اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية

قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17-08-2012, 02:42 AM
الآمبراطور المصرى الآمبراطور المصرى غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
العمر: 34
المشاركات: 329
معدل تقييم المستوى: 13
الآمبراطور المصرى is on a distinguished road
افتراضي مصر.. ملامح دولة صنعت التاريخ

ثمة عدد قليل من الدول والأقاليم يجمع من التباين والتناقض ما يجعله بلدا لألف وجه، ومصر واحدة من أولئك. منذ فجر التاريخ، رصد فيها المسافرون والرحالة ذلك التقابل الحاد بين الرمل والطين، الثراء والفاقة، التأله والعبودية، عشق الذات إلى درجة الاكتفاء عن كل الآخرين، وجلد الذات إلى حافة الكفر بالوطن.
تارة تقتحم مصر الآفاق فتبني إمبراطورية عظمى يمتد نفوذها من آسيا الصغرى وجزر البحر المتوسط إلى غياهب الغابات الإفريقية، وتارة تنسحق دون مقدمات أمام ثلة تافهة من الغزاة والمغامرين. وإذا كانت مصر قد نسجت من الإبداع ما جعلها "مهد الحضارة" و"فجر التاريخ" و"أم الدنيا" فإن المرء يقف اليوم حائرا في سر سكرتها وخيبة رجائها.
استبداد التاريخ
لا يمكن لطالب علم في أي رقعة من كوكب الأرض أن يبدأ درس التاريخ والحضارة دون أن يستهل بمصر، لكنه حين يمضي قدما سيكتشف أنها وإن حققت السبق في بناء الوحدة السياسية والسيادة الذاتية والحكم الوطني وبناء الإمبراطورية إلا أنها كانت بالمثل واحدة من أكثر الدول التي سقطت مرات أمام الغزاة من كل لون وعرق، فخارت قواها عبر قرون مديدة أمام مطامح ومطامع غير أبنائها، بدءا من الهكسوس والفرس والرومان مرورا بالعرب ثم الترك والأوربيين. بعض من أولئك، كالإسكندر وصلاح الدين ومحمد علي، تركوا بصمات جلية في البناء والحضارة، والبعض الآخر ـ وما أكثرهم مثلا في الأمس واليوم ـ تركوا جراحا غائرة في التسلط والقهر وتهميش المحرومين وإغراق البلاد في غياهب التخلف والرجعية.
تم تعمير مصر قبل ما يقرب من مليون سنة، حين جاءت طلائع الإنسان الأول الذي هاجر إليها من شرق إفريقيا وآسيا الغربية. وينقسم تاريخ مصر إلى ثلاث فترات كبرى: مصر القديمة، ومصر العصور الوسطى، ومصر الحديثة والمعاصرة.

تبدأ مصر قصتها في الحياة بزمن ما قبل التاريخ (العصر الحجري) الذي يشمل مرحلة واسعة تضم حياة الإنسان المصري منذ الألف الخامس قبل الميلاد. وفيما بين عام 3100 قبل الميلاد، حين ظهرت أول دولة مصرية موحدة على يد مينا موحد القطرين، وعام 332 قبل الميلاد، حين غزا الإسكندر الأكبر مصر، عاشت مصر مرحلة الدولة القديمة عبر 30 أسرة حاكمة شهدت فترات مد قومي وسياسي وإنجازات حضارية مبهرة.
لم تكن هذه الفترة حكما "طوباويا" سلسا، فقد شهدت ثورات اجتماعية كتلك التي اندلعت عام 2200 قبل الميلاد حين انتفض الشعب المصري على حكامه وتمرد على دفع الضرائب وأضرب عن حرث الحقول ودمر الصروح والمعابد وهاجم مخازن الحكومة ونبش مقابر الملوك وممتلكاتهم. وانتهت الثورة الاجتماعية بحالة من الفوضى تمزقت فيها البلاد بين المتنازعين على الحكم في وسط البلاد وجنوبها.

بعد اضطرابات مؤقتة تعلم المصريون الدرس وتماسكت دولتهم مرة أخرى وبلغت أوج مجدها السياسي والثقافي حتى عام 1800 قبل الميلاد. وعلى مدار 400 سنة من تضميد جراح الثورة الشعبية وتحقيق أمجاد قومية بالغة تداعت الدولة من جديد وسقطت أمام الغزاة من قبائل الهكسوس المغيرين من أواسط آسيا والذين يسجل لهم التاريخ أنهم أول قوة مستعمرة احتلت مصر وعاثت فيها فسادا لنحو مائة سنة ( من 1800 إلى 1700 قبل الميلاد).

ما إن طرد المصريون الهكسوس وحاصروهم في شاروهين (غزة) حتى تفتحت أعينهم على حقيقة جديدة مفادها أن صحاري وجبال سيناء هي بوابة الأمن القومي المصري، وسيتبنى ملوك مصر منذ ذلك التاريخ العقيدة الاستراتيجية على هذه الحقيقة، وستبدأ مع هذه العقيدة حملات مصرية تأديبية للمغيرين خارج التخوم في كل من بلاد الشام والنوبة، فضلا عن الاحتلال المصري الدائم لأجزاء من هذه الأراضي واتخاذها مخافر دفاعية أمامية. وبعد أن كانت "أفاريس" في شرق الدلتا المصرية هى ساحة الحرب بين الغزاة والجيش المصري، صارت "مجدو" في فلسطين هي ساحة الحرب التي بات الجيش المصري يخرج إليها مهاجما متربصا بالمغيرين. وبينما كان الجيش المصري يخرج لملاقاة اعدائه على الجبهة الآسيوية والنوبية خارج التخوم عبر احتلال الأقاليم فإنه في المقابل كان يترك الهجوم الليبي يقطع مسافات بعيدة في صحراء مصر الغربية وينتظر لقاءه في غرب الدلتا ويدحر هجومه واحدا تلو الآخر.

هكذا لم يكن غزو الهكسوس شرا حتى النهاية، فقد ألهمت جبهة سيناء خيال العقيدة العسكرية المصرية وشرع حكامها في بناء الإمبراطورية التي استمرت خمسة قرون (بين عامي 1600 و 1100) وضمت تحت لوائها المناطق الاستراتيجية على الضفاف الغربية للفرات وسوريا والليفانت (لبنان) وفلسطين والنوبة وكوش (شمال السودان) فضلا عن التخوم الليبية، بل مدت هذه الإمبراطورية ذراعها التجاري في حملات بحرية بالأسطول المصري إلى بلاد بونت (اليمن وإريتريا والصومال).

في تلك الفترة أمر الفرعون المصري تحتمس الثالث (الأسرة 18) كافة أقاليم الشام والنوبة بإرسال أبناء شيوخ القبائل والأمراء الشبان إلى طيبة لينشأوا نشأة مصرية ويشبوا على حب البلاد والولاء لها والتفاني في خدمتها. بهذا الشكل من "القوة الناعمة" كان تحتمس أول من سعى إلى "التمصير" الثقافي للأقاليم الخاضعة، في وقت امتلأت فيه خزائن طيبة بثروات الدنيا.

ورغم الفتوحات العظيمة على يد تحتمس الثالث ورمسيس الثاني لم تسلم الإمبراطورية من بعض كبوات، كتلك التي صعد فيها إخناتون إلى الحكم فتراجعت قوة مصر العسكرية وتمردت الأقاليم استغلالا للانشغال الديني لإخناتون وما أنفقه من جهد كبير في توحيد مئات الآلهة المصرية ليعبد الجميع إلها واحدا (آتون أو قرص الشمس). لكن في المقابل كان التراث الديني رائعا خاصة في تلك الابتهالات الورعة التي يوجهها إخناتون وما أثارته من شهية الباحثين باعتبارها أول ابتهالات توحيدية، بل وجد البعض تشابها بين بعض مزامير نبي الله داود وبين هذه الابتهالات، رغم أن إخناتون صاغ نشيده في القرن 14 ق. م بينما ظهر النبي داود بعده بأربعة قرون.

تنتهي هذه الفترة من دورة الثراء والعظمة بتراخي عزيمة مصر واستسلام حكامها للدعة وحياة الترف وتسلط الكهنة وحاشية الملك فضلا عن توظيف الأجانب في بلاط الدولة وإغراق الجيش بالجنود المرتزقة من الأقاليم الخاضعة لمصر. هكذا عم الفساد وتباين الفقر والثراء وألمت بالبلاد ضائقة اقتصادية ودب الضعف في أوصالها فانتفض الناس يضربون عن العمل ويغيريون على صوامع ومخازن الحكومة. النتيجة المتوقعة جاءت سريعا حين انزلقت الدولة إلى دورة جديدة من الاضمحلال أوقعت مصر في صراع بين الشمال والجنوب فتفسخت أواصر الحكم بين الأقاليم وسقطت مصر لحكام من أصول ليبية (من 818 حتى 712 قبل الميلاد) ثم لحكام من النوبة، بل إن القرن الرابع قبل الميلاد لم يكن يحل على مصر إلا وقد فقدت قدرتها على حماية نفسها من السقوط أمام الغزو الأشوري ثم الفارسي.

المذابح التي ارتكبها الفرس في مصر والتخريب والإذلال الذي أذاقوه للمصريين جعل مهمة الإسكندر الأكبر في فتح مصر أكثر من سهلة حين رحبت به المقاومة المصرية وساعدته على طرد الفرس.
مهد الإسكندر السبيل لثلاثة قرون من حكم البطالمة الذين انتهوا إلى دعة واستبداد عبّدا الطريق لسقوط مصر أمام غزو جديد، روماني ثم بيزنطي، في أطول محنة تعرضت لها مصر حين خضعت للاستعمار الأجنبي المتتالي من القرن الرابع قبل الميلاد إلى القرن السابع الميلادي. صحيح أن الثورات وحركات المقاومة لم تنقطع خلال تلك الألفية الاستعمارية، وصحيح أيضا أن المصري تمتع بقدر من الاستقلال الديني والروحي، إلا أن هذه المحنة الطويلة تركت تأثيرا بالغا على العقل الجمعي للمصريين وجعلت عددا من المستشرقين يتهمونهم بالاستسلام والخنوع.

وخلال العهد الروماني من هذه الحقبة ستعتنق مصر المسيحية في القرن الأول الميلادي وستنصرف بالتدريج عن عبادة الآلهة الفرعونية المتعددة لصالح الدين السماوي المنساب إليها برشاقة من فلسطين وبوابة سيناء قبل أن تفسح المسيحية بدورها الطريق، عبر سيناء أيضا، للإسلام الوافد بقوة وفتوة في القرن السابع الميلادي (640 م – 21 هجرية).

لم يكن الإسلام ليجد طريقا إلى القارة السمراء إلا عبر بوابة مصر. كل فتوحات الشمال الإفريقي، والسودان، والساحل والصحراء كانت مصر محطة انطلاقها. وحين ولى مسلمو أفريقيا وجوههم شطر البقاع المقدسة في مكة والمدينة قاصدين الحج والعمرة كل عام كانت مصر أيضا محطة العبور، منها تزود الحجاج، وفيها أنس المسافرون من طول الرحيل. على هذا النحو تشكلت نظرية دوائر مصر الثلاث، فهي قلب العالم العربي، وركن أركان أفريقيا، وواسطة عقد العالم الإسلامي.

بقيت مصر خلال عهد الخلفاء الراشدين والخلافة الأموية والعباسية جزءا تابعا خاضعا عبر أربعة قرون لولاة مفوضين من المركز الديني والسياسي في كل من المدينة ثم دمشق فبغداد. لكن بدايات القرن العاشر الميلادي (منتصف القرن الثالث الهجري) ستجلب على مصر محاولات الاستقلال وستنجح الدولة الطولونية (868-905 م) في الانفصال بمصر عن الخلافة العباسية قبل أن تستعيد الأخيرة هيمنتها من جديد وترجع الولاية المارقة. سيمارس العباسيون بعدها سياسة الأمر الواقع فيمنحون الأخشيدين (ذوي الأصول الوافدة من بلاد ما وراء النهر) حكم مصر بشكل شبه مستقل مع تبعية اسمية لبغداد (935-969 م).

ولنحو قرنين من الزمن (358 – 567 هـ / 969 - 1171م ) سيُخضع الفاطميون الوافدون من المغرب مصر. أما الأيوبيون فلم يدم حكمهم، رغم شهرة إنجازهم وعظيم تصديهم للحملات الصليبية وأمجاد حطين، سوى نحو 80 سنة (569-648 هـ / 1174 ـ 1250 م) . ويواصل المماليك جهود الأيوبيين بصد الصليبيين وتطهير بلاد الشام منهم، ويبقى حكمهم ثلاثة قرون ( 648 – 923 هـ - 1250 – 1517 م) ولن تسقط دولتهم إلا بالغزو العثماني الذي سيخضع مصر لسيطرته من 1517م إلى 1798، بعدها سيكتسح جيش نابليون شواطئ مصر وواديها.

ثلاث سنوات فقط بقيت فيها فرنسا في مصر لكنها تركت تأثيرا ثقافيا وعلميا ملموسا سيكون سببا في توجيه أنظار محمد على، الحاكم الألباني الأصل المنتخب من أعيان مصر، لتحديث مصر اقتصاديا وعسكريا، وسيصل الجيش المصري في عهده (1805- 1848) إلى أوج مجده بانتصاراته المدوية في كل من اليونان والأناضول وقبرص وكريت وشبه الجزيرة العربية والسودان. كما سحق الجيش المصري والمقاومة الشعبية غزوا إنجليزيا على سواحلها الشمالية عرف باسم حملة فريز (1807 م). وفي خضم الإنجاز والنجاح، لم يعدم محمد علي كافة الوسائل الشرعية وغير الشرعية لإزاحة المنافسين وذبح المناوئين من المماليك فهيمن بقبضة حديدية على البلاد.

ستبقى مصر أسيرة الحكم الملكي في أسرة محمد علي حتى الاحتلال الإنجليزي عام 1882 ومعها تبدأ مرحلة جديدة في تاريخ مصر تدخل بها القرن العشرين حبلى بالمفآجات كان أبرزها ثورتي 1919 و1952، وقد تمكنت الأخيرة من إرساء نظام جمهوري سيمر في مخاض عسر لمصارعة الاستعمار الأجنبي والاحتلال الصهيوني لفلسطين وسيناء (حروب 1956، 1967، 1973) وستعيش مصر من نهاية سبعينات القرن العشرين وحتى اليوم في سلام "بارد" على المستوى الدبلوماسي مع الاحتلال الصهيوني لفلسطين، وتتقلب النخبة الفكرية فيها بين أيدولوجيات متباينة: قومية وماركسية وإسلامية وعلمانية وتغريبية وفوضوية.
النهر والأرض السوداء
نهر النيل أهم ظاهرة جغرافية في مصر ماضيا وحاضرا، يقطع هذا النهر رحلته في مصر عبر ما يزيد عن 1000 كم. قبل شق بحيرة ناصر وبناء السد العالي في ستينيات القرن العشرين كان النيل في صعيد مصر نهرا جامحا ضيقا خانقيا يزداد اتساعا وفيضانا كلما اتجه شمالا. وبينما لم يكن اتساع الوادي في جنوب أسوان يزيد عن 100 متر كان الوادى يطرد اتساعا بالاتجاه شمالا فيبلغ 15 كم في قلب الصعيد، حتى إذا بلغ القاهرة وتشعب إلى شعب الدلتا فرش ماءه وتربته على أرض واسعة زادت عن 200 كم عرضا عند الساحل المتوسطي.

صنع النيل أرض مصر على شكل نخلة باسقة، الوادي من أسوان إلى القاهرة جذعها، والدلتا من القاهرة إلى المتوسط جريدها المتشابك كمروحة خصبة. وهذه النخلة هي واحة في الصحراء يحيط بها الرمل والصخر من كل حدب وصوب.

لم تكن صدفة إذن أن يتخذ المصريون القدماء من النيل إلها أسموه "حابي" يتضرعون إليه طلبا للحياة، بمثل ما جعلوا من الشمس الإله "رع". ولم يكن هناك من إله ثالث قادر على المنافسة سوى الفرعون الملك. على هذا النحو تبزغ نظرية "الطغيان الفيضي" مفسرة التسلط والاستبداد في نظم الحكم في مصر بإرجاعها إلى نهر النيل.
ببناء السد العالي نزع المهندس المصري، بدعم سوفيتي، مخالب النهر وأسنانه وروضه واستأنسه، وحول الإنسان المصري النيل من نهر هائج إلى قناة رى عريضة طويلة من أسوان إلى البحر المتوسط. الجيل الحالي من المصريين يعرف من النيل روعته كممشى للتنزه والتأمل، بينما الأجداد فقط يتذكرون النيل الغاضب الغامر الذي يكتسح البيوت والحقول حاملا الخصب والحياة قبل أن تخمد ثورته وينكمش راقدا في مجراه إلى العام التالي.
طوال تاريخها الاقتصادي، من الفرعوني إلى الجمهوري، بزغت في مصر طبقة من كهنة المعابد وكبار رجال الدولة ـ أولئك الذين تملكوا مساحات هائلة من الأراضي ـ مثلت شريحة علوية في الترتيب الهرمي من المنتفعين. وفي ظل هذا النظام البرجوازي العتيد كانت هناك تلك الثنائية المجتمعية القائمة على قلة تملك كل شيئ ولا تنتج شيئا وأغلبية من الفقراء تلفح ظهورهم الشمس ممن ينتجون كل شيئ ولا يملكون شيئا.
لكن هذه الرؤية الماركسية لترتيب الطبقات في المجتمع المصري عبر العصور لا تتعارض مع حقيقة أن أرض النيل قدمت لشعبها من الخيرات الكثيرة ما أقعد شعبها عن التمرد أو على الأقل لم تتكرر كثيرا ثورة الجياع أو المحرومين. وتبدو العلاقة بين الوفرة والعطاء في البيئة المصرية جد ظاهرة من تلك المقولة الشهيرة التي يذكرنا بها المقريزي في "المواعظ والاعتبار" في ذلك الحوار الشيق الذي جاء فيه "قال العقل أنا لاحق بالشام فقالت الفتنة وأنا معك، وقال الشقاء وأنا لاحق بالبادية فقالت الصحة وأنا معك، وحين قال الخصب أنا لاحق بمصر سارع الذل وقال وأنا معك".

علينا أن نفهم "الذل" هنا بعيدا عن الدلالات المعاصرة لمفردات الوضاعة والخسة، فالمقصود هنا الاستكانة والاستسلام والزهد في التمرد، فالمتمردون دوما لا يملكون شيئا يخافون عليه.
ومع ذلك، ورغم هبات النيل وجهود المصريين، لم تكن مصر جنة غناء طيلة تاريخها. فقبل إتمام نظم الري الحديثة وضبط مائية النيل، ومنذ قصة نبي الله يوسف في السنوات العجاف ومصر مبتلاة بنوبات من المجاعات والأوبئة المهلكة. ولعل ذلك يبدو جليا في تعداد سكان مصر نهاية القرن 18 على يد الحملة الفرنسية التي لم تجد في مصر أكثر من 2.5 مليون نسمة. فرغم تاريخ التعمير الطويل أجهزت الأوبئة والمجاعات، خاصة خلال العصور الوسطى، على سكان مصر بتكرارية مقدارها مجاعة كل 12 عاما، حين تعرضت مصر خلال ما يقرب من خمسة قرون من العصور الوسطى والحديثة لأكثر من 50 مجاعة.

ولعل فيما يورده البغدادي مثالا لعظم ما أصاب المصريين من جوع وفناء بسبب ضعف فيضان النيل، ففي عهد المستنصر بالله الفاطمي، (حين كانت مصر شيعية في نظامها السياسي) وقعت ما اشتهرت بالشدة المستنصرية (1065م إلى سنة 1071م) والتي وصل الحال ببعض المصريين الجوعى أن أكلوا لحوم القطط والكلاب. ولعل هذا ما دفع المقدسي إلى وصف مصر قائلا " هذا الإقليم إذا أقبل فلا تسأل عن خصبه، وإذا أجدب فنعوذ بالله من قحطه".

بتاريخ مزدوج من الحرمان والعطاء، قحط المجاعة وفيض الرخاء، قدم نهر النيل للمصريين أقدم بوصله في التاريخ، فانحداره من الجنوب إلى الشمال وتناوب شروق الشمس وغروبها على جانبيه رسم الجهات الأربع للبيئة المصرية. وبقدر ما كان المصري أول من فهم الجغرافيا بقدر ما كانت بيئة مصر من البساطة والتوجيه المباشر ما جعلها لا تصنع جغرافيين عظام أو رحالة ومسكتشفين جسورين، فالبيئة جد محدودة في محاورها وما بواديها من موارد من المياه والتربة والزرع والنخل ما يستنفد الجهد والعرق، بمثل ما يقنع بالبقاء ويزهد كل طموح في شق غبار الصحراء، التي لم تكن هوامشها سوى مقصدا لشق الجبانات وتشييد الآثار.
كانت بيئة مصر ولا تزال مثالا للتقابل بين الحياة (النهر وتربته السوداء المعروفة لدى قدماء المصريين بأرض كيميت) والموت ( الصحراء وتربتها الصفراء المعروفة لديهم بأرض ديشيرت). على هذا النحو أمكن تقسيم مصر إلى أبسط تصنيف جغرافي: وادى النيل ودلتاه في مقابل ثلاث صحراوات (الشرقية والغربية وسيناء) يترامى جميعها على مساحة تبلغ مليون كم2.

ولأن في مصر نيلا واحدا، ولأن مياهه تنحدر من الجنوب إلى الشمال، وينتظر الفلاحون ورود الماء من حقل إلى حقل، فقد نشأ نظام الري فيها كليا لا جزئيا. واعتمدت الزراعة بالتالي على نظام موحد للفيضان.
لم تكن مصر كإيطاليا أو الجزر البريطانية أو روسيا التي بها من تباين طبيعي يجعل كل إقليم قادر على تكوين إمارات مستقلة او منفصلة عن العاصمة المركزية. لم يكن يصلح لمصر سوى نظام مركزي واحد يرعى الفيضان وينظم مياهه، يراقب انسياب النهر في كلٍ واحد مجمع، حيث حياة الجميع رهينة بحياة الجميع ولا يمكن قيام دول المدن كالجزر المنعزلة المتناحرة.

المناخ المصري لا يعرف التذبذب أو المفاجآت، المصري لا يشبه الأوربي أو الصيني أو الروسي في انشغاله الدائم بمعطف البرد ومظلة المطر ووشاح العنق. فمنذ فجر التاريخ تظهر النقوش الفرعونية المصري ( رجلا أو إمرأة) متخففا من ثيابه إلى حد بعيد، وما زال مناخ مصر إلى اليوم يتسم بجفاف ثابت وقحولة مهيمنة على الصحاري والجبال، هذا إذا ما استثنينا نوبات من العواصف الممطرة تسحق الصحاري بزخات كأفواه القرب، لكنها لا تدوم غير سويعات، ولا تتكرر سوى مرات قليلة كل بضع سنين.

أطلت مصر برأسها على البحرين الأبيض والمتوسط، لكنها مع ذلك انشغلت بالطين والنيل فغدت دولة فلاحة لا ملاحة، أتقنت الفأس والمحراث بينما تواضعت أحلام أساطيلها في البحرين فجلبت على نفسها أكبر كارثة حين سمحت لشعوب البحر بأن يأتوا من الشمال مغيرين ومخربين. فرغم ألفي كيلومتر من الواجهات البحرية على البحرين الأحمر والمتوسط، لم تعرف مصر الكثير من الثغور والقلاع البحرية بقدر ما عرفت ثغورا تجارية.
وبينما كان لمصر بعض ثغور وقلاع بحرية قبل الفتح العربي في كل من الفرما ورشيد والإسكندرية والقلزم ( السويس) وعيذاب (حلايب) حوّل عمرو بن العاص الجغرافيا السياسية لمصر من قوة بحر إلى قوة بر حين أدار ظهره للإسكندرية العاصمة البحرية وأنشأ عاصمة جديدة، صحراوية هذه المرة على النيل عرفت بالفسطاط وستصبح نواة للقاهرة. على هذا النحو كتب الفتح العربي لمصر نهاية لزمن الثغور البحرية وأحدث تغييرا رجعيا في قوة مصر البحرية عرضها لأسوأ هجمات بحرية شنها الصليبيون عبر قرون. وحده محمد علي غير هذا القانون وأعاد لمصر قوتها البحرية في القرن 19 قبل أن ينهار إنجازه بتدمير الأسطول المصري بسبب التآمر الدولي على طموحاته في البحر المتوسط.

وتبدو المفارقة جلية حين وصل الأسطول الفرنسي (الضعيف بالمعايير الأوربية) إلى مصر ليسيطر في رشيد على قلعة مملوكية متواضعة تدعو على السخرية حين قارنها نابليون بالقلاع الأوربية المتوسطية.
لكن قلعة رشيد المبنية من صخور مختلفة المصادر لم تكن متواضعة حتى النهاية، فقد قدمت للعالم ذلك الحجر الشهير المنسوب إليها والذي من خلاله فك شامبليون رموز الكتابة الهيروغليفية وولج بالناس إلى الكنوز المعرفية للحضارة المصرية القديمة.

تقصير مصر في قدراتها البحرية لا يقف فقط عند تحويل الثغور إلى منافذ للتجارة وتوديع الحجاج إلى الأراضي الحجازية، بل فرطت مصر في ثروتها السمكية البحرية فقنعت بخيرات الأرض من الخضر والفاكهة وأسماك النيل قريبة الصيد سهلة المنال ولم يكن صيادوها مضطرون ـ كما هم اليوم ـ للإبحار بقواربهم المتواضعة أميالا بعيدة بحثا عن مصائد قريبة من الشاطئ في كل من اليمن وليبيا والصومال فيلقون من غوائل البحر ومخاطر القرصنة ما يلقون.

لم يكن هذا التنوع والتباين بمستغرب في أرض حكمت عليها الصحراء بالإعدام بينما مد لها النيل شريان الحياة الوحيد، أرض حار الغرباء في الجزم بمن له الفضل عليها، هبة النيل أم إبداع المصريين؟ أرض تأرجحت في منحنى الصعود والهبوط الحضاري ما جعل نفرا من المفكرين يجدون فيها "قصرا منيفا فوق رمال سائبة" وربما "رمال متحركة".
سكان مصر
لا يقف المصري بعيدا عن تباين البيئة وتزاحم مشاهد التاريخ، فهو وإن سلم العالم له بسبق الحضارة وعراقة التاريخ معترفا به كأول مهندس وأبدع فنان وأكثر المتعبدين ورعا، لا ينسى له أنه الفلاح الفقير المستسلم لحكامه ممن استخفوا به حين أطاعهم فمضوا يثخنونه بحيل الطواغيت.
ومع خبرة التجربة، وعمق التاريخ، وتبدل ألوان الحكام مع ثبات مخططاتهم، وولوج وخروج الغزاة والمغامرين، وبقاء النيل مصدرا للخير وتوفير الحد الأدنى من سبل الحياة، تفنن المصري في حلول الوسط ومكر الخنوع وتكتيك الخضوع، فُوسم بأنه "سلطان الحلول الوسطى" بقدر ما وصفت مصر بأنها "ملكة الحد الأوسط". ومع هذا ما تزال تلك الخصال قادرة على إقناع البعض بأن يروا المصري وبلده مثالا لمزج المتناقضات معا بما يصنع مزاجا وسطيا.

من أين أتى المصري وما أصوله ال***ية؟ تميل الدراسات إلى اعتبار الإنسان المصري إبنا لبيئة محلية ذات جذور إفريقية تأثرت بموجات هجرة وافدة عبر البحرين الأحمر والمتوسط. ورغم أن نزرا قليلا من أبناء شمال مصر يحتفظون اليوم ببشرة فاتحة وشعر بني وعيون خضراء وزرقاء نتاج المؤثرات ال***ية الأوربية والتركية والقوقازية التي عزفت عن الجنوب الحار الجاف ورضيت بالشمال المتوسطي الرطب، ورغم أن نزرا قليلا آخر انحدر من الرقيق الأبيض (الشراكسة والسلاف) والرقيق الأسود ( الأفارقة) إلا أن غالبية أبناء الوادي ما يزالون يحتفظون بسمات الإنسان المصري الذي عاش هنا قبل آلاف السنين. ومما يدهش أن التماثيل والمومياوات التي اكتشفت في جنوب مصر كانت تلقى من أبناء الصعيد مشاعر من الافتخار لما بها من الشبه الكبير بين الماضي والحاضر حتى أن أغلبها وكأنه يجسد واحدا أو آخر من السكان المعاصرين، رغم آلاف السنين التي تفصل بينهم.

وفي ذلك ما يؤكد على أن موجات الوافدين التي أتت مصر كانت دوما غزوات لا هجرات، تركت آثارها الطفيفة على المستوى ال***ي في الشمال الألطف مناخا بينما بقي الجنوب الحار الجاف مستودعا للقبطي (المصري) العريق.

ليست في مصر أقليات بالمعنى الجيوسياسي التقليدي، فسكان النوبة في أقصى جنوب الوادي لم تكن لهم أية مشكلات إثنية طوال التاريخ، وباستثناء ما أحدثه مشروع السد العالي حين غمرت بحيرته الاصطناعية أرضهم وهجرتهم إلى أرض شمالية غير متوافقة معهم بيئيا، فإنه لم تكن هناك أية صراعات بشرية بين النوبيين وبقية القبط (المصريين). وبالمثل لا يمثل البربر في صحراء مصر الغربية سوى أقلية لغوية محدودة لا تصل نسبتها إلى 0.5 % من السكان وليست لديها أية قضايا تمييزية.

يمثل المسيحيون في مصر ثاني طائفة دينية بعد المسلمين، حيث تتراوح نسبتهم لإجمالي السكان بين 8 و 10 %، لكنهم لا يشكلون نطاقا جغرافيا خالصا لهم، كنظرائهم في لبنان، أو كالسيخ في شمال غرب الهند، أو الشيعة في شرق السعودية، أو المسيحيين في جنوب السودان، بل هم ممتزجون بين المسلمين في القرى والحقول في صعيد مصر وفي الحواضر الكبرى كالقاهرة والإسكندرية.
الكنيسة المصرية ليست كنيسة هاربة مهاجرة بل هي أقدم من الإسلام وواحدة من معاقل الفكر المسيحي الأصيل الذي انتشر في مصر منطقيا بعد أن كانت أرض مصر مقصدا للعائلة المقدسة التي فرت من الاضطهاد في فلسطين.

أتت كلمة قبط من محلة قفط (أو كبتوس) في قنا بصعيد مصر، وسمى اليونان كل المصريين قبطا، ومنها جاءت كلمة "جيبت" في اللغات واللهجات ذات الأصل اللاتيني قبل أن يتم تحويرها لاحقا إلى "إيجيبت" . أما اسم "مصر" الذي ورد في القرآن عدة مرات وجاء في التوراة تحت اسم "مصرايوم" فمسمى لاحق للعهد الفرعوني أطلقته العرب والشعوب المحيطة دلالة على مقر التمدن والنظام السياسي. ويذهب البعض إلى أن لكلمة مصر في اللغة الهيروغليفية جذورا دلالاتها "الأرض التي يرعاها الإله" أو "الأرض المحروسة".
يقدم التنوع الطفيف في الجماعات الدينية والإثنية في مصر ثراء ثقافيا في المعتقد والممارسات والطقوس رحب به المصريون عبر أغلب فترات التاريخ وقبلوه بتسامح وتعايش، وإن لم يسلم في بعض الفترات من تشاحن وتطرف دموي خاصة في نصف القرن الماضي.

يتكلم الجميع العربية لغة واحدة جامعة، وليس هناك معقل أو جيب لغوي واحد في مصر، من هضبة السلوم على حدود ليبيا إلى رفح المصرية على حدود فلسطين، ومن الإسكندرية إلى النوبة. وإن تحدث بدو سيناء وعرب مطروح وبربر سيوة ونوبة الجنوب لغات ولهجات موازية، فإن العربية ليست "اللينغوفرانكا" التي تربطهم بالأغلبية العربية الساحقة بل هي لغة اللسان المزدوج. يمكنك باختصار أن ترى المصريين شعبا "ضد الطائفية" لم يعرف مفهوم الملل والنحل الذي عايشه المشرق العربي، بل إن جل المصريين لا يدركون ما الفرق بين أن أن يكون المرء شيعيا أو سنيا، فمزاجهم الديني سني المذهب وأفئدتهم تهوي إلى آل البيت، وهذه أيضا خصلة من خصال وسطية مصر الحضارية في محيطها الإسلامي.

في مرحلة الانفجار السكاني تقف مصر اليوم بعدد سكاني يزيد عن 82 مليون نسمة، رغم أنها عاشت آلاف السنين بحجم سكاني متواضع. فقبل قرنين فقط من الزمن، لم يكن عدد سكان مصر يزيد عن 2.5 مليون نسمة. بل إن مصر قبل نصف قرن فقط لم تكن تزيد عن 20 مليون نسمة. المسؤول الاول عن الانفجار السكاني في مصر هو التحسن الكبير في الرعاية الطبية وتراجع الوفيات خاصة وفيات الأطفال الرضع.
التداعيات البيئية للنمو السكاني المفرط كارثية في مصر، فالسكان لا يتحركون خارج الوادي ويستبدلون المروج والأشجار والزروع بغابات من الأسمنت من بيوت خرسانية تقتلع تربة طينية تعد من أخصب أنواع التربة في العالم، تربة أنفق نهر النيل في فرشها مليوني سنة، بينما يدمرها السكان اليوم في لمح البصر.
زحف السكان على الأراضي الزراعية في مصر أشبه بالانتحار الجماعي الصامت، فالمصريون وحكومتهم يخربون بيئتهم بأيديهم، حتى أن الرقعة الزراعية في دلتا النيل، فقدت في نصف القرن الأخير نحو ثلث أراضيها لصالح التوسعات العمرانية المتلاحقة التي تذهب بغير رجعة بأرض تنتج الغذاء وتضع شعبا على حافة الهاوية في عملية أشبه بالاغتيال الجماعي الأعمى لحقوق الأجيال المقبلة.

البديل الوحيد لإنقاذ مصر من هاوية المجاعات المستقبلية هو نقل السكان الجدد إلى خارج الوادي والدلتا، وهو مشروع أقل ما يقال عنه أنه مشروع الألفية الثالثة. لكن مشروعا قوميا بهذا الحجم يحتاج إلى حكومة راشدة واعية حازمة وقادرة على إيقاف فساد الانتحار الجماعي حين يضع فلاح فقير حفنة جنيهات رشوة لمسؤول في الحكومة المحلية يسكت الأخير بموجبه عن تجريف التربة وتحويل الحقل الزراعي إلى منزل خرساني لمواليد جدد وجدوا ما يسكنون فيه لكن قريبا لن يجدوا ما يأكلون.

ففي زمن تبلغ فيه الفجوة الغذائية في مصر 50 % يعني الأمر أننا نستورد نصف ما نأكل. وإذا ما استمر معدل العدوان على الأراضي الزراعية بما هو عليه اليوم فسترتفع النسبة حتى يشب شبح المجاعة من جديد. وإذا استمر معدل تلوث مياه نهر النيل وبحيرات شمال الدلتا على ما هو عليه فستفتك الأمراض المهلكة بالمصريين.
سكان مصر لا يهاجرون خارج وطنهم، وهم ملتصقون بالأرض بدرجة كبيرة. كان العراق والدول العربية الخليجية المقصد الأول لهم بعد ثروة وثورة النفط في السبعينيات حين هاجر نحو ثلاثة ملايين مصري، عاد أكثر من نصفهم بعد التقلبات السياسية المضطربة التي تأججت بغزو العراق للكويت في مطلع تسعينيات القرن العشرين، وتزايد الاعتماد على العمالة الآسيوية والتخفف من عمالة المصريين لصالح عمالة وطنية.

ولا يمكن التعويل على الجاليات المصرية في الخارج في استقطاب مصريين مهاجرين، فباستثناء ما شهده ربع القرن الأخير من تبلور جالية مسيحية منتقاة ومرحب بها في الولايات المتحدة وكندا تحت ذرائع الإضطهاد الديني، ليست هناك جاليات مصرية مهاجرة على نحو ما شكل الصينيون والهنود والشوام في أوربا والعالم الجديد. فعوامل الطرد في القرون الماضية لم تكن بتلك القسوة التي هي عليها اليوم، وحين اضطر الشباب المصري لهجرة وطنه مع انسداد الأفق في الداخل وجد الظروف العالمية وقد تغيرت وأصبح هناك حصار عالمي يقيم أسيجة على الموانئ وفي المطارات تحول دون طوفان الهجرة من الدول الفقيرة. من هنا عرفت مصر مؤخرا مراكب الموت التي تحمل الشباب المصري في عرض البحر المتوسط فيغرق بعضها جراء المطاردة وإغلاق الموانئ المؤدية إلى "جنة الاتحاد الأوربي".

الريف المصري ، وليس المدينة ، يقدم صورة مصر الحقيقية. في ذلك الريف بوسعك اليوم أن تقف مشدوها أمام بيت من طين الفيضان القديم يلاصق قصرا فارها، ساقية صدئة وآلة ري فائقة الطاقة، بغال وحمير تعرقل سير سيارات وردت للتو من مصانع يابانية. هذا التجاور الجغرافي والتاريخي يقدم لك خليطا مربكا بين مشاهد الألف الثالثة بعد الميلاد وقد زاحمت مشاهد الألف الثالثة قبل الميلاد.
http://studies.aljazeera.net/files/2...0416414323.htm


+


دراسة لى عن ان 90% من المصريين الحاليين يحتفظون بنفس جينات اجداهم المصريين القدماء




واليك هذا البيان :
و لقد قدم إلى مصر عديد من الشعوب الاخرى للتعلم والتجارة كالاغريق و
النوبيين و الليبين و الفرس و العرب بعد الفتح الاسلامي لمصر ، و لكن لم
يحدث اختلاط يذكر للنسب المصرى بهم فنجد أن أسماء الأجداد المصرية كماهى ،
المنوف نسبة لمنف و المنوفية والسيوطى والمصرى وهكذا.واثبتت البحوث
التابعة لمركز دعم المعلومات واتخاذ القرار التابع لمركز الوزراء المصرى
ان نسبة الدم المصرى في المواطنين تتعدى 91 % ويوجد ولع كبير من الدارسين على التعرف على الأصول المصرية كما يوجد بعض الشعوب التى تنسب او تنسب نفسها للنسل المصري مثل البلقان

وهو موجود فى الويكيبيديا وتستطيع الاطلاع عليه

كما ان عالم يدعى ارمان على ما اعتقد وهو عالم انثربيولجى قال : "من الخطأ
ان نعتقد ان قدماء المصريين الذين بنوا اعظم حضارة عرفتها البشرية قد
انقرضوا فهم موجودون بيننا الان فى المصريين الحاليين "

اذن نحن ابناء قدماء المصريين ( الفراعنة ) ... كما لا تنسى ان هناك
مجتمعات منغلقة على نفسها فى مصر منذ ايام الفراعنه ولا تزوج ابنائها من
خارجها مثل الارياف فى وجه بحرى ومثل الصعيد ... اذن قدماء المصريين =
المصريين الحاليين


"مجموعة
من علماء الأنثروبيولجي، أرجروا دراسات على هياكل المومياوات المصرية (
العظام القحفية والوجهية ) واستنتجوا أن المصريين هم في مكانهم الحالي من
عصر البيلستوسين وهم بشكل واضح لم يتأثروا بالغزو أو الهجرات. كنتيجة،
المصريون اليوم هم المصريون القدماء."

لأخ اللي
بيقول ان الهجرات أثرت على العرق المصري، فهذا 100% خطأ والدليل على كده
ما قد أتى في تقرير الأمم المتحدة والذي تمت اذاعته في عام 2008 على قناة
bbc البريطانية والتي تقول فيه هيئة الأمم المتحدة بعد دراسة ال dna
والعائلات المصرية ، تقول أن 80% على الأقل من المصريين المسلمون هم ذوو
أصول مصرية حامية ( فرعونية ) ، وأن 20% الأخرون هم من عائلات من الجزيرة
العربية هاجرت لمصر بعد اعتناق مصر الاسلام، ومنهم عائلات مثل بنو هلال
والقرشي ، وضمن هؤلاء العشرين في المائة أيضا يوجد ذوو الأصول الأرمنية
والتركية، أما المسيحيين ، فقال التقرير أن 90% على الأقل من المسيحيين
المصريين ينتمون للعرق اليوناني ، وذلك بسبب هجرة اليونانيين المسيحيين
لمصر خلال ال 900 سنة التي حكم اليونانيين مصر فيها، منذ الأسكندر الأكبر
، مرورا بالرومان ( والذي كان ثلاثة أرباعهم يونانيين من أسرة سكيبيوس في
صقلية ) و حتى البيزنطيين والذين كانو يونانيين
عالم المصريات الشهير فرانك يوركو " ببساطة المصريين الحاليين هم عبارة عن فراعنة اعتنقوا الاسلام " والمعلومات كاملة المصادر وسليمة 100%
هناك دراسة تاريخية حديثة أثبتت أن معظم الجيش الاسلامي الذي دخل مصر كان
من المصريين أنفسهم ، لأن هناك بعض قادة ثورة الفلاحين من الوثنيين
المصريين والمصريين الذين اعتنقوا الديانة المسيحية الأريوسية والتي تعرضت
للاضطهاد من قبل المسيحيين المؤمنين بالثالوث ، أرسلوا جنودا مصريين
ليساعدوا المسلمين في ازاعة الهجوم البيزنطي ، ففي الواقع أغلب هؤلاء ال
20 ألف كانو من عرق مصري ، ولم يكونو جميعا عرب ، ( عن دراسة للكاتب
الشهير فرانك يوركو و فلاديمير كونشينسي
تقرير العرقيات كلاكيت تاني مرة !!


مجرد ذكر الDNA في أي ثقافة أو حضارة أو شعب في العالم معناه حسم أي نقاش
حول العرقيات ، الا الشعب المصري فبرغم عمل العديد من دراسات الدي ان ايه
واثبات أن 80% من حاملي ال***ية المصرية هم من عرق مصري نقي ، ما زال
النقاش مستمر زي مايكون احنا أغبياء أو مابنفهمش أو ماقرأناش أساسا وكل
واحد داخل يفتي وخلاص يا جماعة أنا شخصيا شفت موضوع تقرير الدي ان ايه ده
على البي بي سي و قالو أن 80% من المصريين المسلمين هم حاميين ( مصريين
)وهناك 15% عناصر بدوية ونوبية ( دول كانو موجودين من زمان وعمرهم ما
ختلطو بالمصريين ) وهناك حوالي 5% من العائلات العربية ويحملون دي ان ايه
أسيوي من الجزيرة العربية وهم من ضمن العائلات التي سكنت في مصر ، ومن ضمن
هؤلاء ال5% أيضا يوجد عناصر أخرى من اللاجئين الذين جائو الى مصر في القرن
الثامن عشر من أتراك و أقليات أخرى
أما المسيحيين فقالت أن أغلب العناصر المختبرة تحمل حوالي 90% عناصر
أوروبية ( يونانية ) و أرمن وما الى ذلك و بالمناسبة الكنيسة المصرية طعنت
في هذا التقرير ومنعته واعترضت عليه بسبب ذلك بالرغم أن من قام بذلك
التقرير هي دولة مسيحية ( المملكة المتحدة ) و تم اثباته علميا


دراسه الجينات المصريه واثباتها يكون اسهل من اي دوله
لوجود المومياوات المصريه القديمه والتقرير الذى ذكرته يقارن DNA

يعني لا مجال للفتي
ويكون من الفراعنه العاديين الي الامراء الي الفراعنه المحاربين مثل رمسيس وتحتمس

ليست الامم المتحدة فقط هي من عرض تلك التصريحات بل العديد من علماء
المصريات المصريين والغير مصريين قارنو ال DNA في المومياوات بالعديد من
العينات المصرية ، واكتشفها أن أغلب المصريين أو الاغلبية العظمى منهم من عرق فرعونى مصري نقي غير مختلط،
وهو ما أدهش العلماء وقد فسرها العالم فرانك يوركو بأن المصريين كانو
دائما مجتمعا مغلقا على ذاته ولم ينفتح على الرومان أو اليونانيين أو ما
الى ذلك فلم تجد أبدا طفل مصري روماني مثلا أو شخص مصري تزوج فتاة رومانية
، الا قلة قليلة فقط ، أما الحضارة الاسلامية ، فبعد دخول مصر في الاسلام
كان حكم مصر من قبل مصريين مسلمين ، فهو فتح ( بل ثورة على البيزنطيين )
وليس غزو ، أنصحك أن تقرأ المزيد عن الDNA وكيف يتم التفريق بين كل DNA
وأخر

خلاصة
الكلام ده كله ان المصريين مش عرب وده بحث فى dna للمصريين بيقول الكلام
ده وبيثبت ان المصريين هما المصريين اللى عاشوا فى مصر من 24000 سنه
للنهارده بس فى شوية مصريين فيهم جزء من العرب بس مش عرب عشان سبحان الله
مع ان مصر عاش فيها كتير مش مصريين وتزوجوا منها بس اللى بيسود هو
الكرموسوم المصرى وبينحى اى صفات تانيه غير مصريه زى المثل اللى بيقول
كانك يا ابوزيد ما غزيت ههههههههه العنصر السائد دلوقتى فى مصر هو
المصريين اللى عاشوا فى مصر من 24000 سنه وكمان اللغه المصرية مش لهجه من
العربى دى لغه مستقله بنفسها وهى امتداد طبيعى للغه القبطية اللى هى كمان
امتداد للغة الهيراطيقية اللى هى برضه امتداد للغة الديموطيقية يعنى خلاصة
الكلام المصريين مش عرب ومش بيتكلموا عربى



وده رابط لبحث dna



الرابط بالانجليزى

الرابط بالعربى ترجمة جوجل

وده رابط عشان اللغة المصرية

شوية مقتطفات بحث dna


هذا هو أكثر تركيزا على المصريين حول الأقصر ، حيث كان يقع القديمة العلوي مصر. و دراسة الحمض النووي مؤخرا Cruciani
كشفت أن تركز على كروموسوم Y E - M78 أن "ولد" في شمال شرق أفريقيا ، وليس
شرق أفريقيا كما كان يعتقد سابقا. وهذا يعني أن المواطن المصري مع
كروموسوم Y m78 كان له أصل من الذكور تصل إلى خط الظهر لسكان العصر
الجليدي في مصر ؛ بقدر ما يعود إلى ثقافة Halfan حوالي 24000 سنة مضت.


جنوب المصريين Chromomses Y هم السكان الأصليون في المقام الأول إلى
أفريقيا وشبه الصحراوية على حد سواء ، وأعلاه. هذا يجعل المجموع الكلي 80.3 ٪ من أصول غير عربية أفريقية نهائيا في المنطقة مصر العليا.
الكروموسومات Y ربما يعزى إلى الذكور العربية كثيرا في أقلية في هذا
المجال. وتشير التقديرات التقريبية (منذ أي امرأة غزت مصر) أن حوالي 5 ٪
أو أقل من هذه الفئة من السكان هم من الشعوب غير الأسرات المصرية ، وليس
كل هذه ستكون العرب.

شمال المصريين هم أكثر قليلا عالمية في أصولهم الأفريقية 64.8 ٪ من السكان الأصليين.
حوالي 20 ٪ من chrom0somes Y بالقرب من الشرقية في الأصل ، و 10.5 ٪ من
الصبغيات RY. ومع ذلك ، فإن بعض هذه الشرقي القريب والكروموسومات Y
الأوروبية تظهر إدخال القديمة لأفريقيا (G ، K2 ، R1 ، R1b هي BP 8000 وما
فوق) ، وأي مساهمة تاريخية من الرجال الاجانب من المرجح أن يكون في
المنطقة 15 ٪. مقسوما على اثنين (أي مساهمة الإناث الأخيرة الحديث عن).
هذا يجعل من غير السكان الأسرات المصرية حول علامة 7 ٪ في مصر السفلى ، وهذا فقط بعض من هو عربي.




__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17-08-2012, 02:45 AM
الآمبراطور المصرى الآمبراطور المصرى غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
العمر: 34
المشاركات: 329
معدل تقييم المستوى: 13
الآمبراطور المصرى is on a distinguished road
افتراضي

http://mathildasanthropologyblog.wor...ancient-egypt/



هذا البحث السابق يثبت ان تشابه اوجه المصريين الحاليين بالمصريين القدماء وانهم ليسوا سود
مقالة بالأنجليزية عن مصرية ال*** المصرى:

http://www.catchpenny.org/race.html

وشوفوا إيه اللى مكتوب فى آخر سطرين:

تحاليل الدم أثبت عدم وجود فروق جوهرية بين المصريين الحاليين المسلمين والمسيحيين.

The distribution of blood groups in present-day Egypt shows that the
mass of population is very homogeneous and there are no significant
differences, in this respect, between the Moslems and the Copts.
Comparisons of head and body measurements suggest the same conclusion.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

ودى مقالة عن تركيب الحمض النووى المصرى للكروموسوم الذكرى. المقالة من 20
صفحة أيضا بالأنجليزية و ينفى التحليل أى صلة قرابة للمصريين الحاليين
بالساميين أى اليهود والعرب.

http://muse.jhu.edu/journals/history.../32.1keita.pdf

يعنى إحنا مصريين صرف ولكل مزايد وحقود يريد أن ننسى أصلنا الملكى وتاريخنا:

إحنا المصريين أحفاد الفراعنة



+

مارجريت كاندل فى بحثها

صدمت بنقاء العرق المصرى رغم انه من اكثر الدول احتلال
__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17-08-2012, 02:46 AM
الآمبراطور المصرى الآمبراطور المصرى غير متواجد حالياً
عضو ممتاز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2012
العمر: 34
المشاركات: 329
معدل تقييم المستوى: 13
الآمبراطور المصرى is on a distinguished road
افتراضي

ده دليل على عظمة مصر التى احتوت كل هذه الغزوات
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:18 PM.