كيف يكون الزواج أساسا لبيتا إسلاميا

[خالد مسعد .]

أولاً : إن الزواج رباط اجتماعي :
فعن طريق الزواج تتكون الأسرة وعن طريقه أيضاً تتكون الروابط بين الأسر وبين الأجناس والشعوب , ولعل الحكمة من زواج الرسول e من قبائل مختلفة هي الربط بين هذه القبائل والتآلف بينها .
ثانياً إنه يحقق المطالب البيولوجية والسيكولوجية (1) :
في الفرد وذلك أن الله خلق الإنسان وأودع فيه حاجات أولية , سواء كانت عضوية أو نفسية وهي حاجات لابد من إشباعها , وعدم إشباعها يؤدي إلى أضرار تقاس بدرجة ضررها . ومن هذه الحاجات، الحاجة إلى الجنس، وقوة هذا الدافع كما ذكرها العلماء تأتي في الدرجة الثالثة بعد الدافع إلى الطعام ودافع الأمومة .
وكما أن عدم إشباع هذا الدافع، يؤدي من الناحية البيولوجية إلى تقليل نشاط الغدد الجنسية , التي تؤدي بدورها إلى تقليل نشاط الجسم , كذلك تؤدي من الناحية السيكولوجية إلى بعض الاضطرابات النفسية , والقلق والانحراف عن السواء في بعض المظاهر السلوكية .
لهذا قال الله تعالى : {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }(2) .
فالسكن النفسي والمودة والرحمة التي يشعر بها الإنسان إزاء زوجه تعتبر من الحاجات السيكولوجية التي لا يستغني عنها الإنسان.
ثالثاً : إن الزواج يقي من كثير من الأمراض :
المعنى الاصطلاحي
لقد اقر جميع الأطباء أن هناك أمراضا كثيرة، تنتقل وتنتشر عن طريق الاتصال غير الشرعي , أو بتعبير آخر عن طريق السفاح, ويخصون انتقال بعض الأمراض بالزنا .
ويسمونها بالأمراض الزهرية أو السرية , وبالرغم من تقدم الطب ولاسيما في أكثر الدول تقدماً ، لم يستطع وقاية المجتمع من انتشار مثل هذه الأمراض ( فالولايات المتحدة الأمريكية، مثلاً بالرغم من تشددها في الرقابة الطبية على بيوت الدعارة تنتشر فيها هذه الأمراض وتعاني منها المجتمعات، ويجدو الأطباء الصعوبات في الوقوف أمام انتشارها في ضوء القوانين المدنية الخلقية ,لأن هذه القوانين تبيح الزنا (*)
فالزواج هو القانون الاجتماعي السليم , ولن يجد الناس بديلاً لهذا القانون , ولهذا قد اتفقت الرسالات السماوية على هذا المبدأ و تحريم الاتصال غير الشرعي ،ولهذا فلن نكون متعصبين للإسلام، إذا قلنا إنه خير دين جاء بقوانين ناجحة في كل المجالات إذ أقر سنة الزواج التي تحفظ للناس صحتهم البيولوجية والسيكولوجية.
رابعاً : الاستمتاع :
فالزواج في نظر الإسلام ليس كله تكاليف وإنما إلى جانب التكاليف فيه استمتاع ، (فالغنم بالغرم) قاعده فقهية في دينينا الحنيف، فالإنسان بحاجة إلى التمتع في الحياة وقد تكون الحاجة جسمية ، أو نفسية أو روحية فالترفيه مطلب إنساني، وباعث على النشاط والعمل.
خامساً : إنجاب الأولاد : وله غرضان مهمان :
الأول: تحقيق حاجة في نفس الفرد ,فالإنسان يحب أن يرى صورة نفسه في ولده ،ويرغب أن يخلفه في الأرض ويرثه ويأكل ثمار أتعابه .
الثاني : الحفاظ على النوع الإنساني , وتعمير الأرض واستمرار الأمة . فإن الله خلق الناس وأمرهم بالزواج لتدوم هذه الحياة على نحو ما .

سادساً : تطبيق مبدأ ديني :
من اجل كل ما سبق جعل الإسلام الزواج مبدأ من مبادئه وجزءا من شريعته , فمن عدل عن الزواج وتركه ترك جزءاًً من الدين , ولهذا دعا الرسولe الشباب إلى الزواج فقال : ( يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فأنه أغض للبصر وأحصن للفرج ,ومن لم يستطع فعليه بالصوم فأنه له وجاء ) (1) .
وقال تعالى{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ }(2) .
ولقد ارتأيت بعد النظر والمشورة أن يكون عنوان البحث (( الأحكام الفقهية المتعلقة بحرية المرأة في النكاح والفرقه)) .



(2) سورة الروم آية /21) .

(*) غضب الله تعالى الأيدز يلاحق المتمردين على الفطرة : لفؤاد بن سيد عبد الرحمن الرفاعى :ص1وما بعدها، مكتبة الصحابة الإسلامية ، السالمية – الكويت.

(1) أخرجه البخاري في الصحيح، صحيـح البخارى: للإمام الحافظ محمد بن إسماعيل البخارى(ت256هـ) ، دار القلم، (د.م ) (1401هـ/1981م) (70)كتاب النكاح ، (2) باب قوله صلى الله عليه وسلم من استطاع منكم الباءة فليتزوج (7/3) (رقم :4779) ، وأخرجه مسلم (16)كتاب النكاح ، (1) باب استحباب النكاح لمن تاقت نفسه إليه ووجد مؤنة،(ح2/1018)(رقم :1400).دار أحياء التراث العربي ، بيروت ، الطبعة الثانية1972م .

(2) الرعد:38.

[mm3272]

جزاك الله أفضل الجزاء