اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > مصر بين الماضى و الحاضر

مصر بين الماضى و الحاضر قسم يختص بالحضارة و التاريخ المصرى و الاسلامى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12-06-2015, 01:58 PM
abomokhtar abomokhtar غير متواجد حالياً
مشرف سوبر ركن مسك الكلام فى الاسلام
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
المشاركات: 11,696
معدل تقييم المستوى: 28
abomokhtar is just really nice
New خُبَيْبُ بْنُ عَدِيّ


خُبَيْب بن عدي بن مالك الأوسي الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ، صحابي جليل، شهد بدراً، وكان له موقف من مواقف الثبات والشجاعة والتضحية والوفاء، التي سجلها الصحابة الكرام بأسطر من نور في السيرة النبوية وفي سجل التاريخ الخالد لأمتنا، وهو القائل رضي الله عنه ـ :

وَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِماً على أي شِقِّ كَانَ لله مَصْرَعِي

في شهر صفر من السنة الرابعة من الهجرة أرسلت قبيلتان من القبائل العربية المجاورة للمدينة المنورة ـ عضل والقارة ـ وافدهم إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقالوا: يا رسول الله إن فينا إسلاما فابعث معنا نفراً من أصحابك يفقهوننا في الدين ويقرئوننا القرآن ويعلموننا شرائع الإسلام، ولما كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حريصاً على نشر الإِسلام وإظهاره استجابة لأمر الله ـ عز وجل ـ:{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ }(المائدة من الآية: 67 )، فقد استجاب لهم وبعث لهم عشرة من أصحابه ـ وقيل سبعة ـ وكان منهم: خبيب بن عدي، مرثد بن أبي مرثد، خالد بن أبي البكير، معتب بن عبيد، عاصم بن ثابت، زيد بن الدثنة، وعبد الله بن طارق .. فلما وصلوا إلى مكان يُسمى الرجيع بين عسفان ومكة، أغار عليهم بنو لحيان (من هذيل) وهم قريب من مائتي مقاتل، فأحاطوا بهم، و***وا بعضهم وأسروا البعض الآخر، وقد عرفت هذه الحادثة المفجعة بالرجيع نسبة إلى ماء الرجيع الذي حصلت عنده، وقد سجلت فيها مواقف بطولية، ومنها موقف خبيب بن عدي ـ رضي الله عنه ـ .
وقد روى الإمام البخاري هذه الحادثة بتفاصيلها في صحيحه في كتاب: المغازي، وفي كتاب: الجهاد والسِّيَر، عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: ( بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشرة رهط سرية علينا وأمَّر عليهم عاصم بن ثابت الأنصاري جد عاصم بن عمر، فانطلقوا حتى إذا كانوا بالهداة وهو بين عسفان ومكة ذكروا لحي من هذيل يقال لهم بنو لحيان، فنفروا لهم قريبا من مائتي رجل كلهم رام، فاقتصوا آثارهم حتى وجدوا مأكلهم تمرا تزودوه من المدينة، فقالوا هذا تمر يثرب، فاقتصوا آثارهم، فلما رآهم عاصم وأصحابه لجؤوا إلى فدفد، وأحاط بهم القوم فقالوا لهم: انزلوا وأعطونا بأيديكم ولكم العهد والميثاق ولا ن*** منكم أحداً، قال عاصم بن ثابت أمير السرية: أما أنا فوالله لا أنزل اليوم في ذمة كافر، اللَّهم أخبر عنا نبيك، فرموهم بالنبل ف***وا عاصماً في سبعه، فنزل إليهم ثلاثة رهط بالعهد والميثاق منهم خبيب الأنصاري وابن الدثنة ورجل آخر، فلما استمكنوا منهم أطلقوا أوتار قسيهم فأوثقوهم، فقال الرجل الثالث: هذا أول الغدر والله لا أصحبكم إن في هؤلاء لأسوة يريد ال***ى، فجرروه وعالجوه على أن يصحبهم، فأبى ف***وه، فانطلقوا بخبيب وابن الدثنة حتى باعوهما بمكة .. فابتاع خبيباً بنو الحارث بن عامر بن نوفل ابن عبد مناف، وكان خبيب هو *** الحارث بن عامر يوم بدر، فلبث خبيب عندهم أسيرا، فأخبرني عبيد الله بن عياض أن بنت الحارث أخبرته أنهم حين اجتمعوا استعار منها موسي يستحد بها، فأعارته، فأخذ ابناً لي وأنا غافلة حين أتاه، قالت: فوجدته مجلسه على فخذه والموسي بيده ففزعت فزعة عرفها خبيب في وجهي، فقال: تخشين أن أ***ه؟، ما كنت لأفعل ذلك، والله ما رأيت أسيرا قط خيراً من خبيب، والله لقد وجدته يوماً يأكل من قطف عنب في يده وإنه لموثق في الحديد وما بمكة من ثمر، وكانت تقول إنه لرزق من الله رزقه خبيبا، فلما خرجوا من الحرم لي***وه في الحل قال لهم خبيب: ذروني أركع ركعتين، فتركوه فركع ركعتين ثم قال: لولا أن تظنوا أن ما بي جزع لطولتها، اللَّهم أحصهم عددا ..

وَلَسْتُ أُبَالِي حِينَ أُقْتَلُ مُسْلِمًا عَلَى أي شِقِّ كَانَ لله مَصْرَعِي
وَذَلِكَ في ذَاتِ الإِلَهِ وَإِنْ يَشَأْ يُبَارِكْ عَلَى أَوْصَالِ شِلْو مُمَزَّعِ

ف***ه ابن الحارث، فكان خُبَيْبٌ هو سَنَّ لكلِّ مُسلمٍ قُتِلَ صَبْراً، فاستجاب الله لعاصم بن ثابت يوم أصيب فأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه خبرهم وما أصيبوا، وبعث ناس من كفار قريش إلى عاصم حين حدثوا أنه *** ليؤتوا بشيء منه يعرف، وكان قد *** رجلًا من عظمائهم يوم بدر، فبعث على عاصم مثل الظلة من الدبر فحمته من رسولهم فلم يقدروا على أن يقطعوا من لحمه شيئا
) رواه البخاري .

قال ابن إسحاق وكان مما قيل من الشعر في هذه الغزوة قول خبيب حين أجمعوا على ***ه :

إلى الله أشكو غربتي ثم كربتي وما أرصد الأحزاب لي عند مصرعي
فذا العرش صبرني على ما يُراد بي فقد بضعوا لحمي وقد يأس مطمعي
وذلك في ذات الإله وإن يشأ يبارك على أوصال شلو ممزع
وقد خيروني الكفر والموت دونه وقد هملت عيناي من غير مجزع
وما بي حذار الموت إني لميت ولكن حذاري جحم نار ملفع
ووالله ما أخشى إذا مت مسلمًا على أي جنب كان في الله مضجعي
فلستُ بِمُبْدٍ للعدوّ تخشعًا ولا جزعاً إني إلى الله مرجعي

قال ابن هشام: " وبعض أهل العلم ينكرها لخبيب "، قال الزرقاني: " والمثبت مُقَّدَّم على النافي، كيف وبيتان منها في الصحيح ".
قال الحافظ ابن حجر: " وفيه إنشاء الشعر، وإنشاده عند ال***، وقوة نفس خبيب، وشدة قوته في دينه " .

ومع ما في هذه الحادثة من آلام إلا أن فيها من الفوائد الكثير التي ينبغي الوقوف معها، ومنها :

المسلم لا يغدر :

إن أفعال الغدر مما يتميز به المشركون قديمًا وحديثًا، وينبغي أن يتنزه عنها أتباع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ولنا عبرة في قصة الصحابي الجليل خبيب ـ رضي الله عنه ـ الذي ظل أسيراً حتى إذا أجمع المشركون على ***ه استعار الموس من بنات الحارث، ليستحدّ فأعارته، وغفلت عن صبيٍّ لها فجلس على فخذه، ففزعت المرأة لئلا ي***ه انتقاماً منهم، فقال خبيب: " أتخشين أن أ***ه ما كنت لأفعل ذلك إن شاء الله تعالى "، فالمسلم يعكس بخلقه الحسن وتصرفه الطيب صورة مشرقة عن دين الإسلام، فقد كان خبيب ـ رضي الله عنه ـ قادرأ على أن ي*** هذا الصبي انتقاما منهم قبل ***ه لكنه لم يفعل، لأنه تربَّى في مدرسة النبوة على الوفاء وعدم الغدر، فترفع عن مقابلة الغدر بالغدر، عملاً بقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ( أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك ) رواه الترمذي، فكسب في نفس هذه المشركة ومن نقلت الخبر إليه موقعاً عظيماً، ولذلك قالت: " والله ما رأيت أسيراً قط خيراً من خبيب " .

الكرامات :

قال الله تعالى: { أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }(يونس من الآية 62: 64 )، قال الشيخ ابن باز: " من عقيدة أهل السنة والجماعة الإيمان بكرامات الأولياء وأنها حق، وهي خوارق العادات التي يخرقها الله لبعض أوليائه إما لحاجة به، أو لإقامة حجة على أعداء الله لنصر الدين وإقامة أمر الله ـ عز وجل ـ، فهي تكون لأولياء الله المؤمنين، تارة لحاجتهم كأن يسهل الله له طعاماً عند جوعه، أو شراباً عند ظمئه لا يدرى من أين أتى، أو في محل بعيد عن الطعام والشراب أو نحو ذلك، أو بركة في طعام واضحة، أو غير ذلك من خوارق العادات، والميزان في ذلك أن يكون مستقيماً على الكتاب والسنة " .
وكرامات أولياء الله تعالى واضحةً في قصة خبيب ـ رضي الله عنه ـ، فقطْف العنب عنده ـ وهو أسير مُقيَّد كرامة من الله ـ عز وجل ـ له، إذ لا يوجد في مكة عنب، والمرأة المشركة فوجئت بعنقود من العنب يأكله خبيب ـ رضي الله عنه ـ فقالت: " ما رأيت أسيرا خيراً من خبيب، لقد رأيته يأكل من قطف عنب وما بمكة ثمرة وإنه لموثق في الحديد، وما كان إلا رزقا رزقه الله إياه " .
وقال ابن تيمية: " ومن أصول أهل السنة والجماعة: التصديق بكرامات الأولياء وما يجري الله على أيديهم من خوارق العادات في أنواع العلوم والمكاشفات، وأنواع القدرة والتأثيرات، كالمأثور عن سالف الأمم في سورة الكهف وغيرها، وعن صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين وسائر قرون الأمة وهي موجودة فيها إلى يوم القيامة " .

تعظيم الصحابة للسُنًّة :

ومن فوائد هذه الحادثة: بيان تعظيم الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم -، والحرص عليها في أشد المواقف حتى الموت، وقد ظهر ذلك فيما فعله خبيب ـ رضي الله عنه ـ لما أسره المشركون، وعلم أنه سيُ***، ومع ذلك كان حريصاً ـ رضي الله عنه ـ على سنة من سنن الفطرة التي تعلمها من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي سنة الاستحداد (حلق العانة)، فاستعار السكين لذلك، وفي هذا تذكير لمن يستهين بكثير من السنن النبوية .

صلاة ركعتين، والدعاء على الكافرين :

في موقف خبيب ـ رضي الله عنه ـ وصلاته ركعتين قبل م***ه مشروعية صلاة ركعتين عند ذلك، ففي رواية أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ لهذه الحادثة أن خبيباً ـ رضي الله عنه ـ صلى ركعتين قبل ***ه، وقال أبو هريرة: ( وكان خُبَيْبٌ هو سَنَّ لكلِّ مُسلمٍ قُتِلَ صَبْرًا ) رواه البخاري، ومعنى ( قُتِلَ صبرًا ) : قال ابن الأثير: " صبرتَ القتيل على ال***: إذا حبسته عليه لت***ه بالسيف وغيره من أنواع السلاح وسواه، وكل من قُتل أيَّ قِتلة كانت إذا لم يكن في حرب ولا على غفلة ولا غِرة فهو مقتول صبراً " .
ففي صلاة خبيب ـ رضي الله عنه ـ ركعتين عند ***ه مشروعية وسُنية ذلك، لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما علم بما حدث مع خبيب ـ رضي الله عنه ـ وما فعله من صلاة ركعتين أقرَّ هذا الفعل ولم ينكره، فصارت صلاة هاتين الركعتين مشروعة عند ال***، بعد إقرار النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ لهما، والسنة كما قال الشاطبي وغيره: " السنة ثلاثة أنواع: قول، وفعل، وإقرار " .
والسنة التقريرية: هي أن يقال قول أو يفعل فعل أمام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيراه أو يسمع به فيسكت عنه، لأنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ مُشرِّع لا يجوز سكوته على معصية، ولذلك يعتبر سكوته عن هذا الفعل أو القول إقراراً بمشروعيته .
قال ابن هشام في السيرة النبوية: " فكان خبيب بن عدي أول من سنَّ هاتين الركعتين عند ال*** للمسلمين، قال: ثم رفعوه على خشبة، فلما أوثقوه، قال: اللهم إنا قد بلغنا رسالة رسولك، فبلغه الغداة ما يصنع بنا، ثم قال: " اللهم أحصهم (أهلكهم) عددا، وا***هم بَدَدَا (متفرقين)، ولا تغادر منهم أحدا "، ثم ***وه رحمه الله " .

وفي موقف خبيب ـ رضي الله عنه ـ إشارة ودلالة على عظم حب الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقد قال سعيد بن عامر: " شهدت مصرع خبيب وقد بضعت قريش لحمه ثم حملوه على جذعة فقالوا: أتحب أن محمدًا مكانك؟، فقال: والله ما أحب أني في أهلي وأن محمدًا شيك بشوكة "، ونقل مثل ذلك عن زيد بن الدثنة ـ رضي الله عنه ـ، وكان لهذا الموقف وغيره الأثر الكبير في نفوس المشركين، لما رأوا من حب وتعظيم الصحابة للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، حتى قال أبو سفيان ـ رضي الله عنه ـ قبل إسلامه: " ما رأيت أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمدٍ محمدا " .

إن السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي فيهما الكثير من مواقف الصحابة الكرام ـ رضوان الله عليهم ـ، في الثبات على دينهم، والتضحية من أجل نصرته، والتي يجدر بنا أن نقف معها للاستفادة منها في حياتنا وواقعنا، ومن هذه المواقف : موقف خبيب ـ رضي الله عنه ـ في الثبات والتضحية ..




إسلام ويب

__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 18-07-2015, 09:15 PM
الصورة الرمزية العشرى1020
العشرى1020 العشرى1020 غير متواجد حالياً
مسئول الأقسام العامة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 18,483
معدل تقييم المستوى: 34
العشرى1020 has a spectacular aura about
افتراضي

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:26 PM.