إحياء مناهج التراث ضرورة للنهوض بالتعليم الأزهري

[الاستاذ عوض على]

الشيخ أحمد عبدالبديع.. رئيس الإدارة المركزية لمنطقة المنيا الأزهرية:
إحياء مناهج التراث ضرورة للنهوض بالتعليم الأزهري
الداعية عليه أن يعيش قضايا مجتمعه ويتفاعل معها

الشيخ أحمد عبدالبديع عبيد رئيس الإدارة المركزية لمنطقة المنيا الأزهرية.. هو أحد العلماء العاملين البارزين بالأزهر الشريف.. نذره والده في البداية للأزهر حيث كرَّس كل جهوده لإلحاقه بأحد الكتاتيب ليحفظ القرآن.. وما أن أكمل حفظه التحق بمعهد فؤاد الأول بأسيوط واجتاز مسابقة القبول بالإعدادي.. وواصل مشواره الأزهري حتي حصل علي ليسانس اللغة العربية عام ..74 وعمل مدرساً بالمعاهد الأزهرية متنقلاً ومترقياً حتي عين وكيلاً للإدارة المركزية لمنطقة المنيا الأزهرية ثم رئيساً لها.

يري الشيخ عبدالبديع أن من تتلمذ في الأزهر ينظر إليه الجميع علي أنه عالم دين ومرجع يرجع إليه الناس ليبيِّن لهم حكم الدين فيما يعترضهم من مشاكل بل ويسهم في حل هذه المشاكل بصورة شرعية.

ومن واقع عملي كرئيس إدارة مركزية بأنني أشرف علي قطاع الوعظ وأتابع تنظيم قوافل العلماء من المنطقة والوعظ والأوقاف والموزعة علي جميع المحافظة ومدارسها ومؤسساتها الأخري وهي عبارة عن دروس علم وشرح وتوضيح لمعالم ديننا الصحيحة وهذا عمل دعوي أضف إلي ذلك المشاركة في الحفلات العامة التي تعقد بالجهات الرسمية بالمحافظة وكذا المواسم الدينية وهذا عمل دعوي أصيل ومكتبي مفتوح أمام الجميع لأبناء الأزهر وغيرهم من عامة الناس والرد علي أسئلتهم وأمور دينهم.

أما عن الخطوط العريضة التي يتم تنفيذها في عملي الجديد. فعلي سبيل المثال:
1 تشكيل لجان متخصصة فمثلاً في المتابعة وهذا كان في أيام الدراسة كانت هذه اللجان تقوم بمتابعة المعاهد متابعة دقيقة بدءاً من بوابة المعهد الرئيسية مروراً بالفناء ودورات المياه والفصول الدراسية ويشمل هذا خطة المنهج ومطابقته للخطة الشهرية لتوزيع المناهج.

2 لجنة للترقيات تضم في عضويتها السادة وكلاء المنطقة ومدير التنسيق ومدير الشئون القانونية ورئيس فرع التفتيش المالي والإداري ليكون الاختيار اختياراً صحيحاً ولوضع الأمور في نصابها وليكون كما يُقال الرجل المناسب في المكان المناسب إذ أن الأمر أمانة وقد نبأنا الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم إن أول أمارات ضياعها إذا وسد الأمر لغير أهله.

3 وضع ضوابط دقيقة فيما يتعلق بالانتدابات للجان امتحانات الشهادات الأزهرية لهذا العام فقد تم أيضاً تشكيل لجنة لهذا الشأن وتحت مراجعة جميع الأسماء لوجود موانع واستبدالها بآخر.
وقد تم اختيارهم بمعايير وضوابط طبقاً لما تقتضيه تعليمات وتوجيهات فضيلة مولانا الإمام الأكبر الدكتور شيخ الأزهر ورئاسة قطاع المعاهد إذ تعتبر الامتحانات هي فترة الحصاد لمجهود بذل عبر مدار العام شارك فيه الجميع طلاباً ومعلمين وشيوخاً وموجهين.

وحول رؤيته لتطوير الأزهر يقول: هناك نظرة من قبل الإمام الأكبر شيخ الأزهر بدت بشائرها بقرارات حكيمة توالت من فضيلته كلها تصب في تخفيف خناق المركزية الذي كان سائداً في الفترات السابقة ومنها أيضاً ما يتعلق بصميم العملية التعليمية من عودة كتب التراث لمعاهد العلم مرة أخري ومنها تقسيم المرحلة الثانوية إلي أقسام ثلاثة "أدبي علمي شرعي" هذا نوع من إحياء ثقافة التخصص الدقيق بدءاً من مرحلة ما قبل الجامعة.
وعن رأيه في عدم التزام الطالب الأزهري بالزي فهذا يرجع إلي تغير المجتمع وما طرأ عليه من ثقافات وافدة وغيرها أثرت كثيراً. فالطالب الأزهري هو جزء من المجتمع يتأثر بما يحدث فيه وملحوظة أخري فمما لا يخفي أن الزي الأزهري مكلف مادياً وقد يؤثر الوضع الاقتصادي لبعض الطلاب في ذلك.

أما عن دور الأزهر في تحفيظ القرآن الكريم بالمنيا وغيرها علي مستوي الجمهورية فرسالة الأزهر أساساً قامت علي الكتاب والسنة فالقرآن الكريم هو عماد الأزهر بل ولا يعد أزهرياً من لم يحفظ القرآن فالقرآن يدرس ويحفظ وتدرس علومه المختلفة من تجويد وتفسير وقراءات لطلاب الأزهر في مراحل التعليم ما قبل الجامعة "ابتدائي إعدادي ثانوي" ثم يلتحق بالجامعة ليعود مرة أخري للمراجعة والحفظ فلا يجاز ولا يعتبر ناجحاً في سنوات الجامعة ولا ينقل من سنة إلي أخري إلا بعد اختباره تحريراً وشفوياً في القرآن الكريم فهل بعد هذا الدور وإن كنت تقصد ما تقوم به مدارس التحفيظ فهو جهد مشكور بل ومعلوماتي الخاصة أن معظم من يقوم بالتدريس فيها والإشراف عليها هم من علماء الأزهر ومدرسيه فهو جهد مشكور يحمد من يقوم به.

أما عن عمل المرأة في مجال الدعوة ونجاح هذا العمل فالمرأة منذ بدء الدعوة تلعب دوراً كبيراً وهاماً وعلي رأس المرأة تأتي أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها التي قال فيها الحبيب صلي الله عليه وسلم : "خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء" ويقصد بالحميراء هنا حمرة الوجه لا كما يفهم البعض فقد كانت رضي الله عنها مرجعاً بعد رسول الله صلي الله عليه وسلم يرجع إليها كبار الصحابة يستشكل عليهم من قول أو فعل رسول الله صلي الله عليه وسلم فمجال الدعوة ليس بالجديد علي المرأة وهناك معاهد إعداد الداعيات التي يقوم بالتدريس فيها علماء الأزهر من العاملين بالأزهر والأوقاف وهي تخرج داعيات يقمن بجهد مشكور في مجال الدعوة بالمساجد في دروس النساء بالإضافة إلي خريجات جامعة الأزهر وهن كثر ممن يعملن في معاهد العلم كعميدات ومدرسات وبجانب عملهن في المجال التعليمي لهن دور كبير دعوي.

ويقول: إن تجديد الخطاب الديني تحدث عنه الكثير وخلاصة الأمر أن هناك ثوابت لا يمكن أن يتعدي عليها أحد فهو ما علم من الدين بالضرورة في مجال العقيدة والعبادة والمعاملات أما إن كنت تقصد بتجديد الخطاب الديني أي مواكبته لما يدور من أحداث تؤثر وتتأثر في المجتمع المسلم فهذا أمر ضروري ومطلوب. فالداعية لابد وأن يعيش قضايا مجتمعه ومشكلاته وأن يسهم في وضع الحلول لها وتوجيه المجتمع نحو ما فيه رقيه ورفعته ورفاهيته.

وعن دور الأزهر في التصدي للأفكار الهدَّامة في ظل الانفتاح الفضائي غير المحدود أو المقيد فمما لا شك فيه أنه لا يخفي علي أحد ما يقوم به الأزهر من جهد وعلي رأسه فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر ومن خلف فضيلته لا أقول كتيبة بل كتائب وعلماء أجلاء لايألون جهداً في شرح وتوضيح معالم الدين الصحيحة وتفنيد ما يذاع أو ينشر من افتراءات وأكاذيب لا تمت لديننا بصلة وهم أقصد العلماء لا يتأخرون أبداً عن ساحة سواء كانت مرئية أو مسموعة يستطيعون من خلالها تصحيح المفاهيم ورد الشاردين إلي حظيرة دينهم السمحة الفسيحة إلا وقاموا بجهد واضح مشكور.

[مستر / طاهر أبو خزيم]

حقا هذا شىء جميل ورائع

[الاستاذ عوض على]

شكرا لحضرتك