اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حى على الفلاح

حى على الفلاح موضوعات و حوارات و مقالات إسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 16-05-2014, 10:29 AM
فكري ابراهيم فكري ابراهيم غير متواجد حالياً
مــٌــعلــم
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,937
معدل تقييم المستوى: 19
فكري ابراهيم is a jewel in the rough
Mnn كل شئ عن الابتلاء ؟

كل شئ عن الابتلاء ؟




خلق الإنسانُ للجنة في الأصل

خلق لجنة عرضها السماوات والأرض، ولأن الله هو الخبير، خبير بطبيعة النفس البشرية،
النفس البشرية لا تسعد إلا عقب جهد مبذول
النفس البشرية لا تسعد إلا عقب جهد مبذول من قِبل الإنسان، دقق في الحياة الدنيا، الذي ورث مالاً عريضاً وهو جاهل لم يبذل جهداً في تحصيله، ولم يبذل جهداً في تثقيف نفسه، تجده تافهاً على الرغم من غناه، أما الذي نال شهادة عليا بجهد كبير فهو يستمتع بالحياة أضعافاً مضاعفة مما يستمتع بها الجاهل.
الجنة التي خُلق الإنسان لها حياة دنيا يمتحن فيها
إذاً حكمة الله تقتضي أن تكون لهذه الجنة التي خلق الإنسان لها حياة دنيا يمتحن فيها، هل من معهد على وجه الأرض في القارات الخمس بلا امتحان ؟ مستحيل.
﴿ لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ﴾
( سورة الأنفال الآية: 42 )
لو أن المدرس أمر بعدم نجاح الطالب بعلمه، يدّعي الطالب ويقول: إنه أول طالب في الصف، أما عقب الامتحان فيسكت.


إذاً أول نقطة في هذا الدرس، لا بد من أن تمتحن، شئت أم أبيت، أحببت أم كرهت.
﴿وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ﴾
( سورة المؤمنون )
مستحيل أن إنساناً ينجو من الابتلاء، مهما كان عظيماً، حتى لو كان نبياً.
عَنْ سَعْدٍ قَالَ: قُلْتُ:
(( يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً ؟ قَالَ: الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ ))
[رواه الترمذي، وابن ماجه وابن حبان والحاكم]
أنت حينما توطن نفسك على أنه لا بد من أن تبتلى تتقبل الامتحان بنفس راضية، والابتلاء هو الامتحان، والامتحان عند الله بزمرتين من المقررات، بالسراء، هذه زمرة، وبالضراء هذه زمرة، بإقبال الدنيا أو بإدبارها، بالقوة أو بالضعف، بالغني أو بالفقر ، بالصحة أو المرض، بزوجة رائعة مؤمنة، أو وزوجة متعبة، لمجرد أن توطن نفسك على أنك مبتلى تتلقى هذا الابتلاء على أنه متوقع، وعلى أنه شيء طبيعي في الحياة، فلا ينجو إنسان كائناً من كان، مؤمناً أو غير مؤمن، من ابتلاء في ماله، في نفسه، في أهله، فيمن حوله في صحته.
لذلك أيها الإخوة، لا بد من الابتلاء، ولا خلاص لأحد إلا بالابتلاء، لا يمكن أن تنال الشهادة إلا بامتحان، بالضبط يجب أن تعد الابتلاء امتحانًا، لا يمكن أن تعطى دكتوراه إلا بامتحان، صعب،
﴿ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ ﴾


أنواع الإبتلاء

الإبتلاء بالسراء
الآن أيها الإخوة، النقطة الدقيقة أنه يمكن أن تبتلى بالسراء، بالغنى، أنت حينما يأتيك المال فيجب أن تعلم أنك محاسب عليه، لذلك الناس يوم القيامة يسألون: من أين اكتسبوا ؟ وكيف أنفقوا ؟ فهم أربع فرق: فريق جمع المال من حلال، وأنفقه في حرام، فيقال: خذه إلى النار، جمعه من حلال من تجارة مشروعة، لكنه أنفقه على الموائد الخضراء، والليالي الحمراء، فيقال: خذوه إلى النار.
وفريق جمع المال من حرام، عنده ملهى، وأنفقه في حلال، تزوج، وأنجب أولادًا ، وربى أولاده، فيقال: خذوه إلى النار.
وفريق جمع المال من حرام، وأنفقه في حرام، هذا بديهي أنه إلى النار.
لكن الفريق الرابع جمع المال من حلال، وأنفقه في حلال، هذا يحاسب، قال: قفوه، فسألوه: هل تاه بماله على من حوله ؟ هل قال من حوله: يا رب، لقد أغنيته بين أظهرنا، فقصر في حقنا.
فأجمل ما في الحديث أن النبي عليه الصلاة والسلام انتظر، انتظر، ثم قال: فما زال يسأل ويسأل، وهذا شيء ممل، فما زال يسأل ويسأل.



الإبتلاء بالضراء
إذاً أن توطن نفسك على أنه لا بد من أن تبتلى، وزمر الابتلاء زمرتان: السراء والضراء، بما يرضيك، وبما لا يرضيك، بما يسرك، وبما لا يسرك، بما يسعدك، وبما لا يسعدك.
﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً﴾
( سورة الأنبياء الآية: 35 )




الآن أيها الإخوة، إلى بعض الآيات التي تتحدث عن الابتلاء:
﴿ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً﴾
( سورة الكهف )
شيء جميل، لكنك لا تملك ثمنه، أتصبر عنه أم تكسب المال الحرام من أجله ؟ هذا ابتلاء، ﴿ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾
، تسكن في بيت والقانون معك، والبيت ليس لك، وأصحابه في أمسّ الحاجة إليه، و لكن هذا البيت أرقى، أيعجبك هذا البيت فتغتصبه بقوة القانون أحياناً ؟ امتحنك الله عز وجل، أم تعطيه لأصحابه لأنهم أحق به ؟ وعندك بيت آخر، هم ليسوا مكلفين أن تسكن في بيت كبير بأجر يسير.

وقت الإمتحان
صدقوا أيها الإخوة، أنك ممتحن في كل دقيقة، ﴿ إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾
﴿ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ﴾
( سورة الأعراف الآية: 168 )
يجعلك قوياً، هل تدعوك قوتك إلى ظلم الناس ؟ إنسان قدم لك نصيحة تسحقه، لأنك قوي، إنسان لم يبالغ في تعظيمك فتوقع به أذًى كبيرًا ؟ القوة امتحان، أعطاك مالاً، هل تنفقه في المعاصي والآثام، أم في البر والإحسان ؟ ﴿ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ
﴿ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾
( سورة الأعراف الآية: 168 )
﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾
( سورة طه )





مدة الإمتحان و نتيجته
أحياناً البلاء قد تنجح فيه، وأحياناً لا تنجح، لكن الدقة وسأوضحها بمثل:
لو أن رجلين عاشا بعمر محدود، كل واحد عاش ستين عامًا، واحد امتحانه الفقر، والثاني امتحانه الغنى، افتراضاً لو أن الغني سقط في امتحان الغنى، فاستعلى بماله، وأنفقه في الحرام، ولو أن الفقير فرضاً نجح في امتحان الفقر، فصبر، وتجمل، وانتهى العمر، الفقير الذي عانى من قلة الدخل، وعانى من شغف العيش، ومن خشونته سيتمتع من جنة عرضها السماوات والأرض إلى أبد الآبدين، والذي رسب في امتحان الغنى تمتع بالمال وقتًا محدودًا انتهى بالموت، وسيدفع ثمن هذا الرسوب إلى أبد الآبدين،
﴿ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ ﴾
﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى﴾
( سورة طه )
النص الآخر:
﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾
( سورة البقرة )
﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾
( سورة البقرة )
﴿ مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ﴾
( سورة النساء الآية: 79 )
﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾
( سورة آل عمران )
وطّن نفسك على أن تُمتحن
هذه آيات في كتاب الله، في مجملها يتضح أن الابتلاء حتمي، لذلك حينما سئل الإمام الشافعي رحمه الله: " أندعو الله بالابتلاء أم بالتمكين ؟ قال: لن تمكن قبل أن تبتلى ".
أنا بهذا الكلام لست متشائماً، لكنني واقعي، وطن نفسك على أنه لا بد من أن تمتحن، حتى ولو كنت مؤمناً.
﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾
( سورة البقرة )
أيها الإخوة، آية أخرى:
﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ﴾
( سورة الشورى )
عند المصيبة لا تلومن إلا نفسك
يمكن أنه كلما أصابتك مصيبة ـ لا سمح الله ولا قدر ـ أن تلوم زيداً أو عبيداً، أو فلاناً أو علاناً، فلان غدرني، وفلان أساء لي، لكن لو كنت فقيهاً، لو كنت متعمقاً في الدين لا تلومن إلا نفسك.
(( يَا عِبَادِي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، فَسَأَلُونِي، فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ، يَا عِبَادِي، إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا ـ الآن دققوا ـ فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ ))
[مسلم عن أبي ذر]
الخير الذي أصابك محض فضل من الله.
(( فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ ))
، شيئًا ما أعجبه، زواجًا غير موفق، تجارة غير رابحة، جارًا سيئًا جداً.
(( وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ ))
إخوانا الكرام، هذه بطولة، كلما أصابك مكروه دعك من الناس، ما الذي فعلته حتى أستحق من الله هذا ؟ تجد الإنسان الجاهل صخّابًا، يلعن فلانًا، ويلعن علانًا، ويندب حظه، ويتبرم ويسخط، ويقول لك: الزمن صعب، وما فيه خير، واتّقِ شر من أحسنت إليه، هذا كلام إنسان لا يعرف الله، أما حينما تعرف الله تقرأ قوله تعالى:
﴿ مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ﴾
( سورة النساء الآية: 147 )
فيقشعر جلدك.
اتهم نفسك، لا تحابِ نفسك، اتهم نفسك، الله عز وجل غني عن *****نا، غني عن إيقاع الأذى بنا، غني عن الألم، غني عن الفقر، هو غني، لذلك: عبدي كن لي كما أريد أكن لك كما تريد، كن لي كما أريد ولا تعلمنِ بما يصلحك، أنت تريد، وأنا أريد، فإذا سلمت لي فيما أريد كفيتك ما تريد، وإن لم تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد، ثم لا يكون إلا ما أريد .
إذا كنت في كل حال معي فعن حملي زادي أنا في غنى




الله موجود، ولا موجود سواه.
﴿ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ﴾
( سورة الفتح الآية: 10 )
لا تقل: الطغاة البعيدون أوقعوا الأذى بنا، نحن السبب، وتقصيرنا جلب عدوان الطغاة علينا، بتفلتنا من منهج سلط ربنا الأعداء علينا.
(( لا يخافن العبد إلا ذنبه، ولا يرجون إلا ربه، ولا يلومن إلا نفسه ))
[علل ابن أبي حاتم ]
صدقوا أيها الإخوة، أن منتهى العقل أن تلوم نفسك وحدها، أنا مقصر، هناك واجب لم أؤدّه، هناك معصية ارتكبتها، هناك مال ليس مشروعاً اكتسبته، هناك علاقة آثمة فعلتها، فاستحق من الله هذا التأديب، أنت حينما تتعامل مع الله في هذا المنطق، وبهذا الفهم، وبهذا التنزيه للذات العلية، لا يلومن أحد إلا نفسه،

يتبع

__________________
فكري إبراهيم الكفافي
مدير التعليم الابتدائي
بإدارة الجمالية التعليمية
دقهلية

أمين اللجنة النقابية للمعلمين
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:07 AM.