ركـــن القـــضـــاء والقــدر

[أنين المذنبين]

الحمد للهِ ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على نبيه الأمين وعلى أصحابه الكرام المكرمين وآل بيتهِ الطاهرين ثمّ أمّا بعد :
فقد أخرج الإمامُ مسلم رحمه الله من حديث عمر بن الخطاب رضى الله عنهُ قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه و سلم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد سواد الشعر شديد بياض الثياب لا يرى عليه أثر السفر و لا يعرفه منا أحد حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه و وضع كفّيه على فخذيه و قال : يا محمّد أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الإسلام أن تشهد أن لا إله إلاّ الله و أ نّ محمّدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت اليه سبيلا . قال صدقت . فعجبنا له يسأله ويصدقه ! قال : فأخبرني عن الإيمان . قال : أن تؤمن بالله و ملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر و تؤمن بالقدر خيره و شرّه . قال : صدقت . قال : فأخبرني عن الإحسان . قال : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك . قال : فأخبرني عن الساعة . قال : ما المسؤول عنها بأعلم من السائل . قال : فأخبرني عن أماراتها . قال : أن تلد الأمة ربّتها و أن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان . ثم انطلق فلبثت مليا ،ثم قال : يا عمر أتدري من السائل ؟ قلت الله و رسوله أعلم . قال : إنه جبريل أتاكم يعلّمكم دينكم. رواه مسلم.

- فسأل الرسولُ صلى الل عليه وسلم جبريل عليهِ السلام عن الإيمان فذكر له منه الإيمان بالقضاء خيره شره .
ومعنى ذك أن العبد المسلم المؤمن يؤمن بأقدار اللهِ ربّ العالمين ويعلم أنَّ كلَّ ما يصيبهُ من عندِ الله ربّ العالمين.
ومنهج اهل السنة الكرام فى القضاء والقدر أنهم يؤمنون أن القدر من أفعال اللهِ رب العالين وأنه قد كتب الأقدار قبل خلقِ السموات والأرض بسبعين ألف سنة كما جاء فى الحديث :
قوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء } رواه مسلم .

وأيضا منهج أهل السنة فى القضاء والقدر أن أفعال لعباد تحت أقدار الله رب العالمين وأن الله خلق كل عامل وما يعمل كما قال الله:
(والله خلقكم وما تعملون).
وأنهم يُثبتون للعبد اختيارًا ويقولون اختيار العبد تحت اختيار الله رب العالمين .
وأنهم يؤمنون بمراتبِ القدرِ الأربعة :
1- العلم
2-الكتابة
3-المشيئة
4- الخلق

أخــطاء يــقع فيها الناس فى هذا الباب ..!

- قالَ بعضهم أنّ الأمرَ أنف وأن اللهَ ربّ العالمين لا يعلمُ الشئ إلا بعد حدوثهِ كما فى صحيحِ مسلمٍ (أول من قالَ فى القدر بالبصرة معبد الجهنى فسمع يحيى بن يعمر فلّما سمعَ ذلكَ أنطلقَ وصاحبُ له إلى أصحابِ البى حاين أو معتمرين فقدر لهم عبد الله بن عمر فقلنا يا أبا عبد الرحمن إنّه قد ظهر قبلنا أناسٌ يتقفرون العلم ويقرأون القرأن ولكنهم يقولون أن الأمر أنف وأنه لا قدر فقال لهم سيدنا عبد الله بن عمر :إذا لقيتم هؤلاء فاخبروهم أنى برئٌ منهم وأنهم برئاءٌ منّى والذى نفسى يده لو انفق احدهم مثل أحد ذهبًا ما تقبل الله منه حتى يؤمن بالقدر).
ومعنى قول هؤلاء أن الله رب العالمين لا يدرى الأشياء أو الأفعال إلى بعد حدوثها وهذا خطأ كبير فإن الله هو خالق الخلق ورازقهم فكيف لا يعلم ما يحدث منهم .
* وقال الإمام النووى فى شرحه صحيح مسلم ومعنى تبرئ عبد الله بن عمر منهم تكفيرهم !


- وبعضهم يقول إن الله يقدر الخير ولا يقدر الشر وهذا خطئ لإن الله ب العالمين يخلق الخير والشر معًا وقدّر الخيرَ والشر ولكن الشر لا يكون فى فعل الله ول فى أسائه ولا فى صفاته إنما يكونُ فى مخلوقاته فيخلقُ الشرَّ ولايفعله .....



الله المسعان وعليهِ التكلان