اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإدارى > أرشيف المنتدي

أرشيف المنتدي هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 06-08-2006, 01:53 PM
اسلام رشوان اسلام رشوان غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,480
معدل تقييم المستوى: 0
اسلام رشوان is an unknown quantity at this point
افتراضي

لست وحدي الذي ينتابه شعور بالخزي من مواقف مصر الرسمية تجاه عدوان إسرائيل الهمجي علي لبنان، فقد عبرت أقلام كثيرة بشكل مباشر أو غير مباشر عن نفس المشاعر التي أعتقد أنها تسيطر علي نفوس أغلبية ساحقة من شعب مصر. وإذا كانت التصريحات التي أدلي بها الرئيس مبارك في بداية هذا العدوان قد استفزت كثيرين كنت واحدا منهم، واعتبروها لا تعبر عن الشعب المصري، إلا أن الأمل ظل يراود البعض في أن تتمكن الدبلوماسية المصرية من التفاعل مع تطورات الأزمة بحنكة أكبر وإدارتها بطريقة تساعد علي احتواء الأضرار وإعادة تصويب المسار. غير أن ما حدث كان هو العكس تماما، فقد استمرت التصريحات غير الموفقة للقيادة السياسية،

وراحت الهوة بين مواقفها وموقف مصر الشعبية تزداد اتساعا كل يوم. وفي هذا السياق كان من الطبيعي أن تعجز الدبلوماسية المصرية عن التأثير الإيجابي علي مسار الأزمة، بل وأن تظهر بمظهر التابع المطيع والخادم الأمين للسياستين الإسرائيلية والأمريكية في المنطقة. ولإلقاء الضوء علي هذه الحقيقة يكفي أن نتتبع مواقف مصر الرسمية منذ بداية الأزمة اللبنانية حتي الآن كي ندرك حجم الهوة التي راحت تفصل تدريجيا بينها وبين مواقف مصر الشعبية إلي أن أصبحا علي طرفي نقيض.


من المعروف أن حزب الله كان قد تمكن من القيام بعملية عسكرية نوعية، *** فيها ثمانية من الجنود الإسرائيليين وأسر اثنان. وقد تفاعلت الغالبية الساحقة من الشعب المصري مع هذه العملية باعتبارها مشروعة ومبررة، لأنها استهدفت جيش دولة لا تزال تحتل أراضي لبنانية ومبادلة الجنديين الأسيرين بأسري لبنانيين ما زال بعضهم يقبع في السجون الإسرائيلية منذ أكثر من ٢٧ عاما. بل يمكن القول دون أي قدر من المبالغة إن معظم المصريين أحسوا بالفخر من قدرة المقاومة اللبنانية علي القيام بعملية شكلت نوعا من الإذلال لجيش وصل به الغرور حدا لا يطاق ولا يخجل من ممارسة *** الأبرياء يوميا في فلسطين، بل وعلي الحدود مع مصر التي تربطها بها معاهدة سلام!. ولذلك فحين اختارت إسرائيل أن ترد علي عملية حزب الله بحرب شاملة علي لبنان،

لم يكن الشعب المصري علي استعداد لالتماس أي عذر لإسرائيل واعتبر هذه الحرب بمثابة عدوان همجي، تعين إدانته دون مواربة، وعلي دولة عربية شقيقة تعين الوقوف إلي جانبها دون تردد. وحين صمد حزب الله وراحت المقاومة اللبنانية تكيل الصاع صاعين لجيش همجي يستخدم القوة دون كوابح قانونية أو أخلاقية، رأي الشعب المصري في هذه المقاومة بعثا جديدا لكرامة أمة أهدرها تخاذل حكامها بأكثر مما أهدرتها وحشية العدو.

وحين فشلت محاولات غرس الفتنة الطائفية في لبنان وراح شعبها العظيم يلتف بكل طوائفه حول المقاومة البطلة، أدرك الشعب المصري بحسه السياسي المرهف أن ما يدور علي الأرض اللبنانية ليس مجرد ثأر لكرامة مهدرة وإنما معركة استراتيجية كبري يمكن أن تغير قواعد اللعبة السياسية لصالح الأمة، وأن لبنان الصامد بدأ يشكل حائط صد حقيقيا أمام «مشروع الشرق الأوسط الجديد» الذي استهدف تفتيت المنطقة إلي دويلات طائفية تديرها إسرائيل لحساب الولايات المتحدة،

وهو المشروع الذي أرادت له كوندوليزا رايس أن يولد من رحم العدوان علي لبنان. وانطلاقا من هذه الرؤية راحت قوي الشعب المصري الحية تعبر بكل وضوح عن تأييدها ودعمها للمقاومة وللشعب اللبناني الملتف حولها بكل الصور والسبل الممكنة. ووسط هذا الخضم الهائل من التأييد والدعم بدت الأصوات التي حاولت إظهار حزب الله كتنظيم شيعي تستخدمه إيران كأداة لتحقيق أهدافها في الهيمنة علي المنطقة، وليس كفصيل وطني مقاوم، مشبوهة وبالتالي أمكن حصارها وعزلها. ساعد علي ذلك الموقف السياسي الناضج الذي تبنته جماعة الإخوان المسلمين وكذلك الموقف الديني الناضج الذي تبناه كبار الفقهاء والدعاة، بمن فيهم عدد من الرموز الدينية وثيقة الصلة أو الناطقة باسم مؤسسات رسمية أو شبه رسمية.


هذه الصورة التي عكستها إرادة مصر الشعبية تناقضت بشكل صارخ مع صورة أخري عبرت عنها مصر الرسمية، من خلال مواقف وتصريحات المتحدثين باسمها، وأثارت لدي الغالبية الساحقة من المواطنين شعورا متزايدا بالخزي. فبعد أربع ساعات من وقوع عملية حزب الله، كلف الرئيس مبارك وزير خارجيته أحمد أبو الغيط بالسفر إلي دمشق حاملا معه رسالة شفوية للرئيس حافظ الأسد والاتصال في الوقت نفسه بوزيرة الخارجية الإسرائيلية. لم يذكر السيد أحمد أبو الغيط، والذي كشف بنفسه عن أمر هذه الاتصالات في لقائه بلجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشوري، شيئا عن فحوي الرسالة التي حملها للرئيس بشار، بينما أفصح عن أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية قالت له «سبق السيف العذل» لأن مجلس الوزراء الإسرائيلي قرر القيام «بعملية عسكرية موسعة».

ومع ذلك يمكن، من سياق المواقف التي عبرت عنها مصر الرسمية لاحقا، استنتاج فحوي الرسالة التي حملها أبو الغيط لسوريا والتي لم تخرج عن كونها تحذيراً لها من الانخراط في الحرب وطلب بالضغط علي حزب الله للإفراج عن الجنديين الأسيريين. وبعد أن تحركت آلة الحرب الإسرائيلية لتشن عدوانها الشامل والهمجي علي لبنان بكامله، لم يجد الرئيس مبارك ما يقوله لشعبه ولأمته العربية والإسلامية سوي تحميل حزب الله مسؤولية ما يحدث بسبب مغامراته غير المحسوبة!

. وحتي هذه التصريحات لم تكن، رغم خطورتها وعدم مواءمتها، تعبيرا عن موقف مصري أصيل ومستقل لأنها كانت مجرد صدي لموقف سعودي بدا مسكونا بهواجس طائفية. أما في مؤتمر روما فلم يظهر لمصر دور سوي المشاركة، بالتعاون مع السعودية والأردن، في تقديم غطاء إقليمي يمنح العدوان ما يحتاجه من وقت لإنهاء مهمته القذرة في لبنان.

وحين طال العدوان دون أن يتمكن من إنجاز تلك المهمة القذرة وراحت آلة الحرب الجهنمية تنقض علي المدنيين وترتكب المجازر واحدة بعد الأخري، لم يتحرك الرئيس مبارك إلا بعد مرور ٢٤ ساعة علي ارتكاب مجزرة قانا مطالبا بتحقيق دولي حول ملابساتها ومؤكدا أن إسرائيل تجاوزت (بهذه المجزرة فقط!) الخطوط الحمراء!. ولفت نظر المراقبين إلي أن مصر لم ترسل بوزير خارجيتها إلي لبنان إلا بعد قيام الوزير الإيراني بزيارتها!. وفي بيروت، ورغم الإحساس بحجم السخط هناك تجاه المواقف المصرية، لم يجد الوزير المصري غضاضة من الإدلاء بتصريحات تفيد بأن مصر تؤيد تواجد قوات دولية علي الحدود بين لبنان وإسرائيل «بصرف النظر عن المسميات»، وهو ما ترك انطباعا بأن مصر لا تمانع من أن تكون هذه القوات تابعة لحلف شمال الأطلسي!. الأخطر من ذلك أن مصر الرسمية لم تعبأ كثيرا بانعقاد مؤتمر القمة العربية من عدمه رغم مرور ما يقرب من شهر علي بدء العدوان، بل ولم تجد حرجا في إرسال وزير من الدرجة الثالثة ليمثلها في القمة الاستثنائية لمنظمة المؤتمر الإسلامي التي عقدت مؤخرا في ماليزيا!.


والسؤال: كيف يمكن تفسير هذه المواقف التي نظن أنها ولدت في قلب كل مصري غيور علي كرامة وطنه شعورا بالخزي والعار؟. في تقديري أن الرئيس مبارك يعتقد أن مصر لم تعد طرفا في الصراع العربي-الإسرائيلي، وأن أقصي ما يمكن أن يكون مطلوبا منها هو حمل الرسائل الإسرائيلية والأمريكية إلي كل من يهمه الأمر. وحين يعترض أحد، من منطلق أن الحفاظ علي أمن مصر الوطني، ناهيك عن كرامتها، يفرض علي مصر القيام بدور في المنطقة يختلف عن دور ساعي البريد في ديوان الحكومة الإسرائيلية،

يتهم بالتهور والحمق والعمل علي توريط مصر في صراع مسلح غير متكافئ مع إسرائيل. وأظن أنه آن الأوان لوضع حد لهذا النوع من المزايدات الرخيصة. فلا أحد يريد «توريط» مصر في نزاع مسلح مع إسرائيل. لكن ليس هناك وطني شريف يمكن أن يقبل في الوقت نفسه باستسلام مصر للهيمنة الإسرائيلية المنفردة علي المنطقة. ولو اختزل دور مصر في المنطقة إلي دور ساعي البريد بين إسرائيل والدول العربية فسوف ينتهي بنا الأمر، إن آجلا أو عاجلا، إلي الانصياع إلي كل ما تطلبه منا إسرائيل، بما في ذلك التدخل في أخص شؤوننا الداخلية.


لقد كان بوسع مصر الرسمية أن تتخذ مواقف أكثر احتراما تجاه الأزمة اللبنانية الأخيرة دون أن تعرض نفسها إلي أي مخاطر أو مواجهة عسكرية مع إسرائيل. ولا يمكن تبرير ما جري إلا بواحد من احتمالين، الأول:

خوف مرضي يدفع إلي الاعتقاد بأن أي تصرف من جانبنا لا ترضي عنه إسرائيل قد يتسبب في إغضابها بما لا تحمد عقباه، والثاني: حاجة مذلة تدفعنا إلي الاعتقاد بأن الوصول إلي قلب الولايات المتحدة يمر حتما عبر إرضاء إسرائيل. ونحن نرفض أن تتجرع مصر الذل بسبب خوف غير مبرر أو حاجة للئيم. وعلي أي حال فالوقت لم يفت بعد لكي يثبت صانع القرار المصري أن الدفاع عن مصالح مصر العليا هو كل ما يشغله. وهناك فرصة لسلام شامل في المنطقة فهل ينجح في انتهازها؟



المصري اليوم
__________________
 

العلامات المرجعية


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:35 PM.