العصر الأموي

[محمود فؤاد]

العصر الأموي

بدأ هذا العصر في عام واحد وأربعين هجرية عندما تنازل سيدنا الحسن ابن على بن أبى طالب عن الخلافة لمعاوية حقناً للدماء ، وعندما اجتمعت كلمة المسلمين بعد فرقة سمى هذا العام 41 هـ ( عام الجماعة ) لاجتماع كلمة المسلمين . وحكم معاوية المسلمين لمدة عشرين عاماً ثم جعل البيعة ميراثاً فابتدع فكرة ولاية العهد فأخذ البيعة لابنه يزيد فتولاها يزيد عام 61 هـ بعد موت أبيه معاوية ، وقد حكم يزيد البلاد لمدة أربع سنوات شهدت أحداثاً جساماً ، حيث أستشهد في عهده سيدنا الحسين بن على في موقعة كربلاء ، ووقعت في عهده وقعة الحرة التي أبيحت فيها مدينة رسول الله -r - لمدة ثلاثة أيام. ثم بعد أن توفى يزيد بويع ابنه معاوية الثاني وكان رجلاً صالحاً فلم يبق في الحكم سوى أربعين يوماً ثم ترك الحكم للناس يختاروا ما يشاءون ، ولما توفى بايع أهل الحجاز والعراق ومصر وفارس عبد الله بن الزبير ، وبايع أهل الشام مروان بن الحكم . وقد ظلت الدولة الأموية لمدة أثنين وتسعين عاماً حيث انتهت في ألف واثنتين وثلاثين سنة ( 132 هـ ). للاطلاع

أثر تعدد الأحزاب السياسية والطوائف المذهبية في النشاط الأدبي

تمهيد : للاطلاع
ظهر مع قيام الدولة الكثير من الأحزاب السياسية والطوائف المذهبية حيث فتح استشهاد سيدنا عثمان الباب للفتن والصراعات ، فقد انشق المسلمون بعد استشهاده منهم من بايع الإمام على كرم الله وجهه وهو الأحق بالبيعة من ذي قبل ، ومنهم من بايع معاوية ووقعت بين الفرقتين ( الحزبين ) حرب صفين الذي لجأ معاوية فيها إلى التحكيم الذي انتهى بتولي معاوية وعزل سيدنا الإمام على كرم الله وجهه مع أنه الأحق وكان من نتائج التحكيم ظهور فريق ثالث في أفق الخلافات السياسية وهم الخوارج الملقبون بالحروريين .
ولما مات يزيد بن معاوية الثاني نهض عبد الله بن الزبير فأخذ البيعة لنفسه من أهل مكة فشارك بذلك حزب رابع في الحياة السياسية.
من خلال ما سبق نستطيع أن نخلص إلى الأحزاب التي ظهرت وشاركت بنصيب في الحياة السياسية هي :
1- الحزب الأموي : وهو الحاكم بقيادة معاوية وبيته.
2- الحزب الشيعي : وهو الحزب الذي يرى أنه أحق بالخلافة وهم الذين يشايعون عليَّا.
3- الحزب الزبيري : وهو حزب عبد الله بن الزبير الذي بايعه أهل مكة.
4- حزب الخوارج : وهم أولئك الذين خرجوا على الإمام على – كرم الله وجهه – بعد قبوله التحكيم.

أثر تعدد الأحزاب السياسية والطوائف المذهبية في النشاط الأدبي

لقد كان من نتائج هذه الأحزاب التي ظهرت على الساحة السياسية وشاركت بأعضائها في وجدان الأمة في وقتها أثر على النشاط الأدبي يظهر ويتلخص غيما يلي :
1- أن الأدباء الأمويين كانوا مطبوعين غير متكلفين فجاء أدبهم معبراً أصدق تعبير عن حياتهم وحياة مجتمعهم.
2- أن الخطب والرسائل والأشعار كانت صوراً صحيحة لأحداث العصر فعبرت عن المهزات الكبرى ، وعن أحوال المجتمعات ، وما يدور في خلجات نفوسها.
3- كان لكل حزب خطباؤه وشعراؤه الذين يدافعون عنه ويهاجمون خصومه ويحمسون رجاله لخوض المعارك ويرغبون في الاستشهاد.
4- أن الأدب الصادق لعصر من العصور صورة صادقة للحياة التي يحياها الناس في هذا العصر ، حيث إن الأديب يجب أن يستقى أدبه من منابع بيئته.
4- اختص كل حزب بشعراء نسبوا إليه وتحدثوا بلسانه .
فكان للخوارج : 1- الطرماح بن حكم. 2- قطري بن الفجاءة . 3- عمران بن طحان
وكان للشيعة : 1- الكميت الأسدى . 2- كثير عزة .
قال الكميت في بني أمية : فتلك ملوك السوء قد طال عهدهم فحتام حتام العناء المطول .
وكان لآل الزبير : 1- عبد الله بن قيس الرقيات.
قال يمدح مصعب بن الزبير : إنما مصعب شهاب من الله تجلت عن وجهه الظلماء
وكان للأمويين : 1- الأخطل. 2- الفرزدق. 3- جرير.