#1
|
|||
|
|||
موسوعــة تـاريــخ المســاجــــد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته المسجد الحرام ما من مدينة على مدى تاريخ البشرية حظيت - وما زالت تحظى - بتقديس وتكريم، مثلما تحظى به ( مكة المكرمة )، حيث ( الكعبة المشرفة ) أول بيت وضع للناس لعبادة الله وتوحيده، والتي أقام قواعدها - بأمر من الله - أبو الأنبياء إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام، ليكون مقاماً يقصده المؤمنون، ويحجون إليه . ولقد استجاب الله سبحانه وتعالى لدعاء إبراهيم عليه السلام - كما أسلفنا - فبعث من ذريته رسولاً بعد أكثر من ألفين وستمائة سنة، إذ جاء خاتم النبيين الحبيب المحبوب محمد صل الله عليه وسلم، الذي أرسله الله بالكتاب الحكيم، لهداية الناس أجمعين . وقد أدى صل الله عليه وسلم الحج في السنة العاشرة من الهجرة، وخطب الناس، وشهد أقواله وأفعاله الذين حجوا معه من الصحابة رضي الله عنهم، وروى المحدثون ذلك. ومنذ ذلك الوقت أخذ عدد الحجاج من ضيوف الرحمن يتزايد عاماً بعد عام، حتى وصل في العصر الحاضر إلى حوالي مليوني حاج . وعلى مر العصور الإسلامية احتفظت الأماكن المقدسة بحرمتها وقدسيتها، وكانت محط اهتمام ورعاية القائمين على خدمتها . ولذلك فقد أجرى الحكام التوسعات المختلفة على مر العصور، حيث بدأت التوسعة الأولى في عهد ثاني الخلفاء الراشدين عمر بن الخطاب رضي الله عنه . وكان آخرها التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية . |
#2
|
|||
|
|||
توسعة عمر بن الخطاب رضي الله عنه سنة 17 هجرية:
كانت التوسعة الأولى للمسجد الحرام في العام السابع عشر من الهجرة النبوية إبان حكم الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما أفسد سيل ( أم نهشل ) مباني المسجد الحرام، وقد انحدر من جانب المسعى وأحدث تلفاً عظيماً في المباني . ولضيق المسجد بالمصلين رغب عمر رضي الله عنه في التوسعة، فاشترى الدور الملاصقة للمسجد الحرام وضمها له، وأقام جداراً حوله، كان ارتفاعه دون ارتفاع قامة الإنسان، وجعل له أبواباً، ووضع عليه مصابيح كي تضيء بعد سدول الظلام، وعمل سداً لحجز ماء السيول عن الكعبة وتحويلها إلى وادي إبراهيم المجاور . وهكذا كان عمر رضي الله عنه، أول من عمل توسعة للمسجد الحرام في العصر الإسلامي . توسعة عثمان بن عفان رضي الله عنه سنة 26 هجرية: وكانت التوسعة الثانية للمسجد الحرام إبان حكم الخليفة الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكانت بعد التوسعة الأولى بعشر سنوات، وذلك عندما رأى الخليفة ازدياد السكان بمكة، وازدياد ضيوف الرحمن لانتشار الإسلام السريع، فقرر توسعة المسجد الحرام . وتمت التوسعة في سنة ست وعشرين هجرية، بشراء الدور الملاصقة للمسجد، وضم أرضها، ومع هذه التوسعة جدد المسجد تجديداً شاملاً، وأدخل الأروقة المسقوفة، وجعل في المسجد أعمدة من الرخام . توسعة عبد الله بن الزبير رضي الله عنه سنة 65 هجرية: أما التوسعة الثالثة فكانت إبان حكم عبد الله بن الزبير رضي الله عنه، وقد أعاد بناء الكعبة بعدما أصابها من الحريق الذي شب في الكعبة أثناء حصار يزيد لمكة في نزاعه مع عبد الله بن الزبير، وانتهى الحصار بموت يزيد . وقد تمت هذه التوسعة في السنة الخامسة والستين هجرية، وضاعفت من مساحة المسجد فبلغ عشرة آلاف متر مربع . توسعة الوليد بن عبد الملك سنة 91 هجرية: وفي عهد الوليد بن عبد الملك كانت عمارة التوسعة الرابعة للمسجد في سنة إحدى وتسعين هجرية، بعد سيل جارف أصابها، وقد زاد من مساحة المسجد، وأجمع كثير من المؤرخين على أن الوليد ابن عبد الملك كان أول من استعمل الأعمدة التي جلبت من مصر وسوريا في بناء المسجد، وشيد الشرفات، ليستظل بها المصلون من حرارة الشمس . |
#3
|
|||
|
|||
توسعة أبي جعفر المنصور سنة 137 هجرية:
وفي عهد الخليفة العباسي الثاني أبي جعفر المنصور زاد في توسعة المسجد الحرام سنة 137 هجرية، فأضاف إلى مساحته من الشمال والغرب، وكانت زيادته ضعف الزيادة السابقة . وقد شيد منارة بالركن الشمالي والغربي، كما أمر بتبليط حجر إسماعيل بالرخام وأمر بتغطية فوهة بئر زمزم بشباك لمنع السقوط بالبئر. توسعة المهدي سنة 160 - 164 هجرية: وعندما حج الخليفة العباسي الثالث محمد المهدي حجته الأولى سنة 160 هجرية، أمر بزيادة مساحة المسجد الحرام إلى ضعف مساحته التي كان عليها، وكانت التوسعة من الجانبين الشمالي والشرقي، ولكن بهذه الزيادة لم تبق الكعبة في الوسط، وحينما لاحظ ذلك أثناء حجته سنة 164هـ أصدر أمره بتوسعة الجانب الجنوبي وقد صعد على جبل أبي قبيس ليتأكد من أن الكعبة في وسط الفناء، ولما كان وجود مجرى السيل في هذه الجهة عائقاً فنياً في سبيل التوسعة من الناحية الجنوبية، أمر المهدي بتحويل مجرى السيل، وإكمال مشروع التوسعة من الجنوب، إلا أنه لم يعش ليرى إتمام عمله، فأكمله ابنه موسى الهادي في عام 167هجرية. وبهذه الزيادة تضاعفت مساحة المسجد الحرام تقريباً. توسعة المعتضد العباسي سنة 281 هجرية: وفي العصر العباسي -أيضاً- قام المعتضد ببعض الترميمات والتوسعة سنة 281هـ، فأمر بهدم دار الندوة وجعلت رواقاً من أروقة المسجد، وأدخل فيها من أبواب المسجد الكبير ستة أبواب، وأقيمت فيه الأعمدة، وسقف بخشب الساج، كما عمل لها اثني عشر باباً من الداخل، وثلاثة أبواب من الخارج، وتمت الزيادة في ثلاث سنوات. توسعة المقتدر بالله العباسي سنة 306 هجرية: وقد أضاف المقتدر بالله العباسي مساحة دارين للسيدة زبيدة، أضيفت إلى مساحة المسجد سنة 306هـ، وجعل لها باباً كبيراً وهو المعروف باسم باب إبراهيم، وكانت هذه آخر زيادة في مساحة المسجد الحرام، وبقي المسجد بلا تغيير مساحته إلى العهد السعودي المبارك، فلم يشهد المسجد الحرام توسعة طيلة حكم الفاطميين، والأيوبيين، والمماليك، والعثمانيين، وإنما اقتصر العمل في المسجد خلال هذه الحقبة على الترميم والإصلاح. |
#4
|
|||
|
|||
التوسعة السعودية للمسجد الحرام:
لقد مرت فترة غير قصيرة على آخر توسعة للمسجد الحرام في عام 306هـ الموافق 918م، ومع تنامي أعداد المسلمين، حيث اتسعت خلال هذه الفترة رقعة العالم الإسلامي، لتشمل بلاداً وشعوباً جديدة في إفريقيا وآسيا، فضلاً عن التطور الهائل الذي شهده العصر الحديث في وسائل المواصلات التي اختصرت المسافات، وقاربت ما بين البلدان، كل ذلك أدى إلى مضاعفة أعداد حجاج بيت الله الحرام، مما أظهر مدى الحاجة إلى توسعة المسجد الحرام لاستيعاب المصلين، وقد تمت التوسعة السعودية على عدة مراحل :- المرحلة الأولى وقد بدأ العمل بها بأمر من الملك سعود - رحمه الله - في عام 1375هـ الموافق 1955م، وتم خلال هذه المرحلة بناء المسعى من طابقين، لاستيعاب أكبر عدد ممكن من المصلين، ويبلغ طول المسعى من الداخل 5، 394 متراً، وعرضه 25 متراً، ويبلغ ارتفاع الطابق الأرضي للمسعى 12 متراً، والطابق العلوي 9 أمتار. وأقيم في وسط المسعى حاجز يقسمه إلى قسمين طويلين، خصص أحدهما للسعي من الصفا إلى المروة، والآخر من المروة إلى الصفا، لتيسير السعي، ومنع التصادم بين الساعين ذهاباً وإياباً. وأنشئ للمسعى 16 باباً في الواجهة الشرقية، كما خصص للطابق العلوي مدخلان، أحدهما عند الصفا، والآخر عند المروة، وبني لهذا الطابق سلمان من داخل المسجد، أحدهما عند باب الصفا، والآخر عند باب السلام. المرحلة الثانية بدأت العمارة في هذه المرحلة عام 1379هـ - الموافق 1959م، وتم الجزء الخارجي للمبنى الجديد، وعند عمل الحفريات، وجد أن الأرض الصالحة للتحميل الطبيعي تقع على عمق أربعة أمتار من مستوى الأرض الحالية وقد امتلأت بالردم المتخلف عن البناء القديم، وفي هذا الفراغ بني البدروم الحالي الذي لم يكن موجوداً في التصميم المعماري أصلاً. وخلال هذه المرحلة وسعت منطقة المطاف، وأصبحت في شكلها الحالي، كما أقيمت السلالم الحالية لبئر زمزم. المرحلة الثالثة بدأت هذه المرحلة بالقرار التاريخي الحكيم الذي أصدره الملك فيصل بن عبد العزيز -رحمه الله- بتعديل التصميم الأصلي للتوسعة، وذلك للاحتفاظ بمباني المسجد العثماني . وقد اتخذ هذا القرار بعد أن عقد مؤتمر كبير من المهندسين المعماريين المسلمين في مكة عام 1387هـ، ليطلعوا على البدائل الممكنة لتطوير التصميم، وقد أوصى المؤتمر بإزالة جزء كبير من المبنى العثماني، ولكن الملك فيصل -رحمه الله- رأى أن اندماج القديم بالجديد سيحقق شعوراً عميقاً بالاستمرار. وهكذا وضع المهندس المعماري المرحوم طاهر الجويني اقتراحاً جديداً للدمج . ونرى المسقط الأفقي العام للحرم المكي الشريف بعد هذه التوسعة، وفي الوقت نفسه بنيت المكبرية، وشقت الطرق المحيطة بالحرم المكي الشريف، وأنشئت الميادين المتسعة لتنظيم المرور حول الحرم، والدكاكين وغيرها من المرافق، والخدمات المختلفة التي تحتاج إليها المنطقة، لتسهل لضيوف الرحمن والزوار والمواطنين الحصول على كل ما يحتاجون إليه في موسم الحج من كل سنة، وفي مواسم العمرة، وزيارة الحرم الشريف بـ (مكة المكرمة). وقد أصبحت عمارة المسجد الحرام بعد هذه التوسعة 193.000 متر مربع (مائة وثلاثة وتسعين ألف متر مسطح) بعد أن كانت 29.127 متراً مسطحاً، أي بزيادة قدرها 131،041 متراً مسطحاً، مما جعل الحرم يتسع لحوالي أربعمائة ألف مصل . |
#5
|
|||
|
|||
توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز للمسجد الحرام:
وفي الثاني من شهر صفر عام 1409هـ، قام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز بوضع حجر الأساس لتوسعة المسجد الحرام، وتضمنت التوسعة إضافة جزء جديد على مبنى المسجد الحالي من الناحية الغربية في منطقة السوق الصغير، بين باب العمرة وباب الملك. وتبلغ مساحة أدوار مبنى التوسعة (76،000) م2 موزعة على الدور الأرضي، والدور الأول، والقبو، والسطح، وتتسع لحوالي (152،000) مصل. ويشمل المشروع تجهيز الساحات الخارجية، ومنها الساحة المتبقية من جهة السوق الصغير، والساحة الواقعة شرقي المسعى بمساحة إجمالية تبلغ (85.800) م2 تكفي لاستيعاب (195.000) مصل. وتصبح بذلك مساحة المسجد الحرام شاملة مبنى المسجد بعد توسعته، والسطح، وكامل الساحات (356،000) م2 تتسع لحوالي (773،000) مصل في الأيام العادية، أما في أوقات الحج، والعمرة، ورمضان فيزيد استيعاب الحرم ليصل إلى أكثر من مليون مصل . كما يضم مبنى التوسعة مدخلاً رئيساً جديداً، و 18 مدخلاً عادياً، بالإضافة إلى مداخل المسجد الحرام الحالية، والبالغ عددها 3 مداخل رئيسة، و 27 مدخلاً عادياً، وقد روعي في التصميم إنشاء مدخلين جديدين للبدروم، إضافة إلى المداخل الأربعة الحالية . ويتضمن مبنى التوسعة أيضاً مئذنتين جديدتين بارتفاع (89) متراً، تتشابهان في تصميمهما المعماري مع المآذن البالغ عددها سبع مآذن . ولتسهيل وصول أفواج المصلين إلى سطح التوسعة في المواسم تم إضافة مبنيين للسلالم المتحركة :- أحدهما في شمالي مبنى التوسعة. والآخر في جنوبيه . ومساحة كل منهما 375 متراً مربعاً . ويحتوي على مجموعتين من السلالم المتحركة، طاقة كل مجموعة (15.000) شخص في الساعة . إضافة إلى مجموعتين من السلالم المتحركة داخل حدود المبنى على جانبي المدخل الرئيسي للتوسعة وقد صممت السلالم المتحركة بحيث تستطيع بالإضافة إلى وحدات الدرج الثابت الثماني خدمة حركة الحجاج والمصلين في أوقات الذروة، لا سيما كبار السن منهم دون عناء . وبذلك يصبح إجمالي عدد مباني السلالم المتحركة 7، تنتشر حول محيط الحرم والتوسعة لخدمة رواد الدور الأول والسطح . ويبلغ عدد الأعمدة لكل طابق بالتوسعة 492 عموداً مكسوة جميعها بالرخام . |
#6
|
|||
|
|||
المسجد النبـــوي
المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة، هو أحد المساجد الثلاثة التي قال النبي (صل الله عليه وسلم) إنها المساجد التي تشدّ الرحال إليها، وذلك بقوله : «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، مسجدي هذا والمسجد الأقصى والمسجد الحرام» (صدق رسول الله). وهو المسجد الذي أسس بنيانه النبي الكريم وشيده يداً بيد مع المسلمين، وهو مركز الدعوة الأولى إلى الله تعالى و«المدرسة الأولى» في الإسلام. وفيه المحراب والمنبر والأساطين، وأيضاً من الأماكن المفضلة الحجرة النبوية الشريفة، وهي الحجرة التي سكنها النبي الكريم وأزواجه المطهرات وتقع الحجرة بجوار مسجده وفيها قبره (عليه الصلاة والسلام) وقبر أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب (رضي الله عنهما). أُمِر الرسول (صل الله عليه وسلم) بالهجرة إلى المدينة المنورة، وعند قدومه من مكة نزل عليه في قباء ـ وكانت من ضواحي المدينة وهي الآن إحدى أحيائها ـ وأقام بها بضعة أيام وبنى مسجد قباء، وهو أول مسجد أسس على التقوى. ولقد أمر الرسول عمار بن ياسر (رضي الله عنهما) ببنائه، ثم توجه إلى المدينة المنورة وكان الأنصار يعترضون ناقته ويمسكون بزمامها، وكلٌ منهم يريد أن يتشرف بنزوله عنده، فيقول لهم الرسول (صل الله عليه وسلم) «خلوا سبيلها فإنها مأمورة»، حتى بركت الناقة في مربد لغلامين يتيمين من الأنصار هما سهل وسهيل، فطلب الرسول منهما أن يشتري المربد ليبني فيه مسجده فقالا: «بل نهبه لك يا رسول الله...»، فأبى عليه الصلاة والسلام إلا أن يبتاعه منهما فدفع لهما ثمن المربد عشرة دنانير. وبعدها شرع النبي في بناء مسجده، وكان في المربد نخل وشجر وخرب، فأمر أصحابه بإصلاح المكان وتجهيزه فقطع النخل وسويت الأرض، وبدأ الرسول الكريم مع أصحابه في بنائه ويعمل معهم بيده الشريفة، فينقل الحجارة ويحمل اللبن بنفسه وهم يرتجزون فيرتجز معهم ويردد : اللهم إن العيش عيش الآخرة فارحم الأنصار والمهاجرة وقد جعل أساس المسجد من الحجارة وبعمق ثلاثة أذرع تقريباً. وبنى حيطانه من اللبن، وأعمدته من جزوع النخل وسقفه من الجريد وترك وسطه رحبة وكانت القبلة أول بنائه باتجاه بيت المقدس. وعندما أسس النبي (صل الله عليه وسلم) مسجده الشريف جعل له ثلاثة أبواب : باباً في الجنوب حين كانت القبلة إلى بيت المقدس شمالا. وباباً في الشرق ويسمى باب النبي، وباب عثمان أيضا، ثم اشتهر بعد ذلك بباب جبريل. والباب الثالث في الغرب وعرف بباب عاتكة (وهي عاتكة بنت عبد الله بن يزيد بن معاوية) لقربه من بيتها، وهو يُعرف اليوم بباب الرحمة . وحين تحولّت القبلة إلى مكة المكرمة، فتح باب في الجهة الشمالية وأغلق الباب الجنوبي، وكانت أول صلاة صلاها النبي (صلى الله عليه وسلم) بعد تحويل القبلة هي صلاة العصر. وبعد عودته من غزوة خيبر سنة 7 هـ، وكان المسجد قد ضاق بالمصلين زاد في مساحة المسجد من جهة الشرق والغرب والشمال ليصبح شكل المسجد مربعاً، وطول ضلعه 100 ذراع. بعد ذلك زاد الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) في توسعته ثلاثة أبواب أخرى، فصارت الأبواب ستة؛ اثنان في الجهة الشرقية هما: باب جبريل، وباب النساء. وسمي الثاني بذلك لقول عمر (رضي الله عنه): «لو تركتم هذا الباب للنساء». وآخران في الجهة الغربية هما: باب الرحمة وباب السلام. ولكن في عهد الخليفة المهدي العباسي (161- 165هـ) ارتفع عدد الأبواب في توسعة الحرم إلى 24 بابا: ثمانية في الجهة الشرقية، وثمانية في الجهة الغربية، وأربعة في الجهة الشمالية، وأربعة في الجهة الجنوبية. |
#7
|
|||
|
|||
ثم في العصر المملوكي سدت معظم هذه الأبواب، وحوفظ فقط على الأبواب الرئيسية الأربعة،
وهي : باب جبريل، والنساء، والسلام، والرحمة، وأطولها وأجملها باب السلام، ولهذه الأبواب مصاريع من خشب الجوز، عليها نقوش بالنحاس الأصفر. وقد حافظت أعمال التوسعة السعودية المعاصرة على هذه الأبواب الخمسة، وأضافت إليها مثلها، وهي : باب الملك عبد العزيز، ويقع في الجهة الشرقية للجناح الفاصل بين الصحنين، وباب الملك سعود، ويقع مقابل باب الملك عبد العزيز في الجهة الغربية، ويتكون كل منهما من ثلاث فتحات متلاصقة، وباب سيدنا عثمان وباب سيدنا عمر (رضي الله عنهما)، ويقعان في الجهة الشمالية للمسجد الشريف، وباب الصديق ويقع مكان خوخة أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) في الجهة الغربية من العمارة المجيدية . في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز، أدخل عدد من الأبواب المتقدمة ضمن عمارتها، وهي : باب سيدنا عمر وعثمان والباب المجيدي وباب الملك عبد العزيز والملك سعود وباب البقيع . كما وضع للمبنى الجديد سبعة مداخل واسعة : ثلاثة في الجهة الشمالية، واثنان في كل من الشرقية والغربية، وفي كل مدخل سبعة أبواب؛ اثنان متباعدان، بينهما خمسة أبواب متجاورة. ويضاف إليها أبواب أخرى مفردة أو مزدوجة تؤدي إلى السلالم الكهربائية والعادية، موزعة على 41 مدخلا. وقد بلغ مجموع أبواب الحرم بعد هذه التوسعة 85 باباً ومدخلاً . تزدان ساحة الحرم الشريف بالقباب الجميلة التي تضفي على المكان جواً قدسياً مهيباً. وفي عام 1119 هـ أضاف السلطان العثماني محمود الأول رواقاً في جهة القبلة، وسقّف ما يليه بعدد من القباب . قام النبي (عليه الصلاة والسلام) يخطب يوم الجمعة إلى جذع نخلة في المسجد، وكان الجذع بين مكان المنبر والمحراب. ولما شق عليه القيام اتخذ منبرا يجلس عليه ويخطب . في عهد الرسول (صل الله عليه وسلم) وخلفائه الراشدين كان المنبر مكوناً من ثلاث درجات، طوله من الجنوب إلى الشمال أربعة أشبار وشيء، ومجلسه ذراع في ذراع، وارتفاعه ذراعان، له رمانتان، ارتفاع الواحدة نصف ذراع. وكان (صل الله عليه وسلم) يقف على الدرجة الثالثة منه، ثم نزل الصديق درجة، ثم عمر كذلك، وأقام عثمان على الدرجة السفلى ست سنين، ثم ارتقى بعدها حيث كان (صل الله عليه وسلم) يقف . في عام 886 هـ احترق المسجد النبوي الشريف، واحترق معه المنبر، فبنى أهل المدينة منبراً من الآجر، طلوه بالنورة والجير ثم أرسل السلطان الأشرف قايتباي منبراً من الرخام الأبيض، حرص السيد السمهودي أن يضعه موضع منبر النبي (صل الله عليه وسلم) تحديدا، فلم يوافق متولي العمارة، فوضع مقدما إلى القبلة عشرين قيراطا، وزحف إلى الروضة ثلاثة قراريط (خمسة أصابع) . |
#8
|
|||
|
|||
عرض تاريخي موجز لعمارة المسجد النبوي عبر التاريخ:
تأسيس المسجد والقبلة إلى بيت المقدس بدأ التأسيس بعد عدة أيام من الهجرة. • الطول : 35م • العرض : 30م • عدد الأعمدة : 18 • عدد الأروقة : 3 • ارتفاع الجدران : 2م • الإنارة : مشاعل من جريد النخل • المساحة الكلية للمسجد: 1060م2 • تأسيس المسجد والقبلة إلى بيت المقدس (سنة 1هـ) وصل رسول الله صل الله عليه وسلم إلى قباء، مهاجراً من مكة المكرمة في 12 ربيع الأول، من عام 622م. وبعد أن مكث فيها عدة أيام، توجه على ناقته القصواء إلى المدينة المنورة، تحفه جموع المسلمين من المهاجرين والأنصار، فبركت الناقة في أرض ليتيمين من بني النجار تقع في وسط المدينة، فاشتراها رسول الله صل الله عليه وسلم منهما. وكان في الأرض قبور للمشركين وخِرَب ونخل، فأمر رسول الله صل الله عليه وسلم بقبور المشركين فنبشت، وبالخرب فسويت، وبالنخل فقطع. واختار رسول الله صل الله عليه وسلم هذه البقعة لتكون مسجداً يجتمع المسلمون فيه لأداء صلواتهم وعباداتهم، وشرع مع أصحابه في بنائه، فاستغرق ذلك عدة شهور، وكان اتجاه القبلة يومئذ إلى بيت المقدس في الجهة الشمالية منه. كان بناء المسجد من اللَّبِن وسعف النخيل، وأما سقفه فمن جذوع النخل، وقد بلغ طوله: 35م، وعرضه: 30م، وارتفاع جدرانه: 2م، ومساحته الكلية: 1060م2 تقريباً، وله ثلاثة أبواب: الباب الأول: في الجهة الجنوبية. الباب الثاني: في الجهة الغربية، ويسمى باب عاتكة، ثم أصبح يعرف بباب الرحمة. الباب الثالث: من الجهة الشرقية، ويسمى باب عثمان، ثم أصبح يعرف بباب جبريل. وكانت إنارة المسجد تتم بواسطة مشاعل من جريد النخل، توقد في الليل. تحويل القبلة(سنة 2هـ) صلى رسول الله صل الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين إلى بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر أو ثمانية عشر شهراً، وكان رسول الله صل الله عليه وسلم يعجبه أن تكون قبلته إلى الكعبة قبلة أبيه إبراهيم عليه السلام. وكان يكثر الدعاء والابتهال إلى الله عز وجل من أجل ذلك، فاستجاب الله له، قال تعالى: { قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ في السَّماء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا، فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ المسجدِ الحرامِ وحيثُ ما كُنْتُم فَولُّوا وجوهَكُم شَطْرَه، وإِنَّ الذين أُوتُوا الكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أنه الحقُّ من ربهم، وما اللهُ بغافلٍ عَمًّا يعملون } [البقرة: 144]. وكان ذلك ـ حسب أغلب الروايات ـ في شهر رجب من السنة الثانية للهجرة. ويروى أن ذلك كان في صلاة ظهر، وقد صلى الرسول صل الله عليه وسلم مع أصحابه ركعتين، فلما نزلت آية تحويل القبلة استدار مع المسلمين تجاه الكعبة وصلى الركعتين الباقيتين، وكانت صلاة العصر من هذا اليوم أول صلاة كاملة صلاها تجاه الكعبة المشرفة. وبعد تحويل القبلة قام رسول الله صل الله عليه وسلم بالإجراءات اللازمة في مسجده الشريف، فأغلق الباب الكائن في الجدار الجنوبي ـ جدار القبلة الحالية ـ وفتح بدلاً منه باباً في الجدار الشمالي ـ جدار القبلة سابقاً. وفي تحول المسلمين إلى الكعبة وانصرافهم عن بيت المقدس طعن السفهاء من المشركين وأهل الكتاب وقالوا : ما وَلاَّهم عن قبلتهم التي كانوا عليها؟ فنـزل قوله تعالى: { سيقول السفهاءُ من الناس ما وَلاَّهُم عن قبلتهم التي كانوا عليها قُلْ لله المشرقُ والمغربُ يهدي مَنْ يشاءُ إلى صراطٍ مستقيم } [البقرة: 142]. |
#9
|
|||
|
|||
التوسعة الأولى في عهد الرسول صل الله عليه وسلم
تاريخ التوسعة : 7هـ • مقدار الزيادة : 1415م2 • الطول : 50م2 • العرض : 49.5م2 • المساحة الكلية : 2475م2 • ارتفاع الجدران : 3.50م • عدد الأبواب : 3 • عدد الأعمدة : 35 الإنارة : مشاعل من جريد النخل + أسرجة (جمع سراج) توقد بالزيت التوسعة الأولى في عهد الرسول صل الله عليه وسلم(سنة 7هـ) لما عاد النبي صل الله عليه وسلم من غزوة خيبر قام بأول توسعة لمسجده الشريف، وذلك نظراً لزيادة عدد المسلمين، وقد تم ذلك في المحرم سنة 7هـ، فزاد 20م في 15م تقريباً، حتى صار المسجد مربعاً 50م×49.5م2، ومساحته الكلية 2475م2، بزيادة قدرها: 1415م2. وبلغ ارتفاع الجدران 3.50م، وعدد الأبواب: 3 أبواب، وعدد الأعمدة 35 عموداً. وأصبحت الإنارة بعد القرن التاسع الهجري، تتم بواسطة أسرجة (جمع سراج) توقد بالزيت، موزعة في أنحاء المسجد . العمارة والتوسعة الثانية للمسجد النبوي في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه • تاريخ التوسعة : 17هـ • مقدارها : 1100م2 • المساحة الكلية : 3575م2 • ارتفاع الجدران : 5.50م • عدد الأروقة : 6 • عدد الأبواب : 6 • عدد الأعمدة : 44 • الساحات الداخلية : 1 • الساحات الخارجية : 1 • الإنارة : أسرجة توقد بالزيت . كثر عدد المسلمين في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وظهر تصدع ونخر في بعض أعمدة المسجد، فقرر عمر رضي الله عنه عام 17هـ توسعة المسجد. وقد امتدت التوسعة في ثلاث جهات: إلى الجنوب خمسة أمتار، وإلى الغرب عشرة أمتار، وإلى الشمال خمسة عشر متراً. ولم يزد في الجهة الشرقية لوجود حجرات أزواج النبي صلى الله عليه وسلم. وبعد هذه التوسعة، وصارت مساحته الكلية : 3575م2، بزيادة قدرها: 1100م2، وارتفاع جدرانه 5.50م، وعدد أبوابه: ستة أبواب، وله ستة أروقة، وجعل له ساحة داخلية (صحن المسجد) فرشت بالرمل والحصباء من وادي العقيق. وجعل له ساحة أخرى خارجية، تسمى "البطيحاء"، وهي ساحة واسعة تقع شمالي المسجد، أعدت للجلوس لمن يريد التحدث في أمور الدنيا وإنشاد الشعر، وذلك حرصاً من الخليفة عمر رضي الله عنه على أن يظل للمسجد هيبته ووقاره في قلوب المسلمين. وظلت إنارة المسجد تتم بواسطة الأسرجة التي توقد بالزيت. |
#10
|
|||
|
|||
العمارة والتوسعة الثالثة للمسجد النبوي في عهد
الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه تاريخ التوسعة : 29-30هـ • مقدارها : 496م2 • المساحة الكلية : 4071م2 • ارتفاع الجدران : 5.50م • عدد الأروقة : 7 • عدد الأبواب : 6 • عدد الأعمدة : 55 • الإنارة : قناديل زيت • الساحات الداخلية : 1 مع مرور السنين ازداد عدد المسلمين، وضاق المسجد النبوي الشريف بالمصلين، وساءت حال أعمدته، فأمر الخليفة عثمان سنة 29هـ بزيادة مساحة المسجد وإعادة إعماره، فاشترى الدور المحيطة به من الجهات الشمالية والغربية والجنوبية، ولم يتعرض للجهة الشرقية لوجود حجرات زوجات النبي صل الله عليه وسلم فيها. وتم البناء بالحجارة المنقوشة (المنحوتة) والجص، وبنى الأعمدة من الحجارة، ووضع بداخلها قطع الحديد والرصاص لتقويتها، وبنى السقف من خشب الساج القوي الثمين المحمول على الأعمدة. وأصبحت المساحة الكلية للمسجد : 4071م2، بزيادة قدرها 496م2. وبلغ ارتفاع الجدران 5.50م، وعدد الأروقة : 7 أروقة، وعدد الأبواب: 6 أبواب، وعدد الأعمدة: 55 عموداً، وله ساحة داخلية واحدة. وفي هذه العمارة ظهر لأول مرة بناء المقصورة في محراب المسجد لحماية الإمام، وبها فتحات يراه منها المصلون. وصارت إنارة المسجد تتم بواسطة قناديل الزيت الموزعة في أنحاء المسجد. العمارة والتوسعة الرابعة للمسجد النبوي في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك نفذها: عمر بن عبد العزيز أمير المدينة في ذلك الوقت. تاريخ التوسعة : 88-91هـ • مقدارها : 2369م2 • المساحة الكلية : 6440م2 • ارتفاع الجدران : 12.50م • عدد الأروقة : 17 • عدد الأبواب : 4 • عدد المآذن : 4 • ارتفاعها : 27.50- 30م • عدد الأعمدة : 232 • عدد النوافذ : 14 • الساحات الداخلية : 1 • الإنارة : قناديل زيت أمر الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، واليه على المدينة المنورة عمر بن عبد العزيز سنة 88هـ بزيادة مساحة المسجد وإعادة إعماره، ووفر له المواد الضرورية والعمال اللازمين، فشرع عمر ببناء المسجد، واستمر البناء إلى عام 91هـ. وقد أحدثت هذه العمارة تغييرات كثيرة في مبنى المسجد، وأضافت إليه عناصر جديدة لم تكن موجودة من قبل، ومنها: بناء المآذن الأربعة على أركان المسجد، وإيجاد المحراب المجوف، وزخرفة حيطان المسجد من الداخل بالرخام والذهب والفسيفساء، وتذهيب السقف ورؤوس الأساطين، وعتبات الأبواب. وقد تمت التوسعة من جميع الجهات بما فيها الجانب الشرقي، حيث أدخلت الحجرات الشريفة، وعمل حولها حاجز من خمسة أضلاع، (انظر: معالم ومرافق ـ الحجرات الشريفة). بلغت مساحة المسجد بعد هذه التوسعة 6440م2، بزيادة قدرها: 2369م2، وارتفاع الجدران: 12.50م، وعدد الأروقة: 17 رواقاً، وعدد الأبواب: 4 أبواب، وعدد النوافذ: 14 نافذة، وارتفاع المآذن يتراوح بين 27.50 و 30 متراً، وله ساحة داخلية واحدة. ولا زالت الإنارة تتم في المسجد بواسطة قناديل الزيت الموزعة في أنحائه. |
#11
|
|||
|
|||
العمارة والتوسعة الخامسة للمسجد النبوي في عهد الخليفة المهدي العباسي
التاريخ : 161-165هـ • مقدار التوسعة : 2450م2 • المساحة الكلية : 8890م2 • ارتفاع الجدران : 12.50م • عدد الأروقة : 19 • عدد الأبواب : 24 • عدد المآذن : 3 • عدد الأعمدة : 290 • عدد النوافذ : 60 • الساحات الداخلية : 1 • الإنارة : قناديل الزيت زار الخليفة المهدي العباسي المسجد النبوي الشريف سنة 160هـ، فرأى الحاجة إلى توسعته وإعادة إعماره، فأمر بذلك، ولما عاد إلى مركز الخلافة في بغداد أرسل الأموال اللازمة لذلك. وقد تركزت الزيادة على الجهة الشمالية للمسجد، واستمر البناء فيها حتى عام 165هـ، وكان مقدار الزيادة: 2450م2، وأصبحت المساحة الكلية للمسجد: 8890 م2. وبلغ ارتفاع جدران المسجد: 12.50م، وعدد الأروقة: 19 رواقاً، وعدد الأبواب: 24 باباً. وبلغ عدد النوافذ في المسجد: 60 نافذة، منها : 19 نافذة في كل من الجدارين الشرقي والغربي، و 11 نافذة في كل من الجدارين الشمالي والجنوبي. وبذلك تحققت الإضاءة الطبيعية، والتهوية الجيدة للمسجد، و أما الإنارة ليلاً فكانت تتم ـ كالسابق ـ بواسطة قناديل الزيت الموزعة على أنحاء المسجد. العمارة بعد الحريق الأول(سنة 654هـ) حصل الحريق الأول للمسجد النبوي أول رمضان سنة 654هـ في عهد الخليفة العباسي المستعصم (انظر: أحداث ـ الحريق الأول). ولما علم الخليفة بذلك بادر سنة 655هـ بإصلاح المسجد وإعادة إعماره، وأرسل الأموال اللازمة لذلك، ولكن البناء لم يتم بسبب غزو التتار وسقوط بغداد سنة 656هـ. فتولى الأمر بعد ذلك السلاطين المماليك في مصر، فتمت عملية البناء والترميم سنة 661هـ، وعاد المسجد إلى ما كان عليه قبل الحريق، وكان ممن ساهم في بناء المسجد وتأثيثه، ملك اليمن المظفر الذي أرسل منبراً جديداً بدلاً من المنبر المحترق. وأرسل الظاهر بيبرس سنة 665هـ مقصورة خشبية لتوضع حول الحاجز المخمس المحيط بالحجرات الشريفة. ثم بنى السلطان المملوكي المنصور قلاون سنة 678هـ القبة التي فوق الحجرة الشريفة، وأصبحت منذ ذلك الحين علامة مميزة للمسجد النبوي. وفي عام 706هـ، أمر السلطان محمد بن قلاون ببناء المئذنة الرابعة (مئذنة باب السلام التي هدمت في العهد الأموي). عمارة القبة في عام 678هـ أمر السلطان المملوكي المنصور قلاون الصالحي بعمارة قبة فوق الحجرة النبوية الشريفة، فجاءت مربعة من أسفلها، مثمنة من أعلاها، مصنوعة من أخشاب كسيت بألواح بالرصاص. وفي الفترة من عام 755 ـ 762هـ جدد الناصر حسن بن محمد بن قلاوون ألواح الرصاص التي على القبة الشريفة. وفي عام 765هـ عمل السلطان شعبان بن حسين بعض الإصلاحات في القبة الشريفة. وفي عام 881هـ أبدل السلطان قايتباي سقف الحجرة الخشبي بقبة لطيفة، جاءت تحت القبة الكبيرة. وفي عام 886هـ احترقت القبة الكبيرة باحتراق المسجد النبوي الشريف، فأعاد السلطان قايتباي بناءها بالآجر عام 892هـ، ثم ظهرت بعض الشقوق في أعاليها فعمل لها بعض الترميمات، وجعلها في غاية الإحكام. وفي عام 974هـ أصلح السلطان سليمان القانوني العثماني رصاص القبة الشريفة ووضع عليها هلالاً جديداً. وفي عام 1228هـ جدد السلطان محمود الثاني العثماني القبة الشريفة، ودهنها باللون الأخضر، فاشتهرت بالقبة الخضراء، بعد أن كانت تعرف بالبيضاء أو الزرقاء أو الفيحاء. ومنذ بداية العهد السعودي وإلى تاريخ إعداد هذه المعلومة 1419هـ أعيد صبغ القبة باللون الأخضر عدة مرات، مع بعض الإصلاحات والترميمات اللازمة لها. |
#12
|
|||
|
|||
عمارة المسجد وتوسعته في عهد السلطان المملوكي الأشرف قايتباي
تاريخ التوسعة : 886-888هـ • مقدار التوسعة : 120م2 • المساحة الكلية : 9010م2 • ارتفاع الجدران : 11م • عدد الأروقة : 18 • عدد الأبواب : 4 • عدد المآذن : 5 • عدد الأعمدة : 305 • عدد القباب : 8 • الإنارة : قناديل زيت • الساحات الداخلية : 1 حصل الحريق الثاني للمسجد النبوي عام 886هـ (انظر أحداث ـ الحريق الثاني) فتمت الكتابة بذلك للسلطان الأشرف قايتباي، فحزن حزناً شديداً، وأرسل بالأموال والصناع والمواد اللازمة، وأمر بإعمار المسجد، وقد امتدت العمارة حتى رمضان 888هـ، وجرى زيادة على مساحة المسجد الأولى مقدارها: 120م2، وأصبحت المساحة الكلية للمسجد: 9010م2. وبلغ ارتفاع الجدران: 11م، وعدد الأروقه 18 رواقاً، وسدت معظم أبواب التوسعة العباسية، وبقي للمسجد 4 أبواب فقط، وزيدت مئذنة في المسجد فصار عدد المآذن خمساً. وأحدثت شرفات ونوافذ وطاقات في الأجزاء العليا من الجدران للتهوية والإضاءة، وبقي للمسجد ساحة داخلية واحدة. أما الإنارة فهي كالسابق بقناديل الزيت الموزعة في أنحاء المسجد. وبعد انتهاء البناء، حضر السلطان الأشرف إلى المدينة، وأوقف بعض الأوقاف على المسجد النبوي الشريف، ومنها: رباط، ومدرسة، وطاحون، وسبيل، وفرن، وغير ذلك. عمارة المسجد وتوسعته في عهد السلطان العثماني عبد المجيد تاريخ التوسعة : 1265- 1277هـ • مقدارها : 1293م2 • المساحة الكلية : 10303م2 • ارتفاع الجدران : 11م • عدد الأروقة : 19 • عدد الأبواب : 5 • عدد المآذن : 5 • عدد الأعمدة : 327 • عدد القباب : 170 • الساحات الداخلية : 1 الإنارة : 600 مصباح زيتي، ثم أدخلت الإنارة الكهربائية على يد السلطان عبد المجيد، وأضيء المسجد لأول مرة في 25/شعبان /1326هـ. اعتنى السلاطين العثمانيون بالمسجد النبوي الشريف، وأجروا عليه بعض الإصلاحات والترميمات، وظل المسجد على حاله حتى عام 1265هـ، عندما ظهرت تشققات على بعض جدرانه وقبابه وسقفه، فكتب شيخ الحرم داود باشا إلى السلطان العثماني عبد المجيد خان بذلك، فأمر السلطان بتجديد عمارة المسجد بشكل عام، وأرسل الصناع المهرة والأموال اللازمة. واستمرت أعمال البناء والزخرفة إلى عام 1277هـ، وكان مقدار الزيادة في هذه العمارة: 1293م2، فأصبحت المساحة الكلية للمسجد: 10303م2، وارتفاع الجدران: 11م، وعدد الأروقة: 19رواقاً، والأبواب: 5 أبواب، والمآذن 5 مآذن، يتراوح ارتفاعها بين 47.50 و 60م، وأصبح عدد الأعمدة : 327 عموداً، والقباب: 170 قبة. وبقي للمسجد ساحة داخلية واحدة، وبنى في أقصى الجهة الشمالية من المسجد كتاتيب لتعليم القرآن الكريم، وفتح لها طاقات بشبابيك من حديد خارج المسجد وداخله، وتمت إنارة المسجد بوضع: 600 مصباح زيتي، موزعة في أنحاء المسجد. |
#13
|
|||
|
|||
عمارة المسجد وتوسعته في عهد الملك عبد العزيز آل سعود
التوسعة السعودية الأولى تاريخ التوسعة : 1370- 1375هـ • مقدارها : 6024م2 • المساحة الكلية : 16327م2 • ارتفاع الجدران : 12.55م • عدد الأروقة : 14 • عدد الأبواب : 10 ثلاثة منها بـ 3 فتحات • عدد المآذن : 4 • ارتفاعها : 1 (47.50) 1 (60م) 2 (72م) • عدد الأعمدة الجديد: 706 • عدد القباب : 170 • عدد النوافذ : 44 • الساحات الداخلية : 2 الإنارة ـ في هذا العهد أنشئت محطة خاصة لإضاءة المسجد النبوي بلغ عدد المصابيح 2427 مصباحاً. بعد أن استتب الأمن في ربوع الحرمين الشريفين ارتفع عدد الزوار ارتفاعاً ضاق المسجد النبوي الشريف بهم، وما أن اطلع جلالة الملك عبد العزيز على ذلك حتى أعلن في بيان إذاعي عزمه على توسعة المسجد النبوي الشريف. وفي ربيع الأول عام 1372هـ قام سمو ولي العهد الأمير سعود بن عبد العزيز بوضع حجر الأساس نيابة عن والده. وفي ربيع الأول عام 1373هـ، وضع الملك سعود بن عبد العزيز ـ بعد وفاة والده ـ أربعة أحجار في الزاوية الشمالية الغربية من التوسعة، مؤكداً عزمه على استمرار المشروع. وفي الخامس من ربيع الأول عام 1375هـ انتهى بناء التوسعة السعودية الأولى، وقد بلغت المساحة المضافة في هذه التوسعة 6024م2. وتتكون التوسعة من مستطيل طوله من الشمال إلى الجنوب 128م، وعرضه من الشرق إلى الغرب 91م يتألف من صحن شمال المبنى العثماني، يتوسطه جناح من ثلاثة أروقة يمتد من الشرق إلى الغرب، وفي الجانب الشرقي للصحن جناح يتكون من ثلاثة أروقة، ومثله في الجانب الغربي أيضاً، وشمال الصحن بني الجناح الأخير للمسجد، ويتكون من خمسة أروقة، وبهذا يصبح مجموع الأروقة في هذه التوسعة 14 رواقاً. وقد احتفظت التوسعة بالأبواب الخمسة التي كانت في التوسعة المجيدية، وأضافت إليها مثلها، فأصبح مجموع الأبواب بعد هذه التوسعة عشرة أبواب، ثلاثة منها بثلاثة مداخل. وفي ركني الجهة الشمالية أقيمت مئذنتان ارتفاع الواحدة 72م تتكون من أربعة طوابق، وبهذا يصبح مجموع المآذن بعد التوسعة أربع مآذن. وقد أقيمت هذه التوسعة على شكل هيكل من الخرسانة المسلحة بلغ ارتفاع جدرانها 12.55م مكونة من 706 عمود، وفيها 170 قبة، و 44 نافذة. وقد أدخلت عليها الإنارة الكهربائية، وبلغ عدد المصابيح فيها 2427 مصباحاً. وبلغ مجموع ما أنفق على هذا المشروع 50 مليون ريال سعودي. إضافات مؤقتة في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز (تاريخ الإضافة – 1393هـ) أضيفت مساحة 40.550م في الجهة الغربية الخارجية للمسجد على مرحلتين: الأولى: 35.000م2، والثانية: 5.550م2. وأقيمت عليها مظلات من الألياف الزجاجية (فيبرجلاس) لتكون مصلى إضافياً في أوقات الذروة وخاصة في أوقات الحج والزيارة وشهر رمضان. رغم التوسعة السعودية الأولى للمسجد النبوي الشريف إلا أن الحاجة إلى توسعته أيضاً تجددت بسبب تزايد أعداد الزائرين، لذا قرر الملك فيصل بن عبد العزيز رحمه الله عام 1393هـ إجراء توسعة جديدة تمثلت في تخصيص الأرض الواقعة غرب المسجد النبوي للصلاة، فرصفت الأرض ونصب فوقها مظلات، وزودت بالكهرباء، ومكبرات الصوت، والمراوح السقفية. بلغت مساحة القسم المضاف 35.000م2 ثم أضيفت مساحة أخرى بلغت 5.550م2. إضافات في عهد الملك خالد (سنة 1398هـ) في 18 رجب عام 1397هـ خصص الملك خالد الأرض الواقعة في الجنوب الغربي من الحرم النبوي الشريف لخدمات المصلين والزائرين، حيث أقيم على قسم منها مظلات للصلاة تحتها، والمساحة الباقية جعلت مواقف لسيارات المصلين والزائرين. بلغت مساحة هذه الأرض 43000م2. |
#14
|
|||
|
|||
عمارة وتوسعة خادم الحرمين الشريفين
الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود (التوسعة الكبرى) تاريخ التوسعة : 1405-1414هـ • مساحة التوسعة : 82.000م2 • مساحة الساحات الخارجية : 235.000م2 • مساحة السطح : 67.000م2 • المساحة الكلية للتوسعة : 384.000م2 • المساحة الكلية للمسجد : 400327 • ارتفاع الجدران : 12.55م • عدد الأبواب : 85 • عدد المآذن : 10 • ارتفاعها : (1) 47.50م، (2) 72م، (1) 60م، (6) 104م • عدد الأعمدة الجديدة : 5121 • المجموع الكلي للأعمدة : 6000 • عدد القباب المتحركة : 27 • المجموع الكلي للقباب في التوسعة : 34 • عدد المصابيح : 21820 • عدد الثريات والنجفات : 305 • عدد الساحات الداخلية : 2 • عدد السلالم : 6 مجموعات كهربائية و 18 عادية • مواقف سيارات : تقع تحت الساحات الخارجية للحرم، وتتألف من دورين تستوعب 4500 سيارة. بعد التغيرات الكبيرة التي طرأت على عالمنا الإسلامي إن على صعيد النمو السكاني أو النمو الاقتصادي أو الوعي الديني والتي أدت إلى تضاعف أعداد الزائرين تضاعفاً كبيراً ضاق بهم المسجد الشريف، أصدر خادم الحرمين الشريفين بعد الزيارة التي قام بها إلى المدينة أمره الكريم بوضع التصميمات لتوسعة ضخمة للمسجد النبوي الشريف، لتستوعب الزيادات الطارئة، والمتوقعة في الأعوام القادمة. وفي يوم الجمعة 1405هـ قام خادم الحرمين الشريفين بوضع حجر الأساس لهذه التوسعة. وفي شهر محرم من عام 1406هـ كانت بداية العمل، واستمر حتى 15/11/1414هـ حين وضع خادم الحرمين الشريفين اللبنة الأخيرة في أكبر توسعة للمسجد النبوي الشريف. وأصبحت مساحة المسجد 384.000م2، تشمل: الدور الأرضي، والسطح، والقبو. وعلى الجهات الأربعة للتوسعة ساحات ممتدة تبلغ مساحتها 235.000م2، تتوزع فيها مبان صغيرة تؤدي إلى دورات المياه، ومواقف السيارات والتي تتألف من دورين تستوعب أكثر من 4500 سيارة. |
#15
|
|||
|
|||
المســـجـــد الأقصـــــي الجذور التاريخية لقداسة المسجد الأقصى: كانت مدينة القدس قبل مجيء سيدنا إبراهيم في كنف اليبوسيين الكنعانيين العرب, و قد اتخذ ملكهم "ملكي صادق" من بقعة المسجد الأقصى مكانا للعبادة, حيث أنه كان موحدا يعبد الله. و أقام علاقة وطيدة بسيدنا إبراهيم بعد عودة هذا الأخير من مصر, و كانا يمارسان في تلك البقعة الشريفة شعائرهما الدينية. و تروى أربع روايات حول تاريخ بناء المسجد الأقصى, لكن الأمر الثابت في جميع المصادر الدينية أن المسجد الأقصى هو ثاني مسجد بني على الأرض استناداً لما رواه البخاري في صحيحه عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول ؟ قال : المسجد الحرام . قلت ثم أي ؟ قال : المسجد الأقصى. قلت كم كان بينهما ؟ قال : أربعون سنة . الرواية الأولى يقال أن الملائكة هم الذين بنوا المسجد الأقصى بعدما بنوا المسجد الحرام قبله بأربعين سنة, و ذلك استنادا على ما رواه على كرم الله وجهه : أمر الله تعالى الملائكة ببناء بيت في الأرض و أن يطوفوا به, و كان هذا قبل خلق ادم ,ثم إن ادم بنى منه ما بنى, ثم طاف به, ثم الأنبياء بعده, ثم استتم بناءه إبراهيم عليه السلام. الرواية الثانية حسب القرطبي فإن ادم عليه السلام هو أول من بنى المسجد الحرام, و من الراجح أن ابنه هو من بنى المسجد الأقصى بعده بأربعين عاماً . الرواية الثالثة تحكي هذه الرواية أن ملك الكنعانيين "ملكي صادق" هو من بنى معبدا في بقعة بيت المقدس للعبادة قبل سليمان عليه السلام بآلاف السنين, و لا يستبعد أنه أفاد من بناء المسجد الحرام على يد سيدنا إبراهيم و من الشرائع الإسلامية التعبدية له . الرواية الرابعة سليمان عليه السلام هو من بنى بيت المقدس, كما ورد في الحديث الشريف : فقد روى النسائي عن عبد الله بن عمرو ابن العاص قال : " قال رسول الله صل الله عليه و سلم : إن سليمان عليه السلام لما بنى بيت المقدس سأل الله خلالاً ثلاثاً فأعطاه اثنتين و أرجو أن يكون أعطاه الثالثة. سأله ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده, فأعطاه إياه, و سأله حكماً يواطئ حكمه, فأعطاه إياه, و سأله من أتى هذا البيت لا يريد إلا الصلاة فيه أن يخرج من الذنوب كيوم ولدته أمه. فقال رسول الله صل الله عليه و سلم : و أنا أرجو أن يكون قد أعطاه الثالثة". إلا أن الحديث الأول يبين أن سيدنا سليمان لا يمكن أن يكون قد بنى المسجد الأقصى لأول مرة بل أعاد بناءه, لأن سيدنا إبراهيم عليه السلام قد بنى المسجد الحرام قبل مئات السنين . |
العلامات المرجعية |
|
|