#1201
|
||||
|
||||
أسباب ترك الاستغفار :
إن لترك الاستغفار أسباب كثيرة .. نذكر منها : الجهل بأهمية الاستغفار .. حينما يجهل الإنسان أهمية أخذ المناعة ضد مرض الكوليرا مثلا فإنه لا يبادر لأخذها , فجهله بأنها أمان له من السقوط فريسة لذلك المرض هو الذي جعله لا يعير أهمية لمسألة المناعة بل ولا يدير بالا للوباء المذكور .. الاستغفار كذلك هو أمان من وباء الذنوب التي تتحول إلى نقم وبلايا فالذي يجهل أهمية الاستغفار ويجهل أنه أمان لأهل الأرض لا يدير له طرفا ولا يجد له في برامجه محلا , هذا من جانب ومن جانب آخر حينما لا يأخذ هذا الإنسان المناعة ضد الوباء المذكور لجهله بأنها أمان من الإصابة به ويصيبه الوباء ويقدم عذره لأنه لم يكن عارفا بخطورته , وأن أخذ المناعة أمر بغاية الأهمية , فهل يسامحه الوباء ويقول له أنا آسف لأنني أصبتك فحيث أنك كنت جاهلا غافلا فأنا انتقل الآن لغيرك وأتركك ؟ بالطبع لا .. إذا بالنسبة إلى الاستغفار كذلك , فكون الإنسان جاهلا بأهميته وجاهلا بكونه أمانا لأهل الأرض من كل نقمة لا يكون مبررا للإنسان إذا ما حلت عليه النقمة نتيجة ذنوبه . الانشغال بلهو الدنيا .. ربما لا يجهل الإنسان أهمية الاستغفار وكونه أمانا لأهل الأرض بل ربما على النقيض تماما يعلم أن سعادته في الدارين لا تتم إلا به ومع ذلك لا يستغفر بل لا يفكر في الاستغفار أساسا , وذلك لأن الدنيا شبك قلّ من يستطيع الخلاص منه .. فالنفس بطبيعتها تحب الركون إلى الراحة واللهو وديمومة الترويح , فحينما توجه عنانها نحو طاعة من طاعات الله تراها متكاسلة متراجعة يعلوها الملل , وحينما تعرض لها شيئا من أمور الدنيا وزخارفها وما يتعلق بها من أمور الفسحة والترويح تجدها نشطة سعيدة لا تجد أدنى صعوبة في تكليفها بل تجد صعوبة في منعها .. فإذا عود الإنسان نفسه على اللهو والراحة والسياحة وحتى لو كان اللهو والسياحة بأمور مباحة فإنه ومع مرور الزمان يرى أن هذه الأمور ضرورة حياتية له كضرورة النوم والأكل والشرب , ومن ثم لا يجد فراغا من وقت يستغفر فيه ربه . الغفلة عن قرب الرحيل .. ومن أسباب ترك الاستغفار الغفلة عن قرب الرحيل , فمعلوم بالأصل أن القيامة قريبة وما مضى من الدنيا أكثر مما بقي فيها , وذلك لقوله تعالى : " اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون " , فغفلته عن قرب رحيله يجعله ينشغل عن الاستغفار وأهميته , كالطالب الذي يغفل عن قرب الامتحان فيلهو ويضيع وقته ولا يفتح عينيه إلا وقد فوجئ بساعة الامتحان فعندها يندم على عدم استعداده ومذاكرته , ولو لم يغفل عن ساعة الامتحان فعندها لربما ذاكر دروسه واستعد لامتحانه . اليأس .. ومن أسباب ترك الاستغفار اليأس من رحمة الله وغفرانه , وهذه الحالة يصاب بها الكثير من الذين عاقروا الكبائر ورأوا أن بينهم وبين جادة النجاة مسافة بعيدة جدا فكيف يسعهم الاستغفار وترك شهواتهم , فيخسرون دنياهم وهم في الأصل على يقين من الخسارة في الآخرة .. إنهم يقولون : إذا كان لا بد من الخسارة فإن الدنيا لا يسعنا خسارتها أيضا ونحن قادرون على ربحها والتنعم بها .. ولا شك أن الخطأ إذا كان مبنيا على خطأ أصبحت النتيجة خطأ مضاعفا , فليس بين الإنسان وبين طريق الجنة مسافة مهما كثرت ذنوبه ما لم يكن مشركا أو قاتلا لمؤمن على وجه العمد .. وكما أن المسلم غير لائق به ولا يصح له أن ييأس من رحمة الله وغفرانه لأن مسألة اليأس من صفات الكافرين , قال تعالى : " ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرين " , وقال تعالى : " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا " .. وكي نتخلص من اليأس علينا أن نعرف على الأقل أن الله سبحانه أرحم بعبده من الأم الحنون بوحيدها الذي لا تملك غيره |
#1202
|
||||
|
||||
الدنيا بحر عميق غرق فيه عالم كثير والإنسان في هذه الدنيا ****ب هذا البحر , فلربما تعرض لعاصفة شديدة فأغرقته أو ربما تعرض لأمواج طاغية فابتلعته أو ربما تعرض لحوت مفترس من النقمة , فهو بحاجة إلى ما يصد العاصفة الشديدة عن نفسه ويكسر الأمواج الطاغية عن قاربه ويدفع الحوت المفترس عند افتراسه , بل بحاجة إلى ما يدفع عنه أي لون من ألوان المكاره التي قد يتعرض لها في رحلته الطويلة .. ولكن ما ذلك الشيء الذي يحتاجه لدفع كل ذلك عنه ؟
إنه الاستغفار .. نعم الاستغفار الذي يضمن لكم الأمان من كل ما تتعرضون له من المكاره والمصائب والنقمات في فترة حياتكم .. بل وبعد مماتكم |
#1203
|
||||
|
||||
|
#1204
|
|||
|
|||
جزاك الله خيرا
__________________
|
#1205
|
||||
|
||||
|
#1206
|
||||
|
||||
جزاك الله خيرا وجعلة فى ميزان حسناتك ان شاء الله
|
#1207
|
|||
|
|||
جزاك الله كل خـــير
|
#1208
|
||||
|
||||
جزاك الله خير
وبارك الله فيك |
#1209
|
||||
|
||||
جزاك الله خير
وبارك الله فيك |
#1210
|
||||
|
||||
|
#1211
|
||||
|
||||
تفسير سورة الكهف {1} الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا
سُورَة الْكَهْف [ مَكِّيَّة إلَّا وَاصْبِرْ نَفْسك الْآيَة وَهِيَ مِائَة وَعَشْر آيَات أَوْ خَمْس عَشْرَة آيَة ] نَزَلَتْ بَعْد [ سُورَة الْغَاشِيَة ] "الْحَمْد" وَهُوَ الْوَصْف بِالْجَمِيلِ ثَابِت "لِلَّهِ" تَعَالَى وَهَلْ الْمُرَاد الْإِعْلَام بِذَلِكَ لِلْإِيمَانِ بِهِ أَوْ الثَّنَاء بِهِ أَوْ هُمَا ؟ احْتِمَالَات أَفْيَدهَا الثَّالِث "الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْده" مُحَمَّد "الْكِتَاب" الْقُرْآن "وَلَمْ يَجْعَل لَهُ" أَيْ فِيهِ "عِوَجًا" اخْتِلَافًا أَوْ تَنَاقُضًا وَالْجُمْلَة حَال مِنْ الْكِتَاب {2} قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَنًا "قَيِّمًا" مُسْتَقِيمًا حَال ثَانِيَة مُؤَكِّدَة "لِيُنْذِر" يُخَوِّف بِالْكِتَابِ الْكَافِرِينَ "بَأْسًا" عَذَابًا "شَدِيدًا مِنْ لَدُنْه" مِنْ قِبَل اللَّه {3} مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا "مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا" هُوَ الْجَنَّة {4} وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا "وَيُنْذِر" مِنْ جُمْلَة الْكَافِرِينَ |
#1212
|
||||
|
||||
|
#1213
|
||||
|
||||
|
#1214
|
||||
|
||||
|
#1215
|
||||
|
||||
الكهف
{16} وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرفَقًا "وَإِذْ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إلَّا اللَّه فَأْوُوا إلَى الْكَهْف يَنْشُر لَكُمْ رَبّكُمْ مِنْ رَحْمَته وَيُهَيِّئ لَكُمْ مِنْ أَمْركُمْ مِرْفَقًا" بِكَسْرِ الْمِيم وَفَتْح الْفَاء وَبِالْعَكْسِ مَا تَرْتَفِقُونَ بِهِ مِنْ غَدَاء وَعِشَاء {17} وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا "وَتَرَى الشَّمْس إذَا طَلَعَتْ تَزَّاوَر" بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيف تَمِيل "عَنْ كَهْفهمْ ذَات الْيَمِين" نَاحِيَته "وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضهُمْ ذَات الشِّمَال" تَتْرُكهُمْ وَتَتَجَاوَز عَنْهُمْ فَلَا تُصِيبهُمْ الْبَتَّة "وَهُمْ فِي فَجْوَة مِنْهُ" مُتَّسَع مِنْ الْكَهْف يَنَالهُمْ بَرْد الرِّيح وَنَسِيمهَا "ذَلِكَ" الْمَذْكُور "مِنْ آيَات اللَّه" دَلَائِل قُدْرَته {18} وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا "وَتَحْسَبهُمْ" لَوْ رَأَيْتهمْ "أَيْقَاظًا" أَيْ مُنْتَبِهِينَ لِأَنَّ أَعْيُنهمْ مُنْفَتِحَة جَمْع يَقِظ بِكَسْرِ الْقَاف "وَهُمْ رُقُود" نِيَام جَمْع رَاقِد "وَنُقَلِّبهُمْ ذَات الْيَمِين وَذَات الشِّمَال" لِئَلَّا تَأْكُل الْأَرْض لُحُومهمْ "وَكَلْبهمْ بَاسِط ذِرَاعَيْهِ" يَدَيْهِ "بِالْوَصِيدِ" بِفِنَاءِ الْكَهْف وَكَانُوا إذَا انْقَلَبُوا انْقَلَبَ هُوَ مِثْلهمْ فِي النَّوْم وَالْيَقَظَة "لَوْ اطَّلَعْت عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْت مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْت" بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيف "مِنْهُمْ رُعْبًا" بِسُكُونِ الْعَيْن وَضَمّهَا مَنَعَهُمْ اللَّه بِالرُّعْبِ مِنْ دُخُول أَحَد عَلَيْهِمْ {19} وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا "وَكَذَلِكَ" كَمَا فَعَلْنَا بِهِمْ مَا ذَكَرْنَا "بَعَثْنَاهُمْ" أَيْقَظْنَاهُمْ "لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنهمْ" عَنْ حَالهمْ وَمُدَّة لُبْثهمْ "قَالَ قَائِل مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْض يَوْم" لِأَنَّهُمْ دَخَلُوا الْكَهْف عِنْد طُلُوع الشَّمْس وَبُعِثُوا عِنْد غُرُوبهَا فَظَنُّوا أَنَّهُ غُرُوب يَوْم الدُّخُول ثُمَّ "قَالُوا" مُتَوَقِّفِينَ فِي ذَلِكَ "رَبّكُمْ أَعْلَم بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدكُمْ بِوَرِقِكُمْ" بِسُكُونِ الرَّاءِ وَكَسْرهَا بِفِضَّتِكُمْ "هَذِهِ إلَى الْمَدِينَة" يُقَال إنَّهَا الْمُسَمَّاة الْآن طَرَسُوس بِفَتْحِ الرَّاء "فَلْيَنْظُرْ أَيّهَا أَزْكَى طَعَامًا" أَيْ أَيْ أَطْعِمَة الْمَدِينَة أَحَلّ {20} إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا "إنَّهُمْ إنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ" يَقْتُلُوكُمْ بِالرَّجْمِ "أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتهمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إذًا" أَيْ إنْ عُدْتُمْ فِي مِلَّتهمْ |
العلامات المرجعية |
الكلمات الدلالية (Tags) |
تفسير, قران |
|
|