اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > مسك الكلام فى الاسلام > محمد نبينا .. للخير ينادينا

محمد نبينا .. للخير ينادينا سيرة الحبيب المصطفى بكل لغات العالم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1306  
قديم 17-09-2012, 11:45 AM
الصورة الرمزية dinaali5
dinaali5 dinaali5 غير متواجد حالياً
عضو جديد
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 48
معدل تقييم المستوى: 0
dinaali5 is on a distinguished road
افتراضي


جزاكم الله خيرا

__________________
رد مع اقتباس
  #1307  
قديم 17-09-2012, 12:47 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dinaali5 مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيرا


بارك الله فيكم
__________________
رد مع اقتباس
  #1308  
قديم 17-09-2012, 01:28 PM
الصورة الرمزية عمر ابو قطرة
عمر ابو قطرة عمر ابو قطرة غير متواجد حالياً
مشرف قسم محمد نبينا .. للخير ينادينا
 
تاريخ التسجيل: Jun 2009
المشاركات: 1,204
معدل تقييم المستوى: 17
عمر ابو قطرة is on a distinguished road
افتراضي

بجد انا مش عارف اقول
بسم الله ما شاء الله
وجزاك الله خير الجزاء
__________________
إذا دعتك قدرتك علي ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك
رد مع اقتباس
  #1309  
قديم 18-09-2012, 12:19 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عمر ابو قطرة مشاهدة المشاركة
بجد انا مش عارف اقول
بسم الله ما شاء الله
وجزاك الله خير الجزاء
بارك الله فيك أخى الكريم
ورضى عنك وعن والديك
__________________
رد مع اقتباس
  #1310  
قديم 19-09-2012, 06:57 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي


اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم ....:
- قال رسول الله صلى الله علية وسلم : ( من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات ، وحطت عنه عشر خطيئات ، ورفعت له عشر درجات ). صحيح النسائي.

__________________
رد مع اقتباس
  #1311  
قديم 19-09-2012, 09:03 PM
الصورة الرمزية نسيــــــم الجنـــــــــة
نسيــــــم الجنـــــــــة نسيــــــم الجنـــــــــة غير متواجد حالياً
عضو مميز 2013
العضو المميز لقسم التنمية البشرية لعام 2014
 
تاريخ التسجيل: Jun 2012
المشاركات: 3,504
معدل تقييم المستوى: 16
نسيــــــم الجنـــــــــة is a jewel in the rough
Lastpost




صلى عليك إله العرش مـا طلعـت ... شمس وحن إليـك الضـال والسلـم




يا سيدي يا رسـول الله خـذ بيـدي ... فقد تحملــت عبئـا فيـه لـم أقـم



أستغفر الله مما قـد جنيـت علـى ... نفسي ويا خجلي منـه ويـا ندمـي




إن لم تكن لي شفيعا في المعاد فمـن ... يجير لـي مـن عـذاب الله والنقـم


__________________

أستغفرك ربى
حتى ترضى ....... حتى تغفر
حتى تطيب لنا الحياة



رد مع اقتباس
  #1312  
قديم 20-09-2012, 09:34 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

محمد .. صاحب الخلق العظيم











محمد -صلى الله عليه وسلم- صاحب الخلق العظيم



لقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنسانًا فريدًا في كل أطوار حياته منذ طفولته المبكرة.

في شبابه - قبل البعثة - كانتْ حياته نموذجًا كريمًا للخُلق الرفيع، بل يقول بعض أصحاب السِّيَر: إنَّ محمدًا وهو رضيع كان دائمًا يرضع ثَدي مُرضعته الأيمن، ولا يرضع من الأيسر، كأنما يتركه لإخوته الآخرين من الرضاعة، ولا غَرَابة في ذلك؛ فقد صنَعه ربُّه على عينه، ربَّاه فأكمَل تربيته، وأدَّبه فأحسَن تأديبه، وفطَرَه على محاسِن الشِّيم ومكارم الأخلاق، ولا يستطيع بشَرٌ كائنًا مَن كان أن يبلغَ من الخُلق الرفيع ما بلغَه خاتَم النبيين؛ لأنَّ الله هو الذي ربَّاه وكمَّله.


فَهْوَ الَّذِي تَمَّ مَعْنَاهُ وَصُورَتَهُ ***ثُمَّ اصْطَفَاهُ حَبِيبًا بَارِئَ النَّسَمِ

مُنَزَّهًا عَنْ شَرِيكٍ فِي مَحَاسِنِهِ ***فَجَوْهَرُ الْحُسْنِ فِيهِ غَيْرُمُنْقَسِمِ

وَمَبْلَغُ الْعِلْمِ فِيهِ أَنَّهُ بَشَرٌ ***وَأَنَّهُ خَيْرُ خَلْقِ اللهِ كُلِّهِمِ





ونحن أمام حديقة أخلاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الغنَّاء الوارفة الظلال، الواسعة الأرجاء، نشعر أننا جدُّ عاجزين عن الإحاطة بهذا البحر الْخِضَم، فلقد كان محمد - صلى الله عليه وسلم - مثلاً أعلى في كل خُلقٍ كريم بما لا يبلغ الوصْف مُنتهاه، كان جَمَّ التواضع، حليمًا، شجاعًا، كريمًا، عدْلاً، حكيمًا،.... إلى غير ذلك مما لا حدودَ له، فإن الله - عز وجل - قد وفَّاه حقَّه؛ إذ قال: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].

ومع أنَّ الله أعطاه كلَّ أسباب الرِّفْعة والشرف، فما مِن نبي مُرسَل ولا مَلَك مُقرَّب نَال ما نالَه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الفضْل والكرامة، ورفيع المنزلة عند ربِّه - جلَّ وعلا - وما تيسَّر له من أسباب العَظَمة الحقيقيَّة والمهابة الربَّانيَّة، والكمال الإنساني، فقد كان - عليه الصلاة والسلام - غاية في التواضُع، كان بتواضُعه متميِّزًا، ويَخفض جَناحَه متعززًا، كيف لا وقد رسَم له ربُّه منهجَ التواضع، فقال له: ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 215].

يروي الإمام أحمد والبيهقي أنه - صلى الله عليه وسلم - خُيِّر بين أن يكون نبيًّا مَلِكًا، أو أن يكون نبيًّا عبدًا، فاختَار - عليه الصلاة والسلام - أن يكون نبيًّا عبدًا.

فقال له إسرافيل عند ذلك: إنَّ الله أعطاك بما تواضعتَ له، أنَّك سيِّدُ ولد آدمَ، وأنك أوَّل مَن تنشقُّ الأرض عنه يوم القيامة، وأنك أوَّل شافعٍ.

ومع ما آتاه الله من التقدُّم والإمامة والفضْل على سائر الأنبياء، فقد كان يَكْره أن يُفَضِّلَه أحدٌ على أنبياء الله؛ تواضُعًا منه - صلى الله عليه وسلم.

ورَد أنه استبَّ مسلمٌ ويهودي، فقال اليهودي معتزًّا بنبيِّه موسى: والذي اصطفَى موسى على العالَمين، فغاظَ ذلك المسلمَ فلطَمه، فبلَغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((لا تُفاضلوا بين الأنبياء، ولا تخيِّروني على موسى))، مع أنه - صلى الله عليه وسلم - يقول في حديث: ((لو كان موسى حيًّا، ما وسعَه إلا اتباعي)).

ولقد كان محمد - صلى الله عليه وسلم - متواضعًا في كل حال، متواضعًا مع أهله، متواضعًا مع خَدَمه، متواضعًا مع أصحابه ومع الناس أجمعين، أمَّا تواضعُه مع أهله، فلقد سُئِلَتْ عائشة - رضي الله عنها - ماذا يصنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيْته؟ فقالتْ: كما يصنع أحدُكم في بيته، يَخصف[1] نعْلَه، ويَحلب شاتَه، ويَخدِم نفسه، ويكون في مهنة أهله.

وأمَّا تواضُعه مع خَدَمه، فإن أنس بن مالك - رضي الله عنه - يقول: خدمتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو عشر سنين، فما قال لشيء فعلتُه: لِمَ فعلته؟ وما قال لشيء تركتُه: لِمَ تركته؟ وأعجبُ من ذلك ما يَرويه أنس من سُمو خُلق الرسول - صلى الله عليه وسلم - في تواضعه يقول: خدمتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو عشر سنين، فما صحبتُه في حضرٍ ولا في سفر لأخدمه، إلاَّ وكانتْ خِدْمته لي أكثر من خِدْمتي له.

أما تواضعُه - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه، فقد كان جَمَّ التواضُع، ومن ذلك أنه خرَج يومًا على أصحابه متوكِّئًا على عصًا، فقاموا له، فلم يفرَحْ ولَم يَشكرْهم، ولكن قال لهم: ((لا تقوموا كما يقوم الأعاجم، يعظِّم بعضُهم بعضًا، إنما أنا عبدٌ آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلِس العبد)).

وتستوقفه المرأة العجوز في الطريق، فيستمع لها وييسِّر لها حاجتها، ويسعد أنْ يجالس الفقراء والمساكين، وكان يجلس مع أصحابه مختلطًا بهم، فحيث انتهى به المجلس جلَس، ويقول - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: ((لا تُطروني كما أطرتِ النصارى ابنَ مريم، إنما أنا عبد؛ فقولوا: عبد الله ورسوله)).

ولقد دخَل عليه رجل، فأصابته رعْدَة، وما كان محمد - عليه الصلاة والسلام - في قصْر ولا في حرسٍ، وإنما كان ذلك من هَيبة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له رسول الله: ((هَوِّن عليك؛ فإني لستُ بملكٍ، إنما أنا ابنُ امرأة من قريش، كانتْ تأكل القديد[2] بمكة)).

أما حُسن عِشْرته وجمال أدَبه، وبَسط خُلقه مع سائر الناس، فمما تواتَر به صحيحُ الأخبار، فهذا علي - وهو أقربُ الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم - يقول: كان - عليه الصلاة والسلام - أوسع الناس صدرًا، وأصدقهم لَهْجة، وألْيَنهم عَريكة[3]، وأكرمَهم عِشْرة، وكان - عليه الصلاة والسلام - يتفقَّد أصحابَه، ويحذر الناس من غير أن يطوي عن أحدٍ بِشْرَه وبَشاشته، وكان أكْيسَ الناس، وكان يعطي كلَّ جُلسائه نصيبَهم من الإكرام؛ حتى لا يحسب جليسُه أنَّ أحدًا أكرمَ عليه منه، ويقول أنس بن مالك: ما الْتَقَم أحدٌ أُذُنَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يُحادثه، فينحِّي رأْسَه، حتى يكون الرجل هو الذي ينحِّي رأسَه أولاً، وما أخذ أحدٌ بيده فيرسلُها، حتى يُرسلها الآخر.

وما سُئِل عن حاجة إلاَّ جاد بها، أو بميسور من القول، إن لَم تكنْ عنده، قد وسِعَ الناس بسطه وخُلقُه، فصار لهم أبًا، وصاروا عنده في الحق سواءً، ما نَهر خادمًا قطُّ، ولا ضرَب بيده أحدًا، إلاَّ أنْ يُجاهد في سبيل الله، وتقول عائشة - رضي الله عنها - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خلا في بيته عن أعين الناس بسَّامًا ضحَّاكًا، وجاء وفْدُ النجاشي، فقام - عليه الصلاة والسلام - يَخدمهم بنفسه، فقال له أصحابه: يا رسول الله، إنا نَكفيك ذلك، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنهم كانوا لأصحابنا مُكْرِمين، وأنا أحبُّ أنْ أكافِئهم)).

وكان - عليه الصلاة والسلام - يَمزح ولا يقول إلاَّ حقًّا، جاءته عجوز تقول: يا رسول الله، ادعُ الله أن يُدْخلني الجنة، فقال: ((يا أمَّ فلان، إن الجنة لا يدخلها عجوز، فولَّت المرأة تبكي))، فقال - عليه الصلاة والسلام – ((أخبروها ألاَّ تدخلَها وهي عجوز؛ إنَّ الله -تعالى- يقول: ﴿ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا﴾ [الواقعة: 35 - 37])).

أما سَعة صدْره وعظيم حِلمه، فقد كان على غير ما يكون الإنسان العادي، فإن الإنسان بطبيعته رُبَّما رُكِّب فيه من غرائز ودوافع، إذا ما ارْتُكِب ضدَّه عملٌ ضارٌّ به، أو سَمِع قولاً يُغضبه، فإنه سَرعان ما تثور عواطفُه، وتتوتَّر نفسه، فيندفع بالتعجيل بالانتقام، وما كان محمد على هذا النمط قطُّ، كان منهجه في حِلمه وسَعة صدْره ما رسَمه له ربُّه بقوله: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199].

وفي تأويل هذه الآية يقول له جبريل: يا محمد، إنَّ الله يأمرك أن تصِلَ مَن قطَعَك، وتُعطي من حرَمَك، وتعفو عمَّن ظلَمَك.

ولقد طبَّق الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذا المنهج كأحسن ما يكون التطبيق، يروي أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنه كان يسير مع النبي - عليه الصلاة والسلام - وعليه بُردٌ غليظ الحاشية، إذ بأعرابي يُسيء إليه فعلاً وقوْلاً؛ أما فِعلاً، فقد جذَبه من رِدَائه جَذْبة شديدة؛ حتى أثَّرتْ حاشية البُرد في صفحة عُنق النبي - صلى الله عليه وسلم - وأما قولاً فهو يقول له: يا محمد، احملْ لي على بعيري هذَيْن مِن مال الله الذي عندك؛ فإنك لا تُعطيني من مالك ولا مِن مال أبيك، فسكت رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قليلاً، ثم قال: ((المال مال الله، وأنا عبده ويُقاد منك يا أعرابي ما فعلتَ بي))، فقال الرجل: لا، لا يُقاد مني، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ولِمَ؟))، قال: لأنك لا تكافئ بالسيئة السيئة، فضحِكَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمر بأن يحملَ له على بعيرٍ تَمْر، وعلى الآخر شَعير.

ولا أدَّل على تَمَكُّن صفة الحِلْم من نفسه - عليه الصلاة والسلام - وأصالتها في أخلاقه من أنَّ حِلمه كان عامًّا، حتى شمل أعداءَه، وكان سببًا في إسلام الكثير منهم، يقول عبدالله بن سلام: لَمَّا أرادَ الله هِداية زيد بن سعنة - وكان زيد من أحبار اليهود - قال زيد: إنه ما من علامات النبوة شيء إلاَّ عرَفْتُه في وجْه محمد، إلاَّ علامتين لَم أخبرْهما منه: يَسبق حِلمه جهلَ الجاهل، ولا تزيده شدة الجهل عليه إلاَّ حِلمًا، يقول زيد: وكنتُ أنطلق إليه وأخالِطُه؛ لأعرف حِلمه، ثم إنه كان لزيد عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دَيْن، وكان الدَّيْن محدودًا بأجلٍ، فتعمَّد زيد أن يأتِيَه قبل الأجَل بأيام، وبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج إلى جنازة ومعه بعض أصحابه، يقول زيد: فجذبتُ النبي جذبةً قوية؛ حتى سقَط رداؤه عن عُنقه، ثم أقبلتُ إليه بوجْه جَهْمٍ غليظ، وقلت: ألاَّ تقضيني يا محمد دَيْني، فما عَلِمتُكم يا بني عبدالمطلب إلاَّ مطلاً، قال ذلك، فتحرَّك عمر في قوة، ورمَى ببصره إلى اليهودي، وقال: يا هذا، أتفعَل ذلك برسول الله، وتقول ما أسمع، وتفعل به ما أرى، فوالذي بعثَه بالحقِّ، لولا ما أخاف فوْته، لسبقني رأْسُك، كل ذلك ورسول الله هادئ ساكن، يبتسم في هدوء، يقول: ((يا عمر، أنا وهو أوْلَى منك بغير ذلك، أنْ تأمرَني بحُسن الأداء، وتأمره بحسن التِّباعة؛ أي: بحُسن الطلب))، ثم يقول: ((اذهبْ يا عمر، فأعطه حقَّه، وزِدْه عشرين صاعًا من تمرٍ جزاء ما رُعْتَه))، فانطلَق معه عمر، وأعطاه حقَّه، وزاده عشرين صاعًا كما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال زيد: ما هذا قال: أمرَني رسول الله أن أزيدَك هذا التمر مكان ما رُعْتُك، قال: يا عمر أتعرفني؟ قال: لا، فمَن أنت؟ قال: زيد بن سعنة، قال: الْحَبْر، قال: فما الذي حمَلك على أن تفعلَ ما فعلتَ، وتقول ما قلتَ؟ قال يا عمر: إنه ما من علامات النبوَّة شيء إلاَّ عرَفْتُها في وجْه محمد، إلاَّ هاتين العلامتين: يَسبق حِلْمه جهلَ الجاهل، ولا تزيده شدة الجهل عليه إلاَّ حِلمًا، أما وأني قد خُبِّرتُهما منه، فإني أُشهدك يا عمر بأني قد رضيتُ بالله ربًّا، وبالإسلام دِينًا، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبيًّا، وأشهدك يا عمر أني جعلتُ شَطْر مالي - وأنا من أكثر الناس مالاً - صدقة على أُمَّة محمد - صلى الله عليه وسلم - قال عمر: أو على بعضهم؛ فإنك لا تَسعهم، ثم انطلَق به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسْلَم وأسلمَ أهلُ بيته، وأما شمول عفوه، فكان منهجه في ذلك ما رسَمه له ربُّه بقوله: ﴿ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ﴾ [الحجر: 85].

لذلك ما انتقَم الرسول لنفسه قطُّ، بل سلَك سبيل العفو عند المقدرة، ويتجلَّى ذلك بجلاء في موقفه يوم فتح مكة من ألدِّ الأعداء، فلقد دخلَها ظافرًا منتصرًا، ومَكَّنه الله من رِقَاب أعدائه، وكان يُمكنه حصادُها، ولو فعَل كان له العُذر؛ فإن القوم آذوه وقاتَلوه وأخرجوه، ولكن غلَب لِينُه شِدَّتهم، ورِفْقُه غِلْظتهم، وحِلْمه جَهلهم، وإنسانيته وحْشِيَّتهم، فما عامَلهم بالمثْل، بل وقَف المتجبِّرون بالأمس جلوسًا، تعلوهم الذِّلَّة والصَّغار، ينتظروه ما يقرِّره مصيرهم على يد محمد الظافر، وإذا بالرسول - عليه الصلاة والسلام - يقول لهم: ((يا معشر قريش، ما تظنون أني فاعلٌ بكم؟))، قالوا: خيرًا، أخٌ كريم، وابن أخٍ كريم، فأصْدَر عفوَه الشامل بكلمته الخالدة: ((اذهبوا فأنتم الطُّلقاء)).

ولا يعلم إلا الله وحْدَه كم حَقَنتْ هذه الكلمة من دماء، وكم أبْقَتْ على نفوس! وكم وصَلَتْ من أرحام! وكم أفادتِ الإسلام والمسلمين؛ فدخَل الناس في دين الله أفواجًا لِمَا رأوا من سماحة الإسلام، وكريم عفو الرسول، وصدق الله العظيم: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ [آل عمران: 159].

وأمَّا رحمتُه - صلى الله عليه وسلم - فهي رحمة عمَّت العالمين، وقد شَهِد له ربُّه بذلك؛ إذ قال: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107].

وسَمَّاه الرؤوف الرحيم، فقال -تعالى-: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128].

فكان - صلى الله عليه وسلم - يعامل برحمة الكبير والصغير، والمؤمن والمشرك، بل لقد رحمَ أعداءَه، فما دعا عليهم، بل كان يحتمل أذاهم، ويرجو صلاحَهم، ويدعو لهم قائلاً: ((اللهم اغفرْ لقومي؛ فإنهم لا يعلمون)).

ويعقب القاضي عِياض على هذا القول، فيقول: انظرْ إلى هذا القول من جماع الفضْل ودرجات الإحسان، وحُسن الخُلق، وكَرَمِ النفْس، وغاية الصبر والْحِلم؛ إذ لَم يسكتْ عن قومه وقد فعلوا به ما فعلوا، بل عفَا عنهم وزادهم، فأشْفَقَ عليهم؛ حيث رحمَهم ودعا لهم، فقال: ((اللهم اغفرْ))، ثم بيَّن سببَ الشفقة والرحمة، فقال: ((لقومي))، ثم اعتذَر عن جْهلهم معه، فقال: ((فإنهم لا يعلمون)).

وإذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رحيمًا بالناس جميعًا، فهو بأهله أرْحمُ وبأزواجه أرفق، فقد كان مع أزواجه المثَل الأعلى في الرِّفْق والحنان، وحُسن المعاشرة، بل لقد جعَل الرسول الكريم حُسن معاشرة الزوجة ميزانًا لأفضليَّة المسلم، يقول: ((أكمل المؤمنين إيمانًا، أحسنهم خُلقًا، وخياركم خيارُكم لنسائهم))، ويقول في حديث آخرَ: ((خيرُكم خيركم لأهله، وأنا خيرُكم لأهلي)).

ولقد كان كثيرًا ما يحتمل أزواجه، ويَصبِر على ما قد يبدر منهنَّ؛ تطبيقًا لقوله -تعالى-: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء: 19]، يقول العقَّاد - رحمه الله -: لَم يجعلْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هيبة النبوَّة سَدًّا منيعًا بينه وبين نسائه، بل أنساهنَّ - بكرم معاملته وإيناسه ورِفْقه - أنهنَّ يخاطبْنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولقد كان - صلى الله عليه وسلم - هاشًّا باشًّا، يُدْخِل السرور على أهله؛ تقول عائشة - رضي الله عنها -: كنتُ ألعب بالبنات - أي بالصور على هيئة البنات - فيَجِيء صويحباتي، فيلعبْنَ معي، فإذا رأيْنَ رسول الله، انقمَعْنَ - تعني دخلْنَ خلف الستر حياءً وأدبًا - فكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يبحث عنهنَّ ويُدْخِلهُنَّ عليّ؛ ليلْعَبْنَ معي، وقد كان حاله في غضبه لا يقلُّ لُطفًا وصَفحًا عن حاله في السرور؛ تقول عائشة - رضي الله عنها - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا غضبتُ يضع يدَه على منكبي، ويقول: ((اللهم اغفرْ لها ذنبَها، وأذهبْ عنها غيظَ قلبها، وأعذْها من الفتنة)).

ومما ورَد في جميل رِقَّته ولُطفه، ما جاء في البخاري من قوله - صلى الله عليه وسلم - لعائشة - رضي الله عنها -: ((إني لأعلم إذا كنتِ عليّ غَضْبى أو كنتِ عني راضية))، قالت: وكيف تعرف ذلك يا رسول الله؟ قال: ((إذا كنتِ عني راضية تقولين: لا ورَبِّ محمد، وإذا كنتِ علي غضبى، تقولين: لا ورَبِّ إبراهيم))، قالتْ عائشة: أجَل يا رسول الله، والله ما أهْجُر إلاَّ اسْمَك.

لقد كان - صلى الله عليه وسلم - كريمَ الرِّفْق بزوجاته، يطيِّب خاطِرَ إحداهنَّ إذا أُسِيء إليها.

ومن ذلك ما رواه الحاكم في المستدْرَك عن صفيَّة بنت حُيَي - وقد كانتْ يهوديْة فأسلمتْ وتزوَّجتْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تقول صفيَّة: دخَل عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكي، فقال: ((يا بنت حُيَي، ما يُبكيك؟))، قالتْ: بلغني أنَّ عائشة وحفصة تنالان مني، تقولان: نحن خيرٌ منها، نحن بنات عمِّ النبي وزوجاته، تُرى كيف يُطيِّب الرسول خاطرَها؟ لقد قال لها في جميل كياسة، وحُسْن سياسة ليرضيَها: ((أفلا قلتِ لهنَّ كيف تكونان خيرًا مني، وأبي هارون، وعمِّي موسى، وزوجي محمد - صلى الله عليه وسلم)).

إنه الخلُق الكريم في أروع صُوَره، وأجمل مَراميه:

خُلُقٌ أَرَقُّ مِنَ النَّسِيمِ وَرَحْمَةٌ **عَمَّتْ يشِيدُ بِذِكْرِهَا الرُّحَمَاءُ
وَحُلِيتَ مِنْ شَرَفِ الأَمَانَةِ حُلَّةً **وَمِنَ السَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ رِدَاءُ


صلوات الله وسلامه عليك يا صاحب الخُلق العظيم.




[1] يخصف: يصلح.


[2] القديد: اللحم المجفف بالشمس.


[3] العريكة: الطبيعة: والمعنى: أنه كان - صلى الله عيله وسلم - مطاوعًا قليلَ الخلاف.
__________________
رد مع اقتباس
  #1313  
قديم 20-09-2012, 09:43 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

هذا محمد .. فمن أنتم؟





هذا محمد..فمن أنتم؟




الحمد لله المتفرد باسمه الأسمى المختص بالملك الأعز الأحمى الذي وسع كل شيء رحمة وعلمًا، وأسبغ على أوليائه نعمًا، وبعث فيهم رسولا من أنفسهم أزكاهم محتدًا ومنمى و أرجحهم عقلاً وحلمًا وأوفرهم علمًا و فهمًا وأقواهم يقينًا وعزمًا وأشدهم بهم رأفة ورحمى، وزكاه روحًا و جسمًا، وحاشاه عيبا ووصمًا، وآتاه حكمة وحكمًا، وفتح به أعينًا عمًيا و قلوبًا غلفًا وآذانًا صمًا، فآمن به وعزره ونصره من جعل الله له في مغنم السعادة قسمًا، وكذب به و صدف عن آياته من كتب الله عليه الشقاء حتمًا، و من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى، صلى الله عليه وسلم صلاة تنمو و تنمى، وعلى آله وصحبه و سلم تسليمًا كثيرًا.


وبعد:
فإن النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم هو النبي الذي أرسله الله تعالى ليغير مجرى التاريخ؛ وليعيد البشرية إلى رشدها، بعد أن كانت غارقة في وثنيات فاجرة، وعادات جاهلية ظالمة، وانحرافات خُلُقية مقيتة، وعبودية مذلة للشيطان وجنده.

فجاء محمد صلى الله عليه وسلم على حين فترة من الرسل وانطماس من السبل، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ويهديهم إلى الصراط المستقيم، ويبصرّهم من بعد عمًى وضلال؛ ليخرجهم من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.

قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ [التوبة: 33].


وما بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم إلا لرحمة الناس وإنقاذهم من الهلاك، وتمهيد سبيل السعادة لهم، ودعوتهم للحياة الحقيقية في ظل توحيد الله ونبذ كل عبودية لغيره، فدعوته صلى الله عليه وسلم سبب الرحمة للبشرية جمعاء.

قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِي﴾ [الأنبياء: 107].


ودعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم هي حياة القلوب والأبدان، وهي سبب السعادة في الحياة الدنيا للإنس والجان، وسبب النعيم الأبدي والرضا السرمدي حيث الحياة الحقة في الجنان.

قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ﴾ [الأنفال: 24].


وقد كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم شديدَ الحرص على الناس، باذلاً نفسه في سبيل هدايتهم، حاملاً لهم في قلبه تمام الرحمة وكامل الرأفة.

قال تعالى: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ [التوبة: 128].


حتى إنه صلى الله عليه وسلم من شدة رحمته ورأفته بالناس كاد يموت أسفًا وحزنًا وشفقة على أعدائه من الكفار لعدم إيمانهم بهذه الرسالة، حتى قال الله تعالى له: ﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آَثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا ﴾[الكهف: 6].

وما بعث الله محمدًا صلى الله عليه وسلم إلا ليكمل دعوة الأنبياء والمرسلين إلى مكارم الأخلاق، فجاء داعيًا لكل خلق حميد صالح، ناهيًا عن كل الخصال الفاسدة والأخلاق الذميمة، فقد جاء في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق" [1].

وكما جمع محمد صلى الله عليه وسلم كل خصال الكمال في دعوته، فقد جمعها أيضًا في أقواله وأفعاله، فبلغ درجة من الكمال الخلقي لم يبلغها إنسان قبله ولن يبلغها إنسان بعده، وكفاه في ذلك تزكية رب العالمين له بقوله: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].


ولذلك لم يكن عجيبًا أن يجعل الله التأسّي بمحمد صلى الله عليه وسلم عبادة يتقرب بها إلى الله وينال بها رضوانه، وأن يجعل الاقتداء به سبيلاً للجنة، وطريقًا للنجاة يوم القيامة.

قال الله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا[الأحزاب: 21].


بل جعل الله اتباع محمد صلى الله عليه وسلم علامة على حب الله، وأمارة على صدق هذه المحبة، وسببًا لمحبة الله للعباد ومغفرته ذنوبهم، فقال الله تعالى: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [آل عمران: 31].


إن الله قد اختار محمدًا صلى الله عليه وسلم ليكون النبي الخاتم الذي لا نبي بعده، فلا سبيل للنجاة إلا بالإيمان به واتباع هديه، فكل السبل مغلقة إلا سبيله، وكل الأبواب مُوصدة إلا بابه.

قال الله تعالى: ﴿ مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ﴾[الأحزاب: 40].


واختار الله محمدًا صلى الله عليه وسلم ليوحي إليه أعظم الكتب السماوية وهو القرآن العظيم الذي جاء مهيمنًا على كل الكتب السماوية قبله.

قال الله تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ [المائدة: 48].


كما اختار الله محمدًا صلى الله عليه وسلم ليحمل أشرف رسالة، وأكمل شريعة، وأعظم دين وهو دين الإسلام، النعمة التامة الكاملة التي منّ الله بها على الخلق كافة.

قال الله تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا [المائدة: 3].


واختص الله محمدًا صلى الله عليه وسلم بخير الأصحاب وأفضل الأتباع الذين كانوا خير دليل على حسن تعليمه، وبينة عملية على كمال تربيته، وشاهدًا تاريخيًا على أثره العظيم في تحويل جيل كامل من جاهلية جهلاء ومعيشة ظلماء وعقائد عوجاء وارتكاسات حمقاء، إلى عقيدة التوحيد والنقاء وشريعة العفة والصفاء، إلى كمال بشري وسمو أخلاقي قد بلغ عَنان السماء.

قال الله تعالى: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا[الفتح: 29].


واصطفى الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم ليكونوا شهداء على الناس، ثم اصطفاه الله تعالى ليكون شاهدًا على هذه الأمة.

قال الله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [البقرة: 143].


وقال سبحانه وتعالى: ﴿ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا [النساء: 41].


واصطفى الله أمة محمد صلى الله عليه وسلم كذلك ليكونوا خير أمة أخرجت للناس بتنفيذهم للتعاليم التي جاء بها نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم من أمر بمعروف ونهي عن المنكر.


قال الله تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110].


واصطفى الله محمدًا صلى الله عليه وسلم ليكون أول من تنشق عنه الأرض يوم القيامة، وليكون أول شافع وأول مشفع، فقد صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر، وأنا أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة ولا فخر، وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر، ولواء الحمد بيدي يوم القيامة ولا فخر"[2].


بل إن باب الجنة لن يُفتح إلا لمحمد صلى الله عليه وسلم، وهو أول من سيقرع باب الجنة، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: "آتي باب الجنة فأستفتح، فيقول الخازن، من أنت؟ فأقول محمد، فيقول: بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك" [3].


وقال عليه الصلاة والسلام: " أنا أول من يقرع باب الجنة"[4].


بل إن الله اصطفى أمة محمد صلى الله عليه وسلم لتكون أول أمة تدخل الجنة، كما قال عليه الصلاة والسلام: "نحن الآخرون الأولون يوم القيامة، نحن أول الناس دخولاً الجنة" [5].


إن النبي محمدًا صلى الله عليه وسلم هو سيد الأنام وأكرم رسل الله الكرام فهو الأرفع مكانة والأعلى درجة والأسمى رتبة بما شرفه الله به من فضائل وخصال، ومكارم وخلال، لم تجتمع لغيره، ولن تكون لأحد دونه.


إنه الرحمة المهداة والنعمة المسداة، وإمام الهدى ومصباح الدجى والسراج المنير‎ والرحمة للعالمين.

إنه سحاب لا يضره نباح المرجفين، وقمة لا تنالها سهام المشككين، وطود شامخ لا تهزه افتراءات الكافرين وأكاذيب أعداء الدين.

فيا معشر المسلمين.. ارفعوا رؤوسكم فأنتم أتباع الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، واسجدوا لله شكرًا فأنتم إخوان الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، وأبشروا يا من تحبون محمدًا صلى الله عليه وسلم بصحبته في جنات النعيم على سرر متقابلين.

أما أتباع الشياطين، أولئك الذين يرفعون عقيرتهم راغبين في انتقاص خير البرية وخاتم المرسلين، متطاولين على سيدهم وسيد خلق الله أجمعين، فأقول لهم:

هذا محمد...فمن أنتم؟



[1] أخرجه أحمد (8595) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وسنده صحيح، قال الهيثمي في المجمع: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح، وصحح العجلوني سنده في كشف الخفا، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2349).

[2] الترمذي (3548)، ابن ماجه (4298) وصححه الألباني في الصحيحة (1571).

[3] مسلم (292).

[4] مسلم (290).

[5] البخاري(231)، ومسلم(1413).
__________________
رد مع اقتباس
  #1314  
قديم 20-09-2012, 10:10 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

دفاع عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم من استهزاء بعض الصحف الغربية
الأطروحات العدائية والاستفزازية لن تزيد العالم إلا شقاءً وبؤساً، ذلك أننا جميعاً بحاجة لمصادر الرحمة والهدى، والتي يسَّرها رب العالمين على يدي رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فكان المستهزئون به عليه الصلاة والسلام، المشوهون لحقيقة حياته ورسالته ممن يصد الناس عن الخير ويمنع من استقرار العالم وطمأنينته، وهذا الصنف من الناس توعده الله في كتابه وندد بسوء فعالهم: ﴿الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً أُوْلَ-ئِكَ فِي ضَلاَلٍ بَعِيدٍ﴾ [إبراهيم: 3].


لحال البشرية اليوم، مع ما وصلت إليه من التقدم في مجالات عديدة من علوم الدنيا، بما تتضمنه من الاكتشافات المبهرة، ثم يأتي في هذا الخضم من العواصم التي تدَّعي التحضر أصواتٌ مبحوحة وكتابات ساقطة تتردى معها تلك المجتمعات بسبب إسقاطات أخلاقية

حرية التعبير لا تجيز الإساءة لأحد:
إن ادعاء صحيفة (Jyllands-Posten) حرية التعبير في نشرها لتلك الرسوم الساخرة من محمد رسول الله، ادعاءٌ غير مسلَّم ولا مقنع، لأن جميع دساتير العالم ومنظماته تؤكد على احترام الرسل، وعلى احترام الشرائع السماوية، واحترام الآخرين وعدم الطعن فيهم بلا


الله محمد صلى الله عليه وسلم ما أوحاه الله إليه في القرآن الكريم من ثناء الله جل وعلا على أولئك النصارى الذي صدقوا في دينهم وفي أمانتهم، وهو قول الله في القرآن الكريم: ﴿وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ﴾ [ سورة

الاستهزاء بالأنبياء مسلك الأشرار:
إن تلك الإساءة التي نشرتها صحيفة (جيلاندز بوستن) لم تخرج عن طريقة أصحاب المناهج الشريرة، الذين الذي حاربوا الأنبياء والمصلحين، وهذا ما أخبرنا الله به عنهم في القرآن الكريم: فقال تعالى: ﴿فَإِن كَذَّبُوكَ فَقَدْ كُذِّبَ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ جَآؤُوا بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَالْكِتَابِ الْمُنِيرِ﴾ [آل عمران: 184].

وقال سبحانه عن اليهود: ﴿كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُواْ وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ﴾ [المائدة: 70].

وقال الله عزَّ وجلَّ: ﴿قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ * وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ وَلَقدْ جَاءكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ﴾ [الأنعام: 33، 34].
وبين أولئك المبطلين المستهزئين، لننظر من تكون له العاقبة، ومن الذي يضل سعيه، ويكذب كلامه، وتظهر للعالمين أباطيله وافتراءاته، فقد قالها أمثالهم، فلمن كانت العاقبة؟ وأين آثارهم وأين مثواهم؟ قال الله جل شأنه في القرآن الكريم: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [التوبة: 61]، وقال الله سبحانه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً﴾ [الأحزاب: 57].





__________________

آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 20-09-2012 الساعة 10:13 AM
رد مع اقتباس
  #1315  
قديم 20-09-2012, 10:17 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

الفيلم المسيء .. وبم نرد؟


إنَّ الحمد لله تعالى، نَحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يَهْد الله فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحْده لا شريكَ له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله.

أمَّا بعدُ:
فكلنا يعرف ما حدَث من عرْض الفيلم المسيء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وتداعيات ذلك ورَد فِعْل أبناء الإسلام.

أتفق تمامًا مع إخواني على الخروج من أجل التظاهر ضد هذا الفيلم، ومحاكمة كل مَن له علاقة من قريب أو بعيد بهذا العمل المَشين، فالغرب يدَّعي الحرية، ويقول: إنه يحترم الأديان، فأين هذا الاحترام؟ وهل الحرية هي التعدي على الرُّسل والمقدَّسات، وتجريح مشاعر ملايين المسلمين؟!

ولكني لا أتَّفق مع كل مَن خرَج ليُخرب، أو يُدمِّر، أو يَ***، وكلنا يعرف ما حدَث في ليبيا ومصر واليمن، فالإسلام لا يُقابِل الإساءة بالإساءة، ولكن بالإحسان، والتاريخ خيرُ شاهدٍ.

وهناك وسائل أخرى يمكن أن نقوم بها؛ لنُثبت للعالم أن الإسلام دين علمٍ وحضارة، لا دين إرهاب، وأن رسول الإسلام - صلى الله عليه وسلم - رجل علَّم البشريةَ معنى الحياة، ووضع قواعد الحضارة؛ كما قال برنارد شو، ومايكل هارت، وليو تولستوي، وويل ديورانت.

ومن هذه الوسائل:
الدعوة لعقد مؤتمر إسلامي كبير؛ لمناقشة ما حدَث، والقيام برفع دعوة في المحكمة الدولية لمحاكمة القائمين على هذا الفيلم.

تحسين الدور الذي تقوم به المراكزُ الإسلامية في عواصم وبلدان أوروبا، وذلك عن طريق إنشاء مكتبة إسلامية ضخمة في كل مركز من هذه المراكز، تحوي كُتبًا تتحدث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وسماحة الإسلام، والفقه الإسلامي، والتاريخ والثقافة الإسلامية، وترجمة هذه الكتب إلى اللغات المشهورة عالميًّا.

دعوة كِبار علماء المسلمين من حينٍ لآخر في هذه المراكز؛ لإعطاء محاضرات عن رسول الإسلام، وحضارة الإسلام، وبعد ذلك تُطبَع هذه المحاضرات وتُترجَم إلى اللغات المشهورة عالميًّا، وتُوزَّع.

قيام العلماء المسلمين بكتابة كُتَيِّبات صغيرة، مُعَنْوَنة بـ"وماذا عن الإسلام؟" أو "وماذا عن رسول الإسلام؟"، وتُترجم أيضًا هذه الكُتيِّبات إلى اللغات المشهورة عالميًّا، ثم تُوزَّع في أماكن التجمُّعات ومحطات القطار والمترو؛ كما يَفعل المُنصِّرون في إفريقيا، وهذا من باب الحرية كما يقول المُنصرون!

العودة إلى كتاب الله وسُنة رسوله الكريم، فلا تقدُّم ولا علم إلا بهما.

الحث على النبوغ والتميُّز في العلوم الحديثة -إلى جوار العلوم الشرعية- كي نُرِيَ الغرب أننا ما زلنا أصحاب حضارة.

وختامًا أقول: لم يَقُم الغرب بهجمة شَرِسة على الإسلام والمسلمين، إلا ونُصِر الإسلام والمسلمون بعد ذلك، فها هي أحداث الحادي عشر قد وقَعت، فقلنا: لن تقوم للإسلام قائمة في الغرب بعد ذلك، وسبحان الله، دخل الإسلام من أبناء الصليب في الغرب ألوف مؤلَّفة، أذْهَلت العالم؛ إذ كيف يُقبل الناس على هذا الدين، والإعلامُ الغربي يُخرجه في صورة الدين الذي يحث على سفْك الدماء وهتْك الإعراض وظُلم المرأة؟!
وأقول: لا تَبْتَئِسوا، فالنصر قادم، وغدًا سنرى - إن شاء الله تعالى.


__________________
رد مع اقتباس
  #1316  
قديم 23-09-2012, 01:14 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي


محمد .. صاحب الخلق العظيم



د. طه عبدالسلام
مقالات متعلقة












محمد -صلى الله عليه وسلم- صاحب الخلق العظيم




لقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنسانًا فريدًا في كل أطوار حياته منذ طفولته المبكرة.


في شبابه - قبل البعثة - كانتْ حياته نموذجًا كريمًا للخُلق الرفيع، بل يقول بعض أصحاب السِّيَر: إنَّ محمدًا وهو رضيع كان دائمًا يرضع ثَدي مُرضعته الأيمن، ولا يرضع من الأيسر، كأنما يتركه لإخوته الآخرين من الرضاعة، ولا غَرَابة في ذلك؛ فقد صنَعه ربُّه على عينه، ربَّاه فأكمَل تربيته، وأدَّبه فأحسَن تأديبه، وفطَرَه على محاسِن الشِّيم ومكارم الأخلاق، ولا يستطيع بشَرٌ كائنًا مَن كان أن يبلغَ من الخُلق الرفيع ما بلغَه خاتَم النبيين؛ لأنَّ الله هو الذي ربَّاه وكمَّله.


فَهْوَ الَّذِي تَمَّ مَعْنَاهُ وَصُورَتَهُ ***ثُمَّ اصْطَفَاهُ حَبِيبًا بَارِئَ النَّسَمِ

مُنَزَّهًا عَنْ شَرِيكٍ فِي مَحَاسِنِهِ ***فَجَوْهَرُ الْحُسْنِ فِيهِ غَيْرُمُنْقَسِمِ

وَمَبْلَغُ الْعِلْمِ فِيهِ أَنَّهُ بَشَرٌ ***وَأَنَّهُ خَيْرُ خَلْقِ اللهِ كُلِّهِمِ






ونحن أمام حديقة أخلاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الغنَّاء الوارفة الظلال، الواسعة الأرجاء، نشعر أننا جدُّ عاجزين عن الإحاطة بهذا البحر الْخِضَم، فلقد كان محمد - صلى الله عليه وسلم - مثلاً أعلى في كل خُلقٍ كريم بما لا يبلغ الوصْف مُنتهاه، كان جَمَّ التواضع، حليمًا، شجاعًا، كريمًا، عدْلاً، حكيمًا،.... إلى غير ذلك مما لا حدودَ له، فإن الله - عز وجل - قد وفَّاه حقَّه؛ إذ قال: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].

ومع أنَّ الله أعطاه كلَّ أسباب الرِّفْعة والشرف، فما مِن نبي مُرسَل ولا مَلَك مُقرَّب نَال ما نالَه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الفضْل والكرامة، ورفيع المنزلة عند ربِّه - جلَّ وعلا - وما تيسَّر له من أسباب العَظَمة الحقيقيَّة والمهابة الربَّانيَّة، والكمال الإنساني، فقد كان - عليه الصلاة والسلام - غاية في التواضُع، كان بتواضُعه متميِّزًا، ويَخفض جَناحَه متعززًا، كيف لا وقد رسَم له ربُّه منهجَ التواضع، فقال له: ﴿ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الشعراء: 215].

يروي الإمام أحمد والبيهقي أنه - صلى الله عليه وسلم - خُيِّر بين أن يكون نبيًّا مَلِكًا، أو أن يكون نبيًّا عبدًا، فاختَار - عليه الصلاة والسلام - أن يكون نبيًّا عبدًا.

فقال له إسرافيل عند ذلك: إنَّ الله أعطاك بما تواضعتَ له، أنَّك سيِّدُ ولد آدمَ، وأنك أوَّل مَن تنشقُّ الأرض عنه يوم القيامة، وأنك أوَّل شافعٍ.

ومع ما آتاه الله من التقدُّم والإمامة والفضْل على سائر الأنبياء، فقد كان يَكْره أن يُفَضِّلَه أحدٌ على أنبياء الله؛ تواضُعًا منه - صلى الله عليه وسلم.

ورَد أنه استبَّ مسلمٌ ويهودي، فقال اليهودي معتزًّا بنبيِّه موسى: والذي اصطفَى موسى على العالَمين، فغاظَ ذلك المسلمَ فلطَمه، فبلَغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((لا تُفاضلوا بين الأنبياء، ولا تخيِّروني على موسى))، مع أنه - صلى الله عليه وسلم - يقول في حديث: ((لو كان موسى حيًّا، ما وسعَه إلا اتباعي)).

ولقد كان محمد - صلى الله عليه وسلم - متواضعًا في كل حال، متواضعًا مع أهله، متواضعًا مع خَدَمه، متواضعًا مع أصحابه ومع الناس أجمعين، أمَّا تواضعُه مع أهله، فلقد سُئِلَتْ عائشة - رضي الله عنها - ماذا يصنع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بيْته؟ فقالتْ: كما يصنع أحدُكم في بيته، يَخصف[1] نعْلَه، ويَحلب شاتَه، ويَخدِم نفسه، ويكون في مهنة أهله.

وأمَّا تواضُعه مع خَدَمه، فإن أنس بن مالك - رضي الله عنه - يقول: خدمتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو عشر سنين، فما قال لشيء فعلتُه: لِمَ فعلته؟ وما قال لشيء تركتُه: لِمَ تركته؟ وأعجبُ من ذلك ما يَرويه أنس من سُمو خُلق الرسول - صلى الله عليه وسلم - في تواضعه يقول: خدمتُ النبي - صلى الله عليه وسلم - نحو عشر سنين، فما صحبتُه في حضرٍ ولا في سفر لأخدمه، إلاَّ وكانتْ خِدْمته لي أكثر من خِدْمتي له.

أما تواضعُه - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه، فقد كان جَمَّ التواضُع، ومن ذلك أنه خرَج يومًا على أصحابه متوكِّئًا على عصًا، فقاموا له، فلم يفرَحْ ولَم يَشكرْهم، ولكن قال لهم: ((لا تقوموا كما يقوم الأعاجم، يعظِّم بعضُهم بعضًا، إنما أنا عبدٌ آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلِس العبد)).

وتستوقفه المرأة العجوز في الطريق، فيستمع لها وييسِّر لها حاجتها، ويسعد أنْ يجالس الفقراء والمساكين، وكان يجلس مع أصحابه مختلطًا بهم، فحيث انتهى به المجلس جلَس، ويقول - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: ((لا تُطروني كما أطرتِ النصارى ابنَ مريم، إنما أنا عبد؛ فقولوا: عبد الله ورسوله)).

ولقد دخَل عليه رجل، فأصابته رعْدَة، وما كان محمد - عليه الصلاة والسلام - في قصْر ولا في حرسٍ، وإنما كان ذلك من هَيبة النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له رسول الله: ((هَوِّن عليك؛ فإني لستُ بملكٍ، إنما أنا ابنُ امرأة من قريش، كانتْ تأكل القديد[2] بمكة)).

أما حُسن عِشْرته وجمال أدَبه، وبَسط خُلقه مع سائر الناس، فمما تواتَر به صحيحُ الأخبار، فهذا علي - وهو أقربُ الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم - يقول: كان - عليه الصلاة والسلام - أوسع الناس صدرًا، وأصدقهم لَهْجة، وألْيَنهم عَريكة[3]، وأكرمَهم عِشْرة، وكان - عليه الصلاة والسلام - يتفقَّد أصحابَه، ويحذر الناس من غير أن يطوي عن أحدٍ بِشْرَه وبَشاشته، وكان أكْيسَ الناس، وكان يعطي كلَّ جُلسائه نصيبَهم من الإكرام؛ حتى لا يحسب جليسُه أنَّ أحدًا أكرمَ عليه منه، ويقول أنس بن مالك: ما الْتَقَم أحدٌ أُذُنَ النبي - صلى الله عليه وسلم - يُحادثه، فينحِّي رأْسَه، حتى يكون الرجل هو الذي ينحِّي رأسَه أولاً، وما أخذ أحدٌ بيده فيرسلُها، حتى يُرسلها الآخر.

وما سُئِل عن حاجة إلاَّ جاد بها، أو بميسور من القول، إن لَم تكنْ عنده، قد وسِعَ الناس بسطه وخُلقُه، فصار لهم أبًا، وصاروا عنده في الحق سواءً، ما نَهر خادمًا قطُّ، ولا ضرَب بيده أحدًا، إلاَّ أنْ يُجاهد في سبيل الله، وتقول عائشة - رضي الله عنها - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خلا في بيته عن أعين الناس بسَّامًا ضحَّاكًا، وجاء وفْدُ النجاشي، فقام - عليه الصلاة والسلام - يَخدمهم بنفسه، فقال له أصحابه: يا رسول الله، إنا نَكفيك ذلك، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنهم كانوا لأصحابنا مُكْرِمين، وأنا أحبُّ أنْ أكافِئهم)).

وكان - عليه الصلاة والسلام - يَمزح ولا يقول إلاَّ حقًّا، جاءته عجوز تقول: يا رسول الله، ادعُ الله أن يُدْخلني الجنة، فقال: ((يا أمَّ فلان، إن الجنة لا يدخلها عجوز، فولَّت المرأة تبكي))، فقال - عليه الصلاة والسلام – ((أخبروها ألاَّ تدخلَها وهي عجوز؛ إنَّ الله -تعالى- يقول: ﴿ إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا﴾ [الواقعة: 35 - 37])).

أما سَعة صدْره وعظيم حِلمه، فقد كان على غير ما يكون الإنسان العادي، فإن الإنسان بطبيعته رُبَّما رُكِّب فيه من غرائز ودوافع، إذا ما ارْتُكِب ضدَّه عملٌ ضارٌّ به، أو سَمِع قولاً يُغضبه، فإنه سَرعان ما تثور عواطفُه، وتتوتَّر نفسه، فيندفع بالتعجيل بالانتقام، وما كان محمد على هذا النمط قطُّ، كان منهجه في حِلمه وسَعة صدْره ما رسَمه له ربُّه بقوله: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199].

وفي تأويل هذه الآية يقول له جبريل: يا محمد، إنَّ الله يأمرك أن تصِلَ مَن قطَعَك، وتُعطي من حرَمَك، وتعفو عمَّن ظلَمَك.

ولقد طبَّق الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذا المنهج كأحسن ما يكون التطبيق، يروي أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنه كان يسير مع النبي - عليه الصلاة والسلام - وعليه بُردٌ غليظ الحاشية، إذ بأعرابي يُسيء إليه فعلاً وقوْلاً؛ أما فِعلاً، فقد جذَبه من رِدَائه جَذْبة شديدة؛ حتى أثَّرتْ حاشية البُرد في صفحة عُنق النبي - صلى الله عليه وسلم - وأما قولاً فهو يقول له: يا محمد، احملْ لي على بعيري هذَيْن مِن مال الله الذي عندك؛ فإنك لا تُعطيني من مالك ولا مِن مال أبيك، فسكت رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قليلاً، ثم قال: ((المال مال الله، وأنا عبده ويُقاد منك يا أعرابي ما فعلتَ بي))، فقال الرجل: لا، لا يُقاد مني، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ولِمَ؟))، قال: لأنك لا تكافئ بالسيئة السيئة، فضحِكَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمر بأن يحملَ له على بعيرٍ تَمْر، وعلى الآخر شَعير.

ولا أدَّل على تَمَكُّن صفة الحِلْم من نفسه - عليه الصلاة والسلام - وأصالتها في أخلاقه من أنَّ حِلمه كان عامًّا، حتى شمل أعداءَه، وكان سببًا في إسلام الكثير منهم، يقول عبدالله بن سلام: لَمَّا أرادَ الله هِداية زيد بن سعنة - وكان زيد من أحبار اليهود - قال زيد: إنه ما من علامات النبوة شيء إلاَّ عرَفْتُه في وجْه محمد، إلاَّ علامتين لَم أخبرْهما منه: يَسبق حِلمه جهلَ الجاهل، ولا تزيده شدة الجهل عليه إلاَّ حِلمًا، يقول زيد: وكنتُ أنطلق إليه وأخالِطُه؛ لأعرف حِلمه، ثم إنه كان لزيد عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دَيْن، وكان الدَّيْن محدودًا بأجلٍ، فتعمَّد زيد أن يأتِيَه قبل الأجَل بأيام، وبينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخرج إلى جنازة ومعه بعض أصحابه، يقول زيد: فجذبتُ النبي جذبةً قوية؛ حتى سقَط رداؤه عن عُنقه، ثم أقبلتُ إليه بوجْه جَهْمٍ غليظ، وقلت: ألاَّ تقضيني يا محمد دَيْني، فما عَلِمتُكم يا بني عبدالمطلب إلاَّ مطلاً، قال ذلك، فتحرَّك عمر في قوة، ورمَى ببصره إلى اليهودي، وقال: يا هذا، أتفعَل ذلك برسول الله، وتقول ما أسمع، وتفعل به ما أرى، فوالذي بعثَه بالحقِّ، لولا ما أخاف فوْته، لسبقني رأْسُك، كل ذلك ورسول الله هادئ ساكن، يبتسم في هدوء، يقول: ((يا عمر، أنا وهو أوْلَى منك بغير ذلك، أنْ تأمرَني بحُسن الأداء، وتأمره بحسن التِّباعة؛ أي: بحُسن الطلب))، ثم يقول: ((اذهبْ يا عمر، فأعطه حقَّه، وزِدْه عشرين صاعًا من تمرٍ جزاء ما رُعْتَه))، فانطلَق معه عمر، وأعطاه حقَّه، وزاده عشرين صاعًا كما أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال زيد: ما هذا قال: أمرَني رسول الله أن أزيدَك هذا التمر مكان ما رُعْتُك، قال: يا عمر أتعرفني؟ قال: لا، فمَن أنت؟ قال: زيد بن سعنة، قال: الْحَبْر، قال: فما الذي حمَلك على أن تفعلَ ما فعلتَ، وتقول ما قلتَ؟ قال يا عمر: إنه ما من علامات النبوَّة شيء إلاَّ عرَفْتُها في وجْه محمد، إلاَّ هاتين العلامتين: يَسبق حِلْمه جهلَ الجاهل، ولا تزيده شدة الجهل عليه إلاَّ حِلمًا، أما وأني قد خُبِّرتُهما منه، فإني أُشهدك يا عمر بأني قد رضيتُ بالله ربًّا، وبالإسلام دِينًا، وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - نبيًّا، وأشهدك يا عمر أني جعلتُ شَطْر مالي - وأنا من أكثر الناس مالاً - صدقة على أُمَّة محمد - صلى الله عليه وسلم - قال عمر: أو على بعضهم؛ فإنك لا تَسعهم، ثم انطلَق به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأسْلَم وأسلمَ أهلُ بيته، وأما شمول عفوه، فكان منهجه في ذلك ما رسَمه له ربُّه بقوله: ﴿ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ﴾ [الحجر: 85].

__________________
رد مع اقتباس
  #1317  
قديم 23-09-2012, 01:16 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

لذلك ما انتقَم الرسول لنفسه قطُّ، بل سلَك سبيل العفو عند المقدرة، ويتجلَّى ذلك بجلاء في موقفه يوم فتح مكة من ألدِّ الأعداء، فلقد دخلَها ظافرًا منتصرًا، ومَكَّنه الله من رِقَاب أعدائه، وكان يُمكنه حصادُها، ولو فعَل كان له العُذر؛ فإن القوم آذوه وقاتَلوه وأخرجوه، ولكن غلَب لِينُه شِدَّتهم، ورِفْقُه غِلْظتهم، وحِلْمه جَهلهم، وإنسانيته وحْشِيَّتهم، فما عامَلهم بالمثْل، بل وقَف المتجبِّرون بالأمس جلوسًا، تعلوهم الذِّلَّة والصَّغار، ينتظروه ما يقرِّره مصيرهم على يد محمد الظافر، وإذا بالرسول - عليه الصلاة والسلام - يقول لهم: ((يا معشر قريش، ما تظنون أني فاعلٌ بكم؟))، قالوا: خيرًا، أخٌ كريم، وابن أخٍ كريم، فأصْدَر عفوَه الشامل بكلمته الخالدة: ((اذهبوا فأنتم الطُّلقاء)).

ولا يعلم إلا الله وحْدَه كم حَقَنتْ هذه الكلمة من دماء، وكم أبْقَتْ على نفوس! وكم وصَلَتْ من أرحام! وكم أفادتِ الإسلام والمسلمين؛ فدخَل الناس في دين الله أفواجًا لِمَا رأوا من سماحة الإسلام، وكريم عفو الرسول، وصدق الله العظيم: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ [آل عمران: 159].


وأمَّا رحمتُه - صلى الله عليه وسلم - فهي رحمة عمَّت العالمين، وقد شَهِد له ربُّه بذلك؛ إذ قال: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107].

وسَمَّاه الرؤوف الرحيم، فقال -تعالى-: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128].

فكان - صلى الله عليه وسلم - يعامل برحمة الكبير والصغير، والمؤمن والمشرك، بل لقد رحمَ أعداءَه، فما دعا عليهم، بل كان يحتمل أذاهم، ويرجو صلاحَهم، ويدعو لهم قائلاً: ((اللهم اغفرْ لقومي؛ فإنهم لا يعلمون)).

ويعقب القاضي عِياض على هذا القول، فيقول: انظرْ إلى هذا القول من جماع الفضْل ودرجات الإحسان، وحُسن الخُلق، وكَرَمِ النفْس، وغاية الصبر والْحِلم؛ إذ لَم يسكتْ عن قومه وقد فعلوا به ما فعلوا، بل عفَا عنهم وزادهم، فأشْفَقَ عليهم؛ حيث رحمَهم ودعا لهم، فقال: ((اللهم اغفرْ))، ثم بيَّن سببَ الشفقة والرحمة، فقال: ((لقومي))، ثم اعتذَر عن جْهلهم معه، فقال: ((فإنهم لا يعلمون)).

وإذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رحيمًا بالناس جميعًا، فهو بأهله أرْحمُ وبأزواجه أرفق، فقد كان مع أزواجه المثَل الأعلى في الرِّفْق والحنان، وحُسن المعاشرة، بل لقد جعَل الرسول الكريم حُسن معاشرة الزوجة ميزانًا لأفضليَّة المسلم، يقول: ((أكمل المؤمنين إيمانًا، أحسنهم خُلقًا، وخياركم خيارُكم لنسائهم))، ويقول في حديث آخرَ: ((خيرُكم خيركم لأهله، وأنا خيرُكم لأهلي)).

ولقد كان كثيرًا ما يحتمل أزواجه، ويَصبِر على ما قد يبدر منهنَّ؛ تطبيقًا لقوله -تعالى-: ﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء: 19]، يقول العقَّاد - رحمه الله -: لَم يجعلْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هيبة النبوَّة سَدًّا منيعًا بينه وبين نسائه، بل أنساهنَّ - بكرم معاملته وإيناسه ورِفْقه - أنهنَّ يخاطبْنَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولقد كان - صلى الله عليه وسلم - هاشًّا باشًّا، يُدْخِل السرور على أهله؛ تقول عائشة - رضي الله عنها -: كنتُ ألعب بالبنات - أي بالصور على هيئة البنات - فيَجِيء صويحباتي، فيلعبْنَ معي، فإذا رأيْنَ رسول الله، انقمَعْنَ - تعني دخلْنَ خلف الستر حياءً وأدبًا - فكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يبحث عنهنَّ ويُدْخِلهُنَّ عليّ؛ ليلْعَبْنَ معي، وقد كان حاله في غضبه لا يقلُّ لُطفًا وصَفحًا عن حاله في السرور؛ تقول عائشة - رضي الله عنها - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا غضبتُ يضع يدَه على منكبي، ويقول: ((اللهم اغفرْ لها ذنبَها، وأذهبْ عنها غيظَ قلبها، وأعذْها من الفتنة)).

ومما ورَد في جميل رِقَّته ولُطفه، ما جاء في البخاري من قوله - صلى الله عليه وسلم - لعائشة - رضي الله عنها -: ((إني لأعلم إذا كنتِ عليّ غَضْبى أو كنتِ عني راضية))، قالت: وكيف تعرف ذلك يا رسول الله؟ قال: ((إذا كنتِ عني راضية تقولين: لا ورَبِّ محمد، وإذا كنتِ علي غضبى، تقولين: لا ورَبِّ إبراهيم))، قالتْ عائشة: أجَل يا رسول الله، والله ما أهْجُر إلاَّ اسْمَك.

لقد كان - صلى الله عليه وسلم - كريمَ الرِّفْق بزوجاته، يطيِّب خاطِرَ إحداهنَّ إذا أُسِيء إليها.

ومن ذلك ما رواه الحاكم في المستدْرَك عن صفيَّة بنت حُيَي - وقد كانتْ يهوديْة فأسلمتْ وتزوَّجتْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تقول صفيَّة: دخَل عليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا أبكي، فقال: ((يا بنت حُيَي، ما يُبكيك؟))، قالتْ: بلغني أنَّ عائشة وحفصة تنالان مني، تقولان: نحن خيرٌ منها، نحن بنات عمِّ النبي وزوجاته، تُرى كيف يُطيِّب الرسول خاطرَها؟ لقد قال لها في جميل كياسة، وحُسْن سياسة ليرضيَها: ((أفلا قلتِ لهنَّ كيف تكونان خيرًا مني، وأبي هارون، وعمِّي موسى، وزوجي محمد - صلى الله عليه وسلم)).

إنه الخلُق الكريم في أروع صُوَره، وأجمل مَراميه:

خُلُقٌ أَرَقُّ مِنَ النَّسِيمِ وَرَحْمَةٌ **عَمَّتْ يشِيدُ بِذِكْرِهَا الرُّحَمَاءُ
وَحُلِيتَ مِنْ شَرَفِ الأَمَانَةِ حُلَّةً **وَمِنَ السَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ رِدَاءُ



صلوات الله وسلامه عليك يا صاحب الخُلق العظيم.




[1] يخصف: يصلح.


[2] القديد: اللحم المجفف بالشمس.


[3] العريكة: الطبيعة: والمعنى: أنه كان - صلى الله عيله وسلم - مطاوعًا قليلَ الخلاف
__________________
رد مع اقتباس
  #1318  
قديم 23-09-2012, 01:17 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي


بأبي أنت وأمي يا رسول الله
د. عائض القرنـــي

( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )

صلى عليك الله يا علم الهدى *** واستبشرت بقدومك الأيامُ
هتفت لك الأرواح من أشواقها *** وازينــت بحديثك الأقلامُ
ما أحسن الاسم والمسمَّى ، وهو النبي العظيم في سورة عمّ ، إذا ذكرته هلَّت الدموع السواكب ، وإذا تذكرته أقبلت الذكريات من كل جانب .

وكنت إذا ما اشتدّ بي الشوق والجوى *** وكادت عُرى الصبر الجميل تفصمُ
أُعلِّل نفسي بالتلاقي وقربــــه *** وأوهمــها لكنّــــها تتوهم
المتعبد في غار حراء ، صاحب الشريعة الغراء ، والملة السمحاء ، والحنيفية البيضاء ، وصاحب الشفاعة والإسراء ، له المقام المحمود ، واللواء المعقود ، والحوض المورود ، هو المذكور في التوراة والإنجيل ، وصاحب الغرة والتحجيل ، والمؤيد بجبريل ، خاتم الأنبياء ، وصاحب صفوة الأولياء ، إمام الصالحين ، وقدوة المفلحين ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ) .

السماوات شيّقات ظِمـــاءُ *** والفضــا والنجوم والأضواءُ
كلها لهفة إلى العلَم الهــــا *** دي وشـوق لذاتــه واحتفـاءُ

تنظم في مدحه الأشعار ، وتدبج فيه المقامات الكبار ، وتنقل في الثناء عليه السير والأخبار ، ثم يبقى كنـزاً محفوظاً لا يوفّيه حقه الكلام ، وعلماً شامخاً لا تنصفه الأقلام ، إذا تحدثنا عن غيره عصرنا الذكريات ، وبحثنا عن الكلمات ، وإذا تحدثنا عنه تدفق الخاطر، بكل حديث عاطر ، وجاش الفؤاد ، بالحب والوداد ، ونسيت النفس همومها ، وأغفلت الروح غمومها ، وسبح العقل في ملكوت الحب ، وطاف القلب بكعبة القرب ، هو الرمز لكل فضيلة ، وهو قبة الفلك للخصال الجميلة ، وهو ذروة سنام المجد لكل خلال جليلة .
مرحباً بالحبيب والأريب والنجيب الذي إذا تحدثت عنه تزاحمت الذكريات ، وتسابقت المشاهد والمقالات .
صلى الله على ذاك القدوة ما أحلاه ، وسلم الله ذاك الوجه ما أبهاه ، وبارك الله على ذاك الأسوة ما أكمله وأعلاه ، علَّمَ الأمة الصدق وكانت في صحراء الكذب هائمة ، وأرشدها إلى الحق وكانت في ظلمات الباطل عائمة ، وقادها إلى النور وكانت في دياجير الزور قائمة .

وشبَّ طفل الهدى المحبوب متشحاً *** بالخير متزراً بالنور والنار
في كفه شعلة تهدي وفي دمـــه *** عقيدة تتحـــدى كل جبارِ

كانت الأمة قبله في سبات عميق ، وفي حضيض من الجهل سحيق ، فبعثه الله على فترة من المرسلين ، وانقطاع من النبيين ، فأقام الله به الميزان ، وأنزل عليه القرآن ، وفرق به الكفر والبهتان ، وحطمت به الأوثان والصلبان ، للأمم رموز يخطئون ويصيبون ، ويسدّدون ويغلطون ، لكن رسولنا صلى الله عليه وسلم معصوم من الزلل ، محفوظ من الخلل ، سليم من العلل ، عصم قلبه من الزيغ والهوى ، فما ضل أبداً وما غوى ، (إنْ هو إلا وحي يوحى) .
للشعوب قادات لكنهم ليسوا بمعصومين ، ولهم سادات لكنهم ليسوا بالنبوة موسومين ، أما قائدنا وسيدنا فمعصوم من الانحراف ، محفوف بالعناية والألطاف .
قصارى ما يطلبه سادات الدنيا قصور مشيدة ، وعساكر ترفع الولاء مؤيدة، وخيول مسومة في ملكهم مقيدة ، وقناطير مقنطرة في خزائنهم مخلدة ، وخدم في راحتهم معبدة.
أما محمّد عليه الصلاة والسلام فغاية مطلوبه ، ونهاية مرغوبه ، أن يُعبد الله فلا يُشرك معه أحد ، لأنه فرد صمد (لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد) .
يسكن بيتاً من الطين ، وأتباعه يجتاحون قصور كسرى وقيصر فاتحين ، يلبس القميص المرقوع ، ويربط على بطنه حجرين من الجوع ، والمدائن تُفتَح بدعوته ، والخزائن تُقسم لأمته .

إن البرية يوم مبعث أحـــمدٍ *** نظر الإله لــها فبدّل حالها
بل كرَّم الإنسان حين اختار من *** خير البريــة نجمها وهلالها
لبس المرقع وهو قائـــد أمةٍ *** جبت الكنوز وكسَّرت أغلالها
لما رآها الله تمشي نـــحوه *** لا تبتـغي إلا رضاه سعى لها
ماذا أقول في النبي الرسول ؟ هل أقول للبدر حييت يا قمر السماء ؟ أم أقول للشمس أهلاً يا كاشفة الظلماء ، أم أقول للسحاب سَلِمتَ يا حامل الماء ؟
اسلك معه حيثما سلك ، فإن سنته سفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها هلك ، نزل بزُّ رسالته في غار حراء ، وبيع في المدينة ، وفصل في بدر ، فلبسه كل مؤمن فيا سعادة من لبس ، ويا خسارة من خلعه فتعس وانتكس ، إذا لم يكن الماء من نهر رسالته فلا تشرب ، وإذا لم يكن الفرس مسوَّماً على علامته فلا تركب ، بلال بن رباح صار باتِّباعه سيداً بلا نسب ، وماجداً بلا حسب ، وغنيّاً بلا فضة ولا ذهب ، أبو لهب عمه لما عصاه خسر وتبَّ ، (سيصلى ناراً ذات لهب) .

الفرس والروم واليونان إن ذكروا *** فعند ذكرك أسمال على قزم
هم نـمَّقوا لوحة بالـرِّقِ هائمـة *** وأنت لوحك محفوظ من التهمِ
وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم ، وإنك لعلى خُلُق عظيم ، وإنك لعلى نهج قويم ، ما ضلَّ ، وما زلَّ ، وما ذلَّ ، وما غلَّ ، وما ملَّ ، وما كلَّ ، فما ضلَّ لأن الله هاديه، وجبريل يكلمه ويناديه ، وما زلّ لأن العصمة ترعاه ، والله أيده وهداه ، وما ذلّ لأن النصر حليفه ، والفوز رديفه ، وما غلّ لأنه صاحب أمانة ، وصيانة ، وديانة، وما ملّ لأنه أُعطي الصبر ، وشُرح له الصدر ، وما كلّ لأن له عزيمة ، وهمة كريمة ، ونفساً طاهرة مستقيمة .

كأنك في الكتاب وجدت لاءً *** محرمة عليــك فلا تحلُّ
إذا حضر الشتاء فأنت شمسٌ *** وإن حل المصيف فأنت ظلُّ
صلى الله عليه وسلم ما كان أشرح صدره ، وأرفع ذكره ، وأعظم قدره ، وأنفذ أمره ، وأعلى شرفه ، وأربح صفقة من آمن به وعرفه ، مع سعة الفناء ، وعِظَم الآناء ، وكرم الآباء ، فهو محمد الممجد ، كريم المحتد ، سخي اليد ، كأن الألسنة والقلوب ريضت على حبه ، وأنست بقربه ، فما تنعقد إلا على وده ، ولا تنطق إلا بحمده ، ولا تسبح إلا في بحر مجده .

نور العرارة نوره ونسيمــــه *** نشر الخزامى في اخضرار الآسِ
وعليه تاج محبة من ربـــه *** ما صيغ من ذهب ولا من ماسِ

إن للفطر السليمة ، والقلوب المستقيمة ، حباً لمنهاجه ، ورغبة عارمة لسلوك فجاجه، فهو القدوة الإمام ، الذي يهدي به الله من اتبع رضوانه سُبُل السلام .
صلى الله عليه وسلم، علَّم اللسان الذكر ، والقلب الشكر ، والجسد الصبر ، والنفس الطهر ، وعلَّم القادة الإنصاف ، والرعية العفاف ، وحبب للناس عيش الكفاف ، صبر على الفقر ، لأنه عاش فقيرا ، وصبر على جموع الغنى لأنه ملك ملكاً كبيرا ، بُعث بالرسالة ، وحكم بالعدالة ، وعلّم من الجهالة ، وهدى من الضلالة ، ارتقى في درجات الكمال حتى بلغ الوسيلة ، وصعد في سُلّم الفضل حتى حاز كل فضيلة .


أتاك رسول المكرمـات مسلمـاً *** يريد رســـــول الله أعظم متقي
فأقبل يسعى في البساط فـما درى *** إلى البحر يسعى أم إلى الشمس يرتقي

هذا هو النور المبارك يا من أبصر ، هذا هو الحجة القائمة يامن أدبر ، هذا الذي أنذر وأعذر ، وبشر وحذر ، وسهل ويسر ، كانت الشهادة صعبة فسهّلها من أتباعه مصعب ، فصار كل بطل بعده إلى حياضه يرغب ، ومن مورده يشرب ، وكان الكذب قبله في كل طريق ، فأباده بالصديق ، من طلابه أبو بكر الصديق ، وكان الظلم قبل أن يبعث متراكماً كالسحاب ، فزحزحه بالعدل من تلاميذه عمر بن الخطاب ، وهو الذي ربى عثمان ذا النورين ، وصاحب البيعتين ، واليمين والمتصدق بكل ماله مرتين ، وهو إمام علي حيدرة ، فكم من كافر عفرّه ، وكم من محارب نحره ، وكم من لواء للباطل كسره ، كأن المشركين أمامه حُمُرٌ مستنفرة ، فرَّت من قسوره .

إذا كان هذا الجيل أتباع نهــــجه *** وقد حكموا السادات في البدو والحَضَرْ
فقل كيف كان المصطفى وهو رمزهم *** مـــع نوره لا تذكر الشمس والقَمرْ

كانت الدنيا في بلابل الفتنة نائمة ، في خسارة لا تعرف الربح ، وفي اللهو هائمة، فأذّن بلال بن رباح ، بحيَّ على الفلاح ، فاهتزت القلوب ، بتوحيد علاّم الغيوب ، فطارت المهج تطلب الشهادة ، وسبَّحت الأرواح في محراب العبادة ، وشهدت المعمورة لهم بالسيادة .

كل المشارب غير النيل آسنةٌ *** وكل أرض سوى الزهراء قيعانُ
لا تُنحرُ النفس إلا عند خيمته *** فالموت فوق بلاط الحب رضوانُ

أرسله الله على الظلماء كشمس النهار ، وعلى الظمأ كالغيث المدرار ، فهزّ بسيوفه رؤوس المشركين هزّاً ، لأن في الرؤوس مسامير اللات والعُزَّى ، عظمت بدعوته المنن ، فإرساله إلينا أعظم منّة ، وأحيا الله برسالته السنن ، فأعظم طريق للنجاة إتباع تلك السنة . تعلَّم اليهود العلم فعطَّلوه عن العمل ، ووقعوا في الزيغ والزلل ، وعمل النصارى بضلال ، فعملهم عليهم وبال ، وبعث عليه الصلاة والسلام بالعلم المفيد ، والعلم الصالح الرشيد .

أخوك عيسـى دعا ميْتـاً فقام له *** وأنت أحييت أجيالاً من الرممِ
قحطان عدنان حازوا منك عزّتهم *** بك التشرف للتـاريخ لا بهمِ



__________________
رد مع اقتباس
  #1319  
قديم 23-09-2012, 01:18 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

__________________
رد مع اقتباس
  #1320  
قديم 23-09-2012, 01:20 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

فداك ابى وامى يارسول الله رائعة من روائع الشيخ محمد جبريل

فــداك ابـــى وامــى يــــارســول الله فــــداك ابـى وامــى ياحـبـيــب الله



فــداك ابـــى وامــى ياخير خلق الله فــداك ابى وامى ياخاتم رسل الله



فيديو رائع لفضيلة الشيخ محمد جبريل







اللهم صلى وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا


التحميل






4shared.com - file sharing - download movie file
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
المختار, المصطفى, النبى, ابا القاسم


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 08:30 PM.