بالله إدخل وشوف التحول العجيب
بعض التيارات الدينية كانت تعتبر الثورة فتنة كبرى ولا يجوز المشاركة فيها، ثم بعد نجاحها رأيناهم أول من قطف الثمار، فما الحكم الشرعى فى مثل هؤلاء؟ وما هو تقييمك الشخصى لهم؟ سؤال لفضيلة الشيخ القرضاوي وظبعا دا كان رأي الوهابيين
- كلامك صحيح مائة فى المائة (100%)! فقد رأينا هذه الشخصيات الكبيرة، وقفت فى أول الأمر موقف المعارض والمناوئ ضدَّ الثورة، وأصدرت الفتاوى الشرعية التى تحرِّم المسيرات، أو تنزل إلى الشارع، واعتبروهم دعاة إلى الفتنة، وإلى نشر الفوضى، والعمل ضدَّ الشرعية، وإن عملهم هذا معصية لله، ومحادة لرسوله، ويتلون على الناس قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِى الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء:59]. وأحاديث «أطِعِ الأميرَ وإنْ ضرب ظهرك وأخذ مالك». وهو من أحاديث المتابعات فى صحيح مسلم، وهو منقطع.
ولقد رددت على هذه الفتاوى المضللة والمخذّلة فى حينها، وأسكتنا باطل هؤلاء بالحق الذى فى أيدينا من بيّنات الهدى والفرقان، ومحكمات الكتاب والميزان، وانشرحت لها صدور الشباب الثائرين بالحق وللحق، ورفضوا ما قاله هؤلاء الذين اعتبروهم يمثلون علماء السلطة، وعملاء الشرطة.
ولكن الذى يغيظنى ويغيظ كل حليم أن ينسى هؤلاء موقفهم المخزى، ولا يختفون عن أعين الناس حتى ينسوا موقفهم، بل تراهم يظهرون ويتحدثون ويتبجحون وينفشون ريشهم، وكأنهم من صناع الثورة، وفى الحديث الشريف أن النبى صلى الله عليه وسلم ــ قال: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى «إذا لم تستحِ فافعل ما شئت»)!.
__________________
|