اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > محمد نبينا .. للخير ينادينا

محمد نبينا .. للخير ينادينا سيرة الحبيب المصطفى بكل لغات العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19-03-2010, 04:41 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي حروب الرسول وغزواته لماذا


حرب الفجار


قال ابن هشام : فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عشرة سنة أو خمس عشرة سنة فيما حدثني أبو عبيدة النحوي ، عن أبي عمرو بن العلاء هاجت حرب الفجار بين قريش ، ومن معهم من كنانة ، وبين قيس عيلان ، وكان الذي هاجها أن عروة الرحال بن عتبة بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن ، أجار لطيمة للنعمان بن المنذر فقال له البراض بن قيس ، أحد بني ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة : أتجيرها على كنانة ؟ قال نعم وعلى الخلق ( كله ) .

فخرج فيها عروة الرحال وخرج البراض يطلب غفلته حتى إذا كان بتيمن ذي ظلال بالعالية غفل عروة فوثب عليه البراض ف***ه في الشهر الحرام فلذلك سمي الفجار .

وقال البراض في ذلك

وداهية تهم الناس قبلي

شددت لها بني بكر ضلوعي

هدمت بها بيوت بني كلاب

وأرضعت الموالي بالضروع

رفعت له بذي ظلال كفي

فخر يميد كالجذع الصريع


وقال لبيد بن ربيعة بن مالك بن جعفر بن كلاب :

أبلغ ، إن عرضت ، بني كلاب

وعامر والخطوب لها موالي

وبلغ إن عرضت ، بني نمير

وأخوال القتيل بني هلال

بأن الوافد الرحال أمسى

مقيما عند تيمن ذي ظلال


وهذه الأبيات في أبيات له فيما ذكر ابن هشام .

قال ابن هشام : فأتى آت قريشا ، فقال إن البراض قد *** عروة ، وهم في الشهر الحرام بعكاظ فارتحلوا ، وهوازن لا تشعر ثم بلغهم الخبر فأتبعوهم فأدركوهم قبل أن يدخلوا الحرم ، فاقتتلوا حتى جاء الليل ودخلوا الحرم ، فأمسكت عنهم هوازن ، ثم التقوا بعد هذا اليوم أياما ، والقوم متساندون على كل قبيل من قريش وكنانة رئيس منهم وعلى كل قبيل من قيس رئيس منهم .

وشهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعض أيامهم أخرجه أعمامه معهم وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كنت أنبل على أعمامي أي أرد عنهم نبل عدوهم إذا رموهم بها .

قال ابن إسحاق : هاجت حرب الفجار ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابن عشرين سنة وإنما سمي يوم الفجار بما استحل هذان الحيان كنانة وقيس عيلان فيه المحارم بينهم . وكان قائد قريش وكنانة حرب بن أمية بن عبد شمس ، وكان الظفر في أول النهار لقيس على كنانة حتى إذا كان في وسط النهار كان الظفر لكنانة على قيس .

قال ابن هشام : وحديث الفجار أطول مما ذكرت ، وإنما منعني من استقصائه قطعه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .


آخر أمر الفجار

وكان آخر أمر الفجار أن هوازن وكنانة تواعدوا للعام القابل بعكاظ فجاءوا للوعد وكان حرب بن أمية رئيس قريش وكنانة وكان عتبة بن ربيعة يتيما في حجره فضن به حرب وأشفق من خروجه معه فخرج عتبة بغير إذنه فلم يشعروا إلا وهو على بعيره بين الصفين ينادي : يا معشر مضر ، علام تقاتلون ؟ فقالت له هوازن : ما تدعو إليه ؟ فقال الصلح على أن ندفع إليكم دية ***اكم ونعفو عن دمائنا ، قالوا : وكيف ؟ قال ندفع إليكم رهنا منا ، قالوا : ومن لنا بهذا ؟ قال أنا . قالوا : ومن أنت ؟ قال عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ، فرضوا ورضيت كنانة ودفعوا إلى هوازن أربعين رجلا : فيهم حكيم بن حزام [ بن خويلد ] ، فلما رأت بنو عامر بن صعصعة الرهن في أيديهم عفوا عن الدماء وأطلقوهم وانقضت حرب الفجار وكان يقال لم يسد من قريش مملق إلا عتبة وأبو طالب فإنهما سادا بغير مال .




__________________
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19-03-2010, 04:43 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

__________________
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19-03-2010, 04:46 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي


أمر الله رسوله صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أن بلغ عدد الداخلين في الاسلام نحواً من ثلاثين أن يبلغ الدعوة جهراً ، وذلك في قوله تعالى: ( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرْ وَأعْرِضْ عَنْ المُشْرِكِين ) [ الحجر : 94 ] .


- ابتدأت بذلك مرحلة الإيذاء للمؤمنين الجدد ولرسول الله صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد هال المشركين أن يسفه الرسول احلامهم ، ويعيب آلهتم ويأتيهم بدين جديد يدعو إلى إله واحد لا تدركه العيون والأبصار ، وهو يدرك الأبصار ،وهو اللطيف الخبير .


كان الرسول صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الفترة يجتمع بالمؤمنين سراً في دار الأرقم بن أبي الأرقم الذي دخل في الإسلام أيضاً ، وكان الرسول يتلو عليهم ما ينزل عليه من آيات القرآن الكريم ، ويعلمهم من أحكام الدين وشرائعه ما كان ينزل حينئذ .


حدثنا عُمَرُ بن حَفْصِ بن غِيَاثٍ حدثنا أبي حدثنا الْأَعْمَشُ قال حدثني عَمْرُو بن مُرَّةَ عن سَعِيدِ بن جُبَيْرٍ عن بن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال لَمَّا نَزَلَتْ ) وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ( صَعِدَ النبي صلى الله عليه وسلم على الصَّفَا فَجَعَلَ يُنَادِي يا بَنِي فِهْرٍ يا بَنِي عَدِيٍّ لِبُطُونِ قُرَيْشٍ حتى اجْتَمَعُوا فَجَعَلَ الرَّجُلُ إذا لم يَسْتَطِعْ أَنْ يَخْرُجَ أَرْسَلَ رَسُولًا لِيَنْظُرَ ما هو فَجَاءَ أبو لَهَبٍ وَقُرَيْشٌ فقال أَرَأَيْتَكُمْ لو أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِالْوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ قالوا نعم ما جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إلا صِدْقًا قال فَإِنِّي نَذِيرٌ لَكُمْ بين يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ فقال أبو لَهَبٍ تَبًّا لك سَائِرَ الْيَوْمِ أَلِهَذَا جَمَعْتَنَا فَنَزَلَتْ "تَبَّتْ يَدَا أبي لَهَبٍ وَتَبَّ ما أَغْنَى عنه مَالُهُ وما كَسَبَ"
__________________
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19-03-2010, 04:49 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

اللهم اجمعنا بسيدنا محمد(عليهـ أفضل الصلوات وأتم التسليم) وصحبه
واجعلنا ممن ينصرون دينك
اللهم ارزقنا الهجرة من نفوسنا اليك
ومن معاصينا الى طاعتك ومن البعد عنك الى القرب منك
__________________
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19-03-2010, 04:51 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

مرحلة القتال في الإسـلام


كان المسلمون في مكة يلاقون الأذى والاضطهاد من

قريش، ولم يؤذن لهم بالقتال لقلة عددهم وعدتهم ولعدم

وجود معسكر ينحازون إليه، وأمرهم الرسول بالصبر والتحمل

والتضرع إلى اللّه بالدعاء، وبعد الهجرة إلى المدينة وزيادة عدد


المسلمين وقوتهم أذن اللّه لهم بالقتال دفاعاً عن النفس،

ونزل قوله تعالى: {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن اللّه على نصرهم لقدير}

. ثم فرض عليهم القتال بعد ذلك لمن قاتلهم. فقال تعالى:

{وقاتلوا في سبيل اللّه الذين يقاتلوكم ولا تعتدوا إن اللّه لا يحب المعتدين}

. ثم فرض عليهم قتال المشركين كافة قال اللّه تعالى:

{وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن اللّه مع المتقين}

فأرسـل الرسول السرايا، وجهز الغزوات لقتال المشركين أعداء الدين

لإعلاء كلمة اللّه ودعوة الناس إلى التوحيد وإزالة الشرك من الأرض

وإقامة حكم اللّه في الأرض وعمارتها بمقتضى الشهادتين
__________________
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19-03-2010, 04:53 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

معارك الرسول الحربية


آ ـ الوقائع التاريخية


ما كان يستقر النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة حتى بدأت المعارك الحربية بينه وبين قريش ومن الأهامن قبائل العرب ، وقد اصطلح المؤرخون المسلمون على أن يسموا كل معركة بين المسلمين والمشركين وخصوها النبي بنفسه " غزوة" وبلغت عدد سراياة ثمانية وثلاثني سرية ،ونقتصر في هذا العجالة على أشهر غزواته ، وهي احدى عشرة غزوة .


1- غزوة بدر الكبرى ،
وكانت في اليوم السابع عشر من رمضان للسنة الثانية من الهجرة ، وسببها أن النبي صلى الله عليه وسلم ندب يريد قتالاً ، ولكن القافلة التي كان يقودها أبو سفيان قد نجت بعد أن كان أرسل إلى قريش يستنفرها لحماية القافلة ، فخرجت قريش في نحو من ألف مقاتل ، منهم ستمائه دارع( لابس للدرع ) ومائة فرس عليها مائة درع سوى دروع المشاة وسبعمائة بعير ، ومعهم القيان يضربن بالدفوف ن ويغنين بهجاء المسلمين .


أما المسلمون ، فكانت عدتهم ثلاثمائة وثلاثة عشر أو أربعة عشر رجلا ، أكثرهم من الأنصار ، وكان معهم سبعون جملاً ، فرسان أو ثلاثة أفراس فحسب ، وكان يتعاقب النفر اليسير على الجمل الواحد فترة بعد أخرى ، وقبل أن يخوض المعركة ، أراد أن يستشير أصحابه ، وخاصة الأنصار ، في خوض المعركة ، فأشار عليه المهاجرون بخوضها ، وتكلموا خيراً ، ثم علم الأنصار أنه يريدهم ، فقال له سعد بن معاذ وهو سيد الأنصار جميعاً : يا رسول الله قد آمنا بك ، وصدقناك ، وشهدنا أن ما جئت به هو الحق ، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السمع والطاعة ، فامض يارسول الله ما أردت ، فنحن معك ، ما تخلف منا رجل واحد ، ما نكره أنتلقي بنا عدونا غداً ، وإنا لصبر عند الحرب ، صدق عند اللقاء ، لعل الله يريك منا ما تقربه عينك ، فسر بنا على بركة الله . وقال غيره مثل ذلك فسُر الرسول صلى الله عليه وسلم لذلك ، وقال : سيروا على بركة الله ، وأبشروا ، فإن الله وعدني إحدى الطائفتين ، إما العير ، وإما النفير ،

ثم سار الرسول صلى الله عليه وسلم حتى وصل أدنى ماء من بدر فنزل به ، فقال الحباب بن المنذر : يا رسول الله هذا منزل أنزلكه الله تعالى : لا تقدمه ، ولا تتأخر عنه ، أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم بل هو الرأي والحرب والمكيدة ، فأشار عليه الخباب بن المنذر أن يسير إلى مكان آخر هو أصلح وأمكن للمسلمين من قطع ماء بدر عن المشركين ، فنهض الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى وصلوا إلى المكان ، الذي أشار به الحباب ، فأقاموا فيه ، ثم أشار سعد بن معاذ أن يبني للرسول صلى الله عليه وسلم عريشاً وراء صفوف المسلمين ، فان أعزهم الله كان ما أحب ، وإلا جلس على ركائبه ولحق بمن في المدينة ، وقال له سعد : فقد تخلف عنا أقوام يا بني الله ما نحن بأشد لك حباً منهم ، ولو ظنوا أن تلقى حرباً لما تخلفوا عنك ، فدعا له النبي صلى الله عليه وسلم ، وأمر أن يبني له العريش ولما التقى الجمعان ، أخذ الرسول يسوي صفوف المسلمين ، ويحرضهم على القتال ، ويرغبهم في الشهادة ، وقال : " والذي نفسي بيده ، لا يقاتلهم اليوم رجل في*** صابراً محتسباً ، مقبلا غير مدبر ، إلا أدخله الله الجنة " ورجع إلى عريشه ومعه أبو بكر ، ويحرسه سعد بن معاذ متوحشاً بسيفه ، وأخذ الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعاء ومن دعائه : اللهم أنشد عهدك ووعدك اللهم إن تهلك هذه العصابة ( المؤمنون المحاربون) لا تعبد في الأرض "وأطال في سجوده ، حتى قال له أبو بكر : حسبك ، فان الله سينجز لك وعدك ، ثم حمي القتال ، وانتهت المعركة بانتصار المسلمين ،وقد *** من المشركين نحو من السبعين ، فيهم أشركهم أبو جهل وبعض زعمائهم ، وأسر منهم السبعين ، ثم أمر بدفن ال***ى جمعياً ،وعاد إلى المدينة ، ثم استشار أصحابه في أمر الاسرى ، فأشار عليه عمر ب***هم ، وأشار عليه أبو بكر بفدائهم ، فقبل الرسول صلى الله عليه وسلم مشورة أبي بكر ،وافتدى المشركون أسراهم بالمال .



وقد نزل في معركة بدر آيات من كتاب الله الكريم ، قال الله تعالى في سورة آل عمران " ( وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأنتُمْ أذِلَّةٌ ، فَاتَّقُوا الله لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ، إِذْ تَقُولُ لِلمُؤمِنينَ ألن يَكْفِيَكُمْ أن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُنزَلِين ، بَلى إن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأتُوكُمْ مِن فَورِهِم هَذا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُسَوِّمين ،وَمَا جَعَلَهُ الله إِلا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ ، وَمَا النَّصْرُ إلا مِنْ عِندِ الله العَزِيزِ الحَكِيمِ ، لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الذِينَ كَفَرُوا أوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنقَلِبُوا خَائِبِين ) [ آل عمران : 123ـ127 ] . كما نزل العتاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم على قبوله فداء الاسرى ، فقال الله تعال : ( مَا كَانَ لِنَبِيٍ أَن يَكُونَ لَهُ أسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأرْض ِ، تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا ، وَالله يُريدُ الآخِرَةِ ، وَالله ُعَزِيزٌ حَكِيمٌ ، لَولا كِتَابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ، فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً ، وَاتَّقُوا اللهَ ، إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [ الانفال : 67ـ 68 ٍ] .
__________________
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 19-03-2010, 05:00 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

2 ـ غزوة أحد :

وكانت يوم السبت لخمس عشرة خلت من شوال في العالم الثالث للهجرة ، وسببها أن قريشاً أرادت أن تثأر ليوم بدر ، فما زالت تستعد حتى تجهزت لغزو الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة ، فخرجت في ثلاثة آلاف مقاتل ، ما عدا الأحابيش فيهم سبعمائة دارع وماتئا فارس ، ومعهم سبع عشر أمراة ، فيهن هند بنت عتبة زوج أبي سفيان ، وقد *** أبوها يوم بدر ، ثم ساروا حتى وصلوا بطن الوادي من قبل ان ( وهو جبل مرتفع يقع شمال المدينة على بعد ميلين منها) ، مقابل المدينة ، وكان من رأي الرسول وعدد من الصحابة أن لا يخرج المسلمون إليهم ، بل يظلون في المدينة ، فإن هاجمهم المشركون صدوهم عنها ، ولكن بعض شباب المسلمين وبعض المهاجرين والأنصار ، وخاصة من لم يحضر منهم معركة بدر ولم يحصل له شرف القتال فيها ، تحمسوا للخروج إليهم ومنازلتهم في أماكنهم ، فنزل الرسول صلى الله عليه وسلم عند رأيهم ، ودخل بيته ولبس لأمته ( درعة ) ، وألقى الترس في ظهره ، وأخذ قناته بيده ، ثم خرج إلى المسلمين ، وهو متقلد سيفه ، فندم الذي أشاروا عليه بالخروج إذا كانوا سبباً في حملة على خلاف رأيه ، وقالوا للرسول : ما كان لنا أن نخالفك فاصنع ما شئت أو أقعد إن شئت ، فأجابهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : " ما كان ينبغي لنبي إذا لبي لأمته أن يضعها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه " ، ثم خرج والمسلمون معه في نحو ألف بينهم مائة دارع وفرسان .

ولما تجمع المسلمون للخروج ، رأى الرسول جماعة من اليهود يريدون ان يخرجوا مع عبدالله بن أبي بن سلول رأس المنافقين للخروج مع المسلمين ، فقال الرسول : " أوقد أسلموا ؟ قالوا : لا يا رسول الله ، قال :" مروهم فليرجعوا فانا لا نستعين بالمشركين على المشركين " ، وفي منتصف الطريق أنخذل عن المسلمين عبد الله بن أبي سلول ومعه ثلاثمائة من المنافقين ، فبقي عدد المسلمين سبعمائة رجل فحسب ، ثم مضى الرسول وصف الجيش وجعل على كل فرقة منه قائداً ، واختار خمسين من الرماة ، على رأسهم عبد الله بن جبير الأنصاري ليحموا ظهر المسلمين من التفاف المشركين وراءهم ، وقال لهم" أحموا ظهورنا ، لا يأتونا من خلفنا ، وارشقوهم بالنبل ، فان الخيل لا تقوم على النبل ، إنا لا نزال غالبين ما ثبتم مكانكم ، اللهم إني أشهدك عليهم " وقال لهم في رواية أخرى : " إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم ، وإن رأيتمونا هزمنا القوم أو ظاهرناهم وهم ***ى ، فلا تبرحوا مكانكم حتى أرسل اليكم ".
ثم ابتدأ القتال ، ونصر الله المسلمين على أعدائهم ، ف***وا منهم عدداً ، ثم ولوا الادبار ، فانغمس المسلمون في أخذ الغنائم التي وجدوها في معسكر المشركين ، ورأى ذلك من وراءهم من الرماة فقالوا : ماذا نفعل وقد نصر الله رسوله ؟ ثم فكروا في ترك أمكنتهم لينالهم نصيب من الغنائم ، فذكرهم رئيسهم عبد الله بن حبير بوصية الرسول ، فأجابوا بأن الحرب أنتهت ، ولا حاجة للبقاء حيث هم ، فأبى عبدالله ومعه عشر آخرون أن يغادروا أماكنهم ، ورأى خالد بن الوليد وكان قائد ميمنة المشركين خلو ظهر المسلمين من الرماة ، فكر عليهم من خلفهم ، فما شعر المسلمون إلا والسيوف تناوشهم من هنا وهناك ، فاضطرب حبلهم ، وأشيع أن الرسول قد *** ، ففر بعضهم عائدا على المدينة ، واستطاع المشركين أن يصلوا إلى الرسول ، فأصابته حجارتهم حتى وقع وأغمى عليه ، فشجع وجهه وخدشت ركبتاه ، وجرحت شفته السفلى ، وكسرت الخوذة على رأسه ، ودخلت حلقتان من حلقات المغفر في وجهته ، وتكاثر المشركون على الرسول يريدون ***ه ، فثبت صلى الله عليه وسلم ،وثبت معه نفر من المؤمنين ، منهم : أبو دجانة ، تترس على الرسول ليحميه من نبال المشكرين ، فكان النبل يقع على ظهره ، ومنهم سعدبن أبي وقاص ، رمى يومئذ نحو ألف سهم ، ومنهم : نسيبة أم عمارة الأنصارية ، تركت سقاء الجرحى ، وأخذت تقاتل بالسيف ، وترمي بالنبل ، دفاعاً عن رسول الله حتى أصابها في عنقها ، فجرحت جرحاً عميقاً ، وكان معها زوجها وابناها ، فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم : بارك الله عليكم أهل البيت ، فقالت له نسيبة : ادع الله أن نرافقك في الجنة ، فقال " اللهم أجعلهم رفقائي في الجنة ، فقالت رضي الله عنها بعد ذلك : ما أبالي ما أصابني من أمر الدنيا ، وقد قال صلى الله عليه وسلم في حقها : " ما التفت يمينا وشمالاً يوم أحد ، إلا ورأيتها تقاتل دوني " وقد جرحت يومئذ أثنى عشر جرحاً ، ما بين طعنة برمح وضربة بسيف .

وقد حاول في ساعة الشدة أن يصل أبي بن خلف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم لي***ه ، وأقسم أن لا يرجع عن ذلك ، فأخذ عليه السلام حربة ممن كانوا معه ، فسددها في نحره ، فكانت سبب هلاكه ، وهو الوحيد الذي ***ه صلى الله عليه وسلم في جميع معاركه الحربية ثم استطاع صلى الله عليه وسلم الوقوف والنهوض على أكتاف طلحة بن عبيد الله ، فنظر إلى المشركين ، فرأى جماعة منهم على ظهر الجبل ، فأرسل من ينزلهم قائلا :" لا ينبغي لهم أن يعلونا ، اللهم لا قوة لنا إلا بك " وأنتهت المعركة . وقال أبو سفيان مظهرا تشفيه والمشركين من هزيمتهم يوم بدر : يوم بيوم بدر .

وممن *** في هذه المعركة حمزة عم الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومثلت به هند زوج أبي سفيان ، واحتزت قلبه ومضغته ، فرأت له مرارة لفظته ، وقد حزن الرسول صلى الله عليه وسلم لمشهده حزناً عظيماً فقال : لئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن لأمثلن بثلاثنين رجلا منهم ، ولكن الله نهي عن المثلة بعد ذلك .وقد بلغ عدد ***ى المسلمين في هذه المعركة نحواً من السبعين ، و***ى المشركين ثلاثة وعشرين .

وقد أنزل الله تعالى في هذه المعركة عدة آيات يضمد بها جراح المؤمنين ، وينبههم إلى سبب الهزيمة التي حلت بهم ، فيقول في سورة آل عمران: " ( وَلا تَهِنُوا وَلا تَخْزَنُوا وَأنتُمْ الأعْلَونَ إن كُنتُم مُّؤمِنِينَ ، إن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ القَومَ قَرْحٌ مِثْلُهُ ، وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَينَ النَّاسِ ، وَلِيَعْلَمَ الله الذِينَ أمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ، وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمينَ ، وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الكَافِرِينَ ، أَمْ حَسِبْتَهُمْ أن تَدْخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرينَ ) [ آل عمران : 139-142 ] ثم يقول بعد آيات : ( وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إذْ تَحُسُّوَنُهمْ ( ت***ونهم ) بِإِذْنِهِ ، حَتَّى إذَا فَشِلْتُمْ وَتَـَنـازَعْتُمْ فِي الأمْرِِِِ ، وَعَصَيتُمْ مِن بَعْدِ مَا أرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ ، مِنكُم مَن يُرِيدُ الدُّنيَا ، وَمِِنكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَة ، ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ ، وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ ، وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى المُؤمِنينَ ، إذْ تُصْعِدُونَ ( أي تهربون إلى الجبل صاعدين ) وَلا تَلْوونَ عَلَى أحَدٍ ، وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأثَابَكُمْ غَمّاً بِغَمًّ ٍ( أي فجازاكم غما على غم ) لِكَيلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا مَا أَصَاَبُكْم ، وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) [ آل عمران : 152 ـ 13 ] .

وكانت يوم السبت لخمس عشرة خلت من شوال في العالم الثالث للهجرة ، وسببها أن قريشاً أرادت أن تثأر ليوم بدر ، فما زالت تستعد حتى تجهزت لغزو الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة ، فخرجت في ثلاثة آلاف مقاتل ، ما عدا الأحابيش فيهم سبعمائة دارع وماتئا فارس ، ومعهم سبع عشر أمراة ، فيهن هند بنت عتبة زوج أبي سفيان ، وقد *** أبوها يوم بدر ، ثم ساروا حتى وصلوا بطن الوادي من قبل ان ( وهو جبل مرتفع يقع شمال المدينة على بعد ميلين منها) ، مقابل المدينة ، وكان من رأي الرسول وعدد من الصحابة أن لا يخرج المسلمون إليهم ، بل يظلون في المدينة ، فإن هاجمهم المشركون صدوهم عنها ، ولكن بعض شباب المسلمين وبعض المهاجرين والأنصار ، وخاصة من لم يحضر منهم معركة بدر ولم يحصل له شرف القتال فيها ، تحمسوا للخروج إليهم ومنازلتهم في أماكنهم ، فنزل الرسول صلى الله عليه وسلم عند رأيهم ، ودخل بيته ولبس لأمته ( درعة ) ، وألقى الترس في ظهره ، وأخذ قناته بيده ، ثم خرج إلى المسلمين ، وهو متقلد سيفه ، فندم الذي أشاروا عليه بالخروج إذا كانوا سبباً في حملة على خلاف رأيه ، وقالوا للرسول : ما كان لنا أن نخالفك فاصنع ما شئت أو أقعد إن شئت ، فأجابهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : " ما كان ينبغي لنبي إذا لبي لأمته أن يضعها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه " ، ثم خرج والمسلمون معه في نحو ألف بينهم مائة دارع وفرسان .

ولما تجمع المسلمون للخروج ، رأى الرسول جماعة من اليهود يريدون ان يخرجوا مع عبدالله بن أبي بن سلول رأس المنافقين للخروج مع المسلمين ، فقال الرسول : " أوقد أسلموا ؟ قالوا : لا يا رسول الله ، قال :" مروهم فليرجعوا فانا لا نستعين بالمشركين على المشركين " ، وفي منتصف الطريق أنخذل عن المسلمين عبد الله بن أبي سلول ومعه ثلاثمائة من المنافقين ، فبقي عدد المسلمين سبعمائة رجل فحسب ، ثم مضى الرسول وصف الجيش وجعل على كل فرقة منه قائداً ، واختار خمسين من الرماة ، على رأسهم عبد الله بن جبير الأنصاري ليحموا ظهر المسلمين من التفاف المشركين وراءهم ، وقال لهم" أحموا ظهورنا ، لا يأتونا من خلفنا ، وارشقوهم بالنبل ، فان الخيل لا تقوم على النبل ، إنا لا نزال غالبين ما ثبتم مكانكم ، اللهم إني أشهدك عليهم " وقال لهم في رواية أخرى : " إن رأيتمونا تخطفنا الطير فلا تبرحوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم ، وإن رأيتمونا هزمنا القوم أو ظاهرناهم وهم ***ى ، فلا تبرحوا مكانكم حتى أرسل اليكم ".

ثم ابتدأ القتال ، ونصر الله المسلمين على أعدائهم ، ف***وا منهم عدداً ، ثم ولوا الادبار ، فانغمس المسلمون في أخذ الغنائم التي وجدوها في معسكر المشركين ، ورأى ذلك من وراءهم من الرماة فقالوا : ماذا نفعل وقد نصر الله رسوله ؟ ثم فكروا في ترك أمكنتهم لينالهم نصيب من الغنائم ، فذكرهم رئيسهم عبد الله بن حبير بوصية الرسول ، فأجابوا بأن الحرب أنتهت ، ولا حاجة للبقاء حيث هم ، فأبى عبدالله ومعه عشر آخرون أن يغادروا أماكنهم ، ورأى خالد بن الوليد وكان قائد ميمنة المشركين خلو ظهر المسلمين من الرماة ، فكر عليهم من خلفهم ، فما شعر المسلمون إلا والسيوف تناوشهم من هنا وهناك ، فاضطرب حبلهم ، وأشيع أن الرسول قد *** ، ففر بعضهم عائدا على المدينة ، واستطاع المشركين أن يصلوا إلى الرسول ، فأصابته حجارتهم حتى وقع وأغمى عليه ، فشجع وجهه وخدشت ركبتاه ، وجرحت شفته السفلى ، وكسرت الخوذة على رأسه ، ودخلت حلقتان من حلقات المغفر في وجهته ، وتكاثر المشركون على الرسول يريدون ***ه ، فثبت صلى الله عليه وسلم ،وثبت معه نفر من المؤمنين ، منهم : أبو دجانة ، تترس على الرسول ليحميه من نبال المشكرين ، فكان النبل يقع على ظهره ، ومنهم سعدبن أبي وقاص ، رمى يومئذ نحو ألف سهم ، ومنهم : نسيبة أم عمارة الأنصارية ، تركت سقاء الجرحى ، وأخذت تقاتل بالسيف ، وترمي بالنبل ، دفاعاً عن رسول الله حتى أصابها في عنقها ، فجرحت جرحاً عميقاً ، وكان معها زوجها وابناها ، فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم : بارك الله عليكم أهل البيت ، فقالت له نسيبة : ادع الله أن نرافقك في الجنة ، فقال " اللهم أجعلهم رفقائي في الجنة ، فقالت رضي الله عنها بعد ذلك : ما أبالي ما أصابني من أمر الدنيا ، وقد قال صلى الله عليه وسلم في حقها : " ما التفت يمينا وشمالاً يوم أحد ، إلا ورأيتها تقاتل دوني " وقد جرحت يومئذ أثنى عشر جرحاً ، ما بين طعنة برمح وضربة بسيف .

وقد حاول في ساعة الشدة أن يصل أبي بن خلف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم لي***ه ، وأقسم أن لا يرجع عن ذلك ، فأخذ عليه السلام حربة ممن كانوا معه ، فسددها في نحره ، فكانت سبب هلاكه ، وهو الوحيد الذي ***ه صلى الله عليه وسلم في جميع معاركه الحربية ثم استطاع صلى الله عليه وسلم الوقوف والنهوض على أكتاف طلحة بن عبيد الله ، فنظر إلى المشركين ، فرأى جماعة منهم على ظهر الجبل ، فأرسل من ينزلهم قائلا :" لا ينبغي لهم أن يعلونا ، اللهم لا قوة لنا إلا بك " وأنتهت المعركة . وقال أبو سفيان مظهرا تشفيه والمشركين من هزيمتهم يوم بدر : يوم بيوم بدر .

وممن *** في هذه المعركة حمزة عم الرسول صلى الله عليه وسلم ، ومثلت به هند زوج أبي سفيان ، واحتزت قلبه ومضغته ، فرأت له مرارة لفظته ، وقد حزن الرسول صلى الله عليه وسلم لمشهده حزناً عظيماً فقال : لئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن لأمثلن بثلاثنين رجلا منهم ، ولكن الله نهي عن المثلة بعد ذلك .وقد بلغ عدد ***ى المسلمين في هذه المعركة نحواً من السبعين ، و***ى المشركين ثلاثة وعشرين .

وقد أنزل الله تعالى في هذه المعركة عدة آيات يضمد بها جراح المؤمنين ، وينبههم إلى سبب الهزيمة التي حلت بهم ، فيقول في سورة آل عمران: " ( وَلا تَهِنُوا وَلا تَخْزَنُوا وَأنتُمْ الأعْلَونَ إن كُنتُم مُّؤمِنِينَ ، إن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ القَومَ قَرْحٌ مِثْلُهُ ، وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَينَ النَّاسِ ، وَلِيَعْلَمَ الله الذِينَ أمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ ، وَاللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمينَ ، وَلِيُمَحِّصَ اللهُ الذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الكَافِرِينَ ، أَمْ حَسِبْتَهُمْ أن تَدْخُلُوا الجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللهُ الذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرينَ ) [ آل عمران : 139-142 ] ثم يقول بعد آيات : ( وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إذْ تَحُسُّوَنُهمْ ( ت***ونهم ) بِإِذْنِهِ ، حَتَّى إذَا فَشِلْتُمْ وَتَـَنـازَعْتُمْ فِي الأمْرِِِِ ، وَعَصَيتُمْ مِن بَعْدِ مَا أرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ ، مِنكُم مَن يُرِيدُ الدُّنيَا ، وَمِِنكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَة ، ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ ، وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ ، وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى المُؤمِنينَ ، إذْ تُصْعِدُونَ ( أي تهربون إلى الجبل صاعدين ) وَلا تَلْوونَ عَلَى أحَدٍ ، وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأثَابَكُمْ غَمّاً بِغَمًّ ٍ( أي فجازاكم غما على غم ) لِكَيلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا مَا أَصَاَبُكْم ، وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) [ آل عمران : 152 ـ 13 ] .
__________________
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 19-03-2010, 05:21 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

3-غزوة بني النضير :
وهم قوم من اليهود يجاورون المدينة ، وكانوا حلفاء للخروج وبينهم وبين المسلمين عهد سلم وتعاون كما قدمنا ، ولكن طبيعة الشر والغدر المتأصلة في اليهود أبت إلا أن تحملهم على نقض عهدهم ، فبينما كان الرسول صلى الله عليه وسلم وبعض أصحابه في بني النضير وقد أستند إلى جدار من بيوتهم ، إذا تآمروا على ***ه بالقاء صخرة من ظهر البيت ، فعلم صلى الله عليه وسلم بذلك فنهض سريعاً كأنه يهم بحاجة ، فتوجه إلى المدينة ، ولحقه أصحابه ثم أرسل اليهم محمد بن مسلمة أن أخرجوا من بلدي فلا تساكنوني بها ، وقد هممتم بما هممتم به من الغدر ، ثم أمهلهم صلى الله عليه وسلم عشر أيام للخروج ، وتجهز بنو النضير للخروج في هذا الانذار ، ولكن عبد الله بن أبي راس المنافقين أرسل اليهم ينهاهم عن الخروج ، ويعدهم بارسال الفين من جماعته يدافعون عنهم، فعدلوا عن النزوح ، وتحصنوا في حصونهم وأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنا لا نخرج من ديارنا ، فاصنع ما بدا لك فخرج إليهم صلى اله عليه وسلم في أصحابه يحمل لواءه علي بن أبي طالب ، فلما رآهم اليهود أخذوا يرمونهم بالنبل والحجارة ، ولم يصل اليهم المدد الذي وعدهم به رأس المنافقين ، فحاصرهم عليه الصلاة والسلام ، فصبروا فاضطر إلى قطع نخيلهم ، فقالوا عندئذ : نخرج من بلادك ، واشترط عليهم صلى الله عليه وسلم أن لا يخرجوا معهم السلاح ، ولهم أن يخرجوا معهم من أموالهم ما حملته الأبل ، ودماؤهم مصنوعة لا يسفك منها قطرة ، فلما أراداوا الخروج أخذوا كل شيء يستطيعونه ، وهدموا بيوتهم لكى لا يستفيد منها المسلمون ، وسارعوا ، فمنهم من نزل خيبر على بعد مائة ميل من المدنية ، ومنهم من نزل في ناحية " جرش " بجنوب الشام ،ولم يسلم منهم إلا أثنان .

وقد نزلت في هذه الغزوة سورة( الحشر ) ومنها قول الله تعالى : (هُوَ الذِي أخْرَجَ الذِينَ كَفَرُوا مِنْ أهْلِ الكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لأوَّلِ الحَشْرِ ، مَا ظَنَنْتُمْ أن يَخْرُجُوا ، وَظَنُّوا أنَّهُمْ مَا نِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللهِ ، فَأتَاهُمُ اللهُ مِنْ حَيثُ لا يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِِهِمُ الرُّعُبَ يُخْرِبُونَ بُيوتَهُمْ بِأيدِيهِمْ وَأيدِى المُؤْمِنِينَ ، فَاعْتَبِرُوا يَا أولِى الأبْصَارِ ، وَلوْلا أنْ كَتَبَ اللهُ عَليهِمُ الجَلاءَ لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ ، ذَلِكَ بِأنَّهُمْ شَآقُّوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِّ اللهَ فَإنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ ) [ الحشر : 2ـ4] .
__________________
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 19-03-2010, 05:23 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

4-غزوة الأحزاب :


وتسمى غزوة ( الخندق ) ، وقد وقعت في شوال من السنة الخامسة للهجرة ، وسببها أنه لما تم إجلاء بني النضير ، قدم عدد من رؤسائهم إلى مكة يدعون قريشا ويحرضونها على قتال الرسول ، فأجابت قريش لذلك ، ثم ذهب رؤساء اليهود إلى غطفان ، فاستجابت لهم بنو فزارة وبنو مرة ، وأشجع واتجهوا نحو المدينة ، فلما سمع صلى الله عليه وسلم بخروجهم ، استشار أصحابه فأشار عليه سلمان بحفرخندق حول المدينة، فأمر الرسول صلى الله عليه وسلم بحفره وعمل فيه بنفسه ، ولما وصلت قريش ومن معها من الأحزاب راعها ما رأت من أمر الخندق ، إذ لا عهد للعرب بمثله ، وكانت عدتهم عشر آلاف ، وعدة المسلمين ثلاثة آلاف ، وكان حيي بن أخطب أحد اليهود الذين هيجوا قريشاً والأحزاب ضد المسلمين ، قد ذهب الى كعب بن أسيد سيد بني قريظة يطلب إليه نقض عهد السلم بينه وبين المسلمين ، وفكر النبي في مصالحه بني قريظة على ثلث ثمار المدينة ، ولكن الأنصار رفضوا اعتزازاً بدينهم من أن يعطوا الدنية لهؤلاء الخائنين للعهود والمواثيق ، وبدأ القتال بافتتاح بعض فرسان المشركين للخندق من أحدى نواحيه الضيقة ، فناوشهم المسلمون وقاتلوهم ، ثم جاء نعيم بن مسعود بن عامل إلى الرسول ، فأخبره أنه قد أسلم ، وأن قومه لا يعلمون بإسلامه ، وأنه صدق لنبي قريظة يأتمنونه ويقون به ، وقال للرسول : مرني بما شئت ، فقال له الرسول : " إنما أنت فينا رجل واحد ، فخذل عنا إن استطعت ، فإن الحرب خدعة : فاستعمل نعيم دهاءه حتى فرق بين قريش وحلفائها ، وبين بني قريظة ، وأوقع في نفوس كل من الفريقين الشك في الآخر ، وأرسل الله على الأحزاب ريحاً شديدة في ليلة شاتية شديدة ، فجعلت تكفئ قدورهم وتمزق خيامهم . فامتلأت نفوس الأحزاب بالرعب ورحلوا في تلك الليلة ، فلما أصبح الصباح نظر المسلمون فلم يروا أحداً.

وفي هذه الغزوة أنزل الله تعالى في كتابه الكريم : ( يَا أيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَليكُمْ إذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَارْسَلْنَا عَليهِمْ رِيحاً وَجُنُودَاً لمْ تَرَوهَا وَكانَ اللهُ بِمَا تَعْمَلونَ بَصِيرَاً ، إذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوقِكُمْ وَمِنْ أسْفَلَ مِنْكُمْ وَإذْ زَاغَتِ الأبْصَارُ وَبَلغَتِ القُلوبُ الحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا ، هُنَالِكَ ابْتُلِىَ المُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالا شَدِيداً ) [ الاحزاب : 9ـ11] ، ثم يصف موقف المنافقين وتخذيلهم وانسحابهم من المعركة ، ثم يقول في وصف المؤمنين : ( وَلمَّا رَءَا المُؤْمِنُونَ الأحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللهُ وَرَسُولُهُ ، وَصَدَقَ اللهُ وَرَسُولهُ ، وَمَا زَادَهُمْ إِلا إيمَاناً وَتَسْلِيماً ، مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلِيهِ ، فَمِنْهُم مَّنْ قَضَى نَحْبَهُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلوا تَبْدِيلاً ، ليَجْزيَ اللهُ الصَّادِقينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ المُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أو يَتُوبَ عَليهِمْ إنَّ اللهَ كَانَ غَفُورَاً رَحِيماً ، وَ رَدَّ اللهُ الذِينَ كَفَرُوا بِغَيظِهِمْ لَمْ يَنَالوا خَيراً وَكَفَى اللهُ المُؤْمِنِينَ القِتَالَ وَكَانَ اللهُ قَويَّاً عَزِيزاً ) . [ الأحزاب : 22 ـ 25] .
__________________
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 19-03-2010, 05:28 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

حروب الرسول صلى الله عليه وسلم ـ القسم الأول

كما أن من جراء تقابل المسلمين للكافرين، وقعت حروب ومنازعات وغزوات، كان الكفار هم السبب الوحيد في إثارتها، وأسعار نارها.

وقد ظهرت في خلال تلك الحروب، إنسانية (النبي محمد) (صلى الله عليه وآله وسلم)، وسمو نفسه الكريمة، ورفعة مبادئ الإسلام، حيث كانت أنظف حروب عرفتها الدنيا.

ولم يكن عدد ال***ى في جميع الحروب أكثر من سبعمائة من طرف الكفار، كما أحصاه بعض المطلعين مع أن الحروب والغزوات كانت نيفاً وثمانين.

وفي جميعها كانت الغلبة للإسلام، والفشل للكفار.

وفي الصفحات التالية، نوجز الحروب التي باشرها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بنفسه، وهي نيف وعشرون:

الأبواء

خرج الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، في شهر صفر، بعد اثني عشر شهراً، من مقدمه إلى المدينة، إلى (الأبواء) يريد (قريش) و (بني حمزة) وكان لواؤه بيد عمه (حمزة) عليه السلام، ومعه ستون رجلاً فصالح (بني حمزة) على أن لا يغزونه، ولا يكثرون عليه جمعاً، ولا يعينون له عدواً، ثم رجع إلى (المدينة).

بواط

وخرج (صلى الله عليه وآله وسلم)، في شهر ربيع الأول ـ من نفس السنة ـ مع مائتين من أصحابه إلى (بواط) يريد بذلك (عير قريش) يرهبهم، حتى يكفوا عن المسلمين المستضعفين الذين يؤذونهم في (مكة) ثم رجع إلى (المدينة)...

العشيرة

وخرج (صلى الله عليه وآله وسلم)، في شهر جمادى الأولى ـ من نفس السنة ـ مع مائة وخمسين رجلاً يحمل لواءه (حمزة ع) يريد (عير قريش) وفي هذه السفرة، وادع (بني مدلج) وحلفاءهم، ولم يقع نزاع.

بدر

وخرج (صلى الله عليه وآله وسلم) ، في شهر جمادى الثانية ـ من نفس السنة ـ مع جماعة من أصحابه، يحمل لواءه (أمير المؤمنين عليه السلام) يريد (كرز بن جابر) حيث كان قد أغار على سرح المدينة لكن (كرز) كان قد فر فلم يدركه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ورجع إلى (المدينة).

ولقد كانت هذه الحركات المسلحة، بمنزلة (دوريات) في هذا الزمان، تسبب رهبة العدو، وأن يحسب للإسلام حسابه، فلا يطمع في المدينة، ولا في المسلمين الذين في مكة وغيرها طامع.. وقد نرى أمثال هذه الحركات، التي لا تنتهي بحرب، كثيرة في مدة حياة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم).

كما أنا نرى من هذه اللمحة الخاطفة: أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، ابتدأ ـ في المدينة ـ بإظهار القوة والبسالة، بعد سنة من هجرته.. وانه اتفق له كل شهر ـ تقريباً ـ خروجاً وحركة.

ولو حسبنا غزوات الرسول وحروبه ـ البالغة نيفاً وثمانين ـ ووزعناها على مدة إقامة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في (المدينة) التي هي (عشر سنوات) لكان من نصيب كل شهر ونصف ـ تقريباً ـ حركة مسلحة.. وذلك مما يدل على نشاط الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) المتزايد، الذي لم يعرف كللاً ولا مللاً...

بدر الكبرى

وخرج الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، في شهر رمضان من نفس السنة، مع ثلاثمائة وثلاثة عشر من الأنصار والمهاجرين والراية بيد الإمام أمير المؤمنين عليه السلام، يريدون إرهاب قريش، لينقلعوا عن أذى المسلمين، بالتعرض لعيرهم المقدم من الشام.. لكن العير أفلت.. وبعد لأي طلع الكفار من مكة كاملو العدد والعدة يريدون المحاربة وعددهم ما يقرب من ألف مقاتل.

واصطف الجانبان في أرض كانت فيها (بئر) تسمى (بدرا).

فلما التقى الجمعان تقدم (عتبة) و(شيبة) و(الوليد) من أبطال الكفار، وخرج من صفوف المسلمين لمبارزتهم (أمير المؤمنين) و(حمزة) و(عبيدة) عليهم السلام.

فقال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) لأصحابه: غضوا أبصاركم، وعضوا على النواجذ، ثم رفع يده الكريمة، فقال: اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد.. وأخذ (صلى الله عليه وآله وسلم) كفاً من الحصى فرمى به في وجوه قريش، وقال: شاهت الوجوه.

واستجاب الله دعاء الرسول، فأنزل (ملائكة) من السماء لنصرة المسلمين، وبعث الله رياحاً تضرب وجوه قريش، وألقي في قلوبهم رعب عظيم.

وانتصر (علي وحمزة وعبيدة) عليهم السلام، على أقرانهم، ف***وهم، واشترك الإمام في *** جميع أولئك الثلاثة.. وانكشفت الحرب عن سبعين قتيلاً من قريش، وسبعين أسيراً.

كما أنه *** في هذه المعركة العدو اللدود للإسلام والمسلمين (أبو جهل).

وانتهت المعركة بانتصار المسلمين، وانهزام الكفار وبذلك حقق للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أعظم نصر مادي وأدبي، فقد اشتهرت قوة الإسلام في الجزيرة العربية، وخافت القبائل جانب المسلمين، مما أوقفهم عند حدهم، وقلت أطماعهم في غزو الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) كما قويت قلوب أولئك الذين مالوا إلى الإسلام لكنهم خافوا من إظهاره، فرأوا الأبواب مفتوحة في وجوههم لقبول الدين الجديد.

بنو قينقاع

وخرج الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، في شوال من نفس السنة، لمحاربة (بني قينقاع) وكانوا من اليهود الذين وادعهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ليأمن جانبهم.. فخانوا وكان من قصة خيانتهم:

إن امرأة من المسلمين جلست إلى صائغ يهودي، فراودها ليكشف وجهها، لكن المسلمة اعتصمت بالحجاب، فعمد اليهودي إلى طرف ثوب المرأة فعقده إلى ظهرها، بحيث لم تعلم المرأة بالأمر، فلما قامت المرأة عن مكانها، انكشفت سوأتها، فضحك اليهودي وغيره عليها، وخجلت المرأة، وصاحت تستصرخ فوثب رجل من المسلمين الغيارى على اليهودي، ف***ه، لما ألحقه بالمسلمة من الهتك والفضيحة.

وهنا انتصر اليهود لزميلهم المقتول، فاجتمعوا على المسلم ف***وه.. فاستطار الشر بين المسلمين وبين (بني قينقاع).

فخرج الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) مع جمع من أصحابه إليهم، واستخلف في المدينة (أبا لبابة) وأعطى لواءه بيد عمه (حمزة) عليه السلام، فحاصرهم خمس عشرة ليلة، إلى هلال ذي القعدة.

فقذف الله في قلوب اليهود الرعب، حتى أظهروا أنهم مستعدون لحكم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وأنهم لا يطيقون محاربته، وكان الحكم الذي تراضى عليه الطرفان أن يكون لليهود نساؤهم وذراريهم، ويكون للمسلمين أموالهم، وان يرحلوا عن المدينة.

فرحلوا عن المدينة، إلى (أذرعات) الشام وخلفوا أموالهم وأراضيهم للمسلمين.

وكان هذا الحكم خطة حكيمة من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث تخلص من قبيلة يهودية، كانت من ألد أعداء الإسلام، لا يؤمن جانبها، كما أن الأموال والأراضي صارت للمسلمين غنيمة باردة، لم تكلفهم حرباً وقتالاً.

وبهذا الظفر الثاني، تلو ظفر (بدر) ارتفعت معنويات المسلمين، إلى درجة هائلة، واطمأنوا بقوتهم المعنوية، كما رهب الأعداء كافة جانبهم، فهؤلاء اليهود، وهؤلاء كفار قريش يخسرون أمام المسلمين، مع قلة عددهم، وضآلة عددهم.

الكدر

وخرج الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، في شوال من نفس السنة ـ على قول ـ إلى قبيلة تسمى (بني سليم) فإنهم اجتمعوا على ماء يسمى (الكدر) للهجوم على المدينة، فأعطى النبي رايته للإمام أمير المؤمنين (ع)، وخرج في مائتين من أصحابه، ولما وصل إلى محلهم، وجدهم قد تفرقوا، فرجع إلى المدينة.

السويق

وخرج الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، في ذي الحجة من نفس السنة، في مائتين من المهاجرين والأنصار، لرد اعتداء أبي سفيان، وسمى بغزوة (السويق) لأنه كان أكثر زاد المشركين، وغنمها المسلمون وكان سبب هذه الغزوة أن (أبا سفيان) زعيم المشركين، نذر أن لا يمس النساء وأن لا يستعمل الدهن، حتى يغزو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؛ فخرج في مائتي راكب من قريش، ليبر يمينه، حتى أتوا (العريض) وهي ناحية من (المدينة) على ثلاثة أميال فحرقوا نخلاً، و***وا بعض الأنصار، فرأى (أبو سفيان) أنه بهذا العمل قد انحلت يمينه.

وخرج النبي في طلبه، فهربوا، وجعلوا يقلون جرب السويق، وهي عامة زادهم، طلباً للتخفيف فيأخذها المسلمون.. ولم يصلهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فكرّ راجعاً إلى المدينة..

غطفان

وخرج الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، في ربيع الأول في السنة الثالثة من الهجرة، مع أربعمائة وخمسين من المسلمين لرد (دعثور) فإنه كان قد جمع جيشاً من (بني ثعلبة) و (محارب) يريدون الإغارة على المدينة.. فخرج إليهم الرسول، حتى وصل إلى (غطفان) وهي ناحية (بنجد) وحيث تقابل الطرفان خرج الرسول ـ بعيداً عن أصحابه ـ لقضاء الحاجة، فأصابه مطر فبلّ ثوبه (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد جعل الرسول (وادي أمر) بينه وبين أصحابه، فنزع ثيابه ونشرها على شجرة لتجف واضطجع تحتها.. رأى (دعثور) الرسول بهذه الحالة فطمع فيه. فأقبل، حتى وقف على رأس الرسول، مجرداً سيفه، لي*** النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قائلاً: من يمنعك مني؟ فقال الرسول: الله عز وجل.. ودفع (دعثور) (جبرئيل (ع)) فسقط وقام على رأسه الرسول آخذاً سيفه، قائلاً: من يمنعك مني؟ قال (دعثور): لا أحد.. ثم شهد (دعثور) الشهادتين، وحسن إسلامه ودعا قومه إلى الإسلام، وانتهى الأمر بسلام، وعاد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المدينة..
__________________
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 19-03-2010, 05:32 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

نكمل الوقائع التاريخية
5- غزوة بني قريظة :

، وَيَسْتَئْذنُ فَوقد وقعت في السنة الخامسة بعد أن رأى ما أنطوت عليه نفوس يهود بني قريظة من اللؤم والغدر والتحزب مع قريش وحلفائها ، وبعد أن أعلنت له إبان أشتداد معركة الأحزاب أنها فضت عهدها معه ، وكانت وهي تساكن الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة تهم بشر عظيم قد يقضي على المسلمين جميعاً لولا انتهاء معركة الأحزاب بمثل ما انتهت إليه ، رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يؤدب هؤلاء الخائنين الغادرين، ويظهر منهم المدينة مقر جهاده ودعوته حتى لا تواتيهم الظروف مرة أخرى ، فينقضوا على جيران المسلمين ، ويبيدوهم كما هي طبيعة الغد اليهودي اللئيم .
وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رجع يوم الخندق ووضع السلاح واغتسل ، أتاه جبريل وقد عصب رأسه الغبار فقال : وضعت السلاح ، فوالله ما وضعته ، قال : فأين ؟ قال : ها هنا ، وأوماً إلى بني قريظة ، قالت : فخرج إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم. أمر الرسول صلى الله عليه وسلم من ينادي في الناس بأن لا يصلين أحد العصر إلا في بين قريظة ، ثم خرج فيهم وقد حمل رايته علي رضي الله عنه ، وقد اجتمع من المسلمين ثلاثة آلاف ، ومن الخيل ست وثلاثون فلما دنا علي من حصن بني قريظة ، سمع منهم مقالة قبيحة في حقه صلى الله عليه وسلم وحق أزواجه ، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم ، وطلب اليه أن لا يدنو من أولئك الأخباث ، فأجابه عليه السلام بأنهم إذا ، رأوه لم يقولوا من ذلك شيئاً لما يعلم من أخلاقهم في النفاق والملق ، فلما رأوه تطفوا به كما تنبأ صلى الله عليه وسلم ، ثم أخذ المسلمون في حصارهم خمساً وعشرين ليلة ، فلما ضاق بهم الأمر ، نزلوا على حكم الرسول صلى الله عليه وسلم ، فحكم فيهم سعد بن معاذ سيد الأوس ، وكان بنو قريظة حلفاء الأوس ، فحكم سعد بأن ت*** مقاتلهم ، وأن تسبى ذراريهم ، وأن تقسم أموالهم ، فنفذ الرسول حكمه ،وبذلك قضى على مؤامرات اليهود ودسائسهم وتأمرهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعوته قضاءً مبرماً في المدنية وما حولها .
وفي هذه الغزوة نزلت آيات من القرآن الكريم تبين غدر اليهود ، ونقضهم للعهود ، وتخذيلهم لصفوف المسلمين في غزوة الأحزاب : ( وَإذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لََكُمْ فَارْجِعُوا رِيقٌ مِنْهُمْ النَّبِيَّ ، يَقُولُونَ إنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَورَةٍ ، إنْ يُرِيدُونَ إلا فِراَرَاً ، وَلوْ دَخَلتَ عَليْهِمْ مِنْ أقْطَارِهَا ، ثُمَّ سُئِلُوا ، لآتَوهَا ، وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إلا يَسِيراً ، وَلقَدْ كَانُوا عَاهَدُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ ( إشارة إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم معهم يوم أستقر بالمدينة ) لا يُوَلُّونَ الأدْبَارَ ، وَكانَ عَهْدُ اللهِ مَسْؤُولاً ، قُلْ لن يَنفَعُكُمْ الفِرَارَ إنْ فَرَرْتُم مِنَ المَوْتِ أوِ القَتْلِ ، وَإذًَا لا تُمَتَّعُونَ إلا قَلِيلاً ) [ الأحزاب : 13 ـ 16 ] على أن يقول : ( وَأنْزَلَ الذِينَ ظَاهَرُوهُمْ ( أهل الأحزاب ) مِنْ أهْلِ الكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ ( حصونهم ) وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمْ الرُّعْبَ ، فَرِيقاً تَقْتُلونَ ،وَتَأسُرُونَ فَرِيقاً ، وَأوْرَثَكُمْ أرْضَهُمْ وَدِيَارِهِمْ وَأمْوَالَهَمْ ، وَأرْضَاً لَمْ تَطَئُوهَا ، وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيراً ) [ الأحزاب : 26ـ 27] .
6ـ غزوة الحديبية :

وقعت في ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة ،وكان من أمرها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأي في منامة أنه دخل البيت هو وصحابته آمنين محلقين رؤوسهم ومقصرين لا يخافون شيئاً ، فأمر الناس أن يجهزوا للخروج إلى مكة معتمرين ، لا يريد حرباً لقريش ولا قتالاً ، فخرج معه المهاجرون والأنصار يحدوهم الشوق إلى رؤية بيت الله الحرام بعد أن حرموا من ذلك ست سنوات ، وخرج معهم من شاء من الأعراب ، وساق أمامه صلى الله عليه وسلم وهو ما يساق إلى البيت الحرام من الإبل والنعم تعظيماً للبيت وتكريماً ، وأحرم بالعمرة في مكان يسمى بذي الحليفة ، ليعلم الناس وقريش خاصة أنه لا يريد قتالا ، وكان عدد من خرج معه نحواً من ألف وخمسمائة ، ولم يخرجوا معهم بسلاح إلا سلاح المسافر في تلك العهود : السيوف في أغمادها ، وسار حتى إذا وصل إلى " عسفان " جاء من يقول له : هذه قريش قد سمعت بمسيرك ، فخرجوا وقد لبسوا جلود النمور يحلفون بالله لا تدخلها عليهم أبداً ، فقال صلى الله عليه وسلم : ياويح قريش ، لقد أكلتهم الحرب ! ماذا عليهم لو خلوا بيني وبين سائر العرب ، فان هم أصابوني ، كان ذلك الذي أرادوا ، وإن أظهرني الله عليهم دخلوا في الاسلام وافرين ، وإن لم يفعلوا قاتلوا وبهم قوة ، فما تظن قريش ؟ فوالله لا أزال أجاهد على الذي بعثني الله حتى يظهره الله ، أو تنفرد هذه السالفة " .
فلما وصل إلى الحديبية ـ وهي مكان قريب من مكة بينها وبين طريق جدة الآن ، ـ جاءه بعض رجال من خزاعة يسألون عن سبب قدومه ، فأخبرهم أنه لم يأت إلا ليزور البيت ويعتمر ، فرجعا وقالوا لهم : إنكم تعجلون على محمد ، لم يأت لقتال ، إنما جاء زائراً ، لهذا البيت ، فقالوا : لا والله لا يدخلها علينا عنوة أبداً ، ولا يتحدث العرب عنا بذلك . ثم بعثوا عروة بن مسعود الثقفي ليتحدث إلى الرسول بهذا الشأن ، وبعد حديث وأخذ ورد بين عروة وبعض الصحابة ، عاد إلى قريش وحدثهم عما رأى من حب الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهيبتهم له ، ورغبتهم في الصلح معه ، فأبوا ذلك ، ثم بعث الرسول صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان إلى أهل مكة ليؤكد لهم الغرض من مجيء الرسول وصحابته ، وأبطأ عثمان ، فأشيع بين المسلمين أنه قد *** ، فقال الرسول عندئذ : لا نبرح حتى نناجز القوم ( نقاتلهم )ودعا المسلمين إلى البيعة على الجهاد .والشهادة في سبيل الله ، فبايعوه تحت شجرة هناك من أشجار الطلح على عدم الفرار ، وأنه إما الصلح معه على أن يرجع في هذا العام ويعود من قبل فيقيم ثلاثاً معه سلاح الراكب : الرماح والسيوف في أغمادها ، وأرسلت قريش لذلك سهيل بن عمرو ليتم هذا الصلح ، وأخيراً تم الصلح ، على ما رغبت قريش ، وعلى وضع الحرب بين الفريقين عشر سنين ، وأن من أتى من عند محمد إلى مكة لم يردوه ، وأن من أتى محمداً من مكة ردوه اليهم


فعز ذلك على المسلمين ، وأخذ بعضهم يجادل النبي صلى الله عليه وسلم فيما جاء من شروطها ، ومن اشدهم في ذلك عمر ، حتى قال رسول الله : " إني عبد الله ، ولن يضيعني ثم أمر الرسول أصحابه بالتحلل من العمرة فلم يفعلوا ذلك من موجة من الألم ، لما حيل بينهم وبين دخول مكة . ولما شق عليهم من شروط الصلح فبادر عليه السلام بنفسه ، فتحلل من العمرة ، فتبعه المسلمون جميعاً ، وقد ظهرت فيما فيها بعد فوائد هذه الشروط التي صعبت على المسلمين ورضي بها الرسول ، لبعد نظره ، ورجحان عقله ،وإمداد الوحي له بالسداد في الراي والعمل .

هذا وقد سمى الله هذه الغزوة فتحاً مبيناً ، حيث قال : ( إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ، لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَاتَأخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَليْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُسْتَقِيمَاً ، وَيَنصُرَكَ اللهُ نَصْرَاً عَزِيزاً ) . [ الفتح : 1ـ3] ثم تحدث عن مبايعة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( إنَّ الذِينَ يُبَايُعُونَكَ إنَّمَا يُبَايُعونَ اللهَ ، يَدُ اللهِ فَوقَ أيْدِيهِمْ ، فَمَن نَكَثَ فَإنَّمَا يَنكُثُ عَلى نَفْسِهِ ، وَمَنْ أوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللهَ فَسَيُؤْتِيهِ أجْرَاً عَظِيماً ) [ الفتح :10] ورضي عن أصحاب بيعة الرضوان تحت الشجرة فقال : ( لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ المُؤْمِنينَ إذْ يُبَايُعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ، فَعَلِمَ مَا فِي قُلوبِهِمْ فَأنْزَلَ السَّكِينَةَ عَليْهِمْ ، وَأثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً ) [ الفتح : 18] وتحدث عن رؤيا الرسول صلى الله عليه وسلم التي كانت سبباً في غزوة الحديبية ، فقال " ( لََقَدْ صَدَقَ اللهَ وَرَسُولُهُ الرُّءُيَا بِالحَقِّ لتَدْخُلُنَّ المَسْجِدَ الحَرَامَ إنْ شَاءَ اللهُ آمِنِينَ مُحَلِقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ ، فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا ، فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحاً قَرِيباً ) [ الفتح : 27] ولعل هذه إشارة إلى فتح مكة الذي كان ثمرة من ثمرات صلح الحديبية ، كما سنذكره في الدروس والعظات ان شاء الله ، ثم أتبع ذلك بتأكيد غلبة هذا الدين وأنصاره ، فقال : ( هُوَ الذِي أرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلى الدِّينِ كُلِّه ، وَكَفَى بِاللهِ شَهِيداً ) [ الفتح : 28] وصدق الله العظيم .
__________________
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 19-03-2010, 05:35 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

7-غزوة خيبر :


وكانت في أوخر المحرم للسنة السابعة من الهجرة .


و " خيبر" واحة كبيرة يسكنها اليهود على مسافة مائة ميل من شمال المدينة جهة الشام

وسببها : أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أمن جانب قريش بالصلح الذي تم في الحديبية ، قرر تصفية مشكلة التجمعات اليهودية فيما حول المدينة بعد أن صفى اليهود من المدينة نفسها ، وقد كان اليهود في خيبر حصون منيعة ،وكان فيها نحو من عشر آلاف مقاتل ، وعندهم مقادير كبيرة من السلاح والعتاد ، وكانوا أهل مكر وخبث وخداع ، فلا بد من تصفية مشكلتهم قبل أن يصبحوا مصدر اضطراب وقلق للمسلمين في عاصمتهم " المدينة" ولذلك أجمع الرسول صلى الله عليه وسلم على الخروج اليهم في أواخر المحرم ، فخرج اليهم في ألف وستمائه مقاتل ، منهم مائتا فارس ، واستنفر من حوله ممن شهد الحديبية ، وسار حتى إذا أشرف ، على خيبر قال لأصحابه : قفوا ، ثم عاد فقال : " اللهم رب السماوات وما أظللن ، ورب الأرضين وما أقللن ، ورب الشياطين وما أضللن ،ورب الرياح وما ذرين ، إنا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها ، ونعوذ بك من شرها وشر أهلها وشر ما فيها ، أقدموا الله "

ولما وصلوا إليها نزل النبي صلى الله عليه وسلم قريباً من أحد حصون خيبر يسمى " حسن النطاق " وقد جمعوا فيه مقاتلتهم ، فأشار حباب بن المنذر بالتحول ، لأنه يعرف أهل النطاق معرفة جيدة ، ليس قوم أبعد مدى ولا أعدل رمية منهم، وهم مرتفعون على مواقع المسلمين ، فالنبل منهم سريع الانحدار على صفوف المسلمين ، ثم إنهم قد يباغتون المسلمين في الليل متسترين بأشجار النخيل الكثيرة ، فتحول الرسول مع المسلمين إلى موضع آخر وابتدأت المعارك ، يفتح المسلمون منها حصناً بعد حصن ، لا الحصنين الآخرين ، فقد رغب أهلهما في الصلح على حقن دماء المقاتلة ، وترك الذرية ، ولا خروج من أرض خيبر بذراريهم ، وأن لا يصحب أحد منهم إلا ثوباً واحداً ، فصالحهم على ذلك ، وعلى أن ذمه الله ورسوله بريئة منهم إن كتموه شيئاً ، ثم غادرهما ، فوجد المسلمون فيها أسلحة كثيرة ، وصفحات متعددة من التوراة ، فجاء اليهود بعدذلك يطلبونها ، فأمر بردها اليهم ، وقد بلغ عدد ***ى اليهود في هذه المعركة ثلاثة وتسعين ، واستشهد من المسلمين خمسة عشر .
8-غزوة مؤتة :

كانت في جمادي الأول للسنة الثامنة من الهجرة ، و" مؤته " قرية على مشارف الشام ، تسمى الآن " بالكرك " جنوب شرق البحر الميت، وكان سببها أن الرسول كان قد أرسل الحارث بن عمير الأزي بكتاب إلى أمير مصرى من جهة هرقل ،وهو الحارث بن ابي شمر الغساني يدعوه فيه إلى الإسلام ـ وكان ذلك من جملة كتبه التي بعث بها عليه السلام إلى ملوك العالم وأمراء العرب بعد صلح الحديبية ـ فلما نزل مؤته أحد الأمراء العرب الغساسنة التابعين لقيصرالروم ، فقال له : أين تريد ؟ لعلك من رسل محمد ؟ قال : نعم ، فأوثقه وضرب عنقه ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاشتد ، عليه الأم إذ لم ي*** له رسول غيره ، وجهز لهم حيشاً من المسلمين عدته ثلاث آلاف . وأمر عليهم زيد بن حارثة ، وأرصاهم ، إن أصيب زيد ليؤمروا جعفر بن أبي طالب ، فان أصيب ، فليؤمروا عليه عبد الله ابن رواحة ، وطلب من زيد أن يأتي م*** الحارث بن عمير ، وأن يدعو من هناك إلى الإسلام ، فان أجابوا ، وإلا فليستعينوا بالله ، وليقاتلوهم ، وأوصاهم بقوله : " أوصيكم بتقوى الله وبمن معكم من المسلمين خيراً ، اغزوا باسم الله ، وفي سبيل الله ، من كفر بالله ، لا تغدروا ،ولا تغلوا ( الغلول السرقة ) ولا تقلتوا وليداً ، ولا أمرأة ، ولا كبيراً فانياً ، ولا منعزلاً بصومعة ،ولا تقربوا نخلاً ، ولا تقطعوا شجراً ، ولا تهدموا بناءاً "

ثم سار الجيش على بركة الله ، وقد شيعهم الرسول بنفسه ، ولم يزالوا سائرين حتى وصلوا معان ، فبلغهم أن هرقل قد جمع جمعاً عظيماً ، ونزل في مآب من أرض البلقاء ( هي كورة من أعمال دمشق قصبتها عمان ) وكان جيش الروم مؤلفاً منهم ومن العرب المنتصرة ، فتشاور المسلمون فيها بينهم ، ورأوا أن يطلبوا من الرسول مدداً ، أو يأمرهم بأمر آخر فيمضون له ، فقال عبد الله بن رواحة : والله إن الذي تكرهون هو ما خرجتم له ، تطلبون الشهادة ، ونحن ما نقاتل الناس بعدد ولا كثرة ولا قوة ، وإنما نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به ، فإنما هي إحدى الحسنيين ، فإما الظفر ، وإما الشهادة ، فوافقه الناس على خوف المعركة ، وابتداء القتال ، فقاتل زيد حتى *** ، ثم أستلم اللواء بعده جعفر بن ابي طالب ، فقاتل على فرسه ، ثم أضطر للنزول عنها فقاتل مترجلاً ، فقطعت يمينه ، فأخذ اللواء بيساره ، فقطعت يساره ، فاحتضن اللواء حتى *** ، ووجد فيه بضع وسبعون جرحاً ما بين ضربه بسيف وطعنة برمح ، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة ، فقاتل حتى *** ، ثم أتفق المسلمون على إمره خالد بن الوليد للجيش ـ وكانت هذه أول معركةيحضرها في الإسلام ـ فما زال يستعمل دهاءه الحربي حتى انقذ الجيش الإسلامي من الفناء ، ثم عاد به إلى المدينة . كانت هذه أول معركة يخوضها المسلمون خارج جزيرة العرب ضد الروم ، وسميت بالغزوة وإن لم يحضرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لكثرة المحاربين فيها . حيث بلغوا ثلاثة آلاف مما يخالف عدد هذه المعركة " سيف الله "
__________________
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 19-03-2010, 05:38 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

غزوة فتح مكة

قال ابن القيم‏ :‏ هو الفتح الأعظم الذي أعز الله به دينه

ورسوله وجنده وحزبه الأمـين ، واستنقذ به بلــده وبيته الذي

جعله هدى للعالمين ، من أيدي الكفار والمشركين ، وهو الفتح الذي

استبشر بـه أهـل السمـاء، وضـربت أطناب عِزِّه على مناكب الجوزاء ،

ودخل الناس به فــي ديــن الله أفواجـاً ، وأشرق به وجه الأرض ضياء وابتهاجاً .


سبب الغزوة

قدمنا في وقعة الحديبية أن بنداً من بنود هذه المعاهدة يفيد أن

من أحب أن يدخل في عقد محمد (صلى الله عليه وسلم)

وعهده دخل فيه ، ومن أحب أن يدخل في عقد قريش وعهدهم

دخل فيه ، وأن القبيلة التي تنضم إلى أي الفريقين تعتبر جزءاً من

ذلك الفريق ، فأي عدوان تتعرض له أي من تلك القبائل يعتبر عدواناً على ذلك الفريق‏ .‏

وحسب هذا البند دخلت خُزَاعَة في عهد رسول الله(صلى الله عليه وسلم)،

ودخلت بنو بكر في عهد قريش ، وصارت كل من القبيلتين في أمن من الأخر ،

وقد كانت بين القبيلتين عداوة وتوترات في الجاهلية ، فلما جاء الإسلام ،

ووقعت هذه الهدنة ، وأمن كل فريق من الآخر ـ اغتنمها بنو بكر ، وأرادوا أن

يصيبوا من خزاعة الثأر القديم ، فخرج نَوْفَل بن معاوية الدِّيلي في جماعة من

بني بكر في شهر شعبان سنة 8 هـ ،

فأغاروا على خزاعة ليلاً ، وهم على ماء يقال له ‏:‏

‏[ ‏الوَتِير ‏]‏ فأصابوا منهم رجالاً ، وتناوشوا واقتتلوا ، وأعانت

قريش بني بكر بالسلاح ، وقاتل معهم رجال من قريش

مستغلين ظلمة الليل ، حتى حازوا خزاعة إلى الحرم ،

فلما انتهوا إليه قالت بنو بكر ‏:‏ يا نوفل ، إنا قد دخلنا الحرم ،

إلهك إلهك ، فقال كلمة عظيمة ‏:‏ لا إله اليوم يا بني بكر ،

أصيبوا ثأركم ‏.‏ فلعمري إنكم لتَسرِقُون في الحرم ، أفلا تصيبون ثأركم فيه ‏؟‏

ولما دخلت خزاعة مكة لجأوا إلى دار بُدَيْل بن وَرْقَاء الخزاعي ، وإلى دار مولى لهم يقال له‏:‏ رافع‏ .‏

وأسرع عمرو بن سالم الخزاعي ،

فخرج حتى قدم على رسول الله(صلى الله عليه وسلم) المدينة ، فوقف عليه ، وهو جالس في المسجد بين ظهراني

الناس فقال ‏:‏

يـا رب إني نـاشـد محمـداً حـلـــف أبــيــنــا وأبيه الأتـلـدا
قـد كنـتم ولداً وكنـا والـداً ثمـة أســلمنـا ولـم ننزع يـــدا
فانصر ، هداك الله ، نصر أيداً وأدع عبــــاد الله يـأتـوا مــــددا
فيهـم رسول الله ، قـد تجردا أبيض مثل البدر ، يسمو صعدا
إن سـيم خسـفاً وجهه تربدا في فيـلق كالبحر يجري مزبدا
إن قريشـاً أخلفـوك الموعدا ونقـضـوا ميـثـاقـــك المـؤكـــدا
وجعـلوا لي في كداء رصـدا وزعمـوا أن لست أدعــو أحــدا
وهــم أذل ، وأقــل عـددا هـــــم بـيتــونا بـالوتـــير هجدا
و***ونا ركعاً سجداً
فقال رسول الله(صلى الله عليه وسلم) ‏:‏ ‏( ‏نصرت يا عمرو بن سالم ‏) ‏، ثم عرضت له سحابة من السماء ، فقال ‏:‏ ‏(

‏إن هذه السحابة لتستهل بنصر بني كعب ‏) ‏‏.‏

ثم خرج بُدَيْل بن وَرْقَاء الخزاعي في نفر من خُزَاعَة ،

حتى قدموا على رسول الله(صلى الله عليه وسلم)

المدينة، فأخبروه بمن أصيب منهم ، وبمظاهرة قريش بني

بكر عليهم ، ثم رجعوا إلى مكة ‏.‏ أخرجه ابن هشام في (السيرة) (2/395،394) عن ابن إسحاق بلاسند،

ووصله الطبراني في (الصغير) ص 222من حديث ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها بإسناد ضعيف
__________________
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 19-03-2010, 05:40 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

...{بسم الله الرحمن الرحيم}...

***فتح مكة***

في العام السادس الهجري رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام أنه دخل هو وأصحابه المسجد الحرام, وأخذ مفتاح الكعبة, وطافوا واعتمروا, فكانت بشرى من الله بفتح مكة. واستعد الرسول صلى الله عليه وسلم للعمرة, وخرج معه عدد كبير من المسلمين, فسمعت بذلك قريش فاستعدت للحرب, وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد ساق معه الهدي دلالة على عدم نية الحرب. وأشيع نبأ *** قريش لعثمان, وبايع الصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان, وظلت المراسلات بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين قريش, حتى انتهت بأن أرسلت قريش سهيل بن عمرو ليعقد صلح الحديبية مع النبي صلى الله عليه وسلم , وكان من ضمن بنوده وقف الحرب بين الفريقين عشر سنين, وللقبائل أن تدخل في حلف النبي صلى الله عليه وسلم , أو في حلف قريش, وأنه من فر من المسلمين إلى قريش لا ترده قريش, ومن فر من قريش إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يرده الرسول صلى الله عليه وسلم .
ومع أن الظاهر في بعض بنود هذه المعاهدة الظلم, إلا أنها أتاحت الفرصة لانتشار الإسلام, واعتراف قريش بالمسلمين كقوة, فدخل عدد كبير في الإسلام .
بعد هذه الهدنة, أسلم أبطال قريش, عمرو بن العاص, وخالد بن الوليد, وعثمان بن طلحة.
وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأمراء والملوك يدعوهم إلى الإسلام, ليعلن أن الإسلام جاء للناس جميعاً, وليس مقصوراً على شبه الجزيرة العربية.
.................................

وبعد فترة, اعتدت بنو بكر ـ وكانت قد دخلت في حلف قريش حسب اتفاق الحديبيةـ على خزاعة التي دخلت في حلف النبي صلى الله عليه وسلم , وجاء عمرو بن سالم الخزاعي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستنصره, فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ((نصرت يا عمرو بن سالم)). وعلمت قريش أنها نقضت العهد, فذهب أبو سفيان إلى المدينة ليسترضي رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولكنه رجع دون فائدة, وتجهز الرسول صلى الله عليه وسلم في عشرة آلاف من الصحابة لفتح مكة دون أن تعلم قريش بذلك.
وفي هذه الأثناء أسلم أبو سفيان, ولما قرب الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة, كان أبو سفيان قد رجع ليخبر القوم, ودخل الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه مكة منتصرين فاتحين, واتجه الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة خلفه ناحية المسجد الحرام, فاستلم الرسول صلى الله عليه وسلم الحجر الأسود وطاف بالبيت, وهدم الأصنام التي كانت حول الكعبة, ثم نادى عثمان بن طلحة وأخذ منه مفتاح الكعبة فدخلها, فوجد فيها صوراً فمحاها.
....................................

وخطب الرسول صلى الله عليه وسلم في قريش, ثم قال لهم؛ ماترون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيراً, أخ كريم, وابن أخ كريم. فقال: ((فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوته: (لاتثريب عليكم اليوم) اذهبوا فأنتم الطلقاء)). ثم رد المفتاح إلى عثمان بن طلحة, وكان قد حان وقت الصلاة, فأمر بلالاً أن يصعد الكعبة, فصعدها وأذَّن. وأقام الرسول صلى الله عليه وسلم تسعة عشر يوماً في مكة يجدد معالم الإسلام فيها, وبعث بعض أصحابه لهدم الأصنام التي كانت منتشرة في مكة.
وقد كان فتح مكة في العام الثامن من الهجرة. وكانت مرحلة فاصلة في تاريخ الإسلام, فقريش كانت لها مكانة عظيمة بين القبائل العربية, فلما رأت القبائل قريشاً دخلت الإسلام, أسرعت تدخل في دين الله أفواجاً.
__________________
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 19-03-2010, 05:42 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

ودخل الجيش الإسلامي فى العام الثامن للهجرة إلى مكة كل حسب موضعه ومهامه ، وانهزم من أراد المقاومة من

قريش ، ولم يستطع الصمود أمام القوى المؤمنة ، ثم دخل رسول الله المسجد الحرام والصحابة معه ، فأقبل إلى

الحجر الأسود ، فاستلمه ، وكان حول

البيت ثلاثمائة وستون صنماً ، فجعل يطعنها بقوس في يده ، ويكسرها ، ويقول : { جاء الحق وزهق الباطل ، إن الباطل

كان زهوقاً} ( الإسراء :81 ) ، { قل جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد} (سبأ : 49) ، والأصنام تتساقط على وجوهها

، ثم طاف بالبيت .

ثم دعا عثمان بن طلحة ، فأخذ منه مفتاح الكعبة ، فأمر بها ففتحت ، فدخلها فرأى فيها الصور فمحاها ، وصلى بها ،

ثم خرج وقريش صفوفاً ينتظرون ما يصنع ، فقال : ( يا معشر قريش ، ما ترون أني فاعل بكم ؟) قالوا : أخ كريم وابن أخ

كريم ، قال : ( فإني أقول لكم كما قال يوسف لإخوانه : {لا تثريب عليكم اليوم } اذهبوا فأنتم الطلقاء ) .


وأعاد المفتاح ل عثمان بن طلحة ، ثم أمر بلالاً أن يصعد الكعبة فيؤذن ، وأهدر رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذٍ

دماء تسعة نفر من أكابر المجرمين ، وأمر ب***هم وإن وجدوا تحت أستار الكعبة .

وفي اليوم الثاني قام رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وألقى خطبته المشهورة ، وفيها :

( إن الله حرم مكة يوم خلق السموات والأرض ، فهي حرام بحرام الله إلى يوم القيامة ،لم تحل لأحد قبلي ولا تحل

لأحد بعدي ، ولم تحلل لي قط إلا ساعة من الدهر ، لا ينفر صيدها ، ولا يعضد شوكها ، ولا يختلى خلاها ، ولا تحل

لقطتها إلا لمنشد) رواه البخاري .
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
حروب اسلامية, غزوة


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 06:24 PM.