات أثناء حرب أكتوبر في مذكراته "مذكرات الجمسي/ حرب أكتوبر 1973/ صفحة 421": "لقد عاصرتُ الفريق الشاذلي خلال الحرب، وقام بزيارة الجبهة أكثر من مرة، وكان بين القوات في سيناء في بعض هذه الزيارات، وأُقِرّ أنه عندما عاد من الجبهة يوم 20 أكتوبر لم يكن مُنهاراً، كما وصفه السادات في مذكراته "البحث عن الذات صفحة 348" بعد الحرب؛ ولا أقول ذلك دفاعاً عن الشاذلي لهدف أو مصلحة، ولا مضاداً للسادات لهدف أو مصلحة، ولكنها الحقيقة أقولها للتاريخ". عودة الشاذلي إلى مصر ودخوله السجن الحربي: في مساء يوم 14 مارس عام 1992، عاد الشاذلي إلى مصربعد أن قضى 14 سنة مَنفياًفي الجزائرمنها سنتان في عهد السادات، و12 سنة في عهد مبارك... قُبِض عليه فور وصوله مطار القاهرة وصُودرت منه جميع الأوسمة والنياشين وأُجبِر على قضاء مُدَّة الحُكم عليه بالسجن الحربي التابع للجيش الثالث الميداني، لأن الأحكام العسكرية ليس بها استئناف ولا نقض ولا تسقط بالتقادم، وقد وُجِّهت للفريق الشاذلي تهمتان: فالتهمة الأولى: هي نَشر كتاب بدون موافقة مُسبقة عليه. والتهمة الثانية: هي إفشاء أسرار عسكرية في كتابه؛ وأنكر الشاذلي صِحَّة هذه التهمة الأخيرة بشدَّة، بدعوى أن تلك الأسرار المزعومة كانت أسرارًا حكومية وليست أسرارًا عسكرية؛ وقد طالب الفريق الشاذلي أن تتم إعادة محاكمته وبشكل عَلَني إلا أن طلبه تم رَفضه!!... وفي بداية شهر أكتوبر عام 1993، تم الإفراج عن الشاذلي عن طريق عفو عام، وبعد خروجه عاش منعزلاً بعيدًا عن الناس، وعاد لقريته وخصَّص أرضًا له كوقف للإنفاق على مسجد، وعاش كخبير استراتيجي يكتب ويُحلِّل كل ما يدور على الساحة. تجاهل مُتعمَّد للشاذلي: الفريق الشاذلي هو الوحيد من قادة حرب أكتوبر الذي لم يتم تكريمه بأي نوع من أنواع التكريم، وتم تجاهله في الاحتفاليات التي أقامها مجلس الشعب المصري لقادة حرب أكتوبر73، والتي سلَّمهم خلالها السادات النياشين والأوسمة!!!... وقد تم مَنحه نجمة الشَّرف سِراً أثناء عمله كسفير في إنجلترامِن قِبَل مندوب من أنورالسادات! ... وقد عَانَى الشاذلي من النسيان المُتعمَّد في فترة حُكم حسنيمبارك، حيث ظل الإعلام يُروِّج لأُحادية النصربالضربة الجوية الأولى وكان الشاذلي ضحية من ضحايا النسيان كما حدث للجمسي، ومحمد علي فهمي، وفؤاد ذكري، ونُزِعت صورته من بانوراما حرب أكتوبر، وتم إيقاف معاشه المُستحقَّ عن نجمة الشَّرف العسكرية، وعاش العشرين عاماً الأخيرة من حياته على إيرادات قطعة أرض ورثها عن أبيه! مؤلفات الشاذلي: كَتَب الشاذلي 4 كتب متنوعة، لم يُنْشَر في مصر منها سوى كتاب واحد هو: "حرب أكتوبر"؛ أما باقي الكتب فقد صدرت جميعاً في الجزائر، وهي: - "الحرب الصليبية الثامنة". - "الخيار العسكري". - "عقيدتنا الدينية طريقنا إلى النصر". ((وهو كُتيِّب تم توزيعه على الجنود والضباط خلال حرب أكتوبر73، لرفع الروح المعنوية والقتـالية لديهم)) وفــاتـــه: تُوفي سيادة الفريق/ سعد محمد الحسيني الشاذلي يوم الخميس 10 فبراير عام 2011، بالمركز الطبي العالمي التابع للقوات المسلحة، عن عمر بلغ 89 عامًا، قضاها في خدمة وطنه بكل كفاءة وأمانة وإخلاص، وقد جاءت وفاته في خِضَّم ثورة 2011 في مصر، وقد قام ثُوَّار ميدان التحرير بأداء صلاة الغائب على روحه، وقد شُيِّع في جنازة عسكرية وشعبية مَهِيبة حضرها آلاف من عامة الشعب والضباط والجنود من أفراد القوات المسلحة بعد صلاة الجمعة، وقد تقدَّم المشيعين الشيخ/ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في السويسإبان حرب أكتوبر73، وكانت جنازته في نفس اليوم الذي أَعلن فيه عمر سليمان تنحِّي محمد حسني مبارك عن منصبه كرئيس للجمهورية! رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته التكريم والألقاب بعد وفاته: ظَلَّ الفريق/ الشاذلي مَنسيًّا لمدة 19 سنة بعد الإفراج عنه، ولم يتم دعوته إلى أي نوع من الاحتفالات الخاصة بحرب أكتوبر لحين وفاته! - وبعد ثورة 25 يناير أعاد المجلس الأعلى للقوات المسلحة نجمة سيناء لأسرة الفريق الشاذلي عام 2011م، بعد تنحِّي حسني مبارك بأسبوعين. - وفي 3 أكتوبر لعام 2012م، منحه الرئيس السابق محمد مرسي قلادة النيل العظمى، لدوره الكبير في حرب أكتوبر. - تم إنشاء طريق كبير للربط بين طريق القاهرة والإسماعيلية الصحراوي بالطريق الدائري يحمل اسم "محور الفريق/ سعد الشاذلي". - تم تسمية اسم الفريق/ الشاذلي على إحدى الميادين بالغرقة، لدوره الكبير في صد اختراقات إسرائيل في منطقة البحر الأحمر. - تم تسمية اسم الفريق/ الشاذلي على إحدى دفعات الكلية الحربية والتي تضم الدفعات 109 حربية و67 بحرية و82 جوية و54 فنية عسكرية و44 دفاع جوي ومعهد فني وطلبة من عدد من البلاد العربية منها السودان والبحرين ، بلغ عدد طَلَبة تلك الدفعة نحو 2400 طالب. - تم افتتاح مدرسة جديدة باسم "الفريق/ سعد الدين الشاذلي" للتعليم الأساسي في الإسكندرية.
__________________
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 06-05-2020 الساعة 02:06 AM |
#3
|
||||
|
||||
(2) الجِنِرَال النَّحِيف المُخِيف هـــــو: سيادة المشير/محمد عبد الغني الجمسي؛ أبرع القادة العسكريين في تاريخ مصر الحديث، وآخر وزير حربيةفي مصرحيث تم استبدالها بوزير الدفاع؛ والقائد العام الأسبق للقوات المسلحة، وشغل قبلها منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، ومن قبلها منصب رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة؛ وقد تم تصنيفه ضمن أبرع 50 قائدًا عسكريًّافي التاريخ، كذا ذكرت أشهر الموسوعات العسكرية العالمية. المولد والنشأة: وُلِد الجمسي بقرية البتانون بمحافظة المنوفية، يوم 9 سبتمبر عام 1921م، لأسرة ريفية تتكون من سبعة أشقاء، وكانت ميسورة الحال يعمل عَائِلُها في الأراضي الزراعية بمحافظة المنوفية، وكان الوحيد من بين أبناء أسرته الذي حصل على تعليم نظامي قبل أن تعرف مصرمجانية التعليم، أتم التعليم النظامي في مدرسة المساعي المشكورة بشبين الكوم بالمنوفية، وجاءته الفرصة على طبق من ذهب بعد أن أكمل تعليمه الثانوي، حينما سَعَت حكومة مصطفى النحاس باشا الوَفدية لاحتواء مشاعر الوطنية المتأججة التي اجتاحت الشعب المصري في هذه الفترة؛ ففتحت لجميع الفئات والمستويات الالتحاق بالكلية الحربية. حياته العسكرية: التحق الجمسي بالكلية الحربية وهو ابن 17 عامًا وتخرَّج منها عام 1939م، في سلاح المدرعات. الحرب العالمية الثانية: ومع اشتعال الحرب العالمية الثانية عُيِّن كضابط في صحراء مصرالغربية؛ حيث كان من قلائل القادة الذين شاهدوا تلك الحرب، حيث دارت أمامه أعنـف معارك المدرعات بين قوات الحلفاء بقيادة مونتجمري والمحور بقيادة روميل، وكانت تجربة مهمة ودرسًا مفيدًا استوعبه واختزنه لأكثر من ثلاثين عامًا ...وعقب انتهاء الحرب العالمية الثانية واصل مسيرته العسكرية، فعمل ضابطًا بالمخابرات الحربية، فمُدرِّسًا بمدرسة المخابرات؛ حيث تخصَّص في تدريس التاريخ العسكري لإسرائيل الذي كان يضم كل ما يتعلق بها عسكريًّا من التَّسليـح إلى الاستراتيجية إلى المواجهة ... وبعد ذلك تلقَّى عددًا من الدورات التدريبية العسكرية في كثير من دول العالم، وحصل على اِجازة كلية القادة والأركان عام 1951، وحصل على اِجازة أكاديمية ناصر العسكرية العليا عام 1966. حرب 1967: تقدَّم الجمسي باستقالته من القوات المسلحةع قب هزيمة يونيو 1967، ليُفسِح للجيل الجديد الفرصة لاسترداد الأرض المحتلة، ورفض جمال عبد الناصر الاستقالة وأَسند له مهام الإشراف على تدريب الجيش المصري مع عدد من القيادات المشهود لها بالاستقامة والخبرة العسكرية استعدادًا للثأر من الهزيمة النكراء ... وكان من أكثر قيادات الجيش دِراية بالعدو، فساعده ذلك على الصعود بقوة، فتولى رئاسة هيئة تدريب القوات المسلحة، ثم رئاسة هيئة عمليات القوات المسلحة، وهو الموقع الذي شغله عام 1972، ولم يتركه إلا أثناء الحرب لشغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة. حرب أكتوبر 1973م: في هذا العام عندما اقترب موعد الهجوم لتحرير سيناء كان يرأس وقتها هيئة عمليات القوات المسلحة، وإلى جانب تخطيط تفاصيل العمليات للحرب، قامت هيئة عمليات القوات المسلحة برئاسته بإعداد دراسة عن أَنسب التوقيتات للقيام بالعملية الهجومية، حتى تُوضع أمام أنور السادات وحافظ الأسد لاختيار التوقيت المناسب للطرفين ... وتقوم الدِّراسة على دراسة الموقف العسكري للعدو وللقوات المصرية والسورية، وسميت تلك الدِّراسة بـــــ "كشكول الجمسي"، وتم اختيار يوم 6أكتوبر بناءًا على تلك الدِّراسة ... وقد عاش رئيس هيئة العمليات ساعات عَصِيبة حتى تحقَّق الانتصار، لكن أصعبها تلك التي تَلَت ما عُرف بـــــ "ثغرة الدفرسوار" التي نجحت القوات الصهيونية في اقتحامها، وأدَّت إلى خلاف بين الرئيس أنور السادات ورئيس أركانه وقتها الفريق سعد الدين الشاذلي، الذي تمت إقالته على إثرها ليتولى الجمسي رئاسة الأركان، فأعد على الفور خطة لمحاصرة وتدمير الثغرة وأسماها "شـامل"، إلاَّ أنها لم تُنفَّذ نتيجة صدور وقف إطلاق النار. المفاوضات: اختاره السادات قائدًا للمفاوضات مع الإسرائيليين بعد الحرب، ورُقي وقتها إلى رتبة الفريق أول مع توليه منصب وزير الحربية عام 1974، وقائد عام للجبهات العربية الثلاث عام 1975؛ وكان من أَشرس القادة الذين جلسوا مع الإسرائيليين على مائدة المفاوضات، ولا يمكن أن ننسى بحال خروجه على الجنرال ياريف رئيس الوفد الإسرائيلي دون إلقاء التحية أو المصافحة! وبكل تجاهل جلس مترأسًا الوفد المصري مفاوضًا! كان ذلك في يناير1974، عندما أخبره كيسنجر بموافقة السادات على انسحاب أكثر من 1000 دبابة و70000 ألف جندي مصري من الضفة الشرقية لقناة السويس، فرفض الجمسي وسارع بالاتصال بالسادات الذي أكَّد موافقته؛ وكان صِدَام القرار الاستراتيجي والعسكري. - قيادة اللواء الخامس مدرعات بمنطقة القناة في معركة السويس في عام 1956. - رئاسة أركان حرب المدرعات في عام 1957. - قائد اللواء الثاني مدرعات في عام 1957. - قائد مدرسة المدرعات في عام 1961. - رُقِّي إلى رُتبة لواء في شهر يوليو عام 1961. - رئيس عمليات القوات البرية في عام 1966. - رئيس لأركان حرب الجيش الثاني في عام 1966. - رئيس هيئة تدريب القوات المسلحة في عام 1971. - رئيس المخابرات الحربية في عام 1972. - رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة في عام 1972. - رئيس أركان القوات المسلحة في عام 1973. - رُقِّي إلى رُتبة فريق في عام 1973. - رُقِّي إلى رُتبة فريق أول في عام 1974. - وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة في عام 1974، وحتى أكتوبر عام 1978. - نائب رئيس الوزراء ووزير الحربية والإنتاج الحربى والقائد العام للقوات المسلحة في 1975. - رُقِّي إلى رُتبة مشير في عام 1980. - أُقِيل من وزارة الدفاع وعُيِّن مستشارًا عسكريًّ الرئيس الجمهورية في عام 1978، بعد خلاف جرى مع أنور السادات، بسبب عدم موافقته على نزول الجيش المصري للقاهرة لقمع الاحتجاجات التي جرت بسبب ارتفاع الأسعار. - رئيس الوفد العسكري المصري في مباحثات الكيلو 101. - رئيس الوفد العسكري المصري في المفاوضات العسكرية المصرية الإسرائيلية. -- وأخيرًا تقاعد الجمسي بناءًا على طلبه في 11 نوفمبر 1980. الأوسمة والأنواط : حصل الجمسي على 24 نوطًا وميدالية ووسامًا من مصر والدول العربية والأجنبية...مــنـــهــــــا: - وسام نجمة الشَّرف العسكرية. - وسام التحريرعام 1952. - وسام ذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة عام 1958. وفــاتـــه: رحل سيادة المشير/ الجمسي في صمت بعد معاناة مع المرض لفترة؛ حيث فاضت روحه في 7 يونيو عام 2003،عن عمر يناهز 82 عامًا، عاش خلالها حياة حافلة؛ رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته.
__________________
|
#4
|
||||
|
||||
(3) القائد العام للقوات المسلحة المصرية ووزير الحربية هـــــو: سيادة الوزير/ أحمد إسماعيل علي؛ القائد العام للقوات المسلحة المصرية ووزير الحربية خلال حرب أكتوبر عام 1973، ورئيس المخابرات العامة المصرية، ورئيس أركان القوات المسلحة، والقائد العام للجبهات الثلاث المصرية والسورية والأردنية؛ وصُنِّف مِن قِبَل مجلة الجيش الأمريكي كواحد من ضمن 50 شخصية عسكرية عالمية أضافت للحرب تكتيكاً جديدًا. الأيام الأولى في حياته ونشأته: وُلِد أحمد إسماعيل في شهر أكتوبر عام 1917 بالمنزل رقم 8 بشارع الكحالة بشبرا بمحافظة القاهرة؛ والده كان ضابط شرطة، وكانت والدته قد أَنجبت عدداً من البنات، ولما حَمَلت فيه فكَّرت في إجهاض نفسها خشية أن يكون المولود الجديد بنتاً ولكنها تراجعت عن ذلك! بعد حصوله على الثانوية العامة، حاول أحمدإسماعيل الالتحاق بالكلية الحربية ولكنه فَشَل فالتحق بكلية التجارة، وفي السنة الثانية بــ "التجارة" قدَّم أوراقه مع الرئيس الراحل أنورالسادات إلى الكلية الحربية، لكن الكلية رفضت طلبهما معًا لأنهما من عامة الشَّعب!! إلاَّ أنَّه لم ييأس؛ وكان الملك فؤاد الأول قد أَصدر قرارًا بقبول طلاب الكلية الحربية من عامة الشعب وكانت هذه الدُّفعة وما بعدها هي دفعة "الضباط الأحرار" وقدَّم أوراقه بعد أن أتمّ عامه الثالث بكلية التجارة، ليتم قبوله أخيرًا ليتخرَّج فيها عام 1938 وكان من زملائه: جمال عبد الناصر، ومحمد أنور السادات، وعبد المنعم رياض، ويوسف السباعي، وأحمد مظهر. حياته المهنية: تخرَّج عام 1938 برتبة مُلازِم ثانٍ والتحق بسلاح المُشاة، وسافر في بعثة التدريب بدير سفير بفلسطين عام 1945 وجاء ترتيبه الأول على الضُّباط المصريين والإنجليز؛ ثم بدأت موهبته تتألق في الحرب العالمية الثانية التي اشترك فيها كضابط مخابرات في الصحراء الغربية؛ وفى حرب فلسطين أصبح قائدًا لسَرِيَّة مُشاة في رَفَح وغَزَّة، وتلك الخبرة أهَّلته ليكون أول مَن قام بإنشاء نواة قوات الصاعقة، أثناء العدوان الثلاثي الذي قامت به بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر في خريف عام 1956 كان برتبة "عقيد" وقَاد اللِّواء الثالث مُشَاة في رَفَح ثم القَنْطَرة شرق؛ وفي عام 1957 التحق بكلية مزونزا العسكرية بالاتحاد السوفيتي، وفى نفس العام عمل كبيراً للمُعلِّمين في الكلية الحربية، وبعد ذلك تركها وتَولَّى قيادة الفرقة الثانية مُشاة التي أعاد تشكيلها لتكون أول تشكيل مقاتـل في القوات المسلحة المصرية ... في عام 1960 حاولت مراكز القوى الإطاحة به، وبعد عام 1967 وَجَدت تلك المراكز مُبرراً للإطاحة به، وبالفعل نجحوا في ذلك، ولكن جمال عبد الناصر استدعاه وسلَّمه قيادة القوَّات شرق قناة السويس، وبعد ثلاثة شهور فقط من معارك 1967 أقام أول خط دفاعي كما قام بإعادة تنظيم هذه القوَّات وتدريبها وتسليحـها، وبعد فترة وجيزة تمكَّنت هذه القوَّات أن تخوض معركة رأس العش، ومعركة الجزيرة الخضراء، وإغراق المدمرة الإسرائيلية إيلات ... بعد أيام من النكسة أَصدر جمال عبد الناصر قرارًا بإقالة عدد من الضباط وكبار القادة وكان من بينهم أحمدإسماعيل؛ وبعد أقل من 24 ساعة أَمَر عبد الناصر بإعادته للخدمة وتعيينه رئيسًا لهيئة عمليات القوات المسلحة، وبعد استشهاد الفريق عبدالمنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة على الجبهة في التاسع من شهر مارس عام 1969، فتولَّى أحمد إسماعيل رئاسة أركان حرب القوات المسلحة، وفى الثاني عشر من شهر سبتمبر عام 1969 تم إعفائه من منصبه بسبب انزال الزعفرانةوتَرَك الحياة العسكرية ... بعد وفاة عبد الناصر عام 1970 وتولَّى السادات الحُكم تم تعيين أحمدإسماعيل في 15 مايو 1971 رئيسًا للمخابرات العامة وبقي في هذا المنصب قُرابة العام ونصف العام حتى 26 أكتوبر 1972، عندما أصدر السادات قرارًا بتعيينه وزيراً للحربية وقائداً عامًا للقوات المسلحة خلفاً للفريق أول محمد صادق ليقود إسماعيل الجيش المصري في مرحلة من أدقّ المراحل لخوض ملحمة التحرير؛ وفي 28 يناير 1973عيَّنته هيئة مجلس الدِّفاع العَربي قائداً عاماً للجبهات الثلاث المصرية والسورية والأردنية. حرب أكتوبر: عام 1972 قرَّر السادات إعفاء الفريق أول محمدصادق وعيَّن أحمد إسماعيل مديرًا لجهاز المخابرات العامَّة لخَلفيته العسكرية، وحصوله على أدقّ المعلومات عن قُدرات الجيش الإسرائيلي بحُكم مَنصبه وخَوضه معارك ميدانية عديدة قبلها ... واستدعى السادات أحمد إسماعيل إلى منزله في الجيزةفي 26 أكتوبر وكلَّفه بمَنصِب وزير الحربية والاستعداد للحرب بأسرع وقت، وبأعلى درجات الكفاءة ... وبالفعل بدأ إسماعيل ارتداء البدلة العسكرية من جديد وتولَّى أَرفع مَنصِب في الجيش وقيادة أخطر المعارك في تاريخ مصر معركة أكتوبر 73... كان للمشير أحمد إسماعيل دور معنوي كبير وقيادي في حرب أكتوبر، حيث أَنقذ الجبهة المصرية من الانهيار، وبعد قرار السادات تطوير الهجوم وتوغل القوات المصرية لتخفيف الضغط علي الجبهة السُّورية حدث الخلاف الشهير بين الرئيس السادات ورئيس هيئة الأركان الفريق سعد الدين الشاذلي وقرَّر السادات إعفاء الأخير من مَنصِبه بشكل مؤقَّت، وكانت للفريق الشاذليشعبية واسعة في الجيش بين كبار القادة والجنود، إلى جانب أن الخلافات بدأت في عزِّ اشتعال المقاومة الإسرائيلية وظهور ثغرة الدرفرسوار، بالإضافة إلى الحساسية التي كانت تُسيطر علي علاقة إسماعيل والشاذلي، ومَيل الأول إلى تأييد الرئيس على حساب آراء رئيس الأركان في التعامل مع الثَّغرة، فتولَّى إسماعيل قيادة هيئة الأركان بنفسه، وعاونه المشير محمد عبد الغني الجمسي رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الذي جَرى تصعيده إلى المنصب رسميًّا مع انتهاء الحرب ... وبعد الحرب مَنَحه الرئيس السادات رُتبة المشير في 19 فبراير 1974اعتبارًا من السادس من أكتوبر عام 1973وهي أَرفع رُتبة عسكرية مصرية، وهو ثاني ضابط مصري يصل لهذه الرتبة بعد المشير عبد الحكيم عامر، وحصل أيضًا على نجمة سيناء من الطبقة الأولى وتم تعيينه في 26 أبريل 1974 نائبًا لرئيس الوزراء. الأيام الأخيرة في حياته: أُصِيب أحمد إسماعيل بسرطان الرِّئة وفارق الحياة يوم الأربعاء ثاني أيام عيد الأضحى 25 ديسمبر 1974 وقد بَلَغ 57 عامًا؛ لم يتمكن المشير من كتابة أهم كتاب عن حرب أكتوبر لكنه كان يُكرِّر دائمًا أن الحرب كانت منظمة ومدروسة جدًّا.
__________________
|
#5
|
||||
|
||||
(4) أَسَد البِحَار ومُدَمِّر إيلات هـــــو: الفريق أول/ فؤاد ذكري؛ قائد القوات البحرية في حرب أكتوبر 1973م، والمخطط لعملية المدمرة إيلات عام 1967م... ويُعدَّ أبرز قادة القوات البحرية في تاريخ مصر. وُلِد فؤاد ذكري في السابع عشر من شهر نوفمبر عام 1923م، وهو من أبناء العريش. وفي الثاني من شهر فبراير عام 1946م، تخرَّج برُتبة مُلازِم بحري، وعمل في وحدات البحرية العائمة بالفرقاطات والكاسحات، ثم تولي قيادة قاعدة الإسكندرية البحرية، وقيادة المدمرة القاهرة ثم المدمرة الظافرة. ومنذ عام 1959م وحتى 1963م تولى قيادة لواء المدمرات، ثم تولى رئاسة شعبة العمليات الحربية، وبعد أسبوع من نكسة يونيو عام 1967م عُيِّن قائداً للقوات البحرية، فأعاد بناء القوات البحرية المصرية وخطَّط لأروع إنجازاتها التي تحققت في معارك الاستنزاف، وأكتوبر 1973م. وإنجازاته العسكرية تدرسها الأكاديميات العسكرية العالمية، فقد خطط وأمر بضرب المدرة الإسرائيلية (إيلات) في الحادي والعشرين من شهر أكتوبر عام 1967م، ولأول مرة في تاريخ البحرية في العالم كله تستخدم لانشات الصواريخ في ضرب مدمرة، واتخذت القوات البحرية المصرية من هذا التاريخ عيداً لها. قيادته للبحرية في حرب أكتوبر: الفريق أول فؤاد ذكري هو أول قائد مصري للبحرية يقود أسطولها الحربي في حرب حقيقية ويحقق انتصاراً تاريخياً منذ عصر إبراهيم باشا أمير البحرية الأسبق، وهو القائد الذي خطط للضربة البحرية التي تحدَّث عنها العالم كله، وكانت إشارة النصر في حرب أكتوبر 1973م، وهي حصار مضيق باب المندب والذي جعل إسرائيل لا تنام بسبب آثاره السلبية عليها ... ففي شهر سبتمبر عام 1973م نُشِر خبر صغير بالصحف عن توجه ثلاث قطع بحرية مصرية إلى أحد الموانئ الباكستانية لإجراء العَمْرَات وأعمال الصيانة الدَّورية لها، وبالفعل تحركت القِطَع الثلاث وهي: الفاتح والظافر والفرقاطة رشيد من سفاجا، وكانت أول محطة لها في ميناء عدن وهناك أمضت أسبوعاً ثم صدر لهم الأمر بالتوجه إلى أحد الموانئ الصومالية في زيارة رسمية استغرقت أسبوعاً آخر لزيارة بعض الموانئ الصومالية، ثم عادت القطع الثلاث من جديد إلى عدن وهناك وصلتها مظاريف مغلقة وأوامر بعدم فتحها إلا بعد أن تصلهم إشارة معينة، وفي مساء الخامس من أكتوبر 1973م جاءتهم الإشارة الكودية، وعندما فتحوا المظاريف الثلاث علموا أنها الحرب المنتظرة، وصدرت الأوامر بالتوجه فوراً ليس إلى باكستان كما هو مُعلَن، ولكن إلى مواقع محددة لها عند مضيق باب المندب في سرية تامة عند نُقَط تسمح لها بمتابعة حركة جميع السفن العابرة في البحر الأحمر راداريًّا وتفتيشها، ولم تجرؤ سفينة إسرائيلية واحدة على عبور مضيق باب المندب طوال الحصار، وكانت الأوامر لهذه الوحدات الثلاث بتفتيش السُّفن المشتبه في اتجاهها إلى إسرائيل ومنعها، وإذا لم تمتثل يتم إطلاق مدفعية عليها حتي يتم تطبيق الإعلان الملاحي لوزارة الخارجية المصرية والخاص بتحديد المناطق المحظور فيها الملاحة في البحرين الأبيض والأحمر، كما انتشرت الغواصات المصرية بين المنطقة ما بين جدة وبور سودان وكانت مكلفة بتدمير أي وحدة بحرية متجهة شمالاً إلى ميناء إيلات، ونفذت هذه الوحدات مهامها على أكمل وجه، فقد اعترضت المدمرات 200 سفينة تجارية ... كما يُعدَّ فؤاد ذكري القائد الوحيد في تاريخ الجيوش في العالم الذي ترك قيادة قواته وابتعد عنها بعد أدائه لواجبه الوطني، وهو أحد خمسة من كبار القادة المصريين في حرب أكتوبر 1973م الذين صدر في شأنهم قانون من مجلس الشعب بأن يظلوا في خدمة القوات المسلحة مدى الحياة ... وبعد انتهاء معارك أكتوبر 1973م حرص فؤاد ذكري على ترك موقعه لغيره وطلب هذا رسمياً عدة مرات إلى أن استُجيب لطلبه، ولكن تم تعيينه مستشاراً للبحرية بدرجة وزير ... كما حصل على العديد من الأوسمة والنياشين تقديراً لكفاءته وإنجازاته العسكرية. وفــاتـــه: في إحدى مستشفيات لندن أخبره الجراح العالمي الإنجليزي بالمرض الخبيث الذي تسلَّل إلى جسده، وعندما خرج الطبيب، قالت له زوجته: "إنك الآن وحدك في غرفتك، تصرَّف براحتك، ابكِ إذا كنتَ تشعر بحزن، لا تحبس دموعك" ... فابتسم في شجاعة وقال: "لماذا البكاء والدموع؟! إنني مؤمن، وقد يستطيع الأطباء علاجي أو أموت، لا فرق، فقد أديتُ واجبي والحمد لله" ... وفي مطلع عام 1983م رحل في صمت الفريق أول/ فؤاد ذكري؛ رحمه اللهُ تعالى.
__________________
|
#6
|
||||
|
||||
(5) آخر قادة حرب أكتوبر وفاة هـــــو: اللواء أركان حرب/ نوال سعيد الشافعي؛ رئيس هيئة الإمداد والتموين في القوات المسلحة المصرية في حرب أكتوبر 1973، وكبير مستشاري كلية القادة والأركان؛ وآخر قادة حرب أكتوبر الرئيسيين الذين تبقوا على قيد الحياة حتى وفاته في شهر يونيو 2014. دوره في المعركة: يقول الخبير العسكري وأستاذ إدارة الأزمات بأكاديمية ناصر اللواء جمال حواش: "إن اللواء السعيد شخصية لها فكر مستقبلي ومتقدم، فضلًا عن أنه كان مستمعًا جيدًّا لأي فكرة يقدمها ضابط أو جندي صغير ... فعندما كان ضابطًا برُتبة نقيب في هيئة الإمداد بالجيش الثالث الميداني، ومسئول الاتصال تحت قيادة اللواء السعيد، وأثناء حصار الجيش المصري من العدو الإسرائيلي كانت مهمة كتيبتي إمداد قواتنا بالضروريات، وفي أحد أيام الحصار كان اللواء نوال يقوم بالتفتيش على الإمدادات التي نقوم بها، وقلتُ له عن فكرة توفر لنا الوقت، وتتمثل في استبدال السيارات "الزل" وحمولتها 3 طن فقط بأخرى من نوع "الكراز" التي تزيد حمولتها على 10 طن؛ ويضيف حواش: إن الفكرة أعجبت اللواء السعيد، وأمر بـأن اختبرها في الطلعة الأولى بثلاث سيارات كراز تقوم بالتحرك من القاهرة في رتل عسكري إلى الكيلو101 ثم يأخذها منا المسئولون عن الأمم المتحدة ويوصلونها إلى الجيش الثالث المحاصر، وعندما نجحت فكرتي قام نوال بتعميمها ووجدها توفر في الوقت وتزيد من حجم المواد التي يحتاج إليها الجيش أثناء حصاره ... ومنذ ذلك الوقت تعلمتُ من نوال ألا أغفل أي فكرة حتى من جندي أو ضابط صغير، فبإمكان الفكرة أن تنقذ جيشًا، وهذه الدروس أصبحت محفورة لدى الأجيال التي عاصرت هذا العظيم في الفكر والتخطيط". عبارة جيش نوال: سادت بعد الحرب إطلاق مقولة "جيش نوال" دون عِلم البعض بشخصية اللواء نوال الذي لعب دورًا بارزًا ومؤثرًا في حرب أكتوبر ... ويُسجِّل التاريخ أن بعض قيادات الجيش المصري سألوا الرئيس الراحل أنور السادات قبل حرب 73 عن موعد الحرب، فأجابهم قائلاً: "اسألوا نوال"، في إشارة إلى الأهمية الكبرى لدور الرجل ومسئوليته في حرب أكتوبر. وفــاتـــه: توفي اللواء/ نوال السعيد في 28 يونيو 2014م، عن عمر يناهز الـــ 88 عامًا؛ رحمه الله تعالى.
__________________
|
#7
|
||||
|
||||
(6) أول قائد لقوات الدفاع الجوي المصري هـــــو: المشير/ محمد علي فهمي؛ أول قائد لقوات الدفاع الجوي المصري منذ 23 يونيو 1969 وظل قائدًا لها خلال حرب الاستنزاف 1969 وحرب أكتوبر 1973. - وُلِد فهمي بمحافظ الجيزة يوم 11 أكتوبر عام 1920... وحصل على الثانوية العامة من مدرسة فؤاد الأول عام 1937... ثم التحق بالكلية الحربية في عام 1938 وتخرَّج منها في 1 نوفمبر 1939. حياته المهنية: التحق بسلاح المدفعية متخصِّصًا في المدفعية المضادة للطائرات. - تخرَّج من كلية القادة والأركان عام 1951. - عمل بهيئة عمليات القوات المسلحة، حتى شغل منصب سكرتير عام الهيئة برتبة عقيد. - تولى قيادة المجموعة السادسة مدفعية مضادة للطائرات بألماظة. - رئيس أركان الفرقة الخامسة مدفعية مضادة للطائرات. - حصل على دورة الأكاديمية العليا للدفاع الجوي في الاتحاد السوفيتي عام 1965. - شغل منصب قائد الفرقة الخامسة مدفعية مضادة للطائرات. - في أعقاب نَكسة 67 استدعاه جمال عبد الناصر وكلَّفه بوضع تصوُّر لمنظومة دفاع جوي عن مصر. - أصدر جمال عبد الناصرالقرار رقم 199 في 1 فبراير 1968 بإنشاء قيادة جديدة تكون فرعًا رئيسيًّا مُستقلاً يُطلَق عليها قيادة الدفاع الجوي. - في 23 يونيو 1969تولَّى منصب أول قائد لقيادة الدفاع الجوي وهو برتبة لواء. - في 24 فبراير عام 1974كرَّمه الساداتلدوره في حرب أكتوبر ورقَّاه إلى رُتبة فريق. - في أكتوبر عام 1975 تولَّى منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة. - في أكتوبر عام 1978 اختاره السادات مستشارًا عسكرياً له. - في 26 مايو عام 1979رقَّاه السادات إلى رتبة فريق أول. - في عام 1981 شغل بعد تقاعده منصب رئيس مجلس إدارة شركة الملاحة الوطنية للنقل الاستراتيجي. -في 4 أكتوبر عام 1993قام حسني مبارك بترقيته إلى رتبة مشير تقديرًا لدوره البطولي الذي قام به في حرب أكتوبر. الحروب التي شارك فيها: شارك في حرب فلسطين عام 1948... وشارك في العدوان الثلاثي عام 1956... وشارك في حرب الاستنزاف عام 1969 كقائد لقوات الدفاع الجوي، وقام بإنشاء حائط الصواريخ ليضع حدًّا لتوغل الطيران الإسرائيلي بالأجواء المصرية ... وشارك في حرب أكتوبركقائد لقوات الدفاع الجوي، واستطاع إلحاق خسائر فادحة بالقوات الجوية الإسرائيلية وصلت إلى ثُلث سلاح الطيران الإسرائيلي، إلى الحد الذي صدرت فيه الأوامر من القيادة الإسرائيلية لطياريها بعدم الاقتراب من قناة السويس. الأوسمة والأنواط: - وسام التحرير. - وسام النجمة العسكرية. - وسام نجمة الشرف العسكري. - وسام الشرف العسكري من سوريا. - وسام الملك عبد العزيز من المملكة العربية السعودية. - وشاح النيل. - والعديد من الأنواط والميداليات في المناسبات القومية. وفاته: توفي المشير/ محمد علي فهمي في لندن يوم السبت 11 سبتمبر عام 1999 أثناء رحلة علاجه من المرض، وشُيِّع الجثمان يوم الأحد 12 سبتمبر في نفس العام من مسجد رابعة العدوية، وتقدَّم حسني مبارك جنازته مع الوزراء وكبار رجال الدولة وقادة القوات المسلحة وعدد كبير من ضباط القوات المسلحة يُمثِّلون مختلف الإدارات والهيئات بالقوات المسلحة ورؤساء الأحزاب، وقد حُمِل الفقيد ملفوفًا بعلم مصر على عربة مدفع وسار خلفها حَمَلة الأوسمة والنياشين التي حصل عليها.
__________________
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 12-10-2018 الساعة 12:39 AM |
#8
|
||||
|
||||
(7) قــائـــد ســـــلاح الــمـــهــــنــــــدســـــيــــــــن هـــــو: اللواء/ جمال محمد علي، قائد سلاح المهندسين العسكريين في حرب أكتوبر 73. وُلِد جمال محمد علي في عام 1926م. دوره في الحرب: كان الساتر الترابي مشكلة ضخمة للغاية تتمثل في إزالته لما يمثله من عائق، فكان هناك أكثر من سيناريو ومن ضمنها الاستعانة بمواتير المياه، ولكن كل فكرة فيها سلبياتها وإيجابياتها، فقمنا بضرب الساتر الترابي بالقنابل والرُّوس قالوا لنا الساتر لن يُهدَم إلا بقنبلة ذرية "نظيفة"، وجرَّبنا الصواريخ قصيرة المدى ولم تنجح، حتى فكرة إنزال معدات أوناش بطائرات هليكوبتر على الساتر لفتح ممرات عليه لعبور القوات المصرية، ولكن وجدنا أن فكرة الهليكوبتر تواجه صعوبات شديده في تنفيذها، لأنها ستكون في مرمى نيران العدو، ثانياً الطائرة وزنها خفيف، ولا تتحمل حمل أوناش عملاقة وتم إلغاء الفكرة، وهو ما جعل اللواء جمال محمد علي قائد سلاح المهندسين يُفكِّر في استخدام المياه في هدم الساتر، فذهبنا إلى المهندس صدقي سليمان وزير الكهرباء وطلبنا منه طلمبات من أسوان وبالفعل أرسل لنا ٣ طلمبات وقمنا بتجربتها والحقيقة رغم نجاح التجربة في فتح الساتر الترابي في النموذج إلاَّ أن النتائج كانت مُحبطة لأن العملية أخذت وقتًا أكثر من المخطط الذي كنا نرتِّب له وهو ٨ ساعات بالإضافة إلى ثِقَل المعدات في عمليات النقل، وهو ما جعلنا نعود مرة أخرى لفكرة استخدام المفرقعات، حتى جاءت الفكرة أن الفريق الشهيد جلال سر وكان رئيس مهندسين الجيش الثاني، وكان قد عمل تجربة باستخدام الطلمبات، وهذه الفكرة أعادت لنا الأمل مرة أخرى، وتلقفنا الفكرة في إدارة المهندسين، وبدأنا نبحث عن طلمبات إلى أن توصلنا إلى طلمبة إنجليزية الصُّنع، وكان يلزمنا منها ٤٠٠ طلمبة؛ وتمت إزالة الساتر ... هذا وقد شارك علي من قبل حرب أكتوبر 73، في حرب فلسطين 1948، والعدوان الثلاثي 1956، وحرب 1967؛ وقد حصل على وسام نجمة الشَّرف.
__________________
|
#9
|
||||
|
||||
(8) قـائــد ســـلاح الـمــدفـــعــــيــــــة هـــــو: الفريق/ محمد سعيد الماحي؛ قائد سلاح المدفعية في حرب أكتوبر 1973. وتخرَّج من الكلية الحربية سنة 1942. ثم من كلية أركان حرب سنة 1951. ورُقِّي إلى رُتبة الفريق سنة 1974. أهم المناصب التي شغلها: - كبير الياوران برئاسة الجمهورية. حرب أكتوبر1973م: كان قائدًا لسلاح المدفعية أثناء الحرب ... وهو الذي قام بوضع خطة أكبر تمهيد نيراني في تاريخ الحروب على مستوى العالم، وقد عاونه فيها العميد منير شاش قائد مدفعية الجيش الثالث، والعميد محمد عبد الحليم أبو غزالة قائد المدفعية في الجيش الثاني. وفــاتـــه: توفي الفريق/ محمد سعيد الماحي عن عمر يناهز 85 عامًا، وكان ذلك في 20 يونيو عام 2007م؛ رحمه اللهُ تعالى.
__________________
|
#10
|
||||
|
||||
(9) رئــيـــس أركــــان حــــرب الــجـــيـــــش الــثـــانـــــي هـــــو: اللواء أركان حرب/ تيسير محمد العقاد، رئيس أركان حرب الجيش الثاني الميداني أثناء حرب أكتوبر 1973، وتولَّى قيادة الجيش الثاني مؤقتًا بين 14-16 أكتوبر خلال الحرب، وأحد القادة الذين أشرفوا على خطة تصفية الثَّغرة. وُلِد تيسير العقاد عام 1925 وتوفي عام 1996م. توليه القيادة: بعد التَّدهور شبه الكامل للفرقة 21 المصرية التي دُفِع بها لإنقاذ خطة تطوير الهجوم، في الساعة 8:30 صباح 14 أكتوبر، أُصِيب اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثاني الذي كان يتابع موقف الفرقة 21 المدرعة من مركز القيادة المتقدم للجيش بنوبة قلبية، وقد بادر بالاتصال باللواء تيسير العقاد رئيس أركان الجيش الذي كان موجودًا في الخلف في مركز القيادة الرئيسي للجيش وأبلغه بمرضه، ودعاه للحضور إلى مركز القيادة المتقدم للجيش لتولى القيادة بدلاً منه ... هذا وقد شارك العقاد من قبل حرب أكتوبر 73، في حرب فلسطين 1948، والعدوان الثلاثي 1956، وحرب 1967؛ وقد حصل على نوط الخدمة العامة.
__________________
|
#11
|
||||
|
||||
(10) قـائــد ســـلاح الـمـــشــــاة هـــــو: اللواء أركان حرب/ محمد عبد المنعم كامل الوكيل؛ قائد سلاح المشاة أثناء حرب أكتوبر1973، وأحد القادة الذين أشرفوا على عملية العبور. والده هو المستشار كامل باشا الوكيل، رئيس مجلس الشيوخ سابقاً. وقد تخرَّج محمد عبد المنعم من الكلية الحربية عام 1946. وشارك في حرب فلسطين سنة 1948. وحرب السويس سنة 1956. وحرب الاستنزاف سنة 1969. وحرب أكتوبر سنة 1973. وكان واحدًا من الجنرالات السَّبع الذين فاخرت إسرائيل بأَسْرِهم سنة 1967، ثم بعد تبادل الأسرى عاد إلى الخدمة وشارك في أقوى وأشرس الحروب ضد العدو وهي حرب الاستنزاف؛ ثم تولَّى بعد ذلك إدارة سلاح المشاة في حرب أكتوبر... وتم تجديد مُدَّة خدمته مرتين بعد بلوغه سِنّ المعاش تكريمًا له؛ كما حصل على نجمة الشرف الأولى. وفــاتـــه: توفي اللواء أركان حرب/ محمد عبد المنعم الوكيل يوم 19 ديسمبر عام 2004، وله 79 سنة؛ رحمه الله تعالى.
__________________
|
#12
|
||||
|
||||
(11) قـائــد مـدفــعـــيــــة الـجــيـــش الـثــانـــي هـــــو: المشير/ محمد عبد الحليم أبو غزالة؛ وزير دفاع مصر في أواخر عهد السادات، وبداية عهد مبارك لعدة سنوات حتى سنة 1989. وُلِد في فبراير عام 1930، بقرية زهور الأمراء، مركز الدلنجات بمحافظة البحيرة، لعائلة ترجع في أصولها إلى قبائل أولاد علي ... وبعد دراسته الثانوية التحق بالكلية الحربية، وتخرَّج فيها سنة 1949، وحصل على إجازة القادة للتشكيلات المدفعية من أكاديمية ستالين بالاتحاد السوفيتي سنة 1961، وهو أيضًا خرِّيج أكاديمية الحرب بأكاديمية ناصر العسكرية العليا بالقاهرة، وحصل على درجة بكالوريوس التجارة وماجستير إدارة الأعمال من جامعة القاهرة. تدرَّج في المواقع القيادية العسكرية، حتى عُيِّن مديرًا لإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، فوزيرًا للدفاع والإنتاج الحربي، وقائدًا عاماً للقوات المسلحة سنة 1981، ورقي إلى رتبة مشير سنة 1982، ثم أصبح نائبًا لرئيس مجلس الوزراء منذ 1982 وحتى 1989 عندما أُقِيل من منصبه وعُيِّن حينها مساعدًا لرئيس الجمهورية. شارك في ثورة 23 يوليو52 حيث كان من الضباط الأحرار، كما شارك في حرب فلسطين عام48 وهو ما يزال طالبًا بالكلية الحربية، وشارك في حرب السويس56، وحرب الاستزاف69، وحرب أكتوبر73وكان أداؤه متميزاً؛ ولم يشارك في نكسة 67 حيث كان بالمنطقة الغربية وانقطع اتصاله بالقيادة وعاد ليُفاجئ بالهزيمة ... وقد حصل على العديد من الأوسمة والأنواط والميداليات والنياشين. إقالته: أقاله مبارك من منصب وزير الدفاع سنة 1989؛ اعتبر الكثيرون القرار وقتها مفاجئاً وفسَّره البعض على أن الغرض منه التَّخلص منه لتزايد شعبيته في الجيش وتخوُّف مبارك من أن يقوم بانقلاب عسكري ضده، لكن المراقبين الغربيين يرون أن سبب إقالته هو تهريب أجزاء تُستَخدم في صناعة الصواريخ من الولايات المتحدة الأمريكية، مخالفاً بذلك قوانين حظر التصدير. أهم إنجازاته: "دبابة الأبرامز"؛ استطاع مراوغة الولايات المتحدة الأمريكية بمناقصة دولية أقيمت من أجل إدخال دبابة قتال رئيسة بالإضافة إلى نقل تكنولوجيا تلك الدبابة، لم تدخل الولايات المتحدة المناقصة حتى لا تدعم مصر بدبابة الأبرامز المتطورة على حساب حليفتها إسرائيل وظنًّا منها أن دول أوروبا لن تدعم مصر في امتلاك دبابة قوية، لكنها فوجئت بالعديد من الدول تسعى للفوز بالمناقصة ومنها بريطانيا ودبابتها تشالينجر، فقررت أن تعرض على مصر دبابة الأبرامز بنسبة إنتاج ومكون محلى محدودة على أن تزداد كلما تم تجديد التعاقد لزيادة العدد، قبلت مصر الصفقة وبهذا دخلت دبابة الأبرامز الأقوى عالميًّا بالخدمة بالجيش المصري ... "برنامج الصواريخ المصري": أسَّس برنامج سريًّا لصناعة الصواريخ الباليستية بالتعاون مع الأرجنتين وبدعم عراقي لمشروع برنامج صاروخ بدر 2000 (كوندور 2)، إلاَّ أنَّ المخابرات الأمريكية اكتشفت تهريب أجزاء تُستَخدم في صناعة الصواريخ من أمريكا، خلافاً لقوانين حظر التصدير، وحاول الحصول على برامج تكنولوجيا الصواريخ الأمريكية بطريقة غير شرعية. وفاته: توفي مساء يوم السبت 6 سبتمبر 2008، في مستشفى الجلاء العسكري، عن 78 عامًا، بعد صراع مع مرض سرطان الحنجرة.
__________________
|
#13
|
||||
|
||||
(12) قـائــد الـجــيـــش الـثــانـــي الـمــيـــدانـــــي هـــــو: اللواء/ عبد المنعم محمد إبراهيم خليل؛ قائد الجيش الثاني الميداني أثناء حرب أكتوبر 1973. سجله العسكري: تخرَّج من الكلية الحربية في مايو عام 1942. تدرَّج في المناصب من قائد الكتيبة 53 مشاة إلى قائد جيش ميداني. رئيس أركان اللواء الرابع مشاة. رئيس عمليات القوات العربية باليمن. قائد وحدات سلاح المظلات 1967. رئيس أركان الفرقة الثانية مشاة. قائد الفرقة الثالثة مشاة في بعد حرب 1967. رئيس أركان الجيش الثاني. رئيس هيئة تدريب القوات المسلحة. قائد المنطقة المركزية العسكرية أثناء حرب أكتوبر حتى يوم 16 أكتوبر. قائد الجيش الثاني من يوم 16 أكتوبر 1973، "فترة الثغرة". مساعد وزير الحربية وقائد الدفاع الشعبي والعسكري. مساعد وزير الحربية ورئيس هيئة تدريب القوات المسلحة. الحروب التي شارك فيها: شارك في حرب فلسطين 1948، العدوان الثلاثي 1956، حرب اليمن 1962-1967، حرب 1967، حرب الاستنزاف، حرب أكتوبر 1973. تكريمه: حصل على وسام بطل الجيش الثاني الميداني. نجمة الشرف في حرب أكتوبر. حصل على درجة الدكتوراة الفخرية من أكاديمية ناصر العسكرية العليا بتاريخ 24/ 6/ 2013 لكونه أحد رموز العسكرية المصرية وأقدم قادة حرب أكتوبر 1973. ترقَّى لرتبة الفريق الفخري في 27/ 6/ 2013.
__________________
|
#14
|
||||
|
||||
(13) الـعــمـــيـــــد الـشــهـــيـــــد هـــــو: الشهيد عميد أركان حرب/ نور الدين عبد العزيز عبد الغني؛ قائد مدرعات مصري، شارك في حرب أكتوبر، واستُشهِد فيها يوم 14 أكتوبر، حينما انطلقت أوامر 6 أكتوبر 1973، الساعة 1400، كان قائد اللواء 3 المدرع في حرب 1973 انطلق بقواته ليهاجم مسافة 12 كم في سيناء ناحية ممر متلا؛ كما اشترك مع العدو الإسرائيلي في معركتين كبيرتين من معارك أكتوبر المجيد وتمكَّن من أسر كتيبة إسرائيلية مدرعة ... إِذْتقدَّم اللواء 3 المدرع إلى ممر متلا لتطوير الهجوم من خلال الفرقة 19 مشاة، وأقام مركز قيادته أمام قوّاته ليعطى لجنوده الحماس والقدوة والتضحية بالنّفس، وفجأة أُصيب المقر بضربة مباشرة من القوات الإسرائيلية أدَّت إلى استشهاده. معركة اللواء 3 المدرع: تَقدَّم في اتجاه ممر متلا للاستيلاء على الممر الغربي للممر وتأمينه وتعاونه للمعل كمفرزه أمامية متقدمة على الجنب الأيمن كتيبه مشاه ميكانيكي من الفرقة 6 مشاة ميكانيكي (النسق الثاني للجيش الثالث) الكتيبة 339 مشاه ميكانيكي؛ تم تأمين دفع اللواء 3 مردع للهجوم تحت إشراف قائد الفرقة 19 والفرقة الرابعة المدرعة بقيام المدفعية بقصفه نيران لمدة 15 دقيقه على الأهداف المعادية في اتجاه محور التقدم للواء وعلى الأهداف المرئية واشترك في القصف 5كتائب مدفعيه كما تم دفع الكتيبة 339 مشاة ميكانيكي من اللواء 113 مشاة ميكانيكي من الفرقة 6 مشاة ميكانيكي على الجنب الأيمن للواء المدرع خلال وادى مبعوق بالإضافة إلى دفع سريتين صاعقه للعمل على المدخل الغربي لمحور متلا حيث بدأت تحركاتها منتصف ليلة 13، 14 أكتوبر ورغم كل هذا التأمين للعملية لم ينجح اللواء في تنفيذ المهمة المكلف بها كان اللواء يتقدم في نسقين واحتياطي النسق الأول كتيبتي دبابات مدعمه بسريتين مشاة ميكانيكي النسق الثاني كتيبة دبابات عدا سريه والاحتياطي كتيبه مشاه ميكانيكي رغم وصوله إلى مسافة 7 كم غرب ممر متلا لوقوعه في كمين دبابات وخروجه عن نطاق حمايه الدفاع الجوي ... بدأت عمليات هجوم اللواء 3 مدرع بداية غير مشجعه حيث كان المخطط لتأمين اللواء 3 مدرع ضربه جويه تسبق العملية إلا أنها لم تنفذ لعدم إمكانية تحقيق اتصال مع كتائب الصواريخ المضادة للطائرات التي تم انتقالها إلى شرق القناة قبل أول ضوء يوم 14 أكتوبر وبعد قصفه مدفعية الجيش الثالث لصالح التطوير يوم 14 أكتوبر أتم الجيش قصف تكتيكية أخرى بصواريخ أرض أرض متوسطة المدى ضد احتياطيات العدو في العمق وأثناء تقدُّم اللواء في اتجاه ممر متلا قام الجيش بقصف مراكز القيادة والسيطرة وبطاريات صواريخ الهوك في مدخل ممر متلا ورغم توجيه العدو ضرباته الجوية في اتجاه اللواء 3 مدرع إلا أن اللواء تمكن من التقدم في اتجاه الشرق وفي الساعة 0800 اصطدم اللواء 3 مدرع بدبات العدو فأشتبك معها وأصبح خارج النطاق الكامل لمظلة الدفاع الجوي وفي نفس توقيت دفع اللواء 3 مدرع تم دفع الكتيبة 339 مشاة ميكانيكي إلا أن الكتيبة بمجرد وصلها إلى وادي مبعوق تم انقطاع الاتصال بها فكلف الفريق عبد المنعم واصل ضابط اتصال ومعه جهاز لاسلكي بالوصل إليها واتضح ان الكتيبة تعرضت لقصف جوى مركز والهجوم مضاد لدبابات العدو وان قائد الكتيبة قد فُقِد إلاَّ أنه تقرَّر أن تكمل الكتيبة مهمتها ويتولى رئيس عمليات الكتيبة قيادتها واللواء 3 مدرع كان قد توقف على بعد 7 كم من المدخل الغربي للمر متلا وفي مواجهه اللواء كان هناك قوة تقدر بلواء مدرع في مواجهته في الوقت الذي تعزر فيه تقدم جرارات المدفعية لغرزها في الرمال واستشهد قائد اللواء العقيد نور الدين عبد العزيز وتولى القيادة المقدم حسين منصور رئيس اركان اللواء ونظرًا لكبر حجم الخسائر في الكتيبة 339 مشاه ميكانيكي أصدرت لها الأوامر بالتعزيز على الخط العام الذي وصلت إليه وتقرَّر سحب اللواء 3 مدرع إلى مسافة 2كم من الحد الأمامي لراس كوبرى الفرقة 19 مشاة وتم سحب باقي المعدات وجرارات المدفعية وقامت عناصر الصاعقة والمدفعية بتأمين إجراءات سحب اللواء. من العوامل التي أدَّت إلى اضعاف قوُّة اللواء: أنه تقرَّر دعم اللواء بعدة عناصر قبل تنفيذ الهجوم وهي صواريخ مالوتكا على عربات بردم وسرية 57 مم مضاد للطائرات ثنائية المواسير ذاتيه الحركة وفصيله مهندسين عسكريين ... العقيد نور الدين عبد العزيز كان يتحرك بمركبته في المواقع الأمامية في شجاعة نادرة إلى أن أُصِيبت مركبته بقذيفة مباشرة، فأستُشهِد في الحال وفقد مركز قياده اللواء المتقدم ... اللواء 3 مدرع هو القوة المصرية الوحيدة التي تقدمت إلى عمق أكثر من 25 كم شرق القناة وقد اعترفت المراجع الإسرائيلية بذلك بقولها أن المفاجأة الوحيدة في عمليه تطوير الهجوم كان في القطاع الجنوبي ... حوالي 60 دبابة ت 55 و9 مركبات مدرعة من طراز ب ك وجميع مدافع كتيبة المدفعية نتيجةً للقصف الجوي والستائر الصاروخية واستشهاد قائد اللواء العقيد أ.ح نور الدين عبد العزيز وعدد كبير من الجرحى والشهداء في ساحة القتال، هذا في الوقت الذي لا توجد فيه قوات من الجيش الثالث تدعم اللواء. تكريمه: حصل على وسام نجمة الشرف العسكرية عام 1974. تسمية مدرسة الشهيد نور الدين عبد العزيز الثانوية العسكرية ببنى سويف باسمه.
__________________
|
#15
|
||||
|
||||
(14) قـائــد الـفــرقـــة 21 الـمــدرعـــة هـــــو: الفريق/ إبراهيم عبد الغفور العرابي؛ رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في بداية عهد مبارك لعدة سنوات حتى سنة 1987، وقد شغل قبلها منصب رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة، ومن قبلها منصب قائد الجيش الثاني الميداني، وهو أحد أعضاء تنظيم الضباط الأحرار المصريين التي قامت بما عُرِف بثورة يوليو 1952، والتي أدَّت إلى تنازل الملك فاروق عن العرش لولده الملك أحمد فؤاد الثاني، إلى أن أعلن عن قيام الجمهورية عام 1953.
وُلِدإبراهيم العرابي في 20 مايو 1931 في مدينة المحلة الكبرى، وكان أبوه من الأعيان، وترجع أصول عائلته إلى محافظة الغربية. بدأ حياته العسكرية في نهاية فترة الأربعينيات وعاصر كافة الحروب العربية الإسرائيلية وكافة التقلبات السياسية التي مرَّت بها مصر منذ حرب 1956وحتى حرب 1973 التي كان أحد قادتها البارزين؛ وكان مشهورًا بالانضباط الشديد والصرامة. التأهيل العسكري: تخرَّج من الكلية الحربية المصرية عام 1950 حاصلاً على درجة البكالوريوس في العلوم العسكرية. حصل على درجة الماجستير من أكاديمية فرونز العسكرية العليا بالاتحاد السوفيتي. حصل على درجة الماجستير من كلية القادة والأركان. حصل على زمالة كلية الحرب العليا من أكاديمية ناصر العسكرية العليا. حياته المهنية:بدأ الخدمة كضابط في سلاح الفرسان في عام 1950. انضم إلى الضباط الأحرارعن طريق ثروت عكاشة، وكان له دور فعَّال في نجاح ثورة 23 يوليو 1952 طبقًا لشهادة السيد حسين الشافعي. تعرَّض للاعتقال في عام 1954، عندما عارض الإجراءات المضادة للحرية والديمقراطية التي انتهجها مجلس قيادة الثورة، وتم وضعه في سجن الأجانب هو وزملاؤه المعارضين في ميدان محطة مصر بأوامر من جمال عبد الناصر؛ وبعد مرور أسبوع في السجن خرج بعد التحقيق معه على يد زكريا محيي الدين، وقدَّم استقالته ثم عاد للقوات المسلحة مرة أخرى. شارك ضد العدوان الثلاثي عام 1956. سافر في بعثة دراسية إلى الاتحاد السوفيتي لمدة ثلاث سنوات، حيث التحق بأكاديمية فرونز العسكرية العليا، تخرَّج بعدها حاملاً درجة "أركان حرب" عام 1961. قائد القوات العربية بالعراق. قائد سلاح المدرعات في حرب اليمن بعد أن استدعاه المشير عبد الحكيم عامر من وحدته. شارك في حرب 1967. بعد حرب 1967، صدر قرار بإحالته إلى المعاش، واعتُقِل لمدة عام على خلفية التّخوف من دفعة شمس بدران وزير الحربية أثناء حرب 1967؛ وتم الإفراج عنه في يونية 1968. أصدر الرئيس السادات قراراً بعودته إلى صفوف القوات المسلحة في مايو 1971، والتحق بأكاديمية ناصر العسكرية العليا في عام 1972، حيث حصل على درجة الزمالة عام 1972. خَدم بالجيش الثاني الميداني وتدرَّج في الوظائف القيادية العسكرية. شارك في حرب الاستنزاف 1969. نائب رئيس شعبة عمليات الجيش الثاني الميداني. شارك في حرب أكتوبر 1973وهو برتبة عميدكقائد فرقة 21 المدرعة. تم ترقيته إلى رتبة لواء في يوليو1977 وعُيِّن مساعدًا لقائد الجيش الثاني الميداني عام 1978. رئيس أركان الجيش الثاني الميداني بين عامي 1978، 1980. قائد الجيش الثاني الميداني بين عامي 1980، 1981. رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة بعد حادثة الطائرة التي أستُشهِد فيها المشير أحمد بدوي بين عامي 1981، 1983. مساعد وزير الدفاع عام 1982. تم ترقيته إلى رتبة فريق في يوليو1983 وعُيِّن رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة المصرية خلفًا للفريق عبد رب النبي حافظ من عام 1983 إلى عام 1987. أصدر الرئيس مبارك قراراً بتعيينه رئيس الهيئة العربية للتصنيع من عام 1987 إلى عام 1995، بعدما أُحِيل إلى التقاعد. دوره في حرب أكتوبر: في حرب أكتوبر1973 كان قائدًا للفرقة 21 المدرعة التي تم دفعها في الساعة السادسة والنصف صباح يوم 14 أكتوبر من خط الدفاع المحدد لها داخل رأس كوبري الفرقة 16 مشاة (اللواء الأول المدرع في اليمين، واللواء 14 المدرع في اليسار) وتم تأمين دفعها بضربة جوية في اتجاه المجهود الرئيسي (اللواء الأول المدرع) من الساعة السادسة إلى الساعة السادسة والربع صباحًا، اشتركت فيه 16 كتيبة مدفعية واستهلت فيه 0.4 وحدة نارية ... وفي الساعة الثامنة صباحًا اصطدمت قوّات الفرقة بمقاومة شديدة من مواقع مجهزة للعدو على الخط العام (النقطة 118 - القطاوية – النقطة 146 جنوب وشمال الطريق الأوسط – كثيب عفان/ شمال الطريق الأوسط) ... وفي نفس الوقت وصلت معلومات تُفيد بأن العدو بدأ يحرك احتياطيه المدرع في اتجاه حبيطة على الجانب الأيمن للفرقة 16 مشاة؛ وكان موقف اللواء الأول المدرع بالغ السوء منذ بدء تحركه، فقد تعرَّض لقصف مركز من مدفعية العدو البعيدة المدى من عيار 175 مم، علاوةً على نيران كثيفة من الدبابات وستائر الصواريخ المضادة للدبابات من النقطة 118 مما أدَّى إلى استشهاد العقيد أركان حرب محمد توفيق أبو شادي قائد اللواء وكذا قائد مدفعية اللواء في أول 15 دقيقة من المعركة، وتدمير دبابة قائد كتيبة اليسار وتولى رئيس أركان اللواء مسئولية القيادة؛ وأدّى هذا الموقف بالإضافة إلى شِدّة وكثافة النيران التي تركّزت على وحدات اللواء إلى ضياع السيطرة، خاصةً بعد انقطاع الاتصال بين قيادة اللواء وبعض وحداته الفرعية ... ونتيجة لذلك فَقَدت بعض هذه الوحدات اتجاهها، وتحرّكت نحو الشمال لتفادي المقاومات الشديدة التي أوقفت تقدمها بدلاً من الاتجاه نحو الشرق وفقًا للخطة الموضوعة، مما أدَّى إلى التصاق بعض سرايا الدبابات من اللواء الأول المدرع بوحدات اللواء 14 المدرع ... وكان موقف اللواء 14 المدرع أفضل من موقف اللواء الأول، فقد نجح في تدمير موقع العدو الذي اعترض طريق تقدمه، وتمكَّن من التقدم حوالي خمسة كيلو مترات أمام الحد الأمامي لرأس كوبري الفرقة 16 مشاة، ومن الوصول إلى الخط العام كثيب الصناعات كثيب عيفان، ولكنه أُرِغم على التوقف أمام نيران الدبابات والستائر المضادة للدبابات التي تركزت على وحداته من موقع العدو الحصين والسابق التجهيز في النقطة 146 شمال وجنوب الطريق الأوسط ... وفي الساعة الثامنة والنصف صباحًا أُصِيب اللواء سعد مأمون قائد الجيش الثاني الذي كان يتابع موقف الفرقة 21 المدرعة من مركز القيادة المتقدم للجيش بنوبة قلبية، وقد بادر بالاتصال باللواء تيسير العقاد رئيس أركان الجيش الذي كان موجودًا في الخلف في مركز القيادة الرئيسي للجيش وأبلغه بمرضه، ودعاه للحضور إلى مركز القيادة المتقدم للجيش لتولي القيادة بدلاً منه، وانتقل هو إلى غرفة الاستراحة بمركز القيادة حيث أخذ بعض الأطباء في علاجه ... وقد اختلفت الأقوال حول السبب الحقيقي لمرض اللواء سعد مأمون والذي أدَّى إلى تنحِّيه عن قيادة الجيش الثاني يوم 14 أكتوبر وإلى اخلائه فيما بعد إلى مستشفى المعادي، وقد تطرّق الفريق سعد الشاذلي في مذكراته، فأورد في الصفحة 247 ما يلي: "لقد كان تأثير أخبار هزيمة قواته (يقصد اللواء سعد مأمون) صباح اليوم ذات أثر كبير عليه فانهار، وكان معاونوه يعتقدون أنه بعد عِدَّة ساعات من النوم سوف يستعيد نشاطه، ولذلك حَجَبوا المعلومات عن القيادة العامة" ... وفي الساعة العاشرة صباحًا يوم 14 أكتوبر وصل اللواء تيسير العقاد رئيس أركان الجيش الثاني إلى مركز القيادة المتقدم للجيش في الإسماعيلية، وتولّى القيادة اعتبارًا من هذا التوقيت ... وكانت الفرقة 21 المدرعة ما تزال مشتبكة في قتال عنيف مع مقاومات العدو التي أوقفتها عن التقدم، وأصدر قائد الفرقة أمرًا إلى اللواء 18 مش ميكا (النسق الثاني للفرقة) بالتحرُّك إلى منطقة الطالية، وأن يكون مستعدًا للدفع للاشتباك من اتجاه كثيب الخيل يمين اللواء 14 المدرع؛ وكانت فكرة قائد الفرقة ترمي إلى استخدام المشاة المترجلة كي تتعاون مع الدبابات لتدمير مقاومات العدو التي أوقفت تقدم اللواء 14 المدرع خاصة في النقطة 146 بعد توجيه قصفة النيران عليها من الطيران والمدفعية ... وقد تمت معاونة هجوم الفرقة 21 المدرعة بحشد ضخم من نيران المدفعية اشتركت فيه مجموعة مدفعية الجيش الثاني ومجموعات مدفعية الفرق 21 المدرعة و16 مشاة و2 مشاة وتركَّزت قصف نيرانها على مواقع العدو التي أوقفت تقدم الفرقة 21 المدرعة، وعلى مواقع بطاريات مدفعية العدو في العمق، وعندما طلب قائد الفرقة مجهوداً جويًّا قامت مدفعية الفرقة المدرعة بضرب ستارة دخان لتحديد الخطّ الذي وصلت إليه قوات الفرقة لقواتنا الجوية؛ وقد تم تنفيذ 2 طلعات طيران لمعاونة الفرقة، وقامت الطائرات بقصف مواقع العدو، ولكن تأثير الضرب كان محدودًا بسبب عدم تحقيق اتصال مباشر بين الفرقة والطيران لتحديد الأهداف المطلوب تدميرها ... وكان موقف اللواء الأول المدرع لا يزال سيئًا بعد فقد قيادة اللواء السيطرة على بعض وحداته الفرعية نتيجة لاستشهاد قائد اللواء في بداية المعركة وانقطاع الاتصال مع إحدى كتائبه المدرعة بسبب تدمير دبابة قائدها، مما أدَّى إلى انضمام عناصر منه إلى اللواء 14 المدرع، كما أنَّ جانبًا من وحداته الفرعية دخلت في رأس كوبري الفرقة 16 مشاة؛ وقد بذل العميد أركان حرب إبراهيم العرابي قائد الفرقة 21 المدرعة جهدًا كبيرًا لإعادة تجميع اللواء الأول المدرع واِحكام السيطرة عليه تمهيدًا لاستعادة كفاءته القتالية ... وفي نفس الوقت استمر اللواء 14 المدرع يقاتل بعناد من موقعه على الخط كثيب الصناعات-كثيب عيفان ضد المقاومة العنيفة للعدو في النقطة الحصينة 146؛ وقامت الفرقة الثانية المشاة بمعاونة اللواء المدرع وحماية جنبه الأيسر بنيران مدفعيتها وأسلحتها المضادة للدبابات ... وعندما شَنّ العدو هجمة مضادة على الجانب الأيمن للواء بسريتي دبابات مدعمتين ببعض المشاة الميكانيكية، تمكَّن اللواء بالتعاون مع احتياطي الفرقة المضاد للدبابات الذي قام بالفتح على جانبه الأيمن من صدّ الهجوم المضاد وتدمير 5 دبابات للعدو، وقد قام العدو طوال يوم 14 أكتوبر بتركيز نيران مدفعيته بعيدة المدى من عيار 155 مم و175 مم وقصفه الجوي على مواقع ووحدات الفرقة 21 المدرعة والفرقة 16 مشاة؛ وعندما حاولت بعض الاحتياطيات المدرعة للعدو القيام بهجوم مضاد من اتجاه كثيب الحبشي من الجنوب على الطريق العرضي 2 قامت الفرقة 16 مشاة بصدّ هذا الهجوم، وتمكَّنت من تدمير 4 دبابات ... وفي الساعة الواحدة والنصف ظُهرًا أصبح موقف الفرقة 21 المدرعة حَرِجًا، فلقد عجز اللواء الأول المدرع عن تطوير أعمال قتـاله شرقًا وأُصِيب بخسائر كبيرة، وأصبحت دباباته المتبقية 66 دبابة؛ بينما تعرَّض اللواء 14 المدرع لهجوم جوي مُركَّز ونيران كثيفة وضرب مباشر من الدبابات والصواريخ المضادة للدبابات، وأصبحت دباباته المتبقية 44 دبابة، أي أن الفرقة فقدت حوالي 50% من دباباتها إذا أضفنا إليها دبابات اللواء الميكانيكي الذي لم يشترك في القتـال ... وكان اللواء 18 المشاة الميكانيكي مستمرًا في التجمع في أرتال سرايا في منطقة الطالية استعدادًا لدفعه للاشتباك، وقد تعرَّض أثناء ذلك لقصف جوي ونيران مدفعية مُركَّزة، أمَّا وحدات مدفعية الفرقة فقد كانت ما تزال في محلاتها خلف خط الدفع داخل رأس كوبري الفرقة 16 مشاة وقائمة بتقديم المعونة المطلوبة للوحدات بنيرانها ... وكان قرار قائد الفرقة المدرعة هو التمسُّك بالخط العام كثيب الصناعات عيفان بقوة اللواء 14 المدرع والكتيبة التي انضَّمت إليه من اللواء الأول المدرع، وإعادة تجميع اللواء الأول المدرع (عدا كتيبة) في المنطقة جنوب كثيب أبو وقفة مع استمرار تمركز اللواء 18 المشاة الميكانيكي غرب الطالية، وسرعة استعادة الكفاءة القتالية للفرقة استعدادًا لاستئناف التَّقدم وتحقيق المهمة التي كُلِّفت بها ... وقد صدَّق قائد الجيش بالنيابة على قرار قائد الفرقة حوالي الساعة الثانية ظهرًا؛ وفي نفس التوقيت قام اللواء تيسير العقاد الذي كان يتولى قيادة الجيش الثاني بالاتصال بالقائد العام الفريق أول أحمد إسماعيل بالمركز 10 بالقاهرة وشرح له موقف الفرقة 21 المدرعة وقراره الذي أصدره باستمرار الفرقة في تحقيق مهمتها، ولكنه طلب من القائد العام تقديم معاونة جوية للفرقة لمساعدتها في ازاحة مقاومات العدو التي اعترضت طريقها وأوقفتها عن التقدم ... وازاء الموقف الجديد بعد تمركز معظم وحدات الفرقة 21 المدرعة داخل رأس كوبري الفرقة 16 مشاة، أصدر اللواء تيسير العقاد أمره باستمرار اللواء 24 المدرع في مكانه الأصلي في رأس كوبري الفرقة 2 مشاة وألغى القرار السابق بتحركه إلى منطقة المحطة 3 شرق الإسماعيلية ليكون احتياطيًّا في يد قائد الجيش لصالح رأس كوبري الجيش الموحد ... وكان الرئيس الراحل أنور السادات قد وصل حوالي الواحدة والنصف ظهرًا يوم 14 أكتوبر إلى المركز 10 بناءً على طلبٍ من القائد العام، وأخطره الفريق أول أحمد إسماعيل بعد حضوره إلى مقر القيادة بأن عملية تطوير الهجوم على طول الجبهة لم تصادف نجاحًا، وأن القوّات المدرعة والميكانيكية التي قامت بعملية تطوير الهجوم في قطاعيْ الجيشين الثاني والثالث قد مُنيت بخسائر كبيرة في الدبابات بلغت حوالي 250 دبابة ... وأمر السادات الفريق سعد الشاذلي رئيس الأركان بالتَّحرك في الحال إلى الجبهة لرفع معنويات الضباط والجنود؛ وفي حوالي الساعة الرابعة مساءً وصل الفريق الشاذلي إلى مركز القيادة المتقدم للجيش الثاني، وقام بزيارة اللواء سعد مأمونالذي كان يرقد في الاستراحة وإلى جانبه الطبيب الذي كان يشرف على علاجه ... وقد ذكر الفريق سعد الشاذلي في مذكراته أنه عندما أبلغ اللواء سعد مأمون أثناء زيارته له بأنه سيتم اخلاؤه إلى مستشفى المعادي، انزعج كثيرًا ورَجَاه ألاَّ يفعل ذلك مُؤكِّدًا أنه يستطيع أن يمارس مسئولياته فورًا، لكن الطبيب بناءً على اتفاق مسبق مع سعد الشاذلي اتصل به هاتفيًّا صباح اليوم التالي (15 أكتوبر) وأخبره بأن حالة سعد مأمون لم تتحسّن، ولذا فقد تم اخلاؤه إلى مستشفى القصاصين في بادئ الأمر ثم إلى مستشفى المعادي، حيث بقى فيه إلى ما بعد وقف إطلاق النار؛ وبعد أن غادر الفريق الشاذلي غرفة اللواء سعد مأمون اجتمع مع ضباط قادة الجيش الثاني وبحث معهم الموقف، كما قام بالاتصال بجميع قادة الفِرَق وأبلغهم تحيات الرئيس وتشجيعه لهم ... ورغم تحذيرات العميد أركان حرب إبراهيم العرابي للفريق سعد الشاذلي بعدم العبور إلى شرق القناة نظرًا لهبوط الظلام مما سوف يجعل التحرك ليلاً في ميدان المعركة عملية بالغة الخطورة، فان الفريق سعد الشاذلي صممَّ على زيارة الفرقة 21 المدرعة نظرًا لأنها التشكيل الذي تحمل العِبء الأكبر من المعركة صباح هذا اليوم ولكنه عجز عن عبور القناة بعربته، فلقد وجد أحد الكباري مدمرًا ووجد الكوبري الآخر مرفوعًا من مكانه لتفادي تدميره بواسطة مدفعية العدو التي كانت مستمرة طوال الوقت في عمليات القصف، ولذا فقد اضطر رئيس الأركان إلى العودة مرة أخرى إلى مركز قيادة الجيش فوصله حوالي الساعة الثامنة مساءً ... وبعد أن اتصل هاتفيًّا بالعميد أركان حرب إبراهيم العرابي تحرَّك عائدًا إلى القاهرة ووصل إلى المركز 10 حوالي الساعة الحادية عشر مساءً، حيث أبلغ الموقف إلى الفريق أول أحمد إسماعيل، وعند منتصف الليل اتصل به الرئيس السادات، ولما استفسر منه عن الموقف أعاد على مسامعه كل ما رآه وفعله في تلك الزيارة ... وفي الساعة التاسعة مساءً كانت الأوامر قد صَدَرت من قيادة الجيش الثاني بناءً على تعليمات القيادة العامة إلى قائد الفرقة 21 المدرعة بتجميع الفرقة داخل رأس كوبري الفرقة 16 مشاة قبل يوم 15 أكتوبر، وذلك لتدعيم الدفاع عن رأس الكوبري مع استمرار أعمال اعادة تجميع الفرقة واستعادة كفاءتها القتالية في أقرب وقت ممكن ... ورُغم الخسائر الجسيمة التي أصابت بها الفرقة 21 المدرعة، والمواقف الصعبة التي واجهتها خلال عملية تطوير الهجوم صباح يوم 14 أكتوبر، فإن الفرقة قاتـلت العدو قتـالاً مجيدًا، وخسرت عددًا كبير من رجالها ودباباتها.
__________________
آخر تعديل بواسطة Mr. Hatem Ahmed ، 15-10-2018 الساعة 12:18 AM |
العلامات المرجعية |
|
|