اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > القسم الأدبى

القسم الأدبى قسم يختص بنشر ما يكتبه كبار الشعراء والأدباءء والفلاسفة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 29-11-2010, 11:50 AM
الصورة الرمزية ضياء الدين سعيد
ضياء الدين سعيد ضياء الدين سعيد غير متواجد حالياً
متـرجـــــــــــم و عضو مميز2013 والفائز بالمركز الثالث فى المسابقة الشعرية 2014
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 4,134
معدل تقييم المستوى: 20
ضياء الدين سعيد has a spectacular aura about
افتراضي اا ... نـــــونية إمامنا أبن القيم ... اا القصيدة النونية حكم المحبة ثابت الأركا


القصيدة النونية

حكم المحبة ثابت الأركان*** ما للصدود بفسخ ذاك يدان

أني وقاضي الحسن نفذ حكمها*** فلذا أقر بذلك الخصمان

وأتت شهود الوصل تشهد أنه***حق جرى في مجلس الاحسان

فتأكد الحكم العزيز فلم يجد*** فسخ الوشاة اليه من سلطان

وأتى الوشاة فصادفوا الحكم الذي *** حكموا به متيقن البطلان

ماصادف الحكم المحل ولا هو*** استوفى الشروط فصار ذا بطلان

فلذاك قاضي الحسن أثبت محضرا *** بفساد حكم الهجر والسلوان

وحكى لك الحكم المحال ونقضه*** فاسمع اذا˝ يا من له أذنان

حكم الوشاة بغير ما برهان *** أن المحبة والصدود لدان

والله ما هذا بحكم مقسط *** أين الغرام وصد ذي هجران

شتان بين الحالتين فان ترد*** جمعا فما الضدان يجتمعان

يا والها هانت عليه نفسه *** اذ باعها غبنا بكل هوان

أتبيع من يهواه نفسه طائعا *** بالصد وال***** والهجران

أجهلت أوصاف المبيع وقدره*** أم كنت ذا جهل بذي الأثمان

واها لقلب لا يفارق طيره الأغـ*** صان قائمة على الكثبان

ويظل يسجع فوقها ولغيره *** منها الثمار وكل قطيف دان

ويبيت يبكي والمواصل ضاحك*** ويظل يشكو وهو ذو شكران

هذا ولو أن الجمال معلق*** بالنجم همّ اليه بالطيران

لله زائره بليل لم تخف*** عس الأمير ومرصد السجان

قطعت بلاد الشام ثم تيممت*** من أرض طيبة مطلع الايمان

وأتت على وادي العقيق فجاوزت*** ميقاته حلا بلا نكران

وأتت على وادي الأراك ولم يكن*** قصدا لها فألا بأن ستراني

وأتت على عرفات ثم محسر*** ومنى فكم نحرته من قربان

وأتت على الجمرات ثم تيممت*** ذات الستور وربة الأركان

هذا وما طافت ولا استلمت ولا*** رمت الجمار ولا سعت لقران

ورقت الى أعلى الصفا فتيممت*** دارا هنالك للمحث العاني

أترى الدليل أعارها أثوابه*** والريج أعطتها من الخفقان

والله لو أن الدليل مكانها*** ما كان ذلك منه في امكان

هذا ولو سارت مسير الريح ما*** وصلت به ليلا الى نعمان

سارت وكان دليلها في سيره*** سعد السعود وليس بالدبران

وردت جفار الدمع وهي غزيرة*** فلذاك ما احتاجت ورود الضان

وعلت على مين الهوى وتزودت***ذكر الحبيب ووصلة المتداني

جهم بن صفوان وشيعته الألى*** جحدوا صفات الخالق الديان

بل عطلوا منه السموات العلى*** والعرش أخلوه من الرحمن

ونفوا كلام الرب جل جلاله*** وقضوا له بالخلق والحدثان

قالوا وليس لربنا سمع ولا*** بصر ولا وجه، فكيف يدان

وكذاك ليس لربنا من قدرة*** وإرادة أورحمة وحنان

كلا ولا وصف يقوم به سوى*** ذات مجردة بغير معان

وحياته هي نفسه وكلامه*** هو غيره فاعجب لهذا البهتان

وكذاك قالوا ما له من خلقه***أحد يكون خليله النفساني

وخليله المحتاج عندهم وفي*** ذا الوصف يدخل عابد الأوثان

فالكل مفتقر اليه لذاته*** في أسر قبضته ذليل عان

ولأجل ذا ضحى بجعد خالد الـ*** ـقسري يوم ذبائح القربان

اذ قال ابراهيم ليس خليله***كلا ولا موسى الكليم الداني

شكر الضحية كل صاحب سنة*** لله درك من أخي قربان

والعبد عندهم فليس بفاعل***بل فعله كتحرك الرجفان

وهبوب ريح أو تحرك نائم*** وتحرك الأشجار للميلان

والله يصليه على ما ليس من*** أفعاله حر الحميم الآن

لكن يعاقبه على أفعاله*** فيه تعالى الله ذو الاحسان

والظلم عندهم المحال لذاته*** أنى ينزه عنه ذو السلطان

ويكون مدحا ذلك التنزيه ما***هذا بمقبول لدى الأذهان

وكذلك قالوا ماله من حكمة*** هي غاية للأمر والاتقان

ما ثم غير مشيئة قد رجحت*** مثلا على مثل بلا رجحان

هذا وما تلك المشيئة وثفه*** بل ذاته أو فعله قولان

وكلامه مذ كان غيرا كان مخـ *** ـلوقا له من جملة الأكوان

قالوا واقرار العباد بأنه***خلاقهم هو منتهى الايمان

والناس في الايمان شيء واحد*** كالمشط عند تماثل الأسنان

فاسأل أبا جهل وسيعته ومن*** والاهم من عابدي الأوثان

وسل اليهود وكل أقلف مشرك***عبد المسيح مقبل الصلبان

واسأل ثمود وعاد بل سل قبلهم*** أعداء نوح أمة الطوفان

واسأل أبا الجن اللعين أتعرف الـ ***خلاق أم أصبحت ذا نكران

واسأل شرار الخلق أغلى أمة*** لوطية هم ناكحو الذكران

واسأل كذاك أمام كل معطل*** فرعون مع قارون مع هامان

هل كان فيهم منكر للخالق الـ *** ـرب العظيم مكوّن الأكوان

فليبشروا ما فيهم من كافر***هم عند جهم كاملوا الايمان

وقضى بأن الله كان معطلا***والفعل ممتنع بلا امكان

ثم استحال وصار مقدورا له*** من غير أمر قام بالديان

بل حاله سبحانه في ذاته*** قبل الحدوث وبعدها سيان

وقضى بأن النار لم تخلق ولا*** جنات عدن بل هما عدمان

فإذا هما خلقا ليوم معادنا*** فهنا على الأوقات فانيتان

وتلطف العلاف من أتباعه*** فأتى بضحكة جاهل مجان

قال الفناء يكون في الحركات لا*** في الذات واعجبا لذا الهذيان

أيصير أهل الخلد في جناتهم*** وجحيمهم كحجارة البنيان

ما حال من قد كان يغشى أهله*** عند انقضاء تحرك الحيوان

وكذاك ما حال الذي رفعت يدا*** ه أكلة من صفحة وخوان

فتناهت الحركات قبل وصولها*** للفم عند تفتح الأسنان

وكذاك ما حال الذي امتدت يدا*** منه الى قنو من القنوات

فتناهت الحراكت قبل الأخذ هل*** يبقى كذلك سائر الأزمان

تبا لهاتيك العقول فانها*** والله قد مسخت على الأبدان

تبا لمن أضحى يقدمها على ال*** آثار والأخبار والقرآن

وقضى بأن الله يعدم خلقه*** عدما ويقلبه وجودا ثان

العرش والكرسي والأرواح وال*** أملاك الأفلاك والقمران

والأرض والبحر المحيط وسائر ال*** أكوان من عرض ومن جثمان

كل سيفنيه الفناء المحض لا*** محض الوجود اعادة بزمان

هذا المعاد وذلك المبدا الذي*** جهم وقد نسبوه للقرآن

هذا الذي قاد ابن سينا والألى*** قالوا مقالته الى الكفران

لم تقبل الأذهان ذا وتوهموا *** أن الرسول عناه بالايمان

هذا كتاب الله أنى قالوا ذا*** أو عبده المبعوث بالبرهان

أو صحبه من بعده أو تابع*** لهم على الايمان والاحسان

بل صرح الوحي المبين بأنه*** حقا مغير هذه الأكوان

فيبدل الله السموات العلى*** والأرض أيضا ذات تبديلان

وهما كتبديل الجلود لساكني النـ*** ـيران عند النضج من نيران

وكذاك يقبض أرضه وسماءه*** بيديه ما العدمان مقبوضان

وتحدث الأرض التي كنا بها*** اخبارها في الحشر للرحمن

وتظل تشهد وهي عدل بالذي*** من فوقها قد أحدث الثقلان

أفيشهد العدم الذي هو كاسمه*** لا شيء، هذا ليس في الامكان

لكن تسوى ثم تبسط ثم تشـ***ـهد ثم تبدل وهي ذات كيان

وتمد أيضا مثل مد اديمنا*** من غير أودية ولا كثبان

وتقيء يوم العرض من أكبادها*** كالاسطوان نفائس الأثمان

كل يراه بعينه وعيانه*** ما لامرئ بالأخذ منه يدان

وكذا الجبال تفتّ فتا˝ محكما*** فتعود مثل الرمل ذي الكثبان

وتكون كالعهن الذي ألوانه*** وصباغه من سائر الألوان

وتبس بسا مثل ذاك فتنثني*** مثل الهباء لناظر الانسان

وكذا البحار فانها مسجورة*** قد فجرت تفجير ذي سلطان

وكذلك القمران يأذن ربنا*** لهما فيجتمعان يلتقيان

هذي مكوّرة وهذا خاسف*** وكلاهما في النار مطروحان

وكواكب الأفلاك تنثر كلها*** كلآلئ نثرت على ميدان

وكذا السماء تشق ظاهرا*** وتمور أيما موران

وتصير بعد الانشقاق كمثل ها*** ذا المهل أو تك وردة كدهان

والعرش والكرسي لا يفنيهما*** أيضا وأنهما لمخلوقان

والحور لا تفني كذلك جنة الـ*** مأوى وما فيها من الولدان

ولأجل هذا قال جهم انها*** عدم ولم تخلق الى ذا الآن

والأنبياء فانهم تحت الثرى*** أجسامهم حفظت من الديدان

ما للبلى بلحومهم وجسومهم*** ابدا وهم تحت التراب يدان

وكذلك الأرواح لا تبلى كما*** منه تركب خلقة الانسان

وكذاك عجب الظهر لا يبلى بل*** تبلى الجسوم ولا بلى اللحمان

ولأجل ذلك لم يقر الجهم ما ال*** ارواح خارجة عن الأبدان

لكنها من بعض أعراض بها***قامت وذا في غاية البطلان

فالشأن للأرواح بعد فراقها*** أبدانها والله أعظم شأن

إما عذاب او نعيم دائم*** قد نعمت بالروح والريحان

وتصير طيرا سارحا مع شكلها*** تجني الثمار بجنة الحيوان

وتظل واردة لانهار بها*** حتى تعود لذلك الجثمان

لكن أرواح الذين استشهدوا*** في جوف طير أخضر ريان

فلهم بذاك مزية في عيشهم*** ونعيمهم للروح والأبدان

بذلوا الجسوم أربهم فأعاضهم*** أجسام تلك الطير بالاحسان

ولها قناديل اليها تنتهي*** مأوى لها كمساكن الانسان

فالروح بعد الموت أكمل حالة*** منها بهذي الدار في جثمان

وعذاب أشقاها أشد من الذي*** قد عاينت أبصارنا بعيان

والقائلون بأنها عرض أبوا*** ذا كله تبا لذي نكران

وإذا أراد الله إخراج الورى*** بعد الممات الى المعاد الثاني

ألقى على الأرض التي هم تحتها*** والله مقتدر وذو سلطان

مطرا غليظا أبيضا متتابعا*** عشرا وعشرا بعدها عشران

فتظل تنبت منه أجسام الورى*** ولحومهم كمنابت الريحان

حتى إذا ما الأم حان ولادها*** وتمخضت فنفاسها متدان

أوحى لها رب السماء فشققت*** فبدا الجنين كأكمل الشبان

وتخلت الأم الولود وأخرجت*** أثقالها أنثى ومن ذكران

والله ينشئ خلقه في نشأة*** اخرى كما قد قال في القرآن

هذا الذي جاء الكتاب وسنة الـ***ـهادي به فأحرص على الايمان

ما قال ان الله يعدم خلقه*** طرأ كقول الجاهل الحيران

وقضى بأن الله ليس بفاعل*** فعلا يقوم به بلا برهان

بل فعله المفعول خارج ذاته*** كالوصف غير الذات في الحسبان

والجبر مذهبه الذي قرت به*** عين العصاة وشيعة الشيطان

كانوا على وجل من العصيان ذا*** هو فعلهم والذنب للانسان

واللوم لا يعدوه اذ هو فاعل*** بإرادة وبقدرة الحيوان

فأراحهم جهم وشيعته من ألـ*** لوم العنيف وما قضوا بأمان

لكنهم حملوا ذنوبهم على*** رب العباد بعزة وأمان

وتبرأوا منها وقالوا انها*** أفعاله ما حيلة الانسان

ما كلف الجبار نفسا وسعها*** انى وقد جبرت على العصيان

وكذا على الطاعات أيضا قد غدت*** مجبورة فلها اذا جبران

والعبد في التحقيق شبه نعامة*** قد كلفت بالحمل والطيران

اذ كان صورتها تدل عليهما*** هذا وليس لها بذاك يدان

فلذاك قال بأن طاعات الورى*** وكذاك ما فعلوه من عصيان

هي عين فعل الرب لا أفعالهم*** فيصح عنهم عند ذا نفيان

نفي لقدرتهم عليها أولا*** وصدورها منهم بنفي ثان

فيقال ما صاموا ولا صلوا ولا*** زكوا ولا ***وا من القربان

وكذاك ما شربوا وما ***وا وما*** سرقوا ولا فيهم غوي زان

وكذاك لم يأتوا اختيار منهم*** بالكفر والاسلام والايمان

الا على وجه المجاز لأنها*** قامت بهم كالطعم والألوان

جبروا على ما شاءه خلاقهم*** ما ثم ذو عون وغير معان

الكل مجبور وغير ميسر*** كالميت أدرج داخل الأكفان

وكذاك أفعال المهيمين لم تقم*** أيضا به خوفا من الحدثان

فاذا جمعت مقالتيه أنتجا*** كذبا وزورا واضح البهتان

اذ ليست الأفعال فعل إلهنا*** والرب ليس بفاعل العصيان

فإذا انتفت صفة الاله وفعله*** وكلامه وفعائل الانسان

فهناك لا خلق ولا أمر ولا*** وحي ولا تكليف عبد فان

وقضى على أسمائه بحدوثها*** وبخلقها من جملة الأكوان

فانظر الى تعطيله الأوصاف والـ*** أفعال والأسماء للرحمن

ماذا الذي في ضمن ذا التعطيل من*** نفي ومن جحد ومن كفران

لكنه أبدى المقالة هكذا*** في قالب التنزيه للرحمن

وأتى الى الكفر العظيم فصاغه*** عجلا ليفتن أمة الثيران

وكساه أنواع الجواهر والحلى*** من لؤلؤ صاف ومن عقيان

فرآه ثيران الورى فأصابهم*** كمصاب اخوتهم قديم زمان

عجلان قد فتنا العباد بصوته*** احداهما وبحرفه ذا الثاني

والناس اكثرهم فأهل ظواهر*** تبدو لهم ليسوا بأهل معان

فهم القشور وبالقشور قوامهم*** واللب خلاصة الانسان

ولذا تقسمت الطوائف قوله*** وتوارثوه ارث ذي السهمان

لم ينج من أقواله طرا˝ سوى*** أهل الحديث وشيعة القرآن

فتبرأوا منها براءة حيدر*** وبراءة المولود من عثمان

من كل شيعي خبيث وصفه*** وصف اليهود محللي الحيتان




فصل


يا أيها الرجل المريد نجاته*** إسمع مقالة ناصح معوان

كن في أمورك كلها متمسكا*** بالوحي لا بزخارف الهذيان

وانصر كتاب الله والسنن التي*** جاءت عن المبعوث بالفرقان

واضرب بسيف الوحي كل معطل*** ضرب المجاهد فوق كل بنان

واحمل بعزم الصدق حملة مخلص*** متجرد لله غير جبان

واثبت بصبرك تحت ألوية الهدى*** فإذا أصبت ففي رضا الرحمن

واجعل كتاب الله والسنن التي*** ثبتت سلاحك ثم صح بجنان

من ذا يبارز فليقدم نفسه*** أو من يسابق يبد في الميدان

واصدع بما قال الرسول ولا تخف*** من قلة الأنصار والأعوان

فالله ناصر دينه وكتابه*** والله كاف عبده بأمان

ولا تخش من كيد العدو ومكرهم*** فقتالهم بالكذب والبهتان

فجنود أتباع الرسول ملائك*** وجنودهم فعساكر الشيطان

شتان بين العسكرين فمن يكن*** متحيرا فلينظر الفئتان

وأثبت وقاتل تحت رايات الهدى*** واصبر فنصر الله ربك دان

واذكر مقاتلهم لفرسان الهدى*** للد رد مقاتل الفرسان

وادرأ بلفظ النص في محر العدا*** وارجمهم بثواقب الشهبان

لا تخش كثرتهم فهم همج الورى*** وذبابه أتخاف من ذبان

واشغلهم عند الجدال ببعضهم*** بعضا فذاك الحزم للفرسان

وإذا هم حملوا عليك فلا تكن*** فزعا لحملتهم ولا بجبان

واثبت ولا تحمل بلا جند فما*** هذا بمحمود لدى الشجعان

فاذا رأيت عصابة الاسلام قد*** وافت عساكرها مع السلطان

فهناك فاخترق الصفوف ولا تكن*** بالعاجز الواني ولا الفزعان

وتعر من ثوبين من يلبسهما*** يلقى الردى بمذمة وهوان

ثوب من الجهل المركب فوقه*** ثوب التعصب بئست الثوبان

وتحل بالانصاف أفخر حلة*** زينت بها الأعطاف والكتفان

واجعل شعارك خشية الرحمن مع*** نصح الرسول فحبذا الأمران

وتمسكن بحبله وبوحيه*** وتوكلن حقيقة التكلان

فالحق وصف الرب وهو صراطه الـ***هادي اليه لصاحب الايمان

وهو الصراط عليه رب العرش أيـ***ضا وذا قد جاء في القرآن

والحق منصور وممتحن فلا*** تعجب فهذي سنة الرحمن

وبذاك يظهر حزبه من حزبه*** ولأجل ذاك الناس طائفتان

ولأجل ذاك الحرب بين الرسل والـ*** كفار مذ قام الورى سجلان

لكنما العقبى لأهل الحق أن *** فأتت هنا كان لدى الديان

فاجعل لقلبك هجرتين ولا تنم*** فهما على كل امرئ فرضان

فالهجرة الأولى الى الرحمن بالـ*** اخلاص في سر وفي اعلان

فالقصد وجه الله بالأقوال وال*** اعمال والطاعات والشكران

فبذاك ينجو العبد من أشراكه*** ويصير حقا عابد الرحمن

والهجرة الأخرى الى المبعوث بالـ*** حق المبين وواضح البرهان

فيدور مع قول الرسول وفعله*** نفيا وإثباتا بلا روغان

ويحتكم الوحي المبين على الذي*** قال الشيوخ فعنده حكمان

لا يحكمان بباطل أبدا وكل*** العدل قد جاءت به الحكمان

وهما كتاب الله أعدل حاكم*** فيه الشفا وهداية الحيان

والحاكم الثاني كلام رسوله*** ما ثم غيرهما لذي ايمان

فاذا دعوك لغير حكمهما فلا*** سمعا لداعي الكفر والعصيان

قل لا كرامة لا ولا نعمى ولا***طوعا لمن يدعو الى طغيان

وإذا دعيت الى الرسول فقل لهم*** سمعا وطوعا لست ذا عصيان

وإذا تكاثرت الخصوم وصيحوا*** فأثبت فصيحتهم كمثل دخان

يرقى الى الأوج الرفيع وبعده*** يهوي الى قعر الحضيض الداني

هذا وإن قتال حزب الله بالـ*** أعمال لا بكتائب الشجعان

والله ما فتحوا البلاد بكثرة*** أنى وأعداءهم بلا حسبان

وكذاك ما فتحوا القلوب بهذه الـ*** آراء بل بالعلم والايمان

وشجاعة الفرسان نفس الزهد في*** نفس وذا محذور كل جبان

وشجاعة الحكام والعلماء زهـ***ـد في الثناء من كل ذي بطلان

فإذا هما اجتمعا لقلب صادق*** شدت ركائبه الى الرحمن

واقصد الى الأقران لا أطرافها*** فالعز تحت مقاتل الأقران

واسمع نصيحة من له خبر بما*** عند الورى من كثرة الجولان

ما عندهم والله خير غير ما*** أخذوه عمن جاء بالقرآن

والكل بعد فبدعة أو فرية*** أو بحث تشكيك ورأي فلان

فاصدع بأمر الله لا تخش الورى*** في الله واخشاه تفز بأمان

واهجر ولو كل الورى في ذاته*** لا في هواك ونخوة الشيطان

واصبر بغير تسخط وشكاية*** واصفح بغير عتاب من هو جان

واهجرهم الهجر الجميل بلا أذى*** أن لم يكن بد من الهجران

وانظر الى الأقدار جارية بما*** قد شاء من غي ومن ايمان

واجعل لقلبك مقلتين كلاهما*** بالحق في ذا الخلق ناظرتان

فانظر بعين الحكم وارحمهم بها*** اذ لا ترد مشيئة الديان

وانظر بعين الأمر واحملهم على*** أحكامه فهما اذا نظران

واجعل لوجهك مقلتين كلاهما*** من خشية الرحمن باكيتان

لو شاء ربك كنت أيضا مثلهم*** فالقلب بين أصابع الرحمن

واحذر كمائن نفسك اللاتي متى*** خرجت عليك كسرت كسر مهان

واذا انتصرت لها فأنت كمن بغى*** طفي الدخان بموقد النيران

والله أخبر وهو أصدق قائل*** ان سوف ينصر عبده بأمان

من يعمل السوءى سيجزى مثلها*** أو يعمل الحسنى يفز بجنان

هذي وصية ناصح ولنفسه*** وصي وبعد سائر الاخوان



فصل



فاجلس اذا˝ في مجلس الحكمين للر***حمن لا للنفس والشيطان

الأول النقل الصحيح وبعده الـ ***ـعقل الصريح وفطرة الرحمن

واحكم اذا في رفقة قد سافروا*** يبغون فاطر هذه الأكوان

فترافقوا في سيرهم وتفارقوا*** عند افتراق الطرق بالحيران

فأتى فريق ثم قال وجدته*** هذا الوجود بعينه وعيان

ما ثم موجود سواه وانما*** غلط اللسان فقال موجودان

فهو السماء بعينها ونجومها*** وكذلك الأفلاك والقمران

وهو الغمام بعينه والثلج وال*** امطار مع برد ومع حسبان

وهو الهواء بعينه والماء والـ*** ترب الثقيل ونفس ذي النيران

هذي بسائطه ومنه تركبت*** هذي المظاهر ما هنا شيئان

وهو الفقير لها لأجل ظهوره*** فيها كفقر الروح للأبدان

وهي التي افتقرت اليه لأنه*** هو ذاتها ووجودها الحقاني

وتظل تلبسه وتخلعه وذا الـ***ايجاد والاعدام كل أوان

ويظل يلبسها ويخلعها وذا*** حكم المظاهر كي يرى بعيان

وتكثر الموجود كالأعضاء في ال*** محسوس من بشر ومن حيوان

أو كالقوي في النفس ذلك واحد*** متكثر قامت به الأمران

فيكون كلا هذه أجزاؤه*** هذه مقالة مدعي العرفان

أو أنها لتكثر الأنواع في*** جنس كما قال الفريق الثاني

فيكون كليا وجزئياته*** هذا الوجود فهذه قولان

أحداهما نص الفصوص وبعده*** قول ابن سبعين وما القولان

عند العفيف التلمساني الذي*** هو غاية في الكفر والبهتان

الا من الأغلاط في حس وفي*** وهم وتلك طبيعة الانسان

والكل شيء واحد في نفسه*** ما للتعدد فيه من سلطان

فالضيف والمأكون شيء واحد*** والوهم يحسب ها هنا شيئان

وكذلك الموطوء عين الوطء وال*** وهم البعيد يقول ذا اثنان

ولربما قالا مقالته كما*** قد قال قولهما بلا فرقان

وأبى سواهم ذا وقال مظاهر*** تجلوه ذات توحد ومثان

فالظاهر المجلو شيء واحد*** لكن مظاهره بلا حسبان

هذي عبارات لهم مضمونها*** ما ثم غير قط في الأعيان

فالقوم ما صانوه عن انس ولا*** جن ولا شجر ولا حيوان

كلا ولا علو ولا سفل ولا*** واد ولا جبل ولا كثبان

كلا ولا طعم ولا ريح ولا*** صوت ولا لون من الألوان

لكنه المطعوم والملبوس والـ*** مشموم والمسموع بالآذان

وكذاك قالوا أنه المنكوح والـ*** مذبوح بل عين الغوي الزاني

والكفر عندهم هدى ولو أنه*** دين المجوس وعابدي الأوثان

وقالوا ما عبدوا سواه وانما*** ضلوا بما خصوا من الأعيان

ولو أنهم عموا وقالوا كلها***معبودة ما كان من كفران

فالكفر ستر حقيقة المعبود بالـ*** تخصيص عند محقق رباني

قالوا ولم يك كافرا في قوله*** أنا ربكم فرعون ذو الطغيان

بل كان حقا قوله اذ كان عيـ***ـن الحق مضطلعا بهذا الشان

ولذا غدا تطهيره في البحر تطـ***ـهيرا من الأوهام والحسبان

قالوا ولم يك منكرا موسى لما*** عبدوه من عجل لذي الخوران

الا على من كان ليس بعابد*** معهم وأصبح ضيق الأعطان

ولذاك جر بلحية الأخ حيث لم*** يك واسعا في قومه لبطان

بل فرق الانكار منه بينهم*** لما سرى في وهمه غيران

ولقد رأى ابليس عارفهم فأهـ***ـوى بالسجود هوي ذي خضعان

قال له ماذا صنعت فقال هل*** غير الاله وانتما عميان

ما ثم غير فاسجدوا أن شئتم*** للشمس والأصنام والشيطان

فالكل عين الله عند محقق*** والكل معبود لذي العرفان

هذا هو المعبود عندهم فقل*** سبحانك اللهم ذا السبحان

يا أمة معبودها موطوؤها*** أين الاله وثغرة الطعان

يا أمة قد صار من كفرانها*** جزء يسير جملة جملة الكفران



فصل



في قدوم ركب آخر

وأتى فريق ثم قال وجدته*** بالذات موجودا بكل مكان

هو كالهواء بعينه لا عينه***ملأ الخلاء ولا يرى بعيان

والقوم ما صانوه عن بئر ولا*** قبر ولا وحش ولا أعطان

بل منهم من قد رأى تشبيهه*** بالروح داخل هذه الأبدان

ما فيهم ما قال ليس بداخل*** أو خارج عن جملة الأكوان

لكنهم حاموا على هذا ولم*** يتجاسروا من عسكر الايمان

وعليهم رد الأئمة أحمد*** وصحابه من كل ذي عرفان

فهم الخصوم لكل صاحب سنة*** وهم الخصوم لمنزل القرآن

ولهم مقالات ذكرها أصولها*** لما ذكرت الجهم في الأوزان


فصل

في قدوم ركب آخر

وأتى فريق ثم قارب وصفه*** هذا ولكن جد في الكفران

فأسر قول معطل ومكذب*** في قالب التنزيه للرحمن

اذ قال ليس بداخل فينا ولا*** هو خارج عن جملة الأكوان

بل قال ليس ببائن عنها ولا***فيها ولا هو عينها ببيان

كلا ولا فوق السموات العلى*** والعرش من رب ولا رحمن

والعرش ليس عليه معبود سوى العـ***ـدم الذي لا شيء في الأعيان

بل حظه من ربه حظ الثري*** منه وحظ قواعد البنيان

لو كان فوق العرش كان كهذه الـ*** أجسام سبحان العظيم الشأن

ولقد وجدت لفاضل منهم مقا***ما قامه في الناس منذ زمان

قال اسمعوا يا قوم أن نبيكم*** قد قال قولا واضح البرهان

لا تحكموا بالفضل لي أصلا على*** ذي النون يونس ذلك الغضبان

هذا يرد على المجسم قوله*** الله فوق العرش والأكوان

ويدل أن الهنا سبحانه*** وبحمد يلقى بكل مكان

قالوا له بين لنا هذا فلم*** يفعله فأعطوه من الأثمان

الفا من الذهب العتيق فقال في*** تبيانه فاسمع لذا التبيان

قد كان يونس في قرار البحر تحـ***ـت الماء في قبر من الحيتان

ومحمد صعد السماء وجاوز الـ***ـسبع الطباق وجاز كل عنان

وكلاهما في قربه من ربه*** سبحانه إذ ذاك مستويان

فالعلو والسفل الذان كلاهما*** في بعده من ضدع طرفان

أن ينسبا لله نزه عنهما*** بالاختصاص بل هما سيان

في قرب من أضحى مقيما فيهما*** من ربه فكلاهما مثلان

فلأجل هذا خص يونس دونهم*** بالذكر تحقيقا لهذا الشان

فأتى الثناء عليه من أصحابه*** من كل ناحية بلا حسبان

فاحمد الهك أيها السني اذ*** عافاك من تحريف ذي بهتان

والله ما يرضى بهذا خائف*** من ربه أمسى على الايمان

هذا هو الالحاد حقا بل هو التحـ***ـريف محضا أبرد الهذيان

والله ما بلي المجسم قط بمثل ذ*** ي البلوى ولا أمسى بذي الخذلان

أمثال ذا التأويل أفسد هـ***ـذه الأديان حين سرى الى الأديان

والله لولا الله حافظ دينه*** لتهدمت منه قوى البنيان

فصل


وأتى فريق ثم قارب وصفه*** هذا وزاد عليه في الميزان

قال اسمعوا يا قوم لا تلهيكم*** هذي الأماني هن شر أماني

اتعبت راحلتي وكلت مهجتي*** وبذلت مجهودي وقد أعياني

فتشت فوق وتحت ثم امامنا*** ووراء ثم يسار مع أيمان

ما دلني أحد عليه هنا كم*** كلا ولا بشر اليه هداني

الا طوائف بالحديث تمسكت*** تعزي مذاهبها الى القرآن

قالوا الذي تبغيه فوق عباده*** فوق السماء فوق كل مكان

وهو الذي حقا على العرش استوى*** لكنه استولى على الأكوان

واليه يصعد كل قول طيب*** واليه يرفع سعي ذي الشكران

والروح والأملاك منه تنزلت*** واليه تعرج عند كل أوان

واليه أيدي السائلين توجهت*** نحو العلو بفطرة الرحمن

واليه قد عرج الرسول فقدرت*** من قربه من ربه قوسان

واليه قد رفع المسيح حقيقة*** ولسوف ينزل كي يرى بعيان

واليه تصعد روح كل مصدق*** عند الممات فتنثني بأمان

واليه آمال العباد توجهت*** نحو العلو بلا تواصي ثان

بل فطرة الله التي لم يفطروا*** ألا عليها الخلق والثقلان

ونظير هذا أنهم فطروا على*** اقرارهم لا شك بالديان

ولكن أولوا التعطيل منهم أصبحوا*** مرضى بداء الجهل والخذلان

فسألت عنهم رفقتي وأحبتي*** أصحاب جهم حزب جنكيز خان

من هؤلاء ومن يقال لهم فقد*** جاءوا بأمر مالئ الآذان

ولهم علينا صولة ما صالها*** ذو باطل بل صاحب البرهان

أو ما سمعتم قولهم وكلامهم***مثل الصواعق ليس ذا لجبان

جاءوكم من فوقكم وأتيتم*** من تحتهم ما أنتم سيان

جاءكم بالوحي لكن جئتم*** بنحاتة الأفكار والأذهان

قالوا مشبهة ومجسمة فلا*** تسمع مقال مجسم حيوان

والعنهم لعنا كبيرا واغزهم*** بعساكر التعطيل غير جبان

واحكم بسفك دمائهم وبحبسهم*** أو لا فشردهم عن الأوطان

حذر صحابك منهم فهم أضل*** من اليهود وعابدي الصلبان

واحذر تجادلهم بقال الله أو*** قال الرسول فتنثني بهوان

أني وهم أولى به قد أنفذوا*** فيه قوى الأذهان والأبدان

فاذا ابتليت بهم فغالطهم على التأ***ويل للأخبار والقرآن

وكذاك غالطهم على التكذيب للـ***آحاد ذان لصحبنا أصلان

أوصى بها أشياخنا أشياخهم*** فاحفظهما بيديك والأسنان

واذا اجتمعت وهو بمشهد مجلس*** فابدر بايراد وشغل زمان

لا يملكوه عليك بالآثار والـ*** أخبار والتفسير للفرقان

فتصير ان وافقت مثلهم وان*** عارضت زنديقا أخا كفران

واذا سكت يقال هذا جاهل*** فابدر ولو بالفشر والهذيان

هذا الذي والله أوصانا به*** أشياخنا في سالف الأزمان

فرجعت من سفري وقلت لصاحبي*** ومطيتي قد آذنت بحران

عطل ركابك واسترح من سيرها*** ما ثم شيء غير ذي الأكوان

لو كان للأكوان رب خالق*** كان المجسم صاحب البرهان

أو كأن رب بائن عن الورى*** كأن المجسم صاحب الايمان

ولكان عند الناس أولى الخلق بال*** اسلام والايمان والاحسان

ولكان هذا الحزب فوق رؤوسهم*** لم يختلف منهم عليه اثنان

فدع التكاليف التي حملتها*** واخلع عذارك وارم بالأرسان

ما ثم فوق العرش من رب ولم*** يتكلم الرحمن بالقرآن

لو كان فوق العرش رب ناظر*** لزم التحيز وافتقار مكان

لو كان ذا القرآن عين كلامه*** حرفا وصوتا كان ذا جثمان

فإذا انتفى هذا وهذا ما الذي*** يبقى على ذا النفي من ايمان

فدع الحلال مع الحرام لأهله*** فهما السياج لهم على البستان

فاخرقه ثم ادخل ترى في ضمنه*** قد هيئت لك سائر الألوان

وترى بها ما لا يراه محجب*** من كل ما تهوى به زوجان

واقطع علائقك التي قد قيدت*** هذا الورى من سالف الأزمان

لتصير حرا لست تحت أوامر*** كلا ولا نهي ولا فرقان

لكن جعلت حجاب نفسك اذ ترى*** فوق السماء للناس من ديان

لو قلت ما فوق السماء مدبر*** والعرش نخليه من الرحمان

والله ليس مكلما لعباده*** كلا ولا متكلما بقرآن

ما قال قط ولا يقول ولا له*** قول بدا منه الى انسان

لحللت طلسمه وفزت بكنزه*** وعلمت أن الناس في هذيان

لكن زعمت بان ربك بائن*** من خلقه اذ قلت موجودان

وزعمت أن الله فوق العرش والكرسي*** حقا فوقه القدمان

وزعمت أن الله يسمع خلقه*** ويراهم من فوق سبع ثمان

وزعمت أن كلامه منه بدا*** واليه يرجع آخر الأزمان

ووصفته بالسمع والبصر الذي*** لا ينبغي الا لذي الجثمان

ووصفته بارداة وبقدرة*** وكراهة ومحبة وحنان

وزعمت أن الله يعلم كل ما*** في الكون من سر ومن اعلان

والعلم وصف زائد عن ذاته*** عرض يقوم بغير ذي جثمان

وزعمت أن الله كلم عبده*** موسى فأسمعه ندا الرحمن

أفتسمع الآذان غير الحروف والصـ***ـوت الذي خصت به الأذنان

وكذا النداء فانه صوت باجمـ***ـاع النحاة وأهل كل لسان

لكنه صوت رفيع وهو ضد*** للنجاء كلاهما صوتان

فزعمت أن الله ناداه ونا***جاه وفي ذا الزعم محذوران

قرب المكان وبعده والصوت بل***نوعاه محذوران ممتنعان

وزعمت أن محمدا أسرى به*** ليلا اليه فهو منه دان

وزعمت أن محمدا يوم اللقا*** يدنيه رب العرش بالرضوان

حتى يرى المختار حقا قاعدا*** معه على العرش الرفيع الشان

وزعمت أن لعرشه أطا به*** كالرحل أطّ براكب عجلان

وزعمت أن الله أبدى بعضه*** للطور حتى عاد كالكثبان

لما تجلى يوم تكليم الرضى*** موسى الكليم مكلم الرحمن

وزعمت للمعبود وجها باقيا*** وله يمين بل زعمت يدان

وزعمت أن يديه للسبع العلى*** والأرض يوم الحشر قابضتان

وزعمت أن يمينه ملآى من الخيرات*** ما غاضت على الأزمان

وزعمت أن العدل في الأخرى بها*** رفع وخفض وهو بالميزان

وزعمت أن الخلق طرا˝ عنده*** يهتز فوق أصابع الرحمن

وزعمت أيضا أن قلب العبد ما*** بين اثنتين من أصابع عان

وزعمت أن الله يضحك عندما*** يتقابل الصفان يقتتلان

من عبده يأتي فيبدي نحره***لعدوه طلبا لنيل جنان

وكذاك يضحك عندما يثب الفتى*** من فرشه لتلاوة القرآن

وكذاك يضحك من قنوط عباده*** اذ أجدبوا والغيث منهم دان

وزعمت أن الله يرضى عن أولى*** الحسنى ويغضب من اولى العصيان

وزعمت أن الله يسمع صوته*** يوم المعاد بعيدهم والداني

لما يناديهم أنا الديان لا*** ظلم لدي فيسمع الثقلان

وزعمت أن الله يشرق نوره*** في الأرض يوم الفصل والميزان

وزعمت أن الله يكشف ساقه*** فيخر ذاك الجمع للأذقان

وزعمت أن الله يبسط كفه*** لمسيئنا ليتوب من عصان

وزعمت أن يمينه تطوى السما*** طي السجل على كتاب بيان

وزعمت أن الله ينزل في الدجى*** في ثلث ليل آخر أو ثان

فيقول هل من سائل فأجيبه*** فأنا القريب أجيب من ناداني

وزعمت أن له نزولا ثانيا*** يوم القيامة للقضاء الثاني

وزعمت أن الله يبدو جهرة*** لعباده حتى يرى بعيان

بل يسمعون كلامه ويرونه*** فالمقلتان اليه ناظرتان

وزعمت ان لربنا قدما وأن*** الله واضعها على النيران

فهناك يدنو بعضها من بعضها*** وتقول قط قط حاجتي وكفاني

وزعمت أن الناس يوم مزيدهم*** كل يحاضر ربه ويداني

بالحاء مع ضاد وجامع صادها*** وجهان في ذا اللفظ محفوظان

في الترمذي ومسند وسواهما*** من كتب تجسيم بلا كتمان

ووصفته بصفات حي فاعل*** بالاختيار وذانك الأصلان

أصل التفرق بين هذا الخلق فـ***ـي الباري فكن في النفي غير جبان

أو لا فلا تلعب يدينك ناقضا*** أو ثالث متناقض صنفان

فالناس بين معطل أو مثبت*** نفيا باثبات بلا فرقان

والله لست برابع لهم بلى*** اما حمارا أو من الثيران

فاسمع بانكار الجميع ولا تكن*** متناقضا رجلا له وجهان

أو لا ففرق بين ما أثبته*** ونفيته بالنص والبرهان

فالباب باب واحد في النفي*** والاثبات في عقل وفي ميزان

فمتى أقر ببعض ذلك مثبت*** لزم الجميع أو ائت بالفرقان

ومتى نفى شيئا وأثبت مثله*** فمجسم متناقض ديصان

فذروا المراء وصرحوا بمذاهب*** القدماء وانسلخوا من الايمان

أو قاتلوا مع أمة التجسيم والتشـ***ـبيه تحت لواء ذي القرآن

أو لا فلا تتلاعبوا بعقولكم*** وكتابكم وبسائر الأديان

فجميعها قد صرحت بصفاته*** وكلامه وعلوه ببيان

والناس بين مصدق أو جاحد*** أو بين ذلك أو شبيه أتان

فأصنع من التنزيه ترسا محكما*** وانف الجميع بصنعة وبيان

وكذاك لقب مذهب الاثبات*** بالتجسيم ثم احمل على الاقران

فمتى سمحت لهم بوصف واحد*** حملوا عليك بحملة الفرسان

فصرعت صرعة من غدا متلطيا*** وسط العرين ممزق اللحمان

فلذاك أنكرنا الجميع مخافة*** التجسيم ان صرنا الى القرآن

ولذا خلعنا ربقة الأديان من*** أعناقنا في سالف الأزمان

ولنا ملوك قاوموا الرسل الالى***جاءوا باثبات الصفات كمان

في آل فرعون وهامان وقا***رون ونمرود وجنكيز خان

ولنا الأئمة كالفلاسفة الألى*** لم يعبأوا أصلا بذي الأديان

منهم أرسطو ثم شيعته الى*** هذا الأوان وعند كل أوان

ما فيهم من قال ان الله فو***ف العرش خارج هذه الأكوان

كلا ولا قالوا بأن الهنا*** متكلم بالوحي والقرآن

ولأجل هذا رد فرعون على*** موسى ولم يقدر على الايمان

اذ قال موسى ربنا متكلم*** فوق السماء وأنه متداني

وكذا ابن سينا لم يكن منكم ولا*** أتباعه بل صانعوا بدهان

وكذلك الطوسي لما أن غدا*** ذا قدرة لم يخش من سلطان

*** الخليفة والقضاة وحاملي الـ*** قرآن والفقهاء في البلدان

اذ هم مشبهة مجسمة وما*** دانوا بدين أكبار اليونان

ولنا الملاحدة الفحول أئمة التـ*** ـعطيل والتسكين آل سنان

ولنا تصانيف بها غالبتم*** مثل الشفا ورسائل الاخوان

وكذا الاشارات التي هي عندكم*** قد ضمنت لقواطع البرهان

قد صرحت بالضد مما جاء في التـ***وراة والانجيل والفرقان

هي عندكم مثل النصوص وفوقها*** في حجة قطيعة وبيان

واذا تحاكمنا فإن اليهم*** يقع التحاكم لا الى القرآن

اذ قد تساعدنا بأن نصوصه*** لفظية عزلت عن الايقان

فلذاك حكمنا عليه وأنتم*** قول المعلم أولا والثاني

يا ويح جهم وابن درهم والألى*** قالوا بقولها من الخوران

بقيت من التشبه فيه بقية*** نقضت قواعده من الأركان

بنفي الصفات مخافة التجسيم لا*** يلوي على خبر ولا قرآن

ويقول أن الله يسمع أو يرى*** وكذلك يعلم سر كل جنان

ويقول أن الله قد شاء الذي*** هو كائن من هذه الأكوان

ويقول أن الفعل مقدور له*** والكون ينسبه الى الحدثان

وينفيه التجسيم يصرح في الورى*** والله ما هذان متفقان

لكننا قلنا محال كل ذا*** حذرا من التجسيم والامكان

فصل

وأتى فريق ثم قال ألا اسمعوا***قد جئتكم من مطلع الايمان

من أرض طيبة من مهاجر أحمد*** بالحق والبرهان والتبيان

سافرت في طلب الاله فدلني ال*** هادي عليه ومحكم القرآن

مع فطرة الرحمن جل جلاله*** وصريح عقلي فاعقلي ببيان

فتوافق الوحي الصريح وفطرة الـ***ـرحمن والمعقول في أيماني

شهدوا بأن الله جل جلاله*** متفرد بالملك والسلطان

وهو الاله الحلق لا معبود الا*** وجه الأعلى العظيم الشان

بل كل معبود سواه فباطل*** من عرشه حتى الحضيض الداني

وعبادة الرحمن غاية حبه*** مع ذل عابده هما قطبان

وعليهما فلك العبادة دائر***ما دار حتى قامت القطبان

ومداره بالأمر أمر رسوله*** لا بالهوى والنفس والشيطان

فقيام دين الله بالاخلاص والا***حسان انهما له أصلان














__________________
عندما تنتحر الحريات تعجز الديمقراطية عن عمل عزاء للشرف .

آخر تعديل بواسطة ضياء الدين سعيد ، 29-11-2010 الساعة 01:01 PM
رد مع اقتباس
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:25 AM.