اهلا وسهلا بك فى بوابة الثانوية العامة ... سجل الان

العودة   بوابة الثانوية العامة المصرية > القسم الإدارى > أرشيف المنتدي

أرشيف المنتدي هنا نقل الموضوعات المكررة والروابط التى لا تعمل

 
 
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1201  
قديم 28-10-2013, 12:43 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

أقوال السلف والعلماء في الغش

- قال ابن عباس رضي الله عنهما: (لا يزال الرَّجل يزداد في صحَّة رأيه ما نصح لمستشيره، فإذا غشَّه سلبه الله نصحه ورأيه) .
- وقال الراغب: (لا يلتفتنَّ إلى من قال: إذا نصحت الرَّجل فلم يقبل منك فتقرَّب إلى الله بغشِّه، فذلك قول ألقاه الشَّيطان على لسانه، اللهمَّ إلَّا أن يريد بغشِّه السُّكوت عنه، فقد قيل: كثرة النَّصيحة تورث الظَّنَّة، ومعرفة النَّاصح من الغاشِّ صعبة جدًّا، فالإنسان- لمكره- يصعب الاطِّلاع على سرِّه، إذ هو قد يبدي خلاف ما يخفي، وليس كالحيوانات الَّتي يمكن الاطِّلاع على طبائعها) .
- (وكان جرير بن عبد الله إذا قام إلى السلعة يبيعها بصَّر عيوبها ثم خيَّره، وقال: إنْ شئت فخذ، وإنْ شئت فاترك، فقيل له: إنك إذا فعلت مثل هذا لم ينفذ لك بيع، فقال إنا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم) .
- (وكان واثلة بن الأسقع واقفًا؛ فباع رجل ناقة له بثلاثمائة درهم، فغفل واثلة وقد ذهب الرجل بالناقة؛ فسعى وراءه وجعل يصيح به: يا هذا أشتريتها للحم أو للظهر؟ فقال: بل للظهر، فقال: إن بخفها نقبًا قد رأيته، وإنها لا تتابع السير، فعاد فردها فنقصها البائع مائة درهم، وقال لواثلة: رحمك الله أفسدت عليَّ بيعي، فقال: إنا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على النصح لكل مسلم) .
- وقال ابن حجر الهيتمي: (ولهذه القبائح -أي الغش- التي ارتكبها التجار والمتسببون وأرباب الحرف والبضائع سلط الله عليهم الظلمة فأخذوا أموالهم، وهتكوا حريمهم، بل وسلط عليهم الكفار فأسروهم واستعبدوهم، وأذاقوهم العذاب والهوان ألوانًا. وكثرة تسلط الكفار على المسلمين بالأسر والنهب، وأخذ الأموال والحريم، إنما حدث في هذه الأزمنة المتأخرة لما أن أحدث التجار وغيرهم قبائح ذلك الغش الكثيرة والمتنوعة، وعظائم تلك الجنايات والمخادعات والتحايلات الباطلة على أخذ أموال الناس بأي طريق قدروا عليها، لا يراقبون الله المطَّلِع عليهم) .
- وكان بعضهم يقول: (لا أشتري الويل من الله بحبة؛ فكان إذا أخذ نقص نصف حبة، وإذا أعطى زاد حبة، وكان يقول: ويل لمن باع بحبة جنة عرضها السموات والأرض، وما أخسر من باع طوبى بويل) .
- وقال المنصور: (لا تنفِّروا أطراف النعم بقلة الشكر، فتحلَّ بكم النقمة، ولا تُسرُّوا غشَّ الأئمة فإنَّ أحدًا لا يُسِرُّ منكرًا إلَّا ظهر في فلتات لسانه، وصفحات وجهه، وطوالع نظره) .
- وباع ابن سيرين شاة فقال للمشتري: (أبرأ إليك من عيب فيها، أنها تقلِّب العلف برجلها) .
__________________
  #1202  
قديم 28-10-2013, 12:45 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

آثار الغش

1- براءة النبي صلى الله عليه وسلم من مرتكب جريمة الغش.
2- الغاش بعيد عن الناس بعيد عن الله.
3- الغاش قليل التحصيل، دنيء الهمة.
4- الغاش متهاون بنظر الله إليه.
5- الغاش مرتكب كبيرة من الكبائر المحرمة.
6- الغاش ممحوق البركة.
7- الغش خيانة للأمانة التي كلف الإنسان بحملها.
8- الغش دليل ضعف الإيمان.
9- الغش سبب من أسباب الفرقة بين المسلمين.
10- الغش طريق موصل للنار.
11- الغش فيه أكل أموال الناس بالباطل.
12- الغش من أسباب عدم إجابة الدعاء، لأن صاحبه يأكل المال الحرام.
13- الغش يخرج أجيال فاشلة غير قادرة على تحمل المسئولية.
14- الغش يولد ضعف الثقة بين أفراد المجتمع.
__________________
  #1203  
قديم 28-10-2013, 12:48 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

حكم الغش

لا شك أن الغش حرام، وبعض العلماء مثل الذهبي عدُّوه كبيرة من كبائر الذنوب .
قال ابن حجر الهيتمي: (... فذلك أعني ما حكي من صور ذلك الغش التي يفعلها التجار، والعطَّارون، والبزَّازون، والصوَّاغون، والصَّيارفة، والحيَّاكون، وسائر أرباب البضائع، والمتاجر، والحرف، والصنائع، كله حرام شديد التحريم، موجب لصاحبه أنه فاسق غشاش، خائن يأكل أموال الناس بالباطل، ويخادع الله ورسوله وما يخادع إلا نفسه، لأن عقاب ذلك ليس إلا عليه) .
وقال الغزالي: (والغش حرام في البيوع والصنائع جميعًا، ولا ينبغي أن يتهاون الصانع بعمله على وجه لو عامله به غيره لما ارتضاه لنفسه، بل ينبغي أن يحسن الصنعة، ويحكمها ثم يبيِّن عيبها إن كان فيها عيب، فبذلك يتخلص) .
وقال ابن باز: (الغش في جميع المواد حرام ومنكر؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: ((من غشنا فليس منا)) .
وهذا لفظ عام، يعم الغشَّ في المعاملات، وفي النصيحة، والمشورة، وفي العلم، بجميع مواده الدينية والدنيوية، ولا يجوز للطالب ولا للمدرس فعل ذلك، ولا التساهل فيه، ولا التغاضي عنه؛ لعموم الحديث المذكور، وما جاء في معناه، ولما يترتب على الغش من المفاسد والأضرار والعواقب الوخيمة.) .
وقال ابن عثيمين: (ويجتنب الغش في جميع المعاملات، من بيعٍ، وإجارةٍ وصناعةٍ، ورهنٍ، وغيرها، وفي جميع المناصحات والمشورات؛ فإنَّ الغش من كبائر الذنوب، وقد تبرأ النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من فاعله فقال صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((من غشَّنا فليس منا))، وفي لفظ: ((من غشَّ فليس مني))، والغش: خديعة، وخيانة، وضياع للأمانة، وفقد للثقة بين الناس، وكل كسب من الغش فإنه كسب خبيث حرام، لا يزيد صاحبَه إلا بعدًا من الله) .
__________________
  #1204  
قديم 28-10-2013, 12:54 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

أنواع الغش وصوره

1- الغش في البيع والشراء وغيرها من المعاملات المالية:
كأن يَحصُل الشخص على المال بطرق محرمة، إمَّا عن طريق الكذب، أو كتمان عيب السلعة، أو البخس في ثمنها، أو التطفيف في وزنها، أو خلط الجيِّد بالرديء، وغيرها من الطرق المحرمة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرَّ على صبرة طعام فأدخل يده فيها، فنالت أصابعه بللًا فقال: ((ما هذا يا صاحب الطعام؟ قال أصابته السماء يا رسول الله، قال: أفلا جعلته فوق الطعام كي يراه الناس، من غش فليس مني)).
قال ابن حجر الهيتمي مبينًا هذا النوع من الغش في البيع والشراء: (الغش المحرم أن يعلم ذو السلعة من نحو بائع، أو مشتر فيها شيئًا، لو اطلع عليه مريد أخذها ما أخذها بذلك المقابل) .
وما أكثر (ضروب الغشِّ والاحتيال، كما يقع من السماسرة من التَّلبيس والتَّدليس، فيزيِّنون للناس السلع الرديئة، والبضائع المزجاة، ويورطونهم في شرائها، ويوهمونهم ما لا حقيقة له، بحيث لو عرفوا الخفايا ما باعوا وما اشتروا) .
وقال ابن تيمية: (والغش يدخل في البيوع بكتمان العيوب، وتدليس السلع، مثل أن يكون ظاهر المبيع خيرًا من باطنه، كالذي مرَّ عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأنكر عليه. ويدخل في الصناعات مثل الذين يصنعون المطعومات من الخبز، والطبخ، والعدس، والشواء وغير ذلك، أو يصنعون الملبوسات كالنسَّاجين، والخيَّاطين، ونحوهم، أو يصنعون غير ذلك من الصناعات، فيجب نهيهم عن الغش والخيانة والكتمان) .
2- غش الرَّاعي للرَّعيَّة، وغش الرَّعيَّة للرَّاعي:
فغش الرعية للراعي يكون بمدحه وإطرائه بما ليس فيه؛ كأن يذكروا له أعمالًا وإنجازات لم يعملها، أو بعدم نصحه إذا رأوا منه منكرًا، وغير ذلك.
وأما غش الراعي للرعية:
ويقصد بالراعي: الرؤساء، والحكام، والمدراء، والرجل في أهله، وغيرهم ممن لهم الرعاية على الناس، ويكون الغش بظلمهم، وعدم النصح لهم.
فعن معقل بن يسار المزني رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته، إلا حرَّم الله عليه الجنة)).
قال ابن القيم: (وكم ممن أشقى ولده وفلذة كبده في الدنيا والآخرة بإهماله، وترك تأديبه، وإعانته على شهواته، ويزعم أنه يكرمه وقد أهانه، وأنه يرحمه وقد ظلمه، ففاته انتفاعه بولده وفوَّت عليه حظه في الدنيا والآخرة، وإذا اعتبرت الفساد في الأولاد رأيت عامته من قبل الآباء) .
وقال ابن عثيمين: (السبب التاسع من الأسباب التي يستحق فاعلها دخول النار دون الخلود فيها: الغش للرعية، وعدم النصح لهم، بحيث يتصرف تصرفًا ليس في مصلحتهم، ولا مصلحة العمل، لحديث معقل بن يسار رضي الله عنه قال: سمعت النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: ((ما من عبد يسترعيه الله على رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته، إلا حرم الله عليه الجنة))، وهذا يعم رعاية الرجل في أهله، والسلطان في سلطانه، وغيرهم لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ((كلكم راع ومسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، وكلكم راع ومسؤول عن رعيته)) ) .
3- الغش في القول:
وذلك عند إدلاء الشاهد بالشهادة، فيشهد بشهادة فيها زور وبهتان وكذب، ونحو ذلك.
4- الغش في النصيحة:
ويكون الغش في النصيحة، بعدم الصدق، والإخلاص فيها، وهذا من علامات المنافقين.
فعن جرير بن عبد الله، قال: ((بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم)) .
وعن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ((الدين النصيحة. قلنا: لمن؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم)) .
5- الغش في تعلُّم العلم:
كأن يغش في الامتحانات ويحصل على شهادة لا يستحقها، وقد يتبوأ بها منصبًا، وهو ليس أهلًا لذلك المنصب، وبهذا الغش يخرج جيل جاهل، غير مؤهل لقيادة الأمة.
وقد تكلم بعض العلماء عن هذا الجانب من الغش؛ نذكر من ذلك:
سؤال قدم للجنة الدائمة للإفتاء؛ مفاده: ما حكم من يغش في امتحانات الدراسة كمواد الكيمياء والطبيعة؟
فكان رد اللجنة ما يلي: الغش حرام في امتحانات الدراسة أو غيرها، وفاعله مرتكب كبيرة من كبائر الذنوب؛ لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من غشنا فليس منا)). ولا فرق في ذلك بين كون المواد الدراسية دينية أو غير دينية .
وقال ابن باز: (الغش محرَّم في الاختِبارات، كما أنَّه محرَّم في المعاملات، فليس لأحدٍ أن يغشَّ في الاختِبارات في أيَّة مادَّة، وإذا رضي الأستاذ بذلك فهو شريكُه في الإثم والخيانة) .
وقُدم له سؤال مفاده: ما قولُكم فيمَن يقول: إنَّ الغشَّ حرام فقط إذا كان في المواد والعلوم الشرعيَّة، ويكون مباحًا إذا كان في غيرها؛ كاللغة الإنجليزية، أو التاريخ، أو الرياضيات، أو الهندسة، أو نحوها؟
فقال: (الغش في جميع المواد حرام ومنكر؛ لعموم قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: ((مَن غشنا فليس مِنَّا))، وهذا لفظ عام، يعمُّ الغش في المعاملات، وفي النصيحة والمشورة، وفي العلم بجميع مواده؛ الدينية والدنيوية، ولا يجوز للطالب ولا للمدرِّس فعل ذلك، ولا التساهُل فيه، ولا التغاضِي عنه؛ لعموم الحديث المذكور وما جاء في معناه، ولما يترتَّب على الغشِّ من المفاسِد والأضرار والعَواقِب الوخيمة) .
وقال ابن عثيمين: (وإنَّ مما يؤسف له أن بعض الطلاب يستأجرون من يعد لهم بحوثًا، أو رسائل يحصلون على شهادات علمية، أو من يحقق بعض الكتب، فيقول لشخص حضِّر لي تراجم هؤلاء، وراجع البحث الفلاني، ثم يقدمه رسالة ينال بها درجة يستوجب بها أن يكون في عداد المعلمين أو ما أشبه ذلك، فهذا في الحقيقة مخالف لمقصود الجامعة، ومخالف للواقع، وأرى أنَّه نوع من الخيانة؛ لأنه لابد أن يكون المقصود من الرسالة هو الدراسة والعلم قبل كل شيء، فإذا كان المقصود من ذلك الشهادة فقط، فإنه لو سئل بعد أيام عن الموضوع الذي حصل على الشهادة فيه لم يجب؛ لهذا أحذر إخواني الذي يحققون الكتب، أو الذين يحضِّرون رسائل على هذا النحو، من العاقبة الوخيمة...) .
وسئل فضيلته أيضًا: ما نصائحكم للطلبة في أيام الامتحانات والإجازات؟
فأجاب بقوله: (نصيحتي للطلبة في أيام الامتحانات، وفي غير أيام الامتحانات وفي الإجازة: أن يتقوا الله عزَّ وجلَّ، وأن يخلصوا له النية في طلب العلم، وأن يؤدوا الأمانة في الامتحانات بحيث لا يحاول أحد منهم الغش، لا لنفسه ولا لغيره؛ لأنه مؤتمن، ولأن من نجح بالغش فليس بناجح في الحقيقة، ثم إنه يترتب على غشه أنه سينال بشهادته مرتبة لا تحل إلا بالشهادة الحقيقة المبنيَّة على الصدق، والإنسان إذا لم ينجح إلا بالغش، فإنه لم ينجح في الحقيقة، ثم إنَّه سوف يكون فاشلًا ليتولى منصبًا يتولاه من حصل على الشهادة التي غش فيها، إذ أنَّه ليس عنده علم، فيبقي فاشلًا في أداء مهمته، ولا فرق في ذلك بين مادَّة وأخرى، فجميع المواد لا يجوز فيها الغش، وما اشتهر عند بعضهم بأنَّه يجوز الغش في بعض المواد فإنه لا وجه له) .
6- عدم الوفاء بالعقود:
كالعقود التي تعمل في الإنشاءات والمقاولات، وغيرها من المعاملات التي أبرمت فيها العقود، فعدم الوفاء بها يعتبر من الغش المحرم، والله سبحانه يأمر بالوفاء وعدم الغش حيث يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَوْفُواْ بِالْعُقُودِ [المائدة: 1].
7- ومن صور الغش أيضًا: ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعدم الإنكار على الأصحاب والأقارب محاباة لهم ومداهنة.
فحق هؤلاء على المسلم أن ينصحهم ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، فإن لم يفعل فقد غشهم.
__________________
  #1205  
قديم 28-10-2013, 12:56 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

الأسباب المؤدية إلى الغش

هناك أسباب كثيرة تحمل الإنسان أن يغش ومن هذه الأسباب:
1- ضعف الإيمان بالله، وقلة الخوف منه.
2- جهل الفرد بحرمة الغش، وأنه من الكبائر.
3- عدم الإخلاص لله في العمل.
4- شدة الحرص، وطلب الأموال من أي طريق كان.
5- عدم تطبيق الأحكام لمعاقبة مرتكبي جريمة الغش.
6- الرفقة السيِّئة.
7- التربية السيئة، والتي تتنافى مع الأخلاق والآداب الإسلامية.
8- انعدام القناعة بما قسم الله له.
9- عدم تذكر الموت والدار الآخرة.
__________________
  #1206  
قديم 28-10-2013, 12:58 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

الأسباب المعينة على ترك الغش

1- الابتهال والتضرع إلى الله بالدعاء بأن يغنيه الله بحلاله عن حرامه.
2- إخلاص العمل لله جل وعلا.
3- تفعيل فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
4- تربية الفرد تربية سليمة قائمة على الالتزام بأحكام الشرع وآدابه.
5- تقوية الثقة بالله، واستشعار مراقبته.
6- زيارة القبور وتذكر الموت واليوم الآخر.
7- الصبر في تحصيل الرزق الحلال بالوسائل المباحة.
8- القناعة بما رزق.
9- مجالسة الرفقة الصالحة.
10- معاقبة مرتكبي الغش لردعهم عن ذلك.
11- العلم بحكم الغش وبيان صوره للناس.
12- النظر للعواقب الوخيمة للغش في الدنيا والآخرة.

__________________
  #1207  
قديم 28-10-2013, 01:01 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

موقف تربوي

عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن جده أسلم، قال: بينا أنا مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو يعس المدينة إذ عيي ، فاتكأ إلى جانب جدار في جوف الليل، فإذا امرأة تقول لابنتها: يا ابنتاه، قومي إلى ذلك اللبن فامذقيه بالماء. فقالت لها: يا أمَّاه! أو ما علمت ما كان من عزمة أمير المؤمنين اليوم؟ قالت: وما كان من عزمته يا بنية؟ قالت: إنه أمر مناديه فنادى أن لا يشاب اللبن بالماء. فقالت لها: يا بنية! قومي إلى ذلك اللبن فامذقيه بالماء، فإنَّك بموضع لا يراك عمر ولا منادي عمر. فقالت الصبية لأمها: يا أمتاه! والله ما كنت لأطيعه في الملأ وأعصيه في الخلاء .
__________________
  #1208  
قديم 28-10-2013, 01:02 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

مترادفات الغش
من مترادفات الغش: الغُلُول، والخيانة، والمداهنة،
والدغل، والتمويه، والمخرقة، والإدهان .
__________________
  #1209  
قديم 28-10-2013, 01:11 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

ذم الغش في واحة الشعر

قال ابن زنجي البغدادي:

فكم مِن عدوٍّ معلنٍ لك نصحَه *** علانيةً والغشُّ تحت الأضالعِ



وكم مِن صديقٍ مرشدٍ قد عصيتَه *** فكنتَ له في الرشدِ غيرِ مطاوعِ



وما الأمرُ إلا بالعواقبِ إنها *** سيبدو عليها كلُّ سرٍّ وذائعِ


وقال آخر:

وذو الغشِّ مرهوبٌ وذو النصحِ آمنٌ *** وذو الطيشِ مدحوضٌ وذو الحقِّ يفلجُ



وذو الصدقِ لا يرتابُ والعدلُ قائمٌ *** على طرقاتِ الحقِّ والغبنُ أعوجُ


وقال آخر:

يا بائعًا بالغشِّ أنت مُعَرَّضٌ *** لدعوةِ مظلومٍ إلى سامعِ الشكوَى



فكلْ مِن حلالٍ وارتدعْ عن محرَّمٍ *** فلست على نارِ الجحيمِ غدًا تقوَى


قال أوس بن حجر:

مخلَّفون، ويقضي الناسُ أمرَهمُ *** غشُّ الأمانةِ صنبورٌ لصنبورِ


وقال آخر:

أيا رُبَّ من تغتشُّه لك ناصحٌ *** ومنتصحٌ بالغيبِ غيرُ أمينِ


وقال منصور بْن مُحَمَّد الكريزي:

وصاحبٍ غيرِ مأمونٍ غوائلُه *** يُبدي لي النصحَ منه وهو مشتملُ



على خلافِ الذي يبدي ويظهرُه *** وقد أحطتُ بعلمي أنَّه دغِلُ



عفوتُ عنه انتظارًا أن يثوبَ له *** عقلٌ إليه مِن الزلاتِ ينتقلُ



دهرًا فلما بدا لي أنَّ شيمتَه *** غشٌّ وليس له عَن ذاك منتقَلُ



تركته تركَ قَالٍ لا رجوعَ له *** إلى مودَّتِه ما حنَّتِ الإبلُ


وقال عقيل بن هاشم القيني:

يا آلَ عمرٍو أميتوا الضغنَ بينكم *** إنَّ الضغائنَ كسرٌ ليس ينجبرُ



قد كان في آلِ مروان لكم عبرٌ *** إذ هم ملوكٌ وإذ ما مثلُهم بشرُ



تحاسدوا بينهم بالغشِّ فاختُرِموا *** فما تحسُّ لهم عينٌ ولا أثرُ


وقال آخر:

كذاك مَن يستنصحُ الأعادي *** يردونه بالغشِّ والفسادِ


وقال آخر:

قل للذي لستُ أدري مِن تلوُّنِه *** أناصحٌ أم على غشٍّ يداجيني



إني لأكثرُ مما سُمْتَني عجبًا *** يدٌ تشجُّ وأخرى منك تأسوني



تغتابني عند أقوامٍ وتمدحُني *** في آخرين وكلٌّ عنك يأتيني



هذان أمران شتى بون بينهما *** فاكففْ لسانَك عن ذمِّي وتزييني


وقال ابن الرومي:

غَشَّ مَن أخَّر النصيحةَ عمدًا *** عن إمامٍ عليه جلُّ اعتمادِه



ليس يُوهي أخاك شدُّك إيا *** ه به بل يزيدُه في اشتدادِه
__________________

آخر تعديل بواسطة محمد رافع 52 ، 28-10-2013 الساعة 01:19 AM
  #1210  
قديم 28-10-2013, 01:22 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

الغَضَب
معنى الغَضَب لغةً واصطلاحًا

معنى الغَضَب لغةً:
الغَضَب: بالتَّحْرِيكِ، ضدُّ الرِّضَا. والغَضْبة: الصَّخرة الصلبة. قالوا: ومنه اشتُقَّ الغَضَب؛ لأنَّه اشتدادُ السُّخط. يقال: غَضِب يَغْضَبُ غَضَبًا، وهو غضبان وغَضُوب .
معنى الغَضَب اصطلاحًا:
الغَضَبُ: هو ثورَانُ دم القلب لقصد الانتقام .
وقال الجرجاني: (الغَضَبُ: تغير يحصل عند غليان دم القلب، ليحصل عنه التشفي للصَّدر) .
وقيل: (هو غليانُ دم القلب، طلبًا لدفع المؤذي عند خشية وقوعه، أو طلبًا للانتقام ممن حصل له منه الأذى بعد وقوعه) .
__________________
  #1211  
قديم 28-10-2013, 01:24 AM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

الفرق بين الغَضَب وبعض الصفات

- الفرق بين الغَضَب والسخط:
(أنَّ الغَضَب يكون من الصغير على الكبير، ومن الكبير على الصغير.
والسخط لا يكون إلا من الكبير على الصغير، يقال: سخط الأمير على الحاجب، ولا يقال: سخط الحاجب على الأمير، ويستعمل الغَضَب فيهما.
والسخط إذا عديته بنفسه فهو خلاف الرضا، يقال: رضيه وسخطه، وإذا عديته بعلى فهو بمعنى الغَضَب، تقول: سخط الله عليه إذا أراد عقابه) .
- الفرق بين الغَضَب والغيظ:
(أنَّ الإنسان يجوز أن يغتاظ من نفسه، ولا يجوز أن يغضب عليها، وذلك أنَّ الغَضَب إرادة الضرر للمغضوب عليه، ولا يجوز أن يريد الإنسان الضرر لنفسه، والغيظ يقرب من باب الغم) .
- الفرق بين الغَضَب والاشتياط:
(أنَّ الاشتياط خفَّة تلحق الإنسان عند الغَضَب، وهو في الغَضَب كالطَّرب في الفرح، وقد يستعمل الطرب في الخفَّة التي تعتري من الحزن، والاشتياط لا يستعمل إلا في الغَضَب، ويجوز أن يقال: الاشتياط سرعة الغَضَب) .
__________________
  #1212  
قديم 30-10-2013, 08:04 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

النهي عن الغَضَب في السنة النبوية

- عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رجلًا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني قال: ((لا تغضب، فردد مرارًا، قال: لا تغضب)) .
قال الخطابي: (معنى قوله: ((لا تغضب)). اجتنب أسباب الغَضَب، ولا تتعرَّض لما يجلبه) .
وقال ابن التين: (جمع صلى الله عليه وسلم في قوله: ((لا تغضب)). خير الدنيا والآخرة؛ لأنَّ الغَضَب يؤول إلى التقاطع ومنع الرفق، وربما آل إلى أن يؤذي المغضوب عليه، فينتقص ذلك من الدين) .
وقال البيضاوي: (لعله لما رأى أنَّ جميع المفاسد التي تعرض للإنسان إنما هي من شهوته، ومن غضبه، وكانت شهوة السائل مكسورة، فلما سأل عما يحترز به عن القبائح نهاه عن الغَضَب، الذي هو أعظم ضررًا من غيره، وأنَّه إذا ملك نفسه عند حصوله، كان قد قهر أقوى أعدائه) .
- عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((يا رسول الله علمني كلمات أعيش بهن ولا تكثر علي فأنسى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تغضب)) .
قال الباجي: (قول السائل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: علمني كلمات أعيش بهن. يحتمل أن يريد به أنتفع بها مدة عيشي، ويحتمل أن يريد به -والله أعلم - أستعين بها على عيشي، ولا تُكثر عليَّ فأنسى، ولعله عرف من نفسه قلة الحفظ، فأراد الاختصار الذي يحفظه ولا ينساه، فجمع له النَّبي صلى الله عليه وسلم الخير في لفظ واحد، فقال له: ((لا تغضب))، ومعنى ذلك - والله أعلم - أنَّ الغَضَب يفسد كثيرًا من الدين؛ لأنَّه يؤدي إلى أن يُؤذِي ويُؤذَى، وأن يأتي في وقت غضبه من القول والفعل ما يأثم به، ويُؤثِم غيره، ويؤدي الغَضَب إلى البغضة التي قلنا إنها الحالقة، والغَضَب أيضًا يمنعه كثيرًا من منافع دنياه، ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تغضب))، يريد -والله أعلم- لا تُمضِ ما يبعثك عليه غضبك، وامتنع منه، وكفَّ عنه) .
وقال ابن رجب في شرحه للحديث: (فهذا الرَّجلُ طلب مِن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنْ يُوصِيه وصيةً وجيزةً، جامعةً لِخصال الخيرِ، ليحفظها عنه خشيةَ أنْ لا يحفظها؛ لكثرتها، فوصَّاه النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أنْ لا يغضب، ثم ردَّد هذه المسألة عليه مرارًا، والنَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يردِّدُ عليه هذا الجوابَ، فهذا يدلُّ على أنَّ الغَضَب جِماعُ الشرِّ، وأنَّ التحرُّز منه جماعُ الخير) .
- وعن سليمان بن صرد قال: ((استبَّ رجلان عند النَّبي صلى الله عليه وسلم، ونحن عنده جلوس، وأحدهما يسبُّ صاحبه مغضبًا قد احمرَّ وجهه، فقال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: إنِّي لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد، لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم. فقالوا للرَّجل: ألا تسمع ما يقول النَّبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: إني لست بمجنون)) .
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس الشَّديد بالصُّرَعة، إنَّما الشَّديد الذي يملك نفسه عند الغَضَب)) .
قال ابن بطال: (أراد عليه السلام أن الذي يقوى على ملك نفسه عند الغضب ويردها عنه هو القوى الشديد والنهاية في الشدة لغلبته هواه المردي الذي زينه له الشيطان المغوي، فدل هذا أن مجاهدة النفس أشد من مجاهدة العدو؛ لأن النبي عليه السلام جعل للذي يمكل نفسه عند الغضب من القوة والشدة ماليس للذي يغلب الناس ويصرعهم) .
__________________
  #1213  
قديم 30-10-2013, 08:06 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

أقوال السلف والعلماء في الغَضَب

- قال عمرُ بنُ عبد العزيز: (قد أفلحَ مَنْ عُصِمَ من الهوى، والغَضَب، والطمع) .
- وقال الحسن: (أربعٌ، من كُنَّ فيه عصمه الله من الشيطان، وحرَّمه على النار: مَنْ ملك نفسَه عندَ الرغبة، والرهبة، والشهوةِ، والغَضَب) .
- (وحكي أن الفضيل بن عياض كان إذا قيل له: إنَّ فلانًا يقع في عرضك، يقول: والله لأغيظنَّ مَن أمره، يعني: إبليس، ثم يقول: اللهم إن كان صادقًا فاغفر لي، وإن كان كاذبًا فاغفر له.
- وقال جعفر بنُ محمد: الغَضَبُ مفتاحُ كلِّ شرٍّ) .
- وقال عبد الملك بن مروان: (إذا لم يغضب الرجل لم يحلم؛ لأن الحليم لا يعرف إلا عند الغَضَب) .
- وقيل لابنِ المبارك: (اجْمَعْ لنا حُسنَ الخلق في كلمة، قال: تركُ الغَضَب) .
- وقال الحسن: (المؤْمن حَليم لا يَجهل وإن جُهل عليه، وتلا قولَ الله عزَّ وجلَّ: وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا [الفرقان: 63]) .
- وقال ميمون بن مِهران: (جاء رجلٌ إلى سلمان، فقال: يا أبا عبدِ الله أوصني. قال: لا تغضب، قال: أمرتني أنْ لا أغضب، وإنَّه ليغشاني ما لا أملِكُ، قال: فإنْ غضبتَ، فامْلِكْ لِسانك ويَدَك) .
- وقال عطاءُ بنُ أبي رباح: (ما أبكى العلماءَ بكاء آخرِ العمرِ من غضبة يغضبُها أحدُهُم، فتهدِمُ عملَ خمسين سنة، أو ستين سنة، أو سبعين سنة، وربَّ غضبة قد أقحمت صاحبها مقحمًا ما استقاله) .
- وقال يزيدُ بن أبي حَبيب: (إنما غَضَبي في نَعْليَّ، فإذا سمعت ما أكره أخذتُهما ومَضيت) .
- وقال أبو حاتم: (أحسن الناس عقلًا من لم يحرد ، وأحضر الناس جوابًا من لم يغضب) .
- وقال أيضًا: (الواجب على العاقل إذا ورد عليه شيء بضد ما تهواه نفسه، أن يذكر كثرة عصيانه ربه، وتواتر حلم الله عنه، ثم يسكن غضبه، ولا يزرى بفعله الخروج إلى ما لا يليق بالعقلاء في أحوالهم، ثم تأمَّل وفور الثواب في العقبى، بالاحتمال ونفي الغَضَب) .
__________________
  #1214  
قديم 30-10-2013, 08:08 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

آثار الغَضَب

لا شكَّ أنَّ الغَضَب له آثار سيئة على نفس الغاضب، في مظهره، وفي لسانه؛ بأن ينطق كل قبيح، وله آثاره السيئة على المجتمع الذي من حوله:
(ومن آثار هذا الغَضَب في الظاهر، تغير اللون، وشدَّة رعدة الأطراف، وخروج الأفعال عن الانتظام، واضطراب الحركة والكلام، حتى يظهر الزَّبد على الأشداق، وتشتد حمرة الأحداق، وتنقلب المناخر، وتستحيل الخلقة، ولو يرى الغَضَبان في حال غضبه صورة نفسه، لسكن غضبه حياءً من قبح صورته، لاستحالة خلقته، وقبح باطنه أعظم من قبح ظاهره، فإنَّ الظَّاهر عنوان الباطن، إذ قبح ذاك إنما نشأ عن قبح هذا، فتغيُّر الظاهر ثمرة تغير الباطن، هذا أثره في الجسد.
وأما أثره في اللسان؛ فانطلاقه بالقبائح، كالشتم، والفحش، وغيرهما، مما يستحي منه ذَوُو العقول مطلقًا، وقائله عند فتور غضبه على أنَّه لا ينتظم كلامه، بل يتخبَّط نظمه، ويضطرب لفظه.
وأما أثره في الأعضاء، فالضرب فما فوقه إلى ال*** عند التمكن، فإن عجز عن التشفي رجع غضبه عليه، فمزَّق ثوبه، وضرب نفسه وغيره، حتى الحيوان والجماد - بالكسر - وغيره، وعدَا عدو الواله السكران، والمجنون الحيران، وربما سقط وعجز عن الحركة، واعتراه مثل الغشية، لشدة استيلاء الغَضَب عليه.
وأما أثره في القلب، فالحقد على المغضوب عليه، وحسده، وإظهار الشماتة بمساءته، والحزن بسروره، والعزم على إفشاء سره، وهتك ستره، والاستهزاء به، وغير ذلك من القبائح) .
قال الراغب: (واعلم أنَّ نار الغَضَب متى كانت عنيفة، تأجَّجت، واضطرمت، واحتد منه غليان الدم في القلب، وملأت الشَّرايين والدماغ دخانًا مظلمًا مضطرمًا، يسود منه مجال العقل، ويضعف به فعله، فكما أن الكهف الضيق إذا ملئ حريقًا اختنق فيه الدخان، واللهب، وعلا منه الأجيج، فيصعب علاجه وإطفاؤه، ويصير كل ما يدنو منه مادة تقويه - فكذلك النفس، إذا اشتعلت غضبًا عميت عن الرشد، وصمَّت عن الموعظة، فتصير مواعظه مادة لغضبه، ولهذا حكي عن إبليس لعنه الله، أنه يقول: متى أعجزني ابن آدم فلن يعجزني إذا غضب؛ لأنَّه ينقاد لي فيما أبتغيه منه، ويعمل بما أريده وأرتضيه. وقد قيل: الغَضَب جنون ساعة. وربما أفضى إلى تلف باختناق حرارة القلب فيه، وربما كان سببًا لأمراض صعبة مؤدية إلى التلف) .
وقال ابن رجب: (وينشأ من ذلك – أي: من الغَضَب – كثير من الأفعال المحرمة، كال*** والضربِ، وأنواعِ الظلم والعُدوان، وكثير من الأقوال المحرَّمة، كالقذفِ والسبِّ والفحش، وربما ارتقى إلى درجة الكفر، كما جرى لجبلة بن الأيهم ، وكالأيمان التي لا يجوزُ التزامُها شرعًا، وكطلاق الزوجة الذي يُعقِب الندمَ) .
وقال أبو حاتم: (سرعة الغَضَب أنكى في العاقل من النار في يبس العوسج ؛ لأنَّ من غضب زايله عقله، فقال ما سوَّلت له نفسه، وعمل ما شانه وأرداه) .
وقال ابن مسكويه: (فإنَّ صاحب هذا الخلق – خلق الغَضَب - الذي ذممناه تصدر عنه أفعال رديئة كثيرة، يجور فيها على نفسه، ثُمَّ على إخوانه، ثُمَّ على الأقرب فالأقرب من معامليه، حتى ينتهي إلى عبيده، وإلى حرمه، فيكون عليهم سوط عذاب، ولا يقيلهم عثرة، ولا يرحم لهم عبرة، وإن كانوا برآء من الذنوب، غير مجترمين ولا مكتسبين سوءًا، بل يتجرَّم عليهم، ويهيج من أدنى سبب يجد به طريقًا إليهم، حتى يبسط لسانه، ويده، وهم لا يمتنعون منه، ولا يتجاسرون على رده عن أنفسهم، بل يذعنون له، ويقرُّون بذنوب لم يقترفوها استكفافًا لشره، وتسكينًا لغضبه، وهو مع ذلك مستمر على طريقته، لا يكفُّ يدًا ولا لسانًا، وربما تجاوز في هذه المعاملة الناس إلى البهائم التي لا تعقل، وإلى الأواني التي لا تحسُّ. فإن صاحب هذا الخلق الرديء... ربما عض القفل إذا تعسر عليه، وكسر الآنية التي لا يجد فيها طاعة لأمره.
وهذا النوع من رداءة الخلق، مشهور في كثير من الجهَّال، يستعملونه في الثوب، والزجاج، والحديد، وسائر الآلات) .
__________________
  #1215  
قديم 30-10-2013, 08:11 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

أقسام الغَضَب

ينقسم الغَضَب إلى قسمين: غضب مذموم، وغضب ممدوح.
1- الغَضَب المذموم:
وهو الذي نُهي عنه وذُمَّ في الأحاديث التي وردت وهو خلق سيئ؛ (لأنه يخرج العقل والدين من سياستهما، فلا يبقى للإنسان مع ذلك نظرٌ، ولا فكرٌ، ولا اختيار) .
2- الغَضَب المحمود:
وهو أن يكون لله عزَّ وجلَّ عند ما تنتهك حرماته، والغَضَب على أعدائه؛ من الكفَّار، والمنافقين، والطَّغاة، والمتجبِّرين، وقد ذكر القرآن ذلك للرُّسل الكرام في مواضع عديدة، ووردت أحاديث كثيرة تدل على أن النَّبي صلى الله عليه وسلم كان يغضب لله عزَّ وجلَّ، قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ [التوبة:73].
قال الكلاباذي في قوله تعالى حكاية عن موسى: مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا أَلاَّ تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي [طه: 92 -93]، قال: (فكانت تلك الحدَّة منه، والغَضَب فيه صفة مدح له، لأنَّها كانت لله وفي الله، كما كانت رأفة النَّبي صلى الله عليه وسلم ورحمته في الله ولله، ثم كان يغضب حتى يحمرَّ وجهه، وتذَرَّ عروقه لله وفي الله، وبذلك وصف الله تعالى المؤمنين بقوله: أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ [الفتح:29]، وقال تعالى: أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ [المائدة: 54]) .
قال الباجي: (وأمَّا فيما يعاد إلى القيام بالحق، فالغَضَب فيه قد يكون واجبًا، وهو الغَضَب على الكفار والمبالغة فيهم بالجهاد، وكذلك الغَضَب على أهل الباطل، وإنكاره عليهم بما يجوز، وقد يكون مندوبًا إليه، وهو الغَضَب على المخطئ، إذا علمت أنَّ في إبداء غضبك عليه ردعًا له، وباعثًا على الحق، وقد روى زيد بن خالد الجهني، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لـمَّا سأله رجل عن ضالة الإبل... وقال: ما لك ولها. وغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم لـمَّا شكا إليه رجلٌ معاذَ بن جبل، أنَّه يُطوِّل بهم في الصلاة) .
__________________
 

العلامات المرجعية

الكلمات الدلالية (Tags)
موسوعة, الاخلاق, الاسلامية, الشاملة


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


جميع الأوقات بتوقيت GMT +2. الساعة الآن 09:07 PM.