توقعت سلطة 3 يوليو بأنها ستؤسس لشرعية جديدة بعد الاستفتاء على دستور 2014، لم يكن مهما أن يلقى قبول الداخل، وإنما رضى الخارج الذي لم يعترف بمن ورثوا الرئيس المدني المنتخب محمد مرسي. كان بإمكان السلطة المؤقتة، أن تحقق هدفها، وتقنع المجتمع الدولي، أن ثمة شرعية جديدة تجب ما قلبها، غير أن سياسة الإكراه التي اتبعتها الحكومة، ومعاقبة كل من قال "لا" للدستور، أبرق رسالة تقطع بأن الاستفتاء سيكون عبثيا، وسيقرره الجهاز الإداري للدولة الخاضع للسلطة المعينة من الجيش، وليس الإرادة الحرة للناخبين. النتيجة لم تقنع أحدا في الخارج، وعززت من القناعة بأن ثمة انتكاسة كبيرة للمسار الديمقراطي في مصر، وأن السلطة فشلت في تجريد مرسي من شرعيته، وهو ما حمل الغرب على أن يظل مقاطعا الرئيس المؤقت، إذ لم نسمع منذ عزل مرسي، بأن رئيسا من دول صناعة القرارات الدولية الكبرى، اتصل هاتفيا بقصر الاتحادية.. ولم يتصل بالرئيس، إلا مسؤولون من دول مؤيدة لسياسة مكافحة الإخوان في مصر، وهي في مجملها دول غير ديمقراطية وسجلها في حقوق الإنسان، محل انتقادات دولية لم تنقطع. والمدهش أن السلطة لم تتعظ من فشل "الدستور" الجديد، في استرضاء المجتمع الدولي، وتفكيك شرعية الرئيس المعزول، وبث روح اليأس بين مؤيديه الذين لا يزالون يتظاهرون يوميا منذ ثمانية شهر، رغم ما يتعرضون له من قمع "وحشي" غير مسبوق، مسببين الكثير من المتاعب للاقتصاد المنهك والمتدهور أصلا. لم تتعظ السلطة.. وما انفكت تعتمد على إدارة التحضير للانتخابات الرئاسية، بذات المنطق: افراغ الساحة من أية معارضة.. أو منافس للمرشح المحتمل المشير عبد الفتاح السيسي.. وصلب كل مرشح دونه ـ في ميدان رماية الإعلام الخاص والرسمي والذي بات ملحقا بالإعلام الأمني والعسكري. بات من المؤكد أن تخرج نتيجة انتخابات الرئاسية، بنسبة الـ"خمس تسعات" ـ 99,999 ـ بذات الشكل الذي خرجت به نتيجة الاستفاء على الدستور.. ولكن سيظل السؤال حاضرا بشأن ما إذا كان المجتمع الدولي سيقتنع بمثل هذا الاستخفاف الذي لا يحترم عقل المواطن المصري في الداخل، وعواصم العالم الديمقراطي في الخارج. كانت آخر نتيجة لانتخاب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين "100%" وبعدها بأشهر كان صدام بين يدي طبيب المارينز يقلبه ذات اليمين وذات الشمال بشكل كان مهينا لكل العالم العربي والإسلامي السني.. وذلك اعدامه أول أيام عيد الأضحى. ومنذ أيام فاز رئيس كوريا الشمالية والقائد الأعلى لقواتها المسلحة "كيم جونغ أون" في الانتخابات البرلمانية بنسبة 100%.. ومع ذلك لم تتغير نظرة العالم له بأنه ديكتاتور دموي وسجله في انتهاكات حقوق الإنسان، تكفي لـ"عدامه" في أي محاكمة عادلة. نتائج الانتخابات التي تلامس لـ"100%".. لم تعد دليلا على الجماهيرية والشعبية وحب الناس للزعيم "الواحد لا شريك" له.. وإنما هي دليل على أن "طاغية" جديدا كابس بقوة السلاح على قلوب الناس.
اقرأ المقال الاصلى فى المصريون :
http://almesryoon.com/%D8%A7%D9%84%D...yht9::bosyht9: