تاريخ الأدب شهد تغيرات كثيرة في مكانة الكاتب المادية والمعنوية منها ما هو إزدهار وما هو إنهيار، فمثلاً في العصر العباسي كان هناك ما يسمى بـ ” أدب كُدية “؛ يتسول الكاتب بشعره في الشوارع ولا يجد من يسمعه، وفترات يأخذ فيها الكاتب مكانه الحقيقي ومكانته المستحقة ماديًا ومعنويًا، فيكون ندًا للملك أو الرئيس أو السلطان ويناطحه في الشعبية.. ففي عام 1933م كتب توفيق الحكيم رواية عودة الروح وهي التي ألهمت عبد الناصر بثورة 1952م، وعندما نجحت الثورة منح عبد الناصر قلادة الجمهورية لتوفيق الحكيم تقديرًا لملهمه، كاتب غيّر بروايته نظام الحكم، حوّل مصر من ملكية لجمهورية، بالإضافة إلى محاولة عبد الناصر كتابة رواية، حيث قال الكاتب محمد حسنين هيكل: “إن عبد الناصر كان يعشق القراءة وإنه كان بصدد كتابة رواية، لكن مشاغله السياسية منعته من استكمالها”، لكن بعد أن انتهى العصر الذهبي، وبدأت الثقافة المصرية في الهبوط، قال توفيق الحكيم: “انتهى عصر القلم وبدأ عصر القدم؛ يأخذ اللاعب في سنة واحدة ما يأخذه كل أدباء مصر من أيام أخناتون”.