اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > المنتدى التخصصى للمعلمين > المنتدى االأكاديمى للمعلمين > حجرة مـعـلـمـى المواد العلمية

حجرة مـعـلـمـى المواد العلمية الرياضيات - الكيمياء - الفزياء - الأحياء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-02-2009, 11:18 PM
الصورة الرمزية سيد سعد غباغبي
سيد سعد غباغبي سيد سعد غباغبي غير متواجد حالياً
مــٌــعلــم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
المشاركات: 395
معدل تقييم المستوى: 0
سيد سعد غباغبي is an unknown quantity at this point
افتراضي «سارس»... هل هو سلاح جرثومي؟


بكل فخر واعتزاز يشرفني ان اضع مقالة في هذا المكان للرجل الذي تتلمذت علي يدية وعلي يدي امثاله ممن جعلوني عاشقا للعلم و للاحياء وبصفة خاصة
انه الاستاذ الدكتور ماهر البسيوني حسين ......... استاذ علم الفيرولوجي

«سارس»... هل هو سلاح جرثومي؟

يتزايد الرعب والخوف والفزع في العالم أجمع من الانتشار الوبائي لمرض سارسSARS هو اختصار للمتلازمة التنفسية الحادة القاسيةsevere acute respiratory syndrome وهو ما يعرف أيضا بالالتهاب الرئوي اللانوعي أو الإلتهاب الرئوي الحاد.
والآن بعد أن تفجر لأول مرة في هونج كونج بالصين منذ شهر فبراير عام 2003، فإن الانتشار الوبائي قد تخطى حدود دول جنوب شرق آسيا مثل فيتنام وكمبوديا وتايلاند والفلبين وسنغافورة وماليزيا ليشمل أكثر من 20 دولة من بينها أمريكا وفرنسا وألمانيا وكندا واستراليا. ولقد سجلت منذ 15 أبريل الجاري حالة في الكويت نسبت لأحد الأجانب الذي حمل معه الإصابة على الرغم من نفي السلطات الصحية الكويتية لهذا الأمر لمدة أسبوعين لكنها تأكدت من ثبوت الإصابة بفيروس المسبب لمرض سارس.
وفي مقال سابق لـي بمجلة اليمامة العدد 1750 يوم السبت 4 صفر الموافق 5 أبريل كانت حالات الإصابة في نحو 14 دولة تبلغ 1400 واثنتين وخمسين حالة وفاة بينما تركز أكثرها في الصين وهونج كونج، لكن من المفزع أيضا أن نسبة الوفيات قد تفاقمت في كندا والولايات المتحدة أيضا، وقد وصلت الى 200 حالة.
ولقد دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر من هذا الوباء الكاسح القاتل سريع الانتشار. وأعلنت حالة الطوارئ في الهيئات العالمية والطبية في أمريكا وكندا وأوروبا وشاركت معامل منظمة الصحة العالمية والجيش الأمريكي ومراكز مراقبة الأمراض CDC الأمريكية والمعامل الكندية والصينية والألمانية بجهود مكثفة لحل لغز هذا الوباء. وكانت دوافع هذا الاستنفار والحشد العلمي ما يلي:
1ـ ان المرض لا نوعي أي غير تقليدي وغير عادي معروف او محدد. فمن المعروف أن أكثر من 150 نوعا من الفيروسات قد تسبب التهابا رئويا لكن ليس بهذه القسوة أو الشراسة الإمراضية. ومن بين هذه الأمراض أكثر من 100 فيروس تسبب الرشح أو البرد العادي علاوة على مثيلات لها من الفيروسات التاجيةCoronaviruses كتلك التي تصيب جنود الاحتياط عند الاستدعاء للجيش الاحتياطي والفيروسات الغدية adenoviruses وفيروسات كالحصبة والنكفية والدمج الخلوي التنفسي والباراإنفلونزا إضافة إلى فيروس الإنفلونزا بأنواعه وسلالاته.
2ـ وهو أيضا متلازمة syndrome لأن الصورة المرضية غير محددة المعالم والتتابعات لكن تميزها علامة فارقة ومحددة وهي الالتهاب الرئوي الحاد أو القاتل...
كما تطلق كلمة متلازمة عندما تجتمع عدة اعراض بشكل متزامن ومتناسق.
3 ـ لقد أوضحت الدراسات التي أجريت على عينات من الإفرازات المخاطية سواء للمرضى أو من المتوفين بأنها تحتوي على فيروس تشابه في كل الفحوصات وفي كل البلدان للحالات المصابة بهذه المتلازمة وأوضحت جميعها أن الفيروس نوع واحد من العائلة التاجية coronaviridae من حيث حجم الدقائق الفيروسية ومظهرها الخارجي وبروز نتوءات صولجانية منتفخة على سطحها كما أن تركيبها الداخلي يؤكد ذلك لأن مادتها الوراثية من جزئ مفرد طولي من الحامض النووي الريبوزي RNA وهذا في حد ذاته إنجاز علمي واكتشاف عظيم لكنه سبب المأساة كما سنرى لاحقا .
4 ـ ان الفيروس شديد العدوى بدرجة لم تسبق في أي ميكروب كما أنه تفوق على فيروس الإنفلونزا في سرعة الانتشار. ومن أهم عوامل انتشار الفيروس أنه يحدث الإصابة للجهاز التنفسي العلوي مباشرة عن طريق الرذاذ والتنفس والعطس والسعال وحتى المناديل والأيدي والأدوات الملوثة بالإفرازات التنفسية. كما يزداد الانتقال المباشر للعدوى في الأماكن المغلقة كقاعات الدرس والاجتماعات والعيادات والغرف المنزلية ووسائل المواصلات المكيفة المغلقة كالحافلات والطائرات.
وليس صحيحا، كما أوردت التقارير السابقة، من أن الفيروس لا يحدث إصابة إلا للأطباء والهيئات الطبية لأنهم على اتصال وثيق بالمرضى.. هذه المعلومة الخاطئة أحدثت انتشارا أكثر ومن دون محاذير للمرض في بادئ الأمر.. والآن أصبح الناس يخافون من الهواء حتى في الشوارع والأماكن المفتوحة ناهيك عن المطارات وأماكن الزحام، وحيث بات مألوفا رؤية الناس جميعا يضعون كمامات واقية على الفم والأنف.
5 ـ الشيء اللافت للنظر في هذا الوباء أن المرض بات ينتقل بأعداد فلكية ومن غير معرفة لمصدره أي من دون التعرض للمرضى أو التردد على المستشفيات، وبات من المرعب حتى أن ينتقل عن طريق الجيران المصابين ومن دون لقائهم أو التعامل معهم. ومن الطريف أن شركات اتصالات في هونج كونج عرضت تقديم خدماتها للتحذير من وجود جيران مصابين بالإلتهاب الرئوي اللا نوعي؟ . ليس هذا فحسب بل الأعجب من ذلك أن الصراصير تشارك في نقل هذا المرض من بيت لبيت. وتعتبر هذه حقيقة خطيرة وجديرة بالاهتمام والإمعان، لأنه لا يوجد أي فيروس تنفسي تنقله الصراصير أو الحشرات، كما أن هذا يعني أمرين آخرين أولهما أن طبيعة الفيروسات المغلفة بالدهون مثل الانفلونزا وأشباه الانفلونزا والفيروسات التاجية لا تتحمل أن توجد في البيئة لأكثر من بضع ساعات حيث تفقد تكاملها وقدرتها على إحداث المرض.. وثانيهما أنها يمكن أن تظل في البيئة لفترات طويلة بحيث تزداد فرصتها لملاقاة البشر واحداث اكبر قدر من العدوى.
6 ـ من مخاطر هذا المرض الجديد أنه لا تنفع في مواجهته أية أنواع من العلاجات حتى الآن، فالمضادات الحيوية بذات جدوى من حيث المبدأ اللهم إلا في منع الإصابات الثانوية بالبكتيريا التنفسية والتي قد تزيد من تفاقم الحالة وتسرع بالموت. كما أن المضادات الفيروسية الأخرى ضد الانفلونزا أو الرايبافيرين ما زالت قيد الدراسة، وفيما يبدو أنها لا تنفع في العلاج. وهذا ما دعا السلطات الطبية الأمريكية والجيش الأمريكي لتجريب أكثر من 2000 نوع من الدواء لعل وعسى أن ينجح احدها أو بعضها في العلاج أو تخفيف الإصابة.
7 ـ انه في مواجهة أي مرض ميكروبي وخاصة الفيروسات والفيروسات المعروفة ـ فيما عدا قلة منها ـ يمكن للهيئات الصحية والطب والوقائي تحصين من هم على خطر الإصابة ضد الفيروس بإعطائهم اللقاح / فاكسينvaccine الذي يولد المناعة والحصانة ضد الإصابة وبذا يتوقف الوباء وتقل معدلات الإصابة به.
وللأسف الشديد لا يوجد لقاح متاح حتى الآن أي لقاح ضد سارس. ليس هذا فقط حيث يبدو أن الفيروس جديد ولم يظهر في أي وقت خلال التاريخ البشري، كما أنه لا يصيب أي نوع من الحيوانات حتى الآن. ويتأكد ذلك معمليا ومن الوبائيات كما يظهر واضحا من أن الناس ليس لديهم أي قدر من المناعة ضده فالكل يصاب بنفس القدر وإنما تتوقف النتيجة النهائية على طبيعة الجهاز المناعي للشخص وظروفه الصحية والبيئية والنفسية.
فلو كان الناس لديهم مناعة من فترة سابقة عندئذ يمكن أخذ مكونات هذه المناعة من أمصالهم وحقنها في الأفراد المعرضين للمرض أو الذين هم في بداية المرض فيعطيهم هذا المصل المناعي immune serum مناعة سلبية يكون لها بعض الأثر في الشفاء أو تقليل حدة المرض ومضاعفاته.
8 ـ تزامن ظهور المرض مع الحملة الامريكية البريطانية لحرب العراق وإن كان قد انتشر الوباء في فبراير اي قبل الحملة باسبوعين في شهر مارس وذلك حتى تظهر الحالات المتفرقة في مدى فترة حضانة ما بين 2 ـ 10 ايام ثم بعدها تظهر البؤر الوبائية ثم الامتداد الوبائي العالمي pandemic، وهذا ما حدث بالفعل مثل سيناريو حرب العراق او العكس؟!
9 ـ إن ظهور المرض في هونج كونج وجنوب الصين، ثم منطقة جنوب شرق آسيا يعطي دلالة معنوية ابرزتها الصحافة والاذاعات والتلفزيون يومياً وفي انحاء العالم، وتوحي هذه الدلالات ببساطة شديدة بأن مصدر هذا الفيروس هو الصين، وهي بالتالي لا تستطيع ان تنفي ذلك كما تؤكد حقائق تاريخية أن هونج كونج ومنطقة شرق آسيا كانت مرتعاً لظهور سلالات قاسية من الانفلونزا (الانفلونزا الاسيوية او انفلونزا هونج كونج) وفيروسات اخرى؟!
هذا هو السبب الذي جعل الحكومة الصينية ترفض استقبال فريق متخصص من منظمة الصحة العالمية WHO للمساعدة في كشف غموض الفيروس ومحاولة احتوائه، وكان لرفض الصين ما يبرره حتى لا تصبح في نظر الناس والتاريخ انها هي مصدر الفيروس.
10 ـ على الرغم من أن السلطات الطبية الصينية والالمانية والفرنسية قد استطاعت تصوير الفيروس بالمجهر الالكتروني ومعرفة شكله منذ نحو اسبوعين إلا أن التحاليل الوراثية والكيميائية جاءت متناقضة، إذ أن شكل الفيروس من الخارج يوحي بأنه من الفيروسات التاجية على حين أن تركيبه الكيميائي والوراثي جديد وغريب ومثير للجدل والمشاكل.
11 ـ انه حتى الآن لا يوجد أي اختبار للكشف عن الفيروس والتعرف عليه معملياً أو إكلينيكياً أي سريرياً في حال الكشف الطبي للمرضى او على الذين تعرضوا للمصابين، وهذا يجعل الأمر في غاية الصعوبة فبعد التأكد من ان المريض يعاني من متلازمة الالتهاب الرئوي اللا نوعي فانه يخضع لأكثر من 100 اختبار مصلي ضد جميع الفيروسات التي قد تسبب التهاباً رئوياً حاداً فإذا ظهرت النتيجة سلبية يكون هذا معناه ان السبب هو الفيروس الجديد! وهذا المفهوم للتعرف على سبب المرض بطريقة الاستبعاد exclusion لا يثبت بالضرورة من هو الفيروس المسبب ولكن يؤكد علامة الخطر؟!
الشيء الاغرب هو ما ظهر من إعلان الخريطة الوراثية للفيروس؟!
12 ـ أعلن ديفيد هيكمان رئيس فريق منظمة الصحة العالمية بجنيف أثر اجتماع عقد يوم الثلاثاء الموافق 15 ابريل الجاري بمدينة نيويورك وضم الفريق العلمي الأمريكي وفريقاً كندياً بان الفريقين قد تمكنا من المعرفة الكاملة للخريطة الوراثية للفيروس. وتتيح الخريطة الوراثية للجينوم الفيروسي الفرصة للعلماء والأطباء وشركات الادوية والتكنولوجيا في تصميم اختبارات معملية من شأنها التعرف الصحيح والمباشر والسريع على الفيروس معملياً.. وطبعاً سوف تحقق الشركة التي ستفوز بكسب السبق بمليارات المليارات من الأرباح! كما قد تتيح المداخل التجريبية السليمة لاكتشاف أدوية علاجية أو لقاح فعال وسواء هذا أو ذاك سيكون جني الأرباح فوق الخيال.
سارس سلاح جرثومي
استعرضت بعض التطورات والخصائص التي تكشفت عن فيروس الالتهاب الرئوي الحاد أو القاتل أو اللا نوعي وكلها توحي بان هذا الفيروس الجديد من اسلحة الدمار الشامل الجرثومية وإن كان مخترعوه لا ولن يكشفوا عن هويتهم.. لأنه وهكذا أي سلاح جرثومي يكون ويظل سرياً للغاية؟!
لقد كتبت بمقالي السابق بمجلة اليمامة عن احتمالات هذا الوباء:
ان يكون فيروساً جديداً وهذا مستبعد لأن كل الفيروسات أصبحت معروفة وأمراضها مدروسة بدقة وتفصيل!
2 ـ أن يكون سلالة جديدة او طفرة من فيروسات تسبب امراضاً تنفسية، وربما تكون منتشرة في الطيور او الخنازير او غيرهما من الحيوانات.
3 ـ أن يكون الفيروس هجيناً طبيعياً بين اكثر من نوع من الفيروسات التنفسية المنتشرة في الطيور او الخنازير أو القطط أو غيرها.. ثم انتقل منها للانسان فازدادت شراسته وقدرته الإمراضية morbidity وكذلك معدلات الإماتة Minority.
4 ـ أن يكون هذا الفيروس من صنع الانسان بالهندسة الوراثية مثل فيروسات أمراض الإيدز وإيبولا وبعض فيروسات الإلتهاب الكبدي.
واليوم بعد الإعلان عن الخريطة الوراثية للفيروس لم يعد هناك مجال للشك في أن يكون هذا الفيروس قد حدثت له هندسة وراثية ليحمل كل ما سبق من صفات جديدة وغريبة ومخادعة.. الشيء اللافت للنظر أن المورث الفيروسي (الجينوم) يحمل التأكيد الدافع لأنه يضم بين أجزائه قطعاً وراثية قريبة من فيروسات الحصبة او الغدة النكفية وهي فيروسات تابعة للعائلة شبه المخاطية paramyxoviridae، على حين أن محفظة الفيروس أي غطائه الذي يحتوي بداخله على المادة الوراثية ينطبق عليها شكل فيروسات العائلة التاجية CORONAVIRIDAE ، فهل من دلائل أخرى على أنه سلاح جرثومي؟!
*بروفسير / ماهر البسيوني حسين
أستاذ علم الفيروسات والمناعة ـ قسم النبات والأحياء الدقيقة في كلية العلوم ـ جامعة الملك سعود


__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 07:21 AM.