تأملات في احوال الدراسات

[محمد حلمي الدالي]

الدراسات الاجتماعية
( المواد الاجتماعية سابقاً )

مادة كانت من المواد المحببة لنفوس كثير من التلاميذ في كل المراحل التعليمية وانا اتشرف بتدريسها من العام 1993 وحتي الان .
خلال تلك الفترة الطويلة كان هناك كثير من الناس يقولون ان الدراسات الاجتماعية تتعرض وعن عمد للتهميش وكنت استبعد ذلك حتي تم وضع مناهج التعليم الاعدادي المطورة وهي التي بدأت مع تلاميذ الصف الثالث حالياً عندما كانوا في الصف الاول الاعدادي .
يتذكر اخواني المدرسين المناهج التي كنا ندرسها في بداية التسعينات والتي تعرضت للتدمير تحتي مسمى التطوير تعالوا نتذكر اسماء المناهج الخاصة بصفوف المرحلة الاعدادية
الصف الاول : كتاب مصر وطني الزمان والمكان ( لاحظ مدلول الأسم )
الصف الثاني : كتاب جغرافية الوطن العربي والتاريخ الاسلامي .
الصف الثالث : جغرافية العالم وتاريخ مصر الحديث
كل هذه الكتب تعرضت للتطوير الي الاسوأ علي يد الوزير حسين كامل بهاء الدين .
ثم كانت الكارثة الكبيرة ايام الوزير يسري الجمل بموافقة مستشارين المادة الذين يظنون دائماً انهم على صواب ويصرون دائماً علي انكار صوت المدرسين وارائهم .
للكارثة وجوه كثيرة
الوجه الاول من الكارثة يتلخص في كتاب الصف الاول فعن عمد يتم اخراج جيل من الشباب المصري يجهل جغرافية بلده لان الطالب في المرحلة الاعدادية بهذا الشكل لم يدرس جغرافية مصر فلو سألت اي طالب بعد تخرجه من المرحلة الثانوية عن اقسام سطح مصر ؟ لن يعرف الاجابة لانه لم يدرسها ولا يعلم شئ عن الوادي والدلتا ومنخفض الفيوم ولا الصحراء الشرقية ولا الصحراء الغربية ولا عن سيناء ارض المستقبل لمصلحة من ذلك كله ؟
الوجه الثاني من الكارثة فهو ذلك الكتاب الكارثي الخاص بالصف الثالث الذي احتار فيه المدرسين والطلاب كتاب يعقد اينشتاين نفسه .
معلومات لا تناسب طالب في الصف الثالث الاعدادي بأي حال من الاحوال؟ لماذا يصرون في الوزارة علي اضافة التعقيد للمادة ؟
اين التدرج في المعلومات والذي كان متبع في الماضي في المراحل التعليمية الثلاثة ( ابتدائي واعدادي وثانوي ) فكان في الماضي يتم تدريس الدراسات الاجتماعية بداية من الصف الرابع الابتدائي الي الصف السادس وكانت موضوعاتها تغطي التاريخ الفرعوني ودلائل كروية الارض ثم مصر ومحافظاتها وعواصم المحافظات باسلوب سهل جميل شيق.
والتاريخ الاسلامي وجغرافية الوطن العربي ودول الوطن العربي دولة دولة بعواصمها واهم مدنها وموانيها وعدد سكانها واهم محاصيلها وتاريخ مصر الحديث كل ذلك بأسلوب بسيط وشيق بعيد عن التعقيد واقسم بالله أن هذه الموضوعات عالقة في اذهاننا حتي الان.
ثم تجد نفس المناهج بترتيب موضوعاتها في المرحلة الاعدادية والثانوية مع اختلاف بسيط في الموضوعات ومراعاة التوسع في المعلومات بما يناسب كل مرحلة دراسية وعمرية .

الوجه الثالث تخفيض درجات المادة في الصف الثالث الي 40 درجة وعدد الاسئلة الى 4 فقط في امتحان كل فصل دراسي .

الان وبعد كل ما لاحظناه جميعاً اصدق الان ان الدراسات الاجتماعية ومصر بشبابها واجيالها تتعرض وعن عمد لمؤامرة كبري لتفريغ المادة من مضمونها واهدافها واخراج اجيال مصرية تجهل حدود وطنها واقسامه وللاسف المؤامرة تتم بأيدي مصرية تحت مسمي التطوير فهل يتفق معي زملائي مدرسين المادة في ذلك ؟
لقد قصدت ان اضع المشاركة في منتدي دراسات الصف الثالث لانه الاكثر ارتياداً من الاعضاء من مدرسين وطلاب فعذراً علي الاطالة ...
ولكنها غضبة لمصر وللمادة .