محاضرات تبسيط اللغة العربية الجميلة للمعلمين غير المتخصصين ـ متجدد

[محمد عبد العظيم وسية]

عمرك ... في حياتك اللي فاتت دي كلها ـ سألت نفسك الأسئلة دي :

(((( يعني إيه ( نحو ) ؟ وإيه أصل ( النحو ) اللي كان معظمنا ما بيحبوش أيام المدرسة ؟؟ وليه ( النحو ) دا اصلا هنستفيد منه ايه ؟؟ ما احنا بنقرا ونكتب كويس وخلاص ــ
الأسئلة دي وغيرها كتير كان في ذهن كل واحد فينا كمعلمين أو غير معلمين من أيام ما كنا تلاميذ في المدارس ... وللأسف غالبا ماكنش فيه مدرس بيجاوبنا عليها .. أو احنا نفسنا مافكرناش نسأل المدرس عليها .. لأن كان همنا كله حصة النحو دي تخلص وخلاص ـ على فكره أنا كنت واحد منكم زيكم بالظبط بسأل نفس الأسئلة )))))
إخوتي في الله ـ يا أيها المعلمون والمعلمات ـ يا من تحملون مسئولية الأجيال والعلم ـ يا من سيحاسبكم الله ـ عز وجل ـ يوم القيامة على كل طالب وطالبة هل أفهمتهم معنى العلم الذي يدرسونه ؟ هل أفهمتهم لماذا يدرسونه ؟ هل ربطت بين العلم والدين ؟ هل كان هدفك الأساسي وأنت تعلم هو نشر العلم لوجه الله ـ تعالى ـ أم كان هدفك كله لقمة العيش فقط ؟؟ والأخطر من ذلك .. هل ستجيب على هذه الأسئلة أمام الله ؟ هل ستملك الشجاعة وستقف رافعا رأسك قائلا : نعم يا رب كان هدفي كله وأنا أعلم أولادي هو وجهك الكريم وابتغاء مرضاتك ؟؟ أم سيعقد لسانك ولن تستطيع أن تنطق ببنت شفه ، وسيتساقط جلد وجهك خجلا من الله ـ عز وجل ؟
يااااااااااااااااااا الله .
اللــــــــــــــــهم ارحمنا ، وثبتنا عند هذه الأسئلة . آمين يا رب العالمين .

والآن ...
سنبدأ ـ بعون الله وتوفيقه ـ المحاضرة الأولى في تبسيط اللغة العربية الجميلة لكل إخواني المعلمين ..
وقد وفقني الله في أن أبدأ بفكرة جديدة ،
وهي أن أوضح بإيجاز (( معنى النحو وقصة نشأته والهدف الأسمى من دراسته ))
أسباب نشأة علم النحو العربي
أشهر قصة في نشأة ومعنى ( علم النحو ) أن سيدنا عمر بن الخطاب وصل إليه خبر بأن رجلا من الأعاجم حديث الإسلام وحديث اللسان العربي يقرأ هذه الآية الكريمة بلحن وخطأ كبير : (( إن الله بريء من المشركين و رسوله )), كان الرجل يقرأ (رسولهِ) مجرورة أي انها معطوفة على (المشركين) هذا يغير المعنى ؛لأن (رسولُه) مرفوعة أي أنها تعرب ( مبتدأ خبره محذوف تقديره ( كذلك ) والتقدير ( ورسوله كذلك بريء ) ،
ففزع سيدنا عمر وأرسل إلى الإمام علي بن أبي طالب ، وطلب منه وضع علم يحفظ القرآن الكريم من اللحن والأخطاء ، ويحمي اللغة العربية من الخطر الذي يهددها .، - فبعث الإمام علي إلى أبي الأسود الدؤلي التابعي الورع والعالم في اللغة ،
وتناول الإمام علي رقعة ورقية و كتب عليها : بسم الله الرحمن الرحيم ..
الكلام : اسم و فعل و حرف ..
الاسم : ما أنبأ عن المسمى ..
و الفعل : ما أنبأ عن حركة المسمى ..
و الحرف : ما أنبأ عن ما هو ليس أسماً ولا فعلاً .
ثم قال لأبي الأسود : انحُ هذا النحو ، ولذلك سمي هذا العلم ( نحو ) لأن أول من أطلق عليه هذا الاسم هو الإمام علي بن أبي طالب ـ كرم الله وجهه .

وتسمية ( النحو ) في بعض المعاجم :

ورد في المعجم المحيط في معنى كلمة "نحو":

نَحَا يَنْحُو اُنْحُ نَحْواً [ نحو]:- الشّيءَ وإليه: مال إليه وقصدَه؛ نحا الصّديقان إلى المقهى.- نحوَهُ: سار على إثره وقلّده؛ نحا الطّالب نحوَ أستاذه.- كذا عنه: أبعده وأزاله؛ نحا عن نفسه الجُبنَ والكسل.

ومن ذلك فقد سمي علم النحو بهذا الاسم لأن المتكلّم ينحو بهِ منهاج كلام العرب إفرادًا وتركيبًا.

الإعراب ...

الإعراب هو الإفهام

(( ومن لا يعرب ــ اعذروني ــ لا يفهم )) ، ومقولتي هذه تدل على أنك تستطيع الإعراب بسهولة ويسر لأنك طبيعي جدا وتفهم والحمد لله .

الإعراب هو أحد أهم خصائص العربية، وهي خاصية عُرفت بعد أن تفشى النطق الخاطئ في اللسان العربي،
وإعراب العربية هو ما يؤدي لتشكيل نهاية الكلمات في سياق الحديث على الوجه الصحيح سواءً كان هذا التشكيل يختص بتغيير حركة الحرف الأخير أو تغيير الحروف الأخيرة في حالات أخرى،
وتصنف حالات الإعراب في هذه الحالة بالرفع، وعلامته الضمة أو الواو أو ثبوت النون، والنصب، وعلامته الفتحة أو الألف أو حذف النون، والجر، علامته الكسرة أو الياء أو حذف النون، والجزم، علامته السكون أو حذف النون أو حذف حروف العلة.
كما يوجد التنوين وهو مضاعفة الحركة الإعرابية في أواخر بعض الكلمات وغالبا ما يدل التنوين على تنكير الاسم .


و يعتبر الإعراب من المميزات و الخصائص للغة العربية ، فعن طريق الإعراب تستطيع معرفة الفاعل أو المفعول به في الجملة حتى لو تم تقديم المفعول به على الفاعل ، مع أنه تقريباً في جميع لغات العالم يكون الترتيب : فاعل ثم مفول به ، مثال :

• زار محمدٌ خالداً . (الفاعل:محمد ، المفعول به: خالد)
  • بمعنى : قام محمد بزيارة خالد . (و الجملة هنا واضحة و تنطق في أغلب لغات العالم بهذا الترتيب)

• زار خالدا محمدٌ . أيضاً (الفاعل:محمد ، المفعول به: خالد)
  • بمعنى : تمت زيارة خالد بواسطة محمد . (عرفنا عن طريق التنوين بالضم -لأن الفاعل دائما مرفوع- و إعرابها هنا فاعل مؤخر مرفوع و علامة رفعه الضمة الظاهرة على أخره)

إذاً فالإعراب أحد أهم الأسباب لتفوّق الأدب العربي (سواءً كان في الشعر أو النثر أو القصص ..إلخ) على لغات العالم ، فعندما تعطي شخصين أحدهما صلصال و الأخر حجر فسألتهم تكوين مجسّم جمالي ، فبالتأكيد سيكون إبداع صاحب الصلصال أكبر من صاحب الحجر (لقد تم التشبيه بالصلصال و الحجر بناءً على مثال تقديم و تأخير الفاعل) .

موضوع علم النحو
ضبط أواخر الكلمات إعراباً وبناء بحسب موقعها من الجملة على نحو مايتكلم به العرب .

ثمرة علم النحو
وثمرة هذا العلم : هو في تحمل اللغة وآدائها من جهة علاقة الإعراب بالمعنى .
بالإضافة إلى الهدف الأسمى من دراسة النحو
وهذا الهدف يجب أن يكون في قلب كل مسلم موحد بالله عز وجل ...
وهو الحفاظ على القرآن الكريم ، والتصدي لمن يهاجمونه .

والآن ـأخي المعلم أختي المعلمة .. أرجو من الله أن تكون قد استفدت من المحاضرة الأولى في تيسير قواعد النحو ..

والتي تعد مقدمة هامة جدا لتعرف هدفك الأسمى من دراسته مما سيكون حافزا معنويا لك لتدافع عنه ، وتقبل على دراسة قواعده المبسطة الجميلة بحب وشغف .

ومن هذه اللحظة أرجو أن تكون أنت نفسك من حرس الحدود الذين يدافعون عن اللغة العربية لأنها أشرف لغة في العالم ـ
عليك أن تفخر بأنك منسوب إليها ، فهي لغة دينك الإسلامي الحنيف ، لغة وطنك العربي ، لغة بلدك مصر ـــ بل ولغة أهل الجنة .. ومن الآن صحح المفاهيم ، وازرع في أولادك حب اللغة العربية وحب النحو .

وموعدنا بعد عيد الفطر المبارك لنكمل باقي المحاضرات ، والتي سيكون الله قد وفقني بإذنه في تصميم دروسا شائقة جذابة سنناقشها سويا وأستفيد منكم أولا قبل أن أفيدكم .

وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ

وفي انتظار كل استفسار أو سؤال أو طلب في المحاضرة الأولى
وكل عام وأنتم بخير .