اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > الاقسام المميزة > الموضوعات العامة

الموضوعات العامة قسم يختص بعرض الموضوعات و المعلومات العامة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27-05-2009, 03:07 PM
الصورة الرمزية السيد درويش
السيد درويش السيد درويش غير متواجد حالياً
عضو متواصل
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 989
معدل تقييم المستوى: 0
السيد درويش is an unknown quantity at this point
افتراضي فراغُ سنة دراسية مظهرُ فراغِ عقول ؟!


فراغُ سنة دراسية مظهرُ فراغِ عقول ؟! 21/05/2009
د.سعيد إسماعيل علي

إذا كان الحديث يشيع الآن في كثير من البيوت المصرية، عما سوف تشهده مدارسنا الثانوية العامة في العام المقبل، مما اصطلح علي تسميته بعام الفراغ، فإن هذا الفراغ الدراسي، إنما هو انعكاس طبيعي لما قام ويقوم من «فراغ» في العقول المسئولة عن حركة التعليم في مصر، كيف؟


إن أقدم أمة صاحبة أقدم تاريخ، تتضجر أن تتذكر حتي أقرب تاريخ لأمر من أمورها، مع أن تذكره هو خطوة أساسية لمعرفة «العلة» التي تكمن وراء ما يعانيه جسم التعليم، وبالتالي الجسم الاجتماعي من مرض مؤسف حقا، محزن فعلا...!

إن ما سوف نواجهه العام القادم من فراغ في الثانوية العامة هو نتيجة طبيعية لما حدث من إعادة الصف السادس إلي التعليم الابتدائي منذ عدة سنوات، تصحيحا لما حدث عام 1988، من إنقاص سنة من هذا التعليم، وكأننا قد صحونا فجأة، مع أن هذا مفروض أن نتوقعه منذ ما يقرب منذ ست سنوات، لكنها عادتنا المصرية السيئة، حيث لا نستيقظ إلا عندما تقترب النيران من أقدامنا وتلسعنا، فنبدأ في التفكير في كيفية تلافي هذه النيران؟!

ثم، آفة من آفات التخلف، تجدها في البلدان المتخلفة، وقلما تجدها في البلدان المتقدمة، حيث يتم الترتيب للتغير التعليمي بناء علي دراسات وبحوث وتجارب، وفقا لأسلوب مستقبلي أصبح متعارفا عليه منذ سنوات كثيرة، حتي إنه عرف طريقه إلي كليات التربية منذ عقود قليلة، لكن المشكلة، أن وضعه يقف عند حد «التعليم والبحث »، دون أن يعرف طريقه للاستخدام في مشروعات التطوير التربوي، حيث لابد من تصور عدة احتمالات للتطوير، وكل احتمال، تكون له أساليب للتعامل، كما نقول، عندما ننوي- علي سبيل المثال - القيام بمشروع تجاري: ما الذي يمكن عمله إذا سار المشروع المقترح علي طريق النجاح والتوفيق بيسر وسلاسة؟ ثم، ماذا يمكن عمله،إذا صادفتنا مشكلات وعقبات كبيرة؟ ثم ماذا يمكن عمله، إذا فشل المشروع كلية ؟

عدة «سيناريوهات» نستعد لكل منها بحيث لا تفاجئنا الأحداث ..

في الحروب، نقول عادة، إن الذي يبدأ هو، غالبا، الذي تكون فرص انتصاره أكثر، لأنه يكون قد فكر ودبر وأقام استعداداته، أما الذي يُفاجأ، فيكون «نائما »، إلا إذا كان يفكر تفكيرا مستقبليا، فيضع عدة احتمالات، لكل احتمال، مجموعة إجراءات واستعدادات، بحيث، إذا كان قد «تفاجأ »، لكنه سرعان ما يقف علي قدميه، ويستعيد عنصر المقاومة التي قد تتحول إلي انتصار 0

إنها صورة من صور التفكير العلمي، الذي يعد علامة فارقة بين المجتمعات المتقدمة والمجتمعات المتخلفة...

ففي عام 1988، حدثت الجناية الكبري في التعليم المصري، عندما صدر قانون بإنقاص مدة التعليم الابتدائي سنة دراسية، ونص القانون علي التطبيق الفوري، دون تدرج، مما كان بداية مؤسفة لما نعانيه الآن، وكان ذلك بحجة أن المدارس في ذلك الحين قد أصبحت تعيش تحت وطأة مصيبتين: الأولي، تزايد في كثافة الفصول، والثانية، تعدد في فترات الدراسة للمبني المدرسي الواحد في اليوم نفسه ..

كان القانون الكارثة مبنيا علي تفكير مظهره براق، خادع، حدث أن كنت مع مدير مكتب اليونسكو في المنطقة العربية الراحل الدكتور محمد إبراهيم كاظم في عمان- الأردن، وقت الاستعداد لهذا القانون، حيث ذكر وزير التعليم في ذلك الوقت أن اليونسكو تؤيد خطوته، فقال لي الرجل إنهم قالوا للوزير إن ما يتم تعليمه في ست سنوات يمكن تعليمه في خمس، لكن وفق شروط معينة: مثل أن يطول العام الدراسي، وأن يطول اليوم المدرسي، وأن تنقي الكتب المدرسية من الحشو والتكرار .. وهكذا

وصدقنا الوزير، أو قل، ضحك علينا الوزير...وربما كانت الظروف أقوي منه ومن الجميع، فلا طال اليوم المدرسي، ولا طال العام الدراسي، وعندما نقيت الكتب، تم الحذف بطريقة شابتها عشوائية، واختصارات أخلت بالسياق والمعاني الكلية، وعاني التعليم المصري مما عرف باسم ( الدفعة المزدوجة ) حيث عاش التعليمان الإعدادي والثانوي أسوأ سنواتهما لمدة ست سنوات، من الظلم أن نقول إن مدارسنا كانت تقدم تعليما حقيقيا، مما خفّض نوعية الخدمة التعليمية إلي أدني مستوي يمكن تصوره، وتعود التلاميذ علي الغياب، وزاد تراجع ممارسة الأنشطة، وفُرغت الحياة التعليمية مما يجذب ويُسر، وكان طبيعيا أن تتفاقم كارثة الدروس الخصوصية، فإذا بما تم زعمه من توفير بحذف السنة الدراسية، ندفع - عمليا - أضعافه، وتغيب المحاسبة والمساءلة عمن ارتكب هذه الكارثة في حق ملايين من أبناء هذا البلد المسكين أهله حقا، المغلوب علي أمره فعلا !!

الغريب - وقد لا يكون غريبا - أن هناك بحوثا ودراسات أسرع البعض في إجرائها ليتأكد لنا أن إنقاص السنة له آثاره السلبية التي هي أكثر من أن تعد أو تحصي، لكن لم تجد هذه البحوث والدراسات آذانا صاغية، فقد انطلق القطار بملايين الأطفال علي طريق التعليم ليسير بهم إلي المجهول !!

كنت قد وضعت بنفسي مبدءا تربويا علي قدر عال من الأهمية والعلمية والخطورة في استراتيجية تطوير التعليم عام 1987 ،ألا وهو «التجريب قبل التعليم »، وما كنت أدري أن وزير التعليم اتخذه مجرد حلية ينتزع بها التصفيق ،وتكتب حوله مقالات التأييد والتقدير والإعجاب، لكن مجريات الواقع التعليمي، سارت في عكس هذا المبدأ، فكان «تعميم بغير تجريب» !! ولا مساءلة ولا محاسبة 0

لم توضع سيناريوهات لاحتمالات مختلفة يمكن أن يواجهها التعليم بناء علي هذا التحويل ( ولا نقول التطوير) الكارثي، لأن وضع السيناريوهات تفكير علمي، لا تعرفه العقول المسئولة في بعض الأحيان، مما يفسر: لماذا نحن متخلفون في التعليم حتي الآن، علي الرغم من أننا من أقدم دول العالم في النهوض التعليمي، من أجل النهضة المجتمعية الشاملة! ألم يشهد عهد محمد علي، منذ أوائل القرن التاسع عشر، مثل هذه النهضة التعليمية، مما لم تعرفه كثير من البلدان التي توصف الآن بالعملقة والتقدم، مثل اليابان والصين وماليزيا وكوريا الجنوبية؟ أين كان هؤلاء في ذلك الوقت؟

وإذا كان الصف السادس قد عاد منذ ما يقرب من ست سنوات، هل كان ذلك بناء علي دراسة علمية قامت بها أجهزة البحث والتفكير في الوزارة تؤكد أن ما تم من قبل قد أفسد التعليم؟ أبدا، ذلك أن ما أجري من هذا القبيل، كان معظمه بحوثا فردية، والدراسة التي قام بها المركز القومي للبحوث التربوية في عهد وزير الإنقاص، وئدت وصدر أمر بعدم نشرها وإخفائها !

كان التفكير العلمي يقتضي من الذين أعادوا الصف السادس، وهم يشكرون علي ذلك حقا، أن يرفقوا بالقانون تصورا لما يمكن أن يحدث من تداعيات، وكيف يمكن أن نستعد لكل أمر، لكن الوزير ذهب، وكان لابد لخط سير التفكير أن ينقطع، فهناك وال جديد، لابد أن يبدأ التفكير من الأول، حيث إن معظم مستشاري الأمس ليسوا هم مستشارو اليوم، والوزير، لا خبرة سابقة له في أمور التربية والتعليم، لا من الناحية الأكاديمية، ولا من الناحية المهنية الفنية، ومثل هذه الفئة من الوزراء من السهل الاستيلاء علي عقولها ممن ينجح في أن يكون ضمن دائرته المغلقة المحيطة، فيزين له ويحسن، ويشير ويوجه، لا بما يجب أن يسمعه الوزير وينهجه، فهذا هو شأن العلماء الأحرار، ولكن يسير اتجاه الإشارة وفق ما يحب الوزير أن يسمعه ويرضيه، بغض النظر عن النتائج التي يمكن أن تترتب علي ذلك، حيث إن وزراء التعليم عادة لا يمكثون طويلا مثل البعض، وعندها - كما يحلو القول لنا مع الأسف - «يحلها ألف حلال» !!

وهكذا وصلنا إلي مرحلة أن «نفاجأ» بوجود سنة فراغ دراسية، لكن السؤال المحزن حقا: ألم تواجهنا سنة فراغ في الصف الأول الإعدادي، في السنة التالية لتطبيق عودة الصف السادس الابتدائي ؟، وفي السنة الثانية حدث فراغ في الصف الثاني الإعدادي؟ .. وهكذا، حتي العام الحالي، حيث يوجد فراغ في الصف الثاني الثانوي، فماذا فعلنا في كل سنة سابقة؟ لا أحد يذكر شيئا، فـ«الأمن مستتب »، والوزارة في عالم آخر وردي دائما، ربيع غالبا، زاه كثيرا، أما الروائح العفنة، أما الفساد في التعليم، أما التدهور المحزن، فهذا يقتصر الإحساس به علي جماهير الناس، وهؤلاء لا حساب لهم، لسبب بسيط أنهم لم يأتوا بوزير تعليم من قبل، ولا هم الذين يمكن أن يجعلوه يستقيل أو يقال، ومن ثم، فماذا يهم الوزير من أمر الناس؟

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27-05-2009, 03:57 PM
الصورة الرمزية صوت الامة
صوت الامة صوت الامة غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Mar 2009
المشاركات: 6,280
معدل تقييم المستوى: 22
صوت الامة has a spectacular aura about
افتراضي

السلام عليكم
جزاك الله حيرااااااا
بارك الله فيك
على الكلام الجميل دا
فعلا جزاك الله خيراا على المجهود الرائع
__________________

قلب لايحتوي حُبَّ الجهاد ، قلبٌ فارغ .!
فبالجهاد كنا أعزة .. حتى ولو كنا لانحمل سيوفا ..
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28-05-2009, 01:01 AM
lover rose lover rose غير متواجد حالياً
طالب ثانوى ( الصف الاول )
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 185
معدل تقييم المستوى: 17
lover rose is on a distinguished road
افتراضي

ميرسى اوى على موضوع حضرتك الرائع
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 28-05-2009, 01:38 AM
*NODY* *NODY* غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 60
معدل تقييم المستوى: 16
*NODY* is on a distinguished road
افتراضي

على فكرة الموضوع جميل وأجمل ما فيه انه جديد
بجد ميرسى
__________________
الكلمات التى لا تصدر عن القلب لا تستطيع ان تمس القلب
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13-06-2009, 10:07 AM
الصورة الرمزية محمد على ابوزياد
محمد على ابوزياد محمد على ابوزياد غير متواجد حالياً
مشرف عام تعليمى
 
تاريخ التسجيل: May 2007
المشاركات: 2,667
معدل تقييم المستوى: 0
محمد على ابوزياد is an unknown quantity at this point
افتراضي

جزاكم الله خيرا وجعلة الله فى ميزان حسناتكم ان شاء الله
__________________
محمد على (أبو زياد) ..... معلم رياضيات ثانوى
محافظة قنــــــــــــــــا ..... ادارة قنــــــا التعليمية

رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 11:37 AM.