اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان
يَارَبَّ بَغْدَادَ عبد الستار المرسومي يا رَبَّ بَغدادَ ضَاقَتْ بالوَرى الحِيلُ *** وَحُملَ العَبدُ مَا لا الطَّودُ يحتَمِلُ يَا رَبَّ بَغدادَ رِجْلُ الظُّلمِ قَدْ وَطِئَتْ *** أَرضَ العِراقِ وَذُلَّ الطِفلُ والرَّجُلُ فاجْعلْ فُديتَ لهذا الجورِ خَاتمَةً *** وارفَعْ عِبادَكَ للجَوزَاء ما بَذَلوا أَهذي بَغْدادُ شَمْسُ الشَّرقِ يَأسِرُها *** مَنْ كَانَ بِالأمْسِ مِنْ عَليائِها يَجِلُ؟ وَكَانَتِ النَّاسُ تَأتِيها لرَوعَتها *** كمْ علَّمَتهُمْ وَكَمْ قَامَتْ بِها دُوَلُ! جَاءوا إليها مِنَ الأَمْصَار ِأَنفَسُهُمْ *** صَاروا عُلوماً وَفِيهِمْ يُضرَبُ المَثَلُ سَلْ عَنها جَهماً وَقَولُ الشعرِ دَيدَنُهُ *** كم آسَرَتْهُ عُيونُ الجِسرِ والحُلَلُ؟ يا فخْرَ هَارونَ وَالنُّعمانُ عالمُها *** حُييتِ بغدادُ فيكِ الشّعرُ يُرتَجلُ شَقْراءُ كَانتْ كَنُورِ البَدرِ جمتها *** تَغدُو حَريراً إذا مَا مسَّها بَلَلُ إذا ذَكَرْتُ الكرْخَ يزهُو بحُلَّتهِ *** تأتي الرَّصَافَةُ تِيهاً قِرطُهَا زُحَلُ بَغدادُ شَمسٌ بِأَنفِ البَردِ لَو طَلَعَتْ *** فِيها الجَمالُ وَفِيها الدِّفيءُ مُشْتَمِلُ أهزوجةُ الدنيا وحَدُّ الأفقِ مَلْعَبُها *** لحنُ الرَّبيعِ وَمِنها الدُرُّ يُنْتَشَلُ كلُّ المَدَائِنِ تَسعَى نيلَ مَفْخَرَةٍ *** إلّاكِ بَغدادُ فيكِ الفَخْرُ مُحتَفلُ كانَ الظَلامُ يَنامُ الليلَ مُلتَحِفاً *** صَفوَ القُلوبِ وَهَذا البَدرُ مُكتَملُ أمّا النهارُ فكُلُّ الوَقْتِ ذو ألقٍ *** منْ فَجرِ بَغْدادَ كانَ الصُّبحُ يكتَحِلُ أمُّ العِراقِ أَرُوني مِثلَها وَطَناً *** أَلقاً يُعَشْعِشُ في أَفيائها الغَزَلُ أُعْشِقْتُ بَغدَادَ عِشْقاً لَيسَ يَشْبَهَهُ *** مَا جَنَّ قَيسَاً وَمَا أزْمَتْ بهِ العِلَلُ إذا ذَكرْتُ العَيشَ في بَغدادَ أنْشَغِلُ *** كُلُّ الجوارحِ للآهاتِ تَمتَثلُ مَاذا عَسَاهُ يَقولُ الشِّعرُ في وَطَني *** فَالشَّوقُ أَعظَمُ مِنْ قَولي فَيَسْتَفِلُ رُدُّوا بِلادِي فَفِيها كُلُّ ذَاكِرَتي *** فِيها صديقي وَفيها يجْثمُ الأمَلُ حُلْمُ الطفولَةِ في بَغدَادَ لذَّتهُ *** فعْلُ الشَكَاسِةِ لا كَلُّ ولا مَلَلُ فِيها العَزيزُ زَكيُّ الأَصْلِ ذَا أَبَتي *** شيخُ القَبيلةِ بِالأَخْلاقِ مُتَّصِلُ فِيها أُخَيي وَنَبعُ الخَيرِ وَالدَتي *** قَلبٌ حَنونٌ وَقَلبُ الأُمِّ يَنْتَضِلُ تلكَ الأُخَيةُ تَبكيني وَتَذكُرُني *** مَا زِلتُ أَذكرُ دَمْعاتٍ لَها سبُلُ وَكَفكَفَ النَّاسُ عَنْ بَغدادَ أدمُعَهُمْ *** وَدَمعُ بَغدادَ يَجري الدَّهرَ يَنهَمِلُ يا عَينَ بغدادَ كُفّي الدَّمعَ من أَلمٍ *** لا تَأسَيِنَّ عَلى الأوغادِ إِذ رَحَلُوا تَركتِ في القَلبِ جُرحَاً غَائراً دَنِفاً *** لا القَلبُ يَشفى وَلا ذَا الجُرحُ يَندَمِلُ يا دَارَ أهلي وَدارَ العربِ أَجْمَعِهِمْ *** مَالي أرى العُربَ عَنْ لأوائها ذُهِلُوا مَا لي أراهُم ضِعافاً خارَ فَارِسهُمْ *** فَقَدوا الإيالةَ لا قَالوا ولا فَعَلُوا أَسْرَفْتِ بَغْدادُ يَومَ البَذْلِ في كَرَمٍ *** لكنَّ قَومَكِ يَومَ الغَزوِ قَدْ بخِلُوا رُدُّوا الجَميلَ أَيَا عربانُ ما لَكُمُ؟ *** أَيبلغُ الحَدُّ بالخذْلانِ يحتَفَلُ؟ ! أيَبلُغُ الحَالُ ما آلتْ لهُ مُدُنٌ *** الكفرُ يَمرَحُ وَالأمجَادُ تَرتَحِلُ رَدُّ الجَميلِ أَيا إخوانُ مفخرَةً *** طَبْعُ الشُّجَاعِ يقيناً يُعْرُفُ البَطَلُ أَنتُم كُفئتُمْ بيَومِ القَتلِ وَيحَكمُ *** عارٌ عَليكُمْ عِراقُ الخيرِ يُعتقَلُ عارٌ وَعَارٌ لِعارٍ أنتمُ خَوَلُ *** وَخنعتكُمْ لعاعَاتٌ بها عَطلُ مَا عَادَ يُسألُ في بغدادَ عَنْ قِيَمٍ *** الأمرُ فُوضَى كَأَنَّ الحَقَّ مُرتحِلُ يا رَبَّ بَغدادَ هَييء للأُلَى رَجُلاً *** يطَهِّرُ الأرضَ فَالتّاريخُ يعْتدِلُ وَبَلِّغُوا الأَهْلَ في بَغدَادَ عَنْ عِلَلٍ *** تمَزِقُ القَلْبَ وَالأحشَاءُ تَشْتَعِلُ فالبُعدُ نارٌ وَلا يَقوى عَلى لَهَبٍ *** إلّا الصَّبُورَ وَقَلبي الصَّبُ مُنْشَغِلُ يا رَبَّ بَغدادَ صَلِّ دَائماً أبدَاً *** عَلى حَبِيبِكَ مَا اشتاقَتْ لهُ مقَلُ