اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > حى على الفلاح

حى على الفلاح موضوعات و حوارات و مقالات إسلامية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28-06-2009, 09:25 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 16
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي نهاية المادية


السلام عليكم
أهدهد وعيي كي أنام فيراودني طيف من فكر ، أطاوعه و أطرح النوم جانباً . ألتفت للكتب التي هي متناول يدي . أيها أختار لأقرأ قليلاً ؟
أدع الإختيار للقدر. تقع أصابعي على كتاب للعقاد يدعى (الإسلام و الحضارة الإنسانية) مغلف يضم مجموعة من مقالات العقاد ، كتبها في ستينات القرن الماضي منافحاً عن الإسلام و مترصداً لما يكتبه الغربي عن الإسلام يفنده بالتحليل و النقد و الرد . كما أنه يجابه الجدال و هوى النفس يردهما بمنطقه القويم إلى الطريق المستقيم .
تعجبني مقالة فيه عنوانها ( المادية تنهدم ) أحببت أن أشارككم أفكارها ، الفكر و المقالة للعقاد و التحرير هو عمل لوحة مفاتيحي فيها ، وجه آخر للمفكرة تعرضه لكم اليوم) :
**********************
سؤال مطروح على علماء الغرب أولئك الذين ابتدعوا نظرية التطور ، ما رأيكم في مستقبل الإنسان؟
إجابة عالم منهم مشهور:
استقرت بنية الإنسان و من غير المنتظر أن يتطور مخه ، لكن الخبرات البشرية المتعاقبة من الفن و الفكر ستزيد قدرة الإنسان على الفكر الصحيح بحيث تزيد كفاءة الدماغ العقلية .
ثم قرر هذا العالم أن تطور الإنسان غير مرتبط ببنيته المادية فقط و إنما ينبع هذا التطور من تطور الفكر و الإدراك .
المفكرون الغربيون يستحسنون الإجابة و يعتبرون أن نجاة النوع الإنساني مما يهدده من قوى الطبيعة و الأسلحة التي ابتكرها العلم الطبيعي لا يكون بالعلم المادي و إنما بقبس في عالم الروح تنتفع به الضمائرو العقول .
هذه الآراء تهدم الفلسفة المادية التي ترى أن الإنسان مادة صرفة . لكن العقاد يود لو يهدم المادية بطريق مغاير بأن يفحص ماهية المادة ذاتها . فيقول أن المادة لا توجد أصلاً بغير مقاييس الفكر .
فالمادة التي اعتدنا قياسها بالمتر و الثانية مما يسمح بالإمتداد في الطول أو المساحة أو الزمان صارت تقاس بمقاييس تشبه النقطة بلا امتداد أو عمق أو اتساع !
لقد وصلنا اليوم إلى وحدة تقيس أبعاد الذرات تدعى الميكرون تساوي جزء من ألف ألف جزء من المتر.
فما الفرق في التصور بين الذرة و بين المعاني الذهنية المجردة التي تدرك بالتقدير الفلسفي المجرد من كل مادة محسوسة؟!
بل يسهل تقدير الروح و التفكير بمقياس المعاني الذهنية بينما يظل إدراكنا للميكرون و أبعاد الذرة صعباً عسيراً لأنه يدخل حيز العالم المادي المدرك بالحواس .
انفجار الذرة يطلق طاقتها في جزء من الثانية مما لا يدركه إحساسنا . كيف نقدر هذا الزمن الذي يعسر على المخ تمييزه ؟ إن التجارب العلمية لم تترك حداً بين حقيقة المادة و الروح أو عالم الشهود و الخفاء إذاً .
دعنا ننطلق في رحلة داخل الخلية البشرية . تلك الجسيمات التي توجد في نواتها و تحسب بالملايين و لا تدرك بالبصر إلا إذا عولجت بالصبغة ثم ظهرت لوناً تلمحه العين تحت الميكروسكوب (المجهر) . تلك الصورة للجينات أو الصبغيات في نواة الخلية الحية لم تظهر إلى عالم المحسوسات إلا بعلم الحساب .
يمكنكم أن تعتبروا تلك الصبغيات من عالم المحسوسات و يصح هذا القول لو كانت الصبغة تظهر لنا الخصائص التي تحملها تلك الجينات . لكن هذه الصبغيات تحمل صفات الكائن الحي و تتناسل و تنقسم إلى بضع ملايين ثم تخرج مرة بعد مرة مئات الصور التي تتولد منها صفات الكائن الحي من لون الشعر و العين و الطول و الصفات المادية المحسوسة التي اختزنتها تلك الصبغيات !
فالجينات التي يتولد منها الجنين لا تنتقل مباشرة إلى لون العين أو الشعر أو البشرة بل تمر بمرحلة بعد أخرى و لا يتيسر للنظر أو الصبغة أو الحساب أن يفصل في لمحة واحدة بين هذه المراحل . (في ذلك الوقت طبعاً ، لدينا الآن فكرة أوسع عن كيفية عمل الجينات.)
فإذا كانت الصبغة ترينا الجينات بالمجهر فإنها لا ترينا تلك الخاصية التي تتحول بها تلك الجينات إلى خلايا حية ذات صفات مادية ملموسة . إذاً تلزمنا المعاني العقـلية المجردة التي ندرك بها خصائص و طرق عمل الجينات ، معاني وراء العين و الحدس و الحساب .
هكذا تنتهي المادة على أيدي الماديين في صميم علومهم التي عزلوها قديماً عن عالم المعنى و عالم الروح و عالم الخفاء .
فإذا كان علماء القرن التاسع عشر قد استخدموا المادة دليل للكفر بما هو وراء المادة المحسوسة فإن القرن العشرين هو عصر الكفر بالمادة و العودة لما وراءها . و إن المادة لتهدي عالم القرن الواحد و العشرين إلى عالم الروح من خلال الذرة على شعاع من نور .

**************************
سبحان الخالق البارىء المصور .
رحم الله الكاتب أنصف الإسلام في وقت سادت فيه المادية و حاول الإلحاد أن يتخطفنا كل سبيل .



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 30-06-2009, 08:44 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 16
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي سبحان الله !

تحدي الإله .
تلك مقالة نشرها العقاد في مجلة الأزهر عام 1959
وقف أحد الملاحدة الماركسيين أمام إحدى محطات الإذاعة فتحدى الله إن كان موجوداً لينسفن هذا البلد و يمحو تلك الدولة فإن لم يفعل فليعلم الناس أن الإله خرافة لا وجود لها !
هذا الملحد لا يفهم معنى الألوهية فهي عنده سلطة غاشمة تبطش بمن ينكرها و يستفزها التحدي فتظهر قدرتها و إلا فقدت حقها في إثبات وجودها .
هذا هو الفهم الوحيد لمعنى السلطة الذي يفهمه هذا المتحدي و يظن به أنه أفحم من يؤمنون بوجود الله .
أما المؤمن فيعلم أن الألوهية سلطة لها نظامها و حكمتها لا تهتز لهذا التحدي فتذهل عن حكمتها و عن نظام الأمور .
ليس طفلاً ذكياً ذاك الذي يقول لأبيه ابطش بفلان و اهلكه إن كنت ذا قدرة . فمن اليسير على الطفل الذكي أن يدرك أن أباه خليق أن لا يجيب على تحدٍ على هواه و لا ينفي ذلك عنه أنه ذو قدرة و أنه يستطيع القيام بالحمل المطلوب .
الملحد الماركسي أسخف من الطفل حين يخطر له أن يتحدى إلهاً حكيماً يضع الأشياء في مواضعها كما يقدرها فيزعم أنه غير موجود لأنه لو كان موجوداً لأبطل تلك الحكمة و أخل بملكه خوفاً من الشك في وجوده !
من يفهم الألوهية على أنها سلطة رشيدة فإنه لا يتحداها أن تفعل غير ما أرادت أن تفعله منذ الأزل و إلى آخر الزمان . فإنه إن استطاع بتحديه أن يغير اتجاهها فذلك برهان عدمها و انعدام حكمتها.
لو أراد الله أن ينكشف للفكر كما تنكشف الأشياء للبصر لفعل ذلك بإرادته منذ وجدت البصائر و الضمائر و لم ينتظر حتى يفعله منقاداً للخوف من الإتهام .
يكون سؤال الماركسي أكثر حكمة و أقرب للعقل لو أنه تساءل لماذا لا يشاء الله أن ينكشف للبصائر و يترك الناس يبحثون و يترددون و يكفرون و يؤمنون ، لماذا لا يكشف لنا وجوده على نحو يبطل الخلاف و الشك ؟
و كيف يكون هذا الشكل من الإيمان و كيف تكون تلك الضمائر ؟ إنها تكون آلات أو عجماوات .
إن العلم بوجود الله باستخدام حاسة البصر كما ندرك كل المحسوسات يلغي الضمائر و العقول و يبطل الجهد الإنساني في امتحان الخير و الشر و الهداية و الضلال .
المعرفة بحاسة البصر يتساوى فيها الإنسان مع الحيوانات فهل هذه هي المعرفة التي تليق بالإنسان المسئول عن ضميره الباحث عن هدايته ، المترقي بسعيه و اجتهاده ؟
و هل يطلبون أن يتساوى البشر في مدركات الحواس و ملكات الأجسام و الأفهام و الأعمار و الأيام ؟ هل هذه البشرية المكونة من نسخة واحدة مكررة هي البشرية المثالية التي تثبت حكمة الله و وجوده ؟!
إن ذرة التراب لا تعطينا حقيقتها في لمحة عين و نحتاج في معرفتها لجهود العمل و التفكير و التحليل لندرك بعض كنهها و ننتفع بها . و يبقى الكثير منها بعيداً عن مجال الإدراك إلى ما يشاء الله .
و يستوعب الملحد ذلك و لا يندهش له بل يعتبر أن الإنسان كلما وسع جهده و علمه و بحثه ارتقى و ازداد تحضراً .
الشمس على جلائها تخفى علينا كما خفيت على الأقدمين ، حتى بعد أن علمنا سرعتها و حجمها و درجة حرارتها فلازلنا نكتشف عنها العجائب . و العجب لأولئك الملحدين الذين يكيلون بمكايلين فيقبلون أن تكون شمس الكون الساطعة بهذا الخفاء ثم يريدون أن تكون الحقيقة الإلهية أقرب منالاً من حقائق الشمس التي يجهلون معظمها !
فلماذا ينتظرون أن يحيطوا بحقيقة الحقائق في لمح البصر و يستكثرون السعي إلى معرفة الخالق مهما كان الجهد المبذول لذلك .
إن بحث العقول و الضمائر عند الملحدين عن الخالق منتقد و غير مفهوم . و سؤالي لهم هو أيكون الصواب و الحكمة أن نستغني عن البحث في أمر الله وحده أو في في جميع الأمور ؟ أيكون الإله أكثر حكمة لو كانت مخلوقاته منقادة بحبال الغريزة بغير فهم و لا تمييز ، انقياد يسلبها الإرادة و الإختيار ؟
تعالى الله عمّـا يصفون .
هذا الإختيار الذي أعطاه الخالق لبني البشر في البحث عنه و الإيمان به مختارين هو أقوى ما يدعم قضية الإيمان بوجود الله و حكمته .

**************************

سبحان من تعطف بالعز و قال به، سبحان من لبس المجد و تكرم به، سبحان ذي الفضل و النعم، سبحان ذي المجد و الكرم، سبحان الذي أحصى كل شئ علمه.
سبحان الله ملء البر، سبحان الله ملء البحر، سبحان الله ملء السموات و الأرض، سبحان الله و الحمد لله و الله أكبر و لا حول و لاقوة إلا بالله عدد ما خلق و عدد ما هو خالق و زنة ما خلق و زنة ما هو خالق و ملء ما خلق و ملء ما هو خالق و زنة عرشه و منتهى رحمته و مداد كلماته و مبلغ رضاه و حتى يرضى و إذا رضى. سبحان الله عدد ما ذكره به خلقه أبد الدنيا و الآخرة تسبيح لا ينقطع أولاه و لا ينفد أخراه.
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-07-2009, 10:49 AM
الصورة الرمزية محمد على ابوزياد
محمد على ابوزياد محمد على ابوزياد غير متواجد حالياً
مشرف عام تعليمى
 
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 2,667
معدل تقييم المستوى: 0
محمد على ابوزياد is an unknown quantity at this point
افتراضي

جزاكِ الله خيرا وجعله الله في ميزان حسناتك ان شاء الله
__________________
محمد على (أبو زياد) ..... معلم رياضيات ثانوى
محافظة قنــــــــــــــــا ..... ادارة قنــــــا التعليمية

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 03-07-2009, 03:09 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 16
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

جزانا و إياكم . اللهم آمين .
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 03-07-2009, 03:15 PM
الصورة الرمزية ابو البراء محمد بن محمود
ابو البراء محمد بن محمود ابو البراء محمد بن محمود غير متواجد حالياً
معلم
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 476
معدل تقييم المستوى: 15
ابو البراء محمد بن محمود is on a distinguished road
افتراضي

جزاكم الله خيرا
__________________
لا تطمعوا ان تهينونا ونكرمكم .....وأن نكف الأذى عنكم وتؤذونا
الله يعلم أنَّا لا نحبكم ..............ولا نلومكم إن لم تحبونا
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 03-07-2009, 05:14 PM
الصورة الرمزية eman_ mohamed
eman_ mohamed eman_ mohamed غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 954
معدل تقييم المستوى: 16
eman_ mohamed is on a distinguished road
افتراضي

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 04-07-2009, 01:29 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 16
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

أبو البراء ، إيمان جزانا و إياكم ، اللهم اجعل الجنة دارنا و لا تجعل النار مصيرنا .
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 04-07-2009, 02:14 PM
الصورة الرمزية صوت الامة
صوت الامة صوت الامة غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 6,280
معدل تقييم المستوى: 22
صوت الامة has a spectacular aura about
افتراضي

موضوع راااااااااائع حقيقة
بارك الله فيكى ومميز
ودائما مواضيع مميزة ومواضيع مختلفة
جزاكى الله خيراااااااا
فى رعاية الله
__________________

قلب لايحتوي حُبَّ الجهاد ، قلبٌ فارغ .!
فبالجهاد كنا أعزة .. حتى ولو كنا لانحمل سيوفا ..
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 05-07-2009, 02:22 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 16
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي شكر و تقدير

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صوت الامة مشاهدة المشاركة
موضوع راااااااااائع حقيقة
بارك الله فيكى ومميز
ودائما مواضيع مميزة ومواضيع مختلفة
جزاكى الله خيراااااااا
فى رعاية الله
السلام عليكم
يسرني صوتك يبرز في مقال لي مجدداً . بارك الله قلمك ، تشجيعك يساعدني كي أمضي حقباً .
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 05-07-2009, 02:51 PM
المجاهد فى سبيل الله المجاهد فى سبيل الله غير متواجد حالياً
مدرس دراسات اجتماعية
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 3,409
معدل تقييم المستوى: 0
المجاهد فى سبيل الله is an unknown quantity at this point
افتراضي

حقيقى
اقف لكى بكل احترام على اختيارك
لمواضيعك
الذى يعجز اللسان عن التعبير بما يناسب قيمتها
وهدفها البارز
جعله اله فى ميزان حسناتك ان شاء الله
__________________
الذكريات مش مجرد كلام
بتبقى حاجه محفوره فى القلب
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 05-07-2009, 08:27 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 16
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المجاهد فى سبيل الله مشاهدة المشاركة
حقيقى
اقف لكى بكل احترام على اختيارك
لمواضيعك
الذى يعجز اللسان عن التعبير بما يناسب قيمتها
وهدفها البارز
جعله الله فى ميزان حسناتك ان شاء الله
بارك الله فيك . اللهم آمين .
ذات مناقشة ، زعمت كاتبة أن إثارة القضايا المتعلقة بالدين أمر مبالغ فيه يشغلنا عن الدنيا بما فيها من أولويات .
وقتها أخبرتها أن الإيمان قضية القضايا التي خلق لها بني البشر و إمتحانهم الأهم و شغلهم الشاغل .قبل أن يستهان بالإيمان ، دعني أعرض ماهيته من خلال إبراز بعض قضاياه الرئيسية ، ثم ننظر أيصح أن يستغني عنه أحد فعلياً ؟! و ختمت ردي بالدعاء التالي
اللهم رب الوجود إني ظلمت نفسي ظلماً لا أطمع معه في عفو إلا أن تلقي إلى خاطراً منك أنك حرمت اليأس من رحمتك على المؤمنين . زدني علماً و إيماناً و حلماً كي أنصف قضية الإيمان ، طال تجاهل البشر لها كأنها لا تعنيهم ، رغم أنها غاية وجودهم في عمرهم الفاني على الأرض .
أحمد المولى الذي أعطاني عمراً أكتب فيه في هذا الموضوع .
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 05-07-2009, 08:29 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 16
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي توشك أن تداعى عليكم الأمم ...

يناقش العقاد فكرة من كتاب ( داخل أفريقيا ) من تأليف جون جنتر ، يقول الكاتب أن أفريقيا الإستوائية التابعة لفرنسا لا تطالب شعوبها بالإنفصال عن فرنسا خلافاً لشعوب شمال أفريقيا التي رفضت تماماً الإندماج في المجتمع الفرنسي و الذوبان فيه .
ما الفارق بين الشعوب الإستوائية و الشعوب الأفريقية على شواطىء البحر الأبيض المتوسط ؟ الفارق هو الحضارة الإسلامية العريقة التي منحت تلك الشعوب بعض الحصانة أمام السيطرة الأجنبية بأنواعها السياسية و الفكرية .
كل أمة تحضرت بالإسلام احتفظت بكيان قوي لا يسهل هضمه و إدماجه في كيان آخر أجنبي عنه . قوة حفظت الشعوب أثناء الإستعمار و مقاومة قوية يسميها المستعمر جموداً من المسلمين و لكنها محافظة على الكيان القومي أن يقع فريسة و ضحية للإستعمار يتغذى على خيراته و يترك شعوبه محرومة منها .
لكن الإستعمار الذي يصيب عقيدة الأمة و أخلاقها و عاداتها أكثر خطراً من الإستعمار السياسي لأن الأول يصيبها في الصميم و لا يبقي لها بعد ذلك شخصية تذود بها خطراً من الأخطار يهددها في حاضرها أو مستقبلها .
و الأمم الإسلامية أشد تعرضاً لهذا النوع من الإستعمار لأن الدين الإسلامي نظام اجتماعي و آداب معيشة و له مبادىء فكرية تقوم عليها العلاقات بين الأفراد و له وجهة نظر في أصول الحياة .
لهذا كره الإستعمار الأمم الإسلامية كرهاً مضاعفاً لأنه وجد فيها عقبات أمام السيادة الأجنبية و عقبات في وجه العقائد و الآداب التي يفرضها عليها مخالفة للدين ، و حاول أن يلغي مبادئها الفكرية و الخلقية بمبادىء أخرى تناقضها و لا تبقي فيها بقية صالحة لمقاومة أو متشبثة بكيان .
ما أشبه اليوم بالبارحة !




رد مع اقتباس
  #13  
قديم 07-07-2009, 06:56 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 16
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي شك و حيرة

الشك برهان الإيمان
ترد إلى العقاد رسائل صريحة من الشباب الحائر في شئون العقيدة من الشك في الإيمان بالله إلى صلاح العبادات للعصر الحالي .
يقول العقاد : لست متشائماً من هذه الصراحة فهي تدل أن الشباب يريدون أن ينتقلوا في عقيدتهم من التقليد إلى الفهم العميق و التبصر و الإجتهاد لذلك يسألون عما لا تصل إليه عقولهم. و تدل هذه الرسائل أيضاً على ضيق أصحابها من الشك و الحيرة بدلاً من التذرع بهذا الشك لترك الفرائض و الآداب الإنسانية التي تقوم على مبادىء الدين .
و تدل أن الشباب لم يصبهم داء الغرور فيستغنوا بعقولهم عن السؤال و مزيد الفهم للوصول إلى الوضوح .
إحدى تلك الرسائل يحكي كاتبها أنه اقترب من النجاح في امتحانات كلية الطيران ليرفضه الكشف الطبي لأن قلبه على اليمين !
يتساءل صاحب الرسالة لماذا يعذبه الله على هذا النحو ؟!
الرسالة الثانية يتساءل صاحبها لماذا لا يظهر الله علانية للبشر بدلا من هذا التخبط و المنازعات بين المنكرين و المؤمنين و بين المؤمنين من أنصار كل دين !
يجيب العقاد الرسالة على هذا النحو :
لو ذهبنا نطلب البراهين الفلسفية على قضايا الإيمان لطال بنا الطريق . يكفينا أن نتخلص من الشك كي نصل إلى اليقين .
من اليسير أن نفهم أن إنكار وجود الخالق لشيوع النقص و العذاب في المخلوقات إنكار ضعيف و أظهر منه بطلان حجة من يطلب أن يرى الله عياناً أو ما شابهه .
لا يمكن تصور عالماً يكون المخلوق فيه كاملاً كمال الخالق لا يعوزه شيء . لأن قدرة الله التي لا نهاية لها هي التي توجب أن يكون المخلوق محدوداً بزمانه و مكانه و تمنع أن يوجد إله كامل مخلوق جانب الإله الكامل الخالق لجميع الأشياء .
و لنتعسف التصور و نتخيل أن المخلوقات الناقصة سعيدة مع نقصها لا ترجو شيء و بالتالي لا يفوتها شيء ترجوه ، أتوجد تلك المخلوقات السعيدة الظافرة بما تريد دفعة واحدة بلا ولادة أو نمو أو وقوف بالنمو عند حد ؟
أتكون تلك السعادة من نوع واحد لا فرق فيه بين هذا المخلوق و ذاك كأنها نسخ مكررة و هل تتم سعادتها بغير مجهود منها و بغير فرق بين من ولد بالأمس و من يتبعه في الميلاد .
أم يكون المولود الصغير ناقص شاعر بالنقص ؟!
أما لو تفرقت هذه المخلوقات في السعادة فكيف تتفرق دون أن يكون لكل منها مزية على الآخرين يشعر بها و يشعر بتفضيله عمن سواه ؟!
إن الشك في الخالق و نظام الخلق القائم على افتراض العالم بصورة مثالية هو أظهر الأخطاء بعد تفكير بسيط .
كمال الخلق لا يدل على كمال الخالق المتفرد بالكمال المطلق ، بل إن نقص الخلق هو الذي يدل على ذلك الكمال من كل وجه .
من اليسير أن نفهم الآن أننا نطلب شيء لا يتحقق و أننا نرجو شيئاً نجهله و لا ندري بما يضمره الغيب لنا من عواقب .
لقد أردت في مطلع شبابي أن أنجح في امتحان لإتمام الدراسة في أوروبا و كانت الجامعة المصرية في نشأتها الأولى هي التي نظمت ذلك الإمتحان على يد رئيسها سعد زغلول لتخريج الأساتذة المرشحين للعمل بها بعد عودتهم من الجامعات الإنجليزية .
و قد فاتني النجاح في الإمتحان لسبب من الأسباب الشكلية فأظلمت الدنيا في عيني و ظننت أنه الرجاء الأول و الأخير في الحياة . لكنني علمت بعد قليل أنه لم يكن و اليوم لست نادماً على ما فات أو عاتباً على المقادير .
أما الشك في وجود الله لأنه لا يظهر لنا عياناً فهو أضعف الشكوك التي تساور العقول في مسألة الدين . إننا لا نعرف أوضح شيء في العالم المحسوس (الشمس) لأنه يرينا نفسه جلياً واضحاً للعيان ! و لازال الكشف العلمي يرينا منها الكثير كأننا نراها أول مرة في ضوء العلم و الكشوف !
ليس معقولاً أن تكون حقيقة الحقائق أقل غموضاً من الشمس مثلاً .
لنعتسف التصور و نحاول أن نعرف كيف يمكن أن نرى الله عياناً . هل يتجلى مرة في القدم ثم يروي كل جيل لمن بعده تلك الرؤية ؟ إن كان الأمر كذلك فما يدرينا لعل الأعقاب ينكرون على أسلافهم تلك الرؤية كما أنكر الكثيرون رسالات الأنبياء !
أيتجلى الله لكل مولود جديد في كل جيل جديد ؟ و إذا تكرر هذا التجلي لكل فرد فهل تتساوى المخلوقات في درجة الإيمان و كنهه و درجة العيان ؟
إذاً تكون النفوس كالآلات الصماء ، و تتوقف العقول عن الفكر و تستغني الضمائر عن البحث . إيمان كهذا لا معنى فيه للعقائد و لا للفكر و للهداية .
هاتان حجتان من أشيع الحجج التي يحتج بها المتشككون في الدين ، حجة الألم في الدنيا و طلب رؤية الله عياناً شرطاً للإيمان . أطلب من المتشككين أن يتصوروا عالماً كما يصفون فيجدونه أصعب تصوراً وأشد ظلماً من العالم كما يتصوره المتدينون المؤمنون بوجود الله ذي الحكمة و القدرة .
إن سائر البراهين التي تعترض المتشككين تنتهي بعد البحث عند نفس النهاية ، كلها كافية للإقتناع أن الشك و الإلحاد أظهر خطأ من اليقين و الإيمان .
**************************
أرأيتم كيف لم ينقص العقاد شيئاً بفشله في هذا الإمتحان ؟ درس و تعلم و علم الكثيرين و ترك في مؤلفاته علماً غزيراً ، و كذلك كل منا ، فقط أن النفس تتصور حالها مظلومة منقوصة الحظ حين يفوتها شيء يقسم لغيرها .

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 11-07-2009, 09:22 PM
المفكرة المفكرة غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 1,414
معدل تقييم المستوى: 16
المفكرة is on a distinguished road
افتراضي هل حقاً تاه منّـا الإسلام ؟!

يتساءل بعض الشباب لماذا صرنا مسلمين بلا إسلام ؟ تشاؤم مبالغ فيه من وجهة نظري .
لنرى بما يجيب العقاد و ضيفه الأجنبي روم لاندو أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة المحيط الهادي بولاية كاليفورنيا .
لماذا نحن مسلمون بلا إسلام ؟
الأستاذ لاندو شغل نفسه بإجابة هذا السؤال ستينات القرن الماضي و إجابته تأتي عن علم لأنه أقام في بلاد المغرب عدة سنوات .
ينقل لنا العقاد إجابة العالم الأجنبي :
كتب الأستاذ لاندو مشاهداته الكثيرة و منها أحاديث المتعلمين في وليمة بمدينة مراكش حضرها و ذكر أن الحديث دار حول محور أساسي هو التصوف .
يقول لاندو : شجعني موضوع الحديث فأثرت سؤالاً عن حال الإسلام في مراكش المستقلة . بعثت كلماتي حماسة عظيمة ثم تكلم الحاكم و هو أوفرهم نصيباً من التربية الأوروبية فأفضى برأي متفق عليه بين الحاضرين و فحواه أن السائح يتعذر عليه النفاذ إلى حقيقة الحياة الدينية الإسلامية . فالشاب المراكشي قد يطلق لسانه حديثاً بلغة أوروبية ، لكنه يؤدي الصلوات و الفرائض الدينية و إذا احتاج للهداية الروحية في أزمات ضميره ، اتجه للقرآن . و يلتزم في علاقاته بمن حوله بما تهديه إليه الآداب الإسلامية .
ربما خطر له أن يوحي لنظيره الأوروبي عند التعامل معه أنه يتخلى عن القديم و يتمسك بالحديث، لكنه دفاع عن النفس أمام أجنبي غريب يرى الإسلام رجعية و لا يعرف حقيقته . و لعل بعض المتمردين على تعاليم الإسلام و الباحثين عن الحداثة في أحضان الغرب يوحون إلى الأجنبي أن المراكشي تخلى عن دينه ، ينقل المفكرون الغربيون هذه الصورة و يعممونها على كل المسلمين رغم أنها لا تمثلنا . من يريد أن يعرفنا ليشاركنا حياتنا اليومية .
يسرد الأستاذ لاندو العديد من المحادثات و المشاهدات المماثلة عن شباب و شابات تعرفوا عن قرب على الأجنبي ، لكنهم لازالوا مستمسكين بعاداتهم الإسلامية ، لا يرون تعارضاً بين هذا و ذاك.
خلاصة ما شاهد الرجل تخبر أن الأوروبيين مخطؤن في ظنهم أن المسلمين مرقوا من الإسلام فإن الظواهر خداعة في مسائل الدين الذي يستقر في ضمائر البشر خاصة في عصور المحن .
ثم يرد العقاد على نفس السؤال : أين نحن من الإسلام ؟ أترانا حقاً هجرناه و أننا نعيش بدونه؟
يقول العقاد أن السؤال مطروح منذ زوال الدولة الأموية إلى عصرنا الحالي فيخطر للناس أن الإسلام إلى زوال من بلاد الإسلام كلما اختل النظام في المجتمع .
حدث في أواخر أيام الخلفاء الراشدين أن المسلمين الذين انتقلوا إلى البلاد المفتوحة فتنوا بمحنة الحضارات المنحلة ، وقارفوا بعض منكراتها و هجروا بعض عاداتهم فخيل إلى بعض أعدائهم و بعض الغلاة منهم أنها نذر الضياع ثم جاء رد الفعل غلواً من الخوارج في التشديد و إمعانا من الأعداء في الدس الخفي و العدوان الظاهر ، ثم انقضت الدولة كلها و قامت بعدها خلافة العباسيين على أساس من النخوة لبيت النبوة . و تمثل الإمتزاج بالحضارات الغابرة بشكل أوسع و أخطر في عصر العباسيين فتفشت في المسلمين بدعاً أسوأ مما نعاني منه اليوم . كان الرجل يتظرف بالزندقة ليقال له ( تقدمي ) بالمصطلح الحديث . و كان هؤلاء الظرفاء يخلطون الهزل بالجد في دعاوي المجون و الحكمة و الأدب و الشعر ، و ظن الغرباء عن العالم الإسلامي أنه مرق من الإسلام و انطفأت غيرة المسلم على حوزته من قلوب المسلمين ، و لكن هذا العالم الإسلامي بعينه قد وقف بعد ذلك بحقبة قصيرة أمام الصليبيين ثم رد الهجمة إلى قلب أوروبا.
و لما مضى على المسلمين في شرق أوربا بضعة قرون خيل لبقايا الصليبيين أن المسلمين قد نضجوا للتبشير و تنازلوا عن أحكام شريعتهم . لكن صيحة الثورة ضد السيطرة الأوروبية أجبرت الأوربيين على التراجع بدلاً من رجوع الإسلام عن معالمه و تقاليده .
إذا كان شيوع التقاليد الحديثة أحياناً أمر مؤسف و دليل على التهاون في حق الإسلام فعلى المسلمين أن يستبدلوا تلك التقاليد المعيبة بما هو أوفق للآداب الإسلامية بل للآداب الإنسانية التي تخالفها التقاليد المعيبة كما تخالف حقيقة الإسلام .
لكن التشاؤم منها يزيد عن قدره الصالح إذا كان تشاؤم من مصير الدين كله في بلاد الإسلام . و يزيد تفاؤل الأجنبي المتربص بنا عن قدره الصالح أيضاً إذا اعتبر الإسلام عرض زائل و لم يفهم أن العرض الأجنبي هو الزائل و عليهم أن يتشاءموا منه لأنفسهم فهو لن يضر مستقبل الإسلام .







رد مع اقتباس
  #15  
قديم 11-07-2009, 10:04 PM
الصورة الرمزية Łosт Mεмoяч
Łosт Mεмoяч Łosт Mεмoяч غير متواجد حالياً
طالبه جامعيه (كلية اداب)
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 1,788
معدل تقييم المستوى: 17
Łosт Mεмoяч is on a distinguished road
افتراضي

موضوع رائع
جزاكى الله خيرا
وجعله فى ميزان حسناتك
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 06:59 PM.