نونو ..........

[نورة أ]

" من نونو إلى اخوانى الأعزاء لقد حصلت على كنز من السكر ارجو منكم القدوم للمساعدة
المكان : منزل الاستاذ عبد الحميد شارع مصطفى كامل داخل غرفة الجلوس أعلى الطاولة
الهدف : برطمان شفاف من السكر
درجة المجاذفة : 49.9%
ساعة الصفر : بمجرد وصول القوات الكافية "
كانت هذه هى الرسالة التى قرأتها حينما أمسكت بأحدى ذبذبات نونو التى أرسلتها
كنت أجلس بالقرب من الطاولة أراقب برطمان السكر فى لهفة فى انتظار سنوح الفرصة المناسبة لاتناول بعض حبات السكر
جميل طعم السكر ولكن الأجمل هو أن تتناوله خفية إنها متعة تستحق المغامرة
وبينما كنت كذلك لمحت مخلوق صغير يزحف باتجاه البرطمان حتى وصل له
اقتربت منه بحذر فسمعته يقول " يا واد يا نونو يا لعيب المصلحة دى أقل حاجة فيها ترقية وقضاء أسبوع مع وصيفة من وصيفات الملكة شكلها هتلعب يا نونو أخيرا "
ثم ابتعد قليلا عن البرطمان وتبلور فى مكانه ليرسل عدة ذبذبات ألتقت أحداها فكانت الرسالة المذكورة
ولم يمض وقت طويل حتى توالت وفود النمل على الطاولة ولكنهم لم يبدأوا العمل حتى جاءت نملة عجوز والتى بمجرد وصولها بدأ النمل يفسح لها الطريق
والمدهش أنها لم تعطعهم أشارة البدأ حتى جاءت نملة أخرى أضافية !
وقتها احسست أن على أن أصرخ لتمسك أمى باللصوص ولكنى تذكرت أنى أنا الاخرى لصة لذا فكرت ان أشاركهم الغنيمة
وضعت يدى فى البرطمان بثقة فإذا بالنمل يتجمع فوقها بأمر من النملة العجوز
بدأت أشعر بألم شديد فرفعت يدى على الفور واستسلمت
وجلست أرضا ورحت أبكى من شدة الألم
وإذا بى أحس بشئ ما يتحرك فى يدى
فتحت يدى لأرى نونو وعلى وجهها ابتسامة تحمل رسالة اعتذار ثم تركت حبة سكر فى يدى ورحلت
ومن يومها وانا فى انتظار نونو أضع كل يوم برطمان السكر على الطاولة فتأتى جموع النمل وكالعادة ينتهى الأمر بجلوسى على الأرض فى انتظار نونو دون جدوى
وقتها ظننت أن نونو مريضة وبعد عدة سنوات فكرت أنهم ربما يكونوا قد ***وها
واليوم أدركت أن المشكلة هى أن المخلوقات أمثال نونو لا نقابلهم فى حياتنا سوى مرة واحدة وما علينا إلا اغتنام هذه الفرصة والتى ربما لا تكرر.