محمد الفاروق يكتب : درة أعيننا

[ابو الفاروق]

http://tahrir2day.com/2011-05-09-11-...%86%D8%A7.html

لم يرحمه جسده النحيل وبراءة طفولته ، ولم تشفع له توسلات أبيه ودموعه ، من اختراق رصاصات الغدر الغاشمة صدره ، سالت دماءه وانهمرت معها دموع الإنسانية جمعاء ، زهقت روحه وجميع الأديان من هذا الفعل البشع براء ، هذا الطفل الفلسطيني الذي سار" أيقونة" القلوب ، الطفل الذي مات جسده ، فأيقظت روحه ضمير أمة بات هو والجماد سواء .

محمد جمال الدرة ، من مواليد 22 نوفمبر 1988، استشهد في 30 سبتمبر 2000 ، أثارت حادثة استشهاده ضجة عالمية كبيرة ، بعد أن استطاع أحد المراسلين الفرنسيين نقل الحادثة على الهواء ، واستطاع بعدسته الخاصة فضح ممارسات الكيان الصهيوني المحتل في الأراضي الفلسطينية ، حيث كان محمد خارجا مع أبيه فيشارع صلاح الدين بين نتساريم وغزة، فدخلا منطقة فيها إطلاق نار عشوائي من قبل الصهاينة ، قام الأب بسرعة بالاحتماء مع ابنه خلف برميل، استمر إطلاق النار ناحية الأب وابنه وحاول الأب الإشارة إلى مطلقي النار بالتوقف، ولكن إطلاق النار استمر ناحية الأب وأبنه، وحاول الأب حماية ابنه من القصف، ولكنه لم يستطع، أصابت عدة رصاصات جسم الأب والأبن، وسقط محمد الدرة في مشهد حي نقلته عدسة مصور وكالة الأنباء الفرنسية لجميع العالم.

هذه الصورة أثارت اليهود المتطرفين في العالم الذين نظموا حملة ضد مدير مكتب "فرانس2" في القدس شارل انديرلان. ففي اليوم الثاني لاندلاع الانتفاضة الفلسطينية (30 سبتمبر 2000)، التقط المصوّر الفلسطيني طلال أبو رحمة صوراً تظهر مقتل الطفل محمد الدرّة الذي كان مختبئًا ووالده خلف برميل في أحد شوارع غزة، هذا الفيلم أثار عاصفة من ردود الفعل المستنكرة للجريمة التي اعترفت إسرائيل بارتكابها، قسوة هذه الصورة حوّلتها إلى "أيقونة" الانتفاضة الثانية، لأنها تفضح الممارسات الإسرائيلية في فلسطين، وتناقلها مناصرو القضية الفلسطينية بشكل كثيف ما شكل إزعاجًا لليهود المدافعين عن إسرائيل في العالم.

محمد الدرة، مازال حتى وقتنا هذا يمثل رمزاً للانتفاضة الفلسطينية ، بل ورمزاً للنضال حيث أن حادثة مقتلة جعلت من أطفال فلسطين رجال قبل أوانهم وأصبح كلاً منهم يتمني أن يصبح ( محمد الدرة ).

محمد الدرة لم يمت بل هو حي عند الله ، ومازال يسرى في قلوبنا جميعاً ويكبر يوم بعد يوم ، فهناك ملايين الدرر في فلسطين وفى العالم العربي ، تحية ودعاء من قلوب أمهات وآباء العالم التي انفطرت حزناً وقت رؤية تلك الحادثة إلي الدرة ، وملايين الورود من أطفال العالم يرسلونها إلي روح صديقهم الحاضر الغائب (محمد الدرة ) في ذكرى استشهاده ، إلي جنة الخلد يــ" درة " .

[ابو الفاروق]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو لميس

جزاك الله خيرا وبارك فيك

جزانا وآياكم

[aymaan noor]

رحم الله هذا الطفل الذى أبكى الجميع والذى أظهر مدى جبروت وظلم الاحتلال الاسرائيلى
جزاك الله خيرا و بارك الله فيك