اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > التنمية البشرية

التنمية البشرية يختص ببناء الانسان و توسيع قدراته التعليمية للارتقاء بنفسه و مجتمه

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 21-02-2008, 06:58 PM
الصورة الرمزية FRANKENSTEIN
FRANKENSTEIN FRANKENSTEIN غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2006
العمر: 33
المشاركات: 2,829
معدل تقييم المستوى: 0
FRANKENSTEIN is an unknown quantity at this point
افتراضي دعوه للقيم ...... د.نبيل فاروق

1 - دعوة للقيم..
ماذا نحن؟!.. من نحن؟!.. وأين نحن؟!...
أسئلة رئيسية وأساسية، لابد وأن نطرحها على أنفسنا، فى بداية هذه السلسلة من المقالات..
وعندما نطرح هذه الأسئلة، سيغضب البعض حتماً، ويثورون، وينتفضون، ويتوعدون، ويؤكدون أننا خير أمة أخرجت للناس، فكيف لا نثق فى هذا، وكيف أصابنى العمى وانعقد لسانى فى حلقى، وخربت أذنىَّ، ولم أدرك هذا على الفور..
وهنا فى الواقع، تكمن المشكلة الرئيسية..
أننا نرى أنفسنا.. فقط..
والمشكلة الأكبر، هى أننا نرى أنفسنا بعيوننا وحدها، وبأفكارنا وحدها، وبتعنتاتنا وحدها..
ووفقاً للمنهج العلمى، فهذه رؤية قاصرة للغاية..
رؤية أنانية.. متميزة.. ومتعصبة، وتفقدنا أهم ما يحتاجه هذا العصر، وأخطر ما تعتمد عليه أسس نمو الحضارات..
تفقدنا لغة الحوار، والفهم، والقدرة على تسويق أنفسنا، ومبادئنا، ومعتقداتنا لدى الآخرين..
وتربحنا شيئاً واحداً (لو صحت هنا كلمة ربح)..
التوتر، والعنف، والتعصب ضدنا، والمواقف الحادة تجاه معتقداتنا، وانعدام القدرة على رؤية مثالبنا ومحاسن ديننا..
فالرؤية الصحيحة، تعتمد دوماً على ثلاثة محاور رئيسية..
فنحن كما نرى أنفسنا..
وكما يرانا الآخرون..
وكما نحن بالفعل..
وهى ثلاثة وجوه منفصلة، وليست متصلة أو متقاربة، لو تصوَّر البعض هذا..
فكل مخلوق، مهما كان شأنه، يرى نفسه أفضل المخلوقات، وأحكمها، وأعقلها، وأصحَّها..
ولأنه يرى نفسه كذلك، فهو يتعامل مع الآخرين من هذا المنطلق، ومن منظور علوى، يتعارض مع رؤيتهم المتفوِّقة المماثلة لأنفسهم، فيروننا فى صورة المغرورين، المتعصبين، الجهلاء..
وواقعنا هو حتماً غير هذا وذاك..
فنحن، كأى شعب، منذ بدء الخليقة، وحتى يوم القيامة، فينا الطيب والشرير، والذكى والغبى، والحكيم والأحمق، والعالم والجاهل..
نحن أمة، مثل كل الأمم..
أما لو كنا نصر على أننا خير أمة أخرجت للناس، فلا ريب فى أننا قد أغمضنا عيوننا عن شروط الآية الكريمة، من سورة (آل عمران)..
الله سبحانه وتعالى أخبرنا أننا خير أمة، عندما نأمر بالمعروف، وننهى عن المنكر، ونؤمن به عزَّ وجلَّ....
هناك إذن شروط، لنصبح خير أمة..
شروط لا صلة لها برؤيتنا لأنفسنا، أو رؤية الآخرين لنا، وإنما هى أساس ما ينبغى أن نكون إليه..
أو نعود إليه..
ففى زمن ما، كنا أقوى أمة على وجه الأرض، لأننا كنا نتحلى بمكارم الأخلاق، ونسير على منهج واضح صحيح، وضعه خالق الكون، الذى لا يغفل ولا ينام..
ولكننا نحن غفلنا.. ونمنا.. وفقدنا قيمنا، وأسسنا..
وقوتنا أيضاً..
بطاعتنا وعملنا إذن، بنينا حضارة عظيمة..
وبتقاعسنا وإهمالنا، خسرنا حضارة رائعة..
وهذه هى رسالة سلسلة المقالات الجديدة..
أن نستعيد معاً الطريق إلى الحضارة..
أن ننير الطريق، الذى أظلمه جهل طويل، ساهم استعمار تلو الآخر فى نشرة، حتى يستقر بيننا آمناً مطمئناً..
أن نحفر معاً الطريق إلى ما فقدناه..
الطريق إلى الحضارة..
والمقصود بالحضارة هنا، ليس التكنولوجيا الرقمية، والأجهزة الإليكترونية، التى سيطرت على حياتنا وأفكارنا، والتهمت كل وقتنا ومشاعرنا، وشغلتنا بسيل من تسليات لا تشفع، وعلم لا ينفع، استعاذ منه رسول الله، صلى الله عليه وسلم..
فالواقع أنه لدينا الكثير من التكنولوجيا الرقمية، وغير الرقمية...
إنها تملأ أسواقنا، ومتاجرنا، ومنازلنا أيضاً....
من منا ليس لديه تلفاز ملوّن، وساعة أليكترونية، وهاتف محمول، مزوّد بآلة تصوير متطوّرة...
ومن منا لا يقيم فى بيت به هاتف أرضى، وتيار كهربى، ومبرد مياة، وتكييف هواء أيضاً...
وكم عدد من يمتلكون سيارات فارهة، أو متطورة، أو حتى عادية...
اغمض عينيك، وحاول أن تستعيد يوم واحد من حياتك، وستجد أنه قد حمل لك، ولو لمحة واحدة من كل شئ من هذا، أو ذاك...
والآن، وقبل أن تفتح عينيك، اطرح على نفسك سؤال واحد: من منا اخترع شيئاً واحداً من كل هذا؟!...
من؟ ... من؟... من؟....
لو طرحت السؤال على نفسك ألف مرة، لن تجد له جواباً يرضيك أبداً.... للأسف..
المقصود إذن بالحضارة ليس كل هذه المصنوعات، مهما بلغ إبهارها..
المقصود هنا هو حضارة إنسانية.. حضارة تستعيد القيم والمبادئ والأخلاقيات، التى دعا إليها ديننا، والتى بهرت العالم كله، عندما تمسكنا بها، يوم نسيها الجبابرة، حتى قيل عنا أننا قوم نحرص على الموت، حرصهم هم على الحياة...
وعندما نبدأ فى صب أسس البناء الحضارى الإنسانى، فلابد وأن نبدأ بدعوة شبابنا وأطفالنا، إلى أهم ما يميِّز الحضارة، منذ بدء الخليقة..
إلى القيم والمبادئ..
قيمنا.. ومبادئنا..
لقد أمرنا الخالق عزّ وجلّ بأن نعد لهم ما استطعنا من قوة، ومن رباط الخيل...
ونحن نعرف أن رباط الخيل هو السلاح والعدة والعتاد، أما القوة، فهى كل شئ آخر...
إنها قوة الاقتصاد، والسياسة، والتصنيع، والعلم، والتكنولوجيا، والمجتمع...
إنها كل صور القوة، التى تتناسب مع كل عصر، وفقاً لأبجدياته وظروفه ...
كل القوة..
ولا ينبغى، فى هذه المرحلة الأولى، أن نشغل أنفسنا بصورتنا فى عيون الآخرين..
ولا أن نتعامل من منظور علوى متعنت..
بل، ينبغى أن نعتبر أنفسنا جميعاً مجرد تلاميذ، فى الصف الأوَّل قبل الدراسى، من مدرسة القيم، وأن نبدأ البناء بقلوب منشرحة، وعقول مفتوحة، واستعداد حقيقى للتطور، واستعادة نهضتنا العظيمة، المدفونة تحت أطنان من الغضب، والرفض، والحدة... والجهل أيضاً..
ولابد أيضاً وأن ندرك حقيقة عظيمة، كتبها أحد الأدباء ذات يوم..
حقيقة تقول: "لو علمنا كيف فشلنا، نعرف كيف ننجح.."..
البداية الحقيقية إذن، هى فى أن نعترف بأن أسلوبنا، خلال العقود العديدة الماضية، قد انتزع منا الريادة، ووصفنا فى مصاف الدول الضعيفة..
وأن ندرس أسباب هذا الضعف..
ومسبباته..
وتطوراته..
عندئذ.. وعندئذ فقط، سنتعلم من خسارتنا، كيف يمكننا أن نعيد بناء حضارتنا..
وبمنتهى الشجاعة، والصراحة ووضوح الرؤية، ودون حساسيات، أو تعصبات، أو عقد ذهنية وفكرية، لابد وأن ندرك عيوبنا..
ونقاط ضعفنا..
وبنود خسائرنا..
والواقع أننا نفتقد، فى زمننا هذا، إلى منظومة قيمية واضحة..
نفتقد الصورة العلمية المنهجية، التى ينبغى أن نلتزم بها، حتى تصبح مدخلاً لحضارتنا..
فحتى العقائد الدينية، لا يمكنك أن تغوص بها فى أعماق النفوس، لو أن تلك النفوس تفتقر إلى منظومة قيم واضحة..
ففى الجاهلية مثلاً، كانت هناك تجاوزات عديدة، أتى الدين للتغلب عليها ومنعها، إلا أن عرب الجاهلية كانت لديهم منظومة قيم واضحة، تكفى كلبنة لعقيدة الحق ودينه عزَّ وجلَّ..
كانت لديهم الشجاعة، والحماسة، والكرم، وأخلاقيات الفرسان، التى نراها واضحة فى تاريخهم، وأشعارهم، ولغتهم، وأدبهم..
فمن أهم القواعد العلمية، أن تحريك العجلة من الثبات، يحتاج إلى جهد يفوق بكثير زيادة سرعتها أثناء الحركة..
والثبات هنا، هو أن تخلو حياتنا وأفعالنا من منظومة قيم واضحة.. أن ننطلق، وكأننا سيارة أو حافلة، ذات سرعة عالية، ولكن دون عجلة قيادة..
إنها تتحوَّل، والحال هكذا، من وسيلة راحة انتقال، إلى سلاح قاتل عشوائى، لا أحد يدرى ماذا يصيب، أو كيف ينتهى به الطريق.. القيم إذن هى عجلة القيادة، التى تقودنا عبر الطريق القويم..
هى الهدف، الذى يحدِّد كل أفعالك..
وحتى ردود أفعالك..
خطوتنا الأولى إذن، هى إعادة بناء القيم..
وتوضيحها..
القيم الدينية..
والتربوية..
والاقتصادية..
والثقافية أيضاً..
وكما اتفقنا، لابد وأن ندرك أولاً أهم عيوبنا..
ثم ننطلق لإعادة بناء قيمنا..
وحضارتنا، و...
ولهذا حديث آخر..
طويل
__________________



Not everything that can be counted counts, and not everything that counts can be counted



رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:07 AM.