قالت مجلة التايم الأمريكية أن إهتمام المصريين بحادث قطار أسيوط الذي راح ضحيته عشرات الأطفال، وغياب الإجماع حول الخطوات التي ينبغي على الرئيس محمد مرسي إتخاذها تجاه أزمة غزة، ساعد الرئيس المصري حتى الآن على تجنب مواجهة إنتقادات علنية جادة حول تعاملة مع الأزمة في القطاع.
وأشارت إلى أن الشارع المصري يعيش حالة من عدم اليقين حول طبيعة الخطوات الملموسة التي يجب على مصر إتخاذها من أجل جارتها المحاصرة غزة، فالمصريون يتعاطفون مع محنة الفلسطينيين وخاصة سكان قطاع غزة، ولكنهم غير متحمسين للدخول في صراع مسلح مع إسرائيل حول تلك القضية.
وأوضحت المجلة أن العلاقات بين المصريين وسكان قطاع غزة أصابها نوع من التعقيد بسبب الحملات الإعلامية التي شنها نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك لتشويه أهالي غزة ووصمهم بأنهم مجموعة من المجرمين الخطرين ومثيري الشغب. وأضافت أن وسائل الإعلام المملوكة للدولة في عهد الرئيس المخلوع كانت تحرص على إيصال صورة للشعب المصري بأن غزة مأهولة بالبلطجية والجماعات المتطرفة التي تحاول جرّ مصر إلى حرب جديدة مع إسرائيل، وذلك من أجل صرف إنتباه المصريين عن تواطؤ مبارك نفسه في إبقاء غزة تحت الحصار.
ودللت على ذلك بما حدث في مطلع عام 2008 عندما قام مسلحون بفتح معبر رفح بالقوة ليعبر بعدها مئات الآلاف من سكان القطاع لشراء احتياجاتهم من مصر، مشيرة إلى أن الإعلام المصري وقتها كانت تملؤه حكايات عن السلوك الإجرامي لسكان غزة و"الجرائم" التي ارتكبوها في مدينة العريش المصرية، بل وحتى اتهموهم بشراء البضائع بنقود مزيفة.
وأشادت المجلة بتعامل مرسي مع الأزمة في غزة، قائلة أنه نجحح حتى الآن في تحقيق التوازن بين الضغوط المتزايدة على موقفه، فقيامه بإرسال رئيس وزرائه للقطاع أضعفت فوراً أي اتهامات محتملة بأن سياسته تجاه غزة هي نفس سياسة سلفه المخلوع.واختتمت المجلة قائلة أن الرئيس المخلوع حسني مبارك كان يحرص على الحفاظ على سعادة الأمريكيين والإسرائيليين، ولكن على حساب مكانة مصر الإقليمية. وأشارت إلى أن السؤال الآن هو إلى أي مدى سيتمكن مرسي من الصمود في مهمته الخطيرة.