اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > مصر بين الماضى و الحاضر

مصر بين الماضى و الحاضر قسم يختص بالحضارة و التاريخ المصرى و الاسلامى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-05-2015, 03:05 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي سياسة يزيد بن معاوية وفتوحاته


سياسة يزيد بن معاوية وفتوحاته
موقع قصة الإسلام

سياسة يزيد بن معاوية:
كانت سياسة يزيد بن معاوية بناءً على الخطة التي وضعها له أبوه رضي الله عنه قبيل وفاته حيث قال له: "يا يزيد اتَّقِ الله، فقد وطأتُ لك هذا الأمر، ووليت من ذلك ما وليت، فإن يكن خيراً فأنا أسعد به، وإن كان غير ذلك شقيت به، فأرفق بالناس، وأغمض عما بلغك من قول تُؤذَي به، وتُنتَقَص به، وطأ عليه يَهْنَك عيشك، وتصلح لك رعيتك، وإياك والمناقشة، وحمل الغضب، فإنها تهلك نفسك ورعيتك، وإياك وخيرة أهل الشرف واستهانتهم، والتكبر عليهم، ولِنْ لهم بحيث لا يرون منك ضعفاً وخوراً، وأوطئهم فراشك، وقربهم إليك، وأدنهم منك، ولا تهنهم ولا تستخف بحقهم، فيهينوك ويستخفوا بحقك، ويقعوا فيك، فإذا أردت أمراً فادعُ أهل السن والتجربة من أهل الخير من المشايخ وأهل التقوى، فشاورهم ولا تخالفهم، وإياك والاستبداد برأيك فإن الرأي ليس في صدر رجل واحد، وصَدِّقْ من أشار عليك إذا حملك على ما تعرف، واخزن ذلك عن نسائك وخدمك، وشمر إزارك، وتعاهد جندك، وأصلح نفسك؛ تصلح لك الناس، ولا تدع لهم فيهم مقالاً فإن الناس سراع إلى الشر، واحضر الصلاة، فإنك إذا فعلت ما أوصيتك به عرف الناس لك حقك، وعظمت في أعين الناس...".
وقد أوصاه معاوية - أيضاً - في هذه الوصية بالإحسان إلى أهل الشام، وأهل الحجاز، وقد حاول يزيد تَرَسُّمَ هذه السياسة التي تضمنتها هذه الوصية التي تعتبر من أهم الوثائق في فن الحكم والسياسة، والإدارة والتعامل مع الناس، فقد دأب على إكرام أشراف الحجاز، وبصفة خاصة بني هاشم مثل: عبد الله بن جعفر، وعبد الله بن عباس، ومحمد بن علي بن أبي طالب، وعلي بن الحسين وغيرهم، فعندما وفد عليه عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وكانت جائزته على عهد معاوية ستمائة ألف؛ فأعطاه يزيد ألف ألف، فقال له: بأبي أنت وأمي، فأعطاه ألفَ ألفٍ أخرى، فقال له ابن جعفر: والله لا أجمع أبويَّ لأحدٍ بعدك، وعندما خرج ابن جعفر من عنده رأى على باب يزيد بخاتى مبرَّكَاتٍ قد قدم عليها هدية من خراسان، فرجع عبد الله بن جعفر إلى يزيد فسأله منها ثلاث بخاتى ليركب إلى الحج والعمرة، وإذا وفد إلى الشام على يزيد؛ فقال يزيد للحاجب: ما هذه البخاتى التي على الباب؟ - ولم يكن يشعر بها - فقال: يا أمير المؤمنين؛ هذه أربعمائة بختية جاءتنا من خراسان، تحمل أنواع الألطاف، وكان عليها أنواع من الأموال كلها، فقال: "اصرفها إلى أبي جعفر بما عليها، فكان عبد الله بن جعفر يقول: أتلومونني على حُسْنِ الرأي في هذا؟ يعني يزيد.
أَحْسِنْ إلى الناس تستعبد قلوبهم *** فطالما استعبدَ الإنسانَ إِحسانُ
ولم تكن سماحة يزيد قاصرة على بني هاشم، بل كانت تَعُمُّ أهل الحجاز جميعاً، حتى إنها شملت أولئك الذين ثاروا عليه، وخلعوا طاعته من أهل المدينة، فقد جاءه وفد من شيوخ المدينة وفيهم عبد الله بن حنظلة ومعه ثمانية بنين، فأعطاه مائة ألف، وأعطى كل رجل منهم عشرة آلاف درهم، سوى كسوتهم وحملانهم، فلما قدم عبد الله بن حنظلة المدينة أتاه أناس فقالوا: ما وراءك؟ فقال: أتيتكم من عند رجل واللهِ لو لم أجد إلا بنيَّ هؤلاء لجاهدتُه بهم، قالوا: فإنه بلغنا أنه أجازك وأكرمك وأعطاك، قال: قد فعل، وما قبلت ذلك منه إلا لأتقوَّى به عليه، ثم قاد الثورة ضد يزيد، وخلع طاعته.
الجهاد في عهد يزيد بن معاوية:
كانت الجيوش الإسلامية عند وفاة معاوية رضي الله عنه تسيطر على أفغانستان، وأوساط باكستان - ناحية الشمال - ثم تمتد لحدود إيران الحالية مع روسيا، وفي ثغور الشام ترابط الجيوش في البحر والبر على حدود الروم، وكلنا يعرف الشواتي والصوائف الشهيرة التي حدثت في عهد معاوية رضي الله عنه والتي من نتائجها حوصرت القسطنطينية بقيادة يزيد، وفتحت جزر مثل رودس وكريت وغيرها.
وفي عهد يزيد لم تزل الجيوش تتمم فتوحات أبيه على تلك الجهات الثلاث على الرغم من وجود الفتن، أو بعض الفتن والثورات الداخلية، وسوف نتحدث بإيجاز عن هذه الفتوحات التي تمت في عهد يزيد.
أولاً: جبهة إفريقية:
كانت جبهة أفريقية قد توقفت زمن معاوية، واكتفت بفتح تونس وربما شرقي الجزائر - ناحية الحدود الحالية - فلما استخلف يزيد استعمل عقبة بن نافع والياً وقائداً عاماً على إفريقية، فسار من الشام، وقدم القيروان بعشرة آلاف فارس فجَدَّد بناء القيروان، وشَيَّدها، ونَقَلَ إليها الناس فعَمُرَت وعَظُمَ شأنها، وخرج عقبة بأصحابه وبكثير من أهل القيروان، وبعد أن ترك بها جنداً أَمَّر عليهم زهير البلوي، فسار ناحية الغرب حتى مدينة (باغية) لا يدافعه أحد، والروم يهربون في طريقه يميناً وشمالاً؛ فحاصرها بعد قتال عنيف انهزم الروم في آخره؛ فغنم مغانم، ورحل عنها فنزل تلمسان؛ فخرج عليه الروم والبربر بجيش كثيف، وبعد قتال عنيف افتتحها عنوة وغنم مغانمها، ثم سار إلى بلاد الزاب ومدينتهم (أربة) وحولها نحو ثلاثمائة وستين قرية، وبعد قتال عنيف انتصر المسلمون، ورحل إلى مدينة "تاهرت" فاستغاث الروم بالبربر فأجابوهم ونصروهم، فالتقى المسلمون بأعدائهم وقاتلوهم قتالاً عظيماً، وكانت الغلبة للروم وأحلافهم في باديء الأمر لكثرتهم الهائلة، لكن المسلمين انتصروا أخيراً فغنموا سلاحهم وأموالهم، وبعد ذلك سار عقبة إلى "طنجة" فلقيه بطريك من الروم يدعى "يوليان" فأهدى إليه هدية حسنة، ونزل على حكمه، وأراد عقبة فتح الأندلس فقال له "يليان": أتترك كفار البربر خلفك، وترمي بنفسك في بحبوحة الهلاك مع الفرنج، ويقطع البحر بينك وبين المدد، فقال عقبة: وأين كفار البربر؟ قال: في بلاد السوس ولا دينَ لهم.
توجه عقبة فنزل على مدينة "وليلي" فافتتحها، وغنم وسبى، ثم توجه إلى السوس الأدنى فقاتل جموع البربر، و*** منهم أعداداً هائلة، ثم سار حتى وصل السوس الأقصى فكان البربر بجموعهم الكثيرة له بالمرصاد، لكنه هزمهم شر هزيمة، ثم سار حتى بلغ "ماليان" أقصى المغرب ورأى البحر المحيط فقال كلمته المشهورة: "يا رَبَّ لولا هذا البحر لمضيت في البلاد مجاهداً في سبيلك"، ثم عاد فنفر الروم والبربر من طريقه خوفاً منه، ولما وصل إلى مدينة "طُبْنَة" وبينها وبين القيروان ثمانية أيام أمر أصحابه أن يتقدموا فوجاً فوجاً ثقة منه فيما نال من العدو، وأنه لم يبقَ أحد يخشاه، وسار إلى "تهوذا" لينظر إليها في نفر يسير فلما رآه الروم في قلة طمعوا فيه، فأغلقوا باب الحصن وشتموه وقاتلوه وهو يدعوهم إلى الإسلام فلم يقبلوا منه، وكان في الجيش كبير من البربر اسمه "كسيلة" قد أسلم في ولاية أبي المهاجر على تونس زمن معاوية، وكان أبو المهاجر قد نصح عقبة أن كسيلة غير موثوق به، ولكن عقبة تهاون في أمره.
راسل الروم كسيلة في أن ينضم إليهم؛ فقبل وجمع أهله وبني عمه وقصد عقبة؛ فقال أبو المهاجر: عاجِلْهُ قبل أن يقْوَى جمعُه؛ فزحف عقبة إلى كسيلة فتنحى هذا عن طريقه ليكثر جمعه، ولما كثُر جمعه اتفق مع الروم فهاجموا المسلمين وقاتلوهم ف*** جميع المسلمين ولم ينج أحد، ومنهم عقبة وأبو المهاجر.
ثم ولي إفريقيا بعد أمر عقبة سنة 63هـ قيس بن زهير البلوي الذي تحصن في القيروان، ولم يستطع مهاجمة الروم والبربر بسبب انشغال يزيد في الثورات الدخلية، في هذه الجهة استطاع الجيش الإسلامي - في عهد يزيد - أن يخترق بلاداً واسعة ويفتحها في سنة واحدة وأشهر، وهي ما تعرف الآن بالجزائر والمملكة المغربية.
ثانياً: جبهة الروم:
على الرغم من أن المصادر العربية لم تذكر لنا سوى بعض الغزوات المعينة إلا أنها تذكر أن الثغور الشامية كانت معبأة بالجنود الذين يُغِيرُون على حدود الدولة الرومانية فيعودون بالغنائم العظيمة، وقد سار يزيد على خطة أبيه في جهاد الروم، وكان جَلْداً صبورً، وكان يقود الجيوش أحياناً بنفسه.
ثالثاً: جبهة المشرق:
كانت الجيوش الإسلامية في عهد يزيد تقاتل في عدة جبهات في المشرق في آنٍ واحد، وعلى كل جبهة قائد، وكان القائد العام سَلْم بن زياد بن أبي سفيان الذي ولاّه يزيد خراسان في أول عهده، وبعث معه عدة من الصحابة والأشراف منهم: بريدة بن الحصيب الأسلمي، وطلحة الطلحات (عبد الله بن خلف الخزاعي)، والمهلب بن أبي صفرة الأزدي، وعمر بن عبيد الله بن معمر التيمي، وعبد الله بن خازم السلمي، فقدم سلم البصرة للتريث فيها، وتجهيز نفسه؛ فوجه قَبْلَه الحارث بن معاوية الحارثي إلى خراسان، ووجَّه أخاه يزيد بن زياد إلى سجستان بدلاً من أخيه عباد بن زياد الذي كان والياً عليها.
ثم إن سلماً عبر خراسان، ومنها تجهز غازياً إلى ما وراء النهر فَشَتَّى هناك، وافتتح قائده المهلب "خوارزم" سلمً، وبلغ ما أخذه المهلب من أهلها فدية خمسين ألف ألف، ثم إن سلماً سار إلى بخارى وملكتها "خاتون" فلما رأت كثرة جمعه هالها ذلك فكتبت إلى "طرخون" ملك السغد: إني متزوجتك فأقبل إلى لتملك بخارى، فأقبل إليها في مائة وعشرين ألفاً، فوجَّه سلم المهلب بن أبي صفرة عندما بلغه إقبال طرخون فخرج وتبعه الناس، فلما أشرفوا على عسكر طرخون زحف الجمعان، والتحم القتال فرشقهم المسلمون بالنبل؛ ف*** طرخون، وانهزم أصحابه الذين سلموا من ال*** بعد معركة يشيب لها الولدان، فبلغت أسهم المسلمين يومئذ للفارس ألفين وأربعمائة درهم، وللراجل ألفاً ومائتين درهم، وعندما انهزم الأعداء رأت "خاتون" أن تعقد صلحاً مع سلم؛ فعرضت عليه الصلح، وتم الاتفاق على فدية.
ثم إن سلماً عبر سمرقند، وعبرت معه امرأته أم محمد بنت عبد الله بن عثمان الثقفي، وكانت أول امرأة من العرب قُطِعَ بها النهر، ولم يزل يفتح البلد بعد البلد، ثم إنه وجه جيشاً إلى خجنده فيهم أعشى همدان فهُزِمَ هذا الجيش.
وفي عهد سلم افتُتِحَت بلدان شاسعة من التبت وتُرْكستان الشرقية، ومن ضمنها مدينة "يارقند" ومدينة "ختن" التي فتحت عُنْوَة، وهاتان المدينتان تربضان في شمال شرقي جبال الهيمالايا.
وفي عهد يزيد بن زياد على سجستان نكث أهل كابل وغدروا، فأسروا الوالي عليهم أبا عبيدة بن زياد؛ فسار إليهم يزيد فاقتتلوا وانهزم المسلمون، فلما علم سلم بالخبر سير جيشاً عليه طلحة الطلحات؛ ففدى أبا عبيدة بخمسمائة ألف درهم، وسار إلى سجستان والياً عليها ومات هناك.
ولم يزل سلم والياً على المشرق كله، ومقره "نيسابور" حتى توفي يزيد بن معاوية.
وأخيراً .. جيوش إسلامية تقاتل في المغرب، وأخرى في الصين والتركستان، وثالثة في آسيا الوسطى وذلك في عهد يزيد بن معاوية، فأين هذا من التهاون الذي وصمه به مثيرو الفتن والقلاقل، ولقد أثبتت هذه الجيوش مقدرة يزيد على التصرف السليم في شأن رفعة الإسلام على الرغم من القلاقل الداخلية؛ إلا أنه رجل أثبت وجود الدولة الإسلامية آنذاك، وجعلها مرهوبة الجانب كما كانت زمن أبيه.



رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 05:35 AM.