اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > مصر بين الماضى و الحاضر

مصر بين الماضى و الحاضر قسم يختص بالحضارة و التاريخ المصرى و الاسلامى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25-05-2015, 04:53 AM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي الملك المظفر قطز


الملك المظفر قطز












قاهر المغول التتار في عين جالوت





د. أحمد الخاني






قامت جحافل القائد المغولي التتري جنكيز خان باكتساحها الساحق في المشرق، وفي سنة واحدة اكتسح هذا القائد الذي لم يعرف له أب، ما فتحه الإسكندر الكبير المقدوني في عشر سنين. وخلفه أبناؤه وأحفاده الذين كانوا يدمرون كل شيء.





تقدم هولاكو حفيد جنكيز بزحفه في الشرق كالإعصار يدمر كل شيء يقف في طريقه.





وكان في بغداد خليفة هزيل الهمة منصرف إلى شهواته وملذاته، وكان وزيره ابن العلقمي شيعياً يحقد على الإسلام والمسلمين ويتمنى زوال الخلافة، فكان له ما أراد.



بعث وفداً إلى هولاكو يغرونه بمهاجمة الخلافة في بغداد، فلبى وجاء بجيوشه التي تعد مئتي ألف جندي ولم يهتز الخليفة لهذا الحدث المخيف ولم يستعد له، وكان عنده حوض مليء ذهباً، لم يوزعه على المقاتلين، وكان ابن العلقمي قد سرح الجيش، ولم يبق منه سوى عشرة آلاف لحراسة القصور والجواري وبيوت الملاهي....






أحاطت فرقة من جيش هولاكو بدار الخلافة، والخليفة في قصره وحوله النساء يغنين له، وكانت بين يديه راقصة يقول المؤرخون: أن اسمها (عرفة) وهي ترقص وتطرب الخليفة وتضحكه، جاءها سهم من بعض الشبابيك ف***ها.





ولم يكن هولاكو يجرؤ على *** الخليفة، ولكن ابن العلقمي زين له ***ه ف***، حيث طواه بسجادة وربطها وصار يدحرجه، فمات رفساً بالأقدام وسقطت الخلافة العباسية، كان ذلك سنة 656هـ.





مائتا ألف سيف يدخلون بغداد دار السلام، وهم ي***ون بأهلها أربعين يوماً، قال المؤرخون: لقد بلغ عدد ال***ى ألفي ألف نفس، ولم ينج منهم سوى اليهود والنصارى ومن التجأ إلى دار ابن العلقمي، وقد أنتنت البلد من جيفهم، وتغير الهواء فسرى الوباء، ومات ابن العلقمي شر ميتة.





وانتقل الوباء العراق إلى الشام، فمات خلق كثير، واجتمع على الناس؛ الغلاء والوباء والفناء والطعن والطاعون، كما يقول المؤرخون.





ولاية المظفر قطز في مصر:


بعد عام من سقوط بغداد تسلم الحكم في مصر سيف الدين قطز، وسمى نفسه بالملك المظفر، وكان هذا من رحمة الله تعالى بالمسلمين، فالتتار في ديار الإسلام يعيثون الفساد، ودخل هولاكو دمشق وفعل بأهلها شبيه ما فعله في بغداد.



وصل إلى المظفر ما فعله التتار بدمشق عن طريق الفارين منها إلى مصر، فشرع بالإعداد والاستعداد لملاقاتهم، فالتتار لم يتعرض لقتالهم أحد، ولم يثنهم عن مواصلة زحفهم إلى أي جهة أرادوها أخذوها، وكان اليهود والنصارى والشيعة الروافض يشجعونهم على مواصلة زحفهم إلى مصر.






وقد عزم الملك الناصر صاحب دمشق على الرحيل إلى دمشق، وكذلك ملك حماة المنصور، وكثير من الأمراء وأبناء الملوك، ليكونوا مع الجيش المصري في مواجهة التتار، وأكرم الملك المظفر قطز الوافدين إليه غاية الإكرام.





الحرب لمن بدأ:


قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في إحدى خطبه: والله ما غُزيَ قومٌ قَطُّ في عُقر دارهم إلا ذلوا.



ويبدو، أن هذا مبدأ في الحرب لا يخطئ. وقد كان الملك المظفر يعلم بزحف التتار إلى مصر، وأنهم عازمون على الدخول إليها، بعد تمهيد ملكهم بالشام فبادرهم قبل أن يبادروه وخرج بجيشه إليهم.






التتار يزحفون إلى مصر:


جمع التتار قواتهم، وهم في غاية السرور؛ لأنهم سيدخلون مصر آمنين، إذ لا يجرؤ على أن يقف في وجههم أحد.





كان التتار المغول، وهما اسمان لمسمى واحد يدل على الهمجية، فهم شعب بدائي، ليس له حضارة، فكانوا يتباهون بأنهم يشربون الخمر في جماجم أعدائهم، ولم يكونوا يعرفون الطهارة ولا النظافة، لا يغتسلون ولا يتنظفون، فكانت رائحتهم تصك الأنوف من مسافة بعيدة، وكانوا يعيشون في خيام جماعية كبيرة اسمها الخركاه تسع الواحدة منهم مئتي إنسان، فيها يقيمون، وينامون ويتزوجون ويتناسلون، كانوا *****ين، لم يكن للرجل زوجة تخصه، بل كان الأمر شيوعية، ولم يكن للمرأة زوج يخصها....





وقد سرى خبر التتار في كل أرجاء الدولة الإسلامية التي تقطعت أوصالها بالمغول، وانتشر خبر فظائعهم..





توجه هذا الجيش العفن نحو مصر فسبقه الرعب إلى مسافة بعيدة قبل أن يصل، ولكن أراد قائدهم أن يخيف القائد المسلم في مصر، فأرسل إليه وفداً.





الوفد التتري في مصر:


اجتمع الوفد بقطز ليبلغه رسالة قائده، فجرى الحوار على النحو التالي:


رئيس الوفد: إن قائدنا يأمرك بالخضوع والاستسلام


قطز: أيها الوقح، أليس لك دين يهذب أخلاقك؟


الرئيس: أتخاطبني بهذه اللهجة؟ وكيف تجرأت علي؟


قطز: ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين.


الرئيس: ألم تسمع بأخبارنا؟


قطز: بلى، سمعت بها.


الرئيس: أنصحك إذاً أن تلقي السلاح.


قطز: بل أسن السيف.


الرئيس: وماذا تفعل بالسيف إذا جاءتك جيوش المغول؟


قطز: ألقي إليهم برأسك، أو أرفعه على الرمح.


الرئيس: كيف تجرؤ على هذا الكلام، وأنا مندوب كتبغا نوين قائد جيوش الشرق؟


قطز: سترى من أفعالي غير ما سمعت.





انصرف الوفد، وقد امتلأت قلوب المصريين شجاعة وشُحنت تصميماً على ملاقاة العدو.





رئيس الوفد مع قائده: كان القائد كتبغا متلهفاً لسماع الرد، حيث استعمل الأسلوب النفسي ليرهب عدوه، فهل هذا الأسلوب أدى نفعاً؟ فما إن وصل الوفد عائداً، حتى اجتمع به.


كتبغا: ماذا لديك؟ أرى وجهك غير الذي كنت فيه.


الرئيس: لقد نُزعت هيبتنا التي نحارب بها، من قلوب المصريين.


كتبغا: ماذا تقول؟ سأحرق الأرض تحت أقدامهم سأشرب الخمر بجماجمهم....


الرئيس: يحسن أن تدرس الأمر جيداً، قبل أن تقدم على هذه المغامرة أيها القائد العظيم.


كتبغا: وتسميها مغامرة؟ لولا معرفتي بك لقلت إنك جاسوس ولضربت رأسك. اضربوا البوق فوراً.





ضربوا البوق، فتحرك رأس الجيش إلى مصر يسير في البيداء كأنه ثعبان أسود طويل طويل.





أما القائد قطز، فقد خرج مسرعاً وكان في جيشه العلماء المخلصون وعلى رأسهم سلطان العلماء العز ابن عبد السلام.



تدمير القوة التترية في غزة:



اجتاز الجيش المصري الحدود وزحف إلى غزة وتولى القائد بيبرس قيادة المقدمة، وكان في غزة القائد المغولي بيدر، وكان بيبرس صاعقة الحروب فنجح بتدمير قوات المغول قبل أن تصل قوات تدعمها وسار المظفر قطز مجتازاً الناصرة إلى عين جالوت.



تقدم الجيش المغولي، وكان يفتقر إلى الكشافة، ولم يكن السكان المحليون موالين له، ولم يعلم المغول أن جيش المسلمين قريب منهم.






الكمين الإسلامي:


كان قطز قد أخفى الكتلة الرئيسية من قواته، ولم يعرض للمغول إلا المقدمة التي يتولى قيادتها الظاهر بيبرس.



المعركة:
دفع القائد المغولي بكامل قواته في المعركة، وكان بيبرس قائداً عظيماً بطلاً شجاعاً قاتل بضراوة، وكان داهية حيث استدرج كتبغا بلباقة حتى لا يشعر بالمكيدة وما زال يتراجع نحو التلال والمغول يشتدون في أثره.






وقع كتبغا نوين وجيشه في المصيدة وجرى تطويق الجيش كله، ودارت الدائرة على المغول لا يدرون من أين يأتيهم الضرب؛ هم في دائرة، ومحيطها كله يصب عليهم مطراً من نبال، والرماح تقصف فيهم، والسيوف تبتر أيديهم ورؤوسهم، وأبلى القائد المغولي في حركة يائسة، وصحا صحوة الموت، بعد أن عرف نفسه أنه وقع، ولات حين مناص، وصرخ القائد المغولي صرخة الذئب فأشعل جنده حماسة، فاندفعوا يقاتلون، وهم قوم شجعان فمزقوا صفوف المسلمين، فتدخل قطز ليعيد تنظيمها وصاح: يا من نصرت نبيك محمداً في بدر انصرنا على المغول.





هبت رياح النصر على المسلمين، وظهر التحول في المعركة لصالحهم، فصار المغولي يتلفت إلى النجاة، وتحول موقف المسلمين من الدفاع إلى الهجوم ثم تحول إلى مطاردة.



لقد *** قائدهم كتبغا وهو يقاتل، وأسروا من التتار الكثير، وكان من جملة الأسرى أحد أبناء القائد كتبغا فقيل له: لعل أباك هرب من المعركة، فقال: أبي لا يهرب، فوجد بين ال***ى نصفين.




ولحق المسلمون بالتتار ي***ونهم في كل واد، ولم يعد للتتار بعد هذه الحرب قوة في العالم الإسلامي.






إسلام المغول في عهد قازان:


ثم أسلم هذا الشعب على زمن ملكهم قازان، وصاروا من أهم المدافعين عن الإسلام، وصارت لهم دولة اسمها إلى اليوم تتارستان، فيها الكثير من المساجد والعلماء. لقد فتح الإسلام قلوب الفاتحين.





إن التتار من معركة واحدة كُسر جيشهم فيها انتهت قوتهم، والمسلمون في حروبهم مع أعدائهم، كانت بينهم جولات كثير انكسرت جيوشهم فيها، ولكن لم تنكسر معنوياتهم، وبعد كل انكسار كانت الأمة الإسلامية تخرج أقوى مما كانت عليه، هذه هي أمة العظماء، ومعركة عين جالوت، هي أخت حطين في زمن صلاح الدين.





فرحم الله "قطز" قائدَ معركة عين جالوت.



رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 05:06 PM.