اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإدارى > أرشيف المنتدي

أرشيف المنتدي هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-07-2010, 11:38 AM
mrweb mrweb غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
المشاركات: 1,191
معدل تقييم المستوى: 16
mrweb is on a distinguished road
افتراضي خالد السرجاني في الدستور: احتكار العلاقات الخارجية

انزعجت الصحف القومية بصورة واضحة عندما التقي الدكتور محمد البرادعي مع السفيرة الأمريكية وعدد من السفراء الغربيين في منزله، وكانت المفارقة أن بعضها بحث عن السياسيين المعروفين بعدائهم للولايات المتحدة لكي يوجهوا انتقاداتهم وهجومهم للبرادعي عبر صفحاتهم علي الرغم من أن هذه الصحف ذاتها تخصص صفحات شبه دائمة للهجوم علي السياسيين أنفسهم والتريقة عليهم . وعندما يلتقي السيد جمال مبارك -أمين سياسات الحزب الوطني- بأي من هؤلاء السفراء لا تتحدث هذه الصحف عن اللقاء إلا باعتباره من بين مهام أمين السياسات، وعندما يسافر إلي الخارج لعقد لقاءات أو صفقات مع دول أجنبية ترسل مندوبين لها لتغطية هذه اللقاءات، مع أنها لابد أن تتم بعد إخطار لجنة شئون الأحزاب وهذا الأمر لا يفعله السيد جمال مبارك باعتبار أن زيت الحكومة في دقيقها، فرئيس لجنة الأحزاب هو أمين عام الحزب الحاكم، وهو يعلم وإن كان بصورة غير مؤسسية بسفر النجل إلي الخارج، فلماذا تقيم الصحف الدنيا ولا تقعدها عند إجراء لقاء للدكتور البرادعي مع أطراف خارجية؟.
السبب بالطبع هو أن الحزب الحاكم هو الذي يحتكر العلاقات الخارجية ولا يريد أن تنسج أي قوي أخري علاقات بالخارج، مع أن كبار مسئولي الدولة عندما يذهبون إلي الخارج يلتقون بقيادات أحزاب ليست حاكمة ومع مسئولين في منظمات المجتمع المدني، ومع باحثين وخبراء في مراكز بحثية، وأحيانا ما يقوم مسئولون حزبون أجانب بزيارات لمصر يلتقون خلالها بمسئولين حكوميين، وآخر الأمثلة هو لقاء الرئيس مبارك بسمير جعجع، وقبله بإياد علاوي، وكان ذلك قبل الانتخابات البرلمانية العراقية، وفيما يتعلق بالمسئولين الأجانب وليس العرب فإن الأمر لايمكن حصره في مقال صحفي.
والحكومة نفسها التي نددت ببيان أصدره ممثلو الاتحاد الأوروبي حول م*** خالد سعيد، هي نفسها التي تذهب إلي دول الاتحاد وتطلب مساعدات اقتصادية، مع أن المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية السفير حسام زكي الذي أصدر بياناً حول الموضوع يدرك أن هؤلاء السفراء إذا لم يصدروا البيان كانوا سيواجهون بمساءلات من البرلمان الأوروبي والبرلمانات الخاصة بدولهم حول أسباب دعم الاتحاد ودوله لمصر وأمنها ي*** الناس في الشوارع، وهو الأمر الذي يمكن أن يسبب مشكلات في دول تحترم الإنسان وحقوقه، ولديها آليات لكي تحاسب الشعوب حكامها . وهو ما يعني أن تصريحات السيد حسام زكي وبياناته هي للاستهلاك المحلي فقط وليست موجهة لذوي الشأن في الغرب، وكان الأولي به أن يخاطب وزارة الداخلية يطالبها باحترام المواثيق الدولية التي وقعت عليها مصر حتي لا تسبب إحراجا لسياستها الخارجية.
وأحد أسباب قوة نظام الحكم لدينا وغطرسته في مواجهة شعبه، هو الدعم الغربي له، لأنه يصور للعالم الخارجي أنه هو الضامن الوحيد لحماية مصالحه في المنطقة، ولما كانت قوي المعارضة لدينا غائبة عن اللقاء بالقوي الغربية حتي تلك التي تمثل المجتمعات وليس الحكومات، فإن حماية النظام المستبد الحالي للمصالح الغربية أصبحت حقيقة راسخة لدي الحكومات والشعوب الغربية، من هنا فإن أي محاولة لخلخلتها تصيب الحكومة لدينا بالدوار والارتباك.
ومن أسف أن بعض المعارضين لنظام الحكم يوجهون سهام نقدهم إلي الغرب، وعلي رأسه الولايات المتحدة الأمريكية لأنها تخلت عن دعم الديمقراطية، وعندما يريد مسئولو الغرب الاستماع إلي القوي الديمقراطية سواء للبحث حول كيفية دعم الديمقراطية أو لمعرفة ما يجري من انتهاك لحقوق الإنسان ومن تزوير لإرادة الناس أو حتي لمعرفة هل هذه القوي الديمقراطية سوف تحمي مصالحه في حال تخلي عن دعم النظام الاستبدادي، يرفض المعارضون ذلك بما يعطي قوة دفع للنظام الاستبدادي الذي يؤكد للغرب أنه الوحيد القادر علي فتح حوار معه والوحيد الذي يمكنه أن يحمي مصالحه، ونظل ندور في حلقة الاستبداد الدائرة حاليا.
وإذا انتقلنا من العموميات إلي التخصيص أي إلي ما نقلته وسائل الإعلام حول لقاء الدكتور محمد البرادعي بالسفراء الأجانب، فهناك الكثير الذي يجب أن يقال، حيث ركزت وسائل الإعلام علي السفيرة الأمريكية وتجاهلت أن اللقاء كان به سفراء آخرون، وتجاهلت أيضا أنه تم في بيته وأنه لم يسع إليهم في مقار إقامتهم . أما الأمر الذي تم تجاهله تماما فهو، العلاقة المأزومة بين الدكتور محمد البرادعي والولايات المتحدة الأمريكية، ففي آخر ولاية له في الوكالة الدولية للطاقة الذرية نجح الدكتور محمد بإجماع الأصوات وكانت الولايات المتحدة هي الوحيدة التي امتنعت عن التصويت، وهذا الأمر نشرته الصحف المصرية التي تهاجم الدكتور محمد البرادعي حاليا باعتباره مصدراً للفخر . وعددت الأسباب التي تتمثل في أنه ابن المدرسة الدبلوماسية المصرية، ولم يعطها المبرر المطلوب من أجل إعطاء شرعية لغزو العراق، بل إن الأستاذ مكرم محمد أحمد -نقيب الصحفيين حالياً- وأحد أشد منتقدي البرادعي حاليا، سافر إلي فيينا وأجري حوارا ًصحفيا ًمعه نشره في جريدة «الأهرام» باعتباره، أي البرادعي، من أبطال مصر المغاوير.
لم تسع وسائل الإعلام إلي معرفة ما الذي دار في اللقاء، أما السياسيون الذين أدلوا بتعليقات فلم يهتم أي منهم بمعرفة التفاصيل وإنما علق فقط علي اللقاء من حيث المبدأ، ولم يضع أي منهم المعايير التي يجب أن تحكم لقاءات السياسيين المصريين بالخارج، وبدا الأمر وكأن شخصيات من العصر الحجري تتحدث، وهناك من آثر السلامة ورفض الحديث، لأنه يدرك تعقيدات الموضوع.
بالطبع فإن موقف الولايات المتحدة من الصراع العربي- الإسرائيلي هو موقف مزرٍ حتي في ظل حكم الرئيس أوباما الذي تفاءلنا به خيرا، وهو ما يفرض علي قوي التغيير والإصلاح لدينا أن تبدع وسائل وأساليب حول علاقتها بالغرب بما يفرض علي القوي الغربية الحياد في مواجهة الحكم الاستبدادي الحالي ودون تنازلات منها فيما يتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي، خاصة أن هناك تحليلات تري أن الحكم الراهن يستفيد من حالة التأزم الراهنة في هذا الصراع لأنها تطيل وجوده في الحكم في ظل تعويل الغرب عليه في عملية كسر الجمود أو في تظبيط بعض القوي السياسية الفلسطينية . فهل يمكن إبداع نموذج للعلاقة تفصل بين الملفين الداخلي والإقليمي بما يساعد علي إحداث التغيير والإصلاح . بالطبع فإن التغيير لابد أن يكون بأيدينا وعبر تكاتف المصريين، ولكنه يتطلب فصم عري العلاقة بين النظام والغرب الذي يسانده، وهو ما يتطلب إبداع الأسلوب السابق الإشارة إليه.
إن التغيير، وإن كان عملا شعبيا واجبا، فهو يتطلب قدراً من السياسة، ولكن يبدو أن بعض قوي التغيير لا تريد السياسة ولكنها تدمن التصريحات، وتتعامل مع الموضوع بمنطق الهواة، فضلا عن أنها لا تدرك المأزق الذي تضعها فيه السلطة عبر وسائل إعلامها التي تسعي إلي قطع العلاقة بينها وبين أي قوي خارجية حتي يظل النظام محتكرا لها، وحتي نظل نعيش في ظل نظام استبدادي مدعوم من الخارج إلي الأبد.


http://dostor.org/authors/11/50/10/july/3/21179
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 01:39 AM.