اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإداري > أرشيف المنتدى

أرشيف المنتدى هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1321  
قديم 24-11-2013, 02:41 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سارة 77 مشاهدة المشاركة
جزاك الله خيرااااااااااااا
بارك الله فيكِ
__________________
  #1322  
قديم 24-11-2013, 02:46 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

ذَمُّ الكَسَل والنهي عنه
أولًا: في القرآن الكريم

- قال الله: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً [النَّساء: 142].
- وقال:وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ [التَّوبة: 54].
قال الطَّبري: (وأمَّا قوله وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ [النساء: 142]، فإنَّه يعني: أنَّ المنافقين لا يعملون شيئًا مِن الأعمال التي فرضها الله على المؤمنين على وجه التَّقرُّب بها إلى الله؛ لأنَّهم غير موقنين بمعاد ولا ثواب ولا عقاب، وإنَّما يعملون ما عملوا مِن الأعمال الظَّاهرة إبقاءً على أنفسهم، وحِذَارًا مِن المؤمنين عليها أن يُقْتَلوا أو يُسْلَبوا أموالهم. فهم إذا قاموا إلى الصَّلاة -التي هي مِن الفرائض الظَّاهرة- قاموا كُسَالَى إليها، رياءً للمؤمنين ليحسبوهم منهم وليسوا منهم؛ لأنَّهم غير معتقدي فرضها ووجوبها عليهم، فهم في قيامهم إليها كُسَالَى) .
قال البغويُّ: (وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى [التَّوبة: 54] متثاقلون؛ لأنَّهم لا يرجون على أدائها ثوابًا، ولا يخافون على تركها عقابًا، فإن قيل: كيف ذَمَّ الكَسَل في الصَّلاة، ولا صلاة لهم أصلًا؟ قيل: الذَمُّ واقعٌ على الكفر الذي يبعث على الكَسَل، فإنَّ الكفر مُكْسِل، والإيمان منشِّط) .
وقال السعدي: (متثاقلين لها متبرِّمين مِن فِعْلِها، والكَسَل لا يكون إلَّا مِن فَقْد الرَّغبة مِن قلوبهم، فلولا أنَّ قلوبهم فارغة مِن الرَّغبة إلى الله وإلى ما عنده، عادمة للإيمان، لم يصدر منهم الكَسَل) .
- قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ [التَّوبة: 38].
أي: تكاسلتم، ومِلْتُم إلى الأرض والدَّعة والسُّكون فيها .
__________________
  #1323  
قديم 24-11-2013, 02:48 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

ثانيًا: في السُّنَّة النَّبويَّة

- عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((يَعْقِد الشَّيطان على قافية رأس أحدكم -إذا هو نام- ثلاث عقد، يضرب كلَّ عقدة: عليك ليلٌ طويلٌ فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلَّت عقدةٌ، فإن توضَّأ انحلَّت عقدةٌ، فإن صلَّى انحلَّت عقدةٌ، فأصبح نشيطًا طيِّب النَّفس، وإلَّا أصبح خبيث النَّفس كسلانَ)) .
قال النَّوويُّ: (وقوله صلى الله عليه وسلم (وإلَّا أصبح خبيث النَّفس كسلانَ) معناه: لما عليه مِن عُقَد الشَّيطان وآثار تثبيطه واستيلائه مع أنَّه لم يزل ذلك عنه، وظاهر الحديث أنَّ مَن لم يجمع بين الأمور الثَّلاثة -وهي الذِّكر والوضوء والصَّلاة- فهو داخل فيمن يصبح خبيث النَّفس كسلان) .
- عن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ((اللَّهمَّ إنِّي أعوذ بك مِن العَجْز، والكَسَل، والجبن، والهرم، والبخل، وأعوذ بك مِن عذاب القبر، ومِن فتنة المحيا والممات)) .
__________________
  #1324  
قديم 24-11-2013, 02:52 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

أقوال السَّلف والعلماء في الكَسَل

- قال أبو حاتم: (سبب النَّجاح تَـرْك التَّواني، ودواعي الحِرْمَان الكَسَل؛ لأنَّ الكَسَل عدوُّ المروءة، وعذابٌ على الفُتُوَّة، ومِن التَّواني والعَجْز أُنتجت الهلكة، وكما أنَّ الأناة بعد الفرصة أعظم الخطأ، كذلك العجلة قبل الإمكان نفس الخطأ، والرَّشيد مَن رشد عن العجلة، والخائب مَن خاب عن الأناة، والعَجِل مخطئ أبدًا، كما أنَّ المتثبِّت مصيب أبدًا) .
- وقال القنُّوجي: (قيل: مَن دام كسله خاب أمله) .
- وقال بعض الحكماء: (نكح العَجْز التَّواني فخرج منهما النَّدامة، ونكح الشُّؤم الكَسَل فخرج منهما الحِرْمَان) .
- وقال آخر: (ما لزم أحدٌ الدَّعة إلَّا ذلَّ، وحبُّ الهوينا يُكْسِب الذُّلَّ، وحبُّ الكفاية مفتاح العجز) .
- وقال الصَّاحب الطَّالقاني: (إنَّ الرَّاحة حيث تعب الكِرَام أوْدَع، لكنَّها أَوْضَع، والقعود حيث قام الكِرَام أسهل، لكنَّه أسفل) .
- ويقول ابن القيِّم: (إذا جنَّ اللَّيل وقع الحرب بين النَّوم والسَّهر، فكان الشَّوق والخوف في مقدمة عسكر اليقظة، وصار الكَسَل والتَّواني في كتيبة الغفلة، فإذا حمل الغريم حملة صادقة هزم جنود الفُتُور والنَّوم، فحصل الظَّفر والغنيمة، فما يطلع الفجر إلَّا وقد قسِّمت السُّهمان، وما عند النَّائمين خبر) .
- وقال الرَّاغب:(مَن تعوَّد الكَسَل ومال إلى الرَّاحة، فَقَدَ الرَّاحة، فحبُّ الهوينا يُكْسِب النَّصبَ) .
- وقيل: إن أردت أن لا تتعب فاتعب؛ لئلَّا تتعب. وقيل: إيَّاك والكَسَل والضَّجر؛ فإنَّك إن كسلت لم تؤدِّ حقًّا، وإن ضَجِرت لم تصبر على الحقِّ .
- (وقد قيل: الكَسَل مزلقة الرِّبح، وآفة الصَّنَائع، وأَرَضَة البضائع، وإذا رَقَدَت النَّفس في فراش الكَسَل استغرقها نوم الغفلة عن صالح العمل) .

- و(وقف قوم على عالم، فقالوا: إنَّا سائلوك أفمجيبنا أنت؟ قال: سلوا، ولا تكثروا؛ فإنَّ النَّهار لن يرجع والعمر لن يعود، والطَّالب حثيث في طلبه. قالوا: فأوصنا. قال: تزوَّدوا على قَدْرِ سفركم؛ فإنَّ خير الزَّاد ما أبلغ البغية. ثمَّ قال: الأيَّام صحائف الأعمار، فخلِّدوها أحسن الأعمال، فإنَّ الفرص تمرُّ مرَّ السَّحاب، والتَّواني مِن أخلاق الكسالى والخوالف، ومَن استوطن مركب العَجْز عثر به. وتزوَّج التَّواني بالكَسَل فولد بينهما الخسران. ا.هـ .
- وقال بعضهم:


تزوَّجت البطالة بالتَّواني *** فأولدها غلامًا مع غلامه


فأمَّا الابن سمَّوه بفقر *** وأما البنت سمَّوها ندامة


- وقيل: (مَن ركب ظهر التَّفريط والتَّواني والكَسَل نزل بدار العُسْرة والنَّدامة. مَن أدلج في غياهب اللَّيل على نجائب الصَّبر صبح منزل السُّرور، ومَن نام على فراش الكَسَل أصبح مُلْقًا بوادي الأسف) .
__________________
  #1325  
قديم 24-11-2013, 02:55 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

ما يباح مِن الكَسَل

إذا أحس الإنسان في نفسه بشيء مِن الكَسَل بعد جهد كبير في الطَّاعة، فليرقد حتى يعود إليه نشاطه، كما بيَّن النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم ذلك لزينب حينما دخل المسجد، فإذا حبلٌ ممدودٌ بين ساريتين، فقال: ((ما هذا الحبل؟ قالوا: هذا حبلٌ لزينب، فإذا فَتَرت تعلَّقت به، فقال صلى الله عليه وسلم: لا، حلُّوه، ليصلِّ أحدكم نشاطه، فإذا فَتَرَ فليرقد)) .
وقال: (إنَّ لكلِّ عمل شِرَّة ، والشِّرَّة إلى فَتْرة ، فمَن كانت فَتْرَته إلى سنَّتي فقد اهتدى، ومَن كانت فَتْرَته إلى غير ذلك فقد ضلَّ) .
قال ابن القيِّم: (فتخلُّل الفترات للسَّالكين أمرٌ لازمٌ لا بدَّ منه، فمَن كانت فَتْرَته إلى مُقَاربة وتسديد، ولم تُخْرِجه مِن فرضٍ، ولم تُدْخِله في محرَّمٍ، رُجِي له أن يعود خيرًا ممَّا كان، قال عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه وأرضاه: إنَّ لهذه القلوب إقبالًا وإدبارًا، فإذا أقبلت فخذوها بالنَّوافل، وإن أدبرت فألزموها الفرائض.
وفي هذه الفترات والغيوم والحُجُب -التي تَعْرِض للسَّالكين- مِن الحِكَم ما لا يعلم تفصيله إلَّا الله، وبها يتبيَّن الصَّادق مِن الكاذب، فالكاذب ينقلب على عقبيه، ويعود إلى رسوم طبيعته وهواه، والصَّادق ينتظر الفرج ولا ييأس مِن روح الله، ويلقي نفسه بالباب طريحًا ذليلًا مسكينًا مستكينًا، كالإناء الفارغ الذي لا شيء فيه البتَّة، ينتظر أن يضع فيه مالك الإناء وصانعه ما يصلح له، لا بسبب مِن العبد، وإن كان هذا الافتقار مِن أعظم الأسباب، لكن ليس هو منك، بل هو الذي مَنَّ عليك به، وجرَّدك منك وأخلاك عنك، وهو الذي يحول بين المرء وقلبه) .
__________________
  #1326  
قديم 24-11-2013, 02:58 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

آثار الكَسَل

1- التَّكاسل عن العبادات والطَّاعات، مع ضعف وثِقل أثناء أدائها.
2- الشُّعور بقسوة القلب وخشونته، فلم يعد يتأثَّر بالقرآن والمواعظ، ورانت عليه الذُّنوب والمعاصي، قال سبحانه: كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ [المطففين: 14].
3- عدم استشعار المسئوليَّة الملْقَاة على عاتقه، والتَّساهل والتَّهاون بالأمانة التي حمَّله الله إيَّاها، والله سبحانه وتعالى يقول: إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً [الأحزاب: 72].
4- كثرة الكلام دون عمل يفيد الأمَّة وينفع الأجيال، فتجد هذا النَّوع يتحدَّثون عمَّا عملوا سابقًا، وكنَّا وكنَّا! وكنت وكنت! ويتسلَّون بهذا القول عن العمل الجاد المثمر، والله -جلَّ وعلا- يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ [الصَّف: 2-3].
5- ضياع الوقت وعدم الإفادة منه، وتزجيته بما لا يعود عليه بالنَّفع، وتقديم غير المهم على المهم، والشُّعور بالفراغ الرُّوحي والوقتي، وعدم البركة في الأوقات.
6- عدم الاستعداد للالتزام بشيء، والتَّهرُّب مِن كلِّ عملٍ جِدِّي؛ خوفًا مِن أن يعود إلى حياته الأولى.
7- خداع النَّفس بالانشغال وهو فارغ، وبالعمل وهو عاطل، ينشغل في جزئيَّات لا قيمة لها ولا أثر يُذْكَر، ليس لها أصل في الكتاب أو السُّنَّة، وإنَّما هي أعمال يقنع نفسه بجدواها، ومشاريع وهميَّة لا تسمن ولا تغني مِن جوع.
8- النَّقد لكلِّ عمل إيجابي؛ تنصُّلًا مِن المشاركة والعمل، وتضخيم الأخطاء والسَّلبيَّات؛ تبريرًا لعجزه وفتوره، تراه يبحث عن المعاذير، ويصطنع الأسباب؛ للتَّخلُّص والفرار: وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ [التَّوبة: 81] .
__________________
  #1327  
قديم 24-11-2013, 03:03 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

أقسام الكَسَل

وينقسم الكَسَل إلى عدَّة أقسام، أهمها :
1- كسلٌ وفُتُورٌ عام في جميع الطَّاعات، مع كُرْهٍ لها وعدم رغبة فيها، وهذه حال المنافقين؛ فإنَّهم مِن أشدِّ النَّاس كسلًا وفتورًا ونفورًا.
قال الله -جل وعلا- فيهم: إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً [النَّساء: 142]، وقال: وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ [التَّوبة: 54].
وقال صلى الله عليه وسلم: ((أثقل الصَّلاة على المنافقين: صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما؛ لأتوهما ولو حبوًا)) .
ولفظ (أثقل) على صيغة (أفعل) يدلُّ على أنَّ غيرهما ثقيل، وليس الثُّقل مقتصرًا عليهما.
2- كسلٌ وفُـتُور في بعض الطَّاعات، يصاحبه عدم رغبة فيها دون كُرْهٍ لها، أو ضعف في الرَّغبة مع وجودها، وهذه حال كثير مِن فُسَّاق المسلمين وأصحاب الشَّهوات.
وهذان القسمان سببهما مرض في القلب، ويقوى هذا المرض ويضعف بحسب حال صاحبه، فمرض المنافقين أشدُّ مِن مرض الفُسَّاق وأصحاب الشَّهوات، فهم يتمتَّعون بصحَّة في أجسامهم وأبدانهم، قال -سبحانه-: وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ[المنافقون: 4]، ولكن قلوبهم مريضة. قال -سبحانه-: فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً [البقرة: 10].
3- كسلٌ وفُـتُورٌ عامٌّ سببه بدنيٌّ لا قلبيٌّ؛ فتجد عنده الرَّغبة في العبادة، والمحبَّة للقيام بها، وقد يحزن إذا فاتته، ولكنَّه مستمرٌّ في كسله وفُتُوره، فقد تمرُّ عليه اللَّيالي وهو يريد قيام اللَّيل، ولكنَّه لا يفعل- مع استيقاظه وانتباهه- ويقول: سأختم القرآن في كلِّ شهر. وتمضي عليه الأشهر ولم يتمَّه، ويحبُّ الصَّوم، لكنَّه قليلًا ما يفعل. وهذه حال كثيرٍ مِن المسلمين الذين يصابون بهذا الدَّاء، ومنهم أناس صالحون، وآخرون مِن أصحاب الشَّهوة والفِسْق. قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ [التَّوبة: 38] وقد يؤدِّي هذا النَّوع إلى أن يشترك بعض المصابين به مع النَّوع الثَّاني، وهو الثُّقل القلبي في بعض العبادات.
4- كسلٌ وفُـتُورٌ عارضٌ يشعر به الإنسان بين حين وآخر، ولكنَّه لا يستمر معه، ولا تطول مدَّته، ولا يوقع في معصية، ولا يخرج عن طاعة. وهذا لا يسلم منه أحد، إلَّا أنَّ النَّاس يتفاوتون فيه -أيضًا-، وسببه -غالبًا- أمرٌ عارض، كتعب أو انشغال أو مرض ونحوها.
وهذا النَّوع هو الذي يذكره الصَّحابة -رضي الله عنهم-، ومنه ما رواه مسلم في صحيحه عن حنظلة الأسيدي، وكان مِن كُتَّاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: - لقيني أبو بكر فقال:
((كيف أنت يا حنظلة؟ قال: قلت: نافق حنظلة، قال: سبحان الله! ما تقول؟ قال: قلت: نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكِّرنا بالنَّار والجنَّة، حتى كأنَّا رأي عين، فإذا خرجنا مِن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عافسنا الأزواج والأولاد والضَّيعات، فنسينا كثيرًا.
قال أبو بكر: فو الله إنَّا لنلقى مثل هذا. فانطلقت أنا وأبو بكر حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثمَّ قال له مثلما قال لأبي بكر، فقال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم: والذي نفسي بيده! إن لو تدومون على ما تكونون عندي وفي الذِّكر؛ لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة: ساعة وساعة. ثلاث مرات)) .
وروى أحمد عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: لعبد الله بن قيس: - ((لا تدع قيام اللَّيل، فإنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعدًا)).
__________________
  #1328  
قديم 24-11-2013, 03:07 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

أسباب الوقوع في الكَسَل

1- النِّفاق يورث الكَسَل في العبادة لا محالة.
2-التَّسويف، وهو داء عضال ومرض قتَّال، إذ إنَّ (سوف) جندٌّ مِن جنود إبليس، قال الشَّاعر:

ولا أؤخر شغل اليوم عن كسلٍ *** إلى غدٍ إن يوم العاجزين غد

3- شِبَع البطن، قال ابن قدامة: (كثرة الأكل تورث الكَسَل والفُتُور) .
4- عدم الذِّكر والوضوء والصَّلاة عند الاستيقاظ كما في الحديث: ((يعقد الشَّيطان على قافية رأس أحدكم -إذا هو نام- ثلاث عقد، يضرب كلَّ عقدة عليك ليلٌ طويلٌ فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلَّت عقدة، فإن توضَّأ انحلَّت عقدة، فإن صلَّى انحلَّت عقدة، فأصبح نشيطًا طيِّب النَّفس، وإلَّا أصبح خبيث النَّفس كسلان)) .
4- فتح الفم عند التَّثاؤب وعدم دفعه، عن أبي سعيد -رضي الله تعالى عنه- مرفوعًا: ((إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيهِ)) ؛ لأنَّه سبب الكَسَل عن الطَّاعة والحضور فيها، ولذا صار منسوبًا إلى الشَّيطان، كما قال -صلَّى الله تعالى عليه وسلَّم-: ((التَّثاؤب مِن الشَّيطان)) .
5- التَّواكل، وذلك بسبب فهم بعض النَّاس أنَّه لا حاجة للعمل؛ لأنَّ قَدَر الله ماض، سواء عمل أم لم يعمل، فيؤدِّى بهم ذلك التَّواكل إلى العَجْز والكَسَل.
6- السَّهر باللَّيل يوجب الكَسَل بالنَّهار عمَّا تجب الحقوق فيه مِن الطَّاعات ومصالح الدُّنيا والدِّين .
7- حبُّ الرَّاحة والدَّعة، وإيثار البطالة.
__________________
  #1329  
قديم 24-11-2013, 03:12 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

الوسائل المعينة على ترك الكَسَل

1- اللُّجوء إلى الله بالدعاء والاستعاذة، كما ورد عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: (اللَّهمَّ إنِّي أعوذ بك مِن العَجْز والكَسَل) .
2- اتِّباع الوسطيَّة: فإنَّ الوسطيَّة منهج حياة، لذا وُصِفَت بها الأمَّة، قال تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا [البقرة: 143]، وذُمَّ المتشدِّدون كما في حديث النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: ((هلك المتنطِّعون، هلك المتنطِّعون، هلك المتنطِّعون)) .
3- المسارعة إلى الخيرات والمسابقة إليها، وقد أثنى الله عز وجل على المؤمنين الذين يسارعون في الخيرات، وأمر بالمسابقة والمسارعة، فقال -سبحانه-: وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [آل عمران: 133] وقال: سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالأَرْضِ [الحديد: 21]، وأثنى على الأنبياء فقال: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [ الأنبياء: 90]، وقال في سورة الواقعة مبيِّنًا أجر السَّابقين إلى الخيرات والإيمان: وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ [الواقعة: 10-11].
4- مجالسة أرباب الجِدِّ والسَّعي: فإنَّ الصُّحبة سارية، والطَّبيعة سارقة، وعليه يُحْمَل قول بعض السَّلف: (استكثر مِن الإخوان ما قدرت؛ فإنَّ لكلِّ مؤمنٍ شفاعة)، في ((تعليم المتعلِّم)) قيل:


عن المرء لا تسأل وأبصر قرينه *** فكلُّ قرين بالمقارن يقتدي


فإن كان ذا شرٍّ فجنبه سرعة *** وإن كان ذا خير فقارنه تهتدي


وينبغي أن يحبَّهم حتى تنعكس منهم أحواله كما قيل، ومِن آثار حبِّ الله تعالى أن يتعدَّى مِن المحبوب إلى مَن يتعلَّق به ويناسبه... وينبغي فيمن تريد صحبته خمس خصال: العقل، وحسن الخُلُق، وترك الفِسْق والابتداع، والحرص على الدُّنيا، ومجانبة الكسالى والبطَّالين، قال الله تعالى: وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ [الكهف: 28] لئلَّا يسري إليه حالهم .
5- تحريك الهمَّة بخوف فوات القَصْد:
فقد (ذكر أحد العلماء علاج الكَسَل -وهو سهل لمن وفَّقه الله- فقال: هو تحريك الهمَّة بخوف فوات القَصْد، وبالوقوع في اللَّوم، أو التَّأسُّف، فإنَّ أَسَف المفرِّط -إذا عاين أجر المجتهد- أعظم مِن كلِّ عقاب، وليفكِّر العاقل في سوء مغبَّة الكَسَل والعَجْز، والاشتغال بالدُّنيا عن الآخرة، فرُبَّ راحة أوجبت حسرات وندمًا، فمَن رأى زميله اجتهد وثابر على دروسه ونجح، زادت حسرته وأسفه، ومَن رأى جاره قد سافر ورجع بالأرباح والفوائد، زادت حسرة أسفه وندامته على لذَّة كسله وعَجْزه.
قال: وقد أجمع الحكماء على أنَّ الحكمة لا تُدرك بالرَّاحة، فمَن تلمَّح ثمرة الكَسَل اجتنبه، ومَن مدَّ فطنته إلى ثمرات الجِدِّ والاجتهاد نسي مشاق الطَّريق، ثمَّ إنَّ اللَّبيب الذَّكي يعلم أنَّه لم يُخْلَق عبثًا، وإنَّما هو في الدُّنيا كالأجير أو كالتَّاجر، ثمَّ إنَّ زمان العمل بالإضافة إلى مدَّة البقاء في القبر كلحظة، ثمَّ إنَّ إضافة ذلك إلى البقاء السَّرمدي -إما في الجنَّة وإما في النَّار- ليس بشيء) .
6- النَّظر في سير المجتهدين الذين يعرفون قيمة العلم النَّافع والعمل الصَّالح والوقت ، وأضرب لذلك مثالًا: كان شيخ الإسلام زكريَّا الأنصاري يصلِّي (النَّوافل مِن قيام -مع كِبَر سنِّه وبلوغه مائة سنة أو أكثر- وهو يميل يمينًا وشمالًا، لا يتمالك أن يقف بغير مَيْل للكِبَر والمرض، فقيل له في ذلك، فقال: يا ولدي، النَّفس مِن شأنها الكَسَل، وأخاف أن تغلبني، وأختم عمري بذلك) .
7- يُعَوَّد في بعض النَّهار المشي والحركة والرِّياضة حتى لا يغلب عليه الكَسَل .
8- ينبغي أن يُمْنَع مِن النَّوم نهارًا؛ فإنَّ ذلك يورث الكَسَل في حقه، ولا يمنع مِن النَّوم ليلًا، لأنَّ منعه مِن النَّوم في اللَّيل يورث الملَالة، ويُضْعِف عن مكابدة النَّوم وشدَّة النُّعاس .
__________________
  #1330  
قديم 24-11-2013, 03:19 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

ذم الكَسَل في واحة الشِّعر
إذا دُعِيت إلى قوت أَجِبْه ولو *** تُدعى إلى قريةٍ واحذرْ مِن الكَسَلِ


لا تحقرِ النَّاسَ واشكرْ ما قد اصطنعوا *** إنَّ احتقارَك كَبْوٌ بيِّنُ الخللِ

وقال أبو بكر الخوارزمي:

لا تصحبِ الكَسَلانَ في حالاتِه *** كم صالحٍ بفسادِ آخرَ يفسدُ


عدوى البليدِ إلى الجليدِ سريعةٌ *** والجمرُ يُوضعُ في الرمادِ فيخمدُ

وقال آخر:

يا بنيَّ اسمعْ وصايا جمعتْ *** حكمًا خصَّت بها خيرُ الملل


اطلبِ العلمَ ولا تكسلْ فما *** أبعدَ الخيرَ على أهلِ الكَسَل

وقال آخر:

ضيَّعت عمرَك يا مغرورُ في غفلٍ *** قمْ للتَّلاقي فأنت اليوم في مهلِ


بادرْ إلى صالحِ الأعمالِ مجتهدًا *** فالنُّجْحُ في الجِدِّ والحِرْمَانُ في الكَسَلِ


كنْ لا محالةَ في الدُّنيا كمغتربٍ *** على رحيلٍ دنا أو عابرِ السُّبلِ


دارُ الخلودِ مقامًا دارُ آخرةٍ *** إنَّ الإقامةَ في الدُّنيا إلى أجلِ

وقال آخر:

العلمُ نورٌ فلا تهملْ مجالسَه *** واعملْ جميلًا يُرَى فالفضلُ في العملِ


لا ترقدِ اللَّيل ما في النَّومِ فائدةٌ *** لا تكسلنَّ ترى الحِرْمَانَ في الكَسَلِ

وقال آخر:

الجِدُّ بالجِدِّ والحِرْمَان في الكَسَلِ *** فانصبْ تُصِبْ عن قريبٍ غايةَ الأملِ


وقال آخر:

يا أيُّها المغرورُ ما هذا العملْ *** إلى متى هذا التَّراخي والكَسَلْ



لو يعلمُ الإنسانُ قدرَ موتِه *** ما ذاق طولَ الدَّهر طعمَ قوتِه



ما لي أراك لم تُفِد فيك العبرْ *** ويحك هذا القلبُ أقسى مِن حجرْ



وأفلسُ النَّاسِ طويلُ الأملِ *** مضيِّعُ العمرِ كثيرُ الخطلِ



نهارُه ممضيه في البطالة *** وليلُه في النَّومِ بئس الحالة





__________________
  #1331  
قديم 24-11-2013, 03:22 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي


اللُّؤْم

معنى اللُّؤْم لغةً واصطلاحًا

معنى اللُّؤْم لغةً:
لَؤُم الرَّجل -بالضَّم- يَلْؤُمُ لُؤْمًا على فُعْلٍ، ومَلأَمةً على مَفْعَلةٍ، ولآمةً على فَعالةَ، فهو لئيم. وأَلأَمَ إلْئامًا، إذا صنع ما يدعوه النَّاس عليه لئيمًا. والملْأَم والملآم: الذي يَعْذِر اللِّئام .
معنى اللُّؤْم اصطلاحًا:
اللَّئيم هو: الشَّحيح والدَّنيء النَّفس والمهين، واللُّؤْم ضدُّ الكَرَم .
وقال أكثم بن صيفي: (اللُّؤْم: سوء الفِطْنَة وسوء التَّغافل) .
وقال القاضي المهدي: (اللَّئيم: الدَّنيء الأصل، والشَّحيح النَّفس) .
__________________
  #1332  
قديم 24-11-2013, 03:25 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

الفرق بين اللُّؤْم والبخل

اللَّئيم عند العرب: الشَّحيح المهِين النَّفس الخسيس الآباء، فإن كان الرَّجل شحيحًا، ولم تجتمع فيه هذه الخصال قيل له: بخيل، ولم يُقَل له: لئيم، يقال لكلِّ لئيم: بخيل، ولا يقال لكلِّ بخيل: لئيم، والعامَّة تخطئ فيهما فتسوِّي بينهما .
وقال ابن قتيبة الدِّينوري: (يذهب النَّاس إلى أنَّهما سواء، وليس كذلك؛ إنَّما البخيل: الشَّحيح الضَّنِين، واللَّئيم: الذي جمع الشُّحَّ، ومَهَانة النَّفس، ودناءة الآباء، يقال: كلُّ لئيم بخيل، وليس كلُّ بخيل لئيمًا) .
__________________
  #1333  
قديم 27-11-2013, 10:35 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

ذَمُّ اللُّؤْم والنَّهي عنه
أولًا: في القرآن الكريم

- قال الله تعالى: عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ [القلم: 13].
قال الماورديُّ: (وفيه تسعة أوجه.. الوجه الثَّامن: هو الفاحش اللَّئيم، قاله معمر) .
__________________
  #1334  
قديم 27-11-2013, 10:36 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

ثانيًا: في السُّنَّة النَّبويَّة

- عن أبي بن كعب قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((... رحمة الله علينا وعلى موسى، لولا أنَّه عَجِل لرأى العجب... فانطلقا حتى إذا أتيا أهل قرية لئامًا)) .
قال القرطبيُّ: (والمراد به هنا: أنَّهما سألا الضِّيافة، بدليل قوله تعالى: فَأَبَوْا أَن يُضَيِّفُوهُمَا [الكهف: 77]؛ فاستحقَّ أهل القرية أن يُذَمُّوا، ويُنْسَبوا إلى اللُّؤْم كما وصفهم بذلك نبيُّنا صلى الله عليه وسلم) .
__________________
  #1335  
قديم 27-11-2013, 10:39 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

أقوال السَّلف والعلماء في اللُّؤْم

- كان زيد بن أسلم يقول: (يا ابن آدم! أمرك ربُّك أن تكون كريمًا وتدخل الجنَّة، ونهاك أن تكون لئيمًا وتدخل النَّار) .
- وقال الشَّعبي: (النَّاس مِن نبات الأرض، فمَن دخل الجنَّة فهو كريم، ومَن دخل النَّار فهو لئيم) .
- وقال الشَّافعي: (طُبِع ابن آدم على اللُّؤْم، فمِن شأنه أن يتقرَّب ممَّن يتباعد منه، ويتباعد ممَّن يتقرَّب منه) .
- وقال -أيضًا-: (أصل كلِّ عداوة: اصطناع المعروف إلى اللِّئام) .
- وقال الأصمعيُّ: (قال بزرجمهر الحكيم: احذروا صولة اللَّئيم إذا شبع، وصولة الكريم إذا جاع) .
- وقال ابن القيِّم: (مَن لم يعرف الطَّريق إلى ربِّه ولم يتعرَّفها، فهذا هو اللَّئيم الذي قال الله تعالى فيه: وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ [الحج: 18]) .
- وقال ابن أبي سبرة: (قيل لحُبَّى المدنية: ما الجُرْح الذي لا يَنْدَمِل ؟ قالت: حاجة الكريم إلى اللَّئيم ثمَّ يردُّه) .
- وقال بعض الحكماء: (لا تضع معروفك عند فاحش ولا أحمق ولا لئيم؛ فإنَّ الفاحش يرى ذلك ضعفًا، والأحمق لا يعرف قَدْر ما أتيت إليه، واللَّئيم سبخة لا ينبت ولا يثمر، ولكن إذا أصبت المؤمن؛ فازرعه معروفك تحصد به شكرًا) .
- وقال الجاحظ: (اللَّئيم الذي يفسده الإحسان) .
- وقال ابن عبد ربِّه: (قالوا: وَعْدُ اللَّئيم تسويف) .
- وقال أبو حيَّان التَّوحيديُّ: (قيل لرجل: ما اللُّؤْم؟ قال: الاستقصاء على الملهوف) .
- وقال الماورديُّ: (قال بعض الفصحاء: الكريم شكور أو مشكور، واللَّئيم كفور أو مكفور) .
وقال -أيضًا-: (اللَّئيم إذا غاب عاب، وإذا حضر اغتاب) .
- وقال بعض الحكماء: (أربعة مِن علامات اللُّؤْم: إفشاء السِّرِّ، واعتقاد الغَدْر، وغيبة الأحرار، وإساءة الجوار) .
- وقالوا: (اللَّئيم كذوب الوعد، خؤون العهد، قليل الرِّفْد، وقالوا: اللَّئيم إذا استغنى بَطِر، وإذا افتقر قنط، وإذا قال أفحش، وإذا سُئِل بخل، وإن سأل ألحَّ، وإن أُسْدِي إليه صنيعٌ أخفاه، وإن استُكْتِم سرًّا أفشاه، فصديقه منه على حذر، وعدوُّه منه على غرر) .
__________________
 

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
موسوعة, الاخلاق, الاسلامية, الشاملة


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 06:01 AM.