اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > قصر الثقافة > القسم العلمى و الصحى

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-06-2015, 03:43 PM
الصورة الرمزية ابو وليد البحيرى
ابو وليد البحيرى ابو وليد البحيرى غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 4,135
معدل تقييم المستوى: 14
ابو وليد البحيرى will become famous soon enough
افتراضي علم الجيولوجيا في الفكر الإغريقي والروماني

علم الجيولوجيا في الفكر الإغريقي والروماني




أحمد جدوع رضا الهيتي






إن الإغريق هم أول من أثَّر في العالم الحديث بالنظريات الجيولوجية الواضحة المحدَّدة؛ حيث إن سمة الحضارة الإغريقية الفلسفةُ التأملية فيما وراء الطبيعة (ميتافيزيقيا)، فلقد كان هوميروس (900 ق. م) أولَ من أشار إلى شكل الأرض ووصَفها على أنها قرصٌ مسطَّح محاط بمياه (البحر المحيط)، وفي القرنين السادس والخامس قبل الميلاد بدأ بعض الفلاسفة الإغريق يسجِّلون ملاحظاتهم عن الكثير من الظواهر الطبيعية؛ من تجوية وحتٍّ وترسيب، وتقلبات جويَّة، وثورات بركانية، وكانت أولى النظريات الفلسفية لاستنتاج شكل الأرض نظرية المدرسة الفيثاغورثيَّة Pythagorcians، الذين وضعوا النظرية الكرويَّة للأرض لأول مرة؛ لأن الكرة هي أكمل الأشكال الهندسية وأكثرُها صلابة وتماسكًا.

أما المؤرخ هيرودوتس (485 - 425 ق.م) Herodotus، فكانت كتاباته تحوي معلوماتٍ تخص شكل الأرض، وهو أول من فسَّر وجود بقايا محارات وهياكلَ لحيوانات بحرية في الجبال، وأشار بأن الجبال كانت يومًا ما قيعانًا للبحار، وأشار إلى أصل الطمي والغرين التي تحملها الأنهار وترسُّباتها كل عام، ومن أقواله المشهورة: "مصــر هبة النيـــل".

أما أرسطو (280 - 322 ق.م) Aristotales، فهو أول من أشار إلى شكل الأرض ووضعها؛ حيث أثبتَ كروية الأرض بطرقٍ علمية صحيحة.

أما الرومان، فكانوا أكثرَ واقعية وأقلَّ تفلسُفًا من الإغريق، فأهمَلوا الظواهر الطبيعية التي كانت حولهم، فمثلاً العالم الجغرافي سترابون (54ق.م - 52م) الإغريقي الأصل، واللاتيني المنشأ، كتب عن الهِزَّات الأرضية، كما أنه كان أول من ذكَر جبل فيزوف البركاني، ووصل إلى هذه النتيجة بعدَ دراسةٍ واسعة لقمَّة هذا الجبل، علمًا أن الجبل كان هادئًا في زمن سترابون، وأن انفجاره عام (79م) كان سببًا في إفناء مدينة بومبي جنوب إيطاليا، وتدور بعض الأفكار الجيولوجية الأولى حول نشأة الأرض، وقد طورت اليونان القديمة بعضَ المفاهيم الجيولوجية الأساسية المتعلقة بنشأة الأرض.

إضافةً إلى ذلك سجَّل أرسطو في القرن الرابع قبل الميلاد ملاحظاتٍ هامةً عن بُطء وتيرة التغير الجيولوجي؛ فقد رصَد تكوين الأرض، وصاغ نظريةً تشير إلى أن الأرض تتغير ببطء، وأن هذه التغيرات لا يمكن للإنسان ملاحظتُها على مدار حياته كلها.

ووضع أرسطو أول المفاهيم القائمة على الإثباتات المرتبطة بعالم الجيولوجيا فيما يتعلق بمعدل تغير طبيعة الأرض، ومع ذلك فالفضل يرجع إلى خليفته في معهد الليسيوم، الفيلسوف ثيوفراستوس (372 - 288ق.م) الذي حقَّق تقدمًا كبيرًا في العصور القديمة في كتابه عن الأحجار؛ فقد وصف الكثير من المعادن والخامات، وكلها من المناجم المحلية؛ مثل مناجم منطقة لافريو قرب أثينا وغيرها، كما ناقش بطبيعة الحال أنواعَ الرخام وموادَّ البناء؛ مثل الحجر الجيري، وحاول عمل تصنيف بُدائي للمعادن؛ بحسب خصائصَ مثل الصلادة.

بعد ذلك بكثير في العصر الروماني، قدَّم بلينيوس الأكبر (23 - 79م)Pliny the Elder تفصيلاً لمعادنَ وموادَّ أخرى كثيرةٍ استُخدمت على نطاق واسع في الأغراض العملية، وكان من بين أوائل مَن قدموا تفسيرًا صحيحًا لنشأة الكهرمان الذي يعدُّ من الراتنجات المستحثة المأخوذة من الأشجار بمراقبة الحشرات المحبوسة في أجزاء منها، ووضع كذلك أساس علم البلَّورات من خلال التعرُّف على التركيب ثُماني السطوح للألماس.

وبلاد اليونان كانت حضارتهم نظريَّة ومنقولة عن حضارات بلادِ ما بين النَّهرين (سوريا والعراق)، وقدماء المصريين[1]؛ حيث جاب فلاسفتُهم العالم القديم؛ ليطلعوا على علومه وحضاراته، والنظر إلى طبيعة مادة الأرض، أما الفيلسوف الإغريقي طاليس (606 - 546 ق.م)Thales وتابِعوه، فقالوا: إن الأرض قرص يطفو فوق الماء، وتدور في دائرة ولا تدور حول الشمس، ولكن تدور حول كرةِ نار مركزية، وهي مركز الكون.

وقال بعده الفيلسوف الإغريقي فيثاغورس Pythagoras: إن الأرض كروية، ومنذ 2000 سنة قال الفيلسوف الإغريقي لوسيباس Leucippus وتلميذه ديموقريطيس Democritus: إن كل المواد مصنوعة من ذرَّات لا تنقسم.

واتبع فلاسفة الإغريق أسلوبَ العقلانية في التفكير، والسببية المنطقية لتعليل وتفسير كل شيء، وبعد قرنين من وفاة الفيلسوف الإغريقي أرسطو عام 322ق.م. قام العالم الإغريقي إيراتوستينيس Eratosthenes بقياس محيط الأرض.

في عهد الإمبراطورية الرومانية (27 ق.م - 935 م) لم يكن هناك أيُّ اهتمام بالعلوم الطبيعية، وقد اعتبرها أكثرُ الرومان من أهواء الفكر الإغريقي، وممن يجدر ذِكره العالم بليني عالم الطبيعيات الروماني في القرن الأول بعد الميلاد الذي خصَّص خمسة من كتبه الثلاثة والسبعين لدراسة المعادن، ثم كانت العصور المظلمة (500 - 1100م)، وفي هذه الفترة اختفَت مؤلفات الفلاسفة الإغريق في ظلمات هذا العصر في أوربا.

وقد أدى سقوط الإمبراطورية الرومانية إلى جمودٍ في العلوم عامة لقرون عديدة في أوربا، عندئذٍ حمل العلماء العرب والمسلمون مِشعل العلم، وساهموا في نشأة وتطوير العديد من العلوم الطبيعية، وأشرقت المعرفة من بلاد المسلمين حيث مراكزُ الحضارة الإسلامية العظيمة والرخاءُ والعلوم، وقاموا بدور بارز في إرساء قواعد علم الجيولوجيا على أسس علمية؛ حيث بنَوا نظرياتهم على الفرضيات والملاحظة، والتفسير للظواهر الطبيعية.


[1] علماء مصر الفرعونية أساتذة العلماء الإغريق؛ أمثال: فيثاغورس، أبقراط، طاليس، سقراط، أفلاطون، أرسطو، وهؤلاء بدَورهم أساتذة علماء العصر الإسكندري؛ أمثال: بطليموس، جاليوس، إقليدس، أرشميدس، ديوسقوريدس، الذين تتلمَذ العلماء العرب عليهم.


رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 04:52 AM.