#1
|
|||
|
|||
سفيان الثوري .. المحدث الحجة
أبو عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري الربابي (97 هـ[1]-161 هـ) كان أحد أئمة الإسلام يقول عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء «هو شيخ الإسلام، إمام الحفاظ، سيد العلماء العاملين في زمانه أبو عبد الله الثوري الكوفي المجتهد مصنف كتاب الجامع. قال شعبة وابن عيينة وأبو عاصم ويحيى بن معين وغيرهم: سفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث. وقال علي بن الحسن بن شقيق عن عبد الله قال: ما أعلم على الأرض أعلم من سفيان. وقال بشر الحافي: كان الثوري عندنا إمام الناس. وعنه قال: سفيان في زمانه كأبي بكر وعمر في زمانهما». نسبه
ولد سنة سبع وتسعين بالكوفة في خلافة سليمان بن عبد الملك. شيوخه وطلابه شيوخه لتفاصيل أكثر عن هذا الموضوع، انظر شيوخ سفيان الثوري. يقال أن عدد شيوخه ستمائة شيخ وكبارهم الذين حدثوه عن أبو هريرة وجرير بن عبد الله وابن عباس وأمثالهم منهم:
رواته الذين اخذوا منه لتفاصيل أكثر عن هذا الموضوع، انظر رواة سفيان الثوري. أما الرواة عنه فخلق كثير فذكر ابن الجوزي أنهم أكثر من عشرين ألفا منهم: == قالوا عن الثوري رآه أبو اسحق السبيعي مقبلا فقال:" وآتيناه الحكم صبيا" قال أبو المثنى: سمعتهم بمرو يقولون قد جاء الثوري قد جاء الثوري، وخرجت أنظر إليه فإذا هو غلام قد بقل وجهه (خرج شعر وجهه)قال عبد الرازق وغيره عن سفيان قال:مااستودعت قلبي شيئا قط فخانني. == زهده وورعه قال: ليس الزهد بأكل الغليظ ولبس الخشن ولكنه قصر الأمل وارتقاب الموت، قال شعبة: ساد سفيان الناس بالورع والعلم قيل للفضيل بن عياض في بعض ما كان يذهب إليه من الورع: من إمامك في هذا؟ قال: سفيان الثوري. وعن قطيبة بن سعيد قال: لولا الله ثم سفيان لمات الورع. عبادته وخشيته لله قال : ما بلغنى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط إلا عملت به ولو مرة؛ قال عطاء الخفاف: ما لقيت سفيان الثورى إلا باكيا فقلت: ما شأنك؟ قال: أخاف أن أكون في أم الكتاب شقيا قال ابن وهب: رأيت الثوري في المسجد الحرام بعد المغرب صلى ثم سجد سجدة فلم يرفع رأسه حتى نودى لصلاة العشاء. قال على بن فضيل: رأيت سفيان الثوري ساجدا حول البيت فطفت سبعة أشواط قبل أن يرفع رأسه. قال يحيى القطان: ما رأيت رجلا أفضل من سفيان لولا الحديث كان يصلى ما بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء فإذا سمع مذاكرة الحديث ترك الصلاة وجاء. ثناء العلماء عليه قال شعبة وابن عيينة وأبوعاصم ويحيى بن معين وغيرهم: سفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث قال ابن المبارك: كتبت عن ألف ومائة شيخ ما كتبت عن أفضل من سفيان قال ابن عيينة: ما رأيت رجلا أعلم بالحلال والحرام من سفيان الثوري. درر من أقواله قال شعيب بن حرب: قلت لسفيان الثوري حدّث بحديث في السنة ينفعني الله به فإذا وقفت بين يديه وسألني عنه قلت يا رب حدثني بهذا سفيان فأنجو أنا وتؤخذ. فقال: اكتب بسم الله الرحمن الرحيم القرآن كلام الله غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود ومن قال غير هذا فهو كافر والإيمان قول وعمل ونية يزيد وينقص وتقدمه الشيخين إلى أن قال يا شعيب لا ينفعك ما كتبت حتى ترى المسح على الخفين وحتى ترى أن إخفاء بسم الله الرحمن الرحيم أفضل من الجهر بها وحتى تؤمن بالقدر وحتى ترى الصلاة خلف كل بر وفاجر والجهاد ماض إلى يوم القيامة والصبر تحت لواء السلطان جار أو عدل فقلت: يا أبا عبد الله الصلاة كلها قال لا ولكن صلاة الجمعة والعيدين صل خلف من أدركت وأما سائر ذلك فأنت مخير لا تصل إلا خلف من تثق به وتعلم أنه من أهل السنة فإذا وقفت بين يدى الله فقل يا رب حدثني بهذا سفيان بن سعيد ثم خل بيني وبين ربى عز وجل. ومن أقواله أيضا:
عن عطاء بن مسلم قال: لما استخلف المهدى بعث إلى سفيان فلما دخل خلع خاتمه ورمى به إليه فقال: يا أبا عبد الله هذا خاتمي فاعمل في هذه الأمة بالكتاب والسنة فأخذ الخاتم بيده وقال: تأذن في الكلام يا أمير المؤمنين؟ وقال عبيد: قلت لعطاء: يا أبا مخلد، قال له يا أمير المؤمنين؟ قال: نعم قال: أتكلم على أنى آمن؟ قال: نعم قال: لا تبعث إلى حتى آتيك ولا تعطني شيئا حتى أسألك قال: فغضب من ذلك وهم به فقال له كاتبه أليس قد أمنته يا أمير المؤمنين؟ قال: بلى فلما خرج حف به أصحابه فقالوا ما منعك يا أبا عبد الله وقد أمرك أن تعمل بالكتاب والسنة؟ فاستصغر عقولهم ثم خرج هاربا إلى البصرة. قال ابن سعد: وطلب سفيان فخرج إلى مكة فكتب المهدى أمير المؤمنين إلى محمد بن إبراهيم وهو على مكة يطلبه فبعث محمد إلى سفيان فأعلمه ذلك وقال: إن كنت تريد إتيان القوم فاظهر حتى أبعث بك اليهم وان كنت لا تريد ذلك فتوار، قال: فتوارى سفيان فطلبه محمد بن إبراهيم وأمر مناديا فنادى بمكة: من جاء بسفيان فله كذا وكذا فلم يزل متواريا بمكة لا يظهر إلا لأهل العلم ومن لا يخافه قالوا: فلما خاف سفيان بمكة من الطلب خرج إلى البصرة فقدمها فنزل قرب منزل يحيى بن سعيد القطان فقال لبعض أهل الدار أما قربك أحد من أصحاب الحديث؟ قالوا: بلى يحيى بن سعيد قال: جئنى به فأتاه به فقال: أنا هنا منذ ستة أيام أو سبعة فحوله يحي إلى جواره وفتح بينه وبينه بابا وكان يأتيه بمحدثى أهل البصرة فيسلمون عليه ويسمعون منه وكان فيمن أتاه جرير بن حازم والمبارك بن فضالة وحماد بن سلمة ومرحوم العطار وحماد بن زيد وغيرهم وأتاه عبد الرحمن بن مهدي ولازمه فكان يحيى وعبد الرحمن يكتبون عنه تلك الأيام. ولما تخوف سفيان أن يشهر مقامه بالبصرة قرب يحيى بن سعيد قال له: حولني من هذا الموضع فحوله إلى منزل الهيثم بن منصور الأعرجى من بنى سعيد بن زيد مناة بنى تميم فلم يزل فيه فكلمه حماد بن زيد في تنحيه عن السلطان وقال: هذا فعل أهل البدع وما تخاف منهم فأجمع سفيان وحماد على أن يقدما بغداد. وفاته قال ابن المديني: أقام سفيان في اختفاؤه نحو سنة وقال ابن المهدي: مرض سفيان بالبطن فتوضأ تلك الليلة ستين مرة حتى إذا عاين الأمر نزل عن فراشه فوضع خده بالأرض وقال: يا عبد الرحمن ما أشد الموت ولما غمضته وجاء الناس في جوف الليل وعلموا وقيل: اخرج بجنازته على أهل البصرة بغتة فشهده الخلق وصلى عليه عبد الرحمن بن عبد الملك بن أبجر الكوفي بوصية من سفيان لصلاحه وكان موته في شعبان سنة إحدى وستين ومائة.
__________________
|
العلامات المرجعية |
|
|