#1
|
||||
|
||||
الـــحـــافـــظ { احــمــد ابن حـجـر الـعسـقلانـى }
الـــحـــافـــظ { احــمــد ابن حـجـر الـعسـقلانـى }
المولد ولد المحدث الجليل بمدينة الفسطاط في الثالث والعشرين من شعبان سنة 773هـ ، وهو من عائلة فلسطينية الاصل سكنت مدينة عسقلان و هاجرت إلى مصر قبل ان يولد هناك وكان والده عالماً أديباً ثرياً، وأراد لابنه أن ينشأ نشأة علمية أدبية إلا أنه توفي ولم يزل أحمد طفلاً فكفله أحد أقارب والده زكي الدين الخروبي كبير تجار الكارم بمصر، فرعاه الرعاية الكاملة وأدخله الكُتّاب فظهر نبوغه المبكر فقد أتم حفظ القرآن الكريم وهو ابن خمس سنين ووصف بأنه كان لا يقرأ شيئاً إلا انطبع في ذهنه. رحلاته في طلب العلم - رحل إلى مكة سنة 785هـ وأقام بها سنة ودرس خلالها الحديث على يد الشيخ عبدالله بن سليمان النشاوري ، وقد قرأ عليه صحيح البخاري وسمع في مكة من الشيخ جمال الدين بن ظهيرة. - ورحل من مكة إلى مصر عائداً فداوم على دراسة الحديث الشريف على يد العلامة الحافظ عبدالرحيم العراقي، وتلقى الفقه من الشيخ ابن الملقن والعز ابن جماعة وعليه درس الأصول وباقي العلوم الآلية كالمنهاج وجمع الجوامع وشرخ المختصر والمطول. -وأقام في فلسطين وتنقل في مدنها يسمع من علمائها ويتعلم منهم، ففي غزة سمع من أحمد بن محمد الخليلي وفي بيت المقدس سمع من شمس الدين القلقشندي، وفي الرملة سمع من أحمد بن محمد الأيكي، وفي الخليل سمع من صالح بن خليل بن سالم ، وبالجملة فقد تلقى ابن حجر مختلف العلوم عن جماعة من العلماء كل واحد كان رأساً في فنه كالقراءات والحديث واللغة والفقه والأصول ، ويذكر عن شيخه العز بن جماعة أنه قال : أقرأ في خمسة عشر علماً لا يعرف علماء عصري أسماءها. مكانته بين أهل عصره فرد ابن حجر من بين أهل عصره في علم الحديث مطالعة وقراءة وتصنيفاً وإفتاءً حتى شهد له بالحفظ والإتقان القريب والبعيد والعدو والصديق، حتى كان إطلاق لفظ الحافظ عليه كلمة إجماع بين العلماء، وقد رحل إليه الطلبة من الأقطار وطارت مؤلفاته في حياته وانتشرت في البلاد وتكاتب الملوك من قطر إلى قطر في شأنها وكانت له اليد الطولى في الشعر ، وله ديوان شعر متوسط الحجم مطبوع. الوظائف التي شغلها شغل ابن حجر الكثير من الوظائف المهمة في الإدارة المملوكية المصرية ، مما هيأ له الوقوف على مجريات السياسة المصرية ودخائلها آنذاك ومكنه من الاتصال المباشر بالمصادر الأولى لأحداث عصره. وتولى ابن حجر الإفتاء واشتغل في دار العدل وكان قاضى قضاة الشافعية وعني ابن حجر عناية فائقة بالتدريس واشتغل به ولم يكن يصرفه عنه شيء حتى أيام توليه القضاء والإفتاء وقد درّس في أشهر المدارس في العالم الإسلامي في عهده من مثل (المدرسة الشيخونية والمحمودية والحسنية والبيبرسية والفخرية والصلاحية والمؤيدية ومدرسة جمال الدين الآستادار في القاهرة ( وجمال الدين هذا من أهالي البيرة قرب رام الله في فلسطين). مؤلفاته له مؤلفات وتصانيف كثيرة زادت على مئة وخمسين مصنفاً في مجموعة من العلوم المهمة وسنذكر بعض ما اشتهر منها وطارت سمعته في الآفاق: 1- فتح البارى شرح صحيح البخارى(خمسة عشر مجلداً ) ، ومكث ابن حجر في تأليفه عشرين سنة ( ولما أتم التأليف عمل مأدبة ودعا إليها أهل قلعة دمشق وكان يوماً عظيماً ) . ويعتبر هذا السفر العظيم أفضل شرح وأعمه نفعاً لصحيح البخاري الذي يعتبر ثاني كتاب بعد كتاب الله ، وتأتي أهمية كتاب ابن حجر من كونه شرحاً لأصح ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث وقد تضمن ذلك الشرح ذكر أحاديث أخرى وعلق ابن حجر على أسانيدها وناقشها حتى كان بحق ( ديوان السنة النبوية )، وكذلك لما تضمنه من فقه وأصول ولغة ومناقشة للمذاهب والآراء في شتى المعارف الإسلامية . وقد اشتهر هذا الكتاب في عهد صاحبه حتى قبل أن يتمه وبلغ شهرته أن الملك شاه رخ بن تيمور ملك الشرق بعث بكتاب إلى السلطان برسباي يطلب منه هدايا من جملتها ( فتح الباري ) فجهز له ابن حجر ثلاث مجلدات من أوائله. 2- الاصابه فى تمييز الصحابه وهو كتاب تراجم ترجم فيه ابن حجر للصحابة الكرام فكان من أهم المصادر في معرفة الصحابة. 3- تهذيب التهذيب ومختصره كتاب تقريب التهذيب. 4- المطالب العاليه بزوائد المسانيد الثمانيه ، ذكر فيه أحاديث لم يخرجها أصحاب المسانيد الثمانية 5- الدرايه فى تخريج احاديث الهدايه ويعتبر من كتب التخريج البديعة وقد خرج فيه الأحاديث الواردة في كتاب الهداية وهو مرجع فقهي وغير ذلك من المؤلفات الكثيرة. 6- "انباء الغمر بانباء العمر" وهو مؤلف ضخم يقع في حوالي ألف صفحة كبيرة حيث يتبع نظام الحوليات والشهور والأيام في تدوين الحوادث. ثم يتبع حوادث كل سنة بأعيان الوفيات. وقد أفاض في ذكر ما يتعلق بمصر من هذه الحوادث، وهو يتناول الأحداث التي وقعت بين سنة (773 - 850 هـ) 7- "الدرر الكامنه فى اعيان المائه الثامنه" وهو معجم ضمنه تراجم أعيان القرن الثامن الهجري من علماء وملوك وسلاطين وشعراء وغيرهم من مصر ومختلف بلاد الإسلام، ويعتبر هذا الكتاب من أهم مصادر تاريخ مصر الإسلامية في الفترة التي يتناولها، وتبدو نزعته كعالم حديث في ذكر مصادره التي اعتمد عليها في تأليفه. 8- "رفع الاصر عن قضاة مصر" وهو معجم لقضاة مصر منذ الفتح الإسلامي حتى آخر القرن الثامن الهجري. 9 ـ نخبة الفكر فى مصطلح اهل الاثر و هو في مصطلح الحديث . 10 ـ بلو . 11 ـ لسانغ المرام من ادله الاحكام الميزان. 12 - تغليق التعليق في وصل معلقات البخاري . 13 - ديوان ابن حجر من نظمه كان شيخ الإسلام ابن حجر شاعراً مطبوعاً ، و تبوأ مكانة مرموقة بين أدباء عصره . و من شعره : إنما الأعمال بالنيات في .:. كل أمر أمكنت فرصتهُ فانو خيراً وافعل الخير فإن .:. لم تطقه أجزأت نيتهُ وله في مطلع قصيدة طويلة في المديح النبوي . إن كنت تنكر حباً زادني كلفا .:. حسبي الذي قد جرى من مدمع و كفى و إن تشككت فسئل عاذلي شجـني .:. كم بت أشكو الأسى و البث و الأسفا كدرت عيشاً تقضى في بعادكمو .:. و راق مـني نسيب فيكمو و صفا سرتم و خلفتمو في الحي ميت هوى .:. لولا رجـاء تلاقيكم لقد تلفا وفاته توفي في أواخر ذي الحجة سنة 852هـ وكان له مشهد لم ير مثله فيمن حضره من الشيوخ ، وشهده أمير المؤمنين والسلطان وقدم الخليفة للصلاة عليه، وكان ممن حضر الجنازة الشاعر الشهاب المنصوري فلما وصلوا بالجنازة إلى المصلى أمطرت السماء على نعشه. --قال جمال الدين يوسف ابن عبد الهادى الشهير بإبن المبرد - ت 909هـ - في كتابه الرياض اليانعة في اعيان المائة التاسعة: ( كان معظما للشيخ تقي الدين ابن تيميه محبا له مبالغا في محبته جاريًا في أصول الدين على قاعدة المحدثين . منقول |
العلامات المرجعية |
|
|