اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حى على الفلاح

حى على الفلاح موضوعات و حوارات و مقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 03-08-2015, 11:40 PM
محمدالجهينى محمدالجهينى غير متواجد حالياً
عضو سوبر
 
تاريخ التسجيل: Mar 2012
المشاركات: 688
معدل تقييم المستوى: 13
محمدالجهينى is on a distinguished road
Impp الله لطيف بعبادة..سبحان الله


معنى اسم الله اللطيــــف ؟

أحدهما-) اللطيف) بمعنى: الخبير العليم، الذي يعلم أدقَّ الأشياء وألطفَها .
ثانيهما- (اللطيف) يأتي معناه من جهة الرحمة الخاصة .
وهي: الرحمة التي تصل للعبد وهو لا يشعر بها، أولا يشعر بأسبابها.

والعباد حال توسلهم باسم اللطيف يظهر من ذلك أنهم يطلبون بلسان مقالهم ولسان حالهم هذه الرحمة الخاصة.
وعلى هذا فإذا سأل العبدُ ربَّه أن يلطف به، فمعناه أنه يطلب من الله ولايةً خاصة.
وهذه الولاية الخاصة لها ثمرات، من ذلك أنها:
- تَصْلحُ بها أمورُ العبد الظاهرة والباطنة.
- وتندفعُ عنه بها جميعُ المكروهات، سواء كانت مكروهات من داخل الإنسان أو أمورٍ خارجة عنه.

فإذا يسّرَ اللهُ لعبدِه طرقَ الخير وأعانه عليها؛ هذا لطف من الله.
وإذا قيّض له أسبابًا خارجة عنه -ليست داخلة تحت قدرته- يصلح بها العبد؛ هذا أيضاً من لطف الله.

وإذا تأملنا سورةَ يـــوســــــــــــف نجد أن الله تعالى لطف بيوسف عليه السلام، ويظهر ذلك بالتأمل في التنقلات والأحوال التي مرّ بها، فهو سبحانه أبعد يوسف عن أهله وخاصته الذين يحبهم ويتمنى قربهم، لكنه قرّبه ممن كان سببًا لظهوره وعلوّه، وهكذا إلى أن أزال الله عنه الأكدار، وأصلح حالَه وحالَ الجميع، واجتباه الله ورفعه،

فالله عزّ وجلّ مسببُ الأسباب، مدبرُ الأقدار، لطيفٌ بعباده، من أجل ذلك عرف عليه الصلاة والسلام أن هذه الأشياء وغيرَها لُطفٌ من الله وقع عليهم، فما كان منه عليه السلام إلا أن اعترف بهذه النعمة؛
فقال: {إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ } [يوسف : 100]
يعني: أن لطفَ اللهِ خاصٌ بمن يشاء من عباده، ممن يعلمه أهلاً لذلك، فالله عزّ وجلّ أعلمُ حيث يضع فضلَه، وهو سبحانه وتعالى أعلمُ بالشاكرين؛ فينعم عليهم.


صور من لطف الله بعباده:
من لطفه سبحانه وتعالى بعباده المؤمنين: أنه يتولاهم بلطفه فيخرجهم من الظلمات إلى النور، ويخرجهم من ظلمة الجهل والبدع والمعاصي إلى نور العلم والإيمان والطاعة، قال تعالى: {أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا } [الأنعام : 122] .

ومن لطفه سبحانه وتعالى: أنه يرحمهم، ويوفقهم لنهي النفس عن الهوى مع وجود أسباب الفتنة وجواذب المعاصي ودواعي الفتنة،
فيرسل الله عليهم برهانًا، كما فعل بيوسف عليه السلام، قال تعالى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ} [يوسف : 24] هذا برهانُ لطفِه وإيمانِه،

فمن لطف الله تعالى أن يُبغّض المعاصي للنفوس، ويوصل لها كل ما يُبَغِّضها للمعاصي،
لذلك مهما بلغت عنايتنا بالشخص، وحرصنا على هدايته، فإننا لا نستطيع أن ندخل في قلبه الهدى والنور،
لكننا نستطيع أن نتوسلَ إلى الله أن يدخلَ في قلبه الهدى والنور، وإذا دخل قلب العبد الهدى والنور يدخل بألطف ما يكون، لذلك لا تستبعد من محبي الدنيا أن يكرهوها، ومن محبي المال أن يبغضوه،
لا تستبعد ذلك؛ لأن تغيير الله للقلوب يحصل بألطف ما يكون!

أيضًا من لطفه سبحانه وتعالى بعباده:
أنه يقدر أرزقاهم بحسب علمه بمصلحتهم لا بحسب مراداتهم،
فأحيانًا كثيرة يريدون شيئًا ما في حين أنّ غيرَه أصلحُ لهم، فيقدِّر اللهُ لهم الأصلح،
وإن كرهوه؛ لطفًا بهم وبرًّا وإحسانًا، كما أتى في سياق سورة الشورى: {اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ العَزِيزُ} [الشورى: 19[ يعني: أن تقدير الله لأرزاق العباد أتى من لطفه سبحانه وتعالى،
كما أتى في قوله تعالى في نفس السورة بعد هذه الآية بسياق: {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ} [الشورى : 27] أي: ينزل من الرزق بقدر ما ينفع العباد .

ومن لطفه أيضًا: أنه يقدّر على عباده أنواعَ المصائب، وضروبَ المحن، والابتلاءَ بالأمر والنهي الشاق؛ رحمةً بهم وسَوْقًا إلى كمالِهم وكمالِ نعيمهم،
كما قال تعالى: {وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [البقرة : 216] .

ومن لطيف لطفه سبحانه وتعالى:
أنه إذا أهّل العبد للمراتب العالية والمنازل السامية التي بعينها لا تدرك إلا بالأسباب الكبيرة، فإنه في أول الأمر:
يقدّر له بعضَ الأسباب المحتملة المناسبة للأسباب التي هي أهل لها، من أجل أن يتدرجَ من الأدنى إلى الأعلى، ومن أجل أن يتمرّنَ، وتكونَ له ملكة من *** ذلك الأمر.

مثال ذلك: أنّ الله عزّ وجلّ قدّر لموسى ومحمد وغيرهم من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في ابتداء أمرهم أن يكونوا رعاةً للغنم، ثم انتقلوا من رعاية البهيم إلى رعاية العليم الذي علّمه الله.

وكذلك من اللطف:
أن يذيق اللهُ عبدَه حلاوةَ بعضِ الطاعات ليرغبَ فيها وينشطَ لها، وهذا يظهرُ كثيرًا في طلب العلم، فتجدُ الإنسانَ ينجذبُ لطلبِ العلم، ويرغبُ فيه، وتصير له فيه نوعَ مَلَكة، إلى أن يفتح الله عليه بابَ العلم؛ فيصبحُ شغلَه الشاغل.

ومن هذا النوع أيضًا: أن الله عزّ وجلّ يقدر للعبد أن يتربى أو أن يصاحبَ أهلَ إيمان والتقوى والعلم من أجل أن يكتسبَ من أدبهم،
ولنا في قصة مريم عليها السلام خيرُ مثال، قال تعالى: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا} [آل عمران: 37] فقد تربت عليها السلام عند أهلِ الصلاة والعلمِ والإيمان، فاكتسبت آدابهم، وهذا من لطف الله.

لذلك : لا بد أن يتنبهَ العبدُ لعطايا الله عزّ وجلّ التي أعطاه، من أجل أن يعلمَ أنه لا بد أن ينتفع بها في مستقبل قريب !

ومن لطف الله بالعبد:
أنه يؤهله للمراتبِ العالية والمنازلِ السامية التي لا تدرك إلا بالأسباب العظيمة، فقبل أن يصل إليها يؤهله الله عزّ وجلّ لذلك.


ومن لطف الله بعبده:
أن يجعلَ رزقَه حلالاً، وهو في راحة وقناعة، يحصل به مقصودُه،
ولا يشغله عمّا خُلق له من العبادة والعمل الصالح؛ فيتفرغُ العبدُ لعبادة ربه، ويُرِيحُ خاطرَه وأعضاءه.

ولهذا من لطف الله تعالى بعبده:
أنه أحيانًا تطمحُ نفسه لسببٍ من أسباب الدنيا الذي يظنّ أنه ينفعه، واللهُ عزّ وجلّ يعلمُ أنه يضرّه فَيَحُولُ بينه وبين الدنيا، فيظلّ العبد كارهًا لهذه الأسباب التي أحالته عن مراده، ولا يدري أنّ اللهَ لطف به؛ حيث صرف عنه الأمرَ الضارّ، وأوصل له الأمرَ النافع.
لذلك كان الإيمان بالقضاء والقدر في هذه الأمور من أعلى المنازل في الإيمان.

أيضًا من لطف الله بعبده:
أنه إذا قدّر له طاعةً جليلة لا تُنال إلا بالأعوان أن يقدِّرَ له أعوانًا عليها وعلى حِمْلِها،
ويهيئَ هؤلاء الأعوان أيَّما تهييء، ولو اختارهم العبدُ بنفسه لم يكن ليصلَ إلى مرادِه،
كما يقول الله عزّ وجلّ في سورة طه عن موسى عليه السلام: {وَاجْعَل لِّي وَزِيراً مِّنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي} ]طه :29- 30]
ومن ذلك أنه تعالى امتنّ الله على عيسى عليه السلام بالحواريين: {وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ} [المائدة : 111]
وكذلك امتنّ على النبي صلى الله عليه وسلم بما أيده به من المؤمنين، قال تعالى: {هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ } [الأنفال : 62] .
فمعنى هذا: أنّ اللهَ عزّ وجلّ يمتنُّ على عباده بتسخير الأعوان إن قدّرَ لهم طاعةً تحتاج إلى أعوان، والحقيقة أن هذا فضلُ اللهِ عزّ وجلّ ، فهو الذي يسخّرُ الأعوانَ النافعين لمن قدَّر لهم هذه الطاعة.

ومن لطف الله بعبده:
أن يعطيَ عبدَه من الأموال والأزواج والأولاد ما تقرُّ به عينه في الدنيا، ويحصل له بها السرور، ثم يبتليه في بعض ذلك،
فيعطيه الأجرَ العظيمَ إذا صبر واحتسب، فنعمته بأخذهم أعظمُ من نعمته عليه بوجودهم!

وأيضًا من لطف الله بعبده:
أن يبتليَه ببعض المصائب، ويوفقه للقيام بوظيفة الصبر، فينيله بهذا التوفيق الدرجاتِ العالية، التي لا يدركها بعمله، ويُوجِدُ في قلبه حلاوةَ رَوْح الرجاء وحلاوةَ تأميلِ الرحمة وكشف الضرّ، فيخِفُّ ألمُه وتنشطُ نفسُه.

نسال الله ان يرزقنا لطفه
التامـ ....

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 02:39 PM.