اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية

قضايا سياسية وأخبار مصرية وعربية وعالمية منتدى يختص بعرض كافة الأخبار السياسية والإقتصادية والرياضية في جميع أنحاء العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-09-2012, 04:51 PM
الأستاذة هدى الأستاذة هدى غير متواجد حالياً
كبير مشرفي اقسام التعليم الفنى سابقا
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 3,498
معدل تقييم المستوى: 20
الأستاذة هدى is on a distinguished road
افتراضي حجاب المذيعات بين المصفقين والممتعضين !َ وياترى انت فيهم مين؟؟

فهمى هويدى يكتب : على شاشتنا محجبه



أبرزت الصحف العربية قرار تعيين مذيعة محجبة لتقرأ الأخبار فى التليفزيون المصرى واعتبرته خبرا مهما، حتى إن صحيفة الشرق الأوسط السعودية نشرته على أربعة أعمدة فى قلب صفحتها الأولى (يوم الاثنين 3/9).


أفهم أن القرار كان حدثا استوقف كثيرين. إذ استقبل بالحفاوة من البعض والدهشة والامتعاص من آخرين، والحيرة من جانب فريق ثالث. ذلك أن ظهور محجبة فى التليفزيون المصرى ظل من المحرمات منذ نشأ التليفزيون قبل نصف قرن. وظلت البرامج الدينية هى الوحيدة التى استثنيت من القرار على مضض، تشهد بذلك السيدة كاريمان حمزة التى عانت الأمرين بسبب حجابها وسجلت ذلك فى كتابها «لله يا زمرى». وهناك أخريات أدركن أن التزامهن بالحجاب يعنى على الفور اختفاءهن من الشاشة، وتحويلهن إلى مذيعات من الدرجة الثانية، يحرم عليهن دخول استوديوهات البث. والحظر الحاصل فى التليفزيون تكرر فى مواقع أخرى مثل مصلحة الاستعلامات ووزارة السياحة وشركة مصر للطيران، الأمر الذى شجع بعض أصحاب المطاعم والمقاهى على منع دخول المحجبات فى محالهم. وقيل لى إن زوجات الدبلوماسيين المصريين المحجبات كن يعتبرن خصما من رصيدهم يؤثر على فرصهم فى الترقى وعلى العواصم التى يوفدون إليها.

من ناحية أخرى، فالعاملون بالوسط الصحفى يعرفون جيدا أن المحجبات لم يكن مرحبا بهن فى القصر الجمهورى إبان عهد الرئيس السابق، لأن «الهانم» كانت تمتعض من وجودهن، ويتداول البعض حكايات كثيرة عن ضغوط مارستها قرينة الرئيس السابق لإقناع أخريات من زوجات المسئولين بخلع حجابهن.

عقب صدور قرار وزير الإعلام سابق الذكر تلقيت اتصالات هاتفية عديدة سألنى أصحابها عن رأيى فى الموضوع، فكان ردى فى كل مرة ان القرار بمثابة خطوة باتجاه تطبيع العلاقات بين السلطة والمجتمع. إذ فلم يكن غريبا أن تظهر مذيعة محجبة على شاشة التليفزيون، ولكن الذى كان غريبا حقا أن يتطور المجتمع وتزداد فيه مظاهر التدين. بحيث يصبح للحجاب حضوره القوى فى جميع أنحاء مصر والأغلبية الساحقة من مؤسساتها ومرافقها، ثم لا نجد صدى لذلك فى التليفزيون طوال أكثر من نصف قرن، حتى بدا منفصلا تماما عن واقع المجتمع وواجهة لبلد آخر غير مصر.

أما الأشد غرابة من ذلك فأن يتصور البعض أن مصر المزورة (المخاصمة لمظاهر التدين) التى تظهر على شاشات التليفزيون هى مصر الحقيقية، وأن حظر ظهور المحجبات هو الأصل، الأمر الذى دعا هؤلاء إلى الامتعاض حين فوجئوا بأن محجبة انضمت إلى أسرة التليفزيون الرسمى، وأنها ستظهر على شاشته قارئة لنشرة الأخبار.

ليس الأمر مقصورا على التليفزيون. ذلك أن ثمة شريحة بين المثقفين والسياسيين أوهمت نفسها بالفكرة الأخيرة، واعتبرت ظهور الحالة الإسلامية فى الساحة السياسية المصرية بعد الثورة مفاجأة لم يتوقعوها. وتجاهل هؤلاء حقيقة أن ذلك الظهور حدث لأن الانتخابات تمت بحرية ونزاهة، وان احتكار عناصر الشريحة المذكورة للصدارات فى السابق لم يكن سببه ان لهم تأييدا شعبيا يذكر، ولكن لان نتائج الانتخابات كانت تزور لصالحهم. بمضى الوقت استعبط إخواننا هؤلاء وصدقوا أنهم وحدهم يمثلون المجتمع وأن غيرهم لم يعد له وجود أو دور. لذلك فإننى أفهم مبررات شعورهم بالمفاجأة والاستياء مما أفرزته أجواء ما بعد الثورة.

حين أثار هذا الموضوع معى بعض الصحفيين الأجانب الذين توافدوا على القاهرة بعد الثورة، قلت أننى قد أستغرب ظهور ممثلى التيار الإسلامى فى بلد بوذى أو فى الفاتيكان مثلا. لكنى لا أجد غرابة فى أن يحدث ذلك فى بلد مسلم ومجتمع محافظ. واعتبرت أن السؤال فى هذه النقطة هو الذى يثير الدهشة ويبعث على الاستنكار. فى حين أن السؤال الصحيح هو ما إذا كانت المذيعة تتمتع بالكفاءة التى تمكنها من القيام بمهمتها أم لا.

الاستهجان لا يقتصر على الذين استنكروا السماح لمذيعة محجبة بقراءة نشرة الأخبار فى التليفزيون الرسمى، لكنه ينسحب أيضا على بعض الذين بالغوا فى الحفاوة بالقرار الذى أعتبره ايجابيا بكل المعايير. حتى نقل على لسان أحدهم قوله إنه حين علم بالأمر تأكد من أن الإسلام دخل فعلا إلى مصر. وهو تعليق ينطبق عليه قول من قال ان صاحبنا جاء يكحلها فأعماها. ذلك أنه أعطى انطباعا بأن ظهور المذيعة المحجبة بمثابة علامة فارقة فى انتقال مصر من الجاهلية إلى الإسلام. فى حين أن القرار يصوِّب موقفا إداريا وسياسيا مغلوطا. وحين أراد أن يمتدحه فإنه انزلق إلى هجاء المجتمع والحط من شأنه، وتجاهل أن الإسلام موجود وراسخ القدم فى مصر قبل تعيين السيدة المحجبة وقبل ظهور حزب الحرية والعدالة، وقبل أن يكون للإخوان وجود على أرض مصر.

لقد ذاعت مقولة صاحبنا واستقبلتها بالاستنكار والسخرية التعليقات التى توالت على تويتر وفيس بوك، وأغلب الظن أن تلك الحملة كانت وراء مسارعة من نسبت إليه المقولة إلى نفى صدورها عنه. وهو تصويب أرجو أن يكون صحيحا.




http://www.elhasad.com/2012/09/blog-post_4440.html
__________________
وأفوض أمري إلى الله إن الله بصيٌر بالعباد
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 12:21 PM.