ماذا يريد محمد جاب الله : من معلمي مصر هو وجريدة الجمهورية

[توفيق رفعت عجيز]

اتفضلوا المقال الاول

بلا تعصب
محمد جاب الله

نريد ثورة في التعليم

يا وزير التعليم قضية التعليم في مصر من أخطر القضايا التي تتعلق بمصير هذا البلد.. فلا صلاح لأمر من أمورنا إلا بالتعليم لأنه يرتبط ارتباطا مباشرا بالقضايا الأخري يؤثر فيه ويتأثر به.. فالشعوب المتعلمة تمتاز بصحة جيدة لأن يعرفون كيفية المحافظة علي أنفسهم ضد أي أضرار تؤثر علي صحتهم... ولا يمكن لشعب جاهل العيش في ديموقراطية حقيقية لأن التعليم يجعل المرء يميز الخبيث من الطيب ويعرف ما له وما عليه..إذن نحن متفقون علي أن التعليم من الأمور الأساسية للنجاح والتقدم والرقي.. وحضارات الشعوب تقاس بمدي رقيها وتقدمها.. بدليل أن عمر دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية 235 سنة ومع ذلك تقود العالم سياسيا واقتصاديا وعلميا.
من هنا أجدني مدفوعا للحديث عن أوضاع التعليم في مصر والتي تحتاج إلي ثورة حقيقية ت***ع جذور الإهمال والتواكل الذي يعيشه هذا المرفق الهام في حياتنا.. والحقيقة أن التعليم يرتكز علي شيئين مهمين هما المدرس والمدرسة.. لكن الطرفين لا يؤديان عملهما علي أكمل وجه.. المدرسة لم تعد مكانا للتعليم ولكن هيكلا ل***** أولياء الأمور من الحضانة حتي الثانوية العامة.. فالأب يذوق الأمرين حتي يلحق ابنه أو بنته في مرحلة رياض الأطفال ولابد أن يدفع أو يبحث عن واسطة ويتعذب برفض المدارس وتعنتها.. هذا المشهد يتكرر مع بداية كل مرحلة من مراحل التعليم.. ناهيك عن العذاب اليومي الذي يذوقه الأبوان لهثا وراء مراكز الدروس الخصوصية لأن المدرسة تؤدي جزءا بسيطا من دورها خلال سنوات التعليم الأولي بينما يقوم السنتر بالمهمة الأكبر.. والسنتر يحتاج إلي نفقات تبتلع رواتب الموظفين وبدون السنتر لا تنجح عملية التعليم لأنه حل مكان المدرسة.. وليسمح لي الدكتور أحمد جمال الدين موسي وزير التربية والتعليم أن أسأله :هل في مصر تعليم بعد السنة الأولي الثانوية؟ وهل هناك مدرسة مسئولة عن هذه العملية ؟ أنا أتحداه لو أنه أجاب بالإيجاب لأن المدرس غائب عن المدرسة.. مشغول بالدروس الخصوصية لأنها أجدي ماديا فهو يحصل منها علي مئات الآلاف من الجنيها.. وإذا ذهب إلي المدرسة فإنه لايؤدي عمله بما يرضي الله أو حتي ضميره بل يبحث عن وسيلة للهرب منها.. فهو يري أن مجرد ذهابه إلي المدرسة يكفي ويقول الكثيرون منهم "علي قد فلوسهم".. فلا توجد رقابة ولا مفتشين ولا توجيه.. كما أن عددا كبيرا من المدرسين مستواه العلمي متدني لأنهم إفراز لعملية تعليمية فاشلة.. لا تقوم علي أسس سليمة وتعتمد علي تلقين الطلبة الدروس فقط دون فهم. إضافة إلي استنزاف أقوات أولياء الأمور.. كما أن عددا كبيرا منهم غير مؤهل ليكون مدرسا علي الإطلاق. وأذكر هنا مرة في عام2002 أنني كنت رئيسا لبعثة أوائل الثانوية العامة إلي أوروبا.. وكان وزير التعليم السابق يطلب من الطلبة إنكار الاستعانة بالدروس الخصوصية والتأكيد علي أنهم كانوا يذاكرون دروسهم من كتب الوزارة عندما تستضيفهم قنوات التلفزيون وإلا فإنهم لا يظهرونهم علي شاشات التلفزيون.. وكان الخامس علي الثانوية العامة وهو من إحدي مدن سوهاج ملتزما بتعليمات الوزير فما كان من الناس إلا أن نادوه بالكذاب عندما عاد إلي مدينته وكان يقول لنا ذلك وهو يشعر بالخزي.. بينما رفضت الأولي وكانت من البحيرة واسمها أماني علي عدم الكذب وأصرت علي أنها حصلت علي مجموعها بفضل الدروس الخصوصية والاستعانة بالكتب الخارجية.. ولأن الموضوع جد خطير فإن للحديث عنه بقية إن كان في الأجل بقية.

الصفحة السابقة
الصفحة الرئيسية

هذا المقال الثاني بعد يومان من المقال الاول
كلاكيت تاني مرة
التعليم وسنينه !
محمد جاب الله
mohgaballah*********** عندما تحدثت عن التعليم في هذا المكان منذ عدة أيام جاءتني ردود فعل بعضها غاضب وبعضها عاتب .. الغريب أن المدرسين الذين انبروا للدفاع عن المدرسين فهموا أنني أعمم السوء علي كل المدرسين وهذا خطأ لأنه لايوجد مجتمع أوفئة كلها سيئة .. كل مجتمع فيه الصالح والطالح وكل فئة فيها الجيد والرديء .. أنا أناقش ظاهرة في مجتمعنا ولا أصدر أحكاما ولا أوجه اتهامات.. لأن من بيدهم الأمر هم الأقدر علي تقدير النفع والضرر .
واحدة من الرسائل التي اخترتها جاءتني من مدرس لم يذكر اسمه واكتفي ببريده الإلكتروني مذيلا باسم كيمو يقول فيها : أقدم لك بعض نماذج من المعلمين زملائي أحدهما يعمل بعد المدرسة بائع أنابيب وفي لحظة دخوله الفصل يغني له التلاميذ أغنية أنابيب¢ بيب بيب¢ .. والآخر يعمل مع عمال المباني يحمل الطوب ويصعد به الي الادوار العليا واحياناُ يكون ذلك في احد منازل الطلبة التي يدرس لهم . فرفقاُ بالمعلم جزاك الله خيرأُ .
رسالة أخري كاتبها والاسم الأول من بريده الإلكتروني شوشو ولا أعرف حكاية الأسماء التي يختارونها وهو يتحداني أن أنشر ما كتب وأنا قبلت هذا التحدي يقول فيها : إذا كانت المدرسة لا تؤدي دورها كما تقول فابحث الأسباب وهي "المبني - كثافة الفصول - اختيار القيادات التعليمية - المناهج الدراسية - الإمكانيات المادية من تجهيزات ومعامل وخلافه" فلتجيبني حضرتك .. من المسئول عن هذه العناصر؟؟؟؟
أما عن المستوي الفني للمدرس جزء عليه وجزء علي الوزارة ... فهل قامت الوزارة بتدريب مدرسيها كما ينبغي علي المناهج التي تضعها؟
موظفو أي هيئة أو وزارة يحصلون علي تدريب لأي عمل جديد عليهم فما بالك بمناهج تدريسية إذا كانت تطورت أصلا وهل يتقاضي مرتبا يكفيه حياة كريمة ويتبقي منه ليحصل علي دورات متخصصة متقدمة أو لشراء كتب يطور بها نفسه .. وليس كل معلمي مصر مستواهم سييء بالعكس من أفضل المعلمين علي مستوي العالم وبخاصة العالم العربي وانظر ببساطة إلي الدول التي كان المعلم المصري يعلم أبناءهم في الخليج والنهضة التي تراها فمعظمها من فكر وبناء المعلم المصري.
ولي تعليق هنا وهو أنه يتحدث عن خبر كان .. الوضع الآن انقلب أو قل تغير تماما .
وتساءل هل باقي وزارات الدولة أعطت للمعلم قيمته الأدبية في المكان المناسب كوزارة الإعلام ووزارة الثقافة .. خاصة بعد تصويرها المعلم في المسلسلات والأفلام والمسرحيات الباهتة.
هل أولياء الأمور يربون أولادهم كما كان يربيهم آباؤهم بمعني فلينظر المحرر لنفسه كيف كان يعامل معلمه ووالده وينظر في ابنه هل يعامله بنفس الأسلوب.. هل يجلس تلميذ المدرسة بالفصل كما كان يجلس هو ونحن وأجيالنا؟ هل إذا دخل ابنه عليه وأخبره أن المعلم ***ه ولو بكلمة هل سأل ابنه عن السبب وتأكد من المعلم قبل أن يصدر حكمه علي المعلم؟
وأنا هنا أقول لك : يا سيدي المدرس هو الذي فرط في حقه وهان علي نفسه عندما شعر الطالب أنه يستأجره ليعطيه دروسا خصوصية .. ولتسمح لي القول أن نوعية معظم المدرسين في هذا الزمان لا تبحث إلا عن المال .. وأنا أصدقك القول أن الكتب المدرسية لا تصلح للتعليم . راتب المعلم لايكفيه . لاتوجد دورات تدريبية للمعلم . ويوجد موجهون ولكن يهتمون بالأمور الورقية وكتابة التاريخ وهكذا.
اما عن مرتبي الذي سألت عنه فيبدو أنك ¢واخد مقلب¢ .. ويكفي أن أقول لك ¢ الصيت ولا الغني ¢.

الصفحة السابقة
الصفحة الرئيسية